بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اخوانه من الانبياء والمرسلين والكل وسائر الصالحين اما بعد يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قصيدته التائية في القدر ولسنا اذا قلنا جرت بمشيئتي من المنكر اياته المستقيمة بل الحق ان الحكم لله وحده له الخلق والامر الذي في الشريعة نعم يقول اه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منظومته التائية في القدر ولسنا اذا قلنا جرت بمشيئة كان اي لسنا اذا كنا نعتقد ونقرر ان الامور كلها جارية بمشيئة الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لسنا بهذا من المنكرين لايات الله عز وجل المستقيمة والمراد باياته اي اياته الشرعية التي فيها امره تبارك وتعالى ونهيه وفي هذا البيت الجمع بين الايمان بالقدر والايمان بالشرع وانه لا تعارض لا تعارض مع ايمان العبد بقدر الله تبارك وتعالى ان يؤمن بشرعه وان يمتثل امره وان ينتهي عما نهى عنه تبارك وتعالى كل ذلك لا يتعارض مع كون العبد مؤمن بان الامور جارية بمشيئة الله عز وجل قال بل الحق ان الحكم لله وحده الحكم لله عز وجل اي الحكم الشرعي الديني والحكم القدري الكوني والحكم الجزائي كل ذلك لله تبارك وتعالى لا شريك له ان الحكم الا لله له الخلق والامر الذي في الشريعة كما قال الله تبارك وتعالى الا له الخلق والامر نعم فما جاء مولانا الاله فانه يكون وما لا يكون بحيلتي وقدرته لا نقص فيها وحكمه قبله هو الملك المحمود في كل حالة قال هو الملك المحمود في كل حالة له الملك من غير انتقاص بشركتي. اي ان الله تبارك وتعالى هو الملك الملك هو الذي له الملك كله وله التصرف الكامل في مملكته لا يقع شيء في هذا الكون الا بمشيئته سبحانه لانه هو الملك له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وكل حركة او سكون بملكه جل وعلا واقعة باذنه جل وعلا في كل حالة قال هو الملك المحمود في كل حالة اي ان افعاله تبارك وتعالى في ملكه جل وعلا كلها حمد وكلها واقعة على ما يقتضيه حمده جل وعلا له الملك من غير انتقاص بشركة ليس له تبارك وتعالى شريك في ملكه بل تفرد جل وعلا بالملك وهذا يتضمن الرد على القدرية النفاة الذين يقولون ان الانسان هو الخالق لفعل نفسه فاذا قيل ان الانسان هو الخالق لفعل نفسه فمعنى ذلك انه اتخذ مع الله تبارك وتعالى شريكا بملكه جل وعلا وهو الانسان فعده خالقا مع الله جل وعلا قال من غير انتقاص بشركة. نعم فما شاء مولانا الاله فانه يكون وما لا يكون بحيلتي وقدرته لا نقص فيها وحكمه يعم فلا تخصيص في ذي القضية اريد بداء ان الحوادث كلها بقدرته كانت ومحض المشيئة ومالكنا في كل ما قد اراده له الحمد حمدا يعتلي كل مدحته فان له في الخلق فان له في الخلق رحمته سرت ومن حكم فوق العقول لحكيمتي امورا يحار العقل فيها اذا رأى من الحكم العليا وكل عجيبة نعم قال هنا فما شاء مولانا الاله فانه يكون اي ما شاء الله كان والامور التي تقع في هذا الكون تقع بمشيئته تبارك وتعالى ولعلنا نلاحظ تكرر هذا المعنى في الابيات مر معنا قبل قليل قالوا ولسنا اذا قلنا جرت بمشيئة وايضا سبق المرء فهذا فيه تأكيد على اصل عظيم ومهم في هذا الباب وهو ان الامور كلها جارية واقعة بمشيئة الله عز وجل لان الملك ملك الله جل وعلا والخلق خلقه يتصرف فيه كيف شاء ويقضي فيه بما شاء جل وعلا لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه وقدره قال فما شاء مولانا الاله فانه يكون وما لا يكون اي وما لا يشاؤه لا يكون. فالامور بمشيئته كما شاء مولانا الاله فانه يكون. وما لا يعني لا يكون. اي ما لا يشاءه الله عز وجل فانه لا يكون وهذا هو معنى لما عليه المسلمون ان ما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن وقوله وما لا يكون بحيلة اي لا يكون مهما بذل الانسان من الحيلة بوقوعه فانه لا يكون كما قال الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن. فالذي لا يشاءه الله عز وجل لا يكون مهما بذل العبد من الحيلة لا لوقوعه فانه لا يكون قال وقدرته سبحانه وتعالى لا نقص فيها وهذا فيه تقرير ان قدرة الله عز وجل شاملة لكل شيء كما قال الله تبارك وتعالى ان الله على كل شيء قدير وحكمه يعم فلا تخصيص في ذي القضية حكم الله عز وجل عام لكل شيء. كل شيء خاضع لحكمه سبحانه وتعالى فحكمه عام وقدرته تبارك وتعالى شاملة ومشيئته جل وعلا نافذة هذه الابيات هذه هذان البيتان ما شاء مولانا الاله وقوله وقدرته لا نقص فيها وحكمه يعم يدل على اثبات القدرة الشاملة والمشيئة النافذة والحكم العام عرفنا فيما سبق ان القدرة الشاملة والمشيئة النافذة تجتمعان فيما كان وفيما سيكون وتفترقان فيما لا يكون الله عز وجل قدير عليه ولكن لم تنفذ فيه مشيئته لان المشيئة اذا نفذت وقع الامر فما لا يكون الامور التي لا تكون هذه الله قدير عليها ان الله على كل شيء قدير لكن لم تنفذ فيها مشيئته لان المشيئة اذا نفذت وقع الامر. كما شاء الرب سبحانه وتعالى قال انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال اريد بداء ان الحوادث كلها بقدرته اريد بدا اي بهذه الامور المتقدمة ان الحوادث كلها بقدرته كانت ومحض المشيئة كل ما يقع في هذا الكون من حوادث قيام وقعود هداية وولال كفر وايمان صحة ومرض اي شيء كله بقدرته كلها بقدرته كانت يعني وجدت بقدرة الله ان الله على كل شيء قدير ومحض المشيئة اي مشيئة الله سبحانه وتعالى فذكر هنا قدرة الله الشاملة ومشيئة الله تبارك وتعالى النافذة وبين ان الحوادث التي تكون في هذا الكون لا يكون شيء منها الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى قال ومالكنا في كل ما قد اراده له الحمد حمدا يعتلي كل مدحتي مالكنا الله تبارك وتعالى في كل ما قد اراده سواء اراده كونا وقدرا او اراده تبارك وتعالى شرعا ودينا له الحمد في كل ذلك اي ان افعاله قل لها حمد واوامره كلها حمد لانها كلها واقعة بما يقتضيه حمده سبحانه وتعالى. وحكمته فليس في افعاله نقص ليس في افعاله نقص وليس في ارادته نقص. جل وعلا قال فكلما قد اراده في كل ما قد اراده له الحمد حمدا يعتلي كل مدحة اي حمدا كثيرا يعتلي كل مدحة يعني يعتلي كل ثناء ثناء عظيما كما قال عليه الصلاة والسلام في مناجاته لربه وهو ساجد لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك نفسك قال فان له في الخلق رحمته سرت ومن حكم فوق العقول الحكيمة فيه سريان رحمة الله جل وعلا في الخلق كما قال الله سبحانه وتعالى ورحمتي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فرحمة الله جل وعلا سرت في الخلق لان رحمته وسعت كل شيء ومن حكم فوق العقول الحكيمة او او من حكم فوق العقول الحكيمة اي ان الله جل وعلا افعاله كلها صادرة عن حكمة ليس في افعاله عبث ولا يفعل شيئا باطنا ولم يخلق خلقه سدى وهملا وعاطلا بل خلق الخلق لحكمة والحكم فوق العقول الحكيمة وكل افعاله كل افعاله تبارك وتعالى حكمة وكل اوامره تبارك وتعالى حكمة وهي حكم حكما عظيمة فوق العقول الحكيمة يعني مهما اوتي الانسان من العقل والحكمة لا يدرك حكم الاوامر الكونية ولا يدرك حكم الاوامر الشرعية تقف العقول محتارة كما سيأتي عند الشيخ تقف العقول محتارة لانها لا تبلغ مهما اوتي الانسان من العقل والبصيرة لا لا يمكن ان يصل وهي حكم كثيرة جدا عشرات الالاف ومئات الالاف من من الحكم وقد يعرف العلماء واهل البصيرة مثل ما قال ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن هذا الموضوع قال قد ندرك من من هذه الحكم ما يقدر بعشرة الاف حكمة ممكن يصل آآ العالم البصير الى ادراك حكم كثيرة بالالاف لكن يقف عند حد معين ويحتار يقف عند حد معين ويحتار لا يدرك الحكم والاسرار بل يدرك شيئا قليلا ونزرا يسيرا كما قال الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا قوله في هذا البيت فان له اين اسم منا متى هو اين اسم منا فان له في الخلق رحمته سرت ومن حكم فوق العقول الحكيمة امورا اسم النا مؤخر في البيت الثاني جاي فان له امورا فان له امورا في الخلق رحمته سرت ومن حكم فوق فوق العقول ومن حكم فوق العقول الحكيمة امورا اي له تبارك وتعالى امورا سرت رحمته في الخليفة وله حكم يحار العقل فيها يا حار العقل فيها يحار العقل فيها ولا يحيلها لانها شريعة جاءت بمحارات العقول ولم تأتي بمحالات العقول يحار العقل فيها اذا رأى من الحكم العليا وكل عجيبتي اذا رأى من الحكم العليا وكل عجيبة اي ان هذه الرحمة التي سرت والحكم التي هي فوق العقول الحكيمة يصل العقل بالتأمل فيها وفي محاولة معرفة معرفتها يصل الى ان يحار العقل ويقف يقف العقل عاجزا عن ادراكها وبلوغها اذا رأى من الحكم العليا وكل عجيبة ان يرى امورا عجيبة وامورا عظيمة امورا مهيلة فيقف العقل فحائرا لا يدرك الحكم وانما يدرك بعضها وشيئا قليلا منها نعم قال فنؤمن ان الله عز بقدرته يقول الشيخ رحمه الله عبدالرحمن بن سعدي في تعليقه على هذه الابيات يقول يعني انه ما شاء الله كان لا مانع من كونه وجوده اذا شاء الله وما لم يشأ لم يكن فلا يدرك بحيلة ولو اجتمع عليه جميع الخلق وفي حديث ابن عباس انه صلى الله عليه وسلم قال واعلم ان الخلق لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك فقدرة الباري تعالى كاملة لا نقص فيها حدثت جميع الحوادث ووجدت جميع الموجودات بها وبمشيئته اي بقدرته الشاملة ومشيئته النافذة وله في ذلك الخلق والايجاد كمال الحكمة وسعة الرحمة التي تحار العقول في كثرتها وسعتها وعظمتها وهو المحمود تعالى على ذلك كله نعم قال فنؤمن ان الله عز بقدرة وخلق وابرام لحكم المشيئة فنثبت هذا كله لالهنا ونثبت ما في ذاك من كل حكمة وهذا مقام طالما عجز الاولى نفوه وكروا راجعين بحيرتي وتحقيق ما فيه بتبيين غوره وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة هو المطلب الاقصى لرواد بحره وداعش في نظم هذه القصيدة بحاجته تبيين علم محقق لحاجته تبيين علم محقق محقق لحاجته تبيين علم محقق لاوصاف مولانا الاله الكريمة واسمائه الحسنى واحكام دينه اله في كل هذه الخليقة وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا والهامه للخلق افضل نعمتي وقد قيل في هذا وخط كتابه بيان شفاء للنفوس السقيمة قال رحمه الله فنؤمن ان الله عز وجل بقدرة وخلق وابراما لحكم المشيئة نؤمن بذلك ونقر به وهذا فيه تكرار للمعنى السابق تأكيدا له ولانه هو الاصل الذي يقوم عليه هذا الباب ان نؤمن ان الامور بقدرته وانه تبارك وتعالى الخالق لكل شيء وان مشيئته تبارك وتعالى نافذة لا راد لحكمه عز وجل ولا معقب لقضائه ما شانك ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن نؤمن بذلك كله فنثبت هذا كله لالهنا نثبت هذا كله لالهنا نثبت القدرة الشاملة وانه الخالق لكل شيء والمشيئة النافذة نثبت هذا كله لالهنا وكما ذكرت لكم غير مرة هذا اصل يبنى عليه هذا الباب. ولهذا يتكرر عند شيخ الاسلام بصيغ متعددة واساليب متنوعة تأكيدا له واهتماما به وبيانا لان هذا الباب العظيم باب الايمان بالقدر قائم على هذا الاصل فنثبت هذا كله لالهنا ونثبت ما في ذاك من كل حكمة اي نقر ان كل هذه الامور التي تقع ويوجدها الله سبحانه وتعالى كلها صادرة عن حكمة ففيها حكم ليست عبث ولم توجد باطلا بل كل ما خلقه الله عز وجل خلقه لحكمة ليس في مخلوقاته سبحانه وتعالى شيء خلق لغير حكمة فكلما خلقه الله جل وعلا خلقه لحكمة واوجده لغاية هذا معنى قوله ونثبت ما في ذاك من كل حكمة اذا اذا نحن نثبت ان الامور كلها بقدرة الله وان مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة وان الخلق خلقه هو الخالق بكل شيء لا يقال هناك اشياء وجدت في هذا الكون ليس هو خالقها وايضا نثبت في ذلك كله انه فيه حكمة بل فيها حكم لا يحيط بها ولا يحصي علمها الا الخالق الجليل الرب العظيم سبحانه وتعالى قال وهذا مقام طالما عجز الاولى وهذا مقام طالما عجز الاولى نفوه وكره راجعين بحيرة اي ان هذا المقام مقام حيرة ومن طلبه ومن طلبه مثل ما سبق من مر معنا يعني من بحث العلة في كل شيء والحكمة في كل شيء او قال لا اقبل شيئا الا اذا عرفت حكمته فانه يصل الى التعطيل والنفي ويقع في الباطل ويقع في الشرك والضلال والاصل ان يسلم العبد تسليما كاملا تاما ان الامور كلها صادرة عن حكمة وان الله عز وجل متنزه عن العبث وعن الباطل وانا يخلق شيئا لغير حكمة فهو منزه عن ذلك سبحانه وتعالى والواجب ان يؤمن العبد ايمانا تاما بان الامور كلها صادرة عن حكمة وكل ما خلقه الله عز وجل خلقه لحكمة. من صغير او كبير او دقيق او جليل بامره الكوني وامره الشرعي الديني كل ذلك صادر بحكمة سواء علمها العبد او لم يعلمها ومن قال انا لا اؤمن بشيء الا اذا عرفت الحكمة منه او تفاصيل حكمه فانه لا لا يصل الا الى هذه النتيجة التي كررها شيخ الاسلام ابن تيمية هنا قال وهذا مقام طالما عجز الاولى نفوه يعني لما لم يقفوا على الحكمة قالوا ايش خلق لغير حكمة قولهم خلق لغير حكمة هذا اخبار عن ماذا عن عجزهم وجهلهم وقلة بصيرتهم. وايضا جرأتهم على من خلقهم سبحانه وتعالى لما عجزوا عن ادراك الحكمة نفوها وماذا عندهم من العلم قد قال الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا ماذا عندهم من العلم حتى يقولوا ان هذا الامر لا حكمة ليس له حكمة فينفو الحكمة وسبب نفيهم لها ماذا العجز الذي عندهم العجز يقف به العبد على قدم التسليم لا لا على قدم الجحود والنفي والتعظيم فهؤلاء لما حار وقصرت عقولهم عن ادراك الحكمة في هذه الامور نفوها وادعوا انها ليس لها حكمة في كتب اهل الباطل من هذا شيء كثير نفي لحكمة الله تبارك وتعالى في خلقه والسبب في هذا النفي هذا الذي ذكره شيخ الاسلام طالما عجز الاولى طالما عجز الاولى اي لما عجزوا عن ادراك الحكمة نفوا الحكمة. وادعوا ان الامور او كثيرا منها صادرة عن غير حكمة او انه ليس فيها حكمة وكر راجعين بحيرتي وهذا فيه منتهى هذا الطريق طريق هؤلاء الذين وقعوا في في في نفي الحكمة لا يصلون الا الى الحيرة والاضطراب وهذه نهاية كل صاحب باطل وكل معرض عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يصل الا الى الحيرة والشك والاضطراب كل من اعرض عن الكتاب والسنة واقبل على عقله القاصر وفكره الضعيف لا يصل الا الى الحيرة والشك والاضطراب قال والتفيه بتبيين غوره وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة اي تفصيل القول وبسط الكلام بهذه المسألة مسألة الحكمة التعليم وان الامور كلها صادرة الحكمة وبيان الحكم بيان الحكم بالاوامر والحكم في النواهي وتبيين غوره يعني تعمق في في في هذا الامر وبيان تفاصيله ودقائقه وتحرير حق الحق في في الحقيقة يعني في هذا في هذه الحقيقة وهي ان الامور كلها بحكمة هو المطلب الاقصى لرواد بحره والمطلب الاقصى لرواد بحره يقول هذا مطلب عظيم والدخول في في في تفاصيله في ضوء الدلائل والنصوص والحجج والبراهين والبينات لكن يعتذر رحمه الله يقول وذا عسر وذا عسر في نظم هذه القصيدة يعني هذه القصيدة ما ما يسمح النظم ان يفصل في في في هذا الباب وانما محل هذا غير هذا النظام مثل ما ذكرت لكم ابن القيم يقول ما ما نعرفه من ذلك عشرة الاف الحكم في في الاوامر والحكم في النواهي ما نعرفه ويعرفه امثالنا يقول عشرة الاف فمثل هذه الاسرار والحكم والتي يوقف الله عز وجل ويمن على اهل البصيرة بدينه والمعرفة بشرعه وامره ونهيه هذه مجالها واسع. وابن القيم رحمه الله له كلام واسع في هذا الباب في كتابه العظيم الشفاء العليم بمسائل القدر والحكمة والتعليم توسع في في مثل هذا فابن تيمية رحمه الله يعتذر هنا يقول ان هذا عسر يعني صعب بمثل هذا النظم قال لحاجته يعني شيء يبين سبب العسر وصعوبته في النظم يقول لحاجته تبيين علم محقق لاوصاف مولانا الاله الكريمة ان يقول هذا الباب باب معرفة الحكم فرع عن معرفة اسماء الله وصفاته. لماذا لان الخلق والامر صادر عن اسمائه وصفاته صادر عن اسمائه وصفاته فاذا هذا المقام يحتاج الى علم محقق علم مأصل علم دقيق لاوصاف مولانا سبحانه وتعالى الاله الكريمة وصاف الله الكريمة ان ان ان يعرف اوصاف الله جل وعلا السمع والبصر والعلم والحكمة والارادة والمشيئة والرحمة والاحسان والكرم الى غير ذلك من اوصافه جل وعلا وايضا معرفة اسماء الله الحسنى قال الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم فمعرفة اسماء الله جل وعلا وما تدل عليه من الصفات لذلك معرفة صفات الله جل وعلا وفهمها هو اعظم عون للعبد لمعرفة هذا المطلب العظيم وهذا يبين لنا ثمرة عظيمة كبيرة لمعرفة اسماء الله تبارك وتعالى ومعرفة صفاتهم وان هذا باب عظيم فيه يتنافس المتنافسون يصل من خلاله العبد الى اه مقاصد عظيمة وغايات نبيلة يزيد هذا الباب العبد صلة بالله ومحبة له قياما بطاعته وبعدا عن نواهيه من كان بالله اعرف كان لعبادته اطلب وعن معصيته ابعد وكان منه اخوف قال لحاجة هذا المقام تبيين علم محقق مدقق لاوصافنا الاله جل وعلا الكريمة ولاسمائه ايضا الحسنى واحكام دينه وافعاله. في كل هذه الخليقة اي انه يحتاج بسط هذه الامور كلها وهذا النظم لا لا لا يحتمل لا يحتمل بسط ذلك وعسر ان يمضم ذلك في في ابيات لانه باب واسع وكبير جدا فهذا فيه بيان سعة هذا الموضوع ودقته واعتذار انه لا لا يتمكن من بسطه في في هذا النظم ثم يقول وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا اي انه امر ظاهر وواضح يعلمه آآ المسلم يعلمه المؤمن بالله عز وجل ولكن يتفاوتون للعلم به العلم المجمل موجود العلم المجمل بهذا موجود عند كل مسلم من الله عليه بالهداية ومعرفة الله عز وجل وقدره سبحانه حق قدره فيعتقد كل مسلم ان اوامر الله الكونية واوامره الشرعية وافعاله سبحانه وتعالى كلها صادرة عن حكمة ليس فيها عبث لم يخلق الخلق عبثا ولا اوجدهم باطلا هذا امر وحد يدركه كل مسلم والتفاصيل يتفاوت الناس فيها بحسب ما ما يمن الله تبارك وتعالى به على عبده ولهذا قال في الشطر الثاني والهامه للخلق افضل نعمتي والهامه للخلق افضل نعمة ليس كل الخلق يعرفونه لكنه من الهمه الله سبحانه وتعالى تفاصيل آآ كثيرة في الحكم فهذه نعمة عظيمة تزيد العبد بصيرة في الدين وتعظيما لله وقدرا له تبارك وتعالى حق قدره عز وجل لكن هذا ليس لكل احد المسلمون عموما يدركون ان افعال الله واوامره ونواهيه اوامره الحونية واوامره الشرعية الدينية. كل ذلك عن حكمة لكن هل التفاصيل هذه يلهمها الله سبحانه وتعالى من شاء ويفتح تبارك وتعالى بها على من شاء من عباده وهذي افضل نعمة. نعمة عظيمة وقد قيل في هذا وخط كتابه وقد قيل في هذا وخط كتابه بان شفاء عندكم ماذا بيان نعم وقد قيل في هذا وخط كتابه بيان شفاء للنفوس السقيمة اي ان كتاب الله عز وجل خط فيه هذه الحكم وبين فيه ان امور الله واوامره وافعاله سبحانه وتعالى صادرة عن حكمة ففي كتاب الله عز وجل شفاء شفاء للنفوس السقيمة كما قال الله عز وجل شفاء لما في الصدور. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ينزل من القرآن ما هو شفاء للنفوس السقيمة يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله آآ كرر المؤلف هذه المعاني بهذه العبارات لما ذكره ان المقام مقام عظيم طالما عجز الذين نفوه ولم يفهموه وبقوا حائرين غير مهتدين ومسائله العظيمة مستمدة من اسماء الله واوصافه وافعاله ومعرفة دينه والتدبر لكتابه فمن تفقه في الاسماء الحسنى واعترف بما لله من الصفات العليا وعرف ان افعاله تعالى مشتملة على الحق والحق غايتها ومقصودها وتدبر كتاب الله الذي فيه الهدى والشفاء وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من عرف ذلك كله واعترف به جزم جزما لا تردد فيه بانه تعالى خلق المخلوقات واوجدها ودبرها بمشيئة النافذة وحكمة شاملة ورحمة واسعة وذلك ان عظمة المخلوقات تدل على عظمة خالقها ومبدعها وكمال قدرته وما فيها من التخصيصات المتنوعة من كل وجه يدل على نفوذ مشيئته وارادته وما فيها من الحكم والانتظام والحسن والالتئام والخلق الغريب. والابداع العجيب يدل على شمول علمه احاطته وشمول حكمته وحمده وما فيها من الخيرات الكثيرة والمنافع الغزيرة والصلاح والاصلاح يدل ذلك على سعة رحمته وبره وكرمه واحسانه قال وتحقيق هذه المقامات هو المطلب الاقصى لرواد الحقيقة ولا سبيل لذلك الا الاستمداد من كلامه وكلام رسوله والاستنارة بهداية الائمة المهتدين ومعرفته والهامه للعباد من اجل نعم الله عليهم والقرآن شفاء لما في الصدور من امراض الشكوك والشبهات والشهوات هذا تلخيص منه رحمه الله لهذه الابيات المتقدمة قال فقولك لما قد شاء مثل سؤال من ابن تيمية رحمه الله يعني ابياتها جميلة وواضحة في التقرير والشيخ عبد الرحمن بن سعدي بما اتاه الله عز وجل من العلم والفهم والبصيرة وايضا جمال البيان وحسن الايضاح تميز آآ تميز رحمه الله آآ سهولة عبارته وايضا فيما يتعلق بالابيات الابيات الغامضة الدقيقة يأتي بها نثرا ينثر الابيات بحيث تكون واضحة له له كتاب توضيح الكافية الشافية. نثر فيه نونية ابن القيم نثر فيه نونية ابن القيم باسلوب سهل واضح جدا حتى ان احد العلماء وهو الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله يقول حفظت اكثر النونية في في شبابي في اكثر من ثلاثة الاف بيت يقول حفظت اكثرها في شبابي ولو وقفت على آآ كتاب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي توضيح الكافية الشافية لحفظتها كاملة. لكن آآ كون بعض الابيات غمضت علي فتركتها لم احفظها لكن لو وقفت على توضيح ابن سعدي لها ونثره لها لحفظتها كاملة فيتميز رحمه الله بعباراته السهلة الجميلة في في نثر الابيات المنظومة والتي تتضمن معاني دقيقة فيبسطها بسطا مختصرا في كلام منثور واضح جميل مثل ما قرأت عليه خلاصة جميلة واضحة لا لما قرره رحمه الله في هذه الابيات نعم فقولك لم قد شاء مثل سؤال من يقول فلم قد كان في الازلية وذاك سؤال يبطل العقل وجهه وتحريمه قد جاء في كل شرعة يقول فقولك يعني ذاك المعتزل الرافضي الذي اثار تلك الشبهات والتي انشأ ابن تيمية رحمه الله هذا النظم للرد عليه يقول له في الرد عليه قولك لم قد شاء لم قد شاء يعني لماذا شاء الله هذا ولماذا لم يشأ كذا هذا الخوف بمشيئة الله بما؟ كل هذا خوض باطل لان الله سبحانه وتعالى قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقولك لم قد جاهد خوض باطل خوض محرم والسلف رحمهم الله يسمون اهل هذا السؤال الباطل اللمية مثل تسميتهم من يسألون عن صفات الله بكيف المكيفة فيقول قولك لم قد شاء مثل سؤال من يقول فلما قد كان في الازلية لان كل خوف في الله بالباطل وقول على الله سبحانه وتعالى بالباطل الذي يقول لم قد شاء الله مثل الذي يقول لما لماذا كان الله في الازلية؟ كل كل ذلك اه اقحام للنفس وللعقل القاصر في ما يتعلق باوصاف الرب العظيمة اوصاف الرب العظيمة فالله جل وعلا لا يسأل هو الخالق والذي يسأل فهذه السؤالات لم يعرف حقيقة نفسه لم يعرف حقيقة نفسه والا لو عرف نفسه انه عبد وليس للعبد ان يعترض على سيده وان يلقى اوامر سيده بلما واذا امر بشيء يقول اولا اخبروني ما الحكمة؟ ثم افعله؟ هذا ليس عيب العبد العبد يطيع العبد يطيع امر سيده ويمتثل امره اما من يعترض او يقول لم؟ او يقول اولا اعرف الحكمة او نحو ذلك فهذا لم يعرف حقيقة نفسه وانه عبد لله. والعبد طوع امر سيده سواء ادرك الحكم او لم يدركها قال قولك لم؟ قد شاء مثل سؤال من يقول فلما قد كان في الازلية والازلية اي ما يدل عليه اسمه تبارك وتعالى الاول الاول الذي ليس قبله شيء اول والذي ليس قبله شيء اول بالابتداء وذاك سؤال يبطل العقل وجهه وتحريمه قد جاء في كل شرعته قل هذا السؤال لم قد شاء يدل على بطلانه العقل والنقل يدل على بطلانه العقل والنقل يقول ليبطل العقل وجهه يدل العقل على على بطلانه وايضا هو محرم في كل شرعة فلنقول اه في في الشرائع المنزلة جاءت محرمة هذا الامر وفي القرآن من ذلك الشيء الكثير وفي الكتب المنزلة على الانبياء قبل نبينا عليه الصلاة والسلام تحريم لهذا الامر تحريم لهذا الامر فهو امر امر اجمعت الشرائع المنزلة على ابطاله وتحريمه يحرم على العبد الضعيف القاصر ان يقول في افعال الله لم ان يقول في افعال الله لم؟ لما لما فعل الله كذا لما شاء الله كذا لماذا لم يشأ؟ كذا لا يسن عما يفعل فهذا امر محرم دل على تحريمه الشرع دل على تحريمه النقل ودل على تحريمه ايضا العقل السليمة ذكر ابن ابي العز في شرحه للطحاوية قال ان انه يروى ان انه جاء في في في الكتب السابقة وقال في التوراة قال لا تقل لما امر الله ولكن قل بما امر الله لا تقل ايها العبد لما امرك ولكن قل بما امر الله لان قول العبد لما امر الله هذا خوض فيما لا يعنيه ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقول العبد بما امر الله هذا خوض يعني العبد ان يعرفه ويطلب من العبد ان يعرفه لان هذا الذي خلق العبد لاجله فيسأل عما خلق له فيقول بما امر الله حتى يعبد الله سبحانه وتعالى على بصيرة نعم قال وفي الكون تخصيص كثير يدل من له نوع عقل انه بارادتي واصداره عن واحد بعد واحد او القول بالتجويز رمية حيرة ولا ريب في تعليق كل مسبب لما قبله من علة موجبية. بل الشأن في الاسباب اسباب ما ترى واصدارها عنه محض المشيئة ثم ذكر رحمه الله تعالى في هذه الابيات الاربعة قال وفي الكون تخصيص كثير يدل من له نوع عقل انه بارادتي هذا دليل عقلي على اثبات الارادة لله عز وجل ارادة الله الكونية القدرية جل وعلا في التخصيص يدل على الارادة مر معنا قريبا كلام الشيخ عبدالرحمن بن سعدي عندما قال ان عظمة المخلوقات تدل على عظمة خالقها ومبدعها وكمال قدرته وما فيها من التخصيصات المتنوعة من كل وجه يدل على نفوذ مشيئته ارادتك فالتخصيص يدل على الارادة ما معنى التخصيص؟ يعني خص هذا مثلا بالطول وهذا بالقصر وهذا عمره كذا وهذا عمره كذا وهذا آآ فكره كذا وهذا عقله كذا وتخصيص في المخلوقات يدل على نفوذ مشيئته وارادته سبحانه وان الامور ماضية بما شاء الله احد الاعراب قيل له بم عرفت ربك قال بنقبل عزائم محل الهمم بنقبل عزائم وحل الهمم يقول عرفت الله بهذا فا اه التخصيص في في في بما في هذه المخلوقات قص كل مخلوق بشيء هذا يدل على ارادة الله سبحانه وتعالى يعني مثلا من التخصيص الابهام الان العلم الحديث يقول ان ابهام كل شخص يختلف عن ابهام الاخرة ولا يتفق ابهام وابهام في بصمة هذا التخصيص الان في العجيب على كثرة ابهام الابهامات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في في الناس ما تشترك خص كل منهم بشكل معين لا لا يشترك مع الاخر ولهذا البصمة بصمة كل انسان تخصه وتتميز عن بصمة الاخر هذا التخصيص يدل على ماذا هذا يدل على ان الذي اوجد المخلوقات سبحانه وتعالى له مشيئة نافذة وله ارادة شاملة وله وله وله قدرة شاملة هذه الامور او هذه التخصيصات تدل على نفوذ المشيئة وكمال القدرة للخالق سبحانه وتعالى قال واصداره عن واحد بعد واحد او القول بالتجويز رمية حيرة ولا ريب في تعليق كل مسبب بما قبله من علة موجبيتي بل الشأن في الاسباب اسباب ما ترى واصدارها عن حكم محض مشيئتي يقول الشيخ رحمه الله ان في العالم العلوي والسفلي تخصيصات كثيرة جدا تدل دلالة عقلية صريحة انها بارادة العزيز الحكيم مثل جعل بعضها عاليا وبعضها ساتلا وبعضها كبيرا وبعضها صغيرا وبعضهم متصل بغيره وبعضها منفصلا وبعضها على صفة وبعضها على صفة اخرى مثل قوله والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق الله ما يشاء والتخصيصات لا يحيط بها الوصف وكلها تدل على انها متعلقة بارادة الله ومشيئته وانه الفعال لما يريد ومن الغلط العظيم والحيرة والضلال قول الفلاسفة ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد انتبه لمعنى البيت الثاني قال ومن الغلط العظيم والحيرة والضلال قول الفلاسفة ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد فان هذا باطل شرعا وعقلا من وجوه كثيرة ذكرها الشيخ في كتابه العقل والنقل وفي المنهاج وغيرهما من كتبه هذا معنى قوله في البيت الثاني واصداره عن واحد بعد واحد او القول بالتجويز رمية حيرة يعني امر ناشئ عن اهل الحيرة والسفك من الفلاسفة واغرابهم. هذا معنى قوله رمية حيرة اي امر وجد بسبب ما عليه اهله من الحيرة والاضطراب فقالوا آآ ان اصدار اه قالوا واصداره عن واحد عن واحد بعد واحد مثل ما قال هنا قول الفلاسفة ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد. فهذا باطل وسبب وجوده ما هم عليه من حيرة واضطراب يقول لكن الامر الذي لا ريب فيه ان كل مسبب لا بد له من سبب وكل معلول لابد له من علة موجبة. وكل شيء لابد له من مادة قد خلق منها. ولكن جميع الاسباب تنتظم في قضاء الله وقدره. جميع الاسباب تنتظم في قظاء الله وقدره وهي من من القظاء والقدر ولهذا لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت ادوية نتداوى بها ورقى نسترقيها وتقاتل نتقيها هل ترد من قدر الله شيء؟ هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله وثبت في الصحيحين ان الصحابة رضي الله عنهم حين ذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم القدر السابق قالوا يا رسول الله افلا على كتابنا الاول وندع العمل فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل اهل الشقاوة ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فبين صلى الله عليه وسلم ان السعادة ان كانت مقدرة مفروغا منها فان الله قدرها باسبابها اسبابها مرت اعطى واتقى وصدق بخل واستغنى وكذب اسباب سعادة واسباب الشقاوة قال فان الله قدرها باسبابها وهو ان الله ييسر اهل السعادة لليسرى بما فعلوه من اسباب الثلاثة. وهي قوله فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وانه يسر اهل الشقاوة للعسرى بما فعلوه من الاسباب الثلاثة وهي قوله واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. قال ومشيئته تعالى لا لا ما في ما جعله من الاسباب الدنيوية والاخروية فقد اخبر في عدة ايات انه يهدي من يشاء ويظل من يشاء وفي ايات اخرى اخبر بالاسباب التي تنال بها هداية الله ويستحق العبد ان يبقى على ظلاله. في قوله في الهداية يهدي به الله من اتبع رظوانا السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور. الشاهد قوله اتبع رضوانه وكقوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا المجاهدة وقوله يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وقوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه هذا في جانب الهداية قالوا وفي الضلال اي في جانب الضلال قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وقوله في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وقوله ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة وقوله ومن يعش عن ذكر الرحمن مقيض له شيطانا فهو له قرين فهذه الايات تدل على ما ذكره الشيخ رحمه الله ان الله عز وجل اه جعل الامور باسبابها التي تقع من العبد بالاسباب التي تنال بها الهداية او الاسباب التي يستحق بها العبد ان يبقى على قال وهذه الايات فيها من اسرار القدر في هداية من يهديه واظلال من يضله ما شهد لله بكمال الحكمة والحمد وكذلك اخبر في عدة ايات انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وفي ايات اخرى اخبر عن الاسباب التي تنال بها مغفرة الله مثل قوله واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. والاسباب التي يستحق بها العذاب مثل قوله ان قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى قال وكذلك اخبر في ايات كثيرة انه يرزق من يشاء ويوسع الرزق على من يشاء ويقبض عمن يشاء وفي ايات اخرى ذكر فيها الاسباب التي ينال بها رزقه. مثل قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقوله ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له اجله فليصل رحمه. وكذلك الاسباب المادية مثل قوله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور وجميع المطالب الدنيوية والاخروية جعلها اسبابا متى سلكها الانسان حصل له مطلوبه قد جمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في كلمة واحدة فقال احرص على ما ينفعك واستعن بالله قوله احرص على ما ينفعك اي في دينك ودنياك واسلك كل طريق يوصلك الى هذه المنفعة ولكن لا تتكل على حولك وقوتك بل توكل على الله واستعن به فمن فعل ذلك فهو عنوان سعادته ونجاحه والا لا يلم العبد الا نفسه. انتهى كلامه رحمه الله تعالى وله ايضا اعني الشيخ عبدالرحمن بن سعدي كلام جميل على معنى هذا الحديث احرص على ما ينفعك واستعن بالله في كتابه بهجة قلوب الابرار وفي كتابه ايضا الرياض الناظرة ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم وجزاكم عنا خيرا. يقول السائل هل هناك ثمرة للخلاف في الفرق بين القضاء والقدر الامر يرجع الى فهم فهم المعنى وفهم المدلول لهاتين الكلمتين وعرفنا ان اصحنا ما قيل يعني من اهل العلم من قالهما شيء واحد القضاء هو القدر لكن الصحيح ان القدر والقضاء هما من الالفاظ التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فاذا ذكر كل واحد منهما منفردا شمل معنى الاخر واذا ذكرا معا فان لكل منهما معنى يخصه وهل القدر الاسبق او القضاء الاسبق قولان لاهل العلم واشرت الى رسالة جميلة موجودة في الدرر السنية بعنوان الفرق بين القظاء والقدر وفيها جمع للادلة المتعلقة بهذا الموظوع نعم احسن الله اليكم يقول كيف الجمع بين قوله تعالى جزاء بما بما كنتم تعملون وبين الحديث لا يدخل احد منكم الجنة بعمله فالباء في في قوله جزاءنا بما كنتم تعملون ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. الباء هنا سببية اي بسبب اعمالكم واما قوله لن يدخل احد الجنة بعمله لن يدخل احد الجنة بعمله اي مقابل عمله وحده مقابل عمله وحده فالعمل وحده لا يكفي الا ان يتغمد الله عز وجل الانسان برحمته. والا العمل هل عمل الانسان يكفي شكرا للصحة التي في الدنيا والعافية والسمع والبصر والمال والولد وانواع النعم التي من الله سبحانه وتعالى بها على عبده ولهذا قال لن يدخل احد الجنة بعمله اي مهما كثر العمل ومهما كثرت الطاعة بل الشكر نفسه الذي يقع من العبد هو نعمة من نعم الله ولهذا قال الشافعي رحمه الله الحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه الا بنعمة حادثة توجب شكره عليها. يعني الشكر نفسه نعمة يحتاج الى شكر لا يدخل الجنة بعمله اي على وجه المقابلة الجنة ليست يعني يقابل هذا النعيم الذي يناله العبد في في الجنة ولكن دخول الجنة رحمة من الله وفضل ومنه سبحانه وتعالى على عباده قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا وهو اكمل الناس عبودية وذلا لله قال الا ان يتغمدني الله برحمته نسأل الله ان يتغمدنا واياكم برحمته نعم احسن الله اليكم يقول لم افهم قول الفلاسفة ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد. ليس ظروري ان تفهمه نعم اليك وهذا السؤال الاخير يقول فيه هل الحكمة لا يبحث عنها الا العالم الحكمة التي بابها باب معرفة الاسماء والصفات وكما عرفنا باب شريف من العلم وباب عظيم وان العبد كلما ازداد بصيرة بالله واسمائه وصفاته جل وعلا ازداد بصيرة في في هذا الباب العظيم باب باب الحكمة فمعرفة هذا هذا الامر في ضوء معرفة الاسماء الحسنى والصفات العلى تدبر القرآن الكريم لا شك ان هذا من اعظم ابواب الخير والتعظيم لله والذل والخضوع بين يديه تبارك وتعالى آآ كما اشرت ايضا هذا امر يتفاوت فيه الناس بحسب ما اتاهم الله جل وعلا من العلم والفهم ومن الهمه الله ذلك ووفقه له ومن عليه به فهذه من افضل واعظم نعم الله سبحانه وتعالى لعباده والعوام يشتغلون اول ما يشتغلون بمعرفة ما اوجبه الله تبارك وتعالى عليهم مما امرهم به من فرائض وواجبات ومحرمات ثم يتدرج الانسان في امور العلم وتفاصيله بحسب ما ييسر الله تبارك وتعالى له من ذلك يسر الله لنا جميعا اليسر وجنبنا العسر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين