بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله اصحابه اجمعين اما بعد بالامس بدأنا بمقدمة بين يدي دراسة هذه المنظومة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضوع الايمان بالقدر الذي هو اصل من اصول الايمان ودعامة من دعائم الدين وفي المقدمة الماضية عرفنا اهمية الايمان بالقدر وثماره واثاره العظيمة على العبد حقيقة الايمان بالقدر ومراتب الايمان بالقدر الى غير ذلك من المقدمات المهمة في هذا الموظوع ايضا مما ينبغي ان يعلم ان الناس في الايمان بالقدر ثلاثة فرق ثلاثة فرق اهل وسطية واعتدال واهل غلو واهل جفاء واهل الوسطية هم اهل السنة والجماعة الذين امنوا بالقدر كما امرهم الله تبارك وتعالى بذلك وكما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم فامنوا بان الله عز وجل على كل شيء قدير وانه تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما وانه جل وعلا كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ. وان مشيئته نافذة تبارك تعالى وقدرته شاملة وانه الخالق لكل شيء المتصرف في هذا الكون المدبر له كيف شاء سبحانه وتعالى وانه لا يقع في هذا الكون من حركة او سكون او قيام او قعود او حياة او موت الا باذنه ومشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وامنوا ايضا بان العباد لهم مشيئة ولهم اختيار وليسوا مجبورين على افعالهم بل هي افعال لهم وتنسب اليهم وهم الفاعلون لها يقال عن عن الصالح صلى وصام وتصدق وبر والديه واحسن الى جيرانه هي افعال له تنسب اليه قام بها بمشيئته وباختياره ويقال ايضا للعاصي انه سرق وزنا وقتل وكذب وغش ونم واغتاب الى غير ذلك وهي افعال له قام بها مشيئته واختياره وتنسب اليه ولهذا يحاسب عليها يثاب على الاعمال الصالحة ويعاقب على المعاصي والذنوب والاعمال السيئة فهذا ملخص لما يعتقده اهل السنة والجماعة في الايمان بالقدر ولهذا فان ايمانهم بالقدر يدفعهم الى تحقيق اصلين عظيمين واساسين متينين الاول انهم يعتمدون على الله عز وجل في كل امورهم ويتوكلون على الله سبحانه وتعالى ويطلبون منه مده وعونه وتيسيره لان الامور بمشيئته والهادي هو الله عز وجل ولا ثبات على لاحد على الدين الا بتثبيته ولا نجاة من الزيغ والضلال والانحراف الا بمنه تبارك وتعالى وتوفيقه ولهذا فهم دائما وابدا ملتجئون الى الله مستعينون بالله متوكلون على الله تبارك وتعالى والاصل الثاني يدفعهم الى فعل الاسباب وبذلها ومجاهدة النفس على تطبيقها والقيام بها والصبر والمصابرة والمرابطة ومجاهدة النفس على طاعة الله جل وعلا والتقرب اليه بما يحب من صالح الاعمال وسديد الاقوال وهذه او هذا النهج المبارك الذي عليه اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم والاصل المتين انحرف عنه طائفتان طائفة سلكت في هذا الباب مسلك نفي القدر وادعوا انه لا قدر وان الامور ليست بمشيئة الله تبارك وتعالى ادعوا انه لا قدر وان الامور ليست بمشيئة الله تبارك وتعالى ونشأت عندهم هذه العقيدة بزعم منهم انهم يريدون تنزيه الله تبارك وتعالى عن الظلم ويريدون تحقيق اثبات العدل لله تبارك وتعالى وزعموا ان اثبات القدر وتقدير الله سبحانه وتعالى لافعال العباد من طاعات وغيرها يتنافى مع عدله اذ كيف يقدرها عليهم ثم يحاسبهم عليها فرأوا ان المخرج في هذا الباب هو نفي القدر وان الامور ليست بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقابل هذه الطائفة طائفة اخرى قالوا ان العبد ليس له مشيئة والطائفة الاولى نفوا مشيئة الرب واثبتوا مشيئة العبد والطائفة الثانية نفوا مشيئة العبد واثبتوا مشيئة الرب وادعوا ان العبد مجبور على فعل نفسه ليس له اختيار فيما يأتي ويذر وانه كالورقة في مهب الريح وان ما يقوم به من اعمال سواء كانت طاعات او معاصي وذنوب هي بمثابة حركة المرتعش وانتفاضة جسمه بغير اختياره ولا ارادته فهكذا صلاته وصيامه او ذنوبه واثامه كل ذلك يقع منه عن غير اختيار وعن عن غير مشيئة ادعوا ان الانسان مجبور على فعل نفسه وقالوا ليس هو الفاعل لافعاله حقيقة ليس هو الفاعل الحقيقي لها قالوا الفاعل الحقيقي هو الله الفاعل الحقيقي هو الله ونسبة الافعال الى العبد نسبة مجازية ليست حقيقية لا لانه فعلها باختياره قالوا مثل قولنا طلعت الشمس ونزل المطر وهبت الريح ونحو ذلك اسندت اليها هذه الامور لا لا لانها هي الفاعلة لها وانما لكونه وقع الفعل من جهتها او فيها فمثل ذلك عندما يقال صلى فلان او صام فلان او سرق فلان او قتل فلان يكون هذه ليست افعال له والفاعل الحقيقي لها هو الله سبحانه وتعالى واما العبد فهو مجبور على فعل نفسه وهؤلاء لا يطردون هذه العقيدة في كل شيء لانها عقيدة ظاهر فسادها واول من لا يرتضيها في كل شيء صاحبها وقائلها ومعتقدها ولهذا فهم لا يطردون هذه العقيدة في كل شيء بل يطبقون هذه العقيدة فيما لا يريدون فعله من طاعات وعبادات او فيما يقعون في ارتكابهم من مخالفات اما اذا اعتدي عليهم اذا اعتدي عليهم او سلب حق من حقوقهم واعتذر لهم بما يعتقدونه هم بان من وقع منه ذلك مجبور على فعل نفسه مجبورا على فعل نفسه فانه لا يقبل ذلك مثل لو اخذ مال احدهم او ضرب وقال له من اخذ ما له او من ضربه هذا ليس باختياري انا مثل الورقة في مهب الريح انا مجبور على هذه الافعال ما يقبل ذلك على ان من اوغل منهم في في في الفساد في هذا المعتقد ربما قبل بعظ هذه الاشياء وليس كلها بعض هذه الاشياء وليس كلها مثل ما ذكر ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين ذكره مثلا او حقيقة وقعت ان احد هؤلاء الجبرية رأى رجلا والعياذ بالله يفجر في امرأته فاخذ شيئا ليضرب هذا الرجل ففر فامسك بامرأته وبدأ يضربها فلما بدأ يضربها قالت لها القضاء والقدر يعني مجبورة القضاء والقدر قال تفعلين كذا وكذا وتقولين القضاء والقدر لان خرجوا من عقيدة تفعلين كذا وتقولين القضاء والقدر قالت يا فلان اتق الله ولا تضيع السنة لا تضيع السنة وتأخذ مما ذهب اليه ابن عباس قال فتنبه الرجل وتوقف عن عن الضرب وقال جزاك الله خيرا كدت ان اضل فبعضهم ربما ان حتى في بعض هذه القضايا يمضي على هذه العقيدة الخبيثة التي يعلم بالاضطرار من دين الله عز وجل وبالعقول السليمة والفطر المستقيمة انها عقيدة من افسد العقائد واضلها وابعدها عن الحق والصواب فهاتان العقيدتان متضادة عقيدة القدرية النفات وعقيدة القدرية المجبرة عقيدة القدرية النفاة القائلون او القائلين بنفي القدر وان الامور ليست بمشيئة الله سبحانه وتعالى وعقيدة القدرية المجبرة الذين يقولون ان العبد مجبور على فعل نفسه وانه كالورقة في مهب الريح ليس له اختيار ولا مشيئة بل هو مجبور هذه المنظومة التي بين ايدينا منظومة عظيمة جدا ونافعة لطالب العلم خاصة اذا كان يبتلى في بلاده باثارة بعض الشبهات سواء الشبهات التي يتبناها من يسلك مسلك الجبرية او ما يتبناه من يسلك مسلك القدرية النفاة فسيجد في هذه المنظومة مع شرحها النافع الماتع المفيد للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله المطبوع بعنوان الدرر البهية في شرح منظومة ابن تيمية التائية في حل اه مشكلة مشكلة القدرية اي الشبهات التي يثيرها القدرية النفاة واذا اطلق القدرية فالمراد القدرية النفاة نفاة القدر مع انهم يحاولون التنصل من من ذلك لكن اذا اطلق القدرية فالمراد القدرية النفاة واصل هذه المنظومة لشيخ الاسلام ابن تيمية وابياتها مئة وخمسة وعشرين بيتا اصلها ان رجلا يقال له محمد ابن ابي بكر السكاكيني. رافظي معتزلا رافظي معتزلي معروف اثارة الشبهات فكتب ابياتا عددها ثمانية ابيات تائية اثار فيها شبهات في موضوع الايمان بالقدر واورد فيها ايرادات بناها على ما يعتقده الجبرية. يعني اثار هذه الشبهات بناء على ما يعتقده الجبرية فهي ايرادات على مذهب الجبرية وليس على مذهب اهل السنة ولا ترد هذه الامور التي اثارها وذكرها لا ترد على مذهب اهل السنة والجماعة وانما هي ايرادات على مذهب الجبرية. القائلين بان العبد مجبور على فعل نفسه فآآ جاء بهذه الارادات لابن تيمية يطلب الجواب عليها وجعلها على لسان ذمي. رجل من اليهود من اهل الذمة مثل ما سيأتي معنا يقول في اولها ايا علماء الدين ذمي دينكم جعلها على لسان رجل من اهل الذمة ووقفت على لشيخ الاسلام في المجلد الثامن من مجموع الفتاوى صحيفة مئة وخمسة عشر ان ابن تيمية رحمه الله يقول وكما رأينا كثيرا منهم اي المعتزلة يضع كتبا او قصيدة على لسان بعض اليهود او غيرهم ومقصودهم بذلك الرد على المثبتين للقدر يقول رأينا كثير من هؤلاء اي المعتزلة من يكتب كتابا او ينضم ابياتا على لسان بعض اليهود وهذه الابيات شاهد لما ذكره شيخ الاسلام فهذا رجل من المعتزلة السكاكين رافظي معتزلي ونظم هذه الابيات الثمانية اثار اثار فيها شبهات ليتوصل من خلالها الى نفي القدر وليقرر ما يعتقده من انه لا قدر وان الامور ليست بمشيئة الله سبحانه وتعالى جاء في ترجمة شيخ الاسلام عند الحافظ ابن كثير عند ابن حجر الشوكاني وجماعة من اهل العلم ان هذه الورقة لما قدمت لشيخ الاسلام ابن تيمية نظر فيها وهو جالس ولما امعن النظر فيها واجال الفكر ثنى قدمه وبدأ يكتب بدأ يكتب فعرف من حضر ومن كان جالسا عند شيخ الاسلام انه يكتب ردا عليها ولكن كلهم كان يظن انه يكتب ردا منثورا وليس منظوما وفرغ منها في جلسته وهو جالس فرغ منها فكتب في في الجلسة نفسها مئة وخمسة وعشرين بيتا رد فيها على هذه المنظومة وكشف فيها زيغ هذا الرجل وفساد ما اثاره من الشبهات وفندها شبهة شبهة وذكر الاقوال التي في هذه المسألة والعجيب في الامر انه مع دقة هذا الموضوع مع دقته كتب هذا الجواب الباهر والنظم الرائع والتحقيق الدقيق في جلسة واحدة في جلسة واحدة استوفى الاجوبة على هذه الشبهات المثارة ورد عليها رحمه الله شبهة شبهة نشرع الان في قراءة هذا النظم ونقف اولا على الابيات الثمانية التي اجاب عنها شيخ الاسلام ابن تيمية وهي كما عرفنا بمثابة سؤال متظمن لبعظ الشبهات متضمن لبعض الشبهات اراد من اثارها ان يجيب عنها علماء الدين فوفق الله عز وجل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله للاجابة عنها واذكر هنا بوصية عظيمة لابن تيمية رحمه الله اوصى بها تلميذه ابن القيم يقول ابن القيم ما نفعني الله عز وجل بشيء مثل ما نفعني بهذه الوصية وهي ان ابن تيمية رحمه الله قال له لا تجعل قلبك للشبهة كالاسفنجة ولكن اجعل قلبك للشبهة كالمرآة بمعنى ان الانسان يكون حرصه التام على العمق في معرفة الاجوبة وتقريرات اهل العلم والشبه يا يطلع عليها ويعرفها ويعتني بالدرجة الاولى بمعرفة اجوبتها. كلام اهل العلم فلا يحاول ان يتشرب الشبهة او يمتص الشبهة او وانما يكون همه بالمعرفة الجواب عنها ولولا ان الحاجة تمس معرفة هذه الامور ولا سيما من طلبة العلم للجواب عنها ورد شبه المبطلين لما احتيج الى ذكرها وايرادها ولكن تذكر كما في قوله تعالى وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين فهي اشياء تثار وتنشر في ايامنا في مقالات وفي قنوات فضائية وفي الشبكات العنكبوتية وفي بعض الكتب والرسائل والصحف فيحتاج طالب العلم خاصة ان يكون على علما بذلك حتى يكون منه دور باذن الله تبارك وتعالى في تقرير الحق ورد الباطل وبالله التوفيق. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال المصنف رحمه الله تعالى سؤال عن القدر اورده احد علماء الذميين فقال ايا علماء الدين ذني دينكم تحير ذلوه باوضح حجتي اذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ولم يرضه مني فما وجه حيلتي دعاني وسد الباب عني فهل الى دخولي سبيل بينوا لي قضيتي وبضلالي ثم قال ارض بالقضاء فما انا راض بالذي فيه شقوتي فان كنت بالمقضي يا قوم راضيا فربي لا يرضى بشؤم بليتي فهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي فقد حرت دلوني على كشف حيرة اذا شاء ربي الكفر مني مشيئة فهل انا عاص في اتباع المشيئة؟ وهل اختيار ان اخالف او فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي هذه الابيات الثمانية كما عرفنا هي لرجل يقال له السكاكين رافظي ومعتزلي واثار هذه الشبهات في هذه الابيات وكما قدمت لا ترد هذه الشبهات ولا شيء منها على عقيدة اهل السنة والجماعة وانما هي واردة على عقيدة الجبرية القائلين ان العبد مجبور على فعل نفسه ولا حيلة له ولا مشيئة له ولا اختيار وهي عقيدة باطلة مصادمة ادلة الكتاب والسنة ومصادمة للعقول السليمة والفطر المستقيمة وهذه الارادات ترد على عقيدة الجبرية اما عقيدة اهل السنة والجماعة فلا يردوا عليها ذلك او شيء منه كما سيأتي في اجوبة في اجوبة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله المسددة برده على هذه الشبهات الفاسدة ولهذا قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في الدرة البهية قال وحاصله يعني حاصل السؤال الذي اثاره هذا الرجل انه اراد على مذهب الجبرية القائلين ان العبد مجبور مقهور على جميع اقواله وافعاله وانه لا قدرة له على شيء منها بل هي عندهم واقعة بغير اختياره وهذا القول باطل بالكتاب والسنة وباطن بالعقل والحس كما سيأتي بيانه ان شاء الله وجميع المسلمين من جميع الطوائف اهل السنة وغيرهم ينكرون هذا المذهب ويتبرأون منه فاذا هذه اجوبة ترد على مذهب الجبرية ولا يرد شيئا منها على مذهب والجماعة تقرير ذلك عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مضامين هذه الابيات والشبهات المثارة فيها واضحة ولا نقف عندها وانما ندخل في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب عنها نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى اجاب شيخ الاسلام الشيخ الامام العالم العلامة احمد ابن تيمية مرتجلا الحمد لله رب العالمين انا حقيقة اه ما اخفيكم ترددت في هذا الموضع كثيرا يعني آآ كنت في من نيتي ان اشرح هذه الابيات وضحها ولكني خشيت ان ولو واحدا من الطلاب يكون متيقظا لسماع شرح الابيات ثم ينام عندما يأتي مثلا الجواب عنها فاكون علمته فقط هذه ولم اعلمه الجواب بسبب نومه او عدم انتباهه وعلى كل حال لن يشرح هذه الابيات هي ابيات واضحة المعاني واضحة الدلالات. وسيأتي جواب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عنها جوابا وافيا وبالله التوفيق. نعم قال رحمه الله سؤالك يا هذا سؤال معاند يخاصم رب العرش باري البرية فهذا سؤال خاص مزملأ العلا قديما به ابليس اصل البلية ومن يك خصما للمهيمن يرجعا على ام رأس هاويا في الحفيرة بدأ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الجواب برد هذه الشبهة بقوله سؤالك يا هذا سؤال معاند لان الاسئلة تنقسم الى قسمين القسم الاول سؤال معاند ومكابر وجاحد وشخصا لا يريد الحق ولا يبحث عنه ولا يطلبه وانما مراده اثارة الشبهات ونشر الشكوك وترويج الباطل والضلال ومثل هذه السؤالات اسئلة باطلة ومحرمة لا يحل قليلها ولا كثيرها اسئلة باطلة ليست قائمة على الحق وليس مرادا بها البحث عنه وتحريه ولهذا لا يجاب عليها ولا يلتفت اليها الا اذا خشي على الناس من باطلها وما فيها من ظلال اما السائل نفسه فهو في طرحه لها لا يطرحها للبحث عن الحق والهدى وانما يطرحها للمعاندة والمراغمة والتشكيك والترويج للباطل ولهذا قال له شيخ الاسلام سؤالك سؤال معاند سؤالك سؤال معاند. والنوع الثاني من الاسئلة الاسئلة التي يعرف ان صاحبها يبحث عن الحق ويريده ما حكم كذا وهل كذا يجوز او لا يجوز بماذا امرنا الله في كذا؟ اسئلة يبحث فيها عما ينفعه في دينه وما يقربه الى الله عز وجل وهذه اسئلة مطلوبة وشفاء العي السؤال كما جاء في الحديث فهذا الرجل كما يقول شيخ الاسلام سؤاله سؤال معاند الغرض منه من السؤال العناد سؤال معاند مخاصم مخاصم رب العرش رب البرية من جعل خصمه في في هذا السؤال رب العرش يعترض على رب العالمين سبحانه وتعالى ومن هو الانسان حتى يعترض على رب البرية وموجد هذه المخلوقات ومبدعها سبحانه وتعالى الذي اوجد الانسان من العدم الذي خلقه بعد ان لم يكن ومن عليه بسمعه وبصره وفؤاده وحواسه وطعامه وشرابه ثم يجرأ هذا الانسان على الاعتراض على الرب سبحانه وتعالى ويخاصم الرب رب البرية ويكون في في ذلك من كان كذلك يكون في هذا الامر على سنن ابليس في اعتراضه ومخاصمته لرب البرية كما يأتي تقرير هذا المعنى في البيت الثاني فهذا السؤال معاند ومخاصم ليه ربي العرش باري البرية ويبين هنا شيخ الاسلام ربوبية الله عز وجل للمخلوقات كلها فذكر الربوبيته سبحانه للعرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات واكبرها واعظمها واوسعها ثم روبيته سبحانه وتعالى للبرية تصرفا وتدبيرا سبحانه وتعالى فكيف من هذا شأنه يعترض على قضائه وقدره سبحانه وتعالى وعلى افعاله وحكمته وعلى علمه ومشيئته جل وعلا قال فهذا سؤال خاصم الملأ العلا قديما به ابليس الفاعل هنا للمخاصمة ابليس. خاصم ابليس الملأ العلا. والملأ العلا المراد بهم الملائكة وتطلق الملأ على الكرام من ذوي المكانة وذوي الفضل وذوي المنزلة يقال عنهم الملأ وقيل ان انه يقال عنهم الملأ لانهم يملؤون العيون يملأون العيون هذه تطلق على من له مكانة وله شأن فالملأ العلا اي الملائكة فهذا سؤال خاصم الملأ العلا قديما به ابليس يعني خاصم ابليس الملائكة في هذا وايضا خاصم ربى البرية قال اصل البرية قاسم الملأ العلا ابليس اصل البرية فابليس اصل البلية واصل هذه الشبهات واصل الشرور وهؤلاء كلهم يعني في فيما يثيرونه من شبهات واباطيل ماضون على سنن ابليس الذي هو اصل البلية واصل هذه الشروق ومن يك خصما للمهيمن يرجعا على ام رأس هاويا في الحفيرة من يكن بهذه المنزلة او بهذا الفعل مخاصما للمهيمن اي رب العالمين المتصرف المدبر لهذا الكون سبحانه وتعالى يرجعن يعني مآله ونهايته في مخاصمته لرب العالمين يرجعا على ام رأس هاويا واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية يرجع الى هذه النتيجة على ام رأس هاويا في الحفيرة اي في النار المراد بالحفيرة النار والتصغير هنا يراد به التعظيم فالحفيرة هي النار نار جهنم يهوي بها على ام رأسه هذه نتيجة المخاصمة مخاصمة الله عز وجل في اقداره والاعتراظ عليه سبحانه وتعالى في مشيئته وقد قال تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فبين ان هذا سؤال معاند وانه على طريقة ابليس وعلى سنن ابليس في اثارته لهذه الشبهات وان نتيجة ومآل هذه المخاصمة والمعاندة انها تهوي بصاحبها في نار جهنم هذا خلاصة ما بين شيخ الاسلام في هذه الابيات الثلاثة. قال رحمه الله ويدعى خصوم الله يوم ميعادهم الى النار طرا معشر القدرية سواء نفوه او سعوا ليخاصموا به الله او مارو به للشريعة ثم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان كل من خاضوا في هذا الامر بالباطل والضلال كلهم يدعون الى نار جهنم ويلقون فيها ايا كان باطلهم في هذا الباب وسيأتي عنده في البيت الثاني ان الباطل في في هذا الباب ثلاثة اصناف يأتي بيانها في في البيت الثاني فكل هؤلاء الذين خاضوا في القدر بالباطل كلهم يدعون الى الى جهنم لكونهم خاصموا رب البرية ولكونهم خاضوا في هذا الباب خوضا باطلا مجانبا للحق والصواب مناقضا شرع الله تبارك وتعالى فيقول وتدعى خصوم الله يوم ميعاده من النار طرا اي جميعا كلهم يدعون الى النار جميعا معنى اضطرا اي اي جميعا فكلهم يدعون الى النار ايا كان باطلهم ولهذا قال معشر القدرية معشر القدرية وكما عرفنا ان الخائضين في القدر بالباطل اصناف لخصهم رحمه الله في البيت الثاني فقال سواء نفوه هذا قسم او سعوا ليخاصموا به الله وهذا قسم او ما رووا به للشريعة وهذا قسم ثالث ثلاثة اقسام القسم الاول هم القدرية النفاة القسم الاول هم القدرية النفاة نفاة القدر ولهذا قال سواء النفو يعني سواء كانت عقيدتهم نفي القدر وهي عقيدة المعتزلة نفي القدر وانه لا قدر على ما سبق بيان ذلك وايظاحها والقسم الثاني قال اوسعوا ليخاصموا به الله او سعوا ليخاصموا به الله اي اثبتوا القدر ليخاصموا به الله مثل ما ما حصل من ابليس قال ربي بما اغويتني يخاصم بالقدر الله يرتكب ما نهاه الله عنه ثم يخاصم الله تبارك وتعالى بالقدر وآآ مثل الجبرية الذين عقيدتهم عقيدة الجبر وان الانسان مجبور على فعل نفسه فيخاصمون الله سبحانه وتعالى بذلك ويقولون نحن اه مجبرون على هذه الافعال ولا نفعلها باختيارنا ومشيئتنا فهذا القسم الثاني والقسم الثالث قال او ما روا به للشريعة وهي القدرية المشركية الذين يحتجون على شركهم او على معاصيهم او على ذنوبهم بالقدر لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء فهؤلاء يفعلون الباطل ويمارسون الشرك ويرتكبون الضلال ويحتجون عليه قدر مثل ما قال او ما روا به للشريعة. او ماروا به للشريعة والمماراة هي المجادلة بالباطل فلخص رحمه الله هذه الاقسام الثلاثة في هذا البيت يقول رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى المجلد الثامن الصحيفة مئة واربعة عشر. فالقدر يؤمن به ولا يحتج به فالقدر يؤمن به ولا يحتج به فمن لم يؤمن بالقدر ضارع المجوس ومن احتج به ضارع به المشركين ومن امر بالامر ومن اقر بالامر والقدر وطعن في عدل الله وحكمته كان شبيها بابليس فان الله ذكر عنه انه طعن في حكمته وعارض برأيه وهواه فهذا ايضا تلخيص شبيه التلخيص الذي في هذا البيت نعم قال رحمه الله واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلته فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية فان جميع الكون اوجب فعله مشيئة رب الخلق بار الخليقة وذات اله الخلق واجبة بما لها من صفات واجبات قديمة مشيئته مع علمه ثم قدرة لوازم ذات الله قاضي القضية وابداعه ما شاء من مبدعاته بها حكمة فيها وانواع رحمتي نعم يمكن ايضا تطالعون آآ شرح الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله على على هذه الابيات وتقتنون كتابه الدرة البهية هنا في تعليقه على هذه الابيات شرح شرحا مختصرا وجميلا ووضح هذه الاقسام الثلاثة قال وهو كما ذكر الشيخ يشمل طوائف القدرية الثلاثة القدرية النفاة والقدرية المجبرة والقدرية المشركين. فكل الطوائف الثلاث خاضوا في القدر خوضا منحرفا وبعضهم اغلظ من بعض. وكلهم عن الصراط ناكبون قال فاما القدرية النفاة فهم الذين يطلق عليهم اكثر العلماء اسم القدرية وهم الذين ورد فيهم الحديث الذي في السنن انهم مجوس هذه الامة واكثرهم واكثر المعتزلة على هذا المذهب الباطل وحقيقة مذهبهم انهم يقولون ان افعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم لم تدخل تحت قضاء الله وقدره فاثبتوا قدرة الله على اعيان المخلوقات واوصافها ونفوا قدرته على افعال المكلفين وقالوا ان الله لم يردها ولم يشأها منهم بل هم الذين ارادوها وشاؤوها وفعلوها استقلالا بدون مشيئة الله ويزعمون انهم بهذا القول ينزهون الله عن الظلم لانه لو قدر المعاصي عليهم ثم عذبهم عليها لكان ظالما لهم ولا لزم من اثبات قدرة الله على افعالهم الجبر الذي هو باطل بالشرع والعقل كما تقدمت الاشارة اليه ولكنهم بهذا القول الباطل ردوا نصوصا كثيرة من الكتاب والسنة تثبت وتصرح ان جميع اعمال العباد من خير وشر وطاعة ومعصية بقضاء الله وقدره كما اجمع المسلمون انه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وسموا مجوس هذه الامة لانهم اشبه المجوس الذين اثبتوا خالقا للخير وهو الله وخالقا للشر وهو ابليس على زعم المجوس ثم مضى في بيان بطلان عقيدة هؤلاء الى ان قال واما الطائفة الثانية فهم الجبرية الذين يقال لهم القدرية المجبرة. وهم غلاة الجهمية. الذين امامهم في هذا وغيره جهم بن صفوان المتفق على بدعته بل بدعه الخبيثة المتنوعة تزعموا ان عموم مشيئة الله وعموم ارادته يقتضي ان العبد مجبور على افعاله مكسور مقهور على اقواله وافعاله لا قدرة له على شيء من الطاعات ولا على ترك المعاصي ومع انه لا قدرة له على ذلك عندهم فهو مثاب معاقب على ما لا قدرة له عليه. وهذا القول من عن البدع وانكرها وهو مخالف للكتاب والسنة واجماع الائمة المهتدين من الصحابة والتابعين لهم باحسان ومخالف للعقول والفطر ومخالف للمحسوس قال وكل قول يمكن صاحبه ان يطرده الا هذا القول الشنيع كل قول يمكن لصاحبه ان ان يطرده يعني ان يطبقه في كل امر. الا هذا القول السنيع لان الجبري لو اتى اليه شخص وضربه ضربة اسقطته على قفاه وقال انا مجبور هل يرتضي ذلك لا يقبل مع ان مع انه عقيدة الجبر لا يقبل. بل يرى انه جاء بنفسه وباختياره وضربه قال وكل قول يمكن صاحبه ان يطرده الا هذا القول السنيع فانه لا يمكن ان يعمل به ويطرده كما تقدم انه لا يعذر من ظلمه وتعدى عليه مع اعتذار المعتدي بالقدر. يعني هو نفسه يعتدي ويفعل الحرام ويعتذر بالقدر لكن لو اعتدي عليه هو واعتذر له بالقدر ما يقبل لكن هو نفسه يعتدي ويتجاوز حدود الله ويعتذر بالقدر اعتدي عليه هو واعتذر بالقدر فانه لا يقبل ذلك فمن خبث هذا المذهب وظهور فساده ان صاحبه لا يطرده في كل شيء قال فان الجبر لا يعذره بل يعذر. بل يرى اعتذاره بالقدر زيادة ظلم وتهكما به. فكيف يسلك هذا المسلك مع ربه وهو لا يرتضيه لنفسه من غيره والمقصود ان هذه الطائفة خالفت المنقول والمعقول ونصوص الكتاب ونصوص الكتاب والسنة تبطل قولهم استمر في الرد على هؤلاء الجبرية ثم ذكر الطائفة الثالثة وهم القدرية المشركون الذين اعتذروا عن شركهم وتحريمهم ما اباح الله بالمشيئة وجعلوا مشيئة الله هي محبته. فقالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء في الاية الاخرى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين قال فهذه الطوائف الثلاث هم خصماء الله في قضائه وقدره. منهم من نفاه ومنهم من غنى فيه او ومنهم من غلا فيه غلوا اوقعه في الباطل ثم قال رحمه الله اعني شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في في المنظومة قال واصل ضلال الخلق في كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي اصلا الضلال ضلال الخلق قاطبة كلهم في في هذا الامر هو الخوض في فعل الاله بعلة يعني الكلام في افعال الله بالتعليم بحيث لا يعتبر الواحد من هؤلاء نفسه عبد لله مطيع لله سبحانه وتعالى ممتثل لامره بل يتلقى اوامر الله عز وجل بالمخاصمة والمعاندة لا يتلقاها آآ تلقي العبد المطيع لامر ربه فتجده اذا امر يقول لا لماذا امرنا بكذا ولماذا لم يكن الامر صفته كذا فالخوض في فعل الاله بعلتي الاصل في العبد ما هو الاصل في العبد طاعته سيدا وخالقه ومولاه بما يأمره به وهؤلاء لا يبادرون الى طاعة الله ولا يحققون العبودية لله سبحانه وتعالى والطواعية والامتثال لامر الله سبحانه وتعالى بل يخوضون في فعل الاله بعلة لماذا امرنا؟ لماذا لم يأمرنا بكذا؟ لماذا قدر الله كذا؟ لماذا لم يقدر كذا يخوضون في افعال الاله بعلة وكل امر لا يرتضونه بل يخوضون فيه هذا الخوض بعلة يبحثون عن التعليم وافعال الله سبحانه وتعالى كلها صادرة عن حكمة يعلمها من يعلمها ويجهلها من يجهلها وما جهل الانسان علته من اوامره تبارك وتعالى فالواجب انى يتلقاه بالقبول والتسليم والله عز وجل لم يخلق خلقه هملا ولا اوجد السماء والارض باطلا ولخلق المخلوقات عبثا فالواجب على العبد ان يكون محققا العبودية والطواعية والامتثال لامر الله. واصل الضلال اصل الضلال والزيغ والانحراف ما ذكره شيخ الاسلام هو الخوض في فعل الاله بعلة. يعني آآ الدخول في كل فعل لله سبحانه وتعالى بعلة هاي بالتعليل والبحث عن علته لماذا فعل ولماذا لم يفعل؟ ولماذا قضى؟ ولماذا لم يقضي ومن هو العبد حتى يخوض في افعال الرب تبارك وتعالى هذا الخوظ الباطل قال فان جميع الكون فان جميع الكون اوجب فعله مشيئة رب الخلق باري البرية فان جميع الكون اوجب فعله مشيئة رب الخلق بار البرية. كل ما في هذا الحون بمشيئة الله سبحانه وتعالى ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. لا يمكن ان يقع في هذا الكون ولا ذرة واحدة واي حركة واي سكون في في هذا الكون لابد ان يكون بمشيئة الله لا يمكن ان يكون في ملك الله شيء لم يشأه الله فالامور كلها بمشيئته عظيم السلطان سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الارض ملكا وتصرفا وتدبيرا فلا يمكن ان يقع في هذا الكون شيء الا بمشيئة رب الخلق بارئ البرية. الامور كلها بمشيئة الله. هذه عقيدة راسخة واصل ثابت ومتقرب ان الامور كلها بمشيئة الله عز وجل وان وان مشيئته سبحانه وتعالى نافذة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وذات اله الخلق وذات اله الخلق واجبة بما لها من صفات واجبات قديمة وذات اله الخلق واجبة بما لها من صفات اي انه سبحانه وتعالى واجب الوجود بصفاته الثابتة له سبحانه وتعالى في الازل وفيما لم يزل لم يزل ولا يزال سميعا بصيرا عليما حكيما خبيرا له الاسماء الحسنى والصفات العلا فهو سبحانه وتعالى بصفاته اول بلا ابتداء. اخر بلا انتهاء. هذا ما اراد تقريره شيخ الاسلام في هذا البيت اراد ان يقرر معنى قوله تعالى هو الاول والاخر الاول والذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء وان وجوده وجود واجب اما المخلوقات فوجودها وجود ممكن وجدت بايجاد الله سبحانه وتعالى وجدت في ايجاد الله سبحانه وتعالى قال مشيئته مع علمه ثم قدرة لوازم ذات الله قاضي القضية المشيئة النافذة والعلم المحيط والقدرة الشاملة وهذي اصول للايمان بالقدر كلها لوازم لذات الله. فكيف تجحد كلها لوازم لذات الله سبحانه وتعالى. فهي صفات ثابتة لله عز وجل ازلا. وفي لم يزل وفيما لم يزل متصف بها سبحانه وتعالى وليس لاقتصافه بها اولية ومتصف بها سبحانه وتعالى فيما لم يزل وليس لاتصافه بها نهاية او حد فهو اول بصفاته بلا ابتداء اخر بصفاته بلا انتهاء لم يزل سبحانه ذا مشيئة النافذة ولم يزل سبحانه ذا علم محيط ولم يزل سبحانه ذا قدرة شاملة فهذه اوصاف ثابتة لرب البرية وملازمة له سبحانه وتعالى. فكيف يأتي انسان ويخاصم ويجادل في هذه الاشياء بان يقول ان الله لا يعلم الاشياء الا بعد وقوعها او يقول ان مشيئة الله ليست نافذة وان افعال العباد ليست من مشيئته او يقول ان قدرة الله ليست شاملة لافعال العباد بل هي تشمل الذوات والصفات دون الافعال اي ضلال اشنع من هذا الضلال وافظع من هذا الباطل. هذي اوصاف ثابتة لله وملازمة لذاته العلم المحيط والمشيئة النافذة والقدرة الشاملة هذه اوصاف ثابتة لله سبحانه وتعالى وملازمة له جل وعلا وهو متصف بها في الازل وفيما لم يزل اول بلا ابتداء اخر بلا. انتهاء بصفاته سبحانه ومنها هذه العلم والمشيئة والقدرة فكيف يخاصم فيها هؤلاء الضالون ويجحدون علمه المحيط او يجحدون اه مشيئته النافذة او يجحدون قدرته الشاملة او يقولون لا تعلق للقدرة بافعال العباد او نحو ذلك من ضلال هؤلاء وباطلهم قد قال الله عز وجل بل ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم اصبحتم من الخاسرين وهذا يوضح لنا ان من قال في صفات الله تبارك وتعالى مثل هذه الاقوال الباطلة لا يؤول به هذا الامر الا الى الردى والهلكة في الدنيا والاخرة قال وابداعه ما شاء من مبدعاته بها حكمة فيها وانواع رحمته. ايضا مما هو متقرر ويجب اعتقادها في الله سبحانه وتعالى ابداعه ما شاء من مبدعاته بديع السماوات والارض. الموجد لها من العدم والخالق لها بعد ان لم تكن وليس له تبارك وتعالى شريك في ذلك فهو المبدع لهذه الكائنات والموجد لهذه المخلوقات ليس له تبارك وتعالى شريك في شيء من ذلك قال ابداعه ما شاء من مبدعاته يعني من الامور التي ابدعها واوجدها بها حكمة فيها وانواع رحمتي فهو خلق الخلق لحكمة ففيها حكمة لم يخلق شيئا عبثا او باطلا لم يخلق السماوات والارض باطنا وما خلق الانسان سدى ولا اوجد المخلوقات عبثا بل هذه المبدعات اوجدها سبحانه وتعالى لحكمة قال بها حكمة به وانواع رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى واثار رحمة الله عز وجل بادية بمخلوقاته وفي مبدعاته سبحانه وتعالى ونلاحظ الان شيخ الاسلام في هذه الابيات وينبغي حقيقة ان ينتبه لها جيدا وتفهم جيدا يضع الرؤوس يعني او يضع الاصول والقواعد في في هذا الباب التي يبنى تبنى عليها المسائل. هنا يذكر اصول هذا الباب وقواعده التي يبنى عليها ثم بعد ذلك تأتي الاجوبة فهذه الاصول التي تبنى عليها مسائل باب لابد من ضبطها والعناية بها ينبغي ان تكون راسخة وثابتة لدى المؤمن لعلنا اليوم نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وجزاكم الله خيرا. هذا سائل يقول ما الدليل على قوله خاصم ملأت ما الدليل على قول المؤلف؟ خاصم الملأ العلا قديما به ابليس رب اصله بلية. الادلة كثيرة لان قصة ابليس التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم تدل على ذلك ومنها الاية التي اشرت اليها اثناء الشرح. قال ربي بما اغويتني هذي مخاصمة هذه مخاصمة وايضا لما امره بالسجود ايضا خاصم رب العرش وقال خلقتني من نار وخلقته من طين وعقيدة ابليس ونهجه كله قائم على مخاصمة رب العرش رب البرية الله اليكم وجزاكم الله خيرا. السلام عليكم