بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انزلوا الناس منازلهم. رواه ابو داوود هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث عظيم في بيان ما يدعو اليه ديننا الحنيف من الحكمة التي هي وضع الامور مواضعها. وانزالها منازلها. وهذا من كمال هذا الدين وجماله. وقد ذكر المصنف رحمه الله ان حديث رواه ابو داود في سننه. وهو في سنن ابي داوود لكن ابا داود رحمه الله اعله بالانقطاع. بين عائشة رضي الله عنها ومن يروي عنها ومن اهل العلم من حسن الحديث لبعض الشواهد ومنهم من ضعفه. لكن معناه صحيح. ويشهد لصحة معناه دلائل كثيرة وشواهد عديدة من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله وسيأتي معنا شيئا منها ومن يطالع هدي النبي صلى الله عليه وسلم يجد فيه الدعوة الى هذا الامر. من هديه تطبيقا ومن قوله صلوات الله وسلامه عليه. وهذا من من حكمة الاسلام وجماله وحسنه ان تراعى منازل الناس وان تعرف اقدارهم وان يعطى كل كل ذي حق حقه. فليست الحقوق. التي يدعو اليها الاسلام متساوية في حق الجميع. بل ان للمنزلة اعتبار في في نوع وانزال الشخص من حيث اعطاؤه حقوقه المنزلة التي هو عليها او تليق به. ولهذا نجد الاسلام جعل للام حقا خاصا تنزل في في في منزلتها التي يعرف بها فظلها وعظيم جهدها وكبير احسانها ولهذا كانت احق الناس بحسن مصاحبة ولما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم من احق الناس بحسن صحابتي قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك وهذا من من هذه القاعدة مراعاة الحقوق ومعرفة احوال الناس واعطاء كل ذي حق منهم حقه على ضوء قدره ومنزلته ومكانته ونبله وفضله واحسانه وسابقته كل هذه لها وزنها واعتبارها. ومن هذا القبيل ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم. وحامل القرآن غير الغالي فيه. ولا المقسط والحاكم العدل. قال ان من اجلال الله فهؤلاء لهم مكانة خاصة الى السن له منزلته وله حقوق خاصة لكبر سنه ولهذا ايضا جاء في الحديث ان النبي صلى الله وعليه وسلم قال ليس منا من لم يوقر كبيرا ويرحم صغيرا وفي بعض رواياته ويعرف لعالمنا حقه. فهذا كله من من هذا القبيل من انزال الناس منازله ولهذا نجد الشريعة تراعي منازل الناس واقدارهم من جهة ما لهم من حقوق. فالام لها حق والاب له حق. والابناء لهم حق. والزوجة لها حق والجيران لهم حق والعلماء لهم حق والمحسن له حق وهكذا كل له حقوقه على ضوء منزلته. فالمنازل معتبرة. ولا يسوى الناس في الحقوق فليس مال الام من حق لكل احد. ولا لقسم العلماء الحقوق الى حقوق خاصة حقوق عامة حقوق خاصة هذه يراعى فيها اعتبارات المنازل بحسب خصوصية كان او مكانته او منزلته وهناك حقوق عامة لعموم المسلمين. وكل وكل هذا ينبغي ان يعتبر فيه انزال الناس في منازلهم. توقير الكبير ورحمة الصغير لاحظ فانزال الناس منازلهم فالكبير يوقر ويحترم ويعرف له وكبره وقدره والصغير يرحم ويعطف عليه ويتودد اليه في في معاملته فليس الحق الذي للكبير مماثلا للحق الذي للصغير وهكذا في عموم اه اه اقدار الناس ومنازلهم الشريعة ذلك فمعنى الحديث حق لا ريب فيه ولا ريب في صحته وحسن وجماله شواهده وبراهين الصحة معناه كثيرة. اه انزل الناس منازلهم الشريعة تدعو الى اعتبار اقدار الناس ما لهم من حقوق واعطاء كل ذي حق حقه وهذا من من جمال هذا الدين وحسنه وبهائه. نعم. قال رحمه الله الحديث عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضار ضار الله به ومن اشاق الله عليه. رواه الترمذي وابن ماجه في رواه الترمذي وابن ماجة حديث عظيم ومن كمال هذا الدين وجماله وحسنه والحديث قد تضمن اصلين عظيمين تشهد لهما الشواهد كثيرة وبراهين عديدة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اما الاصل الاول فهو ان الجزاء من جنس العمل ما يدين المرء يدان. فان احسن جزاؤه الاحسان وان اساء فجزاؤه العقوبة. ولهذا قال قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. اي من خير في الاول ومن شر في الثاني فالجزاء من جنس العمل وهذا من كمال هذه الشريعة وكما يدين المرء يدان قال الله عز وجل في الاحسان وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ وقال للذين احسنوا الحسنى والزيادة جزاء من جنس عملهم. وقال الله تعالى في الاساءة ثم كان عاقبة الذين السوء جزاء وفاقا. فالاحسان عاقبته الاحسان والاساءة عاقبتها السوء وهذه القاعدة مطردة في في الشريعة الجزاء من جنس العمل. الجزاء من جنس العمل. قال من بار الله به. ومن شاء شاق الله عليه. هذا في الاساءة. وفي الاحسان قال قال في الحديث الاخر من نفس عن مسلم كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في في عون اخيه. الاحسان او الاحسان والاساءة جزاؤها السوء والعاقبة السيئة على قدر اساءته. وهذا من كمال فضل الله وكمال عدله كمال فضله مع المحسنين وكمال عدله مع الخاطئين مقصرين. طالما منظار ضار الله به. من ضار ضار الله به اي من الحق الضرر بغيره. سواء تعطيل المصلحة وتفويتها على صاحبها او باتلاف منفعة وافساد على صاحبها. فالمضارة بتفويت المصالح. او بالاتلاف اظاعة الحقوق والجناية على الممتلكات كل هذا من المضارة فمن ظار ظار الله به. وكذلك من شاق شاق على غيره. والحق بغيره العنت والمشقة فان جزاءه من جنس عمله. وقد مدح الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام ببعده عما يعنت الناس ويشق عليهم. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. واتباعه ينهجون نهجا ويقتفون اثره ويسيرون على منواله صلوات الله وسلامه عليه فهذا الاصل الاول ان الجزاء من جنس العمل وشواهد هذا الاصل وبراهين في القرآن والسنة لا حصر لها ولا عد. واذا علم ذلك المسلم وتبصر ترى وادركه على حقيقته فانه يكون في غاية الحيطة وتمام الحذر بعدم الوقوع في الاساءات ايا كان نوعها. لان عاقبة السيئة السوء وفي الوقت نفسه يكون حريصا غاية الحرص على الخيرات و وجوه المنافع المتنوعة يرجو فضل الله تبارك وتعالى واحسانه ومنه واكرامه. اما الاصل الثاني الذي يدل عليه هذا هذا الحديث وهو قاعدة من قواعد ادي الشريعة لا لا ضرر قاعدة لا ضرر ولا ضرار. وهو نص حديث اخر ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه لا ضرر ولا ضرار مرر الحاقه بالاخرين ايا كان نوعه في من لا يستحقه محرم شرعا ومن قواعد الشريعة دفع الظرر قبل وقوعه ورفعه بعد وقوعه وهذا من كمال هذا الدين وجماله. فليس فيه مضارة وليس فيه اضرار بالاخرين وليس فيه ولا عدوان ولهذا تحت هذه القاعدة يدخل من ابواب الفقه ماذا حصر له مما يدل على ان دين الله تبارك وتعالى وما تدعو اليه شريعة الاسلام ليس فيه ضررهم بالاخرين بل فيها المنع من ذلك. ودفع قبل ان يقع ورفعه اذا وقع ولهذا حرم الاسلام الغش وحرم النجس وحرم بيع الرجل على بيع اخيه وحرم تلقي الركبان وحرم الربا وحرم الغرر وحرم بيع حبل الحبلة وحرم بيوع كثيرة لهذه القاعدة لهذه القاعدة لان فيها اه اما بالبائع او بالمشتري. كذلك بيع الملامسة والمنابذة. و غير ذلك من من البيوع التي منع الاسلام منها ونهى عنها كله لاجل هذه القاعدة العظيمة من قواعد الشريعة رفع الظرر ودفع الظرر وهذا من كمال هذا الدين وجماله. والحديث شاهد لهذه القاعدة. قال من ضار ضار الله به. اذا كان نهج الانسان المضارة بالاخرين. والحديث فيه دلالة على ان ما اكتسبه الانسان من مال على وجه المضارة بالاخرين في اه ما ما نهت الشريعة عنه من بيوع ومعاملات فمن اكتسب مالا من والحديث دليل على انتفاع البركة من مال من كان ماله من هذه الطرق وبهذه الوسائل على حساب الاخرين والاضرار بهم والتعدي على حقوقهم و التغرير بهم ومخادعتهم واكل مالهم بالباطل وغير ذلك من انواع المضارة فاذا كان تحصيل الانسان للمال من هذه الوجوه فان ماله منزوع البركة. ودلالة الحديث على انتزاع البركة من مال من كان فهذا سبيل تحصيل ماله ظاهرة. لان النبي صلى الله عليه قال من ظار ظار الله به. فمن كان تحصيل ما له على وجه المضارة بالاخرين ظار الله ومن ضار الله به فان الخير والبركة عنه تترحل والشر والفساد عليه يقبل. لان هذا مقتضى ذلك. فمن بار الله به ترحل عنه الخير. وترحلت عنه والبركة واقبل عليه الشر والفساد وهذا جزاء وفاقا ومعاملة له بنقيضك قصده. ولهذا لا لا يكون في ماله عليه بركة. بل يكون ماله عليه وحسرة في الدنيا والاخرة. لانه مال قائم على المضارة والتعدي على على حقوق الاخرين واخذ اموالهم بالباطل فجزاء من كان كذلك من جنس عمله جزاء وثاقا عدلا من الله تبارك وتعالى والحديث فيه دلالة على ان من يشتغل بالتجارة والبيوع واكتساب المال عليه ان يتقي الله جل وعلا في اموال الناس. وان يحذر غاية الحذر ان يكون اكتسابه ولو كان قليلا او يسيرا من غير وجهه. او بمضارة بالناس بغش او بكذب او بمخادعة او غير ذلك من الوجوه التي جاء النهي عنها لما فيها من الاضرار بالناس. وهذا الاصل العظيم دفع الظرر ورفعه لو عمل به الناس لسلموا من الشرور. والظلم والتعديات واكل اكل الاموال بالباطل وكل ما يقع من من وجوه وتجاوزات وتعدي في المعاملات والبيوع ونحو ذلك كله من اهمال هذه القاعدة واهدار هذا الاصل العظيم الذي دعا اليه دين الله تبارك وتعالى. كما ان الحديث يدل ايضا على فائدة عظيمة في حق من كان بعيدا عن المضارة بالناس في اموالهم وحقوقهم وممتلكاتهم متنزها عن عن ذلك متورعا عنه يخشى الله ويخاف عقابه ولا على حقوق الناس فالحديث يدل على ان الله عز وجل يبارك له في ماله قليله وكثيره. لان ما له دخل عليه من وجوه لا مضارة فيها والحديث فيه ان منظار ضار الله به ومفهومه ان من تجنب الظرر خوفا من الله وخشية عقابه ومراعاة لحقوق عباد الله تبارك وتعالى ان يبارك الله عز وجل في ماله وفيما اتاه. ويكون بركة عليه. وهذا ايضا مبني على القاعدة نفسها ان الجزاء من جنس العمل. جزاء الاساءة السوء وجزاء الحسنة الاحسان. قال من ضار ضار الله به. ومن شاء شق الله عليه وهذا ايضا اصل مهم جدا دل عليه هذا الحديث. وهو ان من شاق يعني كان سبيله التعامل مع الناس الحاق المشقة عليهم. سواء بالقول او بالفعل او او بغير ذلك من وجوه المشقة على الاخرين فانه يجازى من جنس عمله. وبالمقابل من كان يميل الى فالرفق بالناس والاحسان اليهم والشفقة والعطف و آآ تقديم المعونة والاحسان والتيسير واعانة المحتاجين وغير ذلك يكون الله عز وجل في عونه. وكما يكون الانسان لعباد الله يكون الله له احسانا فاحسان وان اساءة اساءة وعقوبة. نعم قال رحمه الله الحديث السابع عشر عن ابي ذر الاثاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن. رواه الامام احمد والترمذي ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه وهو كذلك مروي عن معاذ ابن جبل. ها؟ وان رحمه الله ما اورده في الاربعين عن معاذ ابن جبل وهو مروي عن معاذ وعن ابي ذر رضي الله عنهما قال اتق الله حيثما كنت. واتبع السيئة الحسنة تمحها. وخالق ناسا بخلق حسن. والحديث عظيم في معناه وجزالة الفاظه وجمال دلالاته واحتوائه على الخير ومع وجازة الحديث فانه قد اشتمل على اصول المعاملة. مع الله كيف تكون ومع النفس. كيف تكون ومع عباد الله كيف تكون؟ فالحديث اشتمل اجمل ما يكون من عبارة لما يكون من لفظ على اصول المعاملة. وبدأ باعظم ما يكون من ذلك في المعاملة مع الله جل وعلا. قال اتق الله حيثما كنت. اتق الله حيثما كنت اي اينما تكون وفي اي مكان تحل وفي اي ديار تنزل اتق الله. لان الله عز وجل يراك اين ما تكون ولا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية في الارض ولا في السماء اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب اتق الله حيثما كنت لانك اينما تكون فالله يراك. ويطلع عليك. ويعلم لحالك ويرى آآ حركاتك وسكناتك وقيامك وقعودك ويسمع سلامة فهو سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية. احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. سمعه محيط بالاصوات كلها وهو جل وعلا عليم بكل شيء يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ويرى سبحانه وتعالى كل شيء. واذا تأمل المسلم في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته وما تدل عليه من عظمة الله وجلاله وكماله وكمال اطلاعه احاطته وكمال علمه. فان وشموله وشمول قدرته فان ذلك يؤثر فيه تقوى ومراقبة لله عز وجل. ولهذا قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف فخوف الله وتقواه ومراقبته فرع عن معرفته جل وعلا. ولهذا قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وعلى هذا فان من اصول او اصل المعاملة مع الله تقواه جل وعلا اينما كان الانسان اينما كان الانسان لانه اينما كان فالله يراه. ويطلع عليه ويسمع كلامه. يسمع كلامه ما اعظم سمع الله جل وعلا. يقول عليه الصلاة والسلام في حديث ابي ذر وهو في الاربعين الحديث الطويل وهو حديث قدسي يقول الله فيه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم في صعيد واحد وسألوني فاعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا والحديث واضح الدلالة على ان الله عز وجل لو قام الخلق من زمن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها انس وجنهم في صعيد واحد وسألوا الله في لحظة واحدة وكل يسأل بلغته ولهجته وكل يذكر حاجته لسمع اصواتهم اجمعين. دون ان يختلط عليه صوت بصوت ولا لغة بلغة ولا حاجة بحاجة. وعائشة ام المؤمنين رضي الله عنها لما جات تلك المرأة المجادلة تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها وتشتكي الى الله كانت ذكرت انها تسمع بعض الكلام ويغيب عنها بعضه. وما ان انتهت تلك مرأة من مجادلتها للنبي صلى الله عليه وسلم الا وينزل قول الله قد سمع الله قول التي في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير. قالت عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات. فاذا تأمل المسلم ذلك وتأمل رؤية الله جل وعلا لخلقه يرى سبحانه وتعالى جميع خلقه من فوق في عرشه يرى من فوق العرش عز وجل دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. ولو كانت نملة على هذه الصفة واقتربت منها ما رأيتها. يراها عز وجل من فوق سبع سنوات بل ويرى جريان الدم في عروقها. وكل جزء من اجزائها سبحانه وتعالى. فيتأمل رؤية الله له ويتأمل علم الله به. واطلاعه عليه. فاذا حصلت هذه المعاني ووجدت القلب وجدت التقوى. واذا ضعفت هذه المعاني من القلب ضعفت التقوى. واذا قالت هذه المعاني عن القلب ترحلت التقوى. ولهذا فان اساس السعادة معرفة الله عز وجل ومعرفة اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله معرفة صحيحة عن معرفة اهل الاهواء والبدع من يحرك كمن يحرك او يعطل او غير ذلك من المناهج الفاسدة فهذه لا تقرب من الله بل تبعد منه. وانما الذي يقرب من الله معرفة اسمائه وصفاته معرفة صحيحة على ضوء ما كان عليه اهل السنة والجماعة اثبات بلا تعطيل اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعقيب. هذا النهج المبارك الذي له اثر بالغ على الانسان في عبادته وسلوكه واخلاقه ومعاملته لان اساس السعادة معرفة الله واذا خدست المعرفة بالتحريف والتعطيل وغير ذلك من المناهج العاطلة فان فان ذلك يؤثر على ايمان الانسان وسلوكه. ولهذا ترى المعطلة محرومون من خير بهذا السبب يأتي احدهم من الاية التي تثبت الصفة لله فيقف عندها معطلا ما دلت عليه تراه يقف عندها ويقول لو اثبتنا لله كذا للزم كذا ويدخل في متاهة التعطيل ودروب والتحريف فتضيع ثمرة الاية تضيع عنه ثمرة الاية الايمان والعملية ولهذا صلاح الانسان بمعرفته بالله جل وعلا المعرفة الصحيحة على نهج اهل السنة والجماعة رحمهم الله. وتقوى الله جل وعلا ليست كلمة يقولها الانسان بلسانه او اويدعيها ولو كانت مجرد دعوة لكان من السهل على كل انسان ومن على كل لسان ان يقول ان لي من المتقين. او انني من اهل التقوى. فهذا سهل على كل احد لكن تقوى الله عز وجل تكون بالقلب وباللسان وبالجوارح القلب يتقي والجوارح تتقي. واللسان يتقي. فالتقوى يتناول ذلك كله. ودلائل ودلائل ذلك كثيرة جدا في بيان ان التقوى تتناول ما ما يكون في القلب من اعتقاد وايمان وما يكون في الجوارح من زكاء واعمال وطاعات وقربات ومن الشواهد على ذلك قول الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن ليه؟ والسائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة. والموفون بعهدهم اذا عاهدوا في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون هذه خصال التقوى ولو تأملت الخصال المذكورة في هذه الاية الكريمة لوجدتها على نوعين خصال تتعلق بالقلب وهذه في صدر الاية واولها قال ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. وخصال هي اعمال تكون بالجوارح. واتى المال على حبه ذوي قربة الى اخر الاية فتقوى الله جل وعلا عقيدة بالقلب وعمل بالجوارح وليست مجردة ادعاء وقد عرف اهل العلم التقوى بتعاريف عديدة من اجودها او اجودها ما جاء عن طلق ابن حبيب رحمه الله وهو من التابعين انه قال تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. هذا احسن ما قيل في حد التقوى. واذا تأملت هذا التعريف تجد اذ انه يتناول جانبين جانب فعل المأمور وجانب ترك المحظور وفي كل منهما يراعى العلم والبصيرة. ولهذا قال في فعل المأمور على نور من الله وفي ترك المحظور ايظا قال على نور من الله والمراد بالنور البصيرة الذي هو العلم النافع الذي يميز به صاحبه بين الحق والباطل والهدى والضلال على نور من الله. وايضا يراعى الرجاء للرحمة والخوف من من العذاب وقوله رجاء رحمته وخوف عقابه هذا فيه ما قدمت الحديث عنه ومعرفة والمعرفة التي تورث في العلم الرجاء والخوف والمحبة والاقبال على طاعة الله وكلما كان العبد بالله يعرف كان اعظم اقبالا عليه واشد محافظة على على طاعته وخوفا من عقابه ورجاء لرحمته بحسب اه حسن وكمال معرفته بربه جل وعلا. قال اتق الله حيثما كنت. هذا الاصل الاول والاصل الثاني يتعلق بحال الانسان مع نفسه. والانسان بشر والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. الاكثار من الحسنات والمواظبة على نفعه على صاحبه عظيم. لان حسناته تذهب سيئاته تذهب السيئات. المراد بالسيئات اي اللمم الذي دون الكبائر والكبائر لابد فيها من توبة. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. الكبيرة لابد فيها ها؟ من التوبة النصوح الى الله جل وعلا. والتوبة النصوح التي تكفر بها الكبيرة هي حسنة بل هي من اعظم الحسنات. وهي داخلة في قول النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحها. والتوبة حسنة بل هي حسنة عظيمة. واعظم ما يمحو اه الحسنات التوبة فان التوبة تجب ما قبلها. اذا كان اذا كانت توبة نصوحة قال الله تعالى وتوبوا يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة فالتوبة النصوح التي تستجمع شروط التوبة تجب ما قبلها مهما عظم الذنب وكبر الجرم والله جل وعلا لا يتعاظمه ذنب ان يغفره. وهو القائل عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. اتبع السيئة الحسنة تمحها. هذا فيه دعوة الى الاكثار من الحسنات. وتحاشي السيئات والبعد عنها لكن الانسان مهما حاول من التحاشي والبعد عن السيئات لابد من الخطأ. كل من ادم خطاب. ولما كان مركبا على الضعف والخط عليه وارد دعي الى الاكثار من الحسنات والاقبال على الطاعات و تنويع النوافل والقربات. لان هذه لان هذه كلها مكفرات. مكفرات لسيئاته والسيئة تكفرها الحسنة كما سبق وتكفرها التوبة النصوح ويكفرها ايضا المصائب التي يصاب بها العبد في هذه الحياة الدنيا ويحتسب ذلك عند الله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انا اصل المعاملة مع عباد الله كيف تكون؟ وان قاعدة المعاملة مع الناس خلق الحصن الخلق الحسن ان يعامل ان يعاملهم بالحسنى وبالمعاملة الطيبة الكريمة التي يحب ان يعامل هو بها. ولهذا صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اي من الخير وصح عنه عليه الصلاة والسلام في في في صحيح مسلم انه قال من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. وهذان الحديثان لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وحديث ان يأتي للناس الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه هما من احسن ما يكون في بيان الخلق الحسن ما هو؟ ومن اجمل ما يكون في ايضاحه فالخلق الحسن اه يتناول في القلب محبة للناس ما يحبه المرء المسلم لنفسه لاخوانه ما يحب لهم ويتناول جانب المعاملة القولية والفعلية بان يعاملهم بالشيء فليحب ان يعامل به. قال ان تأتي للناس الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك. واذا ظبطت هذين الحديثين علما وتطبيقا فانت من احسن الناس خلقا. ولتطبيق هذين الحديثين انظر الى المعاملة في اي مقام ومع اي انسان على ضوء الحديث. ولنضرب على ذلك مثالا لو كان من من من تريد التعامل التعامل من تريد التعامل معه اما الف لك امك. فما الخلق الحسن مع الام؟ ان تأتي اليها الشيء الذي تحب ان يؤتى اليك. يعني تصور لو ان لك انت الام وهي الولد ما الذي تحب ان ان تعامل به؟ فالشيء الذي ترضاه لنفسك وتحبه لنفسك هو الخلق الحسن وهكذا في معاملتك مع قريبك واخيك وصاحبك ومع الباعة ومع اي انسان الخلق الحسن هو ان تعامله بالمعاملة التي ترضاها لنفسك وتحب ان تعامل بها فاذا كنت تعامل المسلمين بما تحبه لنفسك وترضاه لنفسك فهذا هو الخلق الحسن. وينبغي عليك ان تلاحظ هنا انك اذا عاملت الناس هذه المعاملة تعاملهم لا على وجه المقايضة. وانما على وجه التقرب الى الله سبحانه وتعالى. اما من يتعامل هذه المعاملة على وجه المقايضة والمطالبة بالمثل فان خلقه هذا لا يمكث طويلا. لان الناس ليسوا سواء في الاخلاق وهو في المعاملات ولهذا لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني ما قال له اقطعه. وانما حثه على المواصلة في ماذا؟ في الصلة. فليست فليس التعامل بالحسنى مع الناس على وجه المقابلة وانما على وجه التقرب لله عز وجل وطلب قد قال عليه الصلاة والسلام اقربكم مني منزلة يوم القيامة يحاسنكم اخلاقا. ويتعامل بالخلق الحسن وبمعاملة طيبة لتعلوى منزلته وترتفع درجة وينال عظيم وعود الله تبارك وتعالى للخلق اه الحسن واهل المعاملة الطيبة. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر يفعل ما يفعل من احسان ولين ولطف وعطف ورحمة واحسان ومعونة ومساعدة الى غير ذلك من وجوه آآ التعامل بالخلق الحسن يفعل ذلك كله تقربا الى الله عز وجل وطلبا لثوابه سبحانه. وعلى كل حال فهذا الحديث العظيم المبارك على اصول المعاملة وقد كان وصية جامعة من النبي صلى الله عليه وسلم لحبه معاذ ولابي ذر بل هي وصية للامة جمعاء لينالوا اه الخير والبركة وليكون وعلى اصول سليمة واسس مباركة في عبادتهم لله وفي معاملتهم مع انفسهم وملاحظة ما فيها من تقصير ونقص وايظا في معاملتهم مع عباد الله. نعم. قال رحمه الله الحديث الثامن عشر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمات يوم القيامة متفق عليه. ثم اورد المؤلف رحمه الله هذا الحديث المتفق على صحته وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم الظلم يوم القيامة. وهو من جنس ما سبق ان الجزاء من جنس العمل قاعدة الجزاء من جنس العمل مطردة. في الاحسان والاساءة. وشواهدها كما قدمنا كثيرة جدا الظلم ظلمات يوم القيامة. والله عز وجل لا يظلم احدا. لا يظلم احد ولا يقال من ظلم يظلمه الله. لا يقال ذلك فالله عز وجل لا يظلم الناس مثقال ذرة تنزه وتقدس وتعالى عن عن الظلم وما ربك بظلام للعبيد؟ ولكن من ظلم يعاقبه الله تبارك وتعالى على قدر مظلمته جزاء وفاقا. وعقوبته له تبارك تعالى عدل منه وهو من عدله سبحانه. كما انه سبحانه وتعالى من من يحسن من فظله يثيبه على احسانه. ويجازيه عليه عظيم الجزاء. ومن يظلم يعاقبه الله عز وجل عدلا منه وتفضلا. وعقوبة الله تبارك وتعالى للظالم ليست ظلما والله منزه عن الظلم وانما هي عدل عدل من الله جل وعلا. والله عز وجل يأمر بالعدل ويجازي عليه وينهى عن الظلم ويعاقب عليه. ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. والحديث فيه التحذير من الظلم. والظلم كله قبيح. وكله ذميم. وليس في قل مما هو حسن ولهذا حرم الله جل وعلا الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما قال في حديث ابي حرمت الظلم على نفسي. وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. فالظلم كله قبيح وكله ذميم وليس في الظلم ما هو حسن. والله جل وعلا متنزه عنه. ونهى عباده عنه حرمه على على نفسه ونهى عباده عن الظلم والتظالم. ورتب جل وعلا على على الظلم اليمة العقاب وشديد العذاب. في الدنيا والاخرة على قدر ظلم الانسان والظلم آآ ليس حجمه واحد. وهو في الجملة يرجع الى ثلاثة مراتب ثلاثة مراتب. المرتبة الاولى من من الظلم وهي اخطر الظلم شده واسوأه واقبحه على الاطلاق الا وهو الشرك بالله. جل وعلا. فالشرك بالله اظلم الظلم واشنعه واقبحه. وليس في وليس في الظلم ما هو اشد منه ظلم حقيقته وضع السيف غير موضعه. وضع الشيء في غير موضعه. واظلم الناس من جعل العبادة التي حق التي هي حق الله عز وجل الذي لا شريك له فيها يجعلها في لغيره ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. ولهذا اظلم الظلم الشرك والكفر بالله. ولهذا قال الله تعالى والكافرون هم الظالمون هذا اشد الظلم. وقال تعالى عن اهل النار آآ وهم يصطلحون ما فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي نعمل؟ قال اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين. من نصير. فهذا ظلم الشرك وهو اشد الظلم واقبحه وانكاه. ومن مات على هذا الظلم فعقوبته يوم القيامة الخلود. في نار جهنم الاباد لا يغفر الله له. قال الله تعالى في الاية التي ذكرت قال والذين كفروا لهم نار جهنم. لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها الى اخر الاية قال الله تعالى عن هذا الظلم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. قال ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. والمراد بقوله يلبس يخلقوا اي امنوا ولم يخلقوا ايمانهم بظلم. وهذه الاية لما نزلت شق امرها على الصحابة. وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟ ظنوا ان المراد ظلم النفس بالتقصير في الطاعة. او بالوقوع في المعصية. قالوا اينا لم يظلم نفسه؟ قال عليه الصلاة والسلام ليس ذاك اما قرأتم قول العبد الصالح يعني لقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم فبصر عليه الصلاة والسلام قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم بالشرك والمعنى اي لم يخلط ايمانهم بشرك. لم يخلطوا ايمانهم بشرك. ذكر قول الله تعالى فيما ذكر اللقمان يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. فالشرك اظلم الظلم ومن مات مشركا لا يطمع في مغفرة الله ولا ينجو من عقابه. ويكون في في في نار جهنم ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها. قال الله تعالى ان الله لا ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ولهذا يجب على الانسان ان ان يخاف من الظلم وان يحذر منه وان يخاف من اظلم الظلم الذي هو الشرك بالله. ويسأل الله عز وجل ان ينجيه وانظر في هذا دعاء امام الحنفاء ابراهيم الخليل عليه السلام قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. يسأل الله عز وجل ان يجنبه هذا الظلم. قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انهن اضللن من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم. قال بعض السلف ومن يأمن من البلاء بعد إبراهيم إذا كان إبراهيم خاف وسأل الله عز وجل الوقاية والنجاة فيجب على الإنسان أن يخاف ان يخاف من هذا الظلم. وان يحذر منه وان يسأل الله عز وجل ان يعيذه. ان يعيذه من الوقوع فيه وقد وجه عليه الصلاة والسلام الامة الى مراعاة مثل هذا الدعاء. كما جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل قالوا اوليس ان يجعل لله ند وهو الخالق قال والذي نفسي بيده للشرك فيكم اخفى من دبيب النمل. ثم قال اولا ادلكم على شيء اذا قلتموه ذهب عنكم قليل الشرك وكثيره ثم وجه عليه الصلاة والسلام ان يقال اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه اه يقول والحديث الادب المفرد للامام البخاري بسند حسن انه يقول كل يوم في الصباح والمساء اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر. يقولها ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء. فالشرك والكفر هو اعظم الظلم واشده. ويجب على المؤمن المسلم الناصح لنفسه ان ان منه وان يخشاه وان وان يبتعد عنه وان يكون في جانب بعيد عنه قال واجنبني يعني في في جانب بعيد ويحذر منه غاية الحذر. واما النوع الثاني من الظلم فهو ظلم الاخرين ظلم الاخرين والتعدي على اموالهم او اعراضهم او حقوقهم او او ممتلكاتهم ويجمع ذلك ما جاء في الحديث الذي قاله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في الشهيرة قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا فالتعدي على اعراض الناس او على اموالهم او على اشخاصهم او على حقوقهم كل ذلك ظلم. وهذا وهذا ظلم للاخرين. ومن اغتصب شبرا من ارض طوقه من فوق او من سبع اراضين كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فالذي يظلم الناس الذي يظلم الناس بالتعدي على حقوقهم او اموالهم او غير ذلك الاموال ولا انواع الممتلكات لان كل ذلك ينتهي في الدنيا. وانما يكون الحسنات والسيئات. وتأملوا ما رواه. الامام البخاري رحمه الله. في الادب المفرد هو في خلق افعال العباد والله غير من اهل العلم وهو حديث حسن قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن الله قال عليه الصلاة والسلام يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قال الصحابة وما بهما يا رسول الله؟ قال اي ليس معهم من الدنيا شيء لا اموال ولا تجارات ولا مزارع ولا اي شيء. اي ليس معهم من الدنيا شيء ولا ولا غيرها كلها تنتهي بهما قالوا وما معنى بهما يا رسول الله؟ قال اي ليست معهم من الدنيا شيء ثم يناديهم بصوت اي الله جل وعلا. يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا يقول انا الملك انا الديان. والملك معروف والديان اي المجازي المحاسب. الذي يحاسب عباده فهو يجازيهم ما لك يوم الدين اي يوم الجزاء والحساب. يقول انا الملك انا الديان ثم يقول سبحانه لا ينبغي لاحد وانظر خطورة الظلم. ثم يقول سبحانه لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه فتقتص في المظالم حتى انه من كمال عدله يقتص للبهائم البهيمة الجمعاء من بهيمة الجدعاء من البهيمة الجمعاء والقرناء يقتص لها اذا كانت نطحتها اقتص للبهيمة من البهيمة الجمعاء او التي لها قرون يقتص لها وهذا من كمال عدله سبحانه وتعالى فالمظالم كلها تقتص يوم القيامة. قال الصحابة وهو من كمال حرصهم لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول قالوا يا رسول الله وكيف ذاك؟ وهم انما انما جاءوا بهما. يعني كيف يكون الاقتصاص؟ ما في اموال معهم ولا تجارات ولا رئاسات ولا اي شيء فكيف يكون ذلك وهم انما جاءوا بهما؟ قال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات هكذا يكون اختصاص بالحسنات والسيئات يوضح قوله عليه الصلاة والسلام آآ الحسنات والسيئات الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس عندما قال للصحابة اتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس من يأتي يوم القيامة قالوا المفلس من لا درهم له ولا دينار. فقال عليه الصلاة والسلام انما المفلس من يأتي يوم القيامة من شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته حتى اذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار. هذا هو الافلاس ولهذا الظلمة يأتون يوم القيامة منفاليس لانهم يفلسون من حسنات تؤخذ واذا فنيت الحسنات اخذوا من سيئات من ظلموهم. وهذا بالغ الخطورة ثم يزج بمن كانت هذه حاله نسأل الله عز وجل العافية والسلامة يزج به في النار. ولهذا يجب على الانسان ان يتقي وقلنا الناس وان يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم في في في الحديث الذي اورد المصنف الظلم ظلمات يوم قيامة. الظلم ظلمات يوم القيامة. وهذا جزاء له من جنس عمله. ان ظلمه يكون عليه ظلمات يوم القيامة. ومفهوم المخالفة ان عدل الانسان يكون نورا له يوم القيامة عدله واحسانا وانصافه يكون نورا له يوم القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا. فهذا شأن اهل الايمان. والظلم ظلمات يوم القيامة وبال على صاحبه. والنوع الثالث من انواع الظلم ظلما فالانسان لنفسه فيما دون الشرك والكفر بالله. فيما هنا الشرك والكفر بالله يظلم نفسه بالتقصير في بعض الطاعات التي ليس فيها تعدي على على الاخرين فهذه انواع الظلم الثلاثة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم اه انه قال دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة. دين لا ديوان لا يغفره الله. وديوان لا يتركه الله. وديوان لا يعبأ الله به دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به ثم بين ذلك قال الديوان الذي لا لا يغفره الله الشرك بديوان الظلم الذي لا يغفره الله الشرك والديون الذي لا يتركه الله ظلم العباد بعضهم لبعض. حتى يقتص. للمظلوم من ظالمه والديوان الذي لا يعبأ الله به هو ظلم العبد لنفسه فيما دون فيما دون ذلك فهذه دواوين الظلم يوم القيامة. والعبد عليه ان يحذر الظلم كله وان يتحاشاه وان يبتعد عنه. وان يتذكر في كل مرة يخرج فيها من بيته خطورة الظلم وان يتعوذ بالله من ذلك. ولهذا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه كان في كل مرة يخرج ومن بيته يقول اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او وجهل او يجهل علي في كل مرة يخرج من بيته يتذكر هذه الامور وتكون نصبة عينيه ويسر الله جل وعلا ان ينجيه منها وان يقيه من الوقوع فيها. ويسأل الله جل وعلا ان يحفظنا واياكم بحفظه. وان يعيذنا واياكم من الظلم. وان ان يهدينا صراط السبيل وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين هم بارك الله فيكم وفي علمكم ونفعنا بما قلتم. فضيلة الشيخ احسن الله اليك. هذا سائل يسأل يقول الدعاء المعروف لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. قال هل هذا الدعاء ورد في السنة؟ وما هو المقصود به آآ اعد السؤال. انت الان اعطيتني الورقة ابي اقراها واشغلتني الدواء المعروف جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. نعم. الدعاء المعروف لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هل هذا الدعاء ورد السنة وما هو المقصود به؟ اولا آآ الورقة آآ يمكن الان بعض الاخوة يقولون وش فيها ذي الورق؟ اللي آآ اخواني اكثر من اكثر من ورقة شيخ ايه الاخ يعني جزاه الله خير يقول احبك في الله ونسأل الله ان يجمعنا واياكم اجمعين على محبته وطاعته واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ويقول آآ يريد ان آآ يعني آآ يسمع القراءة يعني ابغى ان استمر في وانا كنت اصلي لان امام المسجد اه كان مجاز وغير موجود. فاذا جاء الامام فالامام هو الذي يعني يقوم بالصلاة وهو الاحق بالامامة. هذا من جهة ومن جهة ثانية اه الاخ يريد حسن القراءة وقراءة الامام احسن من قراءته. اما السؤال الذي سأل عنه اه الاخ فهو حديث ثابت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين هذا دعاء ثابت. جاء في آآ القرآن آآ دعا به آآ ذا النون عليه السلام وجاء في دعوة آآ اه المكروب ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اه دعوة اه ذا النون ما دعا بها مكروب الا فرج الله عنه كربة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وهذه الدعوة عظيمة جدا ونافعة في كشف كرب وتفريج الهم ويونس عليه السلام كان يرددها وهو في بطن الحوت. ويكررها وهو في بطن الحوت يقول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وهذه الكلمة العظيمة اشتملت على عدة امور ينبغي على من يقول هذه الكلمة ان يفهمها وان يعيها. اما الامر الاول فهو التوحيد. توحيد الله جل وعلا واخلاص واخلاص الدين له. وهذا في قوله لا اله الا انت. فهذه كلمة التوحيد وكلمة الاخلاص. فيقولها مخلصا صادقا من قلبه. لا يقولها بلسانه قولا مجردا. وانما يقولها مخلصا في قلبه مستحضرا ما تدل عليه من البراءة من الشرك واخلاص الدين والعبادة لله سبحانه وتعالى. والامر الثاني الذي اه دل عليه هذا الحديث التنزيه تنزيه الله عما لا يليق به في قوله سبحانك اي انزهك واقدسك عما لا يليق بك والله عز وجل ينزه عن والعيوب وينبه سبحانه وتعالى عن ان يماثله احد من خلقه او ان يماثله هو احد من خلقه. قال الله عز وجل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. والامر الثالث الذي اجتمع عليه هذا الدعاء اه اه الاعتراف بالذنب والتقصير. وهذا بوابة الخير اذا كان الانسان معترفا بخطئه وتقصيره وظنه فهذا بوابة الخير. ولهذا جاء في السيد استغفار يقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك اه وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي قوله ابوء بذنبي ايعترف به اعترف انني مذنب ومقصر. والنبي صلى الله عليه وسلم ارشد اه صديق الامة ابا بكر رضي الله عنه عندما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه دعاء يقول في صلاته قال تقول آآ اللهم اني ظلمت ونفسي ظلما كثيرا يرشد آآ الصديق رضي الله عنه ان يقول هذا الدعاء قال تقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. فالاعتراف بالذنب والاعتراف بالتقصير هذا من اعظم ابواب آآ الهداية ونيل الفلاح. والامر الرابع الذي اشتمل عليه هذا الدعاء المبارك طلب المغفرة طلب مغفرة الله جل وعلا وطلب المغفرة اتى ضمنا في هذا الدعاء لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. نبه على هذه الامور الاربعة ابن القيم رحمه الله. والله اعلم وصلى الله نبينا محمد