بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه هذه اجمعين. اما بعد نواصل القراءة في هذه الرسالة. رسالة ابن ابي زيد او مقدمة قالت ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تعالى نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. يقول رحمه الله الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم. ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه واله وسلم جعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح هذه دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم. وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من يموت كما فبدأهم يعودون وان الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر. وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته. ان الله لا يغفر وان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن عاقبه بناره اخرجه منها بايمانه فادخله بها فادخله به جنته. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم من شفع من شفع له من اهل الكبائر من امته. وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعد دارت فاعدها دار خلود لاوليائه. واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم. وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه. وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر والحد في اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن عن رؤيته. وان الله تبارك وتعالى الا يجيء يوم القيامة والملك والملك صفا صفا لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها وتوضع الموازين لوزن اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ويؤتون ويؤتون باعمالهم فمن اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. ومن اوتي كتابه وراء ظهره فاولئك يصلون سعيرا وان الصراط حق يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليهم من نار جهنم قوم اوبقتهم فيها اعمالهم. والايمان بحوظ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ترده امته لا يظمأ من لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير. وان الايماء قال المصنف رحمه الله تعالى الباعث الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم. شرع المصنف رحمه الله في بيان اصل عظيم من اصول الايمان الا وهو الايمان بالرسل فان الايمان بهم اصل من اصول الايمان واساس من اسس الدين. كما قال الرب تبارك وتعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله كما قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فالايمان بالرسل اصل من اصول الايمان. بحيث نعتقد ان الله عز وجل بعثهم بالحق الهدى مبشرين ومنذرين دعاة الى توحيده ومحذرين من الاشراك به دعاة الى رضاه ونيل جنته ومحذرين من سخطه ودخول ناره وانهم بلغوا البلاغ المبين ونصحوا اممهم وانهم ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه. وارشدوهم اليه. ولا شرا الا حذروهم منه ونهوهم عنه وانهم جاهدوا في الله حق جهاده حتى اتاهم اليقين ونؤمن ان الله عز وجل بعثهم لاقامة الحجة على العباد لاقامة الحجة وابانة السبيل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة فقاموا بالبلاغ بلغوا دين الله عز وجل واقاموا حجة الله سبحانه وتعالى على عباده قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال تعالى وان من امة الا ولا فيها نذير. قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه دون قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فالله عز وجل بعث الرسل لاقامة الحجة على العباد وذلك ببيان الدين وايضاحه ودعوة الناس الى توحيده وتحذيرهم من الاشراك به. فقام الرسل بذلك اتم القيام لغوا البلاغ المبين قال الباعث الرسل اليهم. اي الذي بعث الرسل اليهم اليهم اي لا الى العباد والى الناس ليبلغوهم دين الله تبارك وتعالى. ومعنى الباعث اي المرسل لاقامة الحجة عليهم. ولا يزال الامر يرسل رسولا تلو الرسول حتى ختمت برسالة نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه كما قال المصنف رحمه الله ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم فجعله اخر المرسلين. قال عز وجل ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وقال عليه الصلاة والسلام انا خاتم النبيين ولا نبي بعدي واخبر عليه الصلاة والسلام انه يخرج بعده دجالون كذابون كلهم او ثلاثون كذابون دجالون كلهم يزعم انه نبي وانا خاتم النبيين ولا نبي بعدي. فالرسالات ختمت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. قال ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة. النذارة من الانذار الذي هو التحذير من الامور التي تسخط الله عز وجل وتغضبه واعظم ذلك خطرا واشده ضررا الاشراك بالله سبحانه وتعالى وهو امر تظافرت الانبياء على التحذير منه والنهي عنه. وبيان خطورته فما من نبي بعثه الله الا بشر الناس بالتوحيد وثماره واثاره وحذرهم من الشرك وعواقبه واخطاره ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم. فليس هناك بعده رسالة وليس هناك بعده نبوة ختمت الرسالات ببعثته صلوات الله وسلامه عليه وبقي بعده عليه الصلاة والسلام وحيه محفوظا بحفظ الله. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وبقي بعده ورثته من حملة دينه والدعاة الى هديه وانصار سنته كما قال صلى الله عليه وسلم يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله. ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وقال عليه الصلاة والسلام فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر قال فجعله اخر المرسلين. اي ان انه لا لا رسول بعده ولا نبي. صلوات الله وسلامه عليه بشيرا ونذيرا. اي وجعله بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا بشيرا ونذيرا اي على نهج الرسل رسلا مبشرين ومنذرين بشيرا بالتوحيد والحق والهدى بشيرا برضا الله سبحانه وتعالى وما يحبه جل وعلا نذيرا من الشرك ومن كل امر يسخط الله ونذيرا من النار وما يقرب اليها من الاعمال وداعيا الى الله باذنه داعيا الى الى الله اي الى توحيده والقيام بعبادته وامتثال طاعته سبحانه وتعالى داعيا الى الله باذنه لانه مرسل من رب العالمين. الله جل وعلا هو الذي ارسله وهو الذي بعثه وهو صلوات صلوات الله وسلامه عليه مبلغ عن الله من على الرسول الا البلاء وما على الرسول الا البلاغ وداعيا الى الله باذنه قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم وسراجا منيرا السراج هو المصباح الذي يضاء به المكان. وتنقشع به الظلمة والنبي صلى الله عليه وسلم سراج لان الله سبحانه وتعالى جعله ضياء للناس ونورا للناس يعرفون من خلال دعوته وهديه الحق القويم والصراط المستقيم قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا فالوحي الذي جاء به نور وهو عليه الصلاة والسلام نور جعله الله سبحانه وتعالى نورا لانه ينير للناس طريقهم ويضيء لهم سبيلهم ولا يعرفون الضياء والنور ان لم من خلال هديه وسنته عليه الصلاة والسلام والنور هنا معنوي وليس حسيا معنوي وليس حسيا خلافا لما يدعيه بعض الغلاة عائشة رضي الله عنها تقول افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فاخذت ابحث عنه فوقعت يدي على ظهر قدمه وهو ساجد في المسجد يقول لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك لو كان نورا حسيا لما احتاجة تذهب وتتلمس بيدها حتى وقعت يدها على ظهر قدمه وهو ساجد لو كان نورا اضاء المكان واصبح المكان ليس به الظلمة اه الحسية المشاهدة فاضياء هنا ويا معنوي بنور الوحي نور الحق نور الهدى كما ان صاحب الضلال ضلاله يجلب له وباطله وبدعته تجلب له ظلمة يقول عبد الله ابن مبارك كما روى ذلك اللالكائي في شرح الاعتقاد قال صاحب البدعة على وجهه ظلمة وان ادهن في اليوم ثلاثين مرة. لو يتدهن ويضع الاشياء التي تطري الجسم ثلاثين مرة ما تفيده ظلمة البدعة والضلال والباطل عليه اهل الحق عليه النور من الحق ووضياء واهل الباطل عليهم ظلمة قال وسراجا منيرا. اي ينير للناس الطريق وهكذا ايضا الدعاة الى سنته والعلماء اهل البصيرة بسنته هم شأنهم كذلك ينيرون للناس الطريق. كما قال بعض السلف قال مثل العالم مثل رجل معه قوم في مكان مظلم وبيده مصباح وهم يسيرون وراءه ويقول الطريق من هنا الطريق من هنا هذا مثل العالم ولولا منة الله سبحانه وتعالى على عباده باهل العلم لاصبح الناس مثل البهائم لا يعرفون احقا ولا ينكرون منكرا ولا يعرفون هدى فالعلما دعاة الحق يضيئون للناس الطريق وينيرون لهم السبيل قال وانزل عليه كتابه الحكيم. وانزل عليه كتابه الحكيم. اي القرآن الكريم الذي لا الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد انزله تبارك وتعالى وجعله هاديا للتي هي اقوم وتبيانا لكل شيء وذكرى للذاكرين وجعل فيه كفاية وغنية انزل عليه كتابه الحكيم وفي قوله انزل تقرير لان القرآن منزل من عند الله تبارك وتعالى وانه جل وعلا هو الذي تكلم به تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فهو نزل من الله عز وجل سمعه جبريل من الله ونزل به جبريل الى محمد عليه الصلاة والسلام وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وشرح به دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم شرح به اي بكتابه او شرف به اي برسوله عليه الصلاة والسلام وكل من المعنيين المعنيين حق دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم كما قال الله سبحانه وتعالى قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور الى هنا انهى المصنف رحمه الله ما يتعلق بالايمان بالرسل وما يتعلق ايضا بالايمان بالكتب وهو اصل من اصول الايمان واكتفى بذكر كتاب رسولنا عليه الصلاة والسلام الذي هو خاتمة الكتب المنزلة من رب العالمين قال وان الساعة اتية لا ريب فيها فهذا وما بعده الحديث فيه عن اصل اخر من اصول الايمان وهو الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله بدءا من آآ دخول القبر ونعيمه وعذابه وما يكون من التفاصيل التي جاءت في الكتاب والسنة فكل ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت الايمان به هو من الايمان باليوم الاخر قال وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من يموت اي كما قال الله سبحانه وتعالى وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور الساعة المراد بها القيامة اتية لا ريب فيها اي لا شك في اتيانها ولا ارتياب في مجيئها فهي اتية لا ريب في ذلك ولا شك لها وقت محدد ووقت معين يعلمه رب العالمين سبحانه وتعالى علم وقتها عند الله سبحانه وتعالى. وهي اتية لا ريب في اتيانها وقوله اتية فيه ان الاخرة مقبلة على الناس والدنيا مدبرة عنهم الدنيا في ادبار وذهاب والاخرة في اقبال واتيان وهذا فيه تنبيه على ان الاولى بالانسان ان يكون جل اهتمامه وغاية مقصودة في هذا المقبل الباقي الذي هو الحياة الحقيقية ولا ينشغل عنه بهذا الذاهب الفاني كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة. ولا تكونوا من ابناء الدنيا. فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل استشعار ان الاخرة اتية ومقبلة وان الدنيا ذاهبة وفانية وان الحياة الحقيقية هي الحياة الاخرة يجعل الانسان يقبل على الاخرة ويسعى لها سعيها ويكون جل اهتمامه في طلب الاخرة وفي الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا وهذا يفيد ان الانسان يهتم بدنياه لا بأس بذلك. ويتعلم امور دنياه لا بأس بذلك لا لكن لا يكن ذلك اكبر همه ومبلغ علمه. بعض الناس لا علم له الا بالدنيا. ولا اهتمام له الا بالدنيا اهتمامه كله بالطعام والشراب المال والسكن واللباس اما الاخرة لم تشغل قلبه ولم تأخذ من من اهتمامه لا ينسى الانسان نصيبه من الدنيا لكنه لا يجوز له ان يغفل عن الاخرة التي هي اتية لا ريب فيها والدنيا زائلة لا ريب في زوالها قال وان الله يبعث من في القبور وهذا من الايمان باليوم الاخر ان نؤمن بان الله سبحانه وتعالى يبعث من في القبور ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره. انشره اي بعثه من من قبره. وقام لربه يوم يقوم الناس برب العالمين فمن الايمان باليوم الاخر الايمان بان الله سبحانه وتعالى يبعث من في القبور باخراجهم من قبورهم وقيامهم لرب العالمين وكلهم سيقوم لرب العالمين من دفن من دفن في في قبر ووري في تراب ومن اكلته السباع ومن اكلته السباع وخرج روثا من ادبارها وفتاتا ودرته الرياح ومن مات محترقا وصار رمادا كل هؤلاء يبعثه رب العالمين ويقومون لرب العالمين وتعود جميع هذه الاجزاء الى ما كانت كما بدأكم تعودون فيقومون لرب العالمين حفاة عراة غرلا حتى الحسبة التي في رأس الذكر والتي تقطع في الصغر تعود حتى هذه تعود يقومون غرلا اي غير مختونين يقومون لرب العالمين قال وان الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون. كما قال الله عز وجل كما بدأكم تعودون اي كما بدأكم بخلقكم من العدم يعيدكم الى الحياة ويعيد اجسامكم سبحانه وتعالى وهو وهو جل وعلا القدير على كل شيء قال رحمه الله تعالى وان الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات وغفر لهما الصغائر باجتناب الكبائر هذا فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين ومنه تبارك وتعالى عليهم يوم يلقونه جل وعلا يوم القيامة قد قاموا بطاعته وامتثلوا امره وامنوا به وبما امرهم تبارك وتعالى بالايمان به وعبدوه جل وعلا قال عن هؤلاء ان الله سبحانه ضاعف لهم الحسنات ضاعف لهم الحسنات والحسنات اي ثواب الاعمال وجزاؤها الذي يلقاه اهل الايمان منا من الله عز وجل وتفضلا يوم القيامة. ثواب مضاعف ثواب مضاعف يضاعف الله سبحانه وتعالى لمن يشاء تفظلا وتكرما الحسنة بعشر امثال الى سبع مئة ضعف. فالله عز وجل يضاعف. قال يضاعف لهم لعباده المؤمنين ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ضاعفها اي اي زادها وكثرها ونماها لهم كما يقال العطية على قدر معطيها العطية على قدر معطيها والمعطي هو الكريم سبحانه وتعالى. المعطي هو الكريم سبحانه وتعالى. والمتفظل هو الكريم جل وعلا وتعالى والعطية على قدر المعطي ولهذا يعطيهم الثواب مضاعفا ولو يقرأ المسلم ادلة تضعيف الثواب في الكتاب والسنة. يرى امرا عظيما يدل على عظيم من الله جل وعلا وكرمه واحسانه وفضله ولطفه وجوده جاء في الصحيحين عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال من تصدق بعدل تمرة من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب بعدل تمرة اي تمرة او ما يعادلها من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا الا اخذها الله بيمينه ورباها له كما يربي احدكم فلوه وفي رواية كما يربي احدكم فصيلة الفلو والفصيل هو صغار الخيل وصاحب الخيل الشغوف بها المحب لها يفرح بصغارها ويعتني عناية فائقة بتربيتها قال فيربيها لاحد يربيها كما يربي احدكم فلوه حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة واحدة ثم يراها صاحبها يوم القيامة مثل الجبل هذا من تظعيف الله سبحانه وتعالى للثواب قال ضاعف لهم لعباده المؤمنين الحسنات وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات صفح اي تجاوز وعفى وغفر صفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات اي بتوبتهم الى الله جل وعلا. ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم قم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا ومعه نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير قال صفح لهم بالتوبة وهذا يبين لنا اهمية التوبة ومسيس الحاجة اليها وان الواجب على العبد ان يتوب الى الله متابا. وان يلازم التوبة في كل وقت وحين. وان لا يؤخر التوبة. لان تأخير التوبة نفسه اثم حتى قال ابن القيم رحمه الله ان كلاما معناه ان كثير من التائبين عندما يتوبون من ذنوبهم ينسون التوبة من تأخير تأخيرهم التوبة التوبة اثم لا تؤخر التوبة ولا ولا يصوب فيها ولا تؤجل ومن يؤخر التوبة تأخيره لها اثم وذنب فيتوب الى الله سبحانه وتعالى ويبادر الى التوبة الى الله عز وجل حتى يفوز بثواب الله سبحانه وتعالى للتائبين وما اعده جل وعلا لهم من عظيم الثواب وكريم المآل. بل انه سبحانه وتعالى يحب التائبين ويفرحوا بتوبتهم مع غناه عنهم. قال عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من رجل اظل راحلة له على فلاة في فلاة وعليها طعامه وشرابه. حتى اذا ايس منها استظل في ظل شجرة الموت فبين هو كذلك اذا بخطام ناقته عند رأسه فامسك بخطامها وقال من شدة فرحه اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح. يقول نبينا عليه الصلاة والسلام الله اشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته وهذا الفرح الذي ذكر في هذا الحديث اعظم فرح يقدر في المخلوق. اعظم فرح يقدر في في المخلوق فالله عز وجل فرحه بتوبة عبده اذا تاب اعظم من ذلك واجل اعظم من ذلك واجل فهو سبحانه وتعالى يفرح بتوبة التائبين مع انه غني عنهم. ولهذا يلقونه سبحانه وتعالى يوم القيامة وقد صفح عنهم وتجاوز عنهم مهما كان جرمهم. مهما كان جرمهم مهما كان ذنبهم. مهما كانت اخطائهم لو ان انسانا مضى حياته كلها مذنبة ومن الله عليه واكرمه في اخر حياته وتاب توبة صادقة مع الله تبارك وتعالى صفح الله عنه وتجاوز والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق. ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب. وامن وعمل صالح وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم اتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر والذنوب جميعا. هو تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره. مهما كان ولهذا يقول جل وعلا في الحديث القدسي يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فهو سبحانه وتعالى تواب غفور رحيم يحب التوبة ويحب التائبين ويعفو عن السيئات مهما كانت الذنوب ومهما كانت الاخطاء بل من تاب وصدق مع الله في ايمانه وفي توبته مهما كانت ذنوبه يرفعه الله سبحانه وتعالى المقام العلي. والمنزلة الرفيعة ويكون من اهل الدرجات العلى في الجنة. وربما كان في يوم من الايام من اشد الناس اجراما واعظمهم اثما اذا فتح الله سبحانه وتعالى عليه بالتوبة وصدق مع الله قد يرقى بمن الله وفضله الى اعلى المقامات وارفع الدرجات والباب مفتوح باب التوبة مفتوح ولا يغلق لا يغلق الا في حالتين الغرغرة ما لم يغرغر والحالة الثانية طلوع الشمس من مغربها والا الباب مفتوح مهما كانت الجرائم ومهما كانت الذنوب ومهما كانت الاخطاء رب العالمين غفور تواب يقبل التوبة مهما كان ذنب الانسان. ان الله يغفر الذنوب جميعا ولهذا لا ينبغي للانسان ان ييأس ان يقنط ولا ينبغي لاحد ان يقنط الناس من التوبة والعياذ بالله لا يقول لانسان لاحد من المذنبين انت لا يغفر لك او انت ذنوبك هذه لا تغفر هذا تألي على الله هذا تألي على الله جاء في الحديث ان رجلا كان عابدا فرأى رجلا مسرفا في في الذنوب فقال والله لا يغفر الله لفلان. لما رأى عليه من كثرة اجرامه وتعدد ذنوبه فقال الله سبحانه من ذا الذي يتألى علي؟ قد غفرت له واحبطت عملك الله جل وعلا غفور ورحيم وتواب ويقبل التوبة ولا يتعاظمه سبحانه وتعالى ذنب ان يغفره ومن جميل ما يذكر هنا ونافعه ومفيده ما جاء عن آآ الحسن البصري او الفظيل ابن عياظ رحمه الله انه لقي رجلا لقي رجلا تجاوز الستين وكان عنده شيء من المعاصي والذنوب فاراد ان ينبهه قال كم تبلغ من السنين؟ قال ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته او شك ان تبلغ نهايته. فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون قال اوتعلم تفسيره؟ هل تعرف تفسير هذا الكلام فقال الرجل وما تفسيره؟ وحال كثير من الناس مع الاذكار انهم يرددون الفاظها ولا يعرفون معانيها والا لو عرفوا المعاني لاثرت فيهم تأثيرا كبيرا قال اوتعرف تفسيره؟ قال وما تفسيره؟ قال ان لله اي انا لله عبد. وان اليه راجعون اي وانا اليه راجع هذا معناها انا لله وانا اليه راجعون انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي وانا لله راجعون. قال فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا فعد للمسألة جوابا فانتبه الرجل وعرف المعنى واستيقظ قلبه فقال ما الحيلة يعني انا رجل مسرف مذنب عندي اخطاء ما الحيلة؟ قال يسيرة قال وما هي؟ قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى وهذا القدر قوله احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى صح مرفوعا. عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه احسن فيما بقي. لو كان الذي بقي الانسان من حياته ساعات وتاب وصدق مع الله تبارك وتعالى في توبته غفر الله له ما قد مضى لانه جل وعلا يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ولا يتعاظم جل وعلا ذنب ان يغفره. قال وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات. اي ان الكبائر لابد من التوبة منها الكبائر لابد من التوبة منها لا لا لا تكفرها الطاعات ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ماذا؟ ما اجتنبت الكبائر. الكبيرة لابد انا ابتلي بها العبد ووجدت منه ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى منها توبة صادقة ولا تقبل التوبة الا اذا كانت نصوحا وهي ما اشتملت على الشروط الثلاثة الندم على فعل الذنب والاقلاع عنه والعزم على عدم العودة اليه فاذا اجتمعت هذه الامور كانت توبة نصوحا مقبولة عند الله تبارك وتعالى قال وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم اللمم الصغائر ان ربك واسع المغفرة فهذا يدل على ان اجتناب الكبائر مكفر وسبب لمغفرة الصغائر والتجاوز عنها وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر ثم انتقل الى اهل الكبائر. انتقل الى الكلام على اهل الكبائر. قال وجعل من لم يتب من الكبائر الى مشيئته الان انتقل الكلام الى اهل الكبائر عصاة الموحدين الفاسق الملي من يلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وعنده كبائر من كبائر الاثم وهذا ايها الاخوة في تنبيه الى انه يجب على كل مسلم ان يعرف الكبائر. وان يكون على علم بها وبخطورتها واضرارها عند الله جل وعلا. حتى يكون على حيطة وحذر منها. وقد نصح العلماء رحمهم الله الله في هذا كتبوا كتبا نافعة ومن احسنها عندي كتاب الكبائر للذهبي. كتاب الكبائر للذهبي وهو كتاب عظيم نافع كنا قرأناه في هذا المكان في عام مضى قرأناه كاملا كتاب عظيم جدا وكبير النفع وينبغي على المسلم ان ان يعرف الكبائر وان يعرف خطورتها وادلة تحريمها وبيان عقوبتها عند الله جل وعلا حتى يحذر منها ويبتعد عنها حتى لا يلقى الله سبحانه وتعالى بها. لا يلقى الله وهو يحمل هذه الكبائر والاثام العظيمة ويندم ولا يفيده الندم. فمن خير من الخير للانسان ما دام في ميدان العمل ان يعرف الكبائر ليحذر منها ويتقيها يتحدث المصنف رحمه الله هنا عن اهل الكبائر وشأنهم وما يكونون عليه يوم القيامة. قال وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى المشيئة. اي ان اهل الكبائر فيما دون الشرك والكفر بالله تحت المشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى. كما قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي ان كل ذنب دون الكفر والشرك بالله عز وجل فهو تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى ان شاء الله غفر صاحبه وان شاء عذبه وان عذبه فانه لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا آآ اهل الكفر والشرك بالله. والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي يكون لك فور قال ومن عاقبه الله بناره؟ اي من اهل الكبائر من عاقبه لان اهل الكبائر تحت المشيئة ان شاء عذبه وان شاء غفر له ومن عاقبه يعني من عاقبه الله من اهل الكبائر وادخل النار اخرجه منها بايمانه. وهذا فيه ثمرة الايمان العظيمة وثمرة التوحيد وان الايمان اذا تم منع من دخول النار. واذا كان ناقصا منع من الخلود فيها واذا كان ناقصا منع من الخلود فيها. لانه لا يخلد في النار من كان عنده ايمان وان قل. كما الحديث اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فمن كان عنده ايمان وان كان قدرا قليلا وحظا يسيرا فانه ينفعه باذن الله عز وجل من قال لا اله الا الله دخل الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه. يعني قد يعاقب وقد يبقى في النار يلبث فيها فترة لكن يخرجه الله سبحانه وتعالى بايمانه اخرجوا من النار من من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان اما من ليس عنده ايمان فلا مطمع له في الخروج ليس له الا الخلود الابدي ابد الابات كما في الاية المتقدمة والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. هذا دليل وشاهد لقول يخرجهم بايمانهم. وان الله عز وجل لا يضيع لا يضيع لاحد ايمانه وما كان الله ليضيع ايمانكم. فمن كان عنده ايمان وان قل يجد ثوابه عند الله يعاقبه الله عز وجل على جرائمه وعلى اثامه وعلى ذنوبه ولكنه لا يظيع ايمانه. وما كان الله ليضيع ايمانكم. وهذي بشارة عظيمة هذه الاية بشارة عظيمة. لكل من من الله عليه بالايمان وهداه اليه قل ايمانه او كثر له بشارة عظيمة الايمان لا يضيع. يحفظه الله سبحانه وتعالى لعبده قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. اخرجوا يقول عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان والمصنف ذكر الاية هنا دليلا على ذلك فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل الخير وان كثر ان لم يكن قائما على الايمان لا يقبله الله. لان الكفر محبط للاعمال ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله فقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره لابد فيه من خير الايمان وان قل اما اذا انتفى الايمان ووجد الكفر الاعمال وان كثرت قال ويخرج منها بشفاعته ويخرج منها بشفاعته النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له ويخرج منها بشفاعة ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له من اهل كبائر من امته وهذا فيه بيان المقام المحمود وايضا مقام الشفاعة لنبينا عليه الصلاة والسلام الشفاعة لاهل الكبائر وهو ليس خاصا به عليه الصلاة والسلام اهل الكبائر يشفع فيهم نبينا والنبيون ولهذا جاء في حديث الصراط على جنبتي الصراط الانبياء يقولون سلم يا ربي سلم سلم هذي شفاعة يا ربي سلم سلم هذي شفاعة يشفعون عند الله سبحانه يا ربي سلم سلم اشفعون عند الله آآ اتوقف الان عن الدرس لاني وراي سفر الان واعتذر من الاخوان كل واحد لا يوقفني آآ ماشي الى المطار مباشرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته