بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وغفر له في كتابه القواعد الاربعة قال رحمه الله القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو الرازق المدبر وان ذلك لم يدخلهم في الاسلام والدليل قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض من يملك امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. ومن يدبر الامر فيقولون الله فقل افلا تتقون هذه قواعد اربعة جمعها المصنف رحمه الله تعالى في هذه الرسالة التي اشتهرت بالقواعد الاربع لانها جمعت اربع قواعد عظيمة جدا ومهمة يحتاج اليها كل مسلم لان بمعرفة هذه القواعد يميز المسلم بين الحق والباطل والتوحيد والشرك والهدى والضلال ولا تلتبس عليه الامور ولا تنطلي عليه شبهات المضلين واضاليل المبطلين بل ان فهذه القواعد تكون له باذن الله عز وجل نعم العون على المحافظة على التوحيد الصحيح والايمان الراسخ والبعد عن الشرك الذي هو اعظم الذنوب واظلم الظلم هذه القواعد ايها الاخوة الكرام قواعد عظيمة جمعها المصنف رحمه الله ليميز بها المسلم بين التوحيد والشرك يعرف حقيقة التوحيد الذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه ويعرف من خلالها حقيقة ضده وما ينقضه وهو الشرك بالله عز وجل الذي هو اعظم شيء نهى الله تبارك وتعالى عباده عنه وتوعد اهله بان يعذبهم يوم القيامة وان يخلدهم في نار جهنم ابد الاباد وان يدخل وان يدخلهم نار جهنم وان يبقوا فيها مخلدين لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وكل مسلم قرأ ما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم من الوعيد المشركين والتهديد لهم والعقوبات التي اعدها الله تبارك وتعالى لهم يخاف من الشرك اعظم الخوف ويحاذره اشد المحاذرة ويحتاط لنفسه من ان يقع فيه او في شيء من جوانبه وكما قدمت فان هذه القواعد العظيمة المباركة التي جمعها المصنف رحمه الله تعالى تعين العبد على ضبط هذا الامر تعينه على حسن فهمه وعلى السلامة من شبهات اهل الباطل وقد بدأها رحمه الله تعالى بقوله وذلك بمعرفة اربع قواعد ذكرها الله في كتابه ذكرها الله في كتابه وقوله رحمة الله عليه ذكرها الله في كتابه يبين لنا المنهج الذي سار عليه رحمة الله عليه في بيان العلم وتقرير الحق والهدى فهو في كل ما يبينه ويقرره يذكر شواهد ذلك من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يأتي بشيء من قبل نفسه ولا يبني حكما على الهوى او على التجربة او على الذوق او نحو ذلك من المسالك التي يسلكها كثير من الناس في الاستدلال لما يقومون به من عبادات واعمال فهو رحمه الله تعالى لا يبني شيئا من امور الدين الا على قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا جاءت عامة كتبه رحمه الله تعالى قائمة على هذا الاصل يذكر الحكم مضموما اليه دليله من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة التي ينبغي ان يكون عليها كل مسلم في عقيدته ودينه اذ كيف تعرف العقيدة الصحيحة والايمان القويم بغير الاعتماد على كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه وكما قال من قال من اهل العلم كيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كثيرا ما يقول من فارق الدليل ظل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه جادة مباركة وطريق قويمة كان عليها الامام المجدد رحمه الله تعالى وكان عليها ائمة اهل العلم من قبله وكذا من بعده يقيمون امور الدين على قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال لك هنا وذلك بمعرفة قواعد اربعة ذكرها الله تعالى في كتابه ثم شرع في ذكرها قاعدة تلو الاخرى بدأ بالقاعدة الاولى قال ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر وان ذلك لم يدخلهم في الاسلام وهذا ايها الاخوة اصل عظيم وقاعدة مهمة جدا في هذا الباب ان نعلم ان الكفار المشركين الذين ورد ذمهم بايات كثيرة من القرآن الكريم وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح اموالهم وقاتلهم صلوات الله وسلامه عليه كانوا مقرين بان الخالق الرازق المنعم هو الله تبارك وتعالى ما كانوا يقولون ان الذي يخلق هو الاصنام او الذي يرزق هو الاصنام او الذي يعطي ويمنع هو الاصنام ما كانوا يقولون ذلك بل يقولون الخالق الله الرازق الله المنعم الله المدبر الله كانوا يقولون ذلك ويقرون به والله سبحانه وتعالى بين لنا ذلك في القرآن الكريم في ايات كثيرة جدا بين فيها تبارك وتعالى ان المشركين الكفار الذين قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام كانوا مقرين بان الخالق الرازق المنعم المتصرفة المدبر هو الله تبارك وتعالى ولم يدخلهم هذا الاقرار في الاسلام كما بين ذلك المصنف رحمه الله قال ولم يدخلهم في الاسلام لان الدخول في الاسلام لا يكون بمجرد الاقرار بربوبية الله وانه عز وجل الخالق الرازق المنعم المتصرف بل لا بد مع ذلك من الاتيان بلازم هذا الاقرار الا وهو ان يفرد تبارك وتعالى بالعبادة وان يخص وحده عز وجل بالطاعة والا يجعل معه شريك وان يخلص الدين له جل وعلا كما قال سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وكما قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا كما قال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وكما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكما قال جل وعلا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وكما قال جل وعلا الا لله الدين الخالص وكما قال جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فلا يكون المرء موحدا لله عز وجل الا اذا اخلص العبادة لله لا بمجرد اقراره بان الرب الله والخالق الله والرازق الله والمنعم الله هذه هذه وحدها ليست كافية لان يكون بها العبد موحدا اذ لا يكون موحدا الا اذا جاء بالتوحيد العملي الذي هو اخلاص العبادة لله تبارك وتعالى وافراده سبحانه بالعبادة دون سواه بالا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يصلي ويسجد ويركع الا لله ولا يذبح وينذر الا لله ولا يتوكل ويرجو ويخاف الا من الله ولا يصرف شيئا من العبادة الاله عز وجل كما قال سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت اي بهذا التوحيد وهذا الاخلاص لله عز وجل وقال الله وقال الله تبارك وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد. وكن من الشاكرين وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ولما كان لما كانت هذه الرسالة رسالة مختصرة لا تستحملوا او لا تحتملوا الاستيعاب وبسط الدلائل والشواهد اكتفى بذكر دليل واحد من دلائل القرآن الكريم على ان الكفار المشركين الذين قاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام كانوا مقرين بان الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر هو الله تبارك وتعالى. فساق رحمه الله ما جاء في سورة يونس قول الله عز وجل قل اي ايها النبي للمشركين من يرزقكم من السماء والارض قل ايها النبي موجها الخطاب للمشركين الذين بعثت فيهم قائلا لهم من يرزقكم؟ سلهم هذا السؤال من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر المشركين الذين يعبدون الاصنام والذين اتخذوا الالهة والانداد وعبدوا مع الله تبارك وتعالى غيره سلهم هذا السؤال قل لهم من يرزقكم من السماء والارض من الذي يمن عليكم بالرزق من السماء اي بالامطار التي تنزل من السماء محملة بالخير والبركة والغيث للناس والعباد والماشية ومن الارض باخراج النباتات والزروع واصناف النعم التي يمن تبارك وتعالى بها على عباده ماذا يقولون هل يقولون ان الذي يرزقنا من السماء والارض هو الاصنام لا يقولون ذلك بل يعتقدون ان الاصنام ليست خالقة ولا رازقة ولو مدبرة ولو متصرفة اذا لماذا يعبدونها سيأتي الجواب على ذلك لا يعتقدون انها خالقة ولا يعتقدون انها رازقة ولا يعتقدون انها مدبرة او مصرفة لا يعتقدون ذلك واذا سئلوا من يرزقكم من السماء والارض؟ لا يقولون الاصنام بل يقولون ماذا الله يقولون الله هو الذي يرزقنا من السماء والارض ايضا تنهم من يملك السمع والابصار من الذي بيده ملك السمع وملك البصر وملك كل شيء سيقولون الله هو المالك للسمع وهو المالك للبصر وهو المالك لكل شيء ايضا سلهم من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي من هو الذي بيده الحياة والموت والتصريف والتدبير ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي لا يقولون الاصنام بل يقولون الذي يفعل ذلك هو الله تبارك وتعالى الخالق لكل شيء المتصرف في هذا الكون وحده جل وعلا ايضا سلوا من الذي يدبر الامر اي امور هذا الكون من احياء واماتة وعطاء ومنع وخفض ورفع وعز وذل وغير ذلك من انواع التدبيرات من الذي يقوم بذلك؟ لا يقولون الاصنام لا يقولون الاصنام هي التي تدبر الامر بل يقولون الله ولهذا قال تبارك وتعالى فسيقولون الله هذا الجواب الذي يجيبون به فسيقولون الله اي سيقولون سيقول المشركون الكفار اذا سألتهم هذا السؤال سيقولون الذي يا يرزق من السماء والارض والذي يملك السمع والبصر والذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. والذي يدبر الامر هو الله تبارك وتعالى فقل افلا تتقون اذا قالوا ان الذي يخلق هذه الاشياء ويدبر هذه الامور هو الله فقل لهم الا تتقون الله لماذا تتخذون معه الانداد وتتخذون معه الشركاء وانتم تقرون انه لا خالق لكم غير الله ولا مدبرا للامر غير الله ولا مالك الا الله الا تتقون الله فتفردونه بالتوحيد وتخصونه بالطاعة وتخلصون له الدين وقد اقررتم انه خالقكم ورازقكم والمدبر للامور كلها الا تتقون الله عز وجل فقل افلا تتقون اي بترك الشرك والبعد عن الكفر وبالاخلاص لله تبارك وتعالى بالعبادة والتوحيد فهذه الاية ولها نظائر كثيرة جدا في كتاب الله جل وعلا تركها المصنف مراعاة للاختصار في هذه الرسالة كلها تشهد وتدل على ان المشركين كانوا يقرون بان الخالق الرازق المنعم المتصرف هو الله تبارك وتعالى ويأتي هنا سؤال قرر من خلاله المصنف رحمه الله تبارك وتعالى هذه القاعدة هل اقرار المشركين هل اقرار المشركين بان الخالق الرازق المنعم المالك هو الله. هل هذا الاقرار ادخلهم في التوحيد والاسلام هل كانوا بهذا الاقرار موحدين مسلمين ام هم مع هذا الاقرار مشركون بالله؟ كفار وانظر الجواب على هذا السؤال في قوله تبارك وتعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. ما معنى قوله وما يؤمن اكثرهم بالله اي خالقا رازقا مالكا مدبرا متصرفا الا وهم مشركون اي مشركون معه غيره في العبادة وما يؤمن اكثرهم بالله اي خالقا رازقا منعما متصرفا مدبرا الا وهم مشركون اي الا وهم مشركون معه في العبادة يقرون بانه الخالق ولكن يدعون غيره ويتوكلون على غيره ويذبحون لغيره ويصرفون انواعا من العبادة لغيره هذا ومعنى قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وايضا قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون ما معنى قوله وانتم تعلمون؟ والخطاب للمشركين الذين اتخذوا الانداد فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. تعلمون ماذا تعلمون انه لا خالق لكم غير الله لا رازق لكم غير الله لا مدبرا للامر غير الله انتم تعلمون ذلك والشواهد على انه على انهم يعلمون ذلك ها هي امامنا ها هي امامنا من كتاب الله من يملك السمع والابصار من يرزقكم من السماء والارض. من يدبر الامر من يخرج الحي من الميت كل ذلك يجيبون خائنين الله اذا هم يعلمون ان الذي يخلق ويرزق وينعم ويدبر ويحيي ويميت ويتصرف يعلمون ان ان الفاعل لذلك والموجد لذلك والخالق لذلك هو الله تبارك وتعالى ليس له شريك في ذلك اذا لماذا يتخذون الانداد والشركاء لماذا يتخذون الانداد والشركاء هذا سؤال هل الجواب على ذلك انهم اتخذوا الانداد والشركاء لانهم يعتقدون ان ان هذه الانداد تخلق وانها تحيي وتميت وانها ترزق من السماء والارض وانها تملك السمع والابصار هل هذا الجواب على هذا السؤال صحيح ابدا اذا لماذا كانوا يتخذون الانداد مع انهم يقرون انها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبر الامر ولا تحيي ولا تميت. لماذا كانوا يتخذون الانداد؟ الجواب على ذلك سيأتي عند المصنف رحمه الله تبارك وتعالى في قاعدة اتية لكن هنا ينبغي ان نفهم من هذه القاعدة العظيمة التي ذكرها رحمه الله تعالى ان اقرار المرء بان الخالق الرازق المنعم المتصرف هو الله تبارك وتعالى هذا وحده لا يكفي لان يكون به موحدا لا يكفي هذا الاقرار لان يكون به موحدا لله تبارك وتعالى. بل لا يكون موحدا لله الا اذا اتى بلازمه الا وهو افراد الله وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له كما قال ربنا جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وكما قال جل وعلا وانا ربكم فاعبدون اي اعبدوا الرب الذي تفرد بالخلق والرزق والملك والاحياء والتدبير والتصرف افردوه وحده تبارك وتعالى بالعبادة ولهذا كانت هذه الحقيقة التي قررها القرآن واهتدى اليها بعض آآ المشركين كانت سببا لهدايتهم وتركهم لعبادة الاوثان وتخلصهم من عبادة الاصنام التي لا تملك شيئا ولا تملك ظرا ولا عطاء ولا نفعا مثل قصة عمرو بن الجموح وهي قصة عجيبة كانت سبب اسلامه وكان سيدا في قومه وكان قد خص نفسه بصنم عنده في البيت محتفيا به معتنيا به يطيبه وينظفه ويجمله وظعه في مكان جميل في البيت وكان كلما دخل الى بيته عبد هذا الصنم فمن الله تبارك وتعالى على ابنه معاذ بالاسلام وعلى بعض صغار اه الانصار تغار الخزرج من الله عليهم بالاسلام تخططوا خطة يوضح من خلالها لعمرو ابن الجموح ان هذه الاصنام لا تستحق هذه العبادة مثل المخطط الذي او الخطة التي قام بها امام الحنفاء ابراهيم الخليل عليه السلام فجاءوا في الليل ووالده نائم الذي هو عمرو ابن الجموح جاءوا في الليل واخذوا الصنم واخذ الصنم وذهبوا به الى المكان الذي تقضى فيه الحاجة الى المكان الذي تقضى فيه الحاجة ووضعوا الصنم منكسا على رأسه فوق العذرة جعلوه منكسا على رأسه فوق العذرة فلما اصبح يريد ان يعبد ذلك الصنم اخذ يبحث عن ما وجده فاخذ يبحث عنه في البيت هنا وهناك الى ان وجده منكسا على رأسه فوق العذرة فغضب من هذا المنظر ولا يزال قلبه متعلق بهذا الصنم فاخذه غسله ونظفه وطيبه واعاده الى مكانه وعبده وهو وهو قبل قليل حمله من فوق العذرة ملطخا بالعذرة معبوده واخذه وغسله بنفسه وازال عنه الوسخ بيده. ونظفه ثم وظعه امامه وقام على عبادته ثم اعادوا الكرة مرة ثانية وايضا بحث عنه وجده بهذه الصفة ونظفه واعاده الى مكانه واستمر على عبادته المرة الثالثة اخذوا آآ المرة الثالثة لما اعادوا لما اعاد الصنم الى البيت جاء في الليل ووضع بجنب الصنم سيف قال ان كنت صادقا دافع عن نفسك يعني الى متى انا الذي ادافع عنك وانا الذي ابحث عنك وانظفك انت دافع عن نفسك هذا السيف ادافع عن نفسك ان كنت حقا او صادقا دافع عن نفسك وظع السيف عنده جاؤوا في الليل واخذوا الصنم بالسيف وذهبوا الى المكان الذي تلقي فيه الناس النساء الحيض والقاذورات وربطوا في عنقه كلب ميت واخذوا السيف ورموه في في هذا المكان واخذ يبحث عنه ثم وجده بهذه الصفة وحينئذ طابت نفسه طابت نفسه لما تقرر عنده هذا الامر اذا كان لا ينفع نفسه كيف ينفعني اذا كان لا يملك لنفسه دفعا ولا نفعا ولا عطاء ولا منعا لماذا اعبده؟ لماذا ابكي عنده؟ لماذا ارجوه؟ لماذا امد يدي عنده ادعوه وهو لا يملك شيئا لنفسه كيف يملك لي شيئا وهو لا يملك شيئا لنفسه مثل هذه القصة ايضا قصة رجل من المشركين سافر الى مكان بعيد ومعه اغنامه الى صنم من الاصنام وهو يريد ان يدعوه ويسأله ويعرض عليه حاجاته ولما وصل الى الصنم فوجئ ان فوق الصنم ثعلب والثعلب يبول والبول ينزل من فوق رأس الصنم الى اسفل قدميه يصب البول من فوق رأس الصنم الى اسفل قدميه فهاله المنظر ثم قال بيتا ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب ورجى لا تملك شيئا لا لنفسها فكيف تملك شيئا لغيرها افلا تتقون يقول الله جل وعلا الا تتقون الله كيف تعبدون احجارا او اشجارا لا تملك لنفسها ضرا ولا منعا ولا عطاء ولا خفظا ولا رفعا كيف تعبدون هذه الاشياء ثم هنا يأتيك سؤال ضعه في بالك لانه سيأتي في قاعدة عند المصنف رحمه الله قاعدة مهمة هل الشرك الذي حرمه الله سبحانه وتعالى هل هو عبادة الاحجار فقط والاشجار هل الشرك الذي حرمه الله هل هو فقط عبادة الاحجار والاشجار او عبادة كل شيء سوى الله مثلا من عبد ملكا من الملائكة هل يكون مشركا او لا يكون مشركا الا اذا عبد حجرا من عبد نبيا من الانبياء كعيسى اول عليه الصلاة والسلام او غيره من الانبياء هل يكون بذلك مشركا او لا يكون مشركا الا اذا عبد حذرا من الاحجار هذه مسألة مهمة وسيأتي تقريرها وذكر الدلائل عليها من كتاب الله في قاعدة مهمة جدا عند المصنف رحمه الله تعالى اذا هذه القاعدة القاعدة الاولى قرر فيها رحمه الله تعالى ان اقرار العبد بان الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر هو الله هذا وحده لا يكفي بان يكون به موحدا بل لا بد مع ذلك ان ان ان يقر وان يأتي بلازم ذلك وهو توحيد الله عز وجل بالعبادة واخلاص الدين له عز وجل. نعم قال رحمه الله القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. فدليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم يختلفون. ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار ودليل الشفاعة قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. والكافرون هم الظالمون والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رظي الله قوله وعمله بعد اذني كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وهذه هي القاعدة الثانية وهي قاعدة عظيمة ومهمة جدا وهي متممة ومكملة للقاعدة الاولى وذلك اننا عرفنا في القاعدة الاولى ان المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بان الخالق الرازق المنعم المتصرف هو الله تبارك وتعالى وان الذي وان هذا لا يدخلهم في الاسلام لم يدخلهم في الاسلام اذا يأتي سؤال اذا يأتي سؤال يطرح نفسه كما يقولون اذا كانوا يقرون بان الذي يخلق ويرزق وينعم ويتصرف ويدبر الامر هو الله تبارك وتعالى اذا كانوا يقرون بذلك فلماذا لماذا يعبدون هذه الاصنام لماذا يعبدون هذه الاصنام اذا كانوا يقرون انها لا تخلق ولا ترزق ولا تعطي ولا تمنع الى اخره لماذا يعبدونها وهم يقرون انها لا تخلق ولا تملك ولا ترزق ولا تدبر الامر كما هو واظح في الدليل الذي ساقه المصنف رحمه الله في القاعدة الاولى. اذا يأتي سؤال هنا يطرح نفسه كما يقال لماذا يعبدونها لماذا يعبدونها لماذا يتجهون اليها بالسؤال؟ لماذا يبكون عندها؟ ويتضرعون اليها ويلحون عليها بالطلب ويصرفون لها انواعا من العبادة لماذا؟ ما السبب يأتي الجواب في هذه القاعدة قال رحمه الله القاعدة الثانية انهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة ما دعوناهم ولا توجهنا اليهم الا لطلب القربة والشفاعة. المشركون يقولون نحن لم نتجه الى هذه الاصنام ولم ندعوا هذه الاصنام لانها تخلق او لانها ترزق او لانها تحيي هذه امور ليست الا لله تبارك وتعالى اذا لماذا تعبدونها يقولون نحن لم نعبدها الا للقربة والشفاعة لم نعبدها الا للقربى. ما معنى القربة اي لتكون وسيلة لنا عند الله لتكون وسيلة لنا عند الله لتكون واسطة لنا عند الله تبارك وتعالى نتوسط بها الى الله نطلب منها هي ان تقربنا الى الله هي في نفسها نعتقد انها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك ولا تدبر ولكننا نعبدها من اجل ان تكون واسطة لنا عند الله تبارك وتعالى تقربنا الى الله وتدنينا من الله عز وجل هذا هو السبب ولهذا قال انهم اي المشركون يقولون ما دعوناهم وتوجهنا اليها ما دعوناهم وتوجهنا اليهم الا لطلب التربة والشفاعة اعطنا الدليل على ذلك ما الدليل على ان المشركين كانوا يعبدون الاصنام لهذا السبب بعينه ولهذا الغرض بذاته اعطنا الدليل على ذلك وقد عرفنا ان المصنف التزم في بداية هذه القواعد ان يذكر ماذا ان يذكر دليلها من القرآن لا يأتي بشيء من نفسه وانما يذكر لك الامر مضموما اليه دليله من القرآن فهنا ذكر القاعدة الثانية وهي ان المشركين كانوا يقولون اننا انما دعونا هذه الاصنام ورجوناها وتوجهنا اليها من اجل القربة والشفاعة اعطنا الدليل على ذلك. قال فدليل القربى قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا الان يأتيك السبب هل السبب الا لانها تخلق الا لانها ترزق الا لانها تحيي وتميت وتدبر الامر؟ لا اذا ما هو السبب؟ الا ليقربونا الى الله زلفى لا لكونها خالقة ولا لكونها رازقة ولا لكونها مدبرة هذي امور لا تملكها. هم يعتقدون انها لا تملك شيئا من ذلك اذا لماذا اعبدتموها لماذا دعوتموها؟ لماذا توجهتم اليها اجابوا قائلين الا ليقربونا الى الله زلفى اي من اجل ان تقربنا الى الله سبحانه وتعالى نحن اهل ذنوب يقولون واهل خطايا واهل اسراف على انفسنا وهذه فاضلة وكريمة ولها منزلة عند الله ومكانة فنحن نعبدها ونتوجه اليها من اجل ان تقربنا الى الله عز وجل قال دليل القربة قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار سمى الله تبارك وتعالى هذه الامور التي يمارسها هؤلاء ويقومون بها سماها تبارك وتعالى كفرا بالله جل وعلا سماها جل وعلا كفرا بالله عز وجل اتخاذ الانداد والوسطاء والوسائط بينهم وبين الله تبارك وتعالى اتخذوا هذه الاشياء من اجل ان تقربهم الى الله عز وجل وسمى الله تبارك وتعالى ذلك كفرا بالله جل وعلا. اذا هذا الامر الاول الذي اشار اليه المصنف وهو القربة اي انهم انما عبدوا هذه الاصنام من اجل القربة اي من اجل ان تقربهم من الله عز وجل الامر الثاني وهو الشفاعة ما دليله اي ما الدليل على انهم عبدوها لتكون لهم شافعة عند الله عز وجل. ما الدليل على ذلك قال قول الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون اي الكفار المشركون يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي نحن عبدنا هذه التي لا تضر ولا تنفع من اجل ان تكون شافعا لنا عند الله تبارك وتعالى اذا هذه قاعدة مهمة ينبغي ان يفهمها المسلم حتى لا يلبس عليه الامر وحتى لا يوقع في الشرك من حيث اراد الحق والهدى حتى لا يأتيه بعض المبطلين ويلبسون عليه هذه الحقيقة ويوقعونه في الشرك بالله من حيث اراد لنفسه الخير والهدى ويقولون له هذه الاصنام او هذه المعبودات او هذه القباب والاضرحة انما اتدعى ويتوجه اليها من اجل ان تكون واسطة بيننا وبين الله عز وجل تقربنا اليه زلفى. يقال له هذا الامر هو الذي لاجله اه عبد الكفار المشركون الاصنام وتوجهوا اليها بالدعاء والرجاء ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ثم انطلق المصنف من هذا الموضع ليبين رحمة الله عليه ان الشفاعة نوعان حتى لا يلتبس باب الشفاعة وامر الشفاعة عند المسلم الشفاعة نوعان قال والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة ما معنى شفاعة منفية وشفاعة مثبتة السؤال لكم ما معنى منفية ومثبتة نعم انا اريد ان افهم اه معنى منفية ومثبتة كفاه الله من في اي نفاه الله مثبتة اي اثبتها الله القرآن عندما تقرأ الايات التي جاء فيها ذكر الشفاعة تجد ان في القرآن شفاعة منفية وشفاعة مثبتة اذا كان القرآن فيه شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فهل نحن نجعل الشفاعات كلها مثبتة او ننفي ما نفاه الله منها ونثبت ما اثبته انتبهوا الى قاعدة مهمة جدا في باب الشفاعة عندما تقرأ القرآن الكريم تجد القرآن الكريم فيه شفاعة منفية نفاها الله وشفاعة مثبتة اثبتها الله اذا الواجب علينا نحن عباد الله سبحانه وتعالى ان ننفي ما نفاه الله وان نثبت ما اثبته الله سبحانه وتعالى اما والعياذ بالله ان يثبت الانسان من الشفاعة ما نفاه الله هذا هو الباطل والضلال اذا هذا قاعدة واصل مهم في في هذا الباب ان نميز بين الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية ولاجل هذا قال المصنف رحمه الله تعالى الشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة شفاعة منفية اي نفاها الله تبارك وتعالى في القرآن وشفاعة مثبتة اي اثبتها الله تبارك وتعالى في القرآن واذا كان الامر كذلك الواجب علينا ان ننفي من الشفاعة ما نفى الله وان نثبت من السفاعة ما اثبت الله اما من يثبت شفاعة نفاها الله تبارك وتعالى فهذا عين الضلال والباطل قال والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله قال فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله اقرأ علي النسخة اللي عندي فيها سقف والشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. والدليل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون آآ قال رحمه الله فالشفاعة المنفية اي التي نفاها الله تبارك وتعالى في القرآن واجب على كل مسلم ان يعرف الشفاعة التي نفاها الله في القرآن من اجل ماذا اجيبوا يا اخوان يجب على كل مسلم ان يعرف الشفاعة التي نفاها الله في القرآن من اجل ماذا ان يحذرها وان يجتنبها وان لا يقع فيها لان الله نفاها وابطلها ما هي الشفاعة التي نفاها الله في القرآن؟ قال ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله لو قال قائل لمخلوق كائنا من كان اسألك ان تدخلني الجنة او ان تجيرني من النار او ان تثبتني على الايمان او ان تعصمني من من الخطأ او ان تهديني سواء السبيل او ان تجنبني مظلات الفتن او ان تصلح لي ذريتي او ان تمن علي بالزوجة الصالحة او تمن علي بالذرية الصالحة او ان تكتب لي رزقا وملكا الى اخره من من من قدم هذه الطلبات لمخلوق من المخلوقات كائنا من كان مهما علت درجته وبلغت منزلته من ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله هذه شفاعة نفها الله في القرآن هذه شفاعة نفاها الله في القرآن. ما الدليل على ان الله نفاذ في القرآن مضى المصنف على طريقته يذكر الامر بدليله. قال والدليل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة هنا ولا شفاعة نفي او اثبات نفي ولا شفاعة هذه نفاها الله قال والكافرون هم الظالمون اذا هذه شفاعة نفاها الله سبحانه وتعالى وابطلها وهي ماذا ما يطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله هذا ضابط مهم ينبغي ان تحفظه ايها الاخ المسلم هذا ضابط مهم تعرف من خلاله الشفاعة التي نفاها الله في القرآن الكريم ما يطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى لو وقف رجل امام ضريح من الاضرحة او قبة من من من القباة وقال باكيا راجيا يا سيدي فلان او يا فلان ارجو ان تمن علي بالولد والذرية انا عقيم مثل ما كان بعض الجاهليين يطوفون حول شجرة ويقولون يا فحل الفحول تطوف المرأة على الشجرة وتقول يا فحل الفحول اريد ولدا قبل الحول يا فحل الفحول اريد ولدا قبل الحول يعني قبل ان تتم السنة يا فحل الفحول تنادي الشجرة من نادى شجرة او ضريحا او قبة اوليا او نبيا او او ملكا او غير ذلك يطلب منه الذرية الصالحة الانبياء عندما كانوا يطلبون الذرية لانفسهم ممن يطلبونها اقرأوا ذلك في ايات كثيرة من القرآن الكريم في قصة ابراهيم وقصة زكريا وقصص كثيرة في الانبياء ما كانوا يطلبون الا من الله من طلب الذرية او الزوجة او الهداية او الصلاح او الثبات او الاستقامة او كشف الكربات وازالة الهموم بعض الناس يخاطب بعض المقبورين يقول يا كاشف الغم يا مجيب المكروب يا يا يا مغيث الملهوف يا جابر الكثير انا طريح عند بابك. انا لاذ بجنابك ان لم اذ ان لم تأخذ بيدي من الذي يأخذ بيدي يناجي مخلوقا امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض اين هم مع الله؟ قليلا ما تذكرون هذي امور لله سبحانه وتعالى لا يرجى فيها الا اليه سبحانه وتعالى. اذا الشفاعة التي نفاها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم هي ما يطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ما يطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى اذا كان الناس في الفلك وتلاطمت بهم الامواج وادركهم الغرق من الذي ينقذهم ما الذي يوقف الرياح ويهدئ الامواج ويسكن السفينة من هو الله رب العالمين والله عز وجل ذكر عن المشركين اهل الشرك قال فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون يعرفون وهم في في قذافي في تلاطم الامواج وفي الشدائد ان الذي ينجي من السداد هو الله ليست الاصنام فلهذا كانوا يخلصون لله تبارك وتعالى في الشدة ويشركون مع ان بعض المشركين في الازمان المتأخرة الذين تعلقوا بغير الله من الامداد والاولياء والقباب حتى في الشدائد حتى في الشدائد وفي الكربات يفزعون الى تلك المعبودات ولهذا قرأت في بعض الكتب ان جماعة كانوا في سفينة وكان معهم رجل مسن على التوحيد والفطرة فبدأت السفينة تتلاطم وبدأ كل يهتف بمعبوده يا سيدي فلان يا مولاي فلان ادركني يا فلان يناجون المخلوقين التفت هذا الرجل واذا كل من على السفينة ليس فيه من ينادي الله ليس فيه من ينادي الله فمد يديه وقال يا رب اغرق اغرق فما على السفينة من يعبدك اغرق اغرق فما على السفينة من يعبده كلهم يدعون غيرك المشركون في مثل هذه الحالة الذين بعث فيهم النبي عليه الصلاة والسلام ما كانوا يلتجئون الا الى من؟ في الشدة بمثل هذه الشدة ما كانوا يلتجئون الا الى الله سبحانه وتعالى ولهذا قال الله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون اذا الشفاعة المنفية ما يطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله اذكر لكم الان مثالا ننظر فيه هل هو من الشفاعة المثبتة او من المنفية بعض الزوار يأتي الى المدينة ومعه خطابات من بعض الناس في بلده موجهة الى النبي عليه الصلاة والسلام خطاب موجه الى النبي انا اطلعت على شيء منها احدهم قرأت كلامه بلفظه يقول يا يا رسول الله يا سيدي يا مولاي يا كذا القاب يذكرها انا عبد كثير وفقير ذليل ومحتاج كذا وانا لائد بك انا لا اذن بك وملتجئ اليك فلا ترد طلبي ولا ترد حاجتي ثم ذكر حاجته ذكر انه يريد هذه طلباته بما قرأته بنفسي يريد زوجة صالحة ويريد فيلا جميلة ويريد مالا وذكر اشياء لكن احفظ منها الزوجة الصالحة والفلة فيلا جميلة ويريد ايضا مال هذه كتبها يطلبها من من النبي عليه الصلاة والسلام. وفي النهاية قال وعنواني في المكان الفلاني عنواني في المكان الفلاني اين هذا الكاتب لهذه الورقة من قوله تبارك وتعالى لنبيه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان. وهنا انتبه الى لطيفة عجيبة في هذه الاية في سورة البقرة وسور اخرى يقول الله تعالى يسألونك ويتبع ذلك بقوله قل لهم كذا لانه عليه الصلاة والسلام واسطة في ماذا في ابلاغ الدين يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس يسألونك عن المحيض قل هو اذى يسألونك عن اليتامى قل اصلاح فيهم خير. الى غير ذلك من الايات. هنا في هذه الاية قال واذا سألك عبادي عني لم يقل قل لا توجد هنا قل واذا سألك عبادي عني فاني قريب. لان التوجه الى الله توجه بلا واسطة التوجه الى الله توجه بلا واسطة اينما تكون في الدنيا واحتجت الى حاجة سل الله بدون واسطة لا تبحث عنه استطاع مباشرة اتجه الى الله اسأله مباشرة ارفع يديك اينما كنت في الدنيا حتى لو كنت في كهف مظلم وفي صخرة مطبق عليك في في مكان مظلم توجه اليك يراك رب العالمين ويطلع عليه ويكشف كربتك ويزيل همك ويرزقك من حيث لا تحتسب. الامور بيده والملك ملكه والخلق خلقه تبارك وتعالى المثال الذي ذكرته في الخطاب الذي اشرت اليه يندرج اه تحت اي شفاعة مثبتة ولا منفية منفية ما نخلط الامور ونقول دلت الادلة على انه عليه الصلاة والسلام شفيع للناس لا نخلق الامور ونقول انه عليه الصلاة والسلام شفيع للناس اليس هو عليه الصلاة والسلام قال لفاطمة بنته يا فاطمة بنت محمد تليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا تليني من مالي ما شئت لا اغني عنك من الله شيئا وقال ذلك لعمه العباس ولعمته صفية ولقرابته خاطبهم بذلك وناداهم به صلوات الله وسلامه عليه اذا هذه شفاعة نفاها الله نفاها الله تبارك وتعالى في القرآن فيجب علينا ان نحذر من الوقوع في مثل هذا الامر الذي نفاه الله تبارك وتعالى في القرآن قال والشفاعة المثبتة اي التي اثبتها الله في القرآن فهي التي تطلب من الله انظر جمال العلم وجمال البيان والنصيحة الشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن الشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله الشافع يطلبها من الله لان الله قال قل لله الشفاعة جميعا الشفاعة لله من اراد ان يشفع لابد ان يأذن الله له من اراد ان يسمع لا بد ان يأذن الله له بدون اذن الله لا يكون قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه في الاية الاخرى قال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فاذا هي ملك لله وبيده تبارك وتعالى واي احد كائنا من كان يريد ان يشفع عند الله لا بد ان يأذن الله له بالشفاعة هذا امر وايضا من اراد لنفسه ان يكون الانبياء والملائكة شفعاء له عند الله يطلبها منهم او من او ممن بيده الشفاعة انتبهوا يطلبها منهم ان يتوجه اليهم في طلبها يناديهم او يتوجه الى الله سبحانه وتعالى الشفاعة بيده فمن اراد لنفسه ان يكون الانبياء شفعاء له والملائكة عليه ان يقول في طلبه ودعائه يا رب يا الله يسأل الله تشفع في انبيائك او يقول اللهم اجعل نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم شفيعا لي يوم القيامة. وهكذا نقول في دعائنا نسأل الله تبارك وتعالى نقول اللهم اجعل نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم شفيعا لنا يوم القيامة اللهم اجعلنا ممن يشفع لهم نبيك صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. نسأل الله جل وعلا نطلب من الله لان لان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى وهي لا تكون الا باذنه للشافع ورضاه تبارك وتعالى عن المشفوع له ولا يشفعون الا لمن ارتضى ارأيتم لو ان شخصا كافرا مشركا يعبد الاوثان ومات على عبادة الاوثان وشفع له عند الله تبارك وتعالى هل تنقذه هذه الشفاعة من النار ويخرج بها من النار قال تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين وفي صحيح البخاري قصة عظيمة جدا تهز القلوب تهز القلوب هزا رواها الامام البخاري في صحيحه وهي قصة إبراهيم الخليل مع والده يوم القيامة ذكرها نبينا عليه الصلاة والسلام قال يلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة فيقول له الم اقل لك لا تعصني فيقول والده الان لا اعطيك يقول والده الان لا اعطيك ثم يقول ابراهيم الخليل قليل الرحمان يقول يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون؟ واي خزي اخزى من ابي الابعد فيقول الله تبارك وتعالى اني حرمت الجنة على الكافرين هذا جواب الله لابراهيم قليل الرحمن يقول الله اني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقول له يقول الله لابراهيم انظر فيلتفت واذا والده صار على هيئة بيخ على هيئة ديخ الديخ ذكروا الضباع ملطخ بدمه قال فيؤخذ بقوائمه ويطرح في النار فيؤخذ بقوائمه فيطرح في النار ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك عن والد ابراهيم واقرأ في اخر سورة التحريم قول الله تبارك وتعالى وضرب الله مثلا ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله هيئة ونوح لم يغني عن ابنه شيئا لانه كان كافرا ولم يغني عن زوجته شيئا لانها كانت كافرة. ابراهيم لم يغني عن ابيه شيئا لانه كان كافرا فالشفاعة لا تكون الا باذن الله للشافع ورضا الله تبارك وتعالى عن المشفوع له واسمع حديثا رواه الامام مسلم في صحيحه ينفعك الله به ابو هريرة رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام سؤالا مهما وعظيما وكبيرا قال يا رسول الله من احق الناس بشفاعتك يوم القيامة من احق الناس بشفاعتك يوم القيامة. ماذا كان الجواب قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وايضا روى مسلم في صحيحه عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال لكل نبي دعوة مستجابة واني ادخرت شفاعتي واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله انتبه هنا وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا هل تنال كل احد وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا. ولهذا انبهك هنا ان في موضوع الشفاعة ثلاثة فصول مهمة ينبغي ان تحفظها الفصل الاول ان الشفاعة لا تكون الا باذن الله الفصل الثاني ان الشفاعة لا تكون الا عن من رضي الله عنه من رضي الله قوله وعمله الفصل الثالث ان الله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد هذه ثلاثة فصول في السفاعة احفظها ينفعك الله تبارك وتعالى بها الفصل الاول لا احد يشفع عند الله الا باذنه الفصل الثاني لا لا يشفع لاحد الا لمن رضي الله قوله وعمله الفصل الثالث لا يرضى الله تبارك وتعالى الا عن اهل التوحيد هذه الشفاعة بهذه الضوابط هي الشفاعة التي اثبتها الله تبارك وتعالى في القرآن قال المصنف والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الاذن وجمع بين هذين الشرطين الرضا والابن في قوله تعالى من سورة الذاريات وكم من ملك لا تغني وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى الاذن للشافع والرضا عن المسموع له والله تبارك وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد. قال رحمه الله كما قال تعالى من الذي يشفع عنده الا باذنه هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين. هذا سائل يقول بعض الناس يقولون ان الاضرحة المدهونة انهم احباب الله الاضرحة المدفونة اذا كان دفن في الضريح نبي او ولي من اولياء الله تبارك وتعالى فهو من احباب الله ولا شك في ذلك لكن هل كونه من احباب الله اولي من اولياء اولياء الله تبارك وتعالى هل هذا مسوغ للانسان ان يلجأ اليه في حاجاته وطلباته؟ لا والله الحاجات والطلبات لا تنزل الا بيد الله الا بالله تبارك وتعالى ولا يلتجأ فيها الا الى الله الذي بيده تبارك وتعالى الامر كله نعم. يقول السائل هل توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية ومؤد له وان كان نعم فكيف يحمل كلام الشيخ على ان كفار مقرون بان الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر. ومع هذا لم يهدهم ذلك لتوحيد الالوهية. توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية بمعنى ان من اقر بان الخالق الرازق المنعم المتصرف هو الله يلزمه بهذا الاقرار ان يفرد الله تبارك وتعالى بالعبادة واقرأ ذلك ملخصا في قوله تعالى وانا ربكم فاعبدون اي لازم اقراركم باني ربكم ان تعبدوني وحدي وان تخلصوا للعبادة فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية بمعنى ان من اقر بربوبية الله يلزمه ان يفرد الله تبارك وتعالى بالعبادة. لكن الكفار مع اقرارهم بالربوبية لم يخلصوا لله تبارك وتعالى العبادة ليه فهو من فاسدة وعقول كاسدة وظلال مبين. حيث قالوا في الجواب على هذا السؤال ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. نعم يقول الذي يفسر لا اله الا الله بانه لا خالق ولا رازق الا الله. فهل هذا هو المعنى الحقيقي لكلمة التوحيد؟ هذا لم يعرف معنى لا اله ان الله ولم يقر بها لم يقر بلا اله الا الله لان لا اله الا الله ليس معناها لا خالق الا الله ولا رازق الا الله ارأيتم لو كان هذا معناها ارأيتم لو كان هذا معناه ايمتنع المشركون من القبول هل كان المشركون لا يقرون بان الخالق هو الله الرازق هو الله فلو كان معناها لا خالق الا الله ولا رازق الا الله لم يمتنع المشركون من قبولها واذا سألتك هنا لماذا امتنع المشركون من قبول لا اله الا الله فماذا تقول الجواب لانهم عرفوا معناها وانها تعني اخلاص العبادة لله وترك عبادة الاصنام ولهذا قالوا لما قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب قال تعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله ويستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لساعر مجنون فهم يعرفون معنى لا اله الا الله وانها تعني اخلاص العبادة لله ولهذا امتنعوا من قبولها ولو كان معنى لا اله الا الله لا خالق الا الله لم يمتنعوا من القبول لانها لا تناقض شيئا بهذا المعنى اه لا تناقضوا شيئا اه مما عندهم. نعم. يقول هل هل تنال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من اشرك شركا اصغر ومات عليه الشرك الاصغر يختلف عن الشرك الاكبر في حده وفي حكمه يختلفان في الحج والحكم اما الحج تحدي الشرك الاكبر هو ان يسوى غير الله بالله في شيء من خصائص الله سواء الربوبية او الالوهية او الاسماء والصفات اما الشرك الاكبر اما الشرك الاصغر فهو ان فهو كل ما اطلق اطلق عليه في النصوص بانه شرك ولكنه لا يبلغ حد الشرك الاكبر وما كان من قبيل الوسائل والدرائع التي تفضي بالانسان الى الشرك الاكبر اذا هما يختلفان من حيث الحد ومن حيث الحكم المشركة الشرك الاكبر كما واضح في الايات مخلد في النار ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها اما الشرك الاصغر فليس امره كذلك ليس المشرك شركا اصغر مخلدا في النار لكن هل لابد ان يعذب او ان شأنه كشأن الكبائر تحت المشيئة قولان لاهل العلم من اهل العلم من يقول ان من اشرك شركا اصغر لابد ان يعذب عليه لان الله قال لا يغفر لمن اشرك فلا بد ان يعذب عليه وعذابه عليه ليس بتخليد في النار ومن اهل العلم من قال ان شأنه كشأن آآ كساني الكبائر التي يدون الشرك الاكبر نعم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين