بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد غدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي مستهل هذه الدورة اتوجه الى الله الكريم بالدعاء ان اجمعين لما يحبه ويرضاه من صالح القول وسديد العمل وان يكتب جلوسنا في هذا المسجد واجتماعنا على مدارسة العلم ومذاكرته في موازين حسن بناتنا اجمعين و ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما. وان يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وايضا يطيب لي في مستهل هذه الدورة ان اهنئ الشيخ الفاضل الشيخ صالح ابن سعد السحيمي حفظه الله وجزاه خيرا على هذه الهمة العالية والنصح الكريم والاهتمام البالغ بطلبة العلم والحرص على هذه الدورة العلمية وعلى انتفاع الطلاب بها فهو يبذل آآ جهدا كبيرا وعملا وفيرا واهتماما بالغا. في ان تقوم هذه الدورة باذن الله تبارك وتعالى على احسن حال واطيب منوال. فاسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يثيبه عظيم الثواب. وان خير الجزاء وان يبارك له في علمه ووقته وذريته انه تبارك وتعالى سميع مجيب. وايضا اشكر كل من ان كان له مساهمة ومعاونة في اقامة هذه الدورة باي جهد بذله قل او كثر والله تبارك وتعالى لا يضيع عنده اجر من احسن عملا. نسأل الله ان يتقبل من الجميع وايضا الاخوة الحضور من طلاب العلم اسأل الله عز وجل ان يثيبهم على هذا التبكير وعلى هذا الحرص والاهتمام وان يمن على الجميع بالعلم النافع والعمل الصالح انه ولي ذلك والقادر عليه وعلى بركة الله على بركة الله نبدأ ومنه تبارك وتعالى نستمد العون والتوفيق والتيسير فلا حول ولا قوة الا بالله وما شاء الله كان والتوفيق بيده سبحانه وتعالى نسأله جل وعلا ان يوفقنا جميعا وان يبارك فينا اجمعين ايها الاخوة الكرام لقاؤنا هذا سيكون في عقيدة ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله وهي عقيدة اشتهرت بين اهل العلم وطلابه بمقدمة ابن ابي زيد القيرواني اشتهرت بهذا الاسم وسميت مقدمة لانها في حقيقة امرها مقدمة لكتاب الرسالة لابن ابي زيد القيرواني فله رحمه الله كتاب مشهور ومؤلف معروف عنوانه الرسالة قدم له بباب في المعتقد هو الذي بين ايدينا وسنتدارسه في هذه الدورة اخذت هذه المقدمة من اول كتابه الرسالة. وكتابه الرسالة مؤلف في الفقه على مذهب الامام مالك رحمه الله وجعل بين يدي مؤلفه هذا في الفقه هذه المقدمة ليكون بذلك جامعا بين الفقهين الفقه الاكبر وهو المعتقد والفقه الاصغر وهو الفروع والاحكام المبنية على الفقه الاكبر وكانه ايظا يلمح هنا الى الماحة ويشير الى امر عظيم جدير بالاهتمام الا وهو ان الفروع لا قيام لها ولا انتفاع بها الا اذا اقيمت على المعتقد الصحيح السليم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. كما قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن اي لابد من الاعتقاد الصحيح فلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون قال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فالعمل الصحيح او العمل الصالح لا بد ان يقام على معتقد صحيح وايمانا راسخ فاذا لم يوجد الاعتقاد الصحيح والايمان السليم فانه لا ينتفع بعمل لان العقيدة تصحح الاعمال. وتكون بها مقبولة عند رب العالمين سبحانه وتعالى فاذا لم يوجد الاعتقاد الصحيح لا ينتفع بعمل. قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين لاجل هذا تصدرت هذه العقيدة المباركة والباب العظيم مؤلف ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله الرسالة الذي الف في بيان الاحكام وتوضيح الفروع وقد ذكر الذهبي رحمه الله في كتابه سير اعلام النبلا عندما ترجم لابن ابي زيد القيرواني قال وقيل انه صنع اي الف رسالته المشهورة وهو ابن سبع عشرة سنة قال وقيل انه صنع رسالته المشهورة وهو ابن سبع عشرة سنة. فكان صغيرا وهذا يدل على نضوجه العلمي من وقت مبكر وقد كان رحمه الله نشأ نشأة صالحة على العلم والجد والاجتهاد والحرص على الطلب وكتب الله تبارك وتعالى له نبوغا في هذا الباب حتى انه رحمه الله من سعة علمه وتمكنه في العلوم والفنون وتمكنه على الوجه الاخص من مذهب ما لك الله فهو جامع مسائل الامام مالك رحمه الله والمعتني بها العناية الفائقة وكتب في هذا مؤلفات عديدة فاشتهر رحمه الله بمالك الصغير اشتهر رحمه الله بما لك الصليب وكانت له مكانة علية عند اهل العلم سواء من المنتسبين لمذهب مالك رحمه الله او من غيرهم من اهل العلم وارى من المفيد بين يدي دراسة هذه الرسالة ان اطرح سؤالا اجيب عليه من وجوه عديدة الا وهو ما قيمة دراسة هذه الرسالة لابن ابي زيد القيرواني. ما القيمة العلمية لدراسة هذه الرسالة لابن ابي زيد القيرواني. وما هي الفوائد التي يرجى ان يجنيها طالب العلم من وقوفه على هذه الرسالة العظيمة لابن ابي زيد قيروان وقد رأينا اهل العلم رحمهم الله اعتنوا عناية كبيرة بهذه الرسالة. وكتب الله سبحانه وتعالى لهذه الرسالة حظوة كبيرة من حيث كثرة طبعاتها وسعة انتشارها بين طلبة العلم فهي لا تزال تطبع وتنشر وتوزع وتنتشر بين طلبة العلم وهذه لعلها بركة الله سبحانه وتعالى في هذه الرسالة القيمة. وهي كما ترون رسالة لا تتجاوز اربع صفحات من الحجم المتوسط في الورق فيأتي السؤال الذي ذكرته ما هي القيمة العلمية لدراسة هذه الرسالة. فاقول تظهر القيمة العلمية لدراسة هذه الرسالة من وجوه عديدة الوجه الاول ان هذه الرسالة المباركة مع وجزتها واختصارها اتت حاوية ومشتملة على امهات الاصول وما ينبغي ان تنطق به الالسنة وتنطوي عليه القلوب من الايمان واصول الدين والعقيدة الاسلامية الصحيحة فجاء رحمه الله في رسالته هذه على امهات مسائل الاعتقاد وبينها بالفاظ جزلة وكلمات قوية وتقرير محكم بالغ يفيد طالب العلم. وينفعه نفعا عظيما الوجه الثاني ان مؤلف هذه الرسالة ابن ابي زيد القيرواني الذي ولد عام ثلاث مئة وعشرة وتوفي عام ثلاث مئة وستة وثمانين يعد من ائمة السلف ومن الرعين الاول وفي الوقت نفسه اماما راسخا متمكنا في العلم والاطلاع وقد جرى في المعتقد كما ذكر اهل العلم ومنهم الذهبي رحمه الله جرى على سنن اهل السنة وطريقتهم قال الذهبي رحمه الله ولم يكن صاحب كلام ولا تأويل فكان بعيدا عن مناهج اهل المتكلم اهل الكلام وطرائق المتكلمين ماضيا على سنن اهل السنة وعلى طريقتهم المباركة التي هي لزوم كتاب الله والاقتداء بسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه يزيد عنايتك بهذه العقيدة عندما تطالع ترجمة هذا الامام سواء في سير اعلام النبلا او في تاريخ الاسلام او غيرها من المصنفات في التراجم تراجم العلماء الاعلام فتدرك من خلال ترجمة هذا العلم المكانة العلية والمنزلة الرفيعة التي كان عليها في العلم نشأة وتعلما وتعليما وتأليفا وكانت مؤلفاته عموما تحظى بعناية اهل العلم وطلابه في قديم الزمان وحديثه وبالاخص هذه الرسالة القيمة والمؤلف المختصر في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة الامر الثالث ان من فوائد قراءة هذه الرسالة القيمة ان يدرك من خلالها الوجه الصحيح والمنهج السليم في الاتباع للامام ما لك رحمه الله امام اهل السنة ندرك من خلال هذه الرسالة القيمة المباركة الوجه الصحيح والمنهج السليم في اتباع هذا الايمان بخلاف كثير من الذين انتسبوا الى الامام مالكا رحمه الله في ولم ينتسبوا اليه في المعتقد حتى انك ترى في بعضهم من يعلن صراحة في تعريفه بنفسه بانه مالكي مذهبا اشعري عقيدة صوفي اه مسلكا فلا العقيدة عقيدة مالك ولا السلوك سلوك مالك رحمه الله والامام مالك رحمه الله من اهل العلم الراسخين ومن ائمة السنة الذين نقل عنهم نقولات متكاثرة في ذم المتكلمين من جهة ذما بالغا ودم البدع بدع المتصوفة ذما بالغا فذم رحمه الله بدع المتكلمين وحذر من طرائقهم وذم ايضا بدع المتصوفة وحذر منها تحذيرا بالغا ثم ترى فيمن ينتسب اليه من لا يرتضي طريقته في الاعتقاد ولا يرتضي طريقته في السلوك وارتضى لنفسه طريقته في الفروع فيقول عن نفسه انه مالكي مذهبا لكنه لا يرتضي عقيدة مالك رحمه الله ولا يرتضي ايضا سلوك مالك وهذا واظح من قوله آآ في تعريفه بنفسه انه اشعري مذهبا صوفي مسلكا والا لو كان مرتضيا لعقيدة مالك ومسلك مالك لقال عن نفسه مالك مذهبا وعقيدة ومسلكا فهذه التفرقة تنبئ عن عدم ارتظاء من هؤلاء للمعتقد الذي كان عليه الامام مالك رحمه الله والمسلك الذي كان عليه الامام ما لك رحمه الله واذا قرأت ترجمة ما لك رحمه الله وايضا قرأ الجهد الطيب الذي آآ جمع في رسالة علمية في الجامعة الاسلامية بعنوان جهود الامام مالك رحمه الله في العقيدة لا آآ الشيخ آآ سعود الدعجان حفظه الله نرى جوانب المعتقد الصحيح وايضا نرى ذم هذا الامام لعلم الكلام واهل الكلام وتحذيره منهم وذمه ايضا للمتصوفة وطرائق المتصوفة وبدع المتصوفة وتحذيره منها ثم بعد ذلك اذا رأينا في المنتسبين له والمنتمين الى مذهبه ممن اختطوا لانفسهم طريقا اخر ومسلكا اخر غير الذي كان عليه هذا الامام ومن عجيب الامر في هذا الباب ما اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية وانصح طلبة العلم بقراءته في مقدمة كتابه الاستقامة فذكر في في مقدمة كتابه الاستقامة رحمه الله هذا الخلل الذي وجد في اتباع المذاهب واشار الى ان في المنتسبين الى الامام مالك من وقفوا على ذم الامام مالك للمبتدعة وعلى رأسهم عنده هكذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية وعلى رأسهم عنده الجهمية ومع ذلك وينقلونها ويرمونها ومع ذلك هم واقعون في بدع الجهمية وبدع المتصوفة التي ينقلون عن امامهم المنتسبين اليه ذمهم لهذه الطوائف ولهذه المذاهب فهم وقفوا على كلامه في ذم هؤلاء ولكنهم كأنهم يقولون انها لا لا تمسوا العقيدة التي نحن عليها ولا تمس المسلك الذي نحن عليه وانما تعني اقواما كانوا فبانوا اما نحن فلسنا منهم ولا يشملنا هذا الذنب الذي نرويه عن امامنا مالك رحمه الله. وفي حقيقة الامر ان ذنب الامام مالك رحمه الله يتناولهم تناولا واضحا لانهم ساروا على منهج ذمه الامام مالك وذمه ائمة السلف قاطبة رحمهم الله فاذا قراءة هذه الرسالة المباركة لابن ابي زيد القيرواني تكشف لنا الجانب الصحيح لاتباع الامام ما لك رحمه الله. وهذا النهج الذي عليه ابن ابي زيد هو نهج مبارك مظى عليه الائمة الاعلام من اتباع الامام ما لك وممن هم على مذهب الامام ما لك رحمه الله من امثال ابو عمر الطلمنكي ومن امثال ابن عبد البر المالكي ومن امثال ابن ابي زيد القيرواني وغيرهم من الائمة الاعلام الذين مضوا هي ونشأوا في دراستهم للمذهب على مذهب الامام مالك رحمه الله واعتنوا بدراسة مسائله المنقولة عنه عناية فائقة ولكنهم نجوا بفظل الله سبحانه وتعالى ومنه عليهم من بدع المتكلمين من جهة ومن بدع متصوفة من جهة اخرى وهذا يدعونا الى توجيه نصيحة للاخوة الذين في بلادهم ينتشر مذهب الامام مالك ان يعنوا عناية كبيرة بهذه الرسالة دراسة لها اولا وضبطا لها وفهما لمضامينها ومدلولاتها وعناية ايضا بدلائلها وحججها وباء وبراهينها ومن ثم فيما بعد يعتنون بها عناية كبيرة تدريسا وتعليما حتى يرجع الناس الى العقيدة الصحيحة التي كان عليها الامام مالك رحمه الله وعليها ائمة السلف قاطبة وهي العقيدة المتلقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ايضا امر رابع في قيمة دراسة هذه العقيدة المباركة وهو امر اشرت اليه اولا وهو ان هذه العقيدة مختصرة ليست مطولة ربما تقرأها في جلسة واحدة ففي دقائق قليلة لكنها حوت امهات المعتقد واصوله بالفاظ قوية وتقرير محكم وتبيين بين فهي رسالة لها قيمتها العلمية ولها مكانتها العلية ومنزلتها الرفيعة فدراستها والعناية بها له اثره العظيم على طالب العلم اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجزي ابن ابي زيد القيرواني خير الجزاء وان يغفر له وان يثيبه عظيم الثواب وان يجزي الامام مالك وجميع ائمة السلف وعلماء المسلمين على جهودهم المباركة واعمالهم العظيمة التي بذلوها وقدموها خدمة للدين ونصرة للعقيدة وآآ بيانا التوحيد الذي خلق الله تبارك وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه سؤال اخير قبل الدخول هي رسالة ابن ابي زيد القيرواني سؤال يلفت انتباه الاخوة الكرام الى اه امر عظيم نحتاج ان ننتبه اليه ما دمنا على قيد الحياة وفي ميدان العمل متى توفي ابن ابي زيد القيرواني او السؤال بصيغة اخرى كم بين كم بيننا وبينه من مدة زمنية كم بيننا وبينه من مدة زمنية؟ هل هو قرن قرن واحد؟ مئة سنة او مئتين او ثلاث او اربع ابن ابي زيد القيرواني توفي عام ثلاث مئة وستة وثمانين ونحن الان في عام الف واربع مئة وثمان وعشرين واجتمع هذا الجمع المبارك على دراسة هذا المؤلف الذي آآ كتبه والفه رحمه الله بعد قرون متطاولة وعمر مديد ومثل هذا الاجتماع الذي اجتمعناه على مدارسة هذه الرسالة رسالة ابن ابي زيد القيرواني ايضا اجتمعت مجالس كثيرة في زماننا وقبل زماننا سمع طلبة العلم على مدارسة هذه الرسالة مرات وكرات وسيجتمعون وان يسر الله تبارك وتعالى سيكون منكم من يجتمع عليهم باذن الله تبارك وتعالى من طلبة العلم من يتدارسون العقيدة سواء في هذا المؤلف القيم او غيره من مؤلفات السلف وبهذا نعلم كلمة قالها بعض اهل العلم المتقدمين قالوا الكتاب ولدك المخلد الكتاب ولدك المخلد فهذا كتاب كتبه ومؤلف الفه رحمه الله وبقي مخلدا وذكرا مباركا لمؤلفه يقرأ ويستفاد منه وينتفع به وهو في قبره يحصل ثوابا واجرا على فهم الاعتقاد وفهم التوحيد من خلال هذا المؤلف المبارك الذي كتبه فاقول لا تحرم نفسك من الخير عليك بالجد والاجتهاد اولا في تحصيل العلم وظبطه واتقانه ثم اه العناية من بعد اه بنشره وتعليمه وبعض الاخوة الطلبة ربما من اهل اللسان غير العربي ربما لا يوجد بلسانه ولا مؤلف واحد يبين العقيدة الصحيحة فيبقى امانة في في حقه ومسؤولية عظيمة تجاه اقوامه وعشيرته واهل لسانه ان ان يبين لهم هذه العقيدة الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والله جل وعلا اذا علم من عبده صدقا ونصحا وحرصا ورغبة فتح له من ابواب التوفيق والتيسير والعون ما لا يحتسبه العبد. نسأل الله ان يوفقنا واياكم اجمعين وان يعيننا واياكم على ما يحبه ويرضاه من سديد القول وصالح العمل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو محمد عبد الله ابن ابي رضي الله عنه وارضاه الحمد لله الذي ابتدأ الانسان بنعمته وصوره في الارحام بحكمته وابرزه الى رقه وما يسره له من رزقه وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما ونبهه باثار صنعته واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة من خلقه فهدى من وفقه بفضله واضل من خذله بعدله ويسر المؤمنين لليسرى وشرح صدورهم للذكرى فامنوا بالله بالسنتهم ناطقين وبقلوبهم مخلصين وبما فاتتهم به رسله وكتبه عاملين وتعلموا ما علمهم ووفقوا ووقفوا عندما حد لهم واستغنوا بما لهم عما حرم عليهم اما بعد اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه فانك سألتني ان اكتب لك جملة مختصرة من واجب امور الديانة مما تنطق به الالسنة وتعتقده القلوب وتعمله الجوارح وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافذها ورغائبها وشيء من الاداب منها وجمل من اصول الفقه وفنونه على مذهب الامام ما لك ابن انس رحمه الله وطريقته مع مات مع ما سهل سبيل ما اثقل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن ليسبق الى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته. فاجبت فاجبتك الى ذلك لما رجوته لنفسي ولك من ثواب من ثواب من علم دين الله او دعا اليه واعلم ان خير القلوب اوعاها للخير وارجى القلوب للخير ما لم يسبغ الشر اليه واولى ما عنا به الناطحون ورغب في اجره الراغبون ايصال الخير الى قلوب اولاد المؤمنين ليرسخ فيها وتنبيههم على عالم الديانة وحدود الشريعة ليربوا عليها وما عليهم ان تعتقده من الدين قلوبهم وتعمل به جوارحهم فانه روي ان تعليم صغار لكتاب الله يطفئ غضب الله وان تعليم شيء في الصغر كالنقش في الحجر وقد مثلت لك من ما ينتفعون ان شاء الله بحفظه ويفرحون بعلمه ويسعدون باعتقاده والعمل به. وقد جاء ان يؤمروا بالصلاة لسبع سنين ويضرب عليها بعثل ويفرق بينهم في المضاجع. فكذلك ينبغي ان يعلموا ما فرض الله على العباد من قول وعمل قبل بلوغهم ليأتي عليهم البلوغ وقد تمكن ذلك من قلوبهم وسكنت اليه انفسهم وانست بما يعلمون به من ذلك فجوارحهم وقد قال الله سبحانه وتعالى على القلب عملا من الاعتقادات وعلى الجوارح الظاهرة عملا من الطاعات وسوف لك ما تركت لك ذكره بابا بابا ليقرب من فهم متعلميه ان شاء الله واياه نستخير وبه نستعين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا هذا الاستهلال العظيم والبدء المبارك هو مقدمة كتاب ابن ابي زيد القيرواني الرسالة وعرفنا ان الباب الذي نحن بصدد دراسته هو الباب الاول من الرسالة ويتعلق المعتقد الصحيح والايمان السليم المستبد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وجرت عادة اهل العلم في طبعهم هذه المقدمة طبعها بدون هذا الاستهلال. طبعت طبعات كثيرة بدون هذا الاستهلال ليس اهمالا له وانما لانه لو وضع او طبع مع آآ المقدمة لظن الظان ان الكتاب الذي هذا استهلاله انتهى بهذه المقدمة انتهى بهذه المقدمة لكن اهل العلم لما ادركوا قيمة هذه المقدمة مقدمة ابن ابي زيد الذي هي في الباب الاول من اه الرسالة آآ آآ لما ادركوا قيمة هذا الباب افردوه افردوه بدون هذه المقدمة وعدم ايرادهم للمقدمة مع افرادهم لهذا الباب له حكمة مقصودة وهي انه طبع طبع الكتاب بهذه المقدمة ربما ظن الظان ان الكتاب انتهى بذلك وهو كما قرأنا وسمعنا في هذه المقدمة اشار فيها الى ما هو بصدد بيانه من المعتقد الصحيح اولا ثم الاعمال والطاعات التي تبنى على هذا المعتقد ثانيا وما اشار اليه من اشارة عظيمة جدا استنبطها من قول النبي عليه الصلاة والسلام مروا اولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ان هذا الحديث يدل على اهمية تلقين الصغار المعتقد اهمية تلقين الصغار المعتقد لان المعتقد هو الذي تقوم عليه الصلاة وتقوم عليه عموم الطاعات فينشأ الصغار على المعتقد الصحيح لتكون صلاتهم وعموم طاعاتهم قائمة على معتقد صحيح. وهذا المعنى نراه واضحا في وصية لقمان الحكيم لابنه بدأها اولا بذكر المعتقد يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ثم بعد ذلك قال يا بني اقم الصلاة هو امر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك فذكر المعتقد اولا ثم ذكر الاعمال ثانيا فالشاهد ان هذه المقدمة هي مقدمة كتاب الرسالة وليست مختصة بهذه المقدمة فلا يناسب ان تطبع معها عندما تفرج هذه المقدمة جريا على طريقة اهل العلم عندما افردوا هذه الرسالة وطبعوها مرات وكرات ولو استشاروني الاخوة في ذلك لاشرط ان ان تطبع المقدمة بدون مقدمة ابن ابي زيد بدون هذه بدون هذا الاستهلال ما مع مكانته مثل ما ترون يعني فيه نفس آآ نفس مبارك وفيه نصح واضح وايضا فيه جمال استهلال وبراءة الاستهلال وفيه مضامين جميلة جدا تربوية. ووتعليمية ومنهجية يجدر بطالب العلم ان يقف عليها وان يتأملها وان يستفيد منها وهي ايضا من جهة اخرى تكشف لكم اه غرض التصنيف عند اهل العلم واي مؤلف تقرأه يحسن ان تقرأ مقدمته بدقة لتقف على سبب تأليفه وغرض تأليفه وثمرة قراءتك له من بيان مؤلفه نفسه ومصنفه فاذا قرأت هذه هذا الاستهلال لكتاب الرسالة لابن ابي زيد آآ القيرواني رحمه الله تعرف هذه المضامين العظيمة التربوية والعلمية والمنهجية وايضا دوافع التاليث عند اهل العلم اشار هنا في مقدمته ان دافع التأليف ان اه سائلا سأله وشخصا طلب من وكاني استشف ان الذي طلب منه هذا الطلب صغير السن تغيير اه السن ورغب ان يكتب له هذا الامام مصنفا فيما تنطق به الالسنة وتعتقده القلوب وينبغي ان ان يعمله العامل من الطاعات الزاكيات والعبادات الصالحات التي يتقرب بها الى الله تبارك وتعالى فكتب هذا الكتاب والف هذا المؤلف المبارك. وندخل الان في المقصود وهو دراسة آآ المقدمة نعم قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجب امور الديانات من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان ان الله اله واحد لا اله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا له ولا صاحبة له ولا شريك له ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء. نعم قال ابن ابي زيد رحمه الله باب والباب عند اهل العلم في مؤلفاتهم يعني ما يجمع سائل المتنوعة التي هي من جنس واحد فهنا مسائل متنوعة وعديدة كلها في المعتقد كلها فيما تنطق به الالسنة وتعتقده القلوب فهي مسائل عديدة تتعلق بهذا الامر العظيم قال باب ثم سيأتي بعده عنده في كتابه الرسالة ابوابا عديدة في بيان الاحكام في الصلاة آآ الصيام والزكاة والحج وغير ذلك من امور الدين وقد اشار هو في المقدمة التي سمعناها انه سيجعله بابا بابا ليكون امكن في في فهمه وضبطه ومعرفة مسائله بحيث كل مسائل تتعلق بجانب معين تجمع في باب واحد ثم ينتقل منه الى باب اخر يحوي مسائل اخرى من جنس واحد وهكذا الى ان ينتهي الكتاب اذا هذا باب بمعنى اه انه جامع لمسائل عديدة آآ من جنس واحد او في موظوع واحد والموضوع الذي تحوي عليه آآ هذه آآ او يحوي عليه هذا الباب هو فقد الصحيح والايمان الصحيح المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال باب ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجب امور الديانات ما تنطق به الالسنة اي ما يقوله اه المسلم بلسانه ما يقوله بلسانه من واجبات الديانات يعني من امور المعتقد واصول الدين التي عليها قيام دين الاسلام قال ما تنطق به الالسنة والعقيدة امر يقوله المرء بلسانه ويعتقده بقلبه قال ربنا عز وجل قولوا امنا بالله. قولوا امنا بالله ان الذين قالوا ربنا الله قل امنت بالله ثم استقم والنصوص في هذا المعنى كثيرة فالعقيدة قول ينطق وامر يعتقد ينطوي عليه القلب وتبنى عليه الاعمال. قال عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس حتى يشهد ان لا اله الا الله. حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. احاديث كثيرة من قال لا اله الا الله فالعقيدة والايمان وقول ينطق وامر يعتقد وينطوي عليه القلب ويضمره الفؤاد فيجتمع للانسان في امور الاعتقاد آآ شيء يقوله المرء المسلم بقلبه وينطوي عليه يقوله بلسانه وينطوي عليه قلبه قال رحمه الله ما تنطق به الالسنة ما تنطق به الالسنة ونطق اللسان بهذه الامور منبني على اه اعتقاد القلب وليس منفكا عنه ولهذا لا تكون آآ لا يكون الامر عقيدة الا اذا كان قولا الا اذا كان قولا اه منبنيا على امر مستقر في القلب متمكنا فيه ولهذا يقول العلماء القول اذا اطلق في مثل قوله تعالى قولوا امنا بالله وفي مثل قوله ان الذين قالوا ربنا الله وفي مثل صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله القول اذا اطلق يتناول قول القلب واللسان يتناول قول القلب واللسان. قول اللسان نطقا وتلفظا وقول القلب ايمانا واعتقادا وهذا هو حقيقة المعتقد قول اللسان نطقا وتلفظا وقول القلب اعتقادا وايمانا فيكون معتقدا بقلبه هذه الاصول ناطقا بها وداعيا اليها عنها ومنتصرا لها هي عقيدته التي ينطوي عليها قلبه ويقررها ويدعو اليها وينشرها بين الناس كما نعلم ذلك من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ودعوته وعمل صحابته من بعده فالعقيدة امر يعتقد وقول ينطق وقول ينطق قال ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجب امور الديانات الديانات اي ما يدين العبد ربه تبارك وتعالى به قال تعالى ان الدين عند الله الاسلام والدين هذه الكلمة عندما تطلق تتناول الشرع كله عقيدة وعبادة ومسلكا كلها لله تبارك وتعالى شرعه وامر به قال ان الدين عند الله الاسلام اي الاسلام كله. عقيدة وعبادة خلقا ان الدين عند الله الاسلام قال في اية اخرى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اي دينا يدين به فلن يقبل منه لا يقبل الله سبحانه وتعالى من عباده الا الاسلام قال ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجبات امور الديانات ولم يهمل العمل رحمه الله بل كتابه الذي هذه مقدمته او هذا الباب مقدمة له كله في ماذا كله في العمل وبدأ باصول المعتقد التي تنطق التي تمطر وايضا اه تعتقد بدأ بها منبها بذلك كما اشرت الى ان العقيدة اه منبهة ام بذلك كما اشرت الى ان الاعمال من صلاة وغيرها لا تكون مقبولة الا اذا اقيمت على هذا المعتقد الصحيح مستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فهو لم يهمل العمل والعمل عنده من الايمان وداخل في مسماه وسيأتي عنده في هذه المقدمة بيانه لهذا الامر وتقريره له. وان الايمان قول هو اعتقاد وعمل لكن مراده هنا اه مراده بهذا ان ينبه الى ان هذه اه اه المقدمة كتبها فيما اه تنطق به الالسنة وتعتقده القلوب من واجبات الديانات من واجبات الديانات افرد هذه المقدمة لهذا الغرض اما الاعمال فهي داخلة في مسمى الايمان عنده وستأتي آآ موسعة آآ في في كتابه الحافل الرسالة قال من ذلك بدؤه لهذه الرسالة بهذه الكلمة من ذلك مشيرا الى انه لا لن يستقصي تفاصيل المعتقد وجوانبه المتنوعة وانما سيذكر مهمات المعتقد واصوله العظام وما تيسر منه فليس هذا كتاب استقصاء والاستقصاء محله المطولات وليس المختصرات فنبه بقوله من ذلك الى انه سيختصر ويقتصر على مهمات هذا الامر وجمل من آآ عظيم مسائله قال من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان بان الله اله واحد الايمان بالقلب اي الاقرار ان يقر بقلبه بهذه الامور اقرارا جازما لا شك فيه ولا ريب ولا تقبل العقيدة الا اذا كانت بهذا الحد قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا وقال عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله ليلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا ادخله الله الجنة رواه مسلم في صحيحه فالعقيدة لابد فيها من هذا الحد وهو حد الايمان الجازم حد الايمان الجازم الذي ينتفي به الشك هو الريب فلا يكون عند العبد شك او ريب او تردد او نحو ذلك من المعاني. فيبلغ به الامر في هذا الباب حد الجزم وعدم الشك وانتفاء الريب والا لا يكون لا يكون ما وجد منه مقبولا قال ما اه الايمان بالقلب؟ الايمان بالقلب والنطق باللسان والنطق باللسان ان ينطق بلسانه ما ما يعتقده قلبه ونثقل لسان كما انه جزء من الايمان الذي يطلب من العبد ففيه ايضا حكمة بالغة وثمرة عظيمة وهي تمكين هذا المعتقد في القلب عندما يكون العبد مكررا له بلسانه مكررا له بلسانه ينطقه بلسانه مرات ومكرات ولعلكم ايها الاخوة بهذه اللفتة تدركون البعد العظيم الذي يستفيده المسلمون من الاذكار البعد العظيم الذي يستفيده المسلمون من الاذكار المشروعة الاذكار المشروعة التي تقال في الصباح وفي المساء عند النوم ادبار الصلوات وفي الصلوات وغيرها من الاذكار المطلقة والمقيدة كلها في الحقيقة اذكار ترسخ العقيدة وتمكن الايمان في القلب. وهي اشياء يتلفظ بها آآ المرء بلسانه عندما يأوي الى فراشه عليه الصلاة والسلام كان يقول اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك لا ملجأ ولا منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت نعم وبنبيك الذي ارسلت هذا كله تمكين للعقيدة. قراءة اية الكرسي قراءة قل هو الله احد والمعوذات قراءة قل يا ايها الكافرون عندما يأوي الى فراشه لينام ولتكن اخر ما تقرأ كما في حديث فروة فان فانها فانها تكون براءة لك من الشرك هكذا جاء في الحديث احد العلماء او بعض العلماء المتقدمين كانوا يسمون سورة الكافرون المقشقشة لانها تقصقص الشرك تنظف الانسان من الشرك وتنقيه فانت عندما تقرأ هذه الايات وتقرأ هذه الادعية وعندما تقرأ هذه الاذكار هذا كله تجديد للاعتقاد وتمكين لا له وتوسيع لمساحته في في قلبك وتثبيت للايمان الذي في القلب فنطق اللسان بالمعتقد امر مطلوب شرعا ويطلب من المسلم آآ طلبا متكررا يعني لا لا تنطقه بلسانك يوما وتنتهي بل مطلوب منك طلبا متكررا في صباحك وفي مسائك وفي ايامك كلها الى ان تلقى الله سبحانه وتعالى. ومن كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. انت مطلوب منك ان تكرر المعتقد نطقا به مرات كثيرة في في ايامك ولياليك الى ان تموت وانت مكررا لهذا المعتقد فندخل لسان امر مطلوب وامر لابد من من العناية به والاهتمام به وهذه الكتب التي كتبها اهل العلم في هي جانب من التسهيل في جمع هذه هذه العقائد والا هي موجودة في الاذكار موجودة في فذكرك لله في في صباحك وفي مسائك وعند نومك وفي صلواتك وتلاوتك لكلام ربك سبحانه وتعالى مع فهمك بمعاني ما تذكر الله تبارك وتعالى به هو في الحقيقة ترسيخ للمعتقد. فتأتي هذه الكتب كتب العقائد تسهل على طالب العلم فهم هذه الامور ولهذا اقول اؤكد على هذا ان هذه الكتب المباركة اذا اعتنيت بفهمها تساعدك على تحقيق ذكر الله سبحانه وتعالى الذي يكون منك آآ في اشتغالك بالاذكار المطلوبة المقيدة منها والمطلقة. وابن القيم رحمه الله تحدث في في في كتابه الوابل الصيب عن هذا الموضوع المهم حديثا جميلا عندما اخذ يبين انواع الذكر لله سبحانه وتعالى فاشار رحمه الله الى ان ان ذكر الله نوعان قال النوع الاول ذكر الله سبحانه وتعالى بذكر اسمائه. الحسنى وصفاته العليا قال وهذا النوع ينقسم الى نوعين القسم الاول ذكره تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وذلك بانشاء الثناء عليه بها قال ومن ذلك التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وغير ذلك من الاذكار المشروعة. فانت بهذه الاذكار تنشئ ثناء على الله سبحانه وتعالى بماذا تنشئ ثناء على الله سبحانه وتعالى بذكره آآ بذكره بذكر اسمائه سبحانه وتعالى تذكر اسماءه في في جمل مفيدة. تذكر اسماؤه سبحانه وتعالى في جمل مفيدة تقرر معتقدا راسخا وايمانا ثابتا الله اكبر لا اله الا الله سبحان الله والحمد هذي كلها كلها عقائد واصول راسخة تتكرر معك مع اتكرارك لهذه الاذكار ويجب ان ان نعلم هنا ان ذكر الله سبحانه وتعالى بذكر اسمائه لا يكون الا بهذه الجمل المفيدة. اما ما عليه المتصوفة من تكرار اه تكرارهم لاسم من اسماء الله مرات وكرات فهذا ليس ذكرا لله كان يكرر لفظ الجلالة الله مئة مرة او الف مرة او الاف المرات او اسمه اللطيف يكرره عشرات المرات او مئات المرات لو كرره الاف المرات هذا ليس ذكرا لله لانه لا يوجد في الاذكار المسموعة التي امرنا بها الا ذكر لله سبحانه وتعالى بجمل مفيدة. الله اكبر سبحان الله والحمد لله لا اله الا الله لا حول ولا قوة الا بالله الى غير ذلك من اذكار المشروعة كلها تأتي في جمل مفيدة وما هي الجمل المفيدة؟ او ما او ما هو او ما هي الفائدة التي افادتها هذه الجمل اجيبوا العقيدة. افادت هذه الجمل عقيدة صحيحة انت عندما تقول الله اكبر هذي افادتك عقيدة سبحان الله افادتك عقيدة تنزيه الله لا اله الا الله فادتك عقيدة توحيد الله لا حول ولا قوة الا بالله افادتك عقيدة وهي التوكل على الله والاستعانة بالله. فهذه كلمات تفيد عقائد تفيد عقائد تفيد ايمانا راسخا اما ما عليه آآ المتصوفة فهذا لا يفيد عقيدة وليس هو ذكرا لله تبارك وتعالى القسم الثاني من الذكر لله سبحانه وتعالى بذكر اسماء وصفاته الاخبار عنه تبارك وتعالى باحكامها. يقول ابن القيم عنه باحكامها مثل ان تقول ان الله سميع والله بصير والله عليم بالعباد وهو ارحم بالانسان من والدته وانه يقبل التوبة عن عباده وان يفرح بتوبة التائبين الى غير ذلك. وهو ما يقرر في كتب اعتقاد ثم ذكر النوع الثاني من انواع الذكر قال ذكره بذكر امره ونهيه قال وهذا ينقسم الى قسمين القسم الاول ذكره بذكر امره ونهيه وذلك بالاخبار عنه سبحانه انه امر بكذا ونهى عن كذا واحل كذا وحرم كذا ورظي كذا وسخط كذا وهذا محله كتب الاحكام فكتب الاحكام كتب ذكر لله سبحانه وتعالى بذكر امره تبارك وتعالى ونهيه وهذا القسم الذي هو ذكره بذكر امره ونهيه قال انه ينقسم الى الى قسمين القسم الاول الاخبار عنهم بانه امر بكذا الى اخره والقسم الثاني ذكره عند امره ونهيه. وقال رحمه الله ذكر امره ونهيه شيء وذكره عند امره ونهيه شيء اخر لانك اذا ذكرته عند امره سبحانه وتعالى اعانك هذا الذكر على فعله على احسن حال واذا ذكرته عند نهيه اعانك هذا على البعد عنه واجتنابه ولعل هذا ايضا ينبهنا ايها الاخوة الى امر يقع فيه كثير منا وانه يدرك تماما ادراك ان الله امر بكذا ولكنه يتهاون. او نهى عن كذا ولكنه يفعله. ما السبب في ذلك وجد عنده ذكر للامر والنهي ولم يوجد عنده آآ ذكر لله عند الامر والنهي لانك اذا ذكرت الله عند امره ونهيه اعانك هذا الذكر على فعل هذا الامر على احسن حال واطيب حال قال من ذلك من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان بان الله اله واحد لا اله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له بدأ تقرير التوحيد توحيد الله عز وجل وبيان وحدانيته سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته وحدانيته فالعبادة فلا معبود بحق سواه وحدانيته في في ربوبيته لا شريك له سبحانه وتعالى ولا ند له وتنزه تبارك وتعالى عن النظير وعن المثال فبدأ بذكر وحدانية الله سبحانه وتعالى وهو الاصل الاعظم والاساس المكين الذي يقوم عليه الدين كله. الدين كله يقوم على التوحيد والتوحيد هو قيام الدين. ولهذا بدأ به قال بان الله اله واحد بان الله اله واحد كما قال الله سبحانه وتعالى والهكم اله واحد وقال جل وعلا اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وقال جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ومن اسمائه جل وعلا الحسنى الواحد والاحد. اسمان لله دالان على وحدانيته واحديته سبحانه وتعالى ووحدانيته وحدانيته سبحانه يتفرده بالكمال والجلال وتفرده بالالوهية وتفرده بالاسماء الحسنى والصفات العلى في التوحيد هو قيام الدين كله ودين الاسلام سمي توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته والوهيته وصفاته قال بان الله اله واحد الله هذا الاسم يعني اثبات الالوهية والعبودية لله جل وعلا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال الله اي ذي الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين انتبه لتعريف ابن عباس فانه تعريف عظيم جدا لكلمة الله قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فاشار رحمه الله ورضي عنه في في في هذا البيان الى جانبين يدل عليهما هذا الاسم الكريم الله بالالوهية هذا الجانب الاول واجانب وصف الرب سبحانه وتعالى بالجلال والكمال والعظمة والصفات العليا والنعوت العظمى التي استحق بها ان لها وان يخظع له ويذل ويركع له ويسجد هو دي الالوهية معنى ذي الالوهية اي المتصف بالصفات الكاملات والنعوت العظيمات التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له ويذل وهذا المعنى واضح عندما تقرأ ايات التوحيد مثل قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض هذه نعوت في الجنان وصفات الكمال التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له تبارك وتعالى ويذل فهو ذو الالوهية اي الذي له الصفات الكاملة والنعوت العظيمة التي استحق بها تبارك وتعالى ان يؤله الجانب الاخر قال والعبودية وهذا الجانب الذي يقوم به العبد مما يقتضيه هذا الاسم الله ماذا يقتضي في العبد يقتضي العبودية لله سبحانه وتعالى القيام بانواع الطاعة وانواع الذل والخضوع لله تبارك وتعالى. فالعبودية بالله ليست لغيره ذل العبد وخضوعه وانكساره وخشوعه ورغبه ورهبه الى غير ذلك من انواع الطاعات كلها لله لانه ذو العبودية العبودية له ليست لغيره قال رضي الله عنه الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فبين ان هذا الاسم يدل على جانبين يدل على الالوهية التي هي وصف الرب والعبودية التي هي فعل العبد التي يقتضيها ايمان العبد بهذا الاسم العظيم قال ان الله اله واحد ان ان الله اله واحد اي له تبارك وتعالى الوحدانية. والتفرد جل وعلا الهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم له الوحدانية فهو اله واحد لا معبود بحق سواه ولا ند له تبارك وتعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فهو اله واحد سبحانه وتعالى متنزه عن الشريك والنديد والعديم منزه عن ذلك كله ومن سوى به غيره ومن سوى به غيره في شيء من خصائصه فهو المشرك بالله سبحانه وتعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون به غيره. تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين قال بان الله اله واحد واحد اي لا شريك له متفرد بالوحدانية سبحانه وتعالى لا شريك له في شيء من ذلك لا اله غيره لا اله غيره. الاله هو المعبود الاله هو المعبود فمعنى قوله لا اله غيره اي لا معبود بحق سواه فلا نافية واسمها اله لا نافية واسمها اله قال لا اله غيره غيره استثناء يفيد ما تفيده كلمة التوحيد لا اله الا الله لا اله الا الله نظيره قول المصنف هنا لا اله غيره فالاستثنى بلا اله الا الله بقوله الا الله وهنا بقوله غيره فلا اله غير الله لا اله غير الله اي لا اله الا الله سبحانه وتعالى. هو المعبود بحق لا معبود بحق سواه وبهذا يكون المصنف رحمه الله بدأ التوحيد بكلمة التوحيد او او بدأ هذا المتن في المعتقد بكلمة التوحيد التي عليها قيام التوحيد. وهي كلمة لا اله الا الله وذلك في قوله بانه بان الله اله واحد لا اله غيره وكلمة التوحيد كلمة التوحيد قيل عنها او اطلق عليها هذا الوصف وهذا اللقب لانها دالة على التوحيد والتوحيد مدلولها التوحيد مدلول هذه الكلمة وبهذا يعلم انه لا توحيد للعبد الا بتحقيق مدلول لا اله الا الله ولا اله الا الله اه انتظمت امرين لا توحيد الا بهما انتظمت امرين لا توحيد الا بهما الاول نفي العبودية عن كل من سوى الله والثاني اثبات العبودية بكل معانيها لله وحده نفي عام واثبات خاص. نفي عام في اولها واثبات خاص في اخرها ولا توحيد الا بهذا. لا يكون لا يكون المرء موحدا الا اذا نفى واثبت فالتوحيد نفي واثبات بدونهما لا توحيد لا يكون لا يكون آآ الامر توحيدا الا بالنفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده تبارك وتعالى فمن نفى ولم يثبت فليس بموحد بل هو ملحد ومن اثبت ولم ينفي فليس بموحد بل هو مشرك اذا نفى ولم يثبت الحد واذا اثبت ولم ينفي اشرك ولا يكون موحدا الا بهما بالنفي والاثبات. نفي العبودية عن كل من سوى الله. واثباتها بكل معانيه لله وحده لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله تبارك وتعالى. انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين والايات في هذا المعنى كثيرة قال ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولا شبيه له ولا نظير له هذا فيه نفي المثال تنزه الله تبارك وتعالى عن ان يكون له مثيل ونظير فليس لله سبحانه وتعالى مثيل وليس لله تبارك وتعالى نظير تنزه عن ذلك وتقدس قال عز وجل هل تعلم له سم يا وهذا استفهام انكاري بمعنى النفي اي لا سمي له ووالسمي هو المثيل والشبيه والنظير فالله تبارك وتعالى لا سمي له اي لا شبيه له ولا نظير قال الله تبارك وتعالى ليس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال تبارك وتعالى ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى فلا تضربوا لله الامثال فالله سبحانه وتعالى منزه عن الشبيه ومنزه عن النظير ليس له شبه تعالى الموحد تبارك وتعالى وتنزه ليس له نظير ليس له مكافئ ليس له وهو منزه تبارك وتعالى عن ذلك. وهذا من وحدانيته كما قال ربنا عز وجل قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فهو ليس له كفوا احد لكمال احديته سبحانه لكمال احديته. فاذا قوله لا شبيه له ولا نظير له هذا من من كمال احدية الرب سبحانه وتعالى وحدانيته فهو المتفرد بنعوت الكمال وصفات الجلال فلا شبيه تبارك وتعالى ولا مثال قال ولا والدة ولا والد له ولا ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة فيه تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الفروع وعن الاصول فليس هناك اصل تفرع عنه وليس ايظا هناك فرع تفرع منه لم يلد ولم يولد منزه عن آآ ان يكون تفرع عن اصل ولد عنه وايضا منزه ان يكون له ولد تفرع منه فكل ذلك منزه عنه الرب تبارك وتعالى منزه عن الاصول وعن فروع وعن النظراء فليس له نظير وهذا يدخل تحته نفي الصاحبة يدخل تحته نفي الصاحبة ليس لله ليس لله صاحبة كما قال الله عز وجل وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. قال جل وعلا بديع السماوات انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة فهو منزه عن ذلك سبحانه وتعالى منزه عن عن ذلك سبحانه وتعالى اه قال ليس له اه لا لا ولد له ولا والد ولا صاحبة لا ولد له ولا والد ولا صاحبة اي منزه عن ذلك كله وهذا مقرر في القرآن في ايات كثيرة اشرت الى بعضها قال ولا شريك له اه الشريك هو المساوي والمثيل فليس لله شريك اي ليس هناك من يستحق ان يسوى بالله في شيء من خصائص الله ومن اعطى غير الله سبحانه وتعالى فشيء من خصائص الله فقد اتخذه شريكا لله سبحانه والشرك هو التسوية الشرك هو التسوية تسويته غير الله بالله فمن سوى غير الله بالله تبارك وتعالى فقد اتخذه شريكا من سوى غير الله بالله فقد اتخذه شريكا مع الله سبحانه وتعالى والله منزه عن الشريك والشرك اعظم ذنب عصي الله تبارك وتعالى به قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم وقال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهو اعظم الذنوب واخطر الموبقات قال عليه الصلاة والسلام الا انبئكم باكبر الكبائر الشرك بالله والاشراك بالله واكبر الكبائر واعظم الموبقات على على الاطلاق والشرك كما قدمت تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله ولهذا قال الله عن المشركين عندما يعلنون الندامة اذا دخلوا نار جهنم ماذا يقولون في اعلان الندامة؟ تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. هذه كلمة قولها المشركون في نار جهنم يقولها المشركون في نار جهنم معلنين الندامة لكنها ندامة لا تنفع ولا تجزي تالله ان كنا لفي ضلال مبين نسويكم برب العالمين. فالشرك تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله سواء خصائصه تبارك وتعالى في ربوبيته او خصائصه في اسمائه وصفاته او خصائصه في الوهيته ولهذا كما ان التوحيد ينقسم الى اقسام ثلاثة فان الشرك ينقسم الى اقسام ثلاثة لان لكل نوع من انواع التوحيد ضد فهناك شرك في الربوبية وهناك شرك في الالوهية وهناك شرك في الاسماء والصفات فالله سبحانه وتعالى لا شريك له لا في ربوبيته ولا في الوهيته ولا في اسمائه وصفاته قال ولا شريك له ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انقضاء وهذا المعنى من التوحيد اخذه المصنف رحمه الله من قول الله تبارك وتعالى في اول سورة او اوائل سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول اذا اوى الى فراشه اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقضي عني الدين واغنني من الفقر الشاهد قوله اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وهذا هو معنى قول المصنف هنا اول بلا ابتداء اخر بلا اه انقظاء ليس لاخريته انقظاء فهو يقرر من من التوحيد ومن الايمان ما دل عليه اه اسم الله تبارك وتعالى الاول والاخر الاول يدل على اوليته سبحانه التي ليس لها ابتداء اول بلا ابتداء والاخر يدل على اخريته سبحانه وتعالى التي ليس لها انقضاء وليس لها انتهاء كل من سواه له له بداية وله نهاية له بداية وله نهاية وجد بعد ان لم يكن فهو وجد من عدم وايل الى الى الى فناء كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والخلود الذي كتبه الله سبحانه وتعالى لاهل الجنة في الجنة وايضا كتبه لاهل النار في النار الخلود الابدي ابد الاباد هذا البقاء وهذا الخلود ليس خلودا آآ اه اه ذاتيا ليس خلودا ذاتيا اه من هذه المخلوقات الخالدة وانما هو خلود لتخليد الله لها بقاؤها ليس من ذاتها نعم بقاؤها ليس من ذاتها وانما بقاؤها بابقاء الله لها فالذي ابقاها هو الله سبحانه وتعالى. ووكتب لها هذا الخلود فخلودها وبقاؤها بابقاء الله. هو الذي كتب لها تبارك وتعالى ذلك وقدر لها ذلك. فبقاؤها من ابقاء الله لها هو الذي ابقاها وامرها بيده سبحانه وتعالى فله الامر جل وعلا ده آآ من قبل ومن بعد الامر لله سبحانه وتعالى اما اولية الله واخريته فوصف فهي وصف ذاتي لله سبحانه وتعالى. وصف ذاتي لله جل وعلا فهو اول بلا ابتداء واخر بلا انتهاء كما قال عز وجل هو الاول والاخر. وكما قال عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم انت الاول فليس قبلك وانت الاخر فليس بعدك شيء نعم قال المصنف رحمه الله تعالى ولا يبلغ كنه صفته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون يعتبر المتفكرون اياته ولا يتفكرون في ماهية ذاته ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. قال رحمه الله لا يبلغ كنه صفته الواصفون. وهذا فيه ابطال للتكييف وان التكييف مطلب او امر لا ينال ولا سبيل للواصفون ان يبلغوه. لا يبلغ كنه صفته الواصفون اي مهما حاول الانسان ومهما اوتي من العقل ومن الفكر ومن حدة الذهن فانه لن يبلغ كنه صفة الله. يعني ان يبلغ كيفية صفات الله سبحانه وتعالى فهذا امر لا لا سبيل اليه. لا سبيل الى ان يبلغه الواصف. مهما اوتي من الفهم والفكر والذكاء والفطنة لا يمكن ان يصل الى ذلك. قال لا يبلغ كنه صفته الواصفون فهذا فيه ابطال للتكييف فالتكييف باطل جملة وتفصيلا ولا سبيل لاحد ان يبلغ هنا صفات الله. يعني لا سبيل له ان يعرف كيفية صفات الله سبحانه وتعالى ولهذا لما قال ذاك الرجل للامام مالك ابن انس رحمه الله لما قال له الرحمن على العرش استوى كيف استوى الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الرواة لهذا الخبر فغضب الامام مالك رحمه الله غضبا شديدا حتى علاه الرحماء يعني تصبب عرقا من الغضب عندما قال ذاك السائل كيف استوى اخذ يتصبب رحمه الله عرقا غضبا لله تبارك وتعالى لان السائل يسأل في امر لا سبيل الى معرفته وامر بحثه باطل ومحرم. ولا يجوز ان ان يبحث عن كيفية صفات الله لانه امر لا سبيل الى الى معرفته فالخوض فيه خوض في باطل ومهما آآ اجاب المجيب على على هذا السؤال فكل اجابة في ذلك باطلة لماذا؟ لان تكونها صفة الله سبحانه وتعالى لا يبلغها الواصفون ويكفيك في تقرير هذا الامر وتجلية هذه الحقيقة قولك عند ذكرك لله سبحانه وتعالى الله اكبر هذه الكلمة في قطع الطمع في ادراج كيفية صفة الله سبحانه وتعالى قولك الله اكبر هذي تكفي وحدها فالله سبحانه وتعالى اكبر من كل شيء كما قال عليه الصلاة والسلام عدي ابن حاتم قال يا عدي ما يفرك؟ ايفرك ان يقال لا اله الا الله؟ وهل من اله غير الله ما يفرك يعني ما الذي يجعلك تفر عن الاسلام ولا تقبل عليه يا عدي ما يفرك ايفرك ان يقال الله اكبر؟ وهل شيء اكبر من الله وهل شيء اكبر من الله؟ فالله سبحانه وتعالى اكبر من كل شيء سبحانه وتعالى واذا تفكر المتفكر في في مخلوقات الله سبحانه وتعالى وكبرها وعظمتها وحسور ذهنه عن ان يبلغ كنهها فكيف الامر بان يبلغ بعقله كنهى خالقها وموجدها سبحانه وتعالى. عبدالرحمن بن مهدي كما جاء في سير علام النبلاء مر بغلام كان يخوض في الكيفية مر بغلام كان يخوض في الكيفية. فقال له يا غلام دعنا ننظر في كيفية بعظ مخلوقات الله فاين استطعنا ان نحيط بعلما بكيفيتها انتقلنا للكلام عن كيفية خالقها. وان عجزنا فنحن عن ادراك كيفية خالقها اعجز فوافق الغلام فقال له ان النبي عليه الصلاة والسلام رأى جبريل وقد سد الافق سد عظم خلقه الافق وله ست مئة جناح اخبرني عن كيفية هذه الاجنحة فصغر الغلام قال انا اهون عليك الامر. قال الله سبحانه وتعالى جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع اخبرني عن ملك من الملائكة له ثلاثة اجنحة كيف تركيبها وكيف يطير بها؟ له ثلاث اجنحة. اذا قلنا جناح عن يمينه وجناح عن يساره. الثالث اين هو؟ وكيف يصنع كيف يطير بالجناح الثالث؟ اخبرني فقال الغلام انتهيت لانه ادرك انه عاجز عن ادراك كيفية مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى فكيف بخالقه نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذن لي ان احدثكم عن ملك من الملائكة من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه تخفق فيه الطير سبع مئة سنة. يعني لو طار طائر من جناحه من اذن الملك من شحمة الاذن متجها الى العاتق يحتاج الى سبع مئة سنة طيران حتى يصل انظر هذا الكبر هذا مخلوق من مخلوقات الله لو تتفكر في الكرسي وسع كرسيه السماوات والارض. وجاء في الحديث ان السماوات والارض في الكرسي كحلقة القيت في فلاة ونسبة العرش الى الكرسي مثل ذلك فانت ترى في النصوص نسب عظيمة مهينة جدا تنحسر العقول وتعجز العقول وتكل العقول عن ادراك عظمة هذه آآ المخلوقات لو لو حاول محاول ان يقدر في ذهنه ساعة الكرسي ان يقدر في في ذهنه سعة الكرسي الى ماذا سيصل الى ماذا؟ سيصل اذا اراد ان يقدر ساعة الكرسي. من من التقديرات لانه هو يعيش واقعا. يعيش واقعا يراه وغالب حاله انه يقيس الامور على ماذا يقيس الامور على هذا الواقع ودائما نتائجه خاطئة. لانه يعيش واقعا فيقيس عليه امرا لا نسبة له معه نسبة السماوات والارض للكرسي كحلقة حديدة ملقاة في فلاة ما في نسبة فاذا اراد ان يقارن في الكبر والعظمة بما يشاهده في السماوات والارض لن يصل الى ماذا الى حقيقة صحيحة ولعله هنا يأتي المثال الذي يذكر بعض العلماء يوضح هذا الامر يقولون ان هو مثال لا ادري عن حقيقته يقول رجل ولد اعمى لا يبصر وكتب له الابصار للحظة واحدة. كتب له الابصار للحظة واحدة فابصر في في اللحظة التي ابصر بها رأى رأس دجاجة فرأس دجاجة ثم رجع اعمى ما رأى في المبصرات الا رأس دجاجة ففتح ورأى رأس دجاجة ثم عاد اعمى فكان دائما اذا حدثوه عن شيء قالوا الجمل كذا يقول ايش نسبته من رأس الدجاجة؟ واذا قالوا له السفينة حجمها كذا ايش نسبته؟ ويقيس على كل الاشياء التي يراها يقيسها على على رأس الدجاجة لانه لم يرى الا رأس الدجاجة فلما يأتي وينظر الى الارظ والجبال التي حوله ثم يريد ان يقيس عليها العالم الغيبي. يريد ان يقيس عليها العالم الغيبي. والعالم الغيبي في مخلوقات اه اه ليس هناك نسبة تقارن بينها وبين هذا هذا العالم الذي نشاهده في السماوات والارض قال عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع والاراظون السبع في الكرسي الا كحلقة يعني قطعة من حديد صغيرة ملقاة في فلاة والقرآن دل على ذلك قال وسع كرسيه السماوات والارض فاذا دخل الانسان بفكره وعقله القاصر وبدأ يقيس وبدأ يقيس يقع في خطأ هذا اذا كان قياس مخلوق بمخلوق يقع في خطأ اذا قاس مخلوق مثل الكرسي بمخلوق اللي هو الارظ والسماوات او قاس مخلوق الذي هو العرش الذي هو اكبر من الكرسي لان نسبة الكرسي الى العرش كحلقة ملقاة في فلات كما دل ذلك على حديث ابي ذر وهو حديث حسن فمن يريد ان يقيس الارض التي هو عليها؟ بالكرسي او يريد ان يقيس الارض التي عليها؟ بالعرش؟ ما هي النتيجة التي سيصل اليها؟ نتيجة خاطئة مئة فكيف اذا قاس الرب العظيم تنزه وتقدس بالمخلوقات اذا ادخال العقل عقل الانسان مهما اوتي من الذكاء والفطنة في معرفة كيفية صفات الله سبحانه وتعالى لن يصل الا الى خطأ لان الله عز وجل اعظم واجل واكبر من ان تبلغ او ان يبلغ كنه صفاته الواصفون اكبر من ذلك واعظم سبحانه وتعالى وكل كمال وجلال وجمال وعظمة يقدره المكيف المبطل وصفا لله سبحانه وتعالى فهو بالحق فالله اكبر من ذلك واعظم. انتبهتم لهذه العبارة كل وصف يقدره المكيف المبطل في ذهنه لله سبحانه وتعالى مهما اوتي في التقدير من الجمال والكمال والعظمة فالله اعظم واكبر من ذلك. الله اكبر هذي عقيدتنا عقيدتنا الله اكبر من كل شيء حتى اكبر سبحانه وتعالى مما مما يخطر بالبال من الصفات والنعوت اكبر من ذلك سبحانه وتعالى. لا تبلغ آآ لا تبلغ العقول والافهام كلها سبحانه وتعالى قال لا يبلغكما صفاته الواصفون لا يبلغكنها صفاته الواصفون ولا يحيط بامره المتفكرون. الجانب الاول الذي انتهينا منه يتعلق بالصفات. والجانب الثاني يتعلق بالامر امر الله وامر الله سبحانه وتعالى يتناول الامر الكوني القدري كما في قوله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ويتناول ايضا امره سبحانه وتعالى الشرع الديني كما في قوله ان الله يأمر بالعزل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. قال هنا ولا يحيط بامره المتفكرون. والتفكر هنا يشير الى جانبك معرفة الحكم والاسرار في في الاوامر الكونية وايضا في الاوامر الشرعية الدينية فهذا امر اه لا لا لا تبلغه العقول. لا تبلغه العقول. نعم يقف الانسان على بعض الحكم او شيء من الحكم. وهو سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا الا عن حكمة جل وعلا لكن العقول لا تبلغ آآ الا شيئا قليلا من الحكم التي آآ اطلع الله سبحانه وتعالى عباده عليها. والا قل عاجزة وكالة عنان تبلغ الحكم مهما بلغ الانسان من التفكر والتدبر والتأمل في في هذا الامر لن لن يحيط علما بامره سبحانه وتعالى قال يعتبر المتفكرون باياته يعتبر المتفكرون باياته يعتبر ان يتعظ ويأخذون العبرة والعظة يعتبر المتفكرون باياته. وايات الله سبحانه وتعالى عندما آآ تطلب يراد بها الايات الشرعية او يراد بها الايات المتلوة التي هي القرآن الكريم. ويراد بها الايات المشاهدة او الايات الكونية. فالجبال والسماوات والبحار والليل والنهار كل هذه ايات كلها ايات دالات على عظمة خالقها وكمال مبدعها وكل من ايات الله سبحانه وتعالى المثلوة واياته الكونية كل منهما ميدان للتفكر الايات المتلوة ميدان للتفكر قال الله سبحانه وتعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر وقال سبحانه وتعالى افلا يتدبرون القرآن وقال سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته والآن في هذا المعنى كثيرة. وايضا اياته سبحانه وتعالى الكونية ميدان للتفكر والاتعاظ. والاعتذار ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض قال تعالى وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون. فهذه ايات كونية فيها للعظة والاعتبار افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف صدحت فذكر انما انت مذكر فاذا هذا مجال للاتعاظ والاعتبار من الجانبين جانب ايات الله سبحانه وتعالى المتلوة ووجانب الاخر هو وجانب ايات الله سبحانه وتعالى الكونية الدالة على وحدانية الله وكماله وتفرده سبحانه كما قال القائل في كل شيء له اية اه تدل على انه الواحد قال اه يعتبر آآ يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في مهية ذاته. ولا يتفكرون في مهية ذاته وهذا عملا بقوله عليه الصلاة والسلام وهو حديث حسن بمجموع طرقه قال تفكروا في الاء الله ولا تتفكروا في الله وهذا معنى اقول المصنف هنا يعتبروا المتفكرون باياتهم ولا يتفكرون في مهية ذاته ولا يتذكرون في ماهية ذاته وماهية الذات يعني حقيقة الذات وكيفيتها وهذا امر كما سبق تعجز العقول عن ادراكها وبلوغه قال ولا يتفكرون في مهية ذاته يعني في في في حقيقة ذاته وفي كيفية صفاته سبحانه وتعالى. ولهذا ينبغي ان نعلم ان اثبات اهل السنة والجماعة لصفات الله تبارك وتعالى هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف اثبات اهل السنة فالصفات اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف عندما نقول لله يد وله سمع وله بصر وله وجه واستوى على العرش ينزل الى السماء الدنيا الى غير ذلك من الصفات التي نثبتها اثباتنا لها هو اثبات وجود ليس ليس اثبات تحديدا وتكييف لا نعرف حدها ولا ندرك كيفيتها فنحن اخبرنا بوجودها ولم نخبر بكيفيتها اخبرنا بوجودها ولم نخبر بكيفيتها. فاذا اثباتنا لها هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. ولا يحيطون بشيء من علمه. هذا من اه اه هذا وما بعده من اية الكرسي اية الكرسي متكونة من عشر جمل اه ذكر المصنف هنا اخر هذه الجمل قال ولا يؤوده اه ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات او ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم. كل هذا مأخوذ من اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل ومعنى قوله ولا يحيطون بشيء من علمه علمه هذا مصدر مضاف الى الله جل وعلا والمصدر اذا اضيف الى الله سبحانه وتعالى تارة يراد به الصفة وتارة يراد به اثر الصفة تارة يراد به الصفة وتارة يراد به اثر الصفة ولا يحيطون بعلمه اي لا يحيطون بالعلم الذي هو صفته هذا المعنى الاول ولا يحيطون بعلمه اي لا يحيطون بما يعلمه. لا لا يحيطون بالامور التي احاط بها علمه سبحانه يراد بالعلم عند الاطلاق الصفة ويراد بها اثر الصفة الذي هو المعلوم علمه اي معلومه. الامور التي يعلمها واحاط بها علمه تبارك وتعالى قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وهذا فيه بيان عجز المخلوق عن الاحاطة بعلم الله الذي هو صفته سبحانه وعن الاحاطة بالمعلومات المعلومات التي مخلوقات الله سبحانه وتعالى التي احاط بها علمه سبحانه قال الله عن الروح ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا وما اوتيتم من العلم الا قليلا فهذا فيه عجز عجز المخلوق ولا يحيطون بشيء من علمه فمهما اوتي الانسان من العلم والفهم فعلمه قليل ولم يؤتى من العلم الا الشيء القليل ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وهذا فيه اثبات ان الامور بمشيئة الله سبحانه وتعالى ولن تؤتى شيئا من العلم قل او كثر الا اذا شاء الله لك ذلك لن لن تنال شيئا من العلم قل او كثر الا اذا من الله سبحانه وتعالى عليك به. ولهذا من فوائد هذه الاية العظيمة ان العبد في سعيه لطلب العلم وجده واجتهاده في في تحصيله عليه ان يحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى بان يعلمه وعلمك ما لم تكن تعلم الذي علم بالقلم فلن لن تنال شيء من العلم الا اذا كتبه الله لك ويسر الله لك تعلمه. ولهذا كان من هدي نبينا وقدوتنا صلوات الله وسلامه عليه كما في حديث ام سلمة في السنن انه كان يقول كل يوم اذا اصبح بعد ان يسلم من صلاة الصبح كان يقول كل يوم اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا فكان يسأل الله عز وجل كل يوم العلم النافع. وقل ربي زدني علما اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني فيتوجه الى الله سبحانه وتعالى في دعائك فانت لن تنال شيئا من لن تنال شيئا من العلم الا اذا شاءه الله سبحانه وتعالى لك ويسره لك. قال الا بما شاء. يعني الا بما شاء لك او ما شاء للعباد ان ان يتعلموه. وفي هذا يقول الامام الشافعي رحمه الله في ابيات جميلة في هذا الباب قال ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن منهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن الا بما شاء يعني لا يكون امر ولا يمكن ان يقع في في هذا الكون من قليل او كثير او دقيق او جليل الا بما شاء الا بمشيئة الرب سبحانه وتعالى. قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال وسع كرسيه السماوات والارض وسع كرسيه السماوات والارض وهذا فيه بيان عظمة الكرسي والكرسي مخلوق ما من مخلوقات الله سبحانه وتعالى واذا قورن هذا المخلوق العظيم الذي وسع السماوات والارض بالعرش فليس هناك نسبة بينه وبين العرش ليس هناك نسبة فنسبته الى العرش كحلقة من حديد القيت في صحراء كما ان نسبة السماوات والارض للكرسي الذي الذي وسعها كحلقة من حديد القيت في فلاة في حلقة من حديث القيت في ثلاث فهذه الاية فيها بيان عظمة مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى وحتى ننتبه ننتبه الى امر عظيم غاية في الاهمية اطرح عليكم سؤالا عظمة الكرسي التي اليها الاشارة هنا بقوله وسع كرسيه السماوات والارض ماذا يراد بها واجب على هذا السؤال في ضوء قراءتك للاية بتمامها. اجب على هذا السؤال في ضوء قراءتك لهذه الاية بتمامها لماذا ذكرت عظمة الكرسي لماذا ذكرت عظمة الكرسي في هذا السياق المبارك؟ في اية التوحيد في الاية التي اخلصت لبيان براهين التوحيد وذكر دلائله وحججه وبيناته لماذا ذكرت اه ذكر عظمة الكرسي قال احد العلماء كلمة جميلة جدا قال ذكر عظمة الكرسي جاءت في هذا السياق المباركة المبارك توطئة لبيان عظمة الرب سبحانه وتعالى. لان السياق في بيان السياق كل برمته في بيان انه المستحق للعبادة جل وعلا وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. لدلائل كثيرة الاول الحي الثاني الثالث لا تأخذه سنة ولا نوم. الرابع له ما في السماوات الى اخر البراهين التي فبينت في هذه الاية المباركة. من بين هذه البراهين وسع كرسيه السماوات والارض هذا مخلوق من مخلوقات الله هذه عظمته وهو مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وسع السماوات والارض وهذا المخلوق الذي هذه عظمته نسبته بالنسبة للعرش نسبة ضئيلة فهذا يكشف لنا عن ماذا تكلموا يكشف لنا عن ماذا؟ عن عظمة الذي خلقه سبحانه وتعالى. ولهذا قال بعظ العلماء قال ان ذكر عظمة الكرسي هنا فوقئه بذكر عظمة الرب الذي ختمت به الاية بقوله وهو العلي العظيم فاعطاك توطئة وتمهيد لبيان عظمته بذكر عظمة مخلوق من مخلوقاته. فانت اذا قرأت وسع كرسيه السماوات والارض تقول الله اكبر هذا مخلوق من مخلوقات الله هذي عظمته فكيف عظمة من خلقه فيأتيك بعدها بقليل وهو العلي العظيم. العظيم ذاتا العظيم اسماء العظيم صفاتا العظيم قدرا العظيم افعالا سبحانه وتعالى فذكر عظمة العرش عظمة الكرسي جاء توطئة وتمهيد بين يدي ذكر عظمة الخالق الجليل والرب العظيم سبحانه وتعالى وهنا اذا حققت حققت القلوب الايمان بعظمة هذا الرب سبحانه وتعالى ذلت له وخضعت وهذا هو مقصود الاية. دل العبد وخضوعه لله سبحانه وتعالى ولهذا تعجب غاية العجب لحال اقوام يقرأون اية الكرسي مرات كثيرة ولا يرون هذا التوحيد العظيم الذي دلت عليه دلت عليه هذه الاية. ولهذا تراه وهو وهو يقرأ هذه الاية تراه يمارس الذل والخضوع والانكسار عند الاضرحة وعند القباب وعند القبور مناجيا وسائلا وطالبا وراجيا وراغبا اين هذا؟ من فهم اية الكرسي وحدها فكيف بايات اخرى ايات القرآن الاخرى هل هذا عرف عظمة الله من يذل ويخظع وينكسر بين يدي ضريح من الاظرحة ويسوي المخلوق من تراب بالرب العظيم سبحانه وتعالى الخالق لهذه الاكوان اذا كان ينظر الى العظمة عظمة كثير من المخلوقات مدهشة لكنها ليست بشيء ليست بشيء ليست بشيء امام عظمة من خلقها. واوجدها سبحانه وتعالى. اذا الذي يفهم هذه هذه المعاني ويفهم هذه الحقائق لا يذل الا لله سبحانه وتعالى. بعض الناس بعض الناس عندما يقف لقصور عقله ولسوء فهمه عندما يقف عند قبة بهية وجميلة ومزخرفة وام زركشة ومنمقة تخرب عقله وينبهر لعظمة القبة وبعدين اذا وقف عندها بعظهم يقول عظمة يا قبة يشوف القبة العظيمة كبيرة ثم لما يقوم في قلبه عظمة القبة التي وقف امامها يدل عندها ويخضع وينكسر ويبدأ تبدأ العبودية تبدأ العبودية في قلبه للقبة او لمن بداخل القبة انا منكسر بين يديك يقول انا خاضع لك انا عبدك الذليل بعضهم يقول عند القبة انا الراجي تبدأ العبودية جاءت متى متى جاءت العبودية؟ متى حصل هذا الذل؟ في في في امثال هؤلاء خلبتهم العظمة قبة عظيمة ومزخرفة ولهذا يتنافس يعني اه مروج الضلالة في زخرفة القباب حول اه قبور الصالحين وغيرهم وتكبيرها وتظهيمها وتزيينها وزخرفتها ونبينا عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك قال لعلي بن ابي طالب لا تدع قبرا مشيدا الا سويت لماذا؟ لماذا يسويه؟ لانه اذا كبر فوقه بناء عظم واذا عظم عبد فالخلل فالخلل في في في جانب فهم العظمة والتعظيم يدخل الناس في منزلق خطير في باب ماذا اذا كان هؤلاء اخذتهم عظمة قبة ماذا يقولون لو رأوا الكرسي لو رأوا لقدر لهم ان يروا الكرسي الذي وسع السماوات والارض لو قدر له من يرى الكرسي ماذا يقولون تطيش عقولهم يعبدون الكرسي اذا كانوا رأوا قطة فهبدوها فكيف بهم لو رأوا الكرسي الذي وسع السماوات؟ اذا كانت عظمة قبة خلبت عقولهم فذلوا وخضعوا واو القبة مخلوقة والسماوات مخلوقة لا جاء في القرآن نهي الله سبحانه وتعالى عن عبادة الشمس والقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون. يعني لا لا عقلك عظمة مخلوق من مخلوقات الله فتذله. الذل والخضوع للخالق العظيم سبحانه وتعالى فذكر الكرسي هنا الذي وسع السماوات والارض يقرر يقرر هذه الحقيقة ويجلي هذا الامر حتى يقوم حتى تمتلئ القلوب تعظيما للخالق العظيم سبحانه وتعالى واذا عظمت القلوب الخالق دلت له سبحانه وتعالى وخضعت قال وسع كرسيه السماوات والارض السماوات والارض التي ترونها ترون السماوات وترون الارض تشاهدونها هي ليست بشيء بالنسبة الى الكرسي الكرسي وسعها اليه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام كحلقة من حديث القيت في فلاة وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما الرب سبحانه وتعالى لا يتقنه حفظ السماوات والارض فهي محفوظة بحفظه سبحانه وتعالى. ومن اسمائه الحسنى الحفيظ والحافظ فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. الحافظ هو الله سبحانه وتعالى ولا يثقله حفظ شيء سبحانه وتعالى. انظر الى السماء رفعها الله سبحانه وتعالى بغير امد. وامسكها ان تقع على الارض وليس لها امد تسندها. الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا. فهو الممسك لها سبحانه وتعالى جل وعلا ولا يؤود حفظهما وهو العلي العظيم. ختم الاية بهذين الاسمين العظيمين لله جل وعلا العلي الذي يدل على علو الله سبحانه وتعالى ذاتا وقدرا وقهرا العلي اي بذاته فوق السماوات الرحمن على العرش استوى والعلي قدرا قال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه والعلي قهرا وهو القاهر فوق عباده جل وعلا فله جميع معاني العلوم علو القدر وعلو القهر وعلو الذات والعظيم اي الذي له العظمة سبحانه وتعالى في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته وفي افعاله وفي شرعه فكل ذلك اه ففيه العظمة. هو سبحانه وتعالى عظيم في اسمائه عظيم في صفاته عظيم في ذاته عظيم في في افعاله جل وعلا وحق العظيم ان يعظم سبحانه وتعالى وان يكون التعظيم له فلا يذل العبد الاله ولا يخضع الاله ولا ينكسر الا بين يديه ولا يصرف شيئا من العبادة الاله ولاجل هذا ختمت الاية بهذين الاسمين تقريرا لتوحيد الله الذي صدرت به هذه الاية واية الكرسي هي اعظم اية في القرآن الكريم جمع فيها من براهين التوحيد ودلائله ما لم يجمع في اخرى ما لم يجمع في اية اخرى وما جاء فيها مجتمعا جاء في ايات عديدة متفرقا. كما قرر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم اجتمع فيها من براهين التوحيد ودلائله ما لم يجتمع في اية اخرى ولاجل هذا الاجتماع لبراهين التوحيد في هذه الاية المباركة لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام ابي بن كعب في كما في صحيح مسلم وقال له يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم وابي من قراء الصحابة يحفظ القرآن كاملا كم ايات القرآن اكثر من ستة الاف اية فلما يقول له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم؟ معنى ذلك انه طلب ان يستخرج اية من كم من اكثر من ستة الاف اية اي اية معك من كتاب الله اعظم قال وبين الله ورسوله اعلم. قال يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم؟ شعر هنا ابي انه اذن له في الاجتهاد واستنباط والتأمل فقال اية الكرسي ايضا هنا تعجب مرتين مرة من ان ابي رضي الله عنه اخرج هذه الاية من بينكم؟ اكثر من ستة الاف يعني ليس من من من اه من بين مئة اية او مئتين او عشرين اية او نحو ذلك لم يقل له اي اية معك اعظم في سورة البقرة؟ القرآن كله وتعجب المرة الثانية ان الجواب جاء في نفس الوقفة الجواب جاء في نفس الوقفة لم يأتي بعد ماذا؟ مهلة زمنية اسبوع او اسبوعين او شهر او شهرين فكر وجاوب بعد اسبوع ولا فكر وجاوب بعد شهر لا في نفس الوقفة ابي في نفس الوقفة جاوب قال لما قال اي اية معك في كتاب الله اعظم؟ المرة الاولى قال الله ورسوله اعلم. المرة الثانية لما قال اي اية معك من كتاب الله اعظم اجاب على طول مباشرة قال اية الكرسي في نفس الوقفة فالكم الذي استخرجت منه الاية كم كبير والمدة الذي جاء فيها الجواب زمن قصير في نفس الوقفة مرتين من الجواب فلما قال ابي اية الكرسي ظرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدره قال ليهنك والله ليهنك العلم ابا المنذر هنيئا لك هذا هنيئا لك هذا علم عظيم. هنيئا يهنئه عليه الصلاة والسلام على هذا العلم قال ليهلك العلم ما هو العلم الذي آآ عند ابي؟ والجواب السريع الذي حضر في في مثل هذه اللحظة لما قال له اي اية معك من كتاب الله اعظم ابي والصحابة كلهم يدركون ان اعظم شيء في القرآن ما هو توحيد اعظم شيء في القرآن التوحيد. ولهذا رأسا الايات التي تتعلق بالعبادات الايات التي تتعلق بالاداب الايات التي تتعلق بالاحكام الايات التي تتعلق باليوم الاخر الايات التي تتعلق بالقصص والاخبار الايات كل هذه ماذا استبعدها واستحضر ايات التوحيد. ثم من ايات التوحيد اخذ اعظم ايات التوحيد جمعا لبراهينه ودلائله وكل هذا في لحظة في وقفة اعظم اية جمعت براهين التوحيد فقال اية الكرسي لان لان اعظم شيء في القرآن التوحيد واعظم اية قررت التوحيد وبراهينه اية الكرسي وهذا يدلنا على عناية الصحابة رضي الله عنهم التوحيد وادراكهم للقرآن ومقاصده واعظم شيء بين فيه وهو توحيد الله سبحانه وتعالى بخلاف كثير من الناس الذين يقرأون اية الكرسي مرات وكراد يقرأها الان وبعد دقيقة ينقض ما دلت عليه من التوحيد بالتجائه الى غير الله سبحانه وتعالى وصرفه لانواع من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فلا هو من اهل اية الكرسي وان قرأها ولا هو من اهل القرآن وان قرأه ما لم يحقق التوحيد الذي آآ دل عليه كتاب الله عز وجل ودلت عليه هذه الاية العظيمة التي هي اعظم اية في كتاب الله سبحانه وتعالى ولي رسالة ربما كثير منكم وقف عليها آآ طبعت بعنوان اية الكرسي وبراهين التوحيد فيها جمع يعني مختصر ومقرب لطالب العلم آآ هذه الدلائل وهذه البراهين المباركة العظيمة التي جمعتها اية الكرسي. الى هنا نقف واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد. والعون على كل خير والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين