بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد في الدرس الماظي وجرى بحث حول المقارنة بين كتاب الاربعين النووي رحمه الله وكتاب جوامع الاخبار لابن سعدي رحمه الله وكنت طلبت من الاخوة مراجعة الكتابين وعقد المقارنة بينهما فعدد من الاخوة جزاهم الله وخيرا قدموا اوراق فيها المقارنة بين الكتابين اقرأ عليكم نتيجة ما كتبه احد الاخوة اه دون ذكر للتفاصيل التي كتب وانما اه اذكر هم اجمالا بالنتيجة. فيقول ان الاحاديث التي وردت عند النوم وردت عند العلامة بن سعدي عن الاحاديث التي اشترك ورودها في الكتابين او وردت في الكتابين معا يقول عددها احد عشر حديثا. ثم ذكر الاحاديث التي انفردت بها النووي عن العلامة بن سعدي وذكر ان عددها اه واحد وثلاثين حديثا هذا عدد يعني كبير تستفيدون منه فائدة ان آآ كتاب ابن سعدي رحمه الله لا يغني عن الاربع عن الاربعين. نعم كان يغني عنها لو كان اتى على احاديث الاربعين وزاد. لكن في اربعين للنووي واحد وثلاثين حديثا ليست موجودة في جوامع الاخبار لابن سعد. وهذه نتيجة جزى الله الاخوة الذين اه اه قادونا بها وبناء على ذلك فان اه العناية اولا بالاربعين للنووي رحمه الله ثم بعد ذلك تكون العناية الاخبار لابن سعدي رحمه الله. ويكون كتاب ابن سعدي مكملا. لما جمعه الامام النووي اضافة الى ما زاده على احاديثه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى والان نبدأ بالحديث الثالث من حديث من احاديث جوامع الاخبار الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى واله وصحبه اجمعين. اما بعد فيكون المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث انت مين الداري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة النصيحة الدين النصيحة. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه لرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم. هذا الحديث الثالث من احاديث هذا الكتاب هو حديث عظيم وهو من جوامع كلم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد رواه الامام في صحيحه كما ذكر المؤلف رحمه الله لكن ليس في صحيح مسلم تكرار آآ الدين النصيحة. وانما وردت فيه مرة واحدة. وقد التكرار ثلاثا في مستخرج ابي نعيم او ابي عوانة رحمه الله على صحيح مسلم بهذه الزيادة. تكرار النصيحة ثلاث مرات. وهي زيادة صحيحة الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة. وقوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة مكررا ذلك ثلاث مرات يدل واضحة بينة على مكانة النصيحة من الدين. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف الدين بها. قال الدين النصيحة وهذا يدلنا على مكانة النصيحة من الدين وعظم شأنها منه وقوله الدين النصيحة يدل على ان النصيحة لابد ان تكون مصاحبة لعبد الله المؤمن في كل امور الدين. بمعنى ان كل امور الدين لابد ان تكون مصاحبة او محفوفة بالنصيحة. والنصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير ارادة وعملا النصيحة كلمة جامعة تتضمن ارادة الناصح او قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير ارادة وعملا. هذه هي والدين النصيحة في كل ابوابه وفي جميع مجالاته وفي كل ما يدعو اليه وكل حقوق الدين التي امر بها لا بد ان تقام على النصيحة وتبنى عليها هذا يؤكد لنا اهمية عناية المؤمن بالنصيحة في كل امور الدين. والصحابة رضي الله عنهم وحريصون على الخير وسبقونا اليه لما قال لهم نبي الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة وكرر لهم ذلك ادركوا مكانة النصيحة في الدين. وعظم شأنها منه. وطرح سؤالا يدل على كمال فهمهم وحسن علمهم. وتمام رغبتهم. لما قال لهما الدين نصيحة قالوا لمن يا رب رسول الله هذه النصيحة التي هي الدين لمن يقدمها ولمن تكون ولتلاحظ ايها الموفق ان هؤلاء الاخيار تلقوا او الامر بالقبول. وتقبلوه بالرضا. واتجه سؤالهم الى مجالات التطبيق ولهذا فان سؤالهم يدل على تمام رغبة. وكمال حرص وحسن لما قال لهم الدين النصيحة قالوا لمن؟ اي لمن نقدمها؟ ولمن تكون؟ وكان معنى قولهم لمن يتضمن قبولهم للامر. ورضاهم به. بقي عليهم معرفة المجالات التي تكون فيها النصيحة. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فذكر لهم عليه الصلاة والسلام مجالات النصيحة اجمالا. وان النصيحة تكون لله وتكون للرسول صلى الله عليه وسلم وتكون لكتاب الله وتكون لائمة المسلمين وتكون لعامتهم خمسة مجالات وهي في كل مجال بحسبه. فالنصيحة لله لها شأن وللرسول لها شأن وللكتاب لها شأن ولائمة المسلمين وعامتهم لها شأن. ولهذا وجب على من اراد النصح عملا بهذا الحديث ان يعرف شأن النصيحة في كل مجال من وكل باب من ابوابها. يعرف كيف تكون النصيحة لله. وكيف ستكون النصيحة لكتابة وكيف تكون النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تكون النصيحة ائمة المسلمين وعامتهم. فاذا وجدت المعرفة والعلم الصحيح قام عليها النصح بالعمل والتطبيق. وتحقق فيه النصح ارادة وعملا. والا فان فاقد الشيء لا يعطيه. ومن لا يدري ما النصيحة كيف يسقيها. وكيف يقدمها؟ وكيف تقع منه ولربما اخطأ الانسان سبيل الخير وهو يظن انه من الناصحين وهذا باب خطير. يدلنا ايها الاخوة على ان فهم النصح في الدين اساس لا بد منه لتحقيق النصر. والا قد يقع الانسان في الخطأ وفي نقيض النصح وضده وهو يظن نفسه من الناصحين. ويحسب انه من وقد قال الله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ظنت سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون ولانهم يحسنون صنعا. ولهذا من من اسس النصيحة التي لها الا عليها معرفة النصح. ومعرفة حقيقته. النصح لا والنصح لكتابه والنصح لرسوله صلى الله عليه وسلم. والنصح لائمة المسلمين ومن لم يكن عالما بسبيل النصيحة ما هو كيف يكون ناصحا وكيف يتقي من لا يدري ما يتقي. واذا فان ان من اهم ما يكون في هذا الباب باب تحقيق النصيحة المطلوبة في هذا الحديث فهمها الفهم الصحيح. واما اولا فالنصيحة لله. وهي اعظم ابواء وهي اعظم ابواب النصيحة. واجلها على الاطلاق. كيف تكون؟ كيف يكون والعبد ناصحا لله وقد عرفنا ان النصيحة هي قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير ارادة وعملا. كيف يكون العبد ناصحا لله؟ وكيف تكون النصيحة لله جل وعلا والنصيحة لله تكون بمعرفة الله جل وعلا معرفة صحيحة على ضوء ما دل عليه كتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. فالعبد كلما كان بالله يعرف. كان الى الخير اقرب واهل الشر ابعد اذا عرف ربه وعرف اسماءه وعرف صفاته وعرف عظمته وجلاله وكماله وكبريائه. فانه دخل من النصح العظيمة. وولج من سبيلها المبارك. واساس الخير معرفة الله واساس الشر الجهل به. ولهذا لا بد في النصيحة لله جل وعلا من معرفة الله جل وعلا ولهذا تكاثرت الادلة في القرآن والسنة معرفة بالرب العظيم. وباسماء الحسنى وصفاته العظيمة ونعوته الكريمة وجلاله وجماله وكماله سبحانه ليعرفه العباد. ومن النصيحة لله جل وعلا الاقبال على طاعته. واخلاص الدين له. والخضوع له جل وعلا. والتذلل بين يديه. وتوحيده والبراءة من الشرك. كله دقيقه وجليله صغيره وكبيره. ومن النصيحة لله طاعته سبحانه وامتثال اوامره والابتعاد عن نواهيه. ومن النصيحة له سبحانه وتعالى تصديق اخباره وكلما ذكره جل وعلا عن نفسه او عما اعده لعباده في اليوم الاخر او غير ذلك مما ذكره جل وعلا. فهذا كله من النصيحة لله جل وعلا. والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم تكون بمحبته وتقديم محبته عليه الصلاة والسلام على النفس والنفيس. وعلى الوالد والولد والناس اجمعين. كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه. من والده وولده والناس اجمعين. وفي صحيح البخاري قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله والله لان احب الي من كل شيء الا من نفسي. فقال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فقال عمر والله لانت الان احب الي من نفسي. قال الان يا عمر النصيحة له صلى الله عليه وسلم تكون بمحبته. وتقديم محبته على محاب كان من والد وولد وتجارة وديار ومساكن وغير ذلك ومن النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر. وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر. والا يعبد الله الا بما شرى. ومن النصيحة الى الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة قدره وتعظيمه عليه الصلاة والسلام التعظيم من لا يقع به دون غلو ولا جفاء ودون افراط او تفريط. بل توسط واعتدال وليس من النصيحة له عليه الصلاة والسلام ان يغالي في مدحه. بان نصفه بما لا يوصف به الا رب العالمين. وخالق الخلق اجمعين سبحانه وتعالى. فهذا ليس من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام. ولهذا لما سمع امرأة تقول وفينا رسول الله يعلم ما في غد غضب وقال لا يعلم ما في غد الا الله. ولما سمع رجلا يقول ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه يقال لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد. اقول عبدالله ورسوله الامل في هذه الاحاديث من النصيحة له. وليس من النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام الغلو فيه. فهذا وضد النصيحة ونقيضها. وقد انكر ذلك عليه الصلاة والسلام في حياته وانكر ذلك اتباعه بعد لما مات وقد ظن اقوام بسبب الجهل بدين الله عز وجل ان الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ورفع قدره فوق درجة العبودية واعطائه من خصائص الالهية من النصيحة له. وهيهات ان يكون ذلك نصحا وهيهات ان يكون ذلك نصح. قرأت مرة ابياتا شعرية يمدح صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. صدرها بقوله هو الاول والاخر محمد هو الظاهر والباطن محمد. اهذا نصح للنبي عليه الصلاة والسلام؟ ام انه اقلال بالدين وانتقاص توحيد وهضم لجناب الربوبية ومقام الالهية. وقد كان عليه الصلاة والسلام يقولوا في تذلله ومناجاته ودعائه لربه عندما يأوي الى فراشه صلوات الله وسلامه عليه اللهم الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر. هكذا كان يقول عليه الصلاة والسلام ثم يأتي من يظن انه عليه الصلاة والسلام فيغالي في مدحه ويجعل ما هو خاص بالله للرسول عليه الصلاة والسلام سلام فليس هذا من النصيحة ابدا. وكذلك دعاؤه من دون الله. دعاؤه من دون الله هذا ليس من النصيحة. كان يقول القائل مدد يا رسول الله او اغثني او من علي بكذا او اعطني كذا. او لا احرمني من كذا او ان يقول يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم امن جهدك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم. فذاك كله ليس من النصيحة له. لان هذا حق لله والنصيحة حقا ان يقال يا خالق الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العاملين وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم. هذه هي النصيحة حقا وصدقا ولهذا لابد من فهم النصيحة. ولا يؤتى الانسان من باب عاطفة جياشة وقلبا محب دون بصيرة وعلم بدين الله فان الامر اذا كان كذلك وجد الخطأ. ونسأ الخلل ووجد الانحراف ولهذا اكدت في بداية الحديث على اهمية فهم النصيحة على وجهها الصحيح حتى لا يقع العبد في الخلل من حيث اراد الصواب. ولا يقع في فساد من حيث اراد الاحسان. وكثير من هؤلاء ارادوا خيرا. لكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وهل كل من اراد الخير ادركه؟ وهل كل من اراد الخير ادركه؟ ليس كل من اراد الخير يدرك الخير. وانما يدرك الخير من يقيم دينه على اسس صحيحة. وبناء سليم وعلى ادلة الشرع وعلى قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم لا على الاهواء المحدثة والعواطف المجردة. فان هذا ليس من النص. فهذه النصيحة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. والنصيحة لكتاب الله تكون بقراءة القرآن وتدبره وتلاوته حق تلاوته. حفظا لحروفه وفهما لمعانيه وعملا بما يقتضيه. وهذه تلاوة القرآن. التي قال الله عز وجل عنها الذين حيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. فان تلاوة القرآن حق تلاوته تكون بهذه الامور الثلاثة. بالحفظ والفهم والعمل. والقرآن انزل ليعمل به. لتفهم اياته ولتتدبر معانيه. وليعمل بما دل عليه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب. افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ افلا يتدبرون يقرأون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. افلم يتدبروا القول فتدبر القرآن وحسن فهمه ومعرفة معانيه ودلالاته والعمل بما يقتضيه هو النصيحة له. والنصيحة للقرآن ولكتاب الله عز وجل انما تكون بذلك رأى وحسن الفهم والعمل بما دل عليه القرآن. ارأيت اخي الموفق لو انك قرأت قول الله تعالى وبالوالدين احسانا في غير في موضعه وقرأت قول الله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا وقرأت اوامر القرآن ونواهيه. ولكنك مع القراءة اعرضت عن اتكون بذلك من الناصحين للقرآن؟ يأمرك القرآن ولا تعتمر ينهاك ولا تنتهي. اتكون للقرآن من الناصحين؟ تفكر وتجد وتجد الجواب حاضرا في ذهنك. فالنصيحة لكتاب الله جل وعلا انما تكون بالقراءة والفهم والعمل. بذلك يكون العبد من الناصحين لكتاب الله عز وجل وبذلك يكون للقرآن اثرا عليه في حياته وفي سلوكه وفي ادبه وفي معاملته. لا يكون حظهم من القرآن مجرد اقامة حروفه دون اقامة حدوده. قد تكلم الحسن البصري رحمه الله الله عن جماعة من القراء وجدوا وجدوا في زمانه قال يقول احدهم قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا اشارة الى حسن التلاوة وجمال التجويد والترتيب والحفاظ على المخارج ونحو ذلك يقول احدهم قرأت القرآن كله ولم اسبق منه حرفا يقول الحسن وقد اسقطه كله. لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا حمد وقد اسقطه كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل. والله يقول ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الورعة. اذا كان شأنه مع كتاب الله كذلك. اقامة للحروف دون اقامة لي اوامر القرآن. ونواهي القرآن. تجده مع اقامة معرضا عن اوامر القرآن متهاونا بالصلاة يغشى الكبائر الكبائر محرمات ايكون بذلك من اهل القرآن؟ والناصحين له يجب ان يتذكر الناصح لنفسه في هذا الامر ان يتفكر فيه مليا حتى يكون من اهل القرآن حقا وصدقا ومن العاملين به اما مجرد التجويد والترتيب واقامة الحروف مع التعقيم لاوامر القرآن. وعدم الامتثال لاوامر القرآن وعدم الانتهاء. النواهي القرآن فليس هذا من النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى. والنصيحة لائمة في المسلمين وهو الامر الرابع في هذا الحديث وهم الامراء وولاة امر المسلمين فيكون بامتثال ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تجاههم. والقيام بما دل عليه القرآن والسنة من حقوق نحو هؤلاء. والله عز وجل بين في كتابه ما على الناس تجاه الامراء. وولاة الامر وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في سنته. واهل العلم بعض الاحاديث المتعلقة بهذا الباب في مؤلفات جامعة وفي كتب خاصة ان كتب الحديث ويكفي في هذا مطالعة ما جمعه الامام مسلم رحمه الله في كتاب الامارة من صحيحه جمع الاحاديث الواردة في هذا الباب. وما ينبغي ان يكون عليه الناس او ما يقوم به عامة من حقوق تجاه الولاة والامراء. ودين الاسلام بين ذلك. ولا يكون الانسان ناصحا لولاة الامر الا اذا قام بما دل عليه الكتاب والسنة تجاههم. لان الكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لا يأمران الا بكل خير. ولا ينهيان الا عن كل فالنصيحة للامراء انما تكون بذلك. والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. امر بطاعة ولاة الامر ولم يعطه مطلق الطاعة. كما في قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول. وانما اعطاهم طاعة في حدود طاعة الله. ولهذا جاء الحديث مبينا. قال عليه الصلاة والسلام لا بعث لمخلوق في معصية الخالق. وقال عليه الصلاة والسلام انما الطاعة في المعروف. فاذا امر ولي الامر بمعصية وامر بمنكر لا يطاع ولا يسمع لكن يبقى حقه الشرعي ماضيا قائما به عبدالله المؤمن ولهذا جاءت السنة بضوابط مما لا بد من مراعاتها مع مع ولاة الامر. ولا تنتظم مصالح المسلمين الا بها ورد في هذا الباب احاديث كثيرة جدا. فيها النهي عن نزع اليد من الطاعة وعن مفارقة الجماعة قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة الجاهلية قال عليه الصلاة والسلام اسمع واطع ولو اخذ مالك وضرب ظهرك وجه عليه الصلاة والسلام وقال ادوا الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم. وجه عليه الصلاة والسلام. ولهذا يجب على المؤمن ان ينظر الى حقوق ولاة الامر التي امر امر بها شرعا ويأتي بها تدينا وتقربا الى الله لا تزلك للولاة. وطلبا لمصالح الدنيوية. وانما تقربا الى الله عز وجل لثوابه بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وللاسف ان بعض الناس اذا قرأت عليه الاحاديث المتكاثرة التي فيها الامر بالسمع والطاعة لولاة الامر اذا قرأت عليه الاحاديث التي من هذا النوع اصيب بدنه بقشعريرة وتوتر من ذكرها وود ان لو كتمت ولم تذكر. وهذه المصيبة اليس الذي قال هذه الاحاديث هو الذي قال احاديث الصلاة واحاديث الصيام واحاديث والنواهي الذي امر بهذا هو النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فلماذا يصاب؟ البعض بوحشة منها. ونفور من سماعها. على اي شيء يدل هذا؟ الا يدل على خلل؟ ونقص في الانسان ولهذا يجب على على المؤمن ان يكون ناصحا لولاة الامر لا بالطريق التي هو يرتضيها. ويراها ويؤديه فهم او يؤدي فهم فهمه اليها وانما يكون ناصحا لهم بالطريقة الشرعية التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويكون قيامه بهذه الامور طاعة لله وتقربا اليه وطلبا سبحانه لا تزل قلبه. وتملقا وارادة للدنيا. وقد مر معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى ويجب ان يكون المؤمن ناصحا لولاة الامر كما امر. كما امر في كتاب الله وكما امر في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وحقيقة في خضم الفتن وتكاثر الشرور وكثرة دعاة الفتنة يتأكد على الناس مراجعة الاحاديث التي تتعلق بحقوق الولاة حتى يكون سيرهم في الباب على بصيرة. وعلى معرفة بدين الله تبارك وتعالى. وعلى ما ينبغي شرعا تجاه ولاة الامر. وكثير من الناس بسبب قلة وعدم الدراية باحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقعون في هذا الباب بانواع من الخلل مما يترتب عليه انواع من الشرور. والاغرار التي تقع عليهم وعلى الاخرين لجهلهم بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وبما ينبغي عليهم من واجبات وحقوق تجاه ولاة الامر. ولا يقول الانسان آآ انا لا افعل الا اذا فعل معي كذا. وانما الواجب ان يؤدي العبد الذي عليه ويسأل الله الذي له ولهذا انظر في الحديث قال اسمع واقع وان اخذ مالك وضرب ظهرك لا يكن قيام الانسان بحقوق ولاة الامر على وجه المقايضة والمقابلة. وانما يكون قاموا بها على وجه التدين والطاعة لله عز وجل. فهذه هي النصيحة التي امرنا بها. ولهذا على الانسان في الفتن ان يتأمل في الاحاديث الواردة في هذا الباب. وان يقرأ على اقل تقدير ما جمعه مسلما رحمه الله في في كتاب الامارة من صحيحه. ويكون سيره في هذا الباب على هذا الاساس وبسبب عدم البصيرة في هذا الامر كما اشرت يقع الناس في انواع من الخطأ. ومن ذلك سب الامراء قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تسبوا امرائكم. ثبت عنه الحديث لا تسبوا امراءكم. ليش تسبوا الامراء من النصيحة ابدا. اذا كان عند الامير خلل او نقص او مخالفة ها فلا تسبه وانما ادعوا الله بصلاحه. وقد قال بعض السلف لو كان لي دعوة مستجابة لجعلت في هالسلطة لماذا؟ لان صلاحه له ولرعاياه فيدعو له وقد قال السلف قديما اذا رأيت رجل يدعو للسلطان فاعلم انه صاحب سنة واذا رأيته يدعو على السلطان فاعلم انه صاحب هوى وبدعة. لان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك. قال لا تسبوا امراءكم. فالنصيحة للامراء تكون بالدعاء لهم بالخير تدعو له بالتوفيق تدعو له بالصلاح اذا بلغك عن السلطان انه فعل منكر وفعل امرا فيه مخالفة شرعية ليس معنى قولنا ان تدعو له ان تقول جزاه الله خيرا على هذه المخالفة وبارك الله فيه عليها لا ليس هذا هو. وانما تقول هداه الله اصلحه الله وفقه الله. دله الله للصواب ارشدها الله للخير. وقد اخبرني من سمع الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وهو يقول بالبيت يقول مشيت الى جنبه فسمعته يقول اللهم وفق ولاة امرنا. ويكررها وهو يطوف بالبيت. فهذه النصيحة لولاة الامر هذه من النصيحة لولاة الامر وهذا دليل على ان القلب لا قلة فيه قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم. ثلاث لا يغل عليه ان قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله ولزوم جماعة المسلمين وما هي الخطوة الثالثة والنصيحة لمن ولاه الله امرهم او كما قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم. اخلاص العمل لله. ولزوم جماعة المسلمين والنصيحة اتى يؤلمن ولاه الله امرهم او كما قال عليه الصلاة والسلام. الشاهد ان هذا الباب باب مهم من ابواب العلم وباب وباب عظيم من ابواب الخير ينبغي ان يكون فيه العبد من الناصحين. ووالله لن تكون من الناصحين الا اذا سرت في هذا الباب على ضوء السنة. ولتتطرح الاهواء. ويطرح ما في النفس من ميولات او او رغبات او تتبع للحظوظ الخاصة حظوظ النفس كل ذلك ليطاح جانبا ولتمضي السنة وليبقى العمل بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولن تكون من الناصحين كما امرت لولاة الامر الا بذلك. النصيحة لهم على ضوء ما جاء في كتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واقول مرة ثالثة تفعل تدينا وتقربا الى الله واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزلقا وتملقا وطلبا بشيء من مصالح الدنيا فان هذا هذا دين وقربى وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية كلاما معناه ينبغي ان تتخذ الامارة دينا يتقرب بها الى الله جل وعلا. وان يكون سمع الانسان وطاعته وللامرا وقيامه بحقوق الامراء. امر يفعله تدينا وتقربا الى الله عز وجل. وطاعة واتباعا للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ولا يكون سبيل الانسان في هذا الباب سبيل اهل الجاهلية بعض الناس لديه في هذا الباب نعرة جاهلية شبيهة بمقالات الجاهليين افعل هذا وانا ابو فلان؟ نعر الجاهلية يضع السنة جانبا وينطلق انطلاقة ليست قائمة على دليل ولا على اتباع سبيل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فهذه النصيحة لولاة الامر. هذه هي النصيحة لولاة الامر على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه نبيه عليه الصلاة والسلام والخص لكم ما سبق في كلمة واحدة. النصيحة لولاة الامر او من النصيحة لولاة الامر ان تقرأ كتاب الامارة من صحيح مسلم وتنظر في الاحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتعمل بها منشرحا صدرك مطمئن قلبك ترجو بذلك ثواب الله الله والدار الاخرة ولا تريد شيئا من مطامع الدنيا وحظوظها. هذا ملخص ما يتعلق بالنصيحة لولاة الامر. اما النصيحة لعامة المسلمين فهذه باب عظيم مبارك ينبغي على المؤمن ان يحسن العناية العناية به فهما وتطبيقا. واول ما يكون في هذا الباب معرفة حقوق عامة المسلمين كل حسب حاله. وكل تعرف حقوقه اللائقة به. فللوالدين حقوق وللجيران حقوق. وللاصدقاء حقوق وللعلماء حقوق وللابناء حقوق. وكل له حقوقه. وقد جاءت مبينة مفصلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد جمعها اهل العلم في في الكتب الخاصة بالاداب. ومن احسنها واوعبها واجملها كتاب الادب للامام البخاري رحمه الله. هذا كتاب عظيم في هذا الباب. ولهذا اذا اراد المسلم ان ان يقوم بحقوق عامة المسلمين فعليه اولا ان يعرف ما هي حقوقهم. ما هي على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. واول ما ينبغي ان يقدم من حقوق لعامة المسلمين آآ للوالدين. ولهذا احسن بخاري وصنعا رحمه الله بان بدأ كتابه الادب المفرد بباب بر الوالدين. لانهم احق الناس بالقيام بهذه الحقوق. وصدره بالحديث. اي الناس احق بحسن صحابتي. قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك وبعض الناس قد يحسن القيام ببعض الحقوق مع اخرين لكنها تكون معطلة مع الوالدين. ولهذا اهم ما يكون في النصيحة لعامة المسلمين معرفة حقوقهم اولا على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم يقوم بحق كل على ضوء ما يليق به مما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وكما اشرت ينفعك كثيرا في هذا الباب قراءة كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله كاملا. تنظر في الاداب التي وردت فيه والتي معها وتجتهد في تطبيقها والقيام بها لتكون لعباد الله من الناصحين واما ان قالك عن الاساس الذي تبنى عليه النصيحة لهؤلاء عموما فان فانك تجدها في قول النبي صلى الله عليه فسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. فهذا الحديث اجامع في هذا الباب. ومن قام بهذا الحديث قياما صحيحا وحقق ما ما يدل عليه الحديث فانه اتى بالنصيحة باوسع ابوابها واتم مجالاتها ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك اي من الخير. وتكون معاملتك لاخوانك مبنية على هذا الاساس. ويكمل المعنى الوارد في هذا الحديث ما ثبت في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. فهذا حديث مكمل للحديث السابق الحديث السابق فيما يتعلق بباطن الانسان وقلبه. وهذا الحديث فيما يتعلق بعمل الانسان. ان يأتوا للناس الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه. فالنصيحة للناس تكون بهذا بالعمل بهذا. تحب لهم ما تحب لنفسك. وتعاملهم بالمعاملة عملت التي تحب ان تعامل بها. ولهذا اذا استأنت ما النصيحة للام ما النصيحة للام؟ وهي حق الناس بحسن النصيحة. ما النصيحة لها ان تحب لها ما تحب لنفسك وان تأتي اليها الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك بعبارة اوضح واصلح وابين النصيحة للام تمام النصيحة لام وكمالها ان تتصور نفسك لو انك انت الام. ما الذي تريد من ابنك ان ان يعاملك فما تحبه لنفسك لو كنت اما افعله معها. هذا هو النصيحة. وهكذا قلت الاب والاخ والابن والجار ومع كل احد هذه الطريقة التي يتم تطبيق قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. وقوله وان تأتي للناس بالشيء الذي تحب ان يؤتى اليك. ومن النصيحة لهم البعد عن الغش والكذب والغدر والخديعة والغيبة والنميمة والتجسس وغير ذلك من نهى عنه الاسلام وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى هنا ويشير الى قبره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. فمن النصيحة لعباد الله المؤمنين قراءة هذه الاحاديث. وفهمها وتطبيقها وقراءة نظائرها من الاحاديث الواردة في سنة نبي الله صلى الله عليه وسلم المبينة عباد الله فهذه النصيحة لعامة المسلمين باختصار والحديث عموما على النصيحة وبينها باتم ما يكون واحسن ما يكون من البيان. النصيحة الله بالقيام بحقوقه سبحانه. والنصيحة للقرآن بالقيام بحقوق القرآن والنصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام بالقيام بحقوقه عليه الصلاة والسلام والنصيحة لولاة الامر بالقيام بحقوقهم والنصيحة لعامة المسلمين بالقيام بحقوقهم. وكل ذلك يقوم به يطلب به ثواب ثواب الله عز وجل. حتى فيما يتعلق معاملة الناس والنصيحة لهم انما يفعل ذلك تدينا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. فهذه كلها تفعل طلبا لثواب الله. وطلبا لما اعده سبحانه وتعالى للمطيعين لاوامره المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله جل وعلا ان يجعلنا اجمعين من الناصحين له ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم والا ويجعل في قلوبنا غلا لشيء مما امرنا به سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله الحديث الرابع عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى اعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة قال فاعبدوا الله ولا تشركوا به وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا شيئا ولا امكث منه. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا متفق عليه هذا الحديث الرابع من الاحاديث التي جمعها المصنف رحمه الله. وهو في ذكر وفي هذا الاعرابي الذي اتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله هذه المسألة دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة. دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسرون غاية السرور ويفرحون غاية الفرح اذا جاء احد من الاعراب يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يتهيبون فاذا جاء من يسأله فرحوا بذلك. فرحا بما يأتي من فوائد عظيمة وبيانا من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في جوابات اسئلة السائلين والاسئلة التي كانت تطرح عليه صلى الله عليه وسلم كثيرا ومتعددة منها ما هو في العقيدة ومنها ما هو في العبادة ومنها ما هو في الاداب وهي تكاوى طرحت على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جمع ابن القيم رحمه الله في كتابه في اعلام الموقعين جملة كبيرة منها. باسم فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد طبعت مفردة بهذا العنوان فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم. وهي كلها من هذا القبيل الاحاديث التي فيها سؤالات وجهت الى النبي عليه الصلاة والسلام واجاب عنها. وقد احد الافاضل من ابناء السارقة بجمع رسالة علمية عن والنبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة. فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة جمعا ودراسة وكتب في هذا الموضوع مجلدين جمع فيها الاحاديث جمعا جيدا وخرجها تخريجا جيدا وعلق عليها تعليقا نافعا. ونسأل الله جل وعلا ان ييسر طبعها ونشرها. بل انني اتمنى ان يقوم بذلك ادارة الاوقاف الشارقة. لان الكاتب من ابناء الشارقة ومن التشجيع لطلاب العلم في هذا البلد نشر الجهود المؤصلة الجيدة اه في في هذا الباب. ونسأل الله جل وعلا ان ييسر نشر هذا الكتاب والافادة منه على كل حال آآ قوله دلني على عمل هذا استفتاء دلني على عمل واستفتاء طرح على النبي صلى الله عليه وسلم. من هذا الاعرابي قال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة. ولك ايها الموفق ان تتأمل في استفتاءات هؤلاء الاخيار واذا احسنت التأمل في هذه الاستفتاءات وجدت انها على النصيحة للنفس. بخلاف كثير من الاستفتاءات التي تطرح لا لشيء الا التشغيل واثارة البلبلة ونشر الشكوك بين الناس ولا يقصد بها نفعهم ولا يقصد ايضا بها نفع الناس وامثال هذه السؤالات لا خير فيها وانما الخير كل الخير في مثل هذه الاسئلة المباركة التي تدل على رغبة في العمل. ونصيحة للنفس وارادة للخير. دلني على اذا عملته دخلت الجنة هذا مراده بالسؤال. انظر مثيل هذا في قول وفد عبد القيس عندما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله اتيناك في هذا الشهر الحرام وبيننا وبينك لهذا الحي من كفار مضر فمرنا بقول الفصل يخبر به من وراءنا وندخل به الجنة هذا مراد بالسؤال. نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة ومثله ايضا حديث سفيان ابن عبد الله فقط الاتي قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك فكانت لهم همة عالية. في سؤالاتهم تدل على خير ورغبة في الخير والصلاح. وهكذا ينبغي ان تكون السؤالات. ان تطرح السؤال اما لنفع نفسك لجهلك بحكم ما تسأل عنه او لنفع غيرك. بتعليمهم ما يجهلون فايضا سؤال نافع اذا ادركت خطأ كثير ممن معك في مسألة معينة فطرحت سؤالا على عالم ما حكم كذا وانت تعرف الجواب؟ لكنك تريد بهذه السؤال ان تنفع الحاضرين. وان تعرفهم بالحكم فهذا سؤال فيه خير. ولهذا ينبغي ايها الاخوة مراعاة النية الصالحة بطرح حتى تثاب على سؤالك. وحتى يكون سؤالك في ميزان حسناتك يوم تلقى الله. لانك تطرح السؤال لمقصد شرعي وغاية النبيلة فتستفيد من السؤال. واذا كان السؤال على خلاف ذلك فعدم طرحه قال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة ولاحظ هنا الرجل متهيأ للعمل وراغب في دخول الجنة لكن يريد ماذا؟ ان يبين له الطريق وان يبين له العمل الذي يقوم به لان يكون من الداخلين. ولانك هنا تستفيد فائدة عظيمة الا وهي ان استحضار الجنة ونعيمها وثوابها وما اعده الله تبارك وتعالى واهلها سائق وقائد للخير. فاذا كانت الدار الاخرة وما فيها من الثواب وايضا ما فيها من العقاب نصب عينيك فان هذا يسوقك للخير لتحصل الثواب وتسلم من العقاب قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته. ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. قال دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة قال فاعبد الله ولا تشرك به شيئا. اول ما امره امره بالتوحيد والاخلاص. تعبد الله ولا تشرك به شيئا. فاول ما امر ما امره به امره باخلاص وهذا فيه فائدة مهمة ان التوحيد هو اول ما يبدأ به وهو الاعمال فالذي عليه تبنى ولا قبول لاي عمل من الاعمال الا اذا اقيم على التوحيد الخالص ولهذا فانه اول ما يهدى به. قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل لما بعثه الى انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله الله وان محمدا رسول الله. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات اليومي الليلة فالصلوات الخمس تكون متى؟ بادئ التوحيد واول ما يهدى به هو التوحيد توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له. فبدأ بذلك قال تعبد الله ولا اتشرك به شيئا وفي الحديث فائدة نفيسة جدا تشترى بغالي الاثمان. من انفس ما يكون. قال عليه الصلاة والسلام تعبد الله ولا تشرك به شيئا. وفي احاديث اخرى ماذا قال؟ من الحديث وفد عبد القيس لما قالوا له مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. قال بالايمان بالله وحده. اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا وما الايمان بالله وحده؟ قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا الخمس من المغنم اذا ظننت الحديثين ما النتيجة التي تظهر لك؟ اذا ظننت قوله في اول الحديث عبد القيس شهادة ان لا اله الا الله. وقوله لهذا الاعرابي تعبد الله ولا تشرك به شيئا. ما الفائدة التي تظهر لك معنى لا اله الا الله معنى لا اله الا الله الذي جهله كثير من ممن ينطقون بها ويتلفظون بها. ولهذا بعض الناس اذا سئل عن معنى لا اله الا الله في بتوحيد الربوبية. يقول اي لا خالق الا الله او لا رازق الا الله. او لا قادر على الاقتراع الا الله او نحو ذلك من التعريفات التي تدل على عدم علم وبصيرة بمعنى لا اله الا الله. وهذا حديث مبين وسارح ولهذا ما قيل لاحدنا ما معنى شهادة ان لا اله الا الله فقال في الجواب معناها تعبد الله ولا تشرك به شيئا. ما رأيكم بالجواب؟ تعبد الله ولا تشرك به شيئا. ما رأيكم في هذا الجواب؟ جواب وافي. لان النبي صلى الله عليه وسلم مرة ذكر التوحيد بلفظ الشهادة شهادة ان لا اله الا الله ومرة ذكر التوحيد بمعنى تعبد الله ولا تشركوا به شيئا. قال تعبد الله ولا تشركوا به شيئا ان هذه فائدة نفيسة جدا آآ نأخذها من هذا الحديث في تفسير وبيان معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله. ولا اله الا الله تقوم على ركنين هما النفي والاثبات النفي في اولها والاثبات في في اخرها لا اله نفي الا الله اثبات. والنفي الذي في اولها هو للعبودية عن كل ما سوى الله لا اله فهذا نفي للعبودية. عن كل من سوى الله والا الله اثبات بالعبودية لله وحده. فقولك لا اله الا الله معناها لا معبود بحق الا الله وهذا هو الذي قاله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تعبد الله ولا تشرك به شيئا. فقوله تعبد الله هذا ما دل عليه قوله الا الله. وقوله لا تشرك به شيئا هذا ما دل عليه قول اولئك لا فاذا تعبد الله ولا تشرك به شيئا هو معنى لا اله الا الله. ولهذا قول الله تعالى اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقوله تعالى الا لله الدين الخالص. وقوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا ما كان في معنى هذه الايات كله تفسير للا اله الا الله. وبيان لمعناها. ايضا قوله اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقوله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. كل هذا بيان لمعنى كلمة التوحيد لا اله الا الله. وهذا هو اساس الدين. الذي لا قيام للدين الا عليه ثم ذكر باب التوحيد اقام الصلاة قال تقيم الصلاة المكتوبة ولم يقل تصلي وانما قال تقيم الصلاة كما قال الله عز وجل واقيموا الصلاة باكثر من اية واقامة الصلاة انما يكون بالمحافظة على وقتها وشروطها واركانها واجباتها كما امر الله وكما امر رسوله الله عليه وسلم وقوله المكتوبة اي التي كتبها الله عليك شرعا والكتابة هنا كتابة شرعية لان الكتابة نوعان كتابة شرعية وكتابة كونية قدرية. والكتابة هنا الكتابة الشرعية وهي نظير قوله كتب عليكم الصيام اي شرعه كتبه عليكم شرعا والصلوات المكتوبة اي كتبها الله عز وجل على عباده على عبادهم شرعا والزمه بها وافترضها عليها قال تقيم الصلوات المكتوبة. والصلوات المكتوبة هي خمس صلوات في اليوم والليلة. ركعتان الفجر واربع الظهر واربع في العصر وثلاث في المغرب واربع في العشاء هذه هي الصلوات المكتوبة. قال تقيم الصلوات المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة اي التي فرظ الله عليك. وهي نصيب من المال يؤخذ من ويرد على الفقراء. كما جاء في حديث معاذ ثم اخبرهم بان الله عز وجل افترظ عليهم زكاة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقرائهم. فهي نصيب من المال يؤخذ من الاغنياء ويرد على الفقراء. وهو زكاة مال ونماء له وبركة فيه. وما نقصت صدقة من مال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وتصوم رمضان وصيام رمضان هو شهر في السنة. يصومه العبد ايمانا واحتسابا حسابا وقد قال عليه الصلاة والسلام من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه لما سمع هذا الاعرابي هذه التوجيهات المباركة من النبي عليه الصلاة والسلام قال والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا شيئا ولا انقص منه. لا ازيد على هذا شيئا ولا انقص منه اي انه سيحافظ على هذه الفرائض التي امره الله عز وجل بها وبينه وبينها له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر انه لا يزيد عليها. اي انه قاتل والمستحبات وانما سيقتصر على فعل الفرائض. ومن كان مقتصرا على فعل تاركا للمحرمات فانه من المقتصدين. لان اقسام عباد الله المؤمنين ثلاثة جاء بيانها في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مغتصب ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها. فذكر والمقتصد هو الذي يفعل الواجب ويترك المحرم وهذا الاعرابي التزم ذلك ان يكون مقتصدا يعني فاعلا للواجبات فاعلا للواجبات. تاركا للامور التي حرمها الله تبارك وتعالى عليه. مثل القتل والسرقة ونحو ذلك من المحرمات. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا ازيد على هذا شيئا ولا انقص منه. اي فعل اي فعل الفرائض. وعموم حديث يدل على الامرين معا فعل واجب وترك المحرم لان هذا كله فرض لازم في حق كل معين كما انه يجب على كل معين فعل الصلاة يجب على كل معين ترك المحرمات كالقتل والزنا ونحو ذلك مما حرم الله تبارك وتعالى. قال والذي نفسي بيده لا ازيد على ذلك ولا انقص. قال عليه الصلاة والسلام من سره ان يرى ان ينظر الى رجل من اهل الجنة فلينظر الى هذا وفي نظير هذا الحديث قال عليه الصلاة والسلام افلح ان صدق. وفي لفظ قال لان صدقا ليدخلن الجنة فهذا السبيل المقتصدين. المقتصد هو الذي يفعل الواجب ويترك المحرم. وهذا يدخل الجنة. وقد ذكر الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الايمان ان المقتصد والسابق بالخيرات كلاهما يدخل الجنة بدون حساب لا من ولا عقاب المقتصد والسابق بالخيرات كلاهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عقاب. لكن درجاتهما في الجنة متفاوتة. كما قال الله تعالى ولكل درجات منا عملوا. قال الله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال ومن دونهما جنتان واما الظالم لنفسه فانه عرضة للعقوبة. من ظلم نفسه بالمعاصي التي دون الشرك. فانه عرظة عقوبة واذا عاقبه الله عز وجل وادخله النار لظلمه لنفسه فانه لا يخلد فيها لانه لا يخلد في النار الا المشرك كما قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن فهذا ما يمكن بيانه في هذا المقام والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد