بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار خلود لاوليائه واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به والحدت اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته. نعم من الايمان باليوم الاخر الايمان بان الله عز وجل خلق الجنة والنار واعد الجنة دارا لاهل طاعته وتوحيده وعبادته واعد النار دارا لمن عصاه وكفر به واتخذ معه الشركاء والانداد ولهذا قال المصنف رحمه الله وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار خلود لاوليائه خلق الجنة اوجدها بعد ان لم تكن واعدها اي هذا دليل على وجودها الان وانها مخلوقة ومعدة وفيها النعيم الذي اعده الله عز وجل نزلا لاهلها كما قال الله تعالى اعدت للمتقين فهي موجودة الان ومعدة ومهيئة فمن الايمان باليوم الاخر الايمان بوجود الجنة وانها مخلوقة وان الله تبارك وتعالى اعدها دارا لاولياءه وعباده المؤمنين قال واكرم واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم اكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم وهذا اكمل نعيم يناله اهل الجنة في الجنة قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي تنظر اليه تبارك وتعالى بابصارها وهذا النظر الذي يكون من اهل الجنة الى الله تبارك وتعالى خالقهم سبحانه هو اكمل نعيم يناله اهل الجنة في الجنة ولهذا جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة قال في كشف الحجاب فينظرون اليه فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله عز وجل فالنظر الى الله تبارك وتعالى هو اكمل النعيم واعظمه قد كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة قال وهي التي اهبط منها ادم وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه وهذا في اصح اقوال اهل العلم في اهل الجنة التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة هي الجنة التي اخرج منها ادم واهبط منها ام جنة اخرى وابن القيم رحمه الله عرض ما قيل في هذه المسألة في كتابه حادي الارواح وذكر اقوال اهل العلم والشواهد والدلائل على ذلك وقال في نونيته فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم فانها منازلك الاولى هو يختار هنا ان جنات عدن هي المنازل الاولى اي التي اهبط منها ادم عليه السلام قال وهي التي اهبط منها ادم او اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه خليفته الى ارضه مأخوذ من قوله تعالى اني جاعل في الارض خليفة اني جاعل في الارض خليفة فهو خليفة في في الارض والناس يخلف بعضهم بعضا في الارض يذهب اقوام ويخلفهم اخرين الى ان يأذن الله سبحانه وتعالى بقيام الساعة فيقوم الناس او فيبعث الناس قياما لرب العالمين قال بما سبق في سابق علمه اي ان هذا الخروج الذي حصل لادم من الجنة بسبب الخطأ الخطأ الذي كان منه والمعصية الذي وقع فيها وعصى ادم ربه فغوى امر مضى في سابق علم الله تبارك وتعالى المحيط بكل شيء بما كان وبما سيكون وبما لم يكن لو كان كيف يكون قال وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به وهذا فيه ان النار مخلوقة وانها معدة اي هيئ فيها العذاب فاعدها دار خلود لمن كفر به وهذا فيه ان الكفار مخلدون في نار جهنم ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وليس الامر هذا فقط لا يخفف عنهم العذاب بل ان العذاب عليهم يزيد ليس هناك تخفيف بل هناك زيادة كما قال الله سبحانه وتعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال هذه اية اشد اية على الكفار اهل النار لانهم يتطلعون الى ان يخرجوا منها الى الدنيا ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملونه ويتطلعون الى ان يخفف عنهم العذاب ويتطلعون الى ان يكونوا ترابا تمنون ذلك ثم يأتيهم فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا اي ليس لكم في النار الا زيادة العذاب قال لمن كفر به والحد في اياته وكتبه ورسله النار دار خلود لهؤلاء للكفرة الملحدين الكفرة بالله سبحانه وتعالى وبدينه وبشرعه والملحدين في اياته وكتبه ورسله والالحاد هو الميل قال الله تعالى وذر الذين يلحدون في اسمائه قال ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا الالحاد هو الميل والعدول والملحد هو المائل عن الحق الملحد هو المائل عن الحق الى الباطل والضلال يلحدون في اياته ايميلنا عنها وعن ما جاءت به رسل الله وما جاء في كتب الله قال وجعلهم محجوبين عن رؤيته. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فالكفار محجوبين عن رؤية الله تبارك وتعالى وحجبهم عن الرؤية لكفرهم دليل على ثبوت الرؤية لاهل الايمان لايمانهم ومن نفى الرؤية لاهل الايمان سوى بين الكفار والمؤمنين في هذا الامر بحيث جعلهم كلهم جعلهم كلهم محجوبين عن رؤية الله وجعل قوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون شامل للمؤمن والكافر والعياذ بالله نعم قال رحمه الله وان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها وتوضع الموازين لوزن اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ويؤتون صحائفهم باعمالهم فمن اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ومن اوتي كتابه وراء ظهره فاولئك يصلون سعيرا. نعم ثم ذكر رحمه الله ما يكون يوم القيامة عندما يقوم الناس لرب العالمين في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حفاة عراة غرلا بهما كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتد فيهم الامر ويعظم الخطب فيأتون انبياء الله ويطلبون منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في ان يجيء او يبدأ بالحساب والمجازاة فيذهبون الى ادم فيعتذر ويذهبون الى نوح فيعتذر ويذهبون الى ابراهيم فيعتذر ويذهبون الى موسى فيعتذر ويذهبون الى عيسى فيعتذر ويذهبون الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها ثم يذهب ويخر ساجدا تحت اه عرش الرحمن ويناجي الله سبحانه وتعالى ويفتح الله عليه بمحامد يعلمه الله اياها في ذلك الوقت ثم يقول الله سبحانه وتعالى ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع وحينئذ يجيء الرب تبارك وتعالى كما قال المصنف رحمه الله وان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ الانسان وانا له الذكر يقول يا ليتني قدمت لحياتي قال يجيء يوم القيامة اي هو سبحانه وتعالى بنفسه عز وجل يجيء للفصل في القضاء والحكم بين العباد وايضا يجيء الملائكة ويطوقون الخلائق صفوفا من بعد صفوف صفا صفا فيجيء الرب ويجيء ايضا الملائكة ويحيط الملائكة بالناس من جميع الجهات صفوفا لعرض الامم وحسابها ومجازاتها وعقوبتها اي لعرض الامم على الله يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فيعرظون على الله سبحانه وعرظوا على ربك صفا فيعرظون على الله من اجل المجازاة والمحاسبة والمعاقبة وتوضع الموازين لوزن الاعمال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة يوضع ميزان حقيقي له كفتان قصة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال ويؤتون صحائفهم باعمالهم يعني يؤتى كل واحد منهم في ذلك اليوم صحيفته باعماله اي بحسب اعماله فان كانت اعماله صالحة ومشتملة على طاعات زاكية فانه يعطى كتابه باليمين ومن كان بخلافك بخلاف ذلك اعطي كتابه بشماله من وراء ظهره هذا معنى قول المصنف ويؤتون صحائفهم باعمالهم اي بحسب الاعمال فمنهم من يعطى كتابه بيمينه ومنهم من يعطى كتابه بشماله وذلك بحسب الاعمال التي قدموها في هذه الحياة كما بين الله سبحانه وتعالى ذلك في قوله سبحانه وتعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فاولئك يصلون سعيرا ايضا في الاية الاخرى قال فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤ كتابية اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية واما من اوتي كتابه بشماله فسوف يدعو ثبورا ويصلى واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابية. يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عنها اني مالي هلك عني سلطاني الاية تدل على ان الناس يكونون يوم القيامة قسمين قسم يؤتى كتابه باليمين وقسم يؤتى كتابه بالشمال من وراء الظهر وذلك بحسب الاعمال نعم قال رحمه الله وان الصراط حق يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم اوبقتهم فيها اعمالهم قال قال وان الصراط حق من الايمان باليوم الاخر الايمان بالصراط والصراط صراط حسي حقيقي ينصب على متن جهنم يوم القيامة يوضع على متن جهنم احد من السيف وادق من الشعر ويؤمر الخلائق بالمرور على عليه والعبور عليه ولك ان تتصور او تتأمل في هذا الموقف المهين العظيم يمر الانسان من على صراط هذه صفته ومن تحته نار جهنم ومن تحته نار جهنم وان منكم الا واردها. كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا كان بعض السلف اذا قرأ هذه الاية بكى وقال نحن من العبور على يقين على يقين اننا سنمر من فوق جهنم ولكننا من النجاة في شك فهذا يدعو الانسان الى المحاسبة محاسبة نفسه ويدعوه ايضا الى المشي الصحيح على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا كما قال الله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم فمن مشى على هذا الصراط المستقيم هي في الدنيا من الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة بالعبور على الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة وعلى حسب مشي الناس على هذا الصراط المستقيم في الدنيا يكون مرورهم على الصراط ومن المعلوم ان اهل الايمان يتفاوتون في ايمانهم وطاعاتهم وعباداتهم وقرباتهم يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما ولهذا يتفاوت يوم القيامة عبورهم على الصراط الذي ينصب على متن جهنم فمنهم من يمر كالبر ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمرك اجاويد الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يكردس والعياذ بالله في نار جهنم قال وان الصراط حق يجوزه العباد اي يعبرون عليه ويمرون من فوقه يجوزه العباد بقدر اعمالهم اي ان مرورهم على الصراط متفاوت ليسوا في المرور عليه على درجة واحدة قال فناجونا متفاوتون في سرعة النجاة عليه اي منهم كالبرق ومنهم كالريح ومنهم اجاويد الخيل ومنهم كركاب الابل ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم اوبقتهم فيها اي في النار اوقعتهم واهلكتهم اعمالهم اي اعمالهم السيئة اوبقتهم في نار جهنم والله تعالى يقول فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور نعم قال والايمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم تجده امته لا يظمأ من سلب منه ويزاد عنه من بدل او غير ثم ذكر الامام بالحوظ الحوض المورود الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاهل الايمان يوم القيامة وهو حوض قبل الصراط حوض قبل الصراط وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحوض وما فيه من الماء باوصاف ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام في السنة فذكر ان طوله شهر وعرضه شهر وان كيزانه عدد نجوم السماء وان طعم ماءه احلى من العسل ورائحته اطيب من المسك ولونه ابيظ من اللبن وان من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا من شرب منه تربة لن يظمأ بعدها ابدا يعني لا يحسه بعدها بعطش لا يحس بعدها بعطش نؤمن بالحوظ وانه حق وان امته عليه الصلاة والسلام ترده والايمان بالحوظ او الاحاديث الواردة في الحوض كما بين العلماء احاديث متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تلده امته لا يظمأ من شرب منه لا يظمأ من شرب منه كما ثبت بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزداد عنه من بدل وغير ويزاد عنه من بدل وغير لان النبي عليه الصلاة والسلام يقول عندما يذاد اقوام عن عن الحوض يقول اصحابي اصحابي فيقال انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك انك لا تدري ماذا احدثوا بعدك قال المصنف ويذاد عنه من بدل وغير وجاء في بعض الاحاديث انه عليه الصلاة والسلام لما قال اصحابي اصحابي قيل له انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ تركتهم وهذا محمول على المرتدين الذين حاربهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه وهم نفر ارتدوا على اعقابهم بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام وقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم نعم قال وان الايمان قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون فيها نقص وبها الزيادة ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل ولا قول وعمل الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة. ثم ذكر رحمه الله تعالى عقيدة اهل السنة والجماعة في الايمان وان الايمان عندهم قول واعتقاد وعمل قال المصنف رحمه الله وان الايمان قول باللسان الايمان خول باللسان كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله فالايمان قول باللسان واخلاص بالقلب اي عقيدة مخلصة ونية صافية في القلب فالقلب وما يكون فيه من اخلاص ونية وصدق وغير ذلك كل ذلك من خصال الايمان وخلاله قال وعمل بالجوارح اي ان اعمال الجوارح داخلة في مسمى الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام واماطة الاذى وادناها اماطة الاذى عن الطريق وقال الله تعالى في شأن الصلاة وما كان الله ليضيع ايمانكم فالصلاة ايمان والزكاة ايمان والحج ايمان وكل طاعة يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى فهي ايمان داخله في مسمى الايمان قال يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها وهذا فيه ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله فيه ليسوا سواء بل من زاد في الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله تبارك وتعالى زاد ايمانه ومن نقص او فعل الذنوب نقص ايمانه كما قال عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه الايمان يزيد وينقص قيل وما زيادته ونقصانه قال اذا ذكرنا الله وسبحناه وحمدناه زاد واذا غفلنا وضيعنا نقص فالايمان يزيد بزيادة الطاعات وينقص بنقصها وقد جاء القرآن او نطق القرآن بالزيادة في ايات منها قول الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وقال تعالى ويزيدهم خشوعا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى الايات التي في القرآن الدالة على زيادة الايمان كثيرة ونطقت السنة بالنقص كما في قوله عليه الصلاة والسلام ما رأيتم الناقصات عقل ودين كما في قوله وذلك اضعف الايمان كما في قوله المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف يزيد بالطاعات والاعمال الصالحات وينقص بترك الطاعة وفعل المعصية قال وينقص بنقصها اي الاعمال فيكون بها النقص وبها الزيادة يكون بها النقص وبها الزيادة اي بالاعمال فمن زاد في الاعمال زاد ايمانه ومن نقص في الاعمال نقص ايمانه وكما ان اهل الايمان يتفاوتون في الاعمال وهي داخلة في مسمى الايمان فانهم كذلك يتفاوتون في التصديق ليسوا فيه على درجة واحدة ليس تصديق احاد المؤمنين كتصديق الصديق رظي الله عنه فهم يتفاوتون في التصديق ويتفاوتون في الايمان الباطن الذي في القلب منهم من يعبد الله على حرف ومنهم من ايمانه راسخ قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا امنا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم لم يتمكن في في قلوبكم فليس ايمان من تمكن الايمان في قلبه مثل ايمان من كان يعبد الله سبحانه وتعالى على حرف وقد سئل احد السلف ايزيد الايمان وينقص؟ قال يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء قال ولا يكمل قول الايمان الا بعمل ولا يكمل قول الايمان الا بعمل يعني لا يكفي مجرد القول بل لا بد من من العمل والعمل داخل في مسمى الايمان ولا يكفي مجرد القول بل لا بد من العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى وامتثال امره جل وعلا قال ولا يكمل قول الايمان الا بعمل ولا قول ولا عمل الا بنية ايضا وجود العمل لا لا لا يكفي بل لا بد ان يكون قائم على نية صحيحة قصد به وجه الله كما قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. فوجود القول والعمل لا يكفي حتى يكون قائما على نية صحيحة قال ولا قول وعمل ونية الا بموافقة سنة وهذه الامور الثلاثة لابد فيها من موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد نبه رحمه الله بذكره للنية والموافقة الى شرطي قبول الاعمال وان الاعمال لا تقبل من العامل الا بشرطين اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة نعم قال وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. قال وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. لا يجوز تكفير الناس بفعل الذنوب اي ما لم يستحله اما اذا استحل الدم فانه يكفر بذلك. اما بمجرد الذنب لا لا يجوز ان يكفر الا اذا استحل الذنب او كان الذنب كفرا بالله تبارك وتعالى فلا يكفر بمجرد فعله لا للذنب او اقترافه للمعصية قال ابن ابي داوود في حايته ولا تكثرن اهل الصلاة وان عصوا فكلهم يعصي وذو العرش يصفح كل الناس يعصي لو يكفر الانسان بفعل الذنب لاصبح الكل كافر لانه لان الكل يعصي كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. لا يجوز ان يكفر الانسان بمجرد الذنب يفعله نعم قال رحمه الله وقوله من من اهل القبلة من اهل القبلة يعني من اهل الصلاة مثل قول ابن ابي داود في الحائية ولا تكفرن اهل الصلاة اما الذي لا يصلي فهذا ليس بمسلم نعم وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون وارواح اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. قال وان شهداء احياء عند ربهم يرزقون اي اي احياء حياة برزخية ليست كالحياة الدنيوية قال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء اه الشهداء احياء في في قبورهم وحياتهم حياة برزخية ليست كالحياة الدنيا اما باعتبار الحياة الدنيا فانهم قد ماتوا وفارقت ارواحهم اجسادهم والروح لها مع القلب تعلقات منها منها تعلقها بالقلب في الحياة الدنيا فهذا النوع من التعلق انتهى بالنسبة للشهداء فهم ماتوا وخرجت ارواحهم لكنهم في في قبورهم احياء حياة اخرى غير هذه الحياة الدنيا قال وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون نسمة المؤمن كما جاء في الحديث نسمة المؤمن طائر يعلق في الجنة او في شجر الجنة فالمؤمنون ارواحهم ناعمة اي منعمة وهذا الكلام بعد موتهم ارواحهم ناعمة اي منعمة باقية الى يوم يبعثون فهي في في نعيم وفي لذة قال وارواح اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين وهذا فيه ان الكفار يعذبون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون يفتنون في قبورهم ان يأتي الميت في قبره ملك ويسأله من ربك وما دينك؟ ومن نبيك وهذه هي فتنة القبر ومن بعد الفتنة يكون حال الانسان في في احد امرين اما في عذاب او في نعيم قال ويسألون اي يسألون هذه الاسئلة من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك قال يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة يثبتهم اي على الايمان في الدنيا وعلى القول الثابت والاصابة في الاجابة في القبر وايضا يثبتهم يوم القيامة في المرور والعبور على على الصراط الذي ينصب على متن جهنم كل ذلك يتناوله قول الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء نعم قال وان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه قال وان على العباد حفظة هذا فيه ذكر لاصل من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة والايمان بالملائكة اصل من اصول الايمان العظيمة كما مر معنا قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة فالايمان بهم اصل من اصول الايمان والايمان بالملائكة هو الايمان باسمائهم واعدادهم اوصافهم واعمالهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل فهذه امور اربعة تتعلق بالايمان بالملائكة الاسماء والاعداد والاوصاف والوظائف نؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من اعمال الملائكة واوصاف الملائكة واعداد الملائكة واسماء الملائكة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل ما ذكر منها مجملا نؤمن به مجملا كما جاء وما ذكر منها مفصلا نؤمن به مفصلا كما جاء لما كان هذا المؤلف مختصرا اكتفى المصنف رحمه الله بالاشارة الى شيء من اعمال الملائكة ومهام الملائكة تنبيها بما ذكر الى ما لم يذكر فذكر الملائكة الحفظة وان عليكم لحافظين الملائكة للحفظة الحفظة الذين وكل الله سبحانه وتعالى اليهم حفظ العباد وحفظ اعمال العباد بكتابتها قال وان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم وان على العباد حفظة اي من الملائكة وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون حفظة يقوم بكتابة الاعمال قال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوليد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما من قول الا لديه رقيب عتيد ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم. اي مع كون الملائكة تكتب فعلم الله محيط علم الله سبحانه وتعالى محيط ولا يعزب عن علمه شيء من اعمال العباد بل هو جل وعلا عليم خبير احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ولا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء قال وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه وهذا من الايمان بالملائكة قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم فمن الايمان بالملائكة الايمان بملك الموت. اذا فيما يتعلق بهذا الاصل العظيم اشار المصنف رحمه الله الى بعض اه اعمال الملائكة ووظائف الملائكة تنبيها بما ذكر تنبيها بما ذكر الى ما لم يذكر من اعمال الملائكة ووظائفها. نعم قال رحمه الله وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. قال وان خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا بدأ يتكلم ويبين رحمه الله عقيدة اهل السنة والجماعة في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام وبيان فظلهم وانهم خير الناس وافضل امة محمد عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال وان خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الصحابة رضي الله عنهم وان خير الناس الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله رأوا اي باعتبار اه اغلبيتهم والا يدخل فيهم من لقيه ولم يره لكونه كفيفا لا يبصر قال وان خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به فهؤلاء هم خير الناس والمراد بالذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وامنوا به اي الصحابة الكرام رظي الله عنهم وقوله ثم الذين يلونهم اي التابعون لهم باحسان السابقون الاولون من والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فالمراد بالذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وامنوا به هم الصحابة والمراد بقوله ثم الذين يلونهم اي الذين اتبعوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باحسان ثم ذكر آآ المفاضلة بين الصحابة رضي الله عنهم وانهم ليسوا في الفضل على رتبة واحدة قال وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين فهؤلاء هم افضل اصحى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال الراشدون المهديون لقوله عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وقوله الراشدون المهديون هذا فيه وصف للخلفاء بهاتين الصفتين العظيمتين الراشدون المهديون والراشد ضده الغاوي والمهدي ضده الضال فهم راشدون ومهديون ففي ذلك نفي الضلال ونفي للغواية كما قال الله سبحانه في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام ما ضل صاحبكم وما غوى فنفي الظلال فيه اثبات الهداية ونسي الغواية فيه اثبات الرشاد والهداية صلاح العلم والرشاد صلاح العمل الهداية وصلاح العلم والرشاد صلاح العمل فهم آآ الخلفاء الراشدون المهديون اي الصالحون في اعمالهم بعلمهم وعملهم صالحون في علمهم فعلمهم اشد العلم واقومه وعملهم ازكى العمل واطيبه ولذا فهم القدوة للانسان في علمه وعمله ولهذا امر النبي عليه الصلاة والسلام بالتمسك بما كانوا عليه وشهد لهم عليه الصلاة والسلام بصلاح العلم وصلاح العمل بقوله الخلفاء الراشدون المهديون فعلمهم علم صحيح وعملهم عمل زاكي فهم اسوة وقدوة امر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين ان يتمسكوا بما كانوا عليه من العلم والعمل قال وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. وهؤلاء الخلفاء الاربعة ترتيبهم في الفضل بحسب هذا الترتيب الذي ساقه المصنف ابو بكر ثم يليه في الرتبة عمر ثم يليه في الرتبة عثمان ثم يليه في الرتبة علي فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة وهذا امر استقرت عليه كلمة اه اه علماء اهل السنة واجمعوا عليه ان ترتيبهم في الفضل هو بحسب ترتيبهم في في الخلافة وافضل هؤلاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه ويليه عمر الفاروق وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان ابا بكر وعمر افضل اتباع الانبياء اي ليس في اتباع الانبياء من هو افظل من ابي بكر وعمر فهما ليس افظل امة محمد عليه الصلاة والسلام بل هما افضل الناس بعد الانبياء كما قال صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر سيد كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين فهما افظل آآ افضل الناس بعد الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه. نعم قال رحمه الله والا يذكر احد من صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم ورظي الله عنهم الا باحسن ذكر والامساك عما سجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب. قال والا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الا باحسن الذكر هذا الواجب نحو الصحابة لا يذكرون الا بالجميل ولا يذكرون الا باحسن الذكر ولهذا الف كثير من اهل العلم رحمهم الله مؤلفات في مناقب الصحابة وفضائل الصحابة وبعضهم الف مؤلفات في فضائل العشرة او فضائل الخلفاء وبعضهم الف مؤلفات في صحابي واحد فضائل عثمان فضائل علي وهكذا فهذا مما يحسن بالمسلم ان يعتني به. ذكر الصحابة بالجميل وذلك بتعداد محاسنهم وذكر مناقبهم وابراز مآثرهم وفضائلهم رضي الله عنهم فهذا نحن مأمورون به وبالعناية به وبذكره لان هذا مما يقوي محبة الصحابة في القلوب ويمكن لها في النفوس. ويقوي ايظا حسن الاتباع والاقتداء لاصحاب النبي الكريم عليه اه صلوات الله وسلامه قال والامساك عما شجر بينهم اما الامور التي بين الصحابة او بين بعض الصحابة فان الواجب نحو هذه الامور ان نمسك عنها كما قال بعض السلف تلك فتنة طهر الله منها ضيوفنا فلنطهر منها السنتنا وتلا قول الله تعالى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ونحن على يقين ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم بما ثبت من امور وقع بين بعضهم شجار فيها نحن على يقين انهم لا يخرجون عن اما مجتهد مصيب له اجران او مجتهد مخطئ له اجر واحد وذنبه مغفور والدخول فيما شجر بين الصحابة الحكم في هذا الامر دخول من الانسان فيما لا يعنيه دخول من الانسان فيما لا يعنيه ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه الا في حالة واحدة بينها العلماء رحمهم الله وهي اذا خاض اهل الباطل كالصحابة بالباطل لزم اهل الحق ان يخوضوا فيهم بالحق للذب عنهم والدفاع عنهم وابراز فضائلهم. اما ابتداء ان ينشق الانسان ويشغل نفسه ويشغل الاخرين بما شجر بين الصحابة فهذا دخول من الانسان فيما لا يعنيه وهم فيما وقع بينهم لا يخرجون من احد رجلين اما مجتهد مصيب فله اجران واما مجتهد مخطئ فله اجر واحد وذنبه مغفور على ان كثيرا مما يروى في الكتب ويذكر في كتب التاريخ وغيرها مما شجر بين الصحابة آآ كثير من ذلك كذب لم يثبت بالاسانيد الصحيحة وانما هو اشياء مختلقة ومفترات فمثل هذه الامور الواجب عدم الالتفات اليها واهزرها وتركها والاعراض عنها والذي ثبت عنهم في ذلك شيء قليل وهم لا يخرجون فيه من احد رجلين كما اه كما تقدم بيان ذلك وايظاحه قال والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم المخارج اي ان ان تلتمس لهم الاعذار. احق الناس بذلك لانهم خير الناس لانهم خير الناس. فالامور التي ثبت ان انها وقعت بين الصحابة الواجب على احد المسلمين وعموم المؤمنين ان يلتمسوا الاعذار لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال عمر رضي الله في عموم الناس فكيف بالصحابة قال لا لا لا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا. فالصحابة احق الناس بذلك ان تلتمس لهم الاعذار والمخارج لعله كذا لعله كذا لعله قصد كذا من المحامل الطيبة ان يلتمس لهم المخارج ويظن اه ويظن بهم احسن المذاهب هذا الواجب تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نعم. قال والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واختفاء اثارهم والاستغفار لهم وترك المراء والجدال في الدين وترك كل ما احدثه المحدثون صلى الله على سيدنا محمد نبيه وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا. ثم ختم رحمه الله هذا المتن المختصر في العقيدة بالواجب نحو ائمة المسلمين وجرت عادة علماء السلف رحمهم الله ذكرى ما يتعلق بطاعة ولاة الامر في كتب المعتقد قل ان تجد مؤلفا مطولا او مختصرا في العقيدة الا وينتظم ذلك وجعلوا هذا من امور الاعتقاد التي يجب على العبد المؤمن ان يتمسك بها وان يحافظ عليها وذلك للفساد العريظ الذي وجد والشر المستطير الذي وجد بسبب نشأة فرق انحرفت في هذا الباب ورفعت السيف على الامة ونزعوا اليد من من الطاعة وخرجوا على ولاة الامر فترتب على خروجهم فساد عريظ واضرار باديان الناس وعباداتهم واعمالهم واعراضهم واموالهم الى غير ذلك من انواع الفساد ولم يترتب على خروج اي منهم مصلحة تنفع المسلمين كما قال شيخ الاسلام رحمه الله فما اقاموا دينا وما ابقوا دنيا فشر هؤلاء شر مستطير وفساد هؤلاء فساد عريض وخطرهم خطر كبير وقد جرت عادة اهل العلم من اهل السنة والجماعة تظمين هذا في كتب الاعتقاد تأكيدا لعظم هذا المقام وعلو هذا الشأن ولهذا قال المصنف رحمه الله والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم اي انها واجبة قد امر النبي صلى الله عليه وسلم بها في غير ما حديث والمراد بالطاعة هنا اي في غير معصية الله لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال واتباع السلف الصالح واقتفاء اثارهم والاستغفار لهم وهذا ايضا من الاصول المهمة قال الله سبحانه وتعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير تبي للمؤمنين قال تعالى والذين اتبعوهم باحسان فاتباع السلف الصالح هذا من الامور الواجبة المطلوبة من المسلم واقتفاء اثارهم اي السير على منهاجهم ومنوالهم وقد قال احد السلف من كان على الاثر كان على الطريق من كان على الاثر كان على الطريق اي من كان على الاثر الذي عليه السلف فهو على الطريق الصحيح الموصل الى رضوان الله تبارك وتعالى والجنة قال والاستغفار لهم وهذا مقام عظيم من مقامات اهل الايمان الاستغفار لاخوانهم المسلمين الذين سبقوهم بالايمان كما قال الله جل وعلا والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وهذه الاية انتظمت الواجب نحو الصحابة ومن اتبعهم باحسان وان الواجب نحوهم سلامة القلب ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وسلامة اللسان ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان قال قال وترك المراء والجدال في الدين وترك المراء والجدال في الدين اي ترك الخصومة في في الدين المراء والمجادلة لها اغراض وكثيرا ما ينظر الانسان في المناظرة والمماراة والمجادلة الى حظ نفسه الى حظ نفسه وحصول الغلبة له وقطع خصمه الى غير ذلك من من الاغراظ قال وترك المراء في الدين لكن اذا احتاج المقام الى مجادلة بالتي هي احسن نصحا لله وبيانا لدينه وتوضيحا لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وليس نظرا لحظ النفس او لغلبتها فهذا ينفع الله سبحانه وتعالى به ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ومن احسن آآ ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن قال وترك المراء والجدال في الدين قد قال عليه الصلاة والسلام انا زعيم بيت ربب الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا المراء الذي هو الخصومة واللجج هذا لا خير فيه قال وترك كل ما احدثه المحدثون هذا فيه التحذير من من البدع وختم المصنف رحمه الله هذه العقيدة بهذا التنبيه في قوله وترك كل ما احدثه المحدثون منبها بذلك الى ان محدثات الامور والبدع كثيرة جدا وان الواجب على المسلم ان يحذر من ذلك كله عملا بقوله صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قال هم من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي وقوله صلى الله عليه وسلم وعليكم بسنة قال قال انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وايضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه اذا خطب الناس يوم الجمعة الجمعة قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم اه ختم رحمه الله هذه الرسالة القيمة بالصلاة والسلام على رسول الله اللهم ارحم ابن ابي زيد القيرواني واغفر له ولجميع علماء المسلمين واجزهم عنا خير الجزاء واعظمه واوفره وانفعنا اللهم بما علمتنا واجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا واهدنا اليك صراطا مستقيما انك سميع الدعاء وانت اهل الرجاء وانت حسبنا ونعم الوكيل الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفعنا الله بما قلتم يقول السائل فضيلة الشيخ ما المقصود باللسان الذي يثبته اهل السنة بالميزان؟ وهل ثبت فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اللسان بعض العلماء قالوا في آآ في الميزان الذي ينصب يوم القيامة قالوا لسان له كف ميزان له كفتان ولسان له كفتان ولسان ولسان الميزان معروف وهو الاشارة التي تكون في في وسط اللسان بحي التي تكون في وسط الميزان بحيث اذا مالت احدى الكفتين وضح من خلال اللسان المرتفع الى اي الجهتين ما لا الميزان فبعض السلف رحمهم الله قالوا ان الميزان الذي ينصب يوم القيامة له كفتان ولسان والكفتان ثابتة في نصوص كثيرة جدا اما اللسان فلا اعلم آآ دليلا واضحا عليه في سنة النبي عليه الصلاة والسلام نعم يقول السائل قوله تعالى وان منكم الا واردها هل يشمل الكفار الكفار آآ يساقون الى نار جهنم ويكبون فيها على على وجوههم والعبور الذي يكون على الصراط يقول لاهل الايمان يمرون على قدر اعمالهم يمرون على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كاجاويد الخيل ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يكردس في النار يسقط فيها ثم يعذب فيها على قدر آآ معاصيه وكبائره ثم يخرج من نار جهنم. قد جاء في الحديث ان جاء في النصوص ان الكفار يلقون في نار يسحبون ويلقون في نار جهنم على وجوههم يلقون وعلى وجوههم ويأتي الكافر يمشي على وجهه حتى يا يسقط في نار جهنم على وجهه وقد قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم او يمشي الكافر على وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوليس الذي امشاه على قدميه في الدنيا قادر على ان يمسيه على وجهه يوم القيامة قال بعض الرواة لهذا الحديث بنا وعزة ربنا اي الله قادر على كل شيء نعم يقول من شرب من الحوض لا يظمأ بعدها ابدا فهل يصح فيه انه قد نجى من الصراط هل هل يصح ان يقال فيه انه نجا من الصراط ما دام انه لا يظمأ بعد شربه من الحوض على كل حال من من شرب من من الحوض فهذا دليل خير لان من كان مبدلا مغيرا فانه يذاد عن الحوض ويمنع من الشرب فاذا تمكن الانسان من الشرب فلا شك ان هذا دليل خير ودليل صلاح وعدم تبديل وتغيير ودليل على اتباع واقتداء بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نعم تقول هل توزن اعمال المشركين والكفار يوم القيامة الوزن للاعمال للموازنة بين الاعمال الصالحة والاعمال السيئة كما قال الله عز وجل فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون وهذا في شأن الكفار نعم يسأل عن قوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا آآ اي ان ما ما كان عنده من اعمال ما كان من عنده من اعمال طالحة فانها لا لا وزن لها ولا قيمة لان ما عنده من كفر احبطها وابطلها ولهذا قال الله سبحانه وتعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فما ما كان عند الكافر من عمل صالح لا يقام له وزن لانه حابط وباطل والكفر الذي عنده ابطله قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى ولقد اوحي اليك الى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين نعم يقول هل ثبت نص في ترتيب ما يرد على العباد يوم القيامة من الحساب والميزان والحوظ وغير ذلك؟ ام انه اجتهاد من العلماء؟ لم يثبت النص في في ترتيبها لكن اهل العلم يستفيدون من الادلة والجمع بين النصوص آآ ترتيب هذه الاعمال. وفيه اشياء منها واضحة وصريحة في النصوص ودلالة النصوص عليها وفيه امور هي محل بحثا ونظر واجتهاد نعم يقول ذكرتم حفظكم الله حديث ان نسبة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة. وقد ذكر الله ان الشهداء احياء وان حياتهم مرزقية وان الانبياء احياء في قبورهم فما الفرق بين حياة عامة المؤمنين والشهداء والانبياء هذه كلها حياة وكلها نعيم وكلها لذة ولكن قطعا ليست هذه الحياة وهذا النعيم وهذه اللذة على قدر سواء فنعيم الانبياء اكمل من نعيم الشهداء ونعيم الشهداء اكمل من نعيم غيرهم وهم متفاوتون في هذه في هذا النعيم وفي هذه الحياة بحسب تفاوتهم في المنازل والرتب والدرجات عند الله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين