بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فنحمد الله الكريم رب العرش العظيم على نعمه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى ومنها نعمة هذا الاجتماع المبارك في هذا المسجد لمدارسة احاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والاخلاق وجلوسنا هذا منة الله علينا ولولا منة الله وتوفيقه وتيسيره لما تيسر هذا الاجتماع ولما تهيأ هذا اللقاء. فله الحمد اولا واخرا. وله الشكر ظاهرا وباطنا ونسأله سبحانه ان يوزعنا واياكم شكر نعمته وان يتمها علينا وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وقد ثبت في صحيح مسلم عن معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة جلوس في المسجد نتذاكر فقال ما اجلسكم قلنا جلسنا نتذاكر الاسلام وما من الله علينا به فقال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك؟ يستحلفهم بالله ما اجلسكم الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك فقال عليه الصلاة والسلام اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم. ولكن ان اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. فانظر عظيم اجري ورفيع مكانتي من يجلس امثال هذه المجالس في بيوت الله تعالى وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما اجتمع قوم في في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيما عنده. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق حلق الذكر اي مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتبين فيها الاحكام فلتستشعر اخي الموفق نعمة الله عليك بهذا الاجتماع. ومنته عليك بهذا الجلوس المبارك في بيت من بيوت الله تعالى للعلم وللعلم وحده. ولمذاكرة دين الله جل وعلا في وقت يجتمع فيه كثير من الناس على غير هدى وعلى غير سبيل الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ثم عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا تشكر الناس وهو حديث ثابت عملا بهذا الحديث فان فانه اصالة عن نفسي وعنكم ايها الاخوة نشكر كل من كان سببا بتوفيق الله تعالى لهذا الاجتماع. وكل من اسلم فيه بكل اه نوع او سبيل من سبل العون والمساعدة. ونخص سمو الشيخ حاتم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي وفقه الله لكل خير على رعايته لهذه الدورة ولهذه الدروس واهتمامه الخاص بها. وليس هذا بغريب عليه زاده الله رفيقا وهدى وسدادا ونفعا للاسلام والمسلمين. وجعل وجعل هذا اللقاء في ميزان حسناته ان ربي لسميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل اما موضوع الدرس الذي نتناوله في لقائنا في هذه الدورة العلمية الرابعة المقامة في امارة السارقة ففي كتاب جوامع الاخبار لمؤلفه الامام العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة والف للهجرة وهو غني عن التعريف. وطلاب العلم يعرفون هذا الامام العلامة بكتبه ومؤلفاته العظيمة المفيدة التي تربو على اربعين مؤلفا في العقيدة والتفسير والفقه والحديث وهي كتب نافعة تمتاز بسهولة عبارتها وجزالة الفاظها وحسن سبتها وجودة تحقيقها فمتانة صياغتها الى غير ذلك مما تميزت به كتب هذا الامام كما هو معلوم لدى اهل العلم وطلابه. ولهذا حظيت كتبه رحمه الله بقبول واسع وانتشار كبير. بين طلاب العلم وقرأت في مجالس كثيرة. وافيد منها فوائد عظيمة وقد مر معنا في هذه الدورة العلمية في المرات السابقة بعض مؤلفات الشيخ رحمه الله حيث قرأت في هذه الدورات ونسأل الله جل وعلا ان يثيب الشيخ ويجزيه خير الجزاء على مؤلفه هذا النافع الذي اجتمعن لدراسته وعلى عامة مؤلفاته ونسأل الله جل وعلا ان يرفع درجته وان يعلي قدره وان ينفع بجهوده اه عباده الله المسلمين ثم ايها الاخوة هذا المؤلف جوامع الاخبار مؤلف بديع من عالم ضليع جمع فيه رحمه الله تسعة وتسعين حديثا. من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم انتقاها بنفسه رحمه الله انتقاء بارئا ونوعها فلم تكن في العقيدة فقط او في الاحكام فقط او في الاخلاق والاداب والسلوك وانما جاءت اه احاديث منوعة في العقيدة والعبادة والاخلاق والاداب ويا حديث لا غنى لمسلم عنها. ليس طالب العلم فقط لاهميتها وعظيم موقعها من الدين ولكونها من جوامع كلمة رسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم انه رحمه الله كتب عليها شرحا مختصرا سماه بهجة قلوب الابرار. وقرة عيون الاخيار في في شرح جوامع الاخبار واذا تيسر لك حفظ هذه الاحاديث وقراءة شرح الشيخ لها رحمه الله فانك تحوز على خير عظيم وعلم مبارك في انواع العلوم الشرعية في العقيدة والعبادة والاداب وقد اجتهد رحمه الله ان يأتي في هذه الاحاديث على مهمات الدين واصوله وادابه واخلاقه وجماله ومحاسنه وادابه. ومع جمعه لهذه الاحاديث وضح لك دلالاتها وبين لك غاياتها ومقاصدها واوضح مجملها وابانا معانيها رحمه الله بعبارة الشيخ السهلة واسلوبه الواضح فانصحك اخي المسلم بالعناية بهذا الكتاب والاهتمام البالغ به و ان تحرص على حفظ الاحاديث التي جمعها مصنفه رحمه الله وان تجتهد على قراءة شرحه ولتعقد آآ انت يا رب الاسرة بين ابنائك ومن تعول بحفظ هذه الاحاديث ومذاكرتها فانها باذن الله تبارك وتعالى تحقق لك بركة في بيتك لان البركة مع دين الله وطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. واذا قمت بما اشرت اليه من العناية بهذه الاحاديث مذاكرة وحفظا وتشجيعا للابناء والاهل في البيت حصلت في بيتكم خيرا عظيما وسترون باذن الله تبارك وتعالى اثره وعائدته عليكم باء بالعناية والتطبيق والاهتمام. ليس بالحفظ فقط او الفهم وانما الامور الثلاثة حفظ الاحاديث وفهم معانيها وتطبيقها. والان نبدأ الحديث الاول من احاديث هذا الكتاب مستعينين بالله تبارك وتعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد الانبياء يا ايها المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيكون المصنف رحمه الله تعالى الحديث الاول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها. فهجران الى ما هاجر اليه. متفق عليه. هذا هو الحديث الاول. في هذا الكتاب المبارك جوامع الاخبار بدأ به رحمه الله قبل غيره من الاحاديث حديث انما الاعمال بالنيات وبدأ المصنف رحمه الله بهذا الحديث وتقديمه له على غيره من الاحاديث له غاية ومقصد وهو في هذه وفي هذا المسلك سلك طريقة عدد كبير من اهل العلم فعلوا ذلك. منهم الامام البخاري رحمه الله صاحب الصحيح فان اول حديث صدر به الامام البخاري رحمه الله كتابه الصحيح هو هذا الحديث وكذلك البغوي رحمه الله صدر كتابه شرح السنة بهذا الحديث. والامام عبد الغني المقدسي رحمه الله صدر كتابه الشهير عمدة الاحكام بهذا الحديث وهو من الاحاديث المقررة في هذه الدواء وهو من المتون المقررة في هذه الدورة وكذلك الامام النووي رحمه الله صدر كتابه الاربعين الكتاب الشهير المعروف بهذا الحديث وفعل مثل هذا جمع كبير من اهل العلم بل قال الامام عبدالرحمن ابن مهدي رحمه الله ينبغي لمن صنف كتابا ان يبدأ بهذا الحديث. وقال لو صنفت كتابا لبدأت بهذا الحديث وهذا الحديث عناية جمع من من اهل العلم بالبدء به لان صلاح العلم وصلاح العمل وصلاح القول انما يكون بصلاح النية كما قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وبدأهم بهذا الحديث حتى يستحضر السالك والسائر في طريق الخير اهمية النية وعظم شأن البدء بها. والعناية بها في في بدء الامر واثناء وتمامه. وان تكون النية معه من اول الامر والانسان لضعفه عندما يدخل في عمل صالح قد تنتابه فيه نوايا. العلم او غيره. اذا جاء الى العلم على سبيل المثال قد يدخل عليه بعض النوايا فتقول له نفسه احضر مجالس العلم حتى يكون لك صيت او يكون لك شأن. او احضر مجالس العلم حتى يشير اليك الناس بانك طلابه او غير ذلك من النوايا التي تدخل القلب ولهذا كان من المتأكد على كل سالك وسائر في سبل الخير ان يستحضر النية وان الاعمال بالنيات وان الله تبارك وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان يبتغى به وجهه والله تبارك وتعالى لاجل هذا صدر اهل العلم او صدر من صدر من اهل العلم مؤلفاتهم بهذا الحديث. حتى احذر النية من اول الطلب. ولهذا جدير بكل واحد منا وفقه الله عز وجل للحضور الى هذا المسجد وللمشاركة في هذه الدورة ان ينوي بمجيئه نية صالحة بينه وبين الله يطلب من مجيئه رضا الله وينسى بجلوسه وجه الله ويبتغي بحضوره ثواب الله تبارك وتعالى. وقد قال الله عز وجل ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. اي يشكر الله عز وجل لهم سعيهم والاية فيها شروط العمل المشكور عند الله. المقبول عند المتاب عامله عليه ولهذا ينبغي وفي كل طاعة ولهذا جاء عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال هذا يدخل في سبعين بابا من ابواب العلم. يدخل في سبعين بابا من ابواب العلم الصلاة باب من ابواب العلم. والنية تدخل في هذا الباب. والزكاة والصيام والحج والصدقة وكل طاعة ولهذا هذا الحديث عده اهل العلم احد احاديث ثلاثة او اربعة او خمسة على اقوال لاهل العلم يدور عليها الدين. يدور عليها الدين ومدار الدين عليها يقول الامام احمد رحمه الله اصول الاسلام ترجع الى ثلاثة احاديث. حديث انما الاعمال بالنيات وحديث من عمل املا ليس عليه امرنا فهو رد وحديث ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مستبيهات وقد جاء عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال هذا الحديث ثلث العلم هذا الحديث ثلث العلم ويكفي سماع هذا الكلام من هؤلاء الائمة الاعلام معرفة بقدر هذا الحديث واهميته وشدة احتياج طلاب العلم بل عامة المسلمين اليه. حفظا وفهما وتطبيقا حديث انما الاعمال بالنيات تحتاجه في طلب العلم. وتحتاجه في الصلاة وفي الصيام وفي الزكاة وفي كل طاعة واذا لم يكن معك هذا الحديث اعني ما دل عليه من لزوم النية الصحيحة فانك لا تنتفع بعملك ولا تستفيدوا من طاعتك لان الطاعة والعبادة لا تكون مقبولة عند الله عز وجل الا بالنية انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات. فالعبادة لا بد فيها من نية. ان تنوي وجه الله وتقصد بها وجه الله تبارك وتعالى فاذا كان العمل قائما على هذا الاساس مبنيا على هذا الاصل فانه وجد فيه اساس عظيم واصل متين لا بد منه في قبول العمل قال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرء اما نوى قوله انما الاعمال هنا قد يكون المراد بها الاستغراق لاعمال الطاعات والقربات مثل الصيام الصلاة والصيام والحج وغير ذلك من الطاعات. وقد يكون المراد بالاعمال كلها بمعنى انك اذا صليت ونويت بصلاتك وجه الله تبارك وتعالى وثوابه والدار الاخرة فانت على نيتك ولك ما نويت. وان نويت بها امرا اخر فانت على نيتك ولك ما نويت. كما قال ولكل امرئ ما نوى وكذلك الامور المباحة مثل الطعام والشراب واللباس والنوم وغير ذلك. ايضا هذه الاعمال بالنيات. وهذا من فضل الله تبارك وتعالى فاذا نويت بطعامك وشرابك ولباسك ونومك وسائر هذه الامور نويت بها القوة على طاعة الله. والاستعانة بها على عبادة الله. ونويت بها مقاصد صحيحة وغايات مباركة من غايات الشريعة فلك ما نويت. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. ولهذا دل الحديث بعموم على ان نوم الانسان وقومته وطعامه وشرابه وسائر حركاته اذا نوى بها فاذا نوى بها الخير والنية الطيبة والمقصد الصالح اجر على ذلك. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. انما الاعمال بالنيات اي بنيات اصحابها. ومقاصدهم فيها والاعمال بالنيات اي اعتبارها اعتبارها وقبولها بالنية. فاذا كان فاذا كانت قائمة على نية صحيحة نية خالصة قصد بها وجه الله فانها تكون مقبولة عند الله عز وجل مثابا عليها صاحبها. ولهذا قال وانما لكل امرئ ما نوى. وانما لكل امرئ نوى ان نوى وجه الله والدار الاخرة اثابه الله وكان عمله فهذا في صالح اعماله وفيما يشكره الله تبارك وتعالى له من عمله وان كان نوى بها غير من دنيا يصيبها او غير ذلك من متع الدنيا فله ما نوى. وانما لكل امرئ ما نوى الاعمال بالنيات قوله انما الاعمال بالنيات اي معتبرة بنياتها. فلا تقبل الا بالنية وقول وانما لكل امرئ ما نوى هذا اشارة الى الثواب والاجر. فاذا نوى بعمله وجه الله والدار الاخرة فله ما نوى اي اجرا وثوابا عند الله عز وجل. واذا نوى بعمله الصالح غير ذلك فله ما نوى عقوبة وسخطا من الله تبارك وتعالى انما الاعمال بالنيات ثم ان النية في اطلاق اهل العلم لها اعتباران نية باعتبار العمل ونية باعتبار المعمول لها. اي من تقرب اليه بالعمل نية العمل هذه كثيرا ما يأتي بحثها في كتب الاحكام وغالبا اذا اطلقت النية في كتب الاحكام فالمراد بها نية العمل. والمراد بنية العمل اي ما تتميز به العبادات ما تتميز به العبادات. بعضها عن بعض. وكذلك ما تتميز به العبادات عن العادات فان هذه لا تمتاز او لا يحصل بينها التميز الا بالنية فمثلا صلاة الفجر الفريظة وركعتي الفجر النافلة هما من حيث الاداء والاعمال واحدة. لكن يميز هذه عن هذه النية. ميز الصلاة فرضها عن نفلها النية. فانت اذا صليت ركعتين الفجر النافلة تنوي النافلة والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة. لا يتلفظ بها صلاة الفجر الفريظة يميزها عن النافلة النية وهذه تنوي بها الفريضة وهذه تنوي بها النافلة والاعمال بالنيات وعموم الحديث يدل على ذلك ولهذا يستشهد به الفقهاء على ضرورة النية واهميتها للتمييز بين من العبادات وكذلك للتميز بين العبادة والعادة الغسل الذي هو غسل الجنابة هذا عبادة ولا تصح الصلاة الا به لكن يميزه عن غسل العادة التي الذي هو للنظافة. ولمجرد اه تنقية الجسم واقامته الذي يميز هذه العادة عن الغسل الذي هو عبادة النية ولهذا لا بد منه لا بد منها في في التمييز بين العبادات والتمييز ايضا بين العبادات والعادات ويدل على ذلك عموم الحديث انما الاعمال بالنيات وللنية اعتبار اخر واطلاق اخر من جهة من يقصد بالعبادة والمقصود بالعمل انما الاعمال بالنيات اي من من يقصد بالتوجه والتقرب والعمل والمراد بها هنا بالنية هنا الاخلاص المراد بها الاخلاص كما قال الله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وكما قال تعالى الا لله الدين ولهذا لا تقبل العبادة مهما كانت الا اذا كانت خالصة لوجه الله لا يبتغى بها الا وجه الله ويدل على هذا عموم الحديث انما الاعمال بالنيات. وقد تظاهرت الادلة في الكتاب والسنة على اهمية الاخلاص وانه اصل متين. واساس عظيم لا قيام للدين ولا قبول للطاعة الا به وكل عمل غير قائم على الاخلاص للمعبود لا يقبله الله. كما ثبت في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري وقته وشركه فالله عز وجل لا يقبل من العمل الا الخالص. والخالص هو الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجه الله تبارك وتعالى فهذان يطلقان للنية الاول يكثر ذكره في كتب الاحكام والثاني يكثر ذكره في كتب العقائد ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بين في هذا الحديث ان الاعمال بالنيات وان لكل امرئ ما نوى ضرب مثالا يتضح به المقصود ولهذا فان من فوائد الحديث اهمية ضرب الامثال. لطلاب العلم وللدارسين حتى يتضح لهم المراد المقصود وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذلك. كثيرا ما يضرب الامثال التي يتضح بها المراد ويستبين بها المقصود. فلما قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل كل امرئ ما نوى ظرب مثالا يتضح به هذا الامر. فقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه فضرب مثالا بماذا؟ بالهجرة ضرب مثالا بالهجرة قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله ثم قال ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة من جهة الهجرة قربة لله تبارك وتعالى. وطاعة يحبها الله من عباده. لكنها لا تكون مقبولة الا اذا كانت هجرة الى من؟ الى الله ورسوله. الا اذا كانت هجرة الى الله ورسوله. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ولاحظ هنا فيه شرط وجواب الشرط الشرط من كانت هجرته الى الله ورسوله وجوابه فهجرته الى الله ورسوله والعادة ان جواب الشرط يكون مغايرا لماذا؟ للشرط لكن هنا والجواب متفقان. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله العادة ان يكون اه الجواب مغايض. كان يقال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله اثابه الله الثواب العظيم او قبل الله هجرته. او اعد الله له جزيل الثواب وعظيم المآل او نحو ذلك لكن هنا تلاحظ ان الجواب مطابق للشرط لكنه مطابق له في اللفظ. مطابق مطابق له في اللفظ. لكنه ليس مطابقا له في الدلالة فقوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هنا اي النية بالهجرة ان كانت خالصة وصحيحة وسليمة من كانت هجرته كذلك هجرته الى الله ورسوله هنا المراد بها الثواب ثواب الهجرة وما اعد الله تبارك وتعالى للمهاجرين من عظيم الثواب وجزيل المآل فمن كانت هجرته الى الله ورسوله ان ينوي بها ذلك فهجرته الى الله ورسوله اي ثوابا واجرا وانعاما واكراما وغير ذلك مما اعده الله تبارك وتعالى لاهل هذه السبيل والهجرة الترك المراد بالهجرة الترك. ليس اللغة والهجرة التي امرنا بها هجرة من دار الكفر الى دار الايمان ولهذا لما فتحت مكة قال عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح وهجرة للمعاصي والذنوب والبدع والضلالات والاقبال على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وامتثال اوامر الله واوامر رسوله عليه الصلاة والسلام. فهذه هجرة ولهذا سيأتي معنا في الحديث قريبا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه من هاجر اي ترك. ولهذا ترك الذنوب والبعد عنها هجرة. ترك الذنوب والبعد عنها هجرة. هجرة الى الله. هجرة الى الله والى رسوله والهجرة الى الله عز وجل تكون بالاخلاص لزوم كتابه العزيز الى الرسول صلى الله عليه وسلم تكون بلزوم سنته. واتباع هديه والسير على منهاجه صلوات الله وسلامه عليه وللامام ابن القيم رحمه الله رسالة صغيرة في الحزم عظيمة الفائدة تعرف بالرسالة التبوكية حقيقة ابدع واجاد في الكلام على الهجرة في تلك الرسالة. وانصح بالاطلاع عليهم والافادة منها. تكلم عن تقوى الله عز وجل. وتكلم عن عن الهجرة بنوعيها. بكلام من ملخص مفيد وتكلم عن هذا الموضوع باوسع اه بيانا واوفى تحقيقا في كتابه الشهير طريق الهجرتين. طريق الهجرتين وهو كتاب نافع مات في هذا الباب العظيم الهجرة الى الله بطاعته سبحانه واتباع اوامره وامتثال والانتهاء عن نواهيه والايمان به سبحانه وتعالى واخلاص الدين له. والهجرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم باتباعه والاقتداء به والاهتداء بهديه ولزوم سنته والسير على منهاجه ولزوم غرزه صلوات الله السلام عليكم فمن كان هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. اي له ما للمهاجرين الى الله ورسوله من الثواب الجزيل والاجر العميم وخيري الدنيا والاخرة ثم قال ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها هجرته الى ما هاجر اليه لاحظ هنا قال فهجرته الى ما هاجر اليه. ما عاد كما اعاد في الاول وانما قال فهجرته الى ما هاجر اليه. وعدم الاعادة للتحقيق. وهو التهوين فهجرته الى ما هاجر يعني له هذا الذي هاجر اليه ولم يصله. ولم يذكره تحقيرا. وعدم نعمل به لم يذكر. ولهذا قد لا يذكر الشيء لعدم الاهتمام به لعدم الاهتمام به. ولهذا لم يعده قال فهجرته الى ما هاجر اليه من كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها يعني من كان ينوي بالهجرة هذين الامرين اما دنيا يصيبها او امرأة ينكحها. الاول فاجر والثاني خاطب فله ما هاجر اليه. فهجرته الى ما هاجر اليه. الاول تاجر لدنيا يصيبها. والثاني خاطب لامرأة فاذا كان يقصد بالهجرة التي هي قربة وطاعة لله سبحانه وتعالى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فماذا؟ فهجرته الى ما هاجر اليه هذا مثال والا قل مثله في عموم لو ان شخصا اقبل على العلم حفظا ودراسة ولزوما للعلماء ومذاكرة له لا قيل لم يقال عالم او ليشتهر به. فماذا فماذا؟ فهجرته الى ما هاجر اليه الاعمال بالنيات لا يكفي في قبول العمل صلاح العمل في في في ظاهره. بل لابد من صلاح فالنية والاعمال معتبرة بنياتها والاعمال معتبرة بنياتها ومقاصد اصحابها بها. فاذا رفض به وجه الله فهو في عمله الصالح الذي يشكره الله له ويثيبه عليه وان قصد به سوى ذلك فلا له ما نوى فله ما نوى. قال فمن كانت هجرته قال ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. اي حظه من هذه الهجرة هذا الذي فعل. ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول من شعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم رجلا حفظ القرآن وانه يجاء به يوم القيامة فيقول حفظت كتابه وتعلمت كتابا فيقول الله عز وجل تعلمت ذلك ليقال عالم وقد قيل. ليقال عالم وقد قيل. والاخر جاهد فيقال له تعلمت ليقال مجاهد وقد قيل انتهت في الدنيا هذي. انتهت في الدنيا يعني انت قصدت به ان يقال عالم وانتهى لك ما نويت. قد قيل في الدنيا انك عالم انتهت. اما سواء في الاخرة لا يوجد. لكل امرئ ما نوى وكذلك الجهاد ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل كذا والرجل يقاتل كذا ايهم في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا في سبيل الله فمنوها بعمله اي شيء فله ما نوى. ولهذا يقال يوم القيامة قد قيل ادم وقد قيل ولا يدخل مع الانسان في قبره من صالح عمله الا ما كان ينوي به وجه الله تبارك وتعالى. وما سوى ذلك ليس من صالح عمل الانسان لانه اوليس قائما على نية صحيحة. وقد جاء في بعض الشروحات لهذا الحديث ذكرى قصة قصة امنية مهاجري ام قيس. ويذكرونها سببا لهذا الحديث. وان رجلا كان كانت هجرته من مكة الى المدينة بسبب حبه لامرأة يقال لها ام قيس. وان سبب ورود هذا الحديث هو قصة هذا الرجل. لكن هذه القصة كما نبه جماعة من اهل العلم منهم الحافظ ابن كثير وغيره ليس لها اصل صحيح ثابت. ولهذا لا لا لا تعتمد ولهذا لا تعتمد لانها ليست صحيحة. وليس هناك اصل صحيح ثابت يدل على ذلك. لكن الحديث بعمومه ودلالته واضح في بيان الامر وبيان اهمية النية وان الصلاح اعمال واعتبارها انما يكون بنياتها. ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا واياكم الاخلاق في القول والعمل وان يعيذنا واياكم من الشرك ونعوذ به جل وعلا ان نشرك به ما نعلم ونعوذ مما لا نعلم نعم. قال رحمه الله الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه اي رد متفق عليه. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو ورد ثمان المؤلف رحمه الله سن بهذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها نعم. وقد مر معنا قريبا قول الامام قول الامام احمد رحمه الله ان اصول ايمان او اصول الاسلام تدور او ترجع الى ثلاثة احاديث. وذكر منها هذا الحديث حديث من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد. والمؤلف رحمه الله وفق في ذكره هذا الحديث عقب حديث انما الاعمال بالنيات. لان الحديث الاول اعني حديث انما الاعمال بالنيات فيه من عناية بالباطل وان قبول الاعمال لا بد فيها من صلاح الباطل باطن الانسان بان يكون في باطنه نية صالحة وقصد صحيح واتجاه سليم لا يقصد بعمله الا وجه الله تبارك وتعالى ففيه ففيه اصلاح الباطل بالنية الصالحة والقصد الصحيح. والنية التي هي في باطن الانسان لا اطلعوا عليها الا رب العالمين. الا رب العالمين. الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. لا يعلم ذلك الا الله. ولهذا يشترك الناس في في في ظواهر الاعمال. وما يبدون من اعمال لكن ما تخفي وما تنطوي عليه قلوبهم لا يعلمه الا الله. ولا يطلع عليه الا الله رب العالمين. الذي يعلم السر واخبأ ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الذي الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية. فحديث انما الاعمال بالنيات فيه اهتمام باصلاح باطن الانسان. وحديث ام وحديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيه الاهتمام باصلاح ظاهر الانسان وان تكون اعماله وطاعاته وما يقوم به من قربات صحيحة سليمة والا وان لم تكن الاعمال كذلك فهي رد اي مردودة على صاحبها. ومجموع الحديثين حديث عمر وحديث عائشة رضي الله عنهما يدلان على ان الاعمال كلها والطاعات والطاعات جميعها لا تقبل الا بشرطين. الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول دل على الشرط الاول الذي هو الاخلاص للمعبود قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات الى اخر الحديث ودل على الشرط الثاني الذي هو المتابعة للرسول حديث ام المؤمنين عائشة من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فهما شرطان لا قبول لاي عمل من الاعمال الا بهما. وقد جمع الله عز وجل بينهما في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا. ولا يشرك بعبادة ربه احدا العمل الصالح هو الذي اتبع فيه العامل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله ولا يشرك ولا يشرك بعبادة ربه احدا فيه الاخلاص للمعبود والبراءة من الشرك والبعد عنه فهما شرطان لابد منهما. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم بل كأن الجمال قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ في الدعوة التي رغبه ان يقولها دبر كل صلاة. قال اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك عبادتك لم يقل وعبادتك وانما قال هو حسن عبادتك. والله تعالى والله تعالى يقول ليبلوكم ايكم احسن عملا لم يقل ايكم اكثر عملا وانما قال ايكم احسن عملا. ولهذا وقف الفضيل ابن عياض رحمه الله عند هذه الاية وقفة جميلة قال احسن عملا اي اخلصه واصوبه اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يك خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالق ما كان والصواب ما كان على السنة. والصواب ما كان على السنة. فلا بد من من الامرين اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول فلو جاء العابد بالعبادة لله خالقه وليس في السنة موافقة لا يقبلها الله بقوله من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولو جاء العابد بعبادة للسنة موافقا من حيث ظاهر العمل ولكنها ليست لله خالصة لا يقبلها الله بقوله انما الاعمال بالنيات الى اخر الحديث فهما شرطان لابد منهما واصلان لابد منهما لقبول الاعمال اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول واذا اردنا ان نعرف واقع الناس من حيث التطبيق لهذين الحديثين والقيام بهذين الشرطين. فالى كم قسم ينقسمون اربعة اقسام ينقسمون اربعة اقسام. القسم الاول اخلص وتابع والقسم الثاني اخلص ولم يتابع. والقسم الثالث تابع ولم يخلص. والرابع لا اخلاص ولا متابعة والله عز وجل لا يقبل من هذه الاقسام الاربعة الا القسم الاول ان القسم الاول الذي هو اخلاص ومتابعة. اخلاص لله سبحانه وتعالى بالعمل فلا يبتغي به الا وجه الله ومتابعة في العمل للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولهذا اقول لقد احسن المصنف رحمه الله في ذكر حديث عائشة رضي الله عنها عقب حديث عمر رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. هذا اللفظ متفق عليه اتفق على اخراجه بهذا اللفظ البخاري ومسلم. من احدث في امرنا هذا ما ليس منه اورد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وقبلنا الحديث بمجموع لفظيه ان العمل مردود سواء كان العامل هو المحدث له او لم يكن هو المحدث له فالعمل مردود اذا كان محدثا سواء احدثه الانسان او لم يحدثه وانما احدث له فعمل به. فهو مردود لا يقبله الله وتعالى من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد هذا فيه التحذير من الاحداث في الدين وخطورة الاحداث وسوء وسوء مغبته. فمن احدث في الدين ما لم يكتمله فهو رد اي رد عليه ثم يبوء هو باسم هذا الذي يحدث وباسم من تابعه على حدثه ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا فاما يزرون والله ان مصيبة المحدث في الدين عظيمة. وبنيته كبيرة. يلقى الله جل وعلا بماذا باسم نفسه واتاني من اتبعه فيما احبب في دين الله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن الى ظلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من اوزارهم شيئا فمصيبته عظيمة جدا الذي يحدث في دين الله تبارك وتعالى. لان لان حدثه رد عليه ويدخل في ميزان سيئاته عمله هو واعمال من اتبعه. في في في حدثه ذلك من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. والرواية الاخرى من عمل عملا حتى وان لم يحدثه فوإن لم يحدثه هو وانما وجد امرا محدث. اما احدث قريبا او احدث من سنوات متطاولة فعمل به حتى وان قال وجدت ابائي عليه وقبيلتي وعشيرتي ونشأنا عليه لا يقبله الله مني ليس فهذا عذرا آآ مقبولا فالعمل لا يقبله الله جل وعلا الا اذا كان موافقا للسنة. سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا عمم وصلى الله عليه وسلم فقال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد والحديث فيه ضابط نافع لمعرفة البدعة اذا قيل ما البدعة وما حدها فالحديث فيه ضابط نافع. من عمل عملا ليس عليه امرنا. من عمل عملا ليس عليه امرنا فكل اه عمل في الدين يعني يقصد به التقرب الى الله سبحانه وتعالى وليس عليه امر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو رد. وهو بدعة. حدث في دين الله تبارك وتعالى فالاعمال والطاعات والقربات اي شيء منها جاء به الانسان بلا من الكتاب والسنة فهو حدث في الدين. وهو مردود على صاحبه وليس مقبولا منه اذا الحديث يبين لنا البدعة ويبين لنا ايظا ان كل بدعة في الدين مردودة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وكل بدعة ضلالة عمم كل بدعة ضلالة لماذا كل بدعة ضلالة؟ لماذا؟ كل بدعة ضلالة لان الله سبحانه وتعالى يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ومن احدث في الدين هو في الحقيقة بمثابة من يستدرك على الشارع الحكيم. كان في الدين نقص وفي اعمال وفي عباداته نقص فيخترع هو ما يكمل به هذا النقص ولهذا قال الشافعي رحمه الله من استحسن فقد شرع يعني من من يأتي باشياء يجعلها من الدين ويستحسنها فهو شرع فقد شرع لانه جعل نفسه مسرعا يأتي بعبادات واعمال لم يشرعها الله تبارك وتعالى بل قال الامام مالك رحمه الله في هذا المقام كلمة عظيمة قال من قال في الدين بدعة كن حسنة من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فليس اليوم دينا. ولن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها انتهى كلامه رحمه الله. وهو كلام عظيم عظيم جدا وفيه فقه فكل بدعة ضلالة وكل عمل ليس عليه امر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود على صاحبه ولا يقبله الله تبارك وتعالى منه. فالله لا يقبل من الاعمال الا الخالص لوجهه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نية الانسان الطيبة لا تشفع له وحدها للقبول. حتى يأتي ببرهان المتابعة حتى يأتي المهان المتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا جاء في الحديث الصحيح في الصحيحين ان احد الصحابة جاء في يوم الاضحى وذبح اضحيته قبل الصلاة وكان نيته ومقصده بذبحها قبل الصلاة طيبة نعم كانت نيته طيبة. قال لو اراد بذلك ان تذبح قبل الصلاة و يكون في فرصة لتهيئتها وهو تجهيزها بحيث اذا عادوا من الصلاة صلاة العيد واذا بها جاهزة. مهيأة قد اعدت نية طيبة لكن هل هذه النية الطيبة الصالحة شفعت له؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم. يعني ليس طبحها الاضحية بعد الصلاة حتى وان كان قصدك طيب ومرادك حسن فليست مقبولة منك اضحية ان الاضحية لها وقت ولهذا لابد من اتباع السنة في صفة العمل وفي وقت العمل وهيئة العمل والعدد اذا كان فيه عدد وهكذا حتى يكون عمل الانسان مقبولا عند الله تبارك وتعالى واذا علمت ذلك اخي المسلم واخي طالب العلم اذا علمتها اه يعني هذه المعاني او لها دينا الحديثين ادركت ان الدين كله يدور على هذين الحديثين ولهذا لا نبعد اذا قلنا ان الحديث نصفان جمع في هذين الحديثين الدين نصفان الدين ونصفان جمعا في هذين الحديثين. حديث انما الاعمال بالنيات وحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا فوردت وذلك لان اي طاعة واي عبادة يقوم بها العامل لابد ان ان يكون فيها آآ ما دل عليه هذان الحديث ان من الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واهل العلم افرد في في الحديثين مصنفات اقرأ افردوا في الحديثين مصنفات في الحديث الاول مصنفات عدة في الاخلاص وفي الحديث الثاني مصنفات عدة في المتابعة متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام. وايضا الفوا في التحذير من ما يناقضهما في التحذير من الشرك المناقض للاخلاق. وانه للتحذير من البدعة المناقضة الاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال الشيخ رحمه الله هذان الحديثان العظيمان يدخل فيهما الدين كله اصوله ظاهره وباطنه. فحديث عمر ميزان للاعمال الباطنة. وحديث عائشة ميزان الاعمال الظاهرة ففيهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول اللذان هما شرط لكل قول وعمل ظاهر وباطن. فمن اخلص اعماله لله متبعا في ذلك رسول الله. فهذا الذي مقبول ومن فقد الامرين او احدهما فعمله مردود داخل في قول الله تعالى وقبلنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. والجامع للوصين داخل في قوله تعالى قال ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. الاية وقوله تعالى كلاما اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون اما النية فهي القصد للعمل. نعم. اسلم وجهه لله. هذا الاخلاص. وهو محسن هذا الاتباع فالعمل لا يكون مقبولا الا بهما بالاخلاص الذي هو اسلام الوجه لله والاتباع الذي هو الاحسان وهو محسن نعم. اما النية فهي القصد للعمل تقربا الى الله. وطلبا لمرضاته وثوابه. ويدخل في هذا نية العمل ونية المعمول له. اما نية العمل فلا تصح الطهارة بانواعها الصلاة والزكاة والصوم والحج وجميع العبادات الا بقصدها ونيتها. فينوي تلك عبادة معينة واذا كانت العبادة تحتوي على اجناس وانواع كالصلاة منها الفوز والنسل المعين والنسل المطلق والمطلق منه يكفي فيه ان ينوي الصلاة. واما المعين من فرض او نفل معين كوتر او راتبة فلابد مع نية الصلاة ان ينوي ذلك المعين وهكذا بقية العبادات. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم. فضيلة سائل يقول كثير من المصلين رجالا ونساء يظن ان اطفاء الجوال والرد وهو او ان المرأة تحمل صبيها ان هو بكى مخل بالصلاة وبخشوعها. فهل هذا صحيح الصحيح ان الذي يخل بالخشوع هو بقاء هذه الجوالات ترن وتخل بخشوع صاحب الجوال ومن في المسجد من المصلين. واذا كان هذا الفهم موجودا عند بعض من يحملون الجوالات مفتوحة في المساجد فهذا فهم غير صحيح. بل انه يؤثر وعلى خشوعهم هم وعلى خشوع المصلين. ولهذا الفقه الصحيح ان الاصل في الجوال ان يطفئ قبل الدخول للمسجد. بل يجب ان يجعل على الصامت قبل الدخول الى المسجد. لان عدم جعله على الصامت مدعاة رنينه وقت الصلاة والناس قيام او ركوع او سجود لله تبارك وتعالى. فيجب اغلاقه خارج قبل الدخول وان يعود من يحمل الجوال نفسه على ذلك. واذا حصل له نسيان بان دخل الى المسجد ونسي اغلاق جواله ورن وهو يصلي فيجب ان يبادر عند اول رنين الى اطفائه. والحركة التي يقوم بها حركة من مصلحة الصلاة صلاته هو وصلاة المصلين. بل لا يجوز له ان يبقي آآ الرنين مستمرا وبعض حملة الجوال الجوالات اختاروا لجوالاتهم نغمات موسيقية وهذا محرم مع وجود نغمات ليست كذلك. ولهذا عظمة المصيبة وكبرت البلية انا اصبحت الموسيقى تسمع حتى داخل المساجد. وهذا امر لم يكن. في اي وقت من الاوقات. اصبحت الموسيقى تسمع داخل المساجد. تفاجأ وانت ساجد او راكع تسبح الله وتعظمه برنين او موسيقى تأتي من هنا وهناك. بل موسيقى صاحبة داخل المسجد يسمعها يصلون ثم من عجب ان صاحب تلك الموسيقى التي ترن داخل المسجد قد يتورع ولا يحرك يده. لئلا يخل بالخشوع فتبقى الموسيقى تضرب داخل المسجد مرة تلو الاخرى فيؤذي عباد الله المصلين ولربما تغيرت دعوة بعضهم من شدة غضبتهم بان يدعو على صاحب ذلك الجوال كان يقول بعض يعني نسأل الله ان ينتقم منه او اعاذنا الله منه او كفانا الله شره اذانا فلماذا يعرض نفسه لمثل هذه السخطة والغضبة من عباد الله المصلين ولماذا يؤذي عباد الله المصلين داخل المساجد؟ واين حرمة المساجد واحترامها؟ والادب معها اذا بلغ بعض الناس المبلغ الى هذا القدر. فهذا هو شكر نعمة الله. على هذه على هذا التيسير وعلى هذا التهيؤ للمحادثة تحدث بالجوال الذي في جيبك القريب والبعيد والقاصي وهو الداني يمن الله عليك بهذه النعمة ثم تحمل هذه النعمة لتؤذي بها عباد الله المصلين في المساجد اين تقوى الله؟ اين خوف الله مراعاة حرمة المساجد التي قال الله عز وجل في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه له فيها بالغدو والاصال رجال. لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة. فالواجب تقوى الله جل وعلا والواجب على حملة الجوالات ان يعودوا انفسهم على اغلاقها عند الدخول يجب ان تغلق عند الدخول الى المساجد. وان تجعل على الصامت. وان نسي الانسان فانه يجب عليه عند سماعها حتى وان كان في الصلاة راكعا او ساجدا او على اي هيئة يجب عليه ان يبادر. باغلاقه اما يؤذي نفسه والا يؤذي عباد الله المصلين. وهذا لا يتنافى مع الخشوع. بل لا بد منه للخشوع. لابد من هذا العمل ليخشى هو وليخشى غيره من من المصلين. وكذلك فيما يتعلق بالنساء و آآ الصبية فان المرأة اذا اذا بكى الصغير او صغيرها فانها ستحمله حتى وان كانت مصلية كلها له لا يؤثر على خشوعها بل بقاءه باكيا هذا الذي يؤثر على خشوعها هي وعلى خشوع الله اليكم. هذا سائل يقول هل حفظ هذه الاحاديث الجوامع يغني طالب العلم عن حفظ متن الاربعين النووية فهذه الاحاديث الجوامع حفظها في غاية الاهمية. وكثير من الاحاديث التي هنا هي في الاربعين. كثير من الاحاديث التي هنا هي في الاربعين. ولهذا في هذا الكتاب يعني احاديث جامعة زائدة على ما في الاربعين. لكن حفظ الاربعين آآ والعناية بحفظها هذا حقيقة مهم جدا. لان الاربعين لها شأن ولها مكانة ولها الشروحات الكثيرة وقد اعتنى بها اهل العلم وتأتي آآ ايضا هذه الاحاديث في مرحلة ثانية بعد مرحلة حفظ الاربعين واذا حفظ الاربعين اصبح امر الاحاديث آآ الزائدة عليه يسيرا لانه سقط عنه حفظ الاحاديث التي اه قد حفظها في كتاب الاربعين. ولعل احد الاخوة ينتدب ويفيدنا غدا يعني الاحاديث التي اشتركت اه في هذا الكتاب مع الاربعين للنووي والاحاديث التي في الاربعين ولم تذكر في في هذا الكتاب ايضا مع زيادات ابن رجب لان لان النووي رحمه الله جمع مع اثنين واربعين حديثا. وزاد عليها ابن رجب ثمانية احاديث. فاصبحت خمسين حديثا شرحها رحمه الله في كتابه البديع جامع العلوم والحكم. في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلمة. فلعل احد الاخوة يتفضل بالنظر يعني عقد المقارنة ومعرفة ماذا يوجد الاحاديث الزائدة في الخمسين على هذا الكتاب جوامع الاخبار. نعم. احسن الله اليكم هذا سائل يقول ما هي الامور التي تعين على اصلاح النية؟ يعين على اصلاح امور عدة اولها واعظمها تذكر عظمة المقصود بالنية وهو رب العالمين وتذكر رؤيته سبحانه واطلاعه وعلمه وانه عز وجل لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. ومعرفة اسمائه وصفاته. فان هذا باب مبارك في صلاح نية الانسان وما ظعفت نيات الناس وفسدت الا من جهل برب العالمين لمين؟ ومن كان بالله اعرض كان لعبادته اطلب وعن معصيته ابعد وكان منه اخوف سبحانه وتعالى. لكن قصور العلم به وظعفه يؤدي الى فساد اياك والى انواع اخرى من الفساد. ولهذا من اشرف ابواب العلم وانفعها معرفة المعبود سبحانه وتعالى. وهو معرفة عظمة وجلاله وجماله وكماله فتقف معه وانه عز وجل السميع البصير. الذي لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء. فهذه المعرفة اذا يتحقق بها باذن الله تبارك وتعالى صلاح النية. الامر الثاني مما يعين على صلاح قراءة ما كتبه اهل العلم في الاخلاص. واهميته وعظم ثوابه. واهل العلم كتبوا في ذلك كتابات نافعة قديمة وحديثة. منها كتاب النية والاخلاص لابن ابي الدنيا رحمه الله وكذلك شرح كلمة الاخلاص لابن رجب رحمه الله. وايضا كتب التوحيد عموما نافعة غاية في هذا الباب بل هي انما الفت لبيان الاخلاص بالمعبود عز وجل الحذر من الشرك. وكذلك في هذا الباب معرفة خطورة الشرك وعظم ظرره على على الانسان ان خسارته عظيمة وان فيه من اه اه التنقص لرب العالمين العالمين وهبنا جناب الربوبية والعبودية وعدم القيام بالمقصد الذي خلق الانسان لاجله ووجد لتحقيقه ايضا مراعاة هذا الجانب والعناية به. ومذاكرته نافع جدا. كذلك مما يعين على صلاح النية الدعاء والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى بان بان يمنح عبده الاخلاص وان يجنبه الرياء وقد جاء احاديث كثيرة تدل على هذا المعنى. منها ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اهل بالحج قال في الميقات ذو الحليفة اللهم حجة اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة فدعا الله جل وعلا وسأله ان تجنبه الرياء وان يجنبه السمعة والحديث ثابت. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في الحديث آآ قال لابي بكر وفي رواية اخرى للحديث قاله لعموم الصحابة قال للشرك فيكم اخفى من دبيب النمل. اخفى من دبيب النمل. فقالوا يا رسول الله اوليست الشرك ان يجعل لله ند وهو الخالق قال والذي نفسي بيده لشرك فيكم اخفى من دبيب النمل. ثم قال اولا ادلكم على امر اذا قلتموه ذهب عنكم قليل الشرك وكثيره قلنا بلى يا رسول الله قال تقولون اللهم انا نعوذ بك ان يشرك بك ونحن نعلم ونعوذ بك مما لا نعلم. وهذه دعوة عظيمة جدا العناية بها مهمة اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. فهذه دعوة نافعة وهذه الدعوة تدلك على اهمية الدعاء لصلاح النية وللخلوص من الشرك لان الامر بيد الله والهداية منة الله والسلامة من الشرك والضلال توفيق الله. فلتلجأ الى الله عز وجل اه داعيا سائلا والله جل وعلا لا يرد عبدا دعاه ولا يخيب عبدا ناداه نعم احسن الله اليكم يقول السائل من المعلوم ان من قل شروط قبول العمل الاخلاص والمتابعة فهل اتى باحد هذين الشرطين دون الجمع بينهما يؤجر عليه؟ لا يؤجر الا بالشرطين وهذا معنى توقف القبول عليهما وقد مر معنا قول الفضيل رحمه الله في معنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصوا واصوبه ثم قيل ما اخلصوا اصومه؟ ماذا قال؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابه كلمة الفضيل فيها جواب الكافي لسؤال السائل. قال حتى يكون خالص صوابه. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة. فالاجر آآ فرع فرع عن القبول. اذا حصل القبول وجد الاجر نعم. احسن الله اليكم وهذا يقول ما الفرق بين البدعة والسنة الحسنة المرغب فيها قال صلى الله عليه وسلم في الحديث من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها اه الى يوم القيامة لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. ومن سن سنة سيئة وعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا. فالحديث هنا فيه ذكر السنة الحسنة والبدعة السيئة والقسمة في هذا الباب ثنائية. والاعمال آآ التي يتقرب بها الى الله على نوعين اما التي يقصد بها التقرب الى الله على نوعين اما سنة حسنة او بدعة سيئة ولا يوجد بدعة حسنة. اما سنة حسنة او بدعة سيئة. ولهذا قال من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها. والمراد بالسنة الحسنة اي التي ثبت حسنها في الشرع ودل على حسن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولا ادل على هذا من التي ورد فيها هذا الحديث. الحديث لوروده قصة. وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام حث يوما على الصدقة ورغب فيها فتأخر الصحابة في الانفاق فجاء احد الصحابة يحمل صرة لا يكاد يحملها او يقوى على حملها من ثقلها. ووضع عند النبي صلى الله عليه وسلم. فلما رآه الصحابة بادر كل يأتي ينفق وكل يتصدق فقال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة ما السنة الحسنة التي سنها هذا الصحابي ما هي؟ الصدقة والصدقة امر دلت النصوص اه الشرعية على مشروعيتها ليس امرا هو ابتكره او عملا اخترعه ابدا. وانما هو عمل مشروع لكنه سنه بمعنى الناس غفلوا عنه او نسوه او اهملوه او تركوه او نحو ذلك فسمه اي دعاهم اليه فالحديث انما هو في الاعمال المسنونة التي هي سنة حسنة دل الشرع على حسنها ان كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على حسنه. والقسم الثاني في البدع. ولهذا قاله من صلى في الاسلام سيئة اي احدث في الدين ما ليس منه كما قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وكل ما ليس من الدين واتى به الانسان على وجه التقرب الى الله جل وعلا فهو من سنة فهو سنة سيئة. حتى وان قصد به صاحبه امرا حسنا او امرا طيبا نعم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ قد استشكل كثير من الاخوة آآ قول عمر رضي الله عنه البدعة مع قولنا ان كل بدعة ضلالة. قول عمر رضي الله عنه نعمة بدعة هذه يفهم قوله لابد من فهم سبب قوله. رضي الله عنه. ولعل اكثر الاخوة يعرفون السبب فعمر رضي الله عنه كان منه ان وجد الناس يصلون صلاة التراويح في مسجد متفرقين او زاحم فجمعهم على امام واحد فاعجبه اجتماعهم وصلاتهم خلف امام واحد مجتمعين اعجب بهذا الاجتماع وسر به وقال وقال كلمته هذه قال نعمة البدعة هذه. هذا الامر الذي صنعه عمر. امر دلت عليه السنة او لم تدر ثبت في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام صلى بالناس جماعة صلاة التراويح صلى بهم الليلة الاولى والليلة الثانية والليلة الثالثة ثم ان امتنع في بقية الليالي من الصلاة خشية هذا ان تفرض ترك ذلك خشية ان تفرض. فهل الخشية موجودة زمن عمر ان تفرض ليست موجودة لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم دل على المشروعية ودل على ان صلاة التراويح جماعة خلف من واحد فينا فعلها النبي عليه الصلاة والسلام. فعمر رضي الله عنه جاء بامر دلت عليه السنة لم يأت بامر احدثه وحاشاه ان يكون كذلك. بل اتى بامر دلت عليه السنة. اذا قوله نعمة بدعة هذا هل هذا هل هذه بدعة شرعية؟ او بدعة لغوية؟ ما جوابكم على ضوء ما سبق؟ هل هي بدعة شرعية يعني هل هل ابتدع عمر في الشرع ما ليس منه؟ ابدا. هذا الذي فعله عمر ثابت في الشرع فعله النبي صلى الله عليه وسلم مرة وثانية وثالثة ولكنه عليه الصلاة والسلام ترك ذلك خشية ان يفرغ ففي زمن عمر رضي الله عنه جمعهم على امام واحد كما حصل منهم هذا الاجتماع على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهي بدعة لغوية وعمر عبر بهذه الكلمة التي تدل على هذا المعنى لا لا تدل على انه احدث في الدين ما ليس منه بدليل واقع الامر وحقيقة الحال. ولهذا من من الخطأ العظيم ان يستدل من يحدث في الدين ملك منه بقول عمر ما نعمة البدعة هذه وفي الوقت نفسه يترك هذا الحديث المحكم الذي عده ائمة العلم اصلا من اصول الاسلام وعدوه من جوامع كلم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فيتركون من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ومن عمل عملا ومن عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد بل ازيدكم امرا ان بعض هؤلاء اصبح يتضايق من ذكر هذا الحديث. يتضايق من ذكر حديث من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ومن عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد. بل يود الا يذكر هذا الحديث وهذه مصيبة. هذه مصيبة اذا بلغ بالحال الحال بالانسان ان يتظايق من هذا الحديث الذي هو اصل من اصول الاسلام وينبني عليه دين الله تبارك وتعالى. وعلى كل حال العمل لا يقبل الا بشرطين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه عليه وسلم ومن ابتلوا بالبدع يتركون الواضح البين ويستشهدون متشابه واهل العلم لديهم الجواب عليه فيستشهدون بقوله من سن في الاسلام نعم ما من سن في الاسلام سنة حسنة كثيرا ما يستشهدون به ويجردونه من التي ورد فيها ويجردونها ايضا من بقيته. ويستدلون بقول عمر نعمة البدعة هذه. وايضا يريدونه من المعاني التي توضحه وتدل عليه من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ومن فعل عمر رضي الله عنه وعلى كل حال اه اه قوله عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ومن عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هذا محكم. بل قاعدة من قواعد الدين. واصل من اصول الاسلام. واهل العلم وبه عناية فائقة وما كان من الاحاديث متشابها مشكلا فجوابه معروف عند اهل العلم وبالمناسبة في مثل هذا المقام عليك بمثل هذه الاحاديث المحكمة والمتشابهة ان عرفت جوابه الا يكفي ان ترده بهذه الاحاديث المحكمة وجوابه التفصيلي معروف عند اهل العلم ولا يلتبس عليك دينك ولا يشتبه عليك طريقك فالاعمال لا تقبل الا بالاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ونسأل الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق والسداد وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل وان يوفقنا لاتباع سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم