بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. نعم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له للشارح والسامعين في كتابه مسائل الجاهلية الثانية بعد المئة رميهم اتباع الرسل بعدم الاخلاص وطلب الدنيا فاجابهم بقوله ما عليك من حسابهم من شيء قال رحمه الله تعالى في المسألة الثانية بعد المئة من مسائل اهل الجاهلية قال رميهم اتباع الرسل بعدم الاخلاص وطلب الدنيا رميهم اتباع الرسل اي رمي اهل الجاهلية اتباع الرسل اي المتبعين للرسل من الفقراء والضعفاء ونحوهم ممن اشار المصنف رحمه الله تعالى في المسألة التي قبلها الى انهم يزدرونهم ويحتقرونهم وينتقصونهم فكانوا يرمونهم بعدم الاخلاص وانهم انما دخلوا في دين النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للدنيا وطلبا للمال وطلبا للرئاسة ونحو ذلك قال رميهم اتباع الرسل بعدم الاخلاص وطلب الدنيا اي انهم انما ارادوا بالدخول مع النبي صلى الله عليه وسلم في دينه انما ارادوا بذلك الدنيا لم يريدوا لم يكونوا بذلك مخلصين واورد قول الله عز وجل ما عليك من حسابهم من شيء ما عليك من حسابهم من شيء وهذه الاية ايضا لها تعلق بالمسألة التي قبلها وهي ازدراء هؤلاء للفقراء وانتقاصهم لهم قال الله عز وجل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين والله عز وجل اثبت لهؤلاء انهم يبتغون بهذا العمل وجه الله اثبت بهذا العمل اثبت لهؤلاء انهم يبتغون بهذا العمل وجه الله قال يريدون وجهه على خلاف ما ادعاه فيهم اهل الجاهلية من انهم انما ارادوا الدنيا او ارادوا المال او نحو ذلك فالله عز وجل رب العالمين قال في شأن هؤلاء يريدون وجهه وهذا هو الاخلاص ثم ان مقالة هؤلاء في في ان مقالة هؤلاء اهل الجاهلية في هؤلاء الفقراء انهم انما ارادوا الدنيا نية الانسان بينه وبين الله وحسابه على الله تبارك وتعالى ولهذا قال ما عليك من حساب من شيء وما من حسابك عليهم من شيء النوايا علمها عند الله تبارك وتعالى وتكلم هؤلاء الجاهليين في نوايا هؤلاء تكلموا فيما لا علم له به وبهذا يستفاد فائدة انه لا يجوز للانسان ان يدخل في نوايا الناس النية بين الانسان وبين ربه لا يطلع عليها الا الذي يعلم ما في الصدور الخبير تبارك وتعالى فليس للانسان ان يدخل في نوايا الناس كأن يقول هذا نيته فاسدة وهذا نيته غير صالحة او هذا لا يريد بهذا العمل الا الرياء لا يريد وجه الله هذا امر يتعلق بالنية والنية محلها القلب ونية الانسان بينه وبين الله صلحت او فسدت هي بينه وبين الله تبارك وتعالى ولهذا الذي لنا هو الظاهر واما السرائر فالله عز وجل هو الذي يتولاها ولهذا الدخول في نوايا الناس هذا من اعمال اهل الجاهلية لا يدخل في نية الانسان نية الانسان بينه وبين الله والله تبارك وتعالى هو المطلع وهو العليم بما في الصدور سبحانه وتعالى نعم قال الثالثة بعد المئة الكفر بالملائكة قال الثالثة بعد المئة الكفر بالملائكة الثالثة بعد المئة من مسائل الجاهلية كفرهم بالملائكة والكفر بالملائكة سواء كان كفرا بهم من حيث وجود الملائكة بمعنى ان ان يجحد هؤلاء وجود الملائكة او جهد خصائص الملائكة او اعطائهم من الخصائص ما لا يليق بهم او نحو ذلك من انواع الكفر واهل الجاهلية فيهم فيما يتعلق بالملائكة انواع من الكفر فمن الجاهليون من انكروا الملائكة ومن الجاهليون من جعلوهم شركاء مع الله سبحانه وتعالى في العبادة ومن الجاهليون من قالوا في حقهم انهم بنات الله تعالى الله عما يقولون وكل ذلك كفر بالملائكة ولا يكون مؤمنا بالملائكة الا من امن بهم وباسمائهم واوصافهم وخصائصهم ووظائفهم الواردة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الواردة في شرائع الله لا يكون مؤمنا بالملائكة الا بذلك اما من جاحد وجود الملائكة او جعلهم شركاء لله او اعطاهم من الخصائص ما لا يليق الا بالله او نحو ذلك فهذا كله كفر بالملائكة والكفر بملائكة الله عز وجل كفر بالله لانه لا يستقيم ايمان العبد بالله الا اذا امن بما امره الله تبارك وتعالى بالايمان به ولهذا اظاف تبارك وتعالى الايمان بالملائكة الى الى الايمان به في ايات كقوله سبحانه وتعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته فاظاف الايمان بملائكته تبارك وتعالى الى الايمان به الى الايمان به. فالايمان بهم من الايمان بالله ومن كفر بالملائكة فهو كافر بالله تبارك وتعالى والايمان بالملائكة ركن من اركان الايمان واصل من اصول الدين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وقال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فالايمان بهم اصل من اصول الايمان والايمان بالملائكة هو الايمان باسماء الملائكة واعداد الملائكة ووظائف الملائكة واوصاف الملائكة الواردة في القرآن والسنة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل نعم قال الرابعة بعد المئة الكفر بالرسل قال الرابعة بعد المئة الكفر بالرسل اي رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في ابلاغ دينه وبيان شرعه يتنزل عليهم وحي الله تبارك وتعالى فيبلغونه تاما وافيا كما امرهم الله عز وجل بذلك من غير زيادة ولا نقصان فالكفر بهم الكفر برسل الله تبارك وتعالى كفر بالله وهو من اعمال اهل الجاهلية من اعمال اهل الجاهلية الكفر بالرسل وعدم الايمان بهم والايمان بالرسل اصل من اصول الايمان لا يكون مؤمنا من لا يؤمن لا يكون مؤمنا بالله عز وجل من لا يؤمن برسل الله عز وجل والرسل الايمان بهم هو ايمان ايمان بانهم بعثوا من الله عز وجل وان الله هو الذي بعثهم وارسلهم والايمان بانهم اهل صدق ووفاء وانهم بلغوا البلاغ المبين وما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا منه وانهم جاهدوا في الله حق جهاده حتى اتاهم اليقين وانهم مجتمعون على الدعوة الى توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى اي عقائدنا واحدة اصولنا واحدة لكن الشرائع تختلف لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا فالكفر بالرسل هذا من اعمال اهل الجاهلية الكفر برسل الله عز وجل نعم قال الخامسة بعد المئة الكفر بالكتب قال الخامسة بعد المئة الكفر بالكتب اي كتب الله عز وجل المنزلة على رسله الكرام قد قال الله تبارك وتعالى وقل امنت بما انزل الله من كتاب فهذا من اصول الايمان ان تؤمن بكل كتاب انزله الله تبارك وتعالى على اي رسول سواء علمت اسم هذا الكتاب او لم تعلمه او علمت شيئا من تفاصيل ذلك الكتاب او لم تعلم لا بد لا بد من الايمان بكل كتب الله تبارك وتعالى المنزلة والايمان بانها حق وانها تنزيل الله تبارك وتعالى وانه عز وجل هو الذي تكلم بها وان رسل رسله الكرام بلغوها وافية بلا زيادة ولا نقصان وانها مشتملة على الهداية والفلاح وان من امن بها وعمل بها ممن انزلت عليهم فقد سعد في الدنيا والاخرة ومن لم يؤمن بها فقد خسر الخسران المبين في الدنيا والاخرة فالايمان بالكتب اصل من اصول الايمان واهل الجاهلية يجحدون كتب الله عز وجل ويجحدون الخير الذي فيها وما اشتملت عليه من الدعوة للهدى والحق والتوحيد والبراءة من الاوثان والاصنام وغير ذلك مما اشتملت عليه كتب الله. نعم السادسة بعد المئة الاعراض عما جاء عن الله قال السادسة بعد المئة الاعراظ عما جاء عن الله وهذا يسميه اهل العلم كفر الاعراض والذين كفروا عما انذروا مارضون يعرض بقلبه وبسمعه لا يستمع الحق ولا يتدبر بقلبه الحق بل معرض عنه تماما لا يستمع اليه ولا ايظا يتدبر الحق بقلبه فهو معرض بسمعه لا لا يعطي آآ كلام الرسل اهتماما فلا يسمعه ولا يتدبره لا يسمعه ولا يتدبره فهذا كافر كفر اعراظ معرض عما جاءت به الرسل اذا نودي ودعي ليسمع كلام الرسل وما جاءوا به من الحق اعرض وصد فهذا كفر كان عليه اهل الجاهلية يسميه اهل العلم كفر الاعراض نعم قال السابعة بعد المئة الكفر باليوم الاخر قال السابعة بعد المئة الكفر باليوم الاخر اي يوم القيامة وما فيه من الجزاء والحساب والجنة والنار والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى ومجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساءته فكان في اه الجاهلية من ينكر اليوم الاخر والبعث والقيام بين يدي الله تبارك وتعالى قال عز وجل زعم الذين كفروا الا يبعثوا فكان فيهم من ينكر البعث والجزاء والحساب وكان فيهم من يؤمن بذلك اجمالا وفيهم من ينكره بل فانكار البعث او انكار شيء من التفاصيل التي تكون يوم القيامة كل ذلك من اعمال اهل الجاهلية وصنائعهم والايمان باليوم الاخر ركن من اركان الايمان واصل من اصول من اصوله العظام نعم قال الثامنة بعد المئة التكذيب بلقاء الله قال الثامنة بعد المئة التكذيب بلقاء الله. وهذا من الايمان باليوم الاخر التكذيب بلقاء الله بمعنى ان العبد سيلقى الله عز وجل يوم القيامة ويقف بين يديه ويجازي المحسن باحسانه والمسيء باساءته فكان في الجاهلية من ينكر لقاء الله تبارك وتعالى ومن انكر لقاء الله فسدت اعماله ومن امن بلقاء الله تبارك وتعالى فان هذا الايمان يدفعه للاستعداد للقاء الله والوقوف بين يديه تبارك وتعالى ولهذا قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ولهذا ايضا يكثر في الاحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليفعل كذا لان الايمان باليوم الاخر والايمان بلقاء الله يحرك الانسان الى فعل الصالحات وترك السيئات نعم قال التاسعة بعد المئة التكذيب ببعض ما اخبرت به الرسل عن اليوم الاخر كما في قوله اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه ومنها التكذيب بقوله ما لك يوم الدين وقوله لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. وقوله الا من شهد بالحق وهم يعلمون قال رحمه الله التاسعة بعد المئة التكذيب ببعض ما اخبرت به الرسل عن اليوم الاخر وهنا ينبه المصنف رحمه الله في هذه المسائل ان كفر الجاهلية متفاوت في فيما يتعلق بالامور المغيبة فمنهم مثلا من يجحد وجود الملائكة اصلا ومنهم من يؤمن بوجود الملائكة وينكر بعضهم او ينكر بعض اعمالهم وخصائصهم فيما يتعلق باليوم الاخر منهم من يجحد اليوم الاخر ويكفر بوجود ذلك اليوم وينكر البعث ومنهم من يؤمن باليوم الاخر لكنه يجحد كثيرا من التفاصيل التي جاءت بها رسل الله عن اليوم الاخر لان جميع الرسل من اولهم الى اخرهم دعوا اممهم الى اليوم الى الايمان باليوم الاخر وذكروا لهم ايضا تفاصيل كثيرة تكون في ذلك اليوم فكان كفر الكافرين بذلك اليوم متفاوتا منهم من جحد ذلك اليوم اصلا وكفر بذلك اليوم ووجوده ومنهم من امن باليوم الاخر وامن بالبعث والحساب ولكنه يجحد شيئا من التفاصيل او جملة من التفاصيل التي تكون في ذلك اليوم العظيم ولهذا قال هنا التكذيب ببعض ما اخبرت به الرسل عن اليوم الاخر وهذا موجود عند بعض اهل الجاهلية يكذبون ببعض ما اخبرت به الرسل عن اليوم الاخر. وظرب على ذلك جملة من الامثلة قال كما في قوله اولئك اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه كفروا بايات ربهم ولقائه خص شيئا من اليوم الاخر بالذكر وانهم كذبوا به هو لقاء الله عز وجل وان الناس في اليوم الاخر يلقون الله جل وعلا ويحاسب المحسن يجازي المحسن باحسانه والمسيء باساءته جهدوا ذلك مثل ما مر معنا في المسألة السابقة عدم الايمان بلقاء الله قال ومنها التكذيب بقوله مالك يوم الدين التكذيب بقوله مالك يوم الدين ويوم الدين هو يوم الجزاء والحساب والله عز وجل هو الديان اي المجازي المحاسب ولهذا يوم القيامة يجمع تبارك وتعالى الاولين على صعيد واحد سبحانه وتعالى ويناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يقول انا الملك انا الديان يقول انا الملك انا الديان الديان اي المجازي المحاسب الذي يجازي المحسن باحسانه والمسيء باساءته فمن اهل الجاهلية من انكر ذلك وان هناك اه حساب وجزاء وجنة ونار انكروا ذلك وجحدوه وبعضهم جهد ذلك وجحد جملة من التفاصيل الواردة في ذلك باسفاف مثل ابو جهل كما جاء في بعض كتب التفسير وبعض كتب الاخبار لما قيل له ان محمدا يقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم يقول عليها تسعة عشر اي النار عليها تسعة عشر اي من الملائكة على النار تسعة عشر فقال يعني كلاما معناه وماذا يظيركم؟ انتم رجال كل واحد منكم كل عشرة من الرجال يكفوننا واحدا من هؤلاء التسعة عشر فهذا كله من التهكم والجحد للتفاصيل التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لما يكون في ذلك اه اليوم وهذه التركة تركة اهل الجاهلية في الجحد لهذه التفاصيل او الاستخفاف بها موجودة عند الطرقية واهل الباطل واهل الضلال احد شيوخ الطرقية الضلال يقول لمريديه يقول لا عليكم يوم القيامة ابصق على النار وتصبح حشيشا اخضرا يستخف ويستهين بهذا الامر وهكذا ايضا فيما يتعلق الجنة والنعيم الذي فيها اهل الضلال واهل الجاهلية يأخذون هذه الامور مأخذ الاستخفاف والتهكم والاستهزاء قال قال ومنها التكذيب بقوله ما لك يوم الدين وقوله لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ايضا هذه الحقائق التي جاء الخبر عنها في القرآن ان يوم القيامة لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة فهذا ايضا مما يجحده اهل الجاهلية ويتهكمون به ويوم القيامة يوم لا بيع لا بيع فيه لا بيع فيه عندما يأتي الانسان يوم القيامة مفلسا من الحسنات تدرون من المفلس الحديث عندما يأتي الرجل مفلسا من الحسنات هل يجد سوقا تباع فيه الحسنات فيشتريها ليزيد في حسناته او هل يجد سوقا يبيع فيه سيئاته فتشترى منه سيئاته وتتحمل عنه فيوم القيامة ليس فيه بيع ليس فيه بيع وليس فيه شراء لا لا تباع الحسنات ولا تشترى السيئات فمن قدم بالحسنات فقدم بخير وفاز بخير ومن قدم بالسيئات فقد خسر الخسران العظيم يوم القيامة ليس فيه بيع كما قال ربنا عز وجل لا بيع فيه لا بيع فيه ولا خلة ايضا ليس وهناك يوم القيامة خليل يتحمل عن خليله سيئاته او خليل يعطي خليله من حسناته بل كل يقول نفسي نفسي يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه كل يقول نفسي نفسي لا تملك نفس لنفس شيئا في ذلك اليوم كل مشغول كل مشغول بنفسه كل مشغول بنفسه كل مشغول هول مطلعه فليس في ذلك اليوم خلة ولا شفاعة ولا شفاعة الشفاعة التي نفيت هنا هي الشفاعة التي يعتقدها اهل الجاهلية وهي ان آآ الناس والملائكة وغيرهم يشفعون عند الله ابتداء لمن شاؤوا بدون اذن الله هكذا كانوا يعتقدون يعتقدون ان الملائكة وان الانبياء يشفعون عند الله سبحانه وتعالى لمن شاؤوا بدون اذن الله مثل ما يشفى عند الملوك وعند الرؤساء وعند الاعيان يشفع عندهم الوجهاء يستغلون وجاهتهم فيشفعون فقاسوا الله تبارك وتعالى بخلقه واثبتوا الشفاعة الابتدائية الانبياء وللملائكة والاصنام وغيرها اثبتوا لهم شفاعة ابتدائية فابطل الله ذلك قال ولا شفاعة وقال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال وكم من ملك في السماوات لا تغني لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى والايات في هذا المعنى كثيرة والايات في هذا المعنى كثيرة فالشاهد ان هذه العقيدة الباطلة اعتقاد هؤلاء في الشفاعة الابتدائية سواء للملائكة او الانبياء او غيرهم هذا كله مما جاء ابطاله في كتاب الله عز وجل والقرآن اثبت الله عز وجل فيه الشفاعة بشرطين الاول اذن الله تبارك وتعالى للشافع والامر الثاني رضاه تبارك وتعالى عن المشفوع له الاول اذن الله تبارك وتعالى للشافع والثاني رضاه تبارك وتعالى عن المشفوع له اما ان يشفع احد عند الله تبارك وتعالى بدون اذن الله لمن شاء الشافع ممن لم يرضى الله سبحانه وتعالى عمله وقوله فهذا ابطله الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ثم اورد رحمه الله قول الله عز وجل الا من شهد بالحق وهم يعلمون وهذا ايضا مما يجحده اهل الجاهلية الا من شهد بالحق وهم يعلمون اي ان الشفاعة لا تكون الا لمن كانت هذه الصفة الا من شهد بالحق وهم يعلمون. شهد بالحق اي بلا اله الا الله وهم يعلمون اي يعلمون معنى ما شهدوا به لا ان يقولوا لا اله الا الله بالسنتهم قولا مجردا بل يقولونها عن علم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة فاشترط العلم قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله اشترط العلم فلا تنفع لا اله الا الله لا تنفع هذه الشهادة الا من كان شاهدا لهذه الشهادة بعلم الا من شهد بالحق وهم يعلمون فهذا ايضا مما ينكره اهل الجاهلية وهم يثبتون الشفاعة الانبياء او الملائكة او غيرهم بدون اذن الله جل وعلا ولمن شاؤوا سواء رظي الله سبحانه وتعالى عمل المشفوع له او لم يرظى فجاء القرآن بابطال ذلك واثبتت الشفاعة التي هي باذن الله تبارك وتعالى وبرظاه عز عز وجل عن المشفوع لهم نعم قال العاشرة بعد المئة قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس قال رحمه الله فالعاشرة بعد المئة قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس بالقسط اي بالحق والايمان والخير والعدل والهدى فكان من اعمال اهل الجاهلية انهم يقتلون من كان يأمر بالقسط من كان يأمر بالقسط والعدل وقتلهم لمن يأمر بالقسط والعدل من الناس دليل على انهم ظلمة دليل على انهم ظلمة وانهم اهل اجرام واهل عدوان وليس عندهم حجج لو كان عندهم حجج لقابلوا هؤلاء بالحجج والبراهين ولكن لما كانوا مفلسين من الحجج والبراهين قابلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس بالقتل يقتلونهم ليتخلصوا بقتلهم من دعوتهم فقتلهم للذين يأمرون بالقسط من الناس دليل افلاسهم من الحجج وانهم ليس عندهم على اديانهم وعقائدهم اي حجة او برهانا يبرزونه ولهذا يقابلون دعاة الحق والهدى بقتلهم للتخلص من الحق الذي يدعونا اليه نعم قال الحادية عشر بعد المئة الايمان بالجبت والطاغوت قال الحادي عشر بعد المئة الايمان بالجبت والطاغوت ايمان هؤلاء بالجبت والطاغوت وقيل الجبت هو السحر وقيل هو الشيطان وقيل يشمل هذا وذاك والطاغوت كل ما ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد فهؤلاء من جاهليتهم ايمانهم بالجبت والطاغوت قال تبارك وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا فهذا من صنائع اهل الجاهلية ايمان بالجبت والطاغوت كتاب الله عز وجل بينهم فيكفرون به ويكفرون ببعضه ثم يؤمنون بالسحر ويؤمنون بالشياطين وما تمليه عليهم من الباطل نعم قال الثانية عشرة بعد المئة تفضيل دين المشركين على دين المسلمين. تفضيل دين المشركين على دين المؤمنين كما في الاية المتقدمة ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا فهؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وهذا فعله اليهود اليهود عندما ذهبوا الى مشركي اه مكة كفار قريش يتفاوضون معهم على قتال محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه سألهم المشركون قالوا من اهدى سبيلا نحن ام محمد نحن نصل آآ الرحم ونكرم الضيف ونفعل كذا ومحمد بدل ديننا وغير وفعل فقال اليهود لكفار قريش انتم اهدى سبيلا من محمد انتم اهدى سبيلا من محمد. قالوا ذلك مع انهم يعرفون ان كفار قريش عباد اصنام واوثان ويعرفون ان محمدا عليه الصلاة والسلام مرسل حقا من ربه ولكنهم كفروا به حسدا والا كما اخبر الله عنهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وموجود في الكتاب الذي بين ايديهم ذكره وصفته عليه الصلاة والسلام ومبعثه وكانوا يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ولما سألهم قريش كفار قريش قالوا من اهدى سبيلا نحن ام محمد قال اليهود للكفار انتم اهدى سبيلا. ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. اي سبيل الكفار اهدى وافضل من سبيل اهل اهل الايمان فهذا من الجاهلية ان يفضل الانسان الباطل على الحق حسدا او لكونه في نفسه شيء على صاحب الحق او لغير ذلك من الاغراظ فهذا كله من اعمال اهل الجاهلية نعم الثالثة عشرة بعد المئة لبس الحق بالباطل وهذا ايضا من اعمال اهل الجاهلية ليروجوا من خلاله باطلهم انهم يلبسوا الحق بالباطل ولبس الحق بالباطل اي خلطه به لا يقدم الباطل باطلا خالصا وانما يمزجه بشيء من الحق يمزجه بشيء من الحق حتى يغتر الجهال والعوام بالحق الذي خلط بالباطل فيقبل الحق فهذه طريقة من طرائق اهل الجاهلية في ترويج باطلهم انهم يخلطون الحق بالباطل يلبسون الحق بالباطل وذلك من اجل ان يروجوا باطلهم نعم قال الرابعة عشرة بعد المئة كتمان الحق مع العلم به. الرابعة عشرة بعد المئة من اعمال اهل الجاهلية كتمان الحق مع العلم به وذلك لغرظ في نفسه وهوا في فؤاده فيكتم الحق وهو عالم به لكونه يخالف هوى عنده او غرضا في نفسه فيكتمه وهذا من من اعظم واشنع الضلال ان يكون من عنده علم بالحق كاتما للحق غير مبين له وذلك مراعاة لهوى نفسه فيكتم الحق الذي علمه والحق الذي بلغه من دين الله تبارك وتعالى يبلغه فلا يبينه للناس ويكتمه عنهم وذلك وذلك اتباعا لهواه وتحقيقا لمراد نفسه فيكتم دين الله عز وجل وشرعه والحق الذي بلغه من دين الله يكتمه عن الناس لاغراضه الاغراض التي قامت في نفسه فهذا من اعمال اهل الجاهلية من اعمال اهل الجاهلية والشواهد على ذلك من واقعهم كثيرة مثل القصة المشهورة قصة الرجم لما زنا احد اليهود بامرأة يهودية وجاؤوا يتحاكمون الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال ما حكم اه ما حكم الزاني في في التوراة قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام ما حكم الزاني في التوراة قالوا حكم انه يؤتى ويسود وجهه وينكس على دابة ويطاف به في الاسواق فطالبهم النبي عليه الصلاة والسلام ان يأتوا بالتوراة حتى ينظر هل هذا الحكم الذي قالوه موجود ام يوجد فيها حكم غيره فجيء بالتوراة فجيء بالتوراة ووضعت بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ونظروا فيها فجاء احدهم ووضع اصبعه على اية الرجم ان حكم الزاني انه يرجم فوضع يده فهذه من طرائق هؤلاء الشيء الذي لا يريدونه من وحي الله ومن شرعه يكتمونه ويذكرون للناس خلافه نعم قال الخامسة عشرة بعد المئة قاعدة الضلال وهي القول على الله بلا علم. الخامسة عشر بعد المئة قاعدة الضلال وهي القول على الله بلا علم. قوله قائدة قال اي ركيزة الضلال واساسه فهذه التي هي القول على الله بلا علم هي اساس كل ظلال واساس كل باطل وهذا هذه الكلمة من الشيخ رحمه الله مع وجازتها تبين لنا خطورة القول على الله بلا علم وان القول على الله بلا علم هو اساس كل ضلال وركيزة وركيزة كل باطل ولهذا قال هنا قاعدة الضلال قاعدة الضلال اي اي التي عليها يبنى الضلال ويؤسس فكل ظلال وكل باطل قائم على القول على الله تبارك وتعالى بلا علم ولهذا كان القول على الله تبارك وتعالى بلا علم اعظم المحرمات واكبر الاثام ولهذا في الاية الكريمة التي جمعت المحرمات الخمس التي اتفق على تحريمها جميع الانبياء وهي قوله سبحانه قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون هذه الاية جمع فيها خمس محرمات اتفقت الشرائع على على تحريمها ختمت باخطرها واعظمها وهي القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم والقول على الله بلا علم هو سبب الشرك هو سبب البدع وسبب الضلالات بانواعها فكل ظلال وباطل قائم على هذه الركيزة ولهذا قال الشيخ رحمه الله تعالى قاعدة الضلال هكذا وصف القول على الله بلا علم وصفه بانه قاعدة الضلال اي ركيزة الضلال التي يبنى عليها الضلال ويؤسس نعم قال السادسة عشرة بعد المئة التناقض الواضح لما لما كذبوا بالحق كما قال تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج قال السادسة عشر بعد المئة التناقض الواضح لما كذبوا بالحق التناقض الواضح هذا نتيجة التكذيب بالحق من كان مكذبا بالحق لا بد ان يتناقض ولا يمكن ان يستقيم للانسان قول او ينضبط له كلام او يجتمع له امر الا اذا كان مصدقا بالحق ومن كذب بالحق لابد ان يتناقض قال الله تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا الذي لا لا يصدق بالحق ولا يؤمن به ينفرط امره ويضطرب ويكون في امر مريج وهذه نتيجة حتمية لا بد منها للتكذيب بالحق من كذب بالحق لابد ان يتناقض ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فمن كذب بالحق لابد ان يتناخى ولهذا قال رحمه الله التناقض الواضح لما كذبوا بالحق كما قال الله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج اي امر مضطرب وهذا كما قدمت نتيجة حتمية لا بد منها للتكذيب بالحق فمن كذب بالحق لابد ان يتناقض ولا يمكن ان يستقيم على امر او ينضبط له قول ما دام انه مكذب بالحق نعم السابعة عشرة بعد المئة الايمان ببعض المنزل دون بعظ قال السابع عشر بعد المئة الايمان ببعض المنزل دون بعض وهذا دليل على انهم متبعين للاهواء انما يتبعون اهواءهم ولهذا من من دلائل كونهم متبعين للاهواء انهم يفرقون بين المتماثل الوحي المنزل كله حق وكله هدى وكله من الله تبارك وتعالى فمن فرق بين هذا الحق وهذا الهدى فامن ببعض وكفر ببعض فهو متبع للهوى لو كان متبعا للحق لامن بالحق كله ولصدق بالمنزل كله فكونه يتبع ويؤمن ببعض المنزل ويكفر ببعض هذا دليل على اتباعه هواه واتباعه للباطل لان المنزل كله حق وكله وحي الله وتنزيله تبارك وتعالى والواجب الايمان به كله. نعم الثامنة عشرة بعد المئة التفريق بين الرسل التفريق بين الرسل وهذا نظير ما تقدم يؤمنون ببعض الرسل ويكفرون ببعض وهذا من جاهلية هؤلاء لانهم كل كلهم رسل الله وكلهم اهل حق وهدى وكلهم على دين واحد وعلى نهج واحد وكلهم اهل صدق واهل وفاء فالايمان ببعض والكفر ببعض الجاهلية جاهلية وقد قال الله عز وجل في شأن اهل الايمان امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير والتكذيب برسول واحد تكذيب بالجميع والكفر برسول واحد كفر بالجميع من كذب برسول واحد من رسل الله فهو كافر بجميع الرسل ولهذا قال الله سبحانه وتعالى كذبت قوم نوح المرسلين وهم انما كذبوا نوحا عليه السلام فسمى تبارك وتعالى تكذيبهم لنوح وواحد من المرسلين تكذيبا للمرسلين كلهم فالتكذيب برسول واحد تكذيب بالرسل كلهم لماذا لان الكل رسل الله وكلهم دعاة الى شيء واحد ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون نحن يقول عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى اي عقيدتنا واحدة فالرسل كلهم دعاة الى الحق والهدى فمن امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر بالجميع نعم التاسعة عشرة بعد المئة مخاصمتهم فيما ليس لهم به علم. وهذا ايضا من صنائع اهل الجاهلية المخاصمة فيما ليس لهم به علم اي هم اهل جدل جدل واهل خصومة بل هم قوم خصمون اهل خصومة يخاصمون ويجادلون فيما ليس لهم به علم هذه جاهلية هذه جاهلية ولا تزال موجودة في بعض الناس يقحم نفسه ويجادل ويخاصم فيما ليس له به علم لا فيما ليس له بعلم لكنه اوتي الجدل واحب الجدل واحب الخصومات وقد قال عليه الصلاة والسلام ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم تلا قول الله تبارك وتعالى ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون بل هم قوم خصمون فكانوا اهل خصومة ويجادلون فيما ليس لهم به علم فيما ليس لهم به علم لا علم لهم بالشيء ولكنهم يخاصمون ويجادلون فهذه من اتصال اهل الجاهلية. نعم العشرون بعد المئة دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم. العشرون بعد المئة دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم دعواهم اي زعمهم انهم متبعين للسلف اي انهم متبعين للانبياء والرسل وانهم على نهج الرسل مثل ما سبق ان مر معنا ادعاء المشركين انهم على نهج من على نهج ابراهيم عليه السلام يدعون ذلك يدعون انهم على نهجه وانه هو سلفهم وانهم متبعون له وابراهيم الخليل كسر الاصنام بيده وهم نصبوا الاصنام عند الكعبة وفي جوفها وخالفوا ابراهيم في في التوحيد وفي الحق والهدى الذي كانوا يدعوا اليه وفي الوقت نفسه يزعمون انهم اتباع له فهذه من من طرائق اهل الجاهلية دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم في واقعهم وفي اعمالهم وفي اقوالهم مخالفين ويزعمون انهم متبعين للسلف وهذا ايضا لا يزال موجود لا يزال موجود من يدعي انه يتبع السلف وهو مخالف لهم في الاقوال والاعمال لو سئل قيل له هل انت صاحب سنة او صاحب بدعة؟ يقول انا صاحب سنة لكن من حيث الواقع العملي هو صاحب ماذا صاحب بدعة يمارس البدع لكن لا يقول انا صاحب بدعة يقول انا صاحب سنة وانا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيوجد في في الناس من هذه طريقته وهي طريقة اهل الجاهلية يزعم انه من اتباع السلف لكنهم في الواقع العملي وفي حقيقة امره مخالف لهم نعم الحادية والعشرون بعد المئة صدهم عن سبيل الله من امن به وهذا ايضا من اعمال اهل الجاهلية الصد عن الحق وعن دين الله تبارك وتعالى وعن الهدى يرتبون في في ذلك مخططات ويمكرون مكرا كبارا وهذا موجود في قديم الزمان وحديثه الصد صد من امن عن الحق والهدى وقد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى فيما سبق امثلة لصد هؤلاء عن الحق والهدى وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره. هذا تخطيط للصد عن الهدى ولهم مثل ذلك امور كثيرة جدا يرتبونها ويخططون من اجل صد الناس عن الحق والهدى نعم الثانية والعشرون بعد المئة مودتهم الكفر والكافرين الثانية والعشرون بعد المئة مودتهم اي محبتهم وميلهم الى الكفر والكافرين فهذا ايضا مما كان عليه اهل الجاهلية ميلهم لمن كان كافرا وميلهم للكفار ووتجانفهم واعراضهم عمن كان مؤمنا وعن الايمان نعم الثالثة والعشرون بعد المئة مودتهم الكفر لمن امن نعم هذي ايظا من من من جاهلية هؤلاء من جاهلية هؤلاء مودتهم الكفر لمن امن يعني يودون ان يؤمن يودون من من المؤمن ان يكفر بالله تبارك وتعالى مثل قول مثل ما جاء في قوله تبارك وتعالى ود الذين كفروا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ودوا لو تدهنوا فيدهنون فهذا ايضا من الامور التي عليها اهل الجاهلية مودتهم ان ان يكفر المؤمن نعم الرابعة والعشرون بعد المئة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعشرون بعد المئة العيافة والطرق والطيرة والكهانة والتحاكم الى الطاغوت وكراهة التزويج بين العبدين. والله اعلم. وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم ثم ذكر رحمه الله هذه المسائل من مسائل اهل الجاهلية قال والعيافة والعيافة والعياذة هي زجر الطير وكان هذا من اعمال اهل الجاهلية التشاؤم بالطير اذا اراد احدهم ان يسافر لتجارة او اراد ان يتزوج او اراد ان يقوم بعمل من اعمال زجر الطير من اماكنها فاذا ذهبت ذات اليمين اقدم واذا ذهبت ذات الشمال احجم فهذا من من جاهلية هؤلاء العيافة قال والطرق اي الطرق بالحصى في الارض وهذا يفعلونه من اجل ان يتكهنوا في الامور التي سيقدمون عليها يطرقون في الارض او يخطون خطوطا في الارض يبنون عليها اما الاقدام او الاحجام فهذا ايضا من اعمال اهل الجاهلية والطيرة اي التشاؤم بالطيور برواحها ومجيئها ذات اليمين او ذات الشمال او ايظا بانواع من الطيور اذا اراد احدهم ان يسافر ثم رأى في طريقه بوما تشاءم وامتنع من السفر فهذا من اعمال اهل الجاهلية قال والطيرة والكهانة اي الذهاب الى الكهنة والعرافين الذين يدعون معرفة الامور قد قال عليه الصلاة والسلام من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام ان آآ ان التولة والطيرة ان ان الرقى والتمائم والتولة شرك وجاء عنه في ذلك احاديث عديدة قال والتحاكم الى الطاغوت والتحاكم الى الطاغوت ايضا هذا من من جاهلية هؤلاء يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به فمن جاهلية هؤلاء التحاكم الى الطاغوت والطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ثم ختم رحمه الله تعالى هذه المسائل بالمسألة الاخيرة وهي كراهة التزويج بين العيدين. كراهة التزويج بين العيدين كراهة التزويج بين العيدين اي عيد الفطر وعيد الاضحى هذا ايضا من من جاهلية هؤلاء وهو من التشاؤم الاوقات وهو من التشاؤم بالاوقات فلا يتزوجون في هذا الوقت وخاصة شوال الذي يأتي بعد عيد الفطر يأتي بعد رمضان هذا لا لا لا يتزوجون فيه ويرون ان الزواج بمثل هذا الوقت سبب لفشل الزواج وهذا من جاهليتهم التشاؤم بالاوقات الزواج في كل وقت من ليل او نهار فمباح ومشروع ولا يختص بوقت معين الا ما جاء النهي عنه من الخطبة والنكاح حال الاحرام هذا من محظورات الاحرام يمنع من من عقد النكاح او الزواج في حال احرامه تعظيما للاحرام اما اهل الجاهلية فكان عندهم بعض الاوقات يمتنعون من الزواج فيها ويعتقدون انها اه انها سبب لفشل الزواج ولهذا جاء في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت تزوج بي النبي صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى في وبنى في شوال واني من احظى زوجاته عنده واني من احظى زوجاتي عنده ولهذا قال اهل العلم في شرح الحديث اه كأنها ارادت ان ترد على من كان على ما عليه اهل الجاهلية من التشاؤم من التشاؤم في بالزواج في في شهر شوال وانه شؤم فهي تقول النبي صلى الله عليه وسلم تزوجني في شوال وبنى في في شوال واني من احظى زوجاته عنده فالشهور والايام ليس لها علاقة ببركة الزواج او عدم البركة البركة من الله عز وجل ومن ارادها يلتمس اسبابها في زواجه وفي كل اموره وبهذا ختم الشيخ رحمه الله تعالى المسائل التي اه اراد التنبيه عليها وبيانها في هذا الكتاب وكما اه جاء في المقدمة لم يقصد الشيخ رحمه الله تعالى حصر المسائل وانما اراد ان يضرب على ذلك جملة من الامثلة وايضا مراده رحمه الله تعالى بعرض هذه المسائل ان يحذر المسلم من الوقوع في هذه الامور وهذه الخصال التي هي من اعمال الجاهلية لا سيما وان نبينا صلى الله عليه وسلم اخبر في الحديث الصحيح قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه؟ قال ذلك عليه الصلاة والسلام محذرا امته ولا يستقيم او لا يتمكن الانسان من تجنب خصال اهل الجاهلية الا بمعرفتها ولهذا حذيفة ابن اليمان يقول كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافته فمعرفتك بهذه الخصال خصال اهل الجاهلية يعتبر غنيمة لك لتجاهد نفسك على اتقاء واجتناب والبعد عن هذه الخصال. نعوذ بالله تبارك وتعالى من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء ونعوذ به تبارك وتعالى من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن ونعوذ به تبارك وتعالى من ان نشرك كبه ونحن نعلم ونستغفره تبارك وتعالى لما لما لا نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى من شر ما علمنا ومن شر ما لم نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى من شر ما عملنا ومن شر ما نعمل ونعوذ به تبارك وتعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ونعوذ به تبارك وتعالى من شر الشيطان وشركه وان نقترف على انفسنا سوءا او نجره الى مسلم ونعوذ به تبارك وتعالى من الشيطان الرجيم ومن همزه ونفخه ونفثه ونعوذ به تبارك وتعالى من شر ما استعاذه منه عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ونسأله جل وعلا من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ به من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم نسأله تبارك وتعالى ان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه المستطاب بقوله والله اعلم وصلى الله وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرا. وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا السائل يقول هل هذه المسائل مسائل الجاهلية التي درسناها يقال انها ان كلها وقع فيها المسلمون اليوم نرجو التوظيح هذه المسائل التي ذكرها الشيخ رحمه الله تبارك وتعالى وغيرها مما لم يذكر قد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم قولا عاما واضحا في الحديث المتقدم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه بل قال عليه الصلاة والسلام لو وجد فيهم من اتى امه علانية لوجد في امتي من يأتي امه علانية فخصال الجاهلية توجد في الامة لكنها تقل وتكثر وتوجد في في مناطق وتعدم في مناطق لكن لها لها وجود لها وجود قلت او كثرت ولا يعني وجودها ان تكون ان يكون وجودها عاما في في في الجميع لا وانما لها وجود قل او كثر ولهذا بعظ خصال الجاهلية تراها منتشرة انتشارا واسعا وبعض خصال الجاهلية لا تسمع بوجودها الا ندرة الا ندرة وفي قلة من الناس فالشاهد ان هذه الخصال التي كان عليها اهل الجاهلية لا باقية وموجودة تقل او تكثر لقول نبينا عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم؟ نعم هذا السائل يقول هل التحاكم الى الدستور والقوانين الوضعية من التحاكم الى الطاغوت؟ نعم هذا من التحاكم الى الطاغوت تحاكم لا يكون الا الى شرع الله والى وحيه تبارك وتعالى وتنزيله الى كلامه وكلام رسوله ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله نعم ماذا يقول هل يجوز لشخص ان يقول انا لا اتكلم في هذه الجزئية من الدين ويجعل ذلك دستور له ام انه من بعض من اخذ بعض الكتاب وترك بعضه اذا كان مقصوده انه لا يتكلم في هذه الجزئية هجرا لها وعدم قناعة بها او عدم رظا فهذا هوى هذا هوى وباطل مبتلى به صاحب هذه صاحب هذه المقالة واما اذا كان مراده انه لا يتكلم في هذه الجزئية لانه يرغب ان يبين للناس امرا اعظم يحتاجون اليه مثل ان انه وجد اناسا عندهم خلل في التوحيد وعندهم خلل في بعظ الاداب فقال انا لا اتكلم في هذه الجزئية من الاداب حتى ابدأ اولا بالتوحيد واعلم الناس التوحيد فهذا نهج سديد وكذلك ايضا اذا كان مراده الا يتكلم في جزئية معينة عملا بما جاء في في بعظ الاثار عن الصحابة وغيرهم حدثوا الناس بما يعرفون اتريدون ان يكذب الله ورسوله اذا كان له غرظ من هذه الاغراض الصحيحة فلا بأس نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول يذكر اهل العلم في باب الاعتقاد الخروج على الحكام. فما هو وجه دخوله فما هو وجه؟ دخوله باب الاعتقال نعم يذكر بعض اهل العلم اه الخروج على الحكام بباب الاعتقاد لانه اصبح جزءا من العقيدة التي لا لا تستقيم عقيدة الناس وايمانهم وعباداتهم الا الا به ووذلك عندما اتخذ طوائف من الناس عقيدة ودينا الخروج على الحكام وجعلوا من عقيدتهم ودينهم اه الخروج على الحكام فاهل العلم واهل البصيرة بدين الله تبارك وتعالى ضمنوا الاعتقاد هذه المسألة العظيمة مخالفة لهؤلاء اهل الباطل وتأكيدا على عظم هذه المسألة وخطورتها في الدين وما يترتب على الخروج من الفساد العريظ الواسع وذكر اهل العلم مسائل دون هذه المسألة في في كتب الاعتقاد ذكروها مخالفة لما يعتقده اهل الباطل في تلك المسائل مثل المسح على الخفين ومثل البسملة واشياء من هذا القبيل التي هي من فروع العبادات اوردوها في كتب الاعتقاد لما تدين اهل الباطل باعتقاد بطلان هذه الامور وتدينوا بعدم الايمان بها فاثبتها اهل السنة والجماعة بيانا لعظم مكانتها ووجوب الايمان بها ثمان اي عمل يتقرب به المسلم الى الله سبحانه وتعالى ومن ذلك عدم الخروج على الحكام وغير ذلك من الاعمال لابد ان يكون عن اعتقاد اعتقاد انه من دين الله وانه من شرع الله وانه فيه هدى وصلاح للناس وفلاح ولهذا قال اهل العلم من فرق بين مسائل الدين فقال مسائل اصول ومسائل فروع من اجل ان يقلل من الفروع وينتقص منها ويهون من شأنها فهو بهذا على ظلال وباطل نعم تمثلت به والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين