بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثاني عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خيرا واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تقل. لو اني فعلت كذا كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان له تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم هذا الحديث هو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على اصول عظيمة مهمة ينبغي على كل مسلم مراعاتها والتقيد بها ليتحقق له خيري الدنيا والاخرة وليفوز بالفلاح في الدنيا والاخرة قال صلى الله عليه وسلم في اول هذا الحديث المؤمن القوي خير واحب احب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير وهذا فيه دلالة واضحة على تفاضل اهل الايمان في الايمان. وانهم في ايمانهم ليسوا على درجة واحدة لا في مقام في قلوبهم من ايمان ولا ايظا فيما قامت به جوارحهم والسنتهم من امور الايمان واعماله. فبينهم في ذلك تفاوت كبير وتباين واسع وليسوا في الايمان على درجة واحدة. ولهذا قال المؤمن القوي ثم قال المؤمن الضعيف. ففيه ففيهم من ايمانه قوي. وفيهم من ايمانه ضعيف وهذا يتناول امور الايمان مما يقوم بالقلوب ومما يكون على الالسن مما تفعله الجوارح كل ذلك الناس فيه او اهل الايمان فيه متفاوتون. ليسوا فيه على درجة ايه ده؟ وهذا الاصل الذي هو التفاضل تفاضل اهل الايمان في الايمان دلت عليه نصوص كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه من ذلك قول الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فهم ليسوا على رتبة واحدة. ولهذا تفاضلت الدرجات يوم القيامة نازل في الجنة بحسب التفاضل الذي عليه اهل الايمان في الدنيا. واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التفاوت في اهل الايمان وان منهم وان منهم قويا ومنهم ضعيف فيه الحث لاهل الايمان على العناية باسباب قوة الايمان وزيادته والبعد عن اسباب نقصه وضعفه. وهذا في واضح في قوله احب الى الله. فالنبي صلى الله عليه وسلم يرغب امته في الاحب الى الله جل وعلا. والاعظم ثوابا عند الله عز وجل. وهذا من تمام النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحسن بيانه. المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن من الضعيف وفي الحديث اثبات المحبة صفة لله فالله جل وعلا وصف نفسه في القرآن بانه يحب. ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك. في احاديث كثيرة فنحن نؤمن بان الله عز وجل متصف بهذه الصفة على على الوجه اللائق بجلاله وكماله. كما قال عن نفسه عز وجل يحبهم ويحبونه. فهو متصف بهذه الصفة. وصفات الله عز وجل القاعدة فيها عند اهل السنة انها تمر كما جاءت. ويؤمن بها كما وردت وتثبت الله تبارك وتعالى على الوجه اللائق به عز وجل. وعليه فنقول ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة صفة المحبة كما اخبر هو عز وجل عن نفسه وكما اخبر عنه بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم وهي صفة تليق بالله جل وعلا وتليق بك مالا وليست محبته كمحبة المخلوقين. كما ان كل صفاته سبحانه وتعالى ليست كصفة صفات المخلوقين وهو القائل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والقائل هل تعلم له سم يا؟ والقائل ولم يكن له كفوا احد. ولهذا تثبت الصفات مع البعد عن التشبيه. تشبيه الله بخلقه الله بخلقه كفر بالله. لان الله عز وجل منزه عن عن الشبيه والمثال وعن الكفؤ والنظير تعالى وتنزه وتقدس عن ذلك سبحانه وتعالى. والحديث فيه اثبات المحبة ومتعلق المحبة والله عز وجل يحب ومتعلق محبته مراضيه وطاعاته والامور المقربة اليه سبحانه وتعالى وكذلك من قام بها. فهو سبحانه وتعالى يحب الايمان. ويحب الطاعات ويحب القربات ويحب من قام بها. يحب التوابين ويحب المتطهرين. يحب التوبة ويحب من تاب يحب آآ التطهر ويحب من تطهر. يحب الطاعة ويحب من قام بالطاعة فهذا متعلق المحبة. يحب الله عز وجل عباده المؤمنين. يحب عباده المطيعين له الممتثلين لامره ولا تنال هذه المحبة بمجرد الدعاوى وانما تنال بالجد والاجتهاد في نيل رظاه وطلب محابه سبحانه وتعالى. اما مجرد الدعاوى فليس ورائها طائل الا الخيبة والحرمان واليهود قالوا نحن ابناء الله واحباؤه فما اغنت عنهم كلمتهم هذه شيئا ولا نفعتهم بشيء. لان مجرد الدعوة لا قيمة لها. ولهذا قال بعض السلف ليس ان تحب ولكن الشأن ان تحب اي ان يحبك الله. اما مجرد الدعوة فهذه يسيرة على كل لسان وسهلة على كل انسان. فالشأن في ان يحبك الله. وان تنال محبة الله ومحبته سبحانه وتعالى انما تنال برضاه. والحديث فيه دليل واضح على ان محبة الله انما تنال بالايمان وما اشتمل عليه. ولهذا تلاحظ قول الله فهل ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين؟ التوبة والتطهر من الايمان فالله عز وجل يحب الايمان وكل ما اشتمل عليه الايمان ويحب من قام بالايمان وحقق ايمان وقام بخصاله وكلما كان العبد اعظم قياما بخصال الايمان به عظمة منزلته عند الله عز وجل وارتفعت مكانته عنده سبحانه بحسب ذلك ولهذا لاحظ التفاضل في المحبة. المؤمن القوي احب خير واحب عند الله من المؤمن الضعيف هذا فيه التفاضل في المحبة. يعني محبة الله للمؤمن القوي اعظم واكبر من محبته للمؤمن الضعيف. فلا يستويان في اه في في في قدر اه او فيما ينالون ينالونه من محبة الله لهم لا يشترون في ذلك. وانما يتفاوتون بحسب تفاوتهم متعلقات المحبة من امور الايمان وخصاله وشعبه واعماله. وهذا واضح في قوله عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وقوله عليه الصلاة والسلام وفي في كل الخير وفي كل خير اشارة الى ان آآ ثمة خير مشترك بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف. وهو وجود اصل الايمان. وما يكون به البراءة من الكفر والشرك بالله عز وجل فهذا قدر مشترك لولا وجوده في الضعيف الايمان لم يكن من اهل الايمان فالخير موجود فالخير موجود مع الضعف في ايمانه فالخير موجود وهذا فيه فائدة ان ما يكون عند العبد من الايمان فهو خير له. حتى وان قل ما لم يفسد ايمانه ويبطله بناقل من الملة. ولهذا جاء في الحديث القدسي الصحيح ان الله عز وجل يقول يوم القيامة اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان ادنى مثقال قال ذرة من الايمان. فالايمان وان قل فهو خير لصاحبه. وفيه خير له وبركة عليه في الدنيا والاخرة ولهذا قال وفي كل خير حتى لا يظن في المؤمن الضعيف الظنون وانما يعرف له خيره و تحفظ له حقوقه التي يوجبها له دخوله في هذا الدين وكونه من اهله هذه تحفظ له لما قام فيه من خير. والحديث يدل ايضا ان من لا ايمان عنده لا خير فيه. من لا ايمان عنده لا خير فيه. وما يكون عنده من اعمال فيها نفع ووفاء اذا وصل وصلاة فان كفره بالله يبطلها. كفره بالله يبطلها وشركه به سبحانه وتعالى يفسدها. وتكون اعماله باطلة. لا ينتفع منها بشيء لان الشرك والكفر مفسد للاعمال مبطل لها. قال الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال الله تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وقال تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. ولهذا يكون شأن اعمال هؤلاء يوم القيامة ان تذهب هباء كما قال الله عز وجل الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فمن لا ايمان عنده لا خير فيه. فالخير مع الايمان وجوده بوجوده وعدمه بعدمه فاذا عدم الايمان عدم الخير. واذا وجد الايمان وجد الخير. وهذا وهذا مستفاد الصلاة والسلام وفي كل خير اي فيمن ايمانه قوي وايمانه ضعيف هؤلاء في كل الخير ومفهوم المخالفة ان من لا ايمان عنده لا خير فيه. لا خير فيه. والحديث فيه دلالة على ان الايمان يزيد وينقص. ويقوى ويضعف. ودلالته على هذا الاصل من اصول الايمان واضحة لان من ايمانه اقوى ازيد ايمانا ممن ايمانه اظعف ومن ايمانه اظعف انقص ايمانا من ممن ايمانه يقوى ممن ايمانه اقوى. فالايمان يزيد وينقص. يزيد ايمان الشخص حتى كون موصوفا بالمؤمن القوي وينقص ايمانه حتى يكون صاحبه موصوفا بالمؤمن الضعيف وقد سئل الامام احمد رحمه الله ايزيد الايمان وينقص؟ قال نعم. يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء. يزيد حتى يكون امثال الجبال. وينقص حتى لا يبقى منه شيء. فاذا زاد واصبح امثال الجبال فهذا مؤمن قوي. الايمان. ومن نقص ايمانه وضعف اصبح ضعيفا الايمان. فالحديث واضح الدلالة على ان ايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء ثم لما بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا البيان العظيم واوضح هذا الايضاح النافع وجه الامة وهذا من كمال نصحه وتمام بيانه عليه الصلاة والسلام. وكانك عندما تسمع النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف كانه حينما تسمع هذا الخبر النافع عن النبي صلى الله عليه وسلم يتحرك في قلبك سؤال وهو كيف تكون قوة الايمان وكيف تكون السلامة من ضعفه كيف ننال هذه الخيرية ونحظى بهذا الفضل العظيم والمقام الرفيع؟ لا شك ان هذه سؤالات تتوارد على الخاطر والمؤمن يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف فيأتيك البيان دون ان تسأل وهذا من كمال النصح من كمال نصح نبينا عليه الصلاة والسلام لامته. ولهذا قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن دلك الى الطريق التي التي تنال بها عالي المقامات ورفيع المنازل. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وهذه وصية عظيمة ونافعة غاية النفع لمن وفقه الله تبارك وتعالى لفهمها بها وحصول الخير في الدنيا والاخرة متوقف على تحقيق هذه الوصية المباركة. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. احرص على ما ينفعك. هنا دعوة للحرص على النافع المفيد دعوة للحرص على النافع المفيد احرص على ما ينفعك هذه الكلمة يدخل تحتها قوة الارادة وعلو الهمة نشاط القلب وحسن رغبته وتوجهه للخير كل ذلك من الحرص وزوال الكسل عنه والتواني والفتور والتراخي وكذلك التسويف وغير ذلك من المعاني فالحرص كلمة جامعة يدخل تحتها معاني عظيمة فمن كان حريصا كان ذا همة همة عالية ونشاط وبعد عن الثواني والكسل وبعد عن التسويف. والتباطؤ في امور الخير قال احرص على ما ينفعك فاولا الحرص والحرص يستتبعه سلوك النافع المفيد. لما قال احرص لا ما ينفعك ليس المراد ان يكون حرص في القلب دون آآ عمل بالجوارح وانما المراد بالحرص هنا حرص القلب على النافع ومضي الجوارح فيما حرص القلب عليه من الامور النافعة المفيدة. فهذا لامران دل عليهما قوله احرص على ما ينفعك الاول حرص القلب على النافع. والثاني سلوك الطريق المفضي الى النافع المفيد وقوله ما ينفعك هذا يتناول كل نافع في الدين والدنيا يتناول كل نافع في الدين والدنيا. وهذا وهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم على للعناية بكل نافع في الدين والدنيا. اما النافع في الدين فهو ما دل عليه الدليل من كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا هو النافع في دين الله. واما ما واما ما لا دليل عليه من الكتاب والسنة فليس بنافع لانه لو كان نافعا لدل النبي صلى الله عليه وسلم امته عليه انا نعتقد ان النبي عليه الصلاة والسلام دل الامة على النافع المفيد. وما يقربها الى الله سبحانه وتعالى عساه ان يكون قد ترك نافعا مفيدا للامة في دينها وما يقربها الى الله دون بيان وايظاح. والله عز الا قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فالنافع هو ما دل عليه الدليل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتأمل هنا ان حرصك على النافع في دينك يتطلب منك امران. الاول العلم النافع العلم النافع ومعرفته والعناية به والتبصر في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والفقه في دينه جل وعلا. وخاصة ما يعلم من من الدين بالضرورة مما لا يعذر فيه احد بل يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها مثل التوحيد والصلاة وواجباتها واركانها واركان الاسلام ومعرفة الحلال والحرام. فما فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب فهذا فيما يتعلق بالنافع في الدين. يتطلب امران معرفته والامر الثاني العمل به وبهذا يكون العبد من المهتدين الراشدين ويسلم من ان يكون من الظالين الغاويين. لان الظال من لا علم عنده. والغاوي من عنده علم لا يعمل به وتكون السلامة من الضلال والغواية بالعلم النافع والعمل الصالح. ولهذا قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق بالهدى ودين الحق. الهدى العلم النافع. ووضده الضلال من الحق العمل الصالح وضده الغواية. وقد مدح الله عز وجل نبيه بقوله ما ضل صاحبكم وما غوى لاجتماع كمال العلم وكمال العمل فيه صلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على خلفاء الراشدين بهذا قال وتمسكوا بها اي سنته وعظوا عليها بالنواجذ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الراشدين المهديين فالراشد الذي يعمل. والمهتدي الذي يعلم اجتمع فيهم كمال العلم والعمل. واذا حرصك على ما ينفعك في دينك انما يكون بهذين الامرين بتحصيل العلم النافع وبالقيام بالعمل الصالح الذي دل عليه العلم النافع. بهذين الامرين آآ تكون قد قد حرصت على ما ينفعك. اما من تعلم العلم النافع ولم به فلم يكن داخلا في من حرص على ما ينفعه. لان انتفاع انتفاعك بعلمك به ومقصود العلم العمل. ولهذا قال علي ابن ابي طالب يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ترتحل فالانتفاع الانتفاع انما يكون بالامرين ولهذا جاءت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام بركة قال اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما. لاحظ الانتفاع يكون بالامرين علمنا ما ينفعنا هذا انتفاع وانفعنا بما علمتنا اي لنعمل به ونحققه ونطبقه فالانتفاع في امور الدين لا يكون الا بالامرين معا. بالعلم النافع والعمل الصالح. وقد كان عليه الصلاة والسلام يدعو بهذين الامرين كل يوم بعد صلاة الصبح كما صح بذلك الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كان يقول كل يوم بعد صلاة الصبح اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا صالحا. وفي رواية وعملا متقبلا. ورزقا طيبا. فكان كل يوم يستهله ويفتتح صباحه بهذه الدعوة المباركة. سؤال الله عز وجل تحقيق الامرين العلم والعمل الصالح. وهذا كله من الحرص على ما ينفع. وانظر هذه الهمة العالية من بداية اليوم فتح حرص على هذا النافع المفيد العلم النافع والعمل الصالح قال احرص على ما ينفعك هذا يتناول النفع الديني ما ينفعك في دينك وقد مضى الحديث عنه باختصار والجانب الثاني ما ينفعك في دنياك ايظا تحرص عليه. وهذا انت مطالب به. مطالب بان تحرص على ما ينفعك في في دنياك بما تقتات به وتتعيش ولا تكون عالة على الاخرين وحتى تتيسر لك النفقة عليك وعلى من تعول. وحتى ايظا يتيسر لك الانفاق والصدقة والبذل ومساعدة محتاجين وغير ذلك فلا بد من الحرص حرص الانسان على ما ينفعه في دينه. ولا ولا الانسان في هذا الباب بالاتكال على القدر. فان هذا تواكل وليس اتكالا واعتمادا الاتكال على الله والاعتماد عليه ببذل السبب. ببذل السبب لا بالاعتماد على القدر معطلا للسبب ولهذا لا بد ان ان يحرص الانسان على ما ينفعه في امور في امور دنياه. وقوله ما ينفعك هذا دعوة الى ان ان يحرص الانسان على الرزق الطيب. ولهذا قال في دعوته صلى الله عليه وسلم المتقدمة ورزقا طيبا لان ما ليس بطيب ليس بنافع. ولا وليس بداخل تحت قوله احرص على ما ينفعك ولهذا فان من طلب تحصيل المال بالطرق الربوية او بالابتزاز و اخذ اموال الناس بغير حق. هؤلاء لا يدخلون تحت قوله ما ينفعك لان ما يحصلونه من اموال ضارة لهم في الدنيا والاخرة. ممحوقة البركة في الدنيا والاخرة. فليست بنافعة. فالنبي صلى الله عليه وسلم دل الى الحرص على ما ينفع. والنافع هو الحلال. الذي احله الله تبارك وتعالى. فكل حلال نافع كله حرام او اكتسب تجارة او غير ذلك بغير الحلال فهذا ليس بنافع لا في الدنيا ولا في الاخرة. بل هو ضرر على صاحبه في دينه ودنياه. وهو بال عليه في دينه ودنياه. ومن ظن ان المال لا يحقل الا بهذه الطرق والربح لا ينال الا بهذه الوسائل فقد اساء الظن برب العالمين. وجنى على نفسه اعظم واضر بنفسه اعظم الضرر. وقد قال عليه الصلاة والسلام كل جسد قام على السحت فالنار اولى به ولهذا الحديث فيه تنبيه على هذا المقام العظيم. قال احرص على ما ينفعك بالله هنا في طلب يقول صاحب السيارة رقم آآ من اليمين الى اليسار اثنين واحد سبعة صفر اربعة لوحتها عجمان يرجى فتح الطريق لصاحب السيارة. ماذا كنا نقول على كل حال طيب آآ احرص على ما ينفعك واستعن بالله. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. هذه تتناول كما وضحت الجانب الديني وعرفنا الوسيلة والطريقة لذلك وايضا الجانب الدنيوي وايضا عرفنا الوسيلة والطريقة لذلك. وها هنا يطرح سؤال وربما يرد على كثير من الاذهان. قول النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك فيما يتعلق بالامر الدنيوي. يسأل بعض الناس تحديدا ما الانفع لي في امور الدنيا. ما الانفع؟ هل اكون مزارعا؟ هل اكون تاجرا؟ هل اكون كذا لان وسائل اه تحصيل المال النافعة متعددة. والله عز وجل وسع لعباده ابواب طلب الرزق ونوع مجالاته قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه. فابواب الرزق واسعة. والامر في هذا واسع فالباب في هذا واسع. ليس هناك امر يعني يلزمك ان تقوم به دون غيره وانما ما تتجه همتك له له ورغبتك اليه وميولك او او او تتيسر لك ابوابه فكل نافع تتيسر لك ابوابه وتتهيأ لك سبله فهو من النافع الذي تحرص عليه وهو وتستفيد منه ويدخل تحت قوله احرص على ما ينفعك فيما يتعلق بامور الدنيا ان تنوي بها النوايا الطيبة لتتقوى بهذا المال على طاعة الله ولتنفق منه في سبيل الله ولتساعد به من هو محتاجا فهذه النية الطيبة المباركة تثاب عليها حتى لو لم تحصل المال. وفضل الله عز وجل عظيم. قال ولا تعجزا وهذا تأكيد للمعنى الذي في قوله احرص على ما ينفعك قبل ذلك قوله واستعن بالله. واستعن بالله لما ذكر عليه الصلاة والسلام. آآ وحث على الحرص على النافع وذكرت لكم انه يدخل تحته امران الحرص القلبي وسلوك السبيل النافع مفيد لما حث على ذلك وجه للاستعانة على ذلك بالله وطلب العون منه. لان الامور بيده التوفيق بيده وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وفي وفي قوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله دعوة لفعل هذين الامرين الحرص على الذي هو بذل السبب مع الاعتماد على الله فمن فعل السبب معتمدا عليه لم يكن محققا ما دل عليه هذا الحديث. ومن عطل السبب معتمدا على الله لم يكن محققا هذا الحديث. ولا يكون تحقيق هذا الحديث الا بالامرين. فعل السبب و الاعتماد على الله تبارك وتعالى. والناس في هذا الباب ثلاثة مذاهب. مذهبان باطلان ومذهب حق. اما المذهب الحق فهو الذي جمع الامران الذي اللذان دعا اليهما النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يفعلون السبب ويعتمدون على الله تبارك وتعالى لا على السبب. هذا المذهب الحق. والمذهب الثاني وهو مذهب باطل من يفعلون السبب معتمدين عليه. معطلين الايمان بالقدر. وهؤلاء اولئك سبيلهم الى الحرمان والخيبة ومن تعلق شيئا وكل اليه فيوكلهم الى الله فيكلهم الله عز وجل الى الاسباب التي اعتمدوا عليها فلا ينالون الا الخيبة والحرمان. والمذهب الثالث من يعتمد على الله ويعطل السبب يعتمد على الله ويعطل السبب. فلا يفعل السبب ولا يطلب الرزق. ولا يسعى في في في في النافع المفيد له في دنياه. لا يفعل ذلك ويقول انا متوكل على الله. مثل الناس الذين جاءوا في زمن الصحابة من جهة اليمن ولم يأخذوا معهم زادا. وقالوا نحن المتوكلون. جاءوا بدون زاد ثم اخذوا يسألون للناس فهؤلاء ليسوا اهل التوكل اهل التوكل الذي يبذل السبب ويعتمد على الله سبحانه وتعالى ولهذا من عطل السبب لا ينال بتعطيله السبب الا الخسران. مثل لو قال قائل ان شاء الله عز وجل انا اكون من كبار العلماء اكون لكن لن اقرأ في حياتي كتابا ولن اجلس يوما من عنده عالم وسابقى العب وامرح وانام وامضي اوقاتي في في الله وإن كتب الله لي سوف اكون من كبار ائمة المسلمين. هذا يموت ولا يحصل من العلم شيء. وكذلك لو لو قال قائل لو شاء الله ان يأتيني اولاد بعد يأتيني اولاد لكن الى ان اموت لن اتزوج ابدا. وان شاء الله ان يأتيني الاولاد يأتون. هذا يموت ولا يأتيه الاولاد وهكذا لو ان الانسان عنده ارض وقال ان شاء الله ان تكون هذه الارض فيها انواع النخيل والاعناب والثمار يكون لكن ولن احرث ولن اسقي ولن افعل شيئا من ذلك وانما سانام عند الارظ وان شاء الله ان تكون من احسن المزارع تكون ما يحصل ولهذا قيل تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير بغير عناء والجنون فنون فاكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون. الشاهد ان تحصيل النافع لا لا يكون الا بالامرين فعل السبب مع الاعتماد على الله تبارك وتعالى. ومن عطل السبب معتمدا على الله او اه اه عطل التوكل معتمدا على السبب فكل في في سبيل خيبة وخسران والصلاح والفلاح والنجاح في الدنيا والاخرة انما هو ما وجه ودعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقوله ولا تعجزن هذا فيه تحذير من ضد الحرص وهو العدل والعجز هو التواني والكسل والفطور والفتور وارتخاء الهمة فهذا حذر منه عليه الصلاة والسلام ونهى عنه قال ولا تعجزن اياك والعجز. ولا ينبغي ان يكون الانسان متصل بهذه الصفة وقد قال عليه الصلاة والسلام احب الاسماء الى الله عبد الله وعبدالرحمن واصدقها حارث وهمام هذا في اشارة الى ترك العجز والحرص على النشاط وعلو الهمة والجد وترك والكسل قال ولا تعجزن. ثم ان الانسان اذا حرص على ما ينفعه واستعان بالله ترك العجز ليس شرطا ان يحصل ما يريد في كل حال فقد يفوته بعض المقاصد او بعض المطالب او قد يبتليه الله بامر من الامور فليس شرطا ان كل ما تحرص عليه وتكون فيه معتمدا على الله تاركا للعجز ليس شرطا ان تناله بل يكون قد يكون هناك مانع خفي عليك او يكون الله عز وجل اراد بك خيرا في في عدم او غير ذلك مما لا تعلمون فهنا تنتبه اذا حرصت على ما ينفعك واستعنت بالله وتركت العجز ثم فاتتك بعظ مقاصدك وغاياتك لا تفتح على نفسك باب الشيطان. ولهذا قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ها ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا هذا يفتح عليك باب الشيطان مثلا لو ان شخصا آآ اتجه في العطلة الى مثلا السفر الى مكة للاعتمار. وجهز نفسه ورتب اموره هي مصالحه وعندما واعتمد على ربه سبحانه وتعالى وعندما خرج مؤمن البلد اصطدمت سيارته وتعثرت السيارة ولم تصبح صالحة او خربت وتعطلت ما يفتح على نفس باب الشيطان ويقول لو انني ما جئت بهذا من هذا الطريق او لو انني ما مشيت اليوم او لو انني اخرت السفر لباب الاجازة لبقية لداخل الاجازة او لو انني او لو انني افتح على نفسي باب الشيطان من غير فائدة ولهذا انظر كمال النصح والبيان من النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. فاذا تعطل المصلحة او حصل لك اه مصيبة او قدر الله عليك ففي هذا المقام انظر الطاعة التي عليك في هذا ولا تفتح على نفسك باب الشيطان. فتصبر وتحتسب وترجو من الله عز وجل ان يكسبك وينيلك ثواب الصابرين المحتسبين. اما ان يفتح الانسان على نفسه باب الشيطان في في كلمة لو لو اني فعلت كذا لو اني فعلت كذا لكان كذا. فهذا امر لا فائدة فيه البتة وفيه مضرة متحققة. ما المظرة المتحققة قال عليه الصلاة والسلام فان لو تفتح باب الشيطان هذه المضرة يدخل الشيطان على الانسان يضعف ايمانه ويوهي دينه ويدخل عليه الحزن في قلبه وربما جعله الظن بربه الى غير ذلك من المداخل التي تكون فتحا للشيطان على الانسان بسبب استعماله لهذه ولهذا لا تستعمل هذه الكلمة في هذا المقام ففي مقام المصيبة او الابتلاء فلا يقول الانسان في هذه الحال لو اني فعلت كذا او لو اني لم افعل كذا او نحو ذلك كل ذلك يفتح باب الشيطان. وايضا حالة اخرى لا يجوز الاستعمال فيها لو. استعمال لو في تمني الحرام مثلا يقول اه شخص لو كان عندي مال لفعلت كذا وكذا يعني من الامور المحرمة ولو كان عندي مال لفعلت كذا مما نهى الله عنه او لو تمكنت من كذا لفعلت به كذا وكذا. من الاشياء المحرمة فهذا استعمال للو باطل ولله استعمالات صحيحة استعمالات صحيحة. مثل ان يستعملها في تمني الخير. او مثلا في تعليم العلم. مثل لو قلت لكم لو افك كل يوم عشرة احاديث وحفظها سهل عليك فانك في السنة الواحدة ستكون كذا قد حفظت هذا تعليم استعمال صحيح لا للو ولا شيء فيه او مثلا اه في في تمني الخير لو كان عندي مال اه يعني تصدقت او نحو ذلك هذا استعمال لا شيء فيه. اذا كانت استعملت في استعمال صحيح عملت في تمني الشر او استعملت في الاعتراظ على القدر ومثل ما اشار النبي صلى الله عليه في الحديث فان هذا لا يجوز. قال فان لو تفتح عمل الشيطان. وقوله تفتح عمل الشيطان هذا في فائدة اخرى عظيمة ان تحرص ايها المسلم على البعد عن كل لفظ يفتح عليك عمل الشيطان وهذا مثال لو وليس فقط هو الذي يفتح من الالفاظ عمل الشيطان. بل هناك الفاظ تفتح على الانسان عمل الشيطان. فهذا مثال وكل ما يفتح عمل الشيطان يبتعد عنه الانسان من آآ امر قولي او فعلي والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. فكل ما يفتح للشيطان عليك باب فلترصده وايضا يتحصن الانسان منه بذكر الله تبارك وتعالى. ولهذا جاء في المصاب ان يقول المسلم بدل كلمة لو انا لله وانا اليه راجعون. فينال بذلك خيرا عظيما وفضلا عميما. والله اعلم قال رحمه الله الحديث الثالث عشر عن ابي موسى الاشعري ارمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشدك بين اصابعه متفق عليه. هذا الحديث العظيم في بيان ما ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان من خير وتواصل وتعاون على البر والتقوى فان الايمان الذي يجمعهم والف الله سبحانه وتعالى به بين قلوبهم يقتضي ان يكون اهله كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كالبنيان يسد بعضه بعضا وقف هنا متفكرا في هذا المثال قال كالبنيان فانظر الى البيت فيه اعمدة وفيه جدران وفيه سقف وفيه منافع اخرى كثيرة. تجد ان هذه المنافع متشابكة متعاظدة كل ومنفعة منها تعبد الاخرى. وكل جانب منه يعبد الجانب الاخر. وهو كما وصف يشد الضوء كما وصف عليه الصلاة والسلام يشد بعضه بعضا. فهذا شأن البنيان. وصفة اهل الايمان هذه. كالبنيان يسد بعضه بعضا وهذا فيه اشارة الى ان اهل الايمان ينبغي ان يكونوا كذلك ان اهل الايمان ينبغي ان يكونوا كذلك كالبنيان يشد بعضه بعضا فاذا غابت هذه المعاني عن اهل الايمان غاب عنهم تطبيقها والقيام بها فان فان غياب ذلك عنهم او ضعفه فيهم دليل على ضعف ايمانهم لان الايمان اذا قوي بين اهله ظهرت هذه الصفة التي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فاذا ضعفت هذه الصفة بين اهل الايمان فهذا دليل على ضعف الايمان. والا فالخبر صادق الخبر صادق كما كما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. هذا شأن اهل الايمان المؤمن المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. فان لم يكونوا كذلك ودبت بينهم العداوة والبغضاء والحسد والبغي والظلم والغش والخديعة والمكر وغير ذلك من المعاني فهذا من امارات ضعف ايمانهم ونقص دينهم لان الايمان لو قوي فيهم وكمل وتم لكان كالبنيان. وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام اه مثل المؤمنين في تواد بهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. فهذه صفة اهل الايمان عند تكميلهم بايمانهم وتتميمهم لا. وهنا يا اخوان لا بد ان يراعي كل مسلم امرا في هذا المقام اذا وجد الناس من حوله غير مطبقين لهذه المعاني التي لا التي دعا اليها دين الله وامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس الذي عليه في مثل هذا المقام ان يكون ما عليه الناس ان كانوا على فساد يكون على فساد وان كانوا على خير يكون على خير. ليس هذا الذي ينبغي ان يكون عليه المؤمن. وانما الذي عليه ان يؤدي الذي ينبغي عليه ان يؤدي الذي عليه. من تحقيق معاني الدين وغاياته قاصدة وكمالاته طلبا لموعود الله وعظيم ثوابه تبارك وتعالى لمن كان كذلك. فلا يقول قائل وقد فسد الناس فلم اصلح انا وحدي من بينهم من بينهم؟ قد يأتي الشيطان للانسان ويمنعه من كثير من الخير ومن معانيه يبادل السيئة بالسيئة والغش بالغش والكذب بالكذب والخداع بالخداع والمكره المكر وغير ذلك وهذا لا يجوز بل الانسان ينبغي ان ان يكون هو في نفسه مجتهدا في تحقيق ما امره الله تبارك وتعالى به. وهو في هذا نالوا ثواب الله ثم يكون في مجتمعه قدوة للناس في الخير يقتدون به ويتعلمون منه ويثابوا اه ثوابا عظيما على اه حاله هذه ووصفه عندما كان مثالا للخير قال المؤمن للمؤمن كالبنيان. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا هذا فيه كما مر ان المسلمين اه غاياتهم واحدة وامالهم واحدة وافراحهم واحدة والامهم واحدة يجمعهم عبادة رب واحد واتباع نبي واحد صلى الله عليه وسلم وملة واحدة ويستقبلون قبلة واحدة فاذا كانوا كذلك فلما يتعادون؟ ولما يتباغضون؟ ولما يتدابرون؟ ولما ينسى بينهم الغش والحسد والغل والعداوة ووسانهم كذلك وعلى كل حال الحديث فيه بيان ما ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان. فان لم يكونوا كما وصف صلى الله عليه وسلم في الحديث فهذا من ضعف ايمانهم ونقصه. ثم في ثم في قوله قول الصحابي في الحديث وشبك بين اصابعه هذا فيه استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لوسائل الايظاع في التعليم. وكان كثير ما يستعمل ذلك صلى الله عليه وسلم. فلم يكتفي بقوله كالبنيان يشد بعضه بعضا وانما سبك اصابعه صلى الله عليه وسلم بين الصحابة ليجتمع عندهم في اه معرفة الامر اه الكلام باللسان وحركة اليد التي تبقى عالقة في الذهن. ومؤثرة في الانسان. قال وشبك بين اصابعه. وكثيرا ما كان يستعمل صلوات الله وسلامه عليه وسائل الايضاح. ومن جنس هذا قوله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود عندما خط خطا مستقيما ووضع على جنبتيه خطوط قال هذا سبيل الله وهذه سبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو اليه. هذي وسيلة ايظاح. فكثيرا ما كان يستعمل هذا نبينا صلوات الله وسلامه عليه نعم نفس السيارة هذي. يرجى من صاحب السيارة التي اعلن عنها الشيخ رقمها اربعين سبعمية واتناش. عجمان يقول عائلة تنتظر من الساعة سبعة ونص يعني معطل العائلة؟ الاحاديث التي قرأناها قبل قليل تقتضي قيام بالسيارة فنرجو ان ينتبه نعم كم باقي من وقتنا طيب اتفضل. قال رحمه الله الحديث الرابع عشر عن ابي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اتاه سائل او طالب حاجة قال اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء. متفق عليه. وهذا الحديث في في بيان ما ينبغي ان عليه اهل الايمان من تعاون. ومن تمام قوله في الحديث الذي قبله المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. فهذا شأن اهل الايمان في تعاونهم وتواصلهم وسعيهم في مصالحهم لبعضهم لان اعمالهم واحدة والامهم واحدة والتعاون بينهم ظاهر بين فهذا الذي يقتضيه ايمانهم ويدعوهم اليه دينهم فمن تمام تطبيق الحديث السابق ما جاء في هذا الحديث قال اشفعوا تؤجروا والمراد بالشفاعة بذلها عند اولي الشأن واولي الامر ممن ممن طلب من الشافعي ان يشفع عندهم لتتحقق مصلحة من طلب الشفاعة في في في شفاعته للمحتاج عند من طلب الشفاعة عنده اه امران يناله مع الشافع سواء تحققت الشفاعة وتحصل المراد او لم يتحصن او لم يتحقق. اما الامر الاول فهو نيل الاجر وتحصيل الثواب. قال اشفعوا تؤجروا ولم يتوقف اه حصول الثواب على تحقق المصلحة التي شفع فيها الانسان. فالثواب حاصل بمجرد الشفاعة فاذا شفعت لاحد في امر عند مسؤول او عند صاحب شأن او عند ولي امر او نحو ذلك فبمجرد بذلك بذلك للشفاعة اجرت. سواء نال من شفعت له ما يريد او لم ينم لان نيلك للثواب بالشفاعة لا بماذا؟ بتحصيل صاحبها ما يريد وليتأمل هذا الامر قال اشفعوا تؤجروا اي تؤجروا بمجرد بذلكم لها وقد يظن بعض الناس انه ينال الاجر اذا حصل من شفعت له مصلحته وحاجته وهذا ليس صحيح. وانما انت قد نلت الاجر مجرد بذلك للشفاعة هذا مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا. والامر الثاني الذي تناله بشفاعتك هو وقوفك مع اخيك وعونك له وعونك وعونك له سواء حصل ما يريد او لم يحصل هو يدرك وقفتك معه ومعروفك عليه واحسانك له سواء حصل ما يريد او لم يحصل. فمن شفع نال هذين الامرين. اه نال الاجر لقوله صلى الله عليه وسلم تؤجر ونال ايضا ود اخيه وآآ قام بالمعروف معه واحسن اليه قال اشفعوا لتؤجروا اي تنالوا الاجر عند الله عز وجل. قال ويقضي قبلها شيء ام ويقضي الله. نعم. قال ويقضي الله على رسوله. ها؟ على لسانه. وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما يشاء. يقضي الله على لسان نبيه ما يشاء. وهذا فيه اشارة الى ان الامور كلها بقضاء الله وقدره. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولهذا قال ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء وقضاء الله عز وجل نوعان قضاء كوني قدري ومنه قوله تعالى فقضاهن سبع سماوات وقضاء شرعي ديني ومنه قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. اي امر ووصفه. وهنا قال عليه الصلاة والسلام ويقضي ويقضي الله على لسان رسوله ما يشاء. اي ان الامور بيد الله سبحانه وتعالى يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد. وايضا يدل هذا المعنى على على ان الانسان يبذل الشفاعة يبذل الشفاعة الحسنة التي ينال بها ثواب ثواب الله. وعون اخيه والامور تقف في الوقت نفسه ان الامور بيد الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والتوفيق بيده سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم واثابكم الله. فضيلة الشيخ هل مرور المرأة امام المصلي رجلا من كان او امرأة يبطل الصلاة مع توجيه مع بيان حكم المرور بين يدي المصلين. مرور المرأة امام المصلي رجلا كان او امرأة لا يجوز. واختلف اهل العلم هل ابطل الصلاة بالمرور او لا تبطل. لاهل العلم يعني قولان في ذلك. لكن على المرأة ان تحرص وتتقي الله جل وعلا فلا تمر من امام اه المصلين ولا من امام المصليات من النساء وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بين يدي المصلي قال لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟ من الاثم لكان ان اربعين آآ خريفا خير له او كما قال عليه الصلاة والسلام. يعني خير له من من هذا المرور. فالامر خطير والمرأة لا تمر لا من امام المصلين ولا من امام المصليات نعم. احسن الله اليكم وهذا الاخ يطلب منكم توجيه كلمة لبعض الحضور. يقول وذلك اني ارى البعض يرمي الكتاب على الارض وهو واقف وبعضهم يريد ان يزيح الكتاب الى الامام فيزيحه بقدمه وفي وفي الكتاب كلام الله ورسوله. ما ما السائل ارجو الا يكون شيء منه يقع. واحترام كتب العلم وما فيها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من اعظم اسباب البركة ومن لا يحترم كتب العلم وما فيها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا من موجبات انتزاع البركة عدم تحصيلها ومراعاة الادب مع كتب العلم وما فيها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله الله عليه وسلم هذا امر لا بد من مراعاته. والكتاب لا يحرك بالقدم ولا يرمى في الارض رميا وانما يعتنى به ويحافظ عليه. وايضا لا يعرض للتلف. بعض الناس عندما يستعمل الكتاب يستعمله بطريقة تعرضه للسلف بسرعة بحيث ان الكتاب الذي في يده قد يكون مجلد يعني تجليدا جيدا فيتلفه في ايام معدودة. من آآ شدة فتحه له بقوة يمسكه مع الغلاف ويمشي والكتاب مدلى ممسك ممسكه بطرف جلدته وهو يمشي وربما اذا وقف عند صفحة وكلمه صاحبه امسك الصفحة وجعل الكتاب مدلى واخذ يتكلم مع صاحبه ربع ساعة وهذه مع الوقت تجعل الكتاب يتخلخل وتتفكك يعني هذا كله من قلة الاحترام. من قلة الاحترام وكتب العلم يعتنى بها. تعتني بها لنفسك ليبقى لك الكتاب. تستفيد منه. وتعتني بها لغيرك حتى اذا مت يبقى في صالح عملك كتابا جيدا يستفيد منه الناس وينتفعون. اما تمزيق كتب ورميها عدم تأدب معها بادابها فهذا مما لا ينبغي. وقد جاء في سنن ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم في في قصته مع اليهود لما طلب التوراة لما طلب فلما جيء بها جاء بوسادة وضع التوراة عليها فهذا كله من العناية بالكتب المحافظة عليها ورعايتها فالعناية بالقرآن والعناية بكتب الحديث وايضا العناية بكتب التفسير والفقه وما فيه من ايات واحاديث هذا كله من امور المهمة والمتأكدة على على طلاب العلم. وعند الحديث الذي اشرت اليه اشار بعض اهل العلم الى اهمية العناية الكتب حسن استعمالها واستخدامها وكذلك في كتب ادب طالب العلم يتعرظ اهل للعلم ذلك كثيرا. ولهذا الحاجة الى الادب مع العلم وكتبه واهل العلم. مهمة جدا لطالب العلم نعم احسن الله اليكم عدد من الاخوة يسأل وجملة السؤال هل يصح ان يقال ان القوة في الحديث؟ انما هو القوة في الجسم وكذا الضعف القوة في الحديث في الايمان. قال المؤمن القوي اي في ايمانه خير من المؤمن الضعيف اي في ايمانه. هذا هو الذي يدل عليه الحديث. وقوة البدن تدخل تبعا. قوة البدن تدخل تبعا مما يتحقق مع قوة البدن من قيام بطاعات وعبادات والا قوة البدن بمجردها ليست بنافعة لصاحبها الا ما قام بهذا البدن من ايمان وطاعة لله عز وجل. احسن الله اليكم. يقول السائل هل استعمال لون في التحسر على ترك الخير يجوز اه استعمال له في التحسر على ترك الخير الاظهر انه داخل فيما نهى عنه والنبي صلى الله عليه وسلم فلا يتحسر الانسان على ما مضى وانما يستغفر الله عز وجل مما مضى ومنهم من تفريط وتقصير ويقبل في آآ في ايامه التي يستقبل على ما كان قد فرط فيه وفيما بقي من من حياته متسع للقيام بالاعمال الصالحة والامور والمقربة الى الله عز وجل حتى وان كان الذي بقي له من حياته شيء قليل. وفي هذه المناسبة اذكر قول الحسن البصري رحمه الله لذلك الرجل عندما سأله الحسن قال له كم تبلغ من العمر قال ستون سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته؟ فقال رجل انا لله وانا اليه راجعون. فقال له الحسن او تعرف تفسير ما تقول؟ هل تعرف معنى ان لله وان اليه راجعون قال الرجل وما وما تفسيره؟ وهذا فيه اشارة الى حرص السلف رحمهم الله على العناية بمعاني الاذكار ودلالاتها فقال الرجل وما تفسيره؟ قال انا لله اي ان لله عبد. وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع. فاذا فعلمت انك لله عبد يقول الحسن؟ فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم ان انك مسؤول. واذا علمت انك مسؤول فاعدة للمسألة جوابا. انتبه الرجل لتفريطه وتقصيره وادرك فقال ما الحيلة ما الحيلة؟ قال الحيلة يسيرة. قال وما هي؟ قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى. فالانسان لا يتحسر على الماضي وانما يحسن فيما بقي ويسأل الله جل وعلا الاعانة والتوفيق في فيما بقي وهو التوبة والمغفرة لما مضى من حياته احسن الله اليكم. وهذا سؤال عبر الجوال يقول آآ كثير من الاخوات يتساءلن الحضور الحائض لهذه الدولة والجلوس في المسجد. الحائض لا تدخل المسجد. الحائض لا تدخل المسجد ودخولها له ليس بظرورة ايظا. فانما يفوتها من الدروس اه آآ في وقت الدرس يمكن ان تتداركه عبر الاشرطة. فالامر متيسر. فالحائض لا يجوز لها دخول مسجد نعم احسن الله اليكم يقول السائل هل الشفاعة المرغب فيها في هذا الحديث هي ما تسمى في زمان الى هذا بالواسطة الواسطة اما ان تكون واسطة في اه خير وامر نافع دون تعد على حقوق الاخرين فهذه لا بأس بها. اما اذا كانت الواسطة على حساب الاخرين وحقوقهم فانها لا تجوز مثل ان يكون آآ مكان ساغر ولا حق به معروف فيتوسط لانسان ضعيف ليس اهلا لهذا المكان بان يكون فيه بدل ذلك الذي هو اولى واجدا. فهذا فيه ظلم اخرين وفيه عدم قيام بالامانة وهي وساطة في في غير محلها. فالشفاعة التي يؤجر عليها الانسان الشفاعة السنة التي لا مضرة فيها بالاخرين ولا اعتداء فيها على الحقوق ولا ظلم فيها لمصالح الناس نعم. احسن الله اليكم. يقول السائل هل النصوص الواردة في فضل العلم؟ آآ يدخل فيها العلم الدنيوي العلم الدنيوي اذا قصد به صاحبه كالطب والهندسة والزراعة او غيرها نفع الاسلام ونفع المسلمين وكفاية الامة. اذا قصد به هذه المقاصد فهو نافع بهذا المقصد الطيب. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد