بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال المصنف رحمه الله تعالى كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه. وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله. وان القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيديد. ولا صفة لمخلوق فينفد. نعم شرع المصنف ابن ابي زيد رحمه الله في الكلام على بيان واثبات صفة الكلام لله عز وجل وان من صفات الله العظيمة الثابتة له جل وعلا انه يتكلم متى شاء بما شاء. وان كلامه عز وجل صفة من صفاته ليس بمخلوق من مخلوقاته واضافة الكلام اليه جل وعلا اضافة صفة وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. فكلامه صفته. كما ان سمعه تبارك وتعالى صفته وبصره وصفته وهكذا ما يضاف اليه جل وعلا من المعاني التي لا تقوم الا بموصوف فكل ذلك صفة له جل وعلا اما ما يضاف اليه من الاعيان القائمة بذاتها فاضافته الى الله اضافة خلق كما يقال بيت الله وناقة الله وعبد الله فهذه مخلوقات لله تبارك وتعالى والكلام من النوع الاول هو صفة من صفات الله تبارك وتعالى التي اظافها عز وجل لنفسه ولهذا نقول ان الله عز وجل متصف بالكلام يتكلم متى شاء بما شاء وان كلامه سبحانه وتعالى له حرف وصوت وان القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق فالمصنف رحمه الله يبين هذه الصفة وبدأ الكلام عليها بقوله كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه كلم موسى بكلامه هذا تأكيد لاثبات ان الله سبحانه وتعالى كلم موسى ويقال لموسى عليه السلام كليم الله لان الله كلمه ولانه سمع كلام الله من الله بلا واسطة سمع كلام الله من الله بلا واسطة فهو موسى الكليم عليه عليه الصلاة والسلام لان الله عز وجل خصه بهذا الامر وميزه بهذا الامر واكرمه بهذا الامر بان كلمه سبحانه وتعالى كلاما سمعه منه بلا واسطة كما قال عز وجل وكلم الله موسى تكليما ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وكلمه ربه فموسى كليم الله وقد كلمه الله سبحانه وتعالى وقد سمع كلام الله بصوت الله سبحانه وتعالى فهو كلام بحروف وكلام له صوت والله سبحانه وتعالى متصف بذلك. ولهذا جاء في الحديث يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا هو كلام له حروف قال عليه الصلاة والسلام لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف قال كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته بكلامه الذي هو صفة ذاته الكلام يقال عنه صفة ذات او صفة ذاتية باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متكلما متى شاء بما شاء فالكلام بهذا الاعتبار صفة ذات او صفة ذاتية اما باعتبار احاد الكلام فهو صفة فعلية باعتبار احاد الكلام فهو صفة فعلية تكلم بالتوراة ثم تكلم بالانجيل ثم تكلم بالقرآن فهو بهذا الاعتبار صفة فعلية وليس صفة ذاتية. وبالاعتبار الاول هو صفة ذاتية باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متكلما بما شاء متى شاء سبحانه وتعالى قال لا خلق من خلقه لا خلق من خلقه وهذا فيه النفي لان يكون كلام الله سبحانه وتعالى مخلوقا ولم يكتفي بتقرير ان القرآن لم يكتفي بتقرير ان الله كلم موسى بكلام منه سبحانه بل اظاف هذه الكلمة لا خلق من خلقه وهي كلمة درج السلف رحمهم الله على اثباتها في هذا المقام بل ويرون ظرورة اثباتها وتقريرها في هذا المقام تمحيصا للمعتقد كما سبق بيان ذلك وذلك عندما وجدت بدع اهل الضلال التي نفوا بها بذات الله تبارك وتعالى ومن جملة ذلك صفة الكلام وقالوا نحن نضيف الكلام الى الله سبحانه وتعالى ولكن نضيفه اليه اضافة خلق فصار السلف من اجل تمحيص الاعتقاد يضيفون هذه الكلمة القرآن كلام الله غير مخلوق الكلام القرآن كلام الله غير مخلوق لا يكتفون بالقرآن كلام الله. وان كانت هذه الكلمة كافية لكن لما برزت بدع المعطلة والجاحدة لكلام الله سبحانه وتعالى اثبت اهل العلم من سلف هذه الامة هذه الكلمة واصبحت جزءا واصبحت جزءا من المعتقد لابد منه ولهذا قال المصنف هنا رحمه الله لا خلق من خلقه قال وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله لما كلم سبحانه وتعالى موسى تجلى للجبل اي ظهر سبحانه وتعالى تجلي الظهور تجلى الجبل فصار دكا من جلاله اي لم يحتمل الجبل ولم يطق ذلك فصار دكا من جلاله تدكتك الجبل اصبح مستويا في في الارض بدلا كان مرتفعا شامخا من جلال الله سبحانه وتعالى لكونه لا لا يحتمل والله سبحانه وتعالى لم يجعل لاحد في هذه الحياة الدنيا اطاقة او قدرة على رؤيته سبحانه وتعالى ولهذا قال جل وعلا لموسى لما طلب منه ان ان يرى الله قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني وهنا يقول المصنف رحمه الله تجلى للجبل فصار دكا من جلال الله اي انه لا يطيق ذلك ولا يحتمل ذلك ولم يجعل سبحانه وتعالى لاحد اطاقة لهذا الامر لكن يوم القيامة يكرم الله سبحانه وتعالى المؤمنين ويجعل فيهم من القدرة والاطاقة والامكان لهذا الامر بل انه يكون اكمل نعيمهم واهنئ امر تقر اعينهم به ان يرى ان يروا ربهم تبارك وتعالى الجليل وخالقهم العظيم. كما قال الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة كما قال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر قال وان القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد. ولا صفة لمخلوق فينفذ قال وان القرآن كلام الله القرآن الذي يتلوه المؤمنون بالسنتهم ويحفظهم من يحفظه منهم في صدورهم ويسمعونه باذانهم ويكتب في المصاحف هذا كلام الله عز وجل. ليس كلام غيره وليس مخلوقا من مخلوقاته بل هو كلامه تبارك وتعالى هو الذي تكلم به والكلام ينسب ويضاف الى من قاله ابتداء لا لمن نقله اداء جبريل مبلغ ورسولنا عليه الصلاة والسلام مبلغ والصحابة بلغوه لمن بعدهم وليس هو كلام المبلغين وانما كلام رب العالمين فهو كلامه جل وعلا والكلام ينسب ويضاف الى من قاله ابتداء لا الى لمن نقله اداء فالقرآن ليس كلام بشر وقد توعد تبارك وتعالى من قال ذلك بان يسليه سقم ايش الاية ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر. توعد تبارك وتعالى توعد تبارك وتعالى من يقول ان القرآن قول بشر بان يصليه سقر اي النار الكلام ليس قول بشر وانما هو كلام رب العالمين. وانما هو كلام رب العالمين هو الذي تكلم به تبارك وتعالى لا غيره ايضا يقال ان هذه المقالة الباطلة وجدت في بعض الامم السابقة ادعوا في كلام انبيائهم لانه مخلوق ان هذا الا خلق الاولين في قراءة ادعوا انه مخلوق وليس كلام كلام الله تبارك وتعالى فمن قال في كلام الله سبحانه وتعالى بانه مخلوق فقد كفر كلام الله هو هو قوله كلامه يضاف اليه سبحانه وكما بين اهل العلم القرآن اينما توجه فهو كلام الله. وهذا لفظ الامام احمد رحمه الله. قال القرآن اينما توجه فهو كلام الله اي سواء تلي بالالسن او سمع بالاذان او حفظ في الصدور او كتب في السطور اينما توجه فهو كلام الله لا كلام غيره ومن تلاه او كتبه او سمعه كل ذلك لا يغير شيئا في هذه الحقيقة فهو كلام الله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به ليس بمخلوق ومن قال انه مخلوق فقد كفر قد اجمع السلف رحمهم الله على ذلك ان القرآن كلام الله غير مخلوق من قال انه غير مخلوق فقد كفر ومن اوعب من جمع كلام السلف في ذلك الحافظ اللالكائي رحمه الله في كتابه شرح الاعتقاد عقد فصلا او بابا في كتابه شرح الاعتقاد ان القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال انه مخلوق فقد كفر واخذ يسوق ان نقول والاثار يسوقها بالاسانيد اليهم واحدا تلو الاخر يذكر الاسناد الى اماما من ائمة السلف ثم ينقل قوله سفيان احمد آآ غيرهم من ائمة السلف يسوق اليهم ذلك بالاسناد حتى ذكر خمس مئة نفس كلهم فقط ينقل عنهم انهم قالوا القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فقد كفر ولهذا قال ابن القيم رحمه الله ولقد ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان خمسون في عشر اي خمس مئة ثم ذكر ان حكاه اللاكائي عنهم آآ هذا قول اهل العلم وهو الذي يدل عليه كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق. ومن قال انه مخلوق فقد كفر قال رحمه الله موظحا ليس بمخلوق فيبيت المخلوقات من صفاتها انها تبيت وتنفد وتفنى وليس من شيء من صفات الله تبارك وتعالى ما يلحقه ذلك ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفد ليس بمخلوق يعني مستقل فيبيت لان من صفات المخلوق انها تبيت وليس ايضا صفة لمخلوق فينفذ لان صفات المخلوق مآلها الى النفاذ واما الكلام فهو صفة الله سبحانه وتعالى كلامه صفة الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يلحقه نفاذ قال تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. وقال ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعد سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله نعم قال رحمه الله تعالى والايمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكل ذلك قد قدره الله ربنا ومقادير الامور بيده ومصدرها عن قضائه علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره لا يكون من عباده قول ولا عمل الا وقد قضاه وسبق علمه به. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يضل من يشاء فيخذله بعدله ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله. فكل ميسر بتيسيره الى ما سبق ومن علمه وقدره من شقي او سعيد تعالى ان يكون في ملكه ما لا يريد او يكون لاحد عنه غنى او يكون خالق لشيء الا هو. رب العباد ورب اعمالهم والمقدر لحركاتهم واجالهم. نعم بدأ هنا رحمه الله يتكلم عن اصل عظيم من اصول الايمان وركن من اركان الدين وهو الايمان قضاء الله تبارك وتعالى وقدره كما قال جل وعلا وكان امر الله قدرا مقدورا كما قال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال جل وعلا ثم جئت على قدر يا موسى وقال جل وعلا ان الله على كل شيء قدير. قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. والايات في هذا المعنى كثيرة والايمان بالقدر اصل من اصول الايمان ولا ينتظم الايمان ولا يستقيم التوحيد الا بالايمان بالقدر كما قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد. فمن وحد الله مكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا. وهي كلمة عظيمة من حبر الامة رضي الله عنه من وحد الله وكذب بالقدر لم يؤمن بالقدر نقض تكذيبه بالقدر توحيده الذي يدعيه يوضح ذلك قول الامام احمد رحمه الله القدر قدرة الله فاين التوحيد عند من يجحد ذلك. وينفي ذلك. فجاحد القدر جاحد للتوحيد ولا ينتظم امر التوحيد ولا يستقيم الا بالايمان بالقدر فالايمان بالقدر اصل من اصول الايمان ودعامة من دعائم الدين كما قال ابن ابي داوود في حائيته وبالقدر المقدور ايقن فانه دعامة عقد الدين والدين افيح. فهو دعامة لا يقوم الدين الا عليها. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لما سأله جبريل عن اصول او عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فالمصنف رحمه الله يبين هنا هذا الاصل العظيم. قال والايمان بالقدر قوله والايمان بالقدر معطوف على ما سبق في صدر هذه الرسالة قال من ذلك الايمان بالقلب ومن ذلك الايمان بالقدر والايمان بالقدر خيره وشره. حلوه ومره. اي مما يجب ان تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجبات امور الديانات الايمان بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر هو الايمان بان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق وعلم ذلك سبحانه وتعالى علم ما هو كائن في الازل وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ولا يقع شيء الا بمشيئته سبحانه وتعالى. فهو الخالق لكل شيء هذا هو الايمان بالقدر ولا يكون المرء مؤمنا بالقدر الا اذا امن بمراتب القدر الاربعة التي لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها وهي الايمان بعلم الله سبحانه وتعالى انه علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وانه تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والامر الثاني الايمان بان الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ. ان ذلك في كتاب كل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستقر يقول عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والامر او المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بالمشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة وقدرته سبحانه وتعالى الشاملة الايمان بذلك كما قال سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فنؤمن ان الامور كلها بمشيئة الله ونؤمن ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير والمرتبة الرابعة الايمان بان الله عز وجل خالق كل شيء. الله خالق كل شيء. والله خلقكم وما تعملون الحمد لله رب العالمين. فنؤمن بذلك فهذه مراتب اربعة للقدر جمعها احدهم في بيت واحد فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين علم كتابة مولانا مشيئته وخلق وهو ايجاد وتكوينه. فهذه مراتب اربعة للايمان للايمان بالقدر لا ايمان بقدري الا بالايمان بها قال رحمه الله والايمان بالقدر القدر كما قال الامام احمد رحمه الله قدرة الله سبحانه وتعالى القدر قدرة الله ولهذا الايمان بالقدر هو من الايمان بالله الايمان بالقدر هو من الايمان بالله وترى ذكرى اصول الايمان مجتمعة في القرآن لا لا يذكر معها الايمان بالقدر في مثل قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فذكر خمسة اصول وايضا ذكر هذه الاصول الخمسة في قوله كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله هذي كم؟ اربعة اربعة لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذا الخامس المرجع اليوم الاخر ايظا في قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. فقد ضل ضلالا بعيدا. خمسة لم يذكر الامام بالقدر مع هذه الاصول لانه من الايمان بالله لانه من الايمان بالله وداخل في الايمان بالله كما قال الامام احمد رحمه الله القدر قدرة الله واذا نظرنا الى مراتب القدر التي عددناها العلم والكتابة والمشيئة والايجاد كلها آآ اوصاف لله وامور مضافة الى الله سبحانه وتعالى فالايمان بالعلم والايمان بالكتابة والايمان بالمشيئة والايمان بالقدرة والايمان بالخلق كله من الايمان بالله سبحانه وتعالى وربوبيته وتصريفه وتدبيره للامور وان الامور كلها بيده ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهو من الايمان بالله سبحانه وتعالى. ولهذا قال ابن عباس كما تقدم القدر نظام التوحيد القدر نظام التوحيد اي اين اي ان القدر هو ما هو الامر الذي ينتظم به توحيد الله لا ينتظم توحيد الله سبحانه وتعالى الا بالايمان بالقدر لانه جزء من الايمان بالله سبحانه وتعالى قال خيره وشره حلوه ومره كما قال عليه الصلاة والسلام وان تؤمن بالقدر خيره وشره اي ان الامور كلها بتقدير الله عز وجل. وكل ما يقع في في هذا الكون من خير او شر من حلو او مر من نفع او ضر من عطاء او منع من خفض او رفع من قبض او بسط من عز او ذل كل ما يقع في هذا الكون بقدرة الله سبحانه وتعالى وبمشيئته النافذة ولا يمكن ان يقع في في هذا الكون شيء لم يشأه خالق هذا الكون لا يمكن الخلق خلقه والملك ملكه ولا يمكن ان يكون في هذا الكون من حركة او سكون الا بمشيئة الرب العظيم سبحانه وتعالى ومن لم يقل بذلك فانه مدع لوجود خالق مع الله يخلق هذه الاشياء. ولهذا قال العلماء رحمهم الله القدرية مجوس هذه الامة فكل شيء بقدر فنؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى اي اي نؤمن ونعتقد ان كل شيء يقع فيه. في هذا الكون هو بتقدير الله هو بتقدير الله سبحانه وتعالى السنا نقرأ قول الله تعالى الله خالق كل شيء كل شيء مخلوق لله سبحانه وتعالى لا يستثنى شيء الاشخاص والذوات مخلوقة لله والافعال والحركات والسكنات مخلوقة لله. كل شيء مخلوق لله ليس الله خالقا للذوات دون صفاتها او للاشخاص دون افعالهم بل هو تبارك وتعالى خالق للذوات ولما هي متصفة به من صفات ولما يقع منها من حركات وسكنات كل شيء بقدر. ولهذا انظر الى فقه الصحابة ابن عباس رضي الله عنه يقول كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على دقنك هكذا بقدر كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول كما في صحيح مسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس العجز عدم القدرة على الامور والكيس الذي هو الفطنة والنباهة كل ذلك بقدر فكل ما يكون في هذا الكون هو بقدرة الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يقع فيه شيء خارجا عن قدرته او شيء لم تنفذ فيه مشيئته سبحانه وتعالى حاش ان يكون شيء من ذلك قال وكل ذلك قد قدره الله ربنا وكل ذلك قد قدره الله ربنا اي كل ذلك كل ما يقع في هذا ملحون من خير او شر او حلو او مر او ضر او نفع او عطاء او منع الى اخر كل ذلك قدره الله ربنا فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير والامور كلها بقدرته سبحانه وتعالى قال وكل ذلك قدره الله ربنا وقوله هنا ربنا في اشارة هنا تعلق او ارتباط القدر بالربوبية. لان الايمان بالقدر هو من الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى تصريف هذا الكون وتدبير هذه المخلوقات والكائنات تدبيره تبارك وتعالى للامر يحيي ويميت يعطي ويمنع يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعز ويذل كل يوم هو في شأنه تبارك وتعالى هذا كله من الايمان بربوبية الله. من الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى قال ومقادير الامور بيده ومصدرها عن قضائه ومقادير الامور اي ما يقع وما يوجد وما يكون في هذا الكون كله بيد الله سبحانه وتعالى كله بيد الله سبحانه وتعالى طوع يده سبحانه وتحت تدبيره سبحانه وتعالى ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها في الحديث اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها كل المخلوقات وجميع الكائنات طوع يده سبحانه وتحت تدبيره وتسخيره جل وعلا ومصدرها عن قضائه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومصدرها عن قضائه اي عن قضائه الكوني القدري والقضاء تارة يراد به الكون القدري كما في قوله فقضاهن سبع سماوات وتارة يراد به الشرع الديني كما في قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه فقول هنا ومصدرها عن قضائه اي عن قضائه الكوني اي ان الله عز وجل قضاها كونا وقدرا فكانت ووجدت وفق قضائه سبحانه وتعالى قال علم كل شيء قبل كونه علم كل شيء اي في الازل الله سبحانه وتعالى علم كل شيء ازلا لان علمه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء بما كان وبما سيكون وبما لم يكن لو كان كيف يكون احاط سبحانه بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا قال علم كل شيء قبل كونه اي علم انه سيكون وانه سيوجد علمه قبل كونه لانه هو لانه هو سبحانه وتعالى الذي قدر قدر ذلك وساء وجوده سبحانه وتعالى فعلمه محيط ومشيئته نافذة وقدرته تبارك وتعالى شاملة علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره لان كل ما يقع كل ما يقع وكل ما يجري في هذا الكون على وفق العلم السابق مثل ما قال الشافعي رحمه الله وفي العلم يجري الفتى والمسن يعني في العلم السابق العلم الازلي يجري الفتى والمسلم كل الحركات التي تجري في هذا الكون كلها وفق آآ علم الله سبحانه وتعالى السابق المحيط بكل شيء قال فجرى على قدره فجرى على قدره اي جرى ما هو كائن وما قد كان على قدر الله سبحانه وتعالى اي على ضوء ما قدر عز وجل لا يكون من عباده قول ولا عمل الا وقد قضاه وسبق علمه به. لا لا يكون قول كل قول يقوله العبد سواء كان قولا سديدا او غير ذلك وكل عمل يعمله العبد سواء كان عملا صالحا او غير ذلك كل ذلك لا لا يكون الا وقد قضاه وسبق علمه به. الا وقد قضاه وسبق علمه به فعلمه تبارك وتعالى اه اه محيط مشيئته نافذة وقدرته شاملة لا يخرج شيء عن عن ذلك لا يعزب عن علمه ولا يغيب عن علمه شيء ولا يخرج عن مشيئته وقدرته شيء قدير على كل شيء سبحانه وتعالى قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. هذا استدلال من المصنف رحمه الله. بهذه الاية الكريمة التي فيها التنبيه. على ان خلق هذه المخلوقات من العدم دليل على علم الله بها وقدرته عليها ولننتبه لهذا الامر خلق الله لهذه المخلوقات دليل على علمه بها وعلى قدرته عليها سبحانه وتعالى. الا يعلم من خلق؟ اي ان خلقه لها خلقه لها وايجاده لها من العذاب بعد ان لم تكن دليل على علمه بها لا يمكن ان يكون خالقا لها ولا ولم يحط بها علمه الا يعلم من خلقه وهو اللطيف الخبير الخلق دليل على العلم ودليل على القدرة كما قال الله سبحانه وتعالى في اخر اية من سورة الطلاق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما خلق لتعلموا الخلق دليل على ذلك. خلق اي لتعلموا من من خلقه لهذه المخلوقات. وايجاده لهذه الكائنات انه تبارك وتعالى على كل شيء قدير. وانه تبارك وتعالى قد احاط بكل شيء علما. فخلقه لها وايجاده لها من العدم هذا فدليل بين وبرهان واضح على انه عليم بكل شيء قدير على كل شيء وفي هذا المقام اذكر قصة مفيدة اوردها التيمي رحمه الله في كتابه الحجة قال ان احد الملاحدة احد الملاحدة ادعى عند بعض المسلمين انه يستطيع ان يخلق ان يوجد مخلوقات حية ويقول ليس الخلق كما تزعمون يتفرد به الرب انا استطيع ان اخلق ثم طلب كوبا ووضع فيه اشياء يعني من اللحم او كذا المتعفنة ثم احكم اغلاقه وقال احفظوه لمدة ثلاثة ايام ثم جيء بالكوب واذا به ممتلئ ماذا ممتلئ دود ممتلئ بالديدان فقال انا خلقت هذه الديدان وانا الذي اوجدتها فكان في المجلس شاب قال كلمة عظيمة جدا مستفادة من من هذا هذه الايات قال لم يكن احد يخلق الا ويعلم عدد ما خلق وذكورهم من اناثهم وارزاقهم واجالهم فاذن لنا ذلك كله. انت الخالق لهذه الاشياء كم عدد مخلوقاتك وكم من ذكور من الاناث وكل واحد من هذه المخلوقات التي تدعي انك خلقتها كل واحد منهم ما هو رزقه وكل واحد منهم ما هو اجله فبهت الذي كفر الخلق نفسه دليل على العلم. فاذا كان لا يعلم هذا دليل على انه ليس اعجز من ان يكون خالقا. اذا كان لا يعلم ما خلق اعجز من ان يكون ولا يقدر على ما خلق اعجز من ان يكون خالقا فالخلق دليل على احاطة العلم ودليل على آآ شمول القدرة ونفوذ المشيئة قال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يظل من يشاء فيخذله بعدله ويهدي من يشاء فيوفقه بفظله. الهداية والظلال بيد الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. عقيدة كان عليه الصلاة والسلام يرسخها في الناس كل جمعة. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له يرسخ هذه العقيدة عليه الصلاة والسلام كل جمعة في هذه الخطبة فالهداية والضلال بيد الله سبحانه وتعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فالهادي هو الله والهداية بيده والضلال بيده سبحانه وتعالى ولهذا كثرت الاحاديث في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اه في اه جانب سؤال الله الهداية وهذا يأتي في الادعية كثيرا لان الهداية بيده اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم انا نسألك الهدى والسداد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى الى غير ذلك وايضا تعود به تبارك وتعالى فمن الضلال كما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تظلني. فانت الحي الذي لا يموت. والجن والانس يموتون. تقول ام سلمة رضي الله عنها كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت او ان القلوب تتقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء. فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فان شاء اقام وان شاء ازاغه. فالامر بيد الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء يهدي من يشاء بفضله تفضلا منه ومنا وتكرما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء وقال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين فالهداية بيد الله جل وعلا والضلال بيده تبارك وتعالى والامور كلها بتصريفه سبحانه وتعالى قال يضل من يشاء فيخذله بعدله ويهدي من يشاء فيوفقه بفظله قال فكل ميسر بتيسيره الى ما سبق من علمه وقدره من شقي او سعيد كما قال سبحانه وتعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قد جاء في الحديث ان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا انعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف يعني لم يقدر ولم يقضى قال بل فيما قدر وقضي قالوا ففيما العمل ففيما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى هذا معنى قوله فكل ميسر بتيسيره الى ما سبق من علمه وقدره من شقي او سعيد تعالى ان يكون في ملكه ما لا يريد او يكون لاحد عنه غنا خالقا لكل شيء الا هو رب العالمين ورب اعمالهم والمقدر لحركاتهم واجالهم. هذا كله من الايمان بالقدر ان ان نؤمن ان الملك ملك الله وانه لا يكون في هذا الملك الا ما يريد اي الا ما يريده كونا وقدرا وليس لاحد غنى عن خالق هذا الكون سبحانه وتعالى وهو الخالق لكل شيء. الا هو رب العالمين اعمالهم والمقدر لحركاتهم واجالهم اي انه لا يؤمن بالقدر الا من امن بهذا. الا من امن بان الله رب العالمين والمقدر لحركاتهم واجالهم حركات العباد واجال العباد. ولو لاحظت بهذا السياق الذي ذكره المصنف رحمه الله جمع فيه كل ما يتعلق باختصار بالايمان بالقدر وهنا يأتي سؤال يرد على الذهن عندما يقف المسلم على هذه النصوص الواضحات والدلائل البينات على ان الامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى يأتي سؤال وهو في اما العمل؟ او لماذا لا نتكل على القدر؟ ما دام ان الامور مكتوبة وعلمت وقدرت وقضيت وكل ماض لما قدر له لماذا نعمل؟ هذا السؤال يرد على الذهن وقد ورد آآ على في اذهان الصحابة وطرحوه على النبي. عليه الصلاة والسلام جاء في بعض الاحاديث انهم قالوا له ففيما العمل وجاء في بعض انهم قالوا الا نتكل على القدر فهو سؤال يرد على الذهن اذا كانت الامور مقدرة لماذا نعمل لماذا لا نتكل على القدر؟ طالما ان الامر قظي وقدر وكتب في اللوح المحفوظ وكل يجري لما قضاه الله له وقدره عليه ففيما العمل قال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له فاجابهم على هذا السؤال بتقرير اصلين عظيمين واساسين متينين لا نجاة للعبد الا بتحقيقهما الاصل الاول في قوله اعملوا اعملوا وهذا فيه الامر بالمجاهدة والمرابطة والصبر والمصابرة وبذل الوسع والجد اجتهاد في طاعة الله اعملوا وقوله اعملوا هذا لا يخاطب به الا من له مشيئة فالعبد له مشيئة ومن ليس له مشيئة لا يقال له اعمل ولا يقال له صلي ولا يقال له صم فالعبد له مشيئة ولهذا يقول اعملوا اعملوا فالاصل الاول بذل الوسع والجد والاجتهاد في التقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يرضيه من صالح الاعمال وسديد الاقوال والاصل الثاني في قوله فكل ميسر لما خلق له فكل ميسر لما خلق له اي من خلقه الله سبحانه وتعالى للسعادة يسره لعمل اهل السعادة ومن خلقه الله للشقاء ويسره الله لعمل اهل الشقاوة فانت تحتاج في هذا المقام ايها المؤمن بالقدر باقدار الله سبحانه وتعالى تحتاج في هذا المقام الى ان تجاهد نفسك على العمل الصالح المقرب الى الله سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه ان تلجأ الى الله سبحانه وتعالى لجوءا مستمرا دائما ان ان يهديك ان ان يثبتك الا يضلك الا يزيغ قلبك ان يعينك على على طاعته ان يحفظك من مظلات الفتن الا يكلك الى نفسك طرفة عين تحتاج الى هذا حاجة ملحة مستمرة دائمة تبقى ملحا على الله سبحانه وتعالى مستمرا في الالحاح عليه ان يحفظك ان يهديك ان يسلمك ان يعيذك من الفتن ولهذا اقرأ باب الادعية في هذا الباب تجد الادعية في هذا الباب كثيرة جدا وكل ما كثر الحاح العبد على الله سبحانه وتعالى في هذا الامر كل ما كان هذا آآ ابلغ في في في حقه وفي ثباته واستقامته على طاعة الله ومر معنا الحديث ام سلمة تقول كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يسأل الله تبارك وتعالى ان يثبت قلبه على دينه. فيحتاج العبد الى ان يكون دائما ملحا على الله سبحانه وتعالى ان يثبته على الدين وان يحفظه من مظلات الفتن وان يصرف عنه الشرور وان يهديه اليه صراطا مستقيما وان من الضلال والفساد اه اللهم اني اعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء ما تسلم من الاخلاق الفاسدة ولا الاخلاق الفاضلة الا بتيسير الله. اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئة الا انت كل كل ذلك بتيسير الله سبحانه وتعالى وتوفيقه. فاذا اراد الانسان لنفسه المقام العلي الرفيعة ونيل خيري الدنيا والاخرة فليقبل على الله ليقبل على الله بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والبعد عن ما حرم الله تبارك وتعالى وفي الوقت نفسه اقبل على الله بالسؤال والرجاء والالحاء والطلب ان يثبته وان يهديه وان يسلمه وان يقيه من من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يوفقنا لما يحبه ويرضاه من صالح الاعمال وسديد الاقوال وان يبارك لنا في اوقاتنا واعمارنا واعمالنا ونياتنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء حسبنا ونعم الوكيل والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا اظن انتم على موعد مع فضيلة الشيخ صالح يبدأ درسه في آآ السادسة والنصف نبهتم على ذلك والا يقول السائل فضيلة الشيخ هل القديم من اسماء الله تعالى لما ورد في الحديث اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم القديم ليس من من اسماء الله تبارك وتعالى وآآ القديم هنا في في قوله اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم. السلطان المضاف الى الله عز وجل هنا هو مصدر هو صفة الله جل وعلا لان المصدر اذا اظيف الى الله عز وجل تارة يراد به الصفة وتارة يراد بها اثر الصفة. ولما قال هنا سلطانه علم ان المراد بالسلطان الصفة فوصف اه سلطان الله جل وعلا بالقدم والحديث لا يدل على ان القديم من اسمائه تبارك وتعالى واما الاسم الذي ثبت لله عز وجل في بيان اه ازليته سبحانه وتعالى اسمه الاول في قوله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن جاء في الحديث في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول اللهم انت الاول فليس قبلك شيء نعم يقول فضيلة الشيخ ذكر ابن القيم رحمه الله ان للاستواء اربعة معان صعدا وعلا واستقر وارتفع فهل هذه المعاني الاربعة صحيحة؟ المشهورة عن عن السلف رحمهم الله ان العلو معناه العلو الاستواء معناه العلو والارتفاع استوى العرش اي على وارتفع عليه. وجاء يعني في الفاظ يعني قليلة جدا عن بعضهم. التعبير بصعد او التعبير استقر لكن المشهور والمعروف عن عامة اهل العلم ان معنى استوى على اي ارتفع وعلا عليه علوا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى. نعم يقول المشيئة النافذة والقدرة الشاملة ما الفرق بينهما الفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة ان قدرة الله عز وجل شاملة لكل شيء قدير على كل شيء سبحانه وتعالى. قدير على كل شيء. لكن مشيئته اه اذا نفذت وجد الشيب لعله يتضح لنا الفرق بين المشيئة النافذة والقدرة الشاملة بالمثال قوله سبحانه وتعالى في اهل النار ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه قدرة الله سبحانه وتعالى شاملة لهذا او ليست شاملة قدير سبحانه وتعالى على ان يردهم للدنيا مرة ثانية اوليس لقدير على ذلك. ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. الله قدير. قدرته سامية لذلك ان يعيدهم للدنيا مرة وثانية وثالثة ورابعة. قدير على ذلك فقدرته شاملة هل تنفذ المشيئة هنا لان لو نفذت المشيئة لماذا لردهم الى الدنيا فالقدرة شاملة لذلك لكن لم تنفذ المشيئة ولهذا يقول اهل العلم المشيئة النافذة والقدرة الشاملة تجتمعان فيما كان وفيما سيكون وتفترقان فيما لم يكن ولا يكون فيما لم يكن ولا يكون فقدرة الله شاملة لذلك لكن مشيئته لم تنفذ لانها لو نفذت المشيئة لوقع الامر كما شاء سبحانه وتعالى. اذا المشيئة النافذة والقدرة الشاملة تجتمعان فيما كان في الامور التي كانت وايضا في الامور التي ستكون واما الامر الذي لم يكن ولا يكون فان قدرة الله شاملة له لكن لم تنفذ فيه المشيئة لانه لو نفذت المشيئة لكان الامر كما شاء كما قال سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون يسأل عن معنى قول الامام احمد من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع. لان اللفظ وهو مصدر قد يراد به اه الملفوظ قد يراد به الملفوظ المتل المقروء وهذا آآ كلام الله سبحانه وتعالى وقد يراد به آآ الامر المتعلق بالعبد من صوت القارئ وحركة لسانه وغير ذلك وهذه امور مخلوقة الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري فعندما يقال لفظي بالقرآن او تلاوة للقرآن او قراءة للقرآن ان قال انها مخلوقة فهو مخطئ وان قال غير مخلوقة فهو ايضا مخطئ كما هو واضح في كلام الامام احمد الذي نقله السائل فالذي يقول ان ان اللفظ والتلاوة والقراءة مخلوقة مخطئ والذي يقول ليست مخلوقة ايضا مخطئ لان التلاوة قد يراد بها المتن الذي هو كلام الله عز وجل وقد يراد بها فعل العبد الذي هو صفة من صفاته ولهذا سواء نفى او اثبت فهو فواقع في الخطأ ولابد ولا يكون الجواب سليما في هذا المقام الا بالتفصيل. كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بالتفصيل يستبين السبيل فاذا قيل اللفظ بالقرآن مخلوق او غير مخلوق؟ يقال ماذا تريد باللفظ اذا تريد باللفظ الملفوظ المتلو المقروء هذا كلام الله غير مخلوق واذا كنت تريد صوت القارئ وحركة لسانه ونحو ذلك فهذه امور مخلوقة لله سبحانه وتعالى الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري. ولهذا يقال فلان حسن الصوت بالقرآن وفلان ليس حسن الصوت بالقرآن هذا هذا فعله يمدح ويذم اما القرآن لا لا يتناوله هذا المعنى. نعم تقول هل يصح ان نقول ان اركان الايمان خمسة لكون الايمان بالقدر مندرج تحت الايمان بالله اذا اريد هذا المعنى فلا بأس يعني اذا اريد هذا المعنى ان القدر آآ قدرة الله سبحانه وتعالى وهو داخل فلا بأس بهذا والايات التي تلوت عليكم كلها ذكر فيها هذه الاصول ولم يذكر معها القدر لانه داخل في الايمان بالله سبحانه وتعالى. واذا اذا فصل في الامر فيكون كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام المهم هو ان يؤمن العبد بالقدر. سواء عد مفردا او آآ عد من الايمان بالله سبحانه وتعالى المهم ان يكون مؤمنا بالقدر وان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى يقول هل يصح الدعاء بقول اللهم ان كنت شقيا فامحه واكتبني سعيدا؟ اللهم ان كنت شقيا ان كنت ان كنت كتبتني يمكن تقيا فمحه واكتب لسعيدا ان كنت كتبتني يمكن اما ان كنت ان كنت شقيا ما يستقيم على كل حال آآ الذي يدعى به في هذا المقام اه ما ما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام من الادعية الواضحة البينة مثل ما جاء في حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انهى قال عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم عليك بجوامع الدعاء علمها ان تقول اللهم اني اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم واعوذ بك من الشر كله عاجله ما علمتم منه وما لم اعلم واسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل واسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم واعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. هذا هو الشاهد وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا نعم اسأل عن الفرق بين القضاء والقدر الفرق بين القظاء والقدر. قيل هما بمعنى واحد وقيل وهو الاصح انهما لفظان اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا اذا ذكر احدهما شمل معنى الاخر واذا ذكرا معا فلكل واحد منها معنى يخصه على القاعدة التي ذكرها اهل العلم وهي ان من من من الالفاظ من الاسماء ما هو شامل لمسميات متعددة عند افراده واطلاقه. فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها فالايمان فالقضاء والقدر هو من هذا الباب ثم ايهما الاول عندما يقال بانهما حال الاجتماع لكل منهم معنى يخص ايهما الاول آآ تقدير او او القضاء ايضا قولان لاهل العلم. نعم تقول آآ فضيلة الشيخ بعض العوام وهناك رسالة قيمة احد ائمة الدعوة وهو الشيخ عبد اللطيف ابن حسن والشيخ عبد اللطيف ابن باقين لا لا اذكر الان اه في سؤال عن الفرق بين القظاء والقدر رسالة لطيفة موجودة في ضمن الدرر السنية نعم بعض العوام يحتجون بالقدر على المعاصي ويستدلون بقصة ادم وموسى. هذا احتجاج باطل. العلماء رحمهم الله يقولون يحتج بالقدر على المصائب لا المعائب يحتج بالقدر على المصائب لا المعائب واحتجاج ادم بالقدر عالمصيبة ليس على الذنب لان الذنب تاب منه وتاب الله عليه فهو يحتج على المصيبة التي سأله عنها موسى قال اخرجتنا وذريتك من الجهاد مصيبة فقال اتلومني على شيء قدره الله علي؟ فهذا احتجاج بالقدر على المصيبة لا على الذنب لان الذنب تاب منه ومن تاب تاب الله عليه فادم لم يحتج بالقدر على على على الذنب كما فهمه هؤلاء وانما احتج بالقدر على المصيبة. ولهذا قال العلماء يحتج بالقدر على المصائب دون المعائب يعني المعايب الاثام والذنوب لا يفعل الانسان الذنب واذا لي مع عليه يقول هذا آآ كتب علي او قدر علي والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين