بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على امام المرسلين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فنقرأ الحديث الذي وقفنا عليه من احاديث جوامع الاخبار. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ويقول المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثاني والثلاثون عن ابي سعيد الخدري رضي الله انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة اصدق من التمر صدقة وليس فيما دون خمس اواق من الورق صدقة وليس فيما دون خمس زوج صدقة عليه هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه اورده المصنف لانه من الاحاديث الجامعة في باب الزكاة زكاة المال التي هي نماء للمال وبركة وفي اموالكم حق معلوم للسائل والمحروم والزكاة فريضة من فرائض الاسلام وركن من اركان الدين. وهي قليلة الصلاة في كتاب الله جل وعلا وكثيرا ما تأتي في القرآن عقب الامر باقامة الصلاة وسميت الزكاة لانها نماء للمال. ومعنى الزكاة لغة النماء والزيادة وسميت زكاة المال زكاة لانها نماء له فيه ذكاء لايمان المزكي ونفع للمحتاجين. وايضا قوة في الترابط. والصلة في المجتمع المسلم وفيها ايضا زوال الشحناء والبغضاء وفيها من الثمار اه العظيمة والمنافع الكثيرة ما لا حد له وهي ركن من اركان الاسلام الخمسة المعروفة. وقد اورد المصنف رحمه والله هذا الحديث حديث ابي سعيد لان فيه الانصبة اه انصبت الاموال الزكوية الغالبة لان ليس كل المال يزكى وانما تزكى الاموال الزكوية اذا بلغت النصاب فاذا بلغت النصاب او زادت عليه فانها تزكى واما اذا كانت دون ذلك فانه لا زكاة فيها. الا ان يتطوع المسلم من قبل نفسه طلبا لثواب الله وصدقة نافلة ليست مفروضة اما كانت المفروضة في المال التي حق المال فانها انما تكون اذا بلغ النصاب. وهذا الحديث فيه بيان الانصبة الاموال الزكوية الغالبة. والحديث يتكون من ثلاث جمل الجملة الاولى تتعلق زكاة الثمار والحبوب والجملة الثانية تتعلق بزكاة الفضة وهي احد النقدين والجملة الثالثة تتعلق بزكاة بهيمة الانعام. وذكر منها الابل بل فهذا الحديث يتكون من هذه الجمل الثلاث وكلها في بيان الانصبة والانصبة هي القدر. اه المعين من المال الذي اذا بلغه المال وجبت فيه الزكاة. فاذا كان دون ذلك فانه لا زكاة فيه والزكاة فيه انما تكون اذا بلغ هذا المبلغ او زاد عليه فانها تجب فيه الزكاة قال صلى الله عليه وسلم في الجملة الاولى من هذا الحديث ليس فيما دون خمسة اوسق من التمر صدقة ليس فيما دون الخمسة اوسق من التمر صدقة. وهذا فيه بيان زكاة التمر وكذلك فالحبوب او نصاب الحبوب والثمار والنصاب فيها خمسة شكرا. والاوسق جمع وشق الاول ثقب جمع وسق جمع وصف وهو يعادل ستون صاعا. الوسخ يعادل ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه فان النصاب على ضوء هذا الحديث نصاب الثمار الحبوب ثلاث مئة صائب. لصاع النبي صلى الله عليه وسلم. لانك اذا ضربت خمسة خمسة اوسق المذكورة في هذا الحديث بستين صاد بستين صاع لان الوسط يعادل ستين صائم فالناتج ثلاث مئة صائم. فاذا بلغت اه الثمار او المدخرة مظلة الانسان من ثمره او المدخر من الحبوب اذا بلغ آآ هذا المبلغ ثلاث مئة صاع فاكثر فانها تجب فيه الزكاة وزكاته ان كان سقيا بمؤنة وتكلف صاحبه في سقيه بنزح الماء او بحفر الابار او جلب الماء او نحو ذلك فان زكاته نصف العشر واذا كان سقيا بغير مؤنة بالامطار او نحو ذلك فان زكاته العسرة فهذا فيما يتعلق بالجملة الاولى من الحديث وهي زكاة الحبوب والثمار والحبوب والثمار لا تزكى بحول الحول وانما عند الحصاد واتوا حقه يوم حصاده. فاذا حصد الثمر حصد الحبوب او جد التي اه تدخر وبلغت هذا المبلغ فانه يزكيها وقت الحصاد او وقت في الجذاذ كما قال تعالى واتوا حقه يوم حصاده ثم ذكر في الجملة الثانية من الحديث زكاة او نصاب الفضة وهي الورق في الحديث. الورق هو الفضة قال عليه الصلاة والسلام وليس فيما دون خمسة اواقم من ولقي صدقة ليس فيما دون خمسة دواقم من الورق صدقة آآ قوله اواقم جمع رقيه وهي تعادل الاوقية تعادل اربعين درهما والنصاب بالدراهم اه مثل ما سبق ان ان اشرنا في الجملة الماظية نضرب خمس في اربعين يكون الناتج مئتي درهم والمراد بالدرهم هنا اي العملة اه القطعة الصغيرة من الفضة التي كانوا يتبايعون بها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قطعة صغيرة من الفضة كانوا يتعاملون بها. فاذا بلغ النصاب مائتي درهم يعني مئتين من تلك القطع الصغار من الفضة فقد بلغ النصاب. فلو كان عدد فالدراهم مائة وتسعة وتسعين فهو دون النصاب. فاذا بلغ مئتين او اكثر فانه اه بلغ النصاب ووجبت فيه الزكاة واليات درهم المئتي درهم كما اشرت عملة من الفضة الدرهم عملة او قطعة صغيرة من الفضة كان كانوا يتعاملون بها في في ذلك الوقت. وقد قدرها اهل العلم بستة وخمسين ريالا عربيا من الفضة ستة وخمسين ريال عربي من الفضة. فالمئتي درهم تعادل ستة وخمسين ريالا وهو من الفضة واذا اراد الانسان ان يعرف اه النصاب في ما لديه من فضة او كذلك آآ ما يعادلها يريد ان ينظر ما يعادل الفضة من ما له. فانه يسأل الصيارفة عن قيمة الستة وخمسين الستة وخمسين آآ ريالا الريال العربي يسألهم كم قيمته فلنفرض قالوا له قيمته عشرة. يضرب ستة وخمسين في عشرة والناتج هو اه نصاب الفضة هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة اواقم من الورق بورق الفظة صدقة. فدون ذلك لا صدقة فيه. وما بلغ هذا المبلغ او زاد عليه فان فيه صدقة فيه الزكاة المفروظة وزكاته ربع العشر. زكاته ربع العصر آآ هذا فيما يتعلق بالجملة الثانية من الحديد. والجملة الثالثة قال فيها صلى الله عليه وسلم لم ليس فيما دون خمسة ذود صدقة. والزوج فهي النوق ويقال بهذا هذا فيما بين الثلاثة الى التسعة والنوق كما في هذا الحديث اذا بلغت خمس وجبت فيها الزكاة واذا كانت اربع او ثلاث فانها لا زكاة فيها الخمس من النوق زكاتها شاة واحدة والعشر شاتان والخمسة عشرة ثلاث شياه. ثم آآ ايضا العشرين آآ اربع اربع شياه ثم بعد ذلك في الخمسة وعشرين آآ انصبة او مقدار من فالزكاة بحسب آآ عدد آآ النوق التي عنده. على ضوء ما جاء بيان ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لكن المراد هنا ان النصاب آآ خمسة زوج او خمسة فاذا بلغت هذا المبلغ فان الزكاة مفروضة فيها وواجبة. فهذا في الابل الغنم النصاب اربعين ذلك ان لا زكاة فيه الا ان يتصدق صاحبه وهذه التي هي بهيمة الانعام انما تزكى اذا كانت سائمة. اما اذا كان صاحبها اه آآ يربيها عنده في حظيرته. ويجلب لها العشب او العلف فانها لا زكاة فيها. وانما الزكاة فيها اذا كانت سائمة ترعى اغلب الحول في المرأة التي فيها الزكاة آآ آآ هذا فيما يتعلق بما دل عليه الحديث من مقدار الانصبة آآ الزكوية في الثمار والحبوب والفضة وبهيمة الانعام وذكر منها الابل وآآ السنة فيها بيان التفاصيل المتعلقة بالزكاة وآآ اه مصارفها ايضا جاءت في في كتاب الله جل وعلا. وتفاصيل الاحكام المتعلقة بها مبسوطة في كتب الاحكام نعم قال رحمه الله الحديث الثالث والثلاثون عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله. ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله. وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. متفق عليه ثم ذكر المؤلف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي سعيد رظي الله عنه وهذا الحديث فيه الفضائل ما يتعلق بالتعفف والاستغناء عن ما في ايدي الناس والصبر وفضله وبيان ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن من مجاهدة لنفسه في تحصيل الخصال الكريمة. والصفات الطيبة وهي لابد فيها من المجاهدة. كما قال الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فالحديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما يتعلق اه التعفف والاستغناء في اوله. والمؤمن ينبغي ان يكون مفتقرا الى الله لا الى غيره عارضا فاقته وحاجته على الله مستغنيا بالله طالبا اه اموره كلها كلها من الله ملتجئا فيها الى الله مقبلا على الله بقلبه ليس ملتفتا الى ما في ايدي الناس ونفسه ليست متطلعة الى ما في ايديهم. وانما قلبه مقبل على الله. يرجوه ويطلب منه ويلتجئ اليه ويقبل عليه سبحانه وتعالى. وهذا وهذا الغاية والمقصد الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم ان يكون مخلصا مقبلا على الله جل وعلا راجيا طامعا هكذا شأنه ومما يبلغه هذا هذا المقصد العظيم ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. قال ومن يعفه الله ومن يستغني يغنه الله من يستعطف قال من يستعفف اي يعف عما في ايدي الناس. يعف نفسه عما في ايدي الناس الا يطلب ما في ايديهم لا بقلبه لا لا بلسان حاله ولا بلسان مقاله مستعفا عما في ايديهم وفي الوقت نفسه مقبلا على الله. قال ومن يستغني يغنه الله والاستغناء هنا يستغني بالله ويطلب الغنى من الله جل وعلا فمن يستغني يغنه الله في الحديث هنا بجملتيه وسيلة ومقصد حتى يكون المرء فهي مستغنيا بالله لابد ان يستعف عما في ايدي الناس لابد ان يستعث عما في ايدي الناس. فاذا لم يستعذ اما في ايدي الناس ضعف غناه بالله وضعف غنى نفسه واذا كان غنيا بما عند الله مقبلا على الله طالبا منه ملتجأ اليه قل عنده اه التشوف او التطلع الى ما في ايدي الناس قال ومن يستعذ يعذه الله ومن يستغني يغنه الله وقوله يستعف ويستغني اشارة الى اهمية المجاهدة في الباب وفي غيره من مطالب الدين ومقاصده فالمجاهدة مطلوبة. وبالمجاهدة يبلغ الانسان مبالغ الاخيار وعالي الدرجات كما قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا والصين في الجملتين للطلب. فيستعد يستغني ان يطلب لنفسه العفة ويطلب لنفسه تريد آآ الغنى بالله جل وعلا. مجاهدا نفسه على ذلك. اما النفس فظعيفة ولا يمكن مغالبتها الا بالمجاهدة. يجاهد نفسه على ذلك. والمجاهدة تتطلب من آآ المسلم آآ صبرا وان يتحلى بالصبر وان يصبر ونفسه وحتى يتحقق له ما ما يؤمله ويصبو اليه. ولهذا قال ومن تصبر يصبره الله. وهذه الجملة الثالثة في الحديث. قال ومن يتصبر يصبر الله يتصبر يصبر نفسه ويرغبها في الصبر ويحثها عليه ويلزم نفسه بها ويستعين بالله تبارك وتعالى على ذلك يتصبر يصبر نفسه والصبر يتحقق بالمجاهدة التي هي التصبر التصبر هو المجاهدة يصبر نفسه ولتصوير النفس يحتاج العبد الى الى امور عديدة حتى يتصبر فينظر في ثواب الله للصابرين. وينظر المآلات الحميدة التي نالها الصابرون. وينظر في حلاوة نتيجة الصبر وان كان في اول امره مر مذاقه لكن نتائجه ومعاناته احلى من العفن. في البداية قد يتذوق مرارة بالصبر. لكن النتائج والعواقب مباركة للصابر فيتصبر واذا تصبر وحصلت منه المجاهدة لنفسه واستعان بالله صبره الله. صبره الله اعانه وعلى تحقيق هذه الخصلة العظيمة ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة الرابعة من الحديث نبه عظيم مقام الصبر. ورفيع مكانته. وان من اعطي الصبر فقد اوسع له في ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وما اعطي عبد عطاء اوسع من الصبر. وهذا فيه بيان عظم شأن الصبر. وان من من الله عز وجل عليه بالصبر فقد من عليه بخير عظيم وفضل اميم. ذلك ان الصبر يحتاج اليه المسلم في كل شيء فالطاعة تحتاج الى صبر. والمعصية ايضا تحتاج الى صبر. الطاعة يصبر عليها والمعصية يصبر عنها. وايضا الاقدار المؤلمة تحتاج الى صبر. ولهذا قال العلماء الصبر انواع ثلاثة صبر على طاعة الله وصبر عن معاصي الله وصبر على اقدار الله المؤلمة ومن يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. فاذا تصبر وصبره الله من عليه بالصبر وجعله من الصابرين فاز بالخيرات العظيمة لماذا؟ لانه اذا وجد فيه الصبر وتحلى بالصبر فانه سيحافظ على الطاعات. لان نفسه تصبر عليها. وايضا سيترك المعاصي لان نفسه تصبر عليها. وايظا في الالام اه او في المصائب المؤلمة نعم. فانها تمر عليه اه يسيرة سهلة. لانه متحليا بالصبر ولهذا الصبر يجلب لصاحبه انواع الخيرات. يجلب لصاحبه انواع الخيرات. ومن اعطي الصبر فقد اوسع له في العطاء. ولنتأمل كمال التوجيه في هذا الحديث المبارك وحسن النصيحة للامة وكيف ان المؤمن ينبغي له ان يكون حياته على هذا الوصف الذي ذكر النبي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يستعد ويستغني ويتصبر ويكون ملتجأ الى الله عز وجل يطلب منه فظله تؤمل في في منه ووجوده وعطائه ليس ملتفتا الى المخلوقين انما مقبلا بقلبه على من بيده فزمة الامور ومقاليد السماوات والارض. الذي تبارك وتعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهذه المنانات العظيمة والدرجات الرفيعة انما انما تنال ويوصل اليها بالمجاهدة التي وجه اليها وارشد اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في دعاء سيورده المصنف في هذا الكتاب وايضا نعم سيورده المصنف في هذا الكتاب وهو في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعاء اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. فذكر ما ذكر في هذا الحديث طالبا العون من الله ذلك العفاف يقابل قوله ومن يستعث يعفه الله. والغنى يقابل قوله ومن يستغني يغنه الله. فيحتاج العبد الى الله ليكون من اهل العفاف ومن اهل الغنى يدعو الله ويسأله ان يجعله من اهل العفاف واهل الغنى وفي الوقت نفسه يبذل الاسباب المشروعة التي اليها الاشارة في هذا الحديث في قوله من يستعف وفي قوله من يستغني فبالامرين يحصل العبد الخير ويفوز به. نعم قال الحديث الرابع والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه ما نقصت صدقة من مال. وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. وما رأى احد لله الا رفعه الله. رواه مسلم. هذا الحديث حديث ابي هريرة عند مسلم رحمه الله يتكون من جمل ثلاث يتكون من جمل ثلاث الجملة الاولى في فضل الصدقة والجملة الثانية في فضل العفو والجملة الثالثة في فضل التواضع فهو من احاديث فضائل فضائل الاعمال ففيه فضل الصدقة وفضل العفو وفضل التواضع وهذا وهذه الخصال الثلاثة الصدقة التي هي السخاء النفس والجود وكذلك العفو وكذلك التواضع كلها انواع للاحسان كلها انواع من الاحسان فالمتصدق محسن بماله والعاصي عن الناس محسن الى ظلمه واساء اليه بعفوه والمتواضع ايضا محسن الى الناس بجانبه وحسن خلقه ووكريم معاملته فكله فكلها احسان الصدقة والتواضع. وهي من خصال المحسنين. ووصفاتهم. وهي من خصال المحسنين وصفاتهم كما اشرت يتكون الحديث من من جمل ثلاث. اما الجملة الاولى من حديث فهي في فضل الصدقة قال عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال ما نقصت صدقة من مال الذي اه تذهب اليه الاوهام وربما يتبادر الى كثير من الاذهان ان المال الذي يخرج صدقة ينقص به ما للانسان ينقص به مال الانسان. لكن الحقيقة خلاف ذلك. كما قال عليه الصلاة والسلام ما نقصت صدقة من مال فالصدقة لا تنقص المال بل تزيده تزيد المال من وجوه عديدة. هي وان كان يأخذ من المال جزءا تعطيه اه المحتاج او يصرفه في وجوه الخير الا انه في الحقيقة وفي اثر على المال وعلى صاحبه زيادة وليس نقصا ولهذا قال ما نقصت صدقة من مال. ليس كما يتوهم ان المال اذا تصدق منه نقص بل اذا تصدق منه زاد وهذه الزيادة كما انها دل عليها الشرع فان الواقع يدل عليها. لان اهل الصدقة والاحسان والبذل من من يعرفون بالجود والعطاء في ما لهم بركة وطيب لذة لا يجدها من سواهم وتناميه وحصول البركة فيه والنماء والزيادة. وزوال الخوارف عنه والافات كذلك ما ما يحصل لغيرهم ممن ليسوا كذلك من انحاق بركة المال فهم في عافية من ذلك كله وهذه كلها من وجوه الزيادة. التي تكون في اموالهم سبب الصدقة التي تفضل بها من اموالهم طلبا لثواب الله وعونا لاخوانهم. قال ما نقص صدقة من مال هذه الجملة الاولى الجملة الثانية تتعلق بالعفو. قال وما زاد الله عبدا بعفو والا عزا وهنا ايضا يتوهم من يتوهم ان العفو نوع مذلة من العافية بل يعد بعض اه الناس ان العفو خلاف يعد بعض الناس فان العفو خلاف الشهامة. وخلاف اه العزة وخلاف ما ما ينبغي ان يكون عليه الرجال الاشداء هكذا يتصور بعض الناس تصورون ان العفو نوع ظلم نوع ظلم يتنافى مع الرجولة. هكذا يتصورون ولهذا يعيبون بعضهم يعيبون ويلومون ويشنعون عليه لهذا التصور ولهذا التوهم الخاطئ والنبي صلى الله عليه وسلم بين حقيقة العفو وانه خلاف ما يتوهمه بعض الناس من انه نوع ذل هو خلاف ذلك. قال وما زاد الله بعفو الا عزا. خلاف ما يظنون. خلاف ما يظنه الناس. فهو لا ليس نوع ذل بل هو عز عز عند الله جل وعلا ورفعة للعاصي. لان الله عز وجل يحب العافين عن الناس ويحب المحسنين وهذا من الاحسان وايضا هو عز عند الناس. لان من تمكن ممن اساء اليه او اعتدى عليه. من تمكن منه ثم عفا عنه لا لشيء الا طلبا لثواب الله الا طلبا لثواب الله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى فاذا عفا عنه ماذا يكون شأنه عند الناس ماذا يكون؟ شأن العافية عند الناس. فعلوا منزلته. يزيد عزه وقدره وتعرف له مكانته وفضله. فما يتوهمه من يتوهم من يتوهم ان العفو نوع ظل نوع ظل غير صحيح. بل هو عز لصاحبه في الدنيا والاخرة. عز لصاحبه في الدنيا والاخرة ولهذا لا يزداد من يعفو بعفوه الا عزا ورفعة في في دنياه واخراه. ولا يكون له بعفوه اه مذلة. ولا يصيبه به مذلة لا في الدنيا ولا في الاخرة قال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. فالعفو فضله عظيم ومكانته عالية وهو عز لصاحبه في الدنيا والاخرة ثم ذكر الجملة الثالثة من الحديث وهي تتعلق بالتواضع التواضع. قال وما تواضع عبد لله الا رفعه كذا لفظ الحديث وضع احدهم نعم ما تواضع احد لله الا رفعه والتواضع وضد الكبر والناس انا متواضع او متكبر وقد بين اه النبي صلى الله عليه وسلم الكبر ما هو؟ قال اه غمط الحق نعم نعم بطر الحق وغمط الناس بطر الحق وغمط الناس. فهذا هو الكبر له جانبان جانب فيما يتعلق بحق الله جل وعلا في هذا الدين. وجالب فيما يتعلق بحق الناس من حسن المعاملة معهم وعدم الاعتداء او الاساءة اليهم فالمتكبر متكبر على الحق لا يقبله ومتكبر على الخلق يتعالى عليهم. وهو يترفع و وبتعاليه وترفعه عليهم تأتيهم تأتيهم آآ منه انواع الاساءات والاعتداءات التي كلها تنشأ من تكبره والمتكبر عندما يتكبر على الناس يريد بتكبره طلب ماذا؟ العلو والرفعة فيعامله الله جل وعلا بنقيض قصده المتكبر الذي طلب بتكبره على الناس الرفعة يعامل بنقيض قصده فيكون ماذا؟ فيكون اه المتكبر اهون الناس واوظعهم عندما عندما تصف بهذه الخصلة الذميمة بينما المتواضع الذي يلين جانبه ولا يتكبر على على الحق ولا يتعالى على الخلق بل يتواضع ويلين ويحسن ويعطف ويرحم فهذا يرفعه الله جل وعلا يرفعه الله من تواضع لله رفعه ومفهوم المخالفة هنا ان من تكبر وضعه الله. من تواضع رفعه الله. ومن تكبر وضع الله فالتكبر الذي يطلب به الرفعة عاقبته الضعف ان ان يضعه الله جل وعلا عاقبته الهوان والتواضع الذي هو لين واستكانة وعدم تكبر وتعالي عاقبته ايه في عهدك؟ قال ومن تواضع لله رفعه وقوله لله فيه الاخلاص وان التواضع انما يكون رفعة اذا كان لله لان الله عز وجل لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه. كما مر معنا في اول حديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فالتواضع عبادة وطاعة وعمل صالح يحبه الله. لكن الله لا يقبله ممن قام به الا اذا الا اذا قصد به وجه الله. ولهذا قال من تواضع لله اي يطلب بك وجه الله. اما من من تواضع للاغنياء لمالهم او للرؤساء لينال حظوة عندهم او تواضع رياء وسمعة ليمدح ويثنى عليه فان كل هذا مما لا يقبله الله جل وعلا لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا. وايضا كل هذا لا تكون به الرفعة فالرفعة انما تكون بالتواضع لله. وطلب ثواب الله جل وعلا. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ومن تواضع لله رفعه. وعلى كل في الحديث فيه جمل ثلاث فضائل آآ الاعمال فضل الصدقة وفضل العفو وفضل التواضع قال رحمه الله الحديث الخامس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى بمئة ضعف قال الله تعالى الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يدع شهوته وطعامه من اجل للصائم فرحتان. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ولخليفة الصائم اطيب عند الله من ريح المسك. والصوم جنة. واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب. فان سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم. متفق عليه ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث وهو في فضائل الاعمال عموما وفضل الصيام على وجه الخصوص اما فظل الاعمال عموما ففي قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف. وهذا في بيان عظيم فظل الله جل وعلا. وعظيم ثوابه للعاملين والمطيعين والمقبلين على طاعته جل وعلا. فالحسنة فالحسنات كلها مضاعفة واقل التضعيف عشر. كل حسنة مضاعفة واقل تضعيف عشر حسنات ان العمل آآ بعشر حسنات كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها اقل شيء ثم تبدأ المضاعفة الى سبع مئة ضعف فالحسنة الواحدة يضاعف ثوابه صاحبها الى عشر وتزيد على ذلك الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة والله عز وجل واسع الفضل سبحانه وتعالى والفضل فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والتضعيف يرجع لاسباب من اهمها قوة الايمان والاقبال على الله عز وجل وكمال الاخلاص والصفاء القلب ولهذا قد يشترك اثنان في عمل واحد صورته واحدة والفرق بينهما كما الفرق بين السماء والارض لما قام في قلب احدهما من كمال الايمان وتمامه وايضا نفع العمل الصالح. وتعدد اثاره. وثماره قد مر معنا في الحديث من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه. لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا فهناك اعمال تمتد وتبقى اجورها وتتنوع اثارها وثمارها ويكون صاحبها في في قبره متوالية عليه الاجور متتابعة عليه آآ الحسنات فهي ترجع الى نوع العمل وايضا ترجع الى ما قام في قلب العامل من الايمان والاخلاص والصدق والنصح وقوة الايمان لنأخذ مثال اماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى عن الطريق. جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مر رجل بغصن شجرة شوك فقال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم ويؤذيهم فاماطه فشكر الله عمله فادخله الجنة فهذا الرجل اغاثة الى العمل الصالح الذي قام به وهو اماطة الاذى عن الطريق ماذا قام في قلبه ماذا قام في قلبه؟ قلبه قام فيه من الاحسان ومحبة الخير للناس. اه فإن شاء وان وانه قد اساءهما يسوؤهم او اساءهما يسوؤهم ويؤلمهم ما يؤلمهم فقلب مليء بهذه المعاني العظيمة قد يكون بهذا العمل اخر يميط الاذى عن عن الطريق ولم يقم في في في قلبه ما قام في قلب الاول عن الطريق يقول انا بالليل مثلا سأرجع اخشى ان ان اقع فيه هذا الذي قام فيه نفسه هل هذا هو الاول سواء مع ان الاماطة واحدة من هذا وهذا. سورة العمل واحدة. لكن اختلف ماذا اختلف المقام وثالث قد يميط الاذى عن الطريق لانه رمق من من يبصره ويراه فطلب باماطة الاذى عن الطريق مدحة الناس. وثنائهم فاماطه لا لشيء الا لينال به حظوة عند الناس ويمدح ويثنى عليه. فهل هؤلاء سواء؟ مع ان صورة العمل فيهم واحدة. ولهذا العمل لا لا له اه لثوابه وعظيم مكانته عند الله اه اعتبارات اهمها ما يقوم في قلب اعمل من من الايمان والصدق والاخلاص والنصح وغير ذلك من المعاني ولهذا التفاوت في التضعيف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف فتكون الحسنة الواحدة في حق انسان مظعفة عشرا ونفسها في حق اخر مظاعفة سبع مئة او اظعاف لاي شيء لتفاوت ما كان في القلوب من الصدق والاخلاص والسخاء والنصح وغير ذلك من المعاني قال الله عز وجل الا الصوم الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. وهذا فيه بيان آآ عظيم ما ادخره الله تبارك وتعالى للصائمين قال ان الصوم يعني مع مع هذا التضعيف الذي ذكر في الاعمال الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة الا الصوم فشأنه اخر واذا كان للصوم شأن اخر عند الجواز الكريم. فما هو هذا الاجر؟ وما هو هذا تواضع وهذا فيه تفخيم وتعظيم الثواب الذي اعده الله تبارك وتعالى للصائمين قال الا الصوم فان فانه لي وانا اجزي به وكل عمل الذي يجزي به وعليه هو الله لكن هذا التخصيص للصيام يدل على عظيم ثواب الصابرين وان الصائمين وان الصائم يوفى اجره بغير حساب. قال الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. ثم ذكر شأن الصائم وما نال به عند الله عز وجل من هذه الاجور العظيمة. قال يدع طعامه وشرابه لاجله وهنا في الصيام خاصية من بين سائر الطاعات ان انه سر بين العبد وبين الله سر بين العبد وبين الله بينما بقية الطاعات الذي يتصدق يدري به على الاقل من تصدق عليه والمصلي يرى يصلي والحاج يرى ذهابه للحج. وهكذا الاعمال الاخرى الا الصيام. الصيام بين العبد وبين الله ولهذا قد يصوم الانسان ولا يدرى عنه. وقد يكون مفطرا ويظن انه صائم او يتظاهر بانه صائم فهو امر بين الانسان وبين الله والصائم يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجل الله ولاحظ هنا ما ما يفعله الصائم الصائم يدع امور الفها. واعتادتها نفسه ومضى عليها الطعام والشراب له اشياء الفها في الساعة الفلانية او او او الوقت الفلاني يطعم كذا ويشرب كذا وكلها يتركها لا لشيء الا لله مع انه قد يتيسر له ان يأكل ويطعم ويشرب ولا يشعر به احد لكنه لا يفعل الا ليفعل ذلك لاجل الله. طلبا لثوابه ومرضاته سبحانه وتعالى. قال يدع اه طعامه وشرابه اه وشهوته من اجلي ثم ماذا نعم ثم قال للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه وهذا ايضا فيه بيان مكانة الصيام وما اعده الله عز وجل للصائم من خير وفضل وان الصائم نتيجة صيامه الفرح في الدنيا والاخرة. اما الدنيا فانه يفرح عند فطره وفرحه عند فطره يرجع الى اه فرحه باتمام الله عز وجل عليه نعمة الصيام وما من عليه تبارك وتعالى بالطعام والشراب والغذاء فهو يفرح هذا فرح معجل وهناك فرح مؤجل عندما يلقى الله عز وجل عندما يلقى الله جل وعلا. ما الذي يفرح به الصائم عندما يلقى الله هو ذلك الثواب الذي سخم الله شأنه واعلى قدره بقوله قيام لي وانا اجزي به فيفرح بثواب الله العظيم. وعطائه الجزيل الذي اعده للصائمين بغير حساب للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ثم قال ولا خلوفك بالصائم اطيب عند الله من ريح المسك. وهذا ايضا فيه مكانة الصائم عند الله جل وعلا وخلوف فم الصائم اي الريح التي تكون آآ في اخر النهار وفي اخر وقت الصيام نتيجة خلو المعدة وخروج بعض الابخرة مع الفم فتخرج ريحا اه ليست مستحبة او ريحا كريهة يستكرها الانسان فهذه الريح نتجت عن هذه الطاعة فعظم الله عز وجل شأن الصائم بقوله ولا ولا خلوف فم الصائم اطيب عند الله والريح المسك مع ان هذه الريح عند الناس اه ريح مستكره لكنها عند الله عز وجل من ريح المسك ثم قال ايضا اه امرا اخر يتعلق بالصيام ومكانته. قال الصيام جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصحب. فان سابه احد او شاتمه فليقل اني امرؤ صائم وهذا فيه مكانة الصيام اه من وجه اخر قال الصيام جنة ومعنى جملة اي واقي لصاحبه ولهذا قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فالصيام جنة جنة يقي صاحبها من وجوب منها ان من يدع اه الشهوة المألوفة المباحة والطعام والشراب وتعتاد نفسه ذلك بالصيام فان هذا يعطي الانسان رياضة للبعد عن الحرام اذا كان يصوم عن المباحات وقت الصيام آآ لاجل الله عز وجل فانه يهون عليه ان يصوم عن عن الحرام ويمتنع عنه والصيام يعوده على الصبر والامتناع عن الحرام لان الصيام منع نفس وحبس لها فتتدرب ويتحقق به التقوى ويتحقق به ان يكون جنة لصاحبه من الوقوع في المعاصي ويكون فيه انكسار النفس آآ آآ حسن الاقبال على الله وعلا واللين مما يكون معه بعد من الانسان عن الحرام واقبال على الخير. ولهذا فقال عليه الصلاة والسلام يا ايها الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فان لم يستطع فعليه بالصيام فانه له وجاء. وقوله وجاء هو بمعنى جنة. فالصائم اذا منع عن مألوفاته من طعام وشراب طلبا لثواب الله مع انه اعتادها فان سو ترتاب على البعد عن الحرام. اذا كان يصوم عن هذه المباحات طلبا لثواب الله فانه سيصوم باذن الله عن المحرمات طلبا لثواب الله. ولهذا قال فعليه بالصيام فانه له وجاء. اي واقي قال جملة الصيام جنة. ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ما ينبغي ان يكون عليه الصائم من تحقيق لمقصد آآ آآ لمقصد الصيام. وهو وتقوى الله جل وعلا والبعد عن الاثام. قال فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصحب والرفث هو فعل القبيح وقوله والصخب لجج ورفع الصوت والنزاع. فهذا كله يبتعد عنه الصائم. ويتحاشى منه من قد قال عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه ولهذا لابد ان يكون الصوم من امرين صوم من تلك المباحات الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر الى غروب الشمس وصوم عن المحرمات. النواهي بان يمنع الانسان نفسه عنها. فمن لم يمنع نفسه عن المحرمات وعن النواهي فكما في الحديث ليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه لان الصيام ومقصده وهو تقوى الله عز وجل لم تظهر عليه. ولهذا يحتاج الصائم ان يحقق في نفسه اثر الصيام وثمرته. فلا يرفث ولا يصحب. وقد يبتلى الصائم بمن الى شيء من هذه الامور الى من يجره الى شيء من هذه الامور. ولهذا قال فان سابه احد او شاتمه فليقل اني صائم فليقل اني صائم. يقولها بلسان حاله او بلسان مقاله. بلسان حاله يذكر نفسه بالصيام ومقامه او بلسان مقاله لمن سابه او شاتمه حتى يعرف الحال عليها وان لديه من القدرة ان يقابله بالمثل لكنه متحلم بالصيام مبتعد عن آآ الحرام آآ محافظ على آآ الامور التي ينال بها رضا الرب تبارك وتعالى احسن الله اليكم واثابكم الله فضيلة الشيخ اشرتم بالامس الى عدم زيادة الحمد لله العاطس وكذلك التشميت. وقد ورد في الحمد ثلاث صيغ. الحمد لله الحمد لله رب العالمين الحمد لله على كل حال. وورد في الرد يهديكم الله فبالكم يغفر الله لنا ولكم. آآ ما يتعلق الزيادة في الحمد والزيادة في التشميت. اه السائل ذكر امرين ذكر ما يتعلق ما اشرت اليه بالامس عدم الزيادة بالحمد. وهذا ذكرته بالامس وذكر ايضا ما يتعلق بعدم الزيادة في التشميت وهذا ما لم اذكره وانما كان الكلام فقط على الزيادة في الحمد. بل ان يعني الصيغة التي واليها السائل في اه التشميت اشرت اليها بالامس واه ذكرت ان العاطل يشمت يرحمك الله يهديكم الله نعم يهديكم الله ويصلح بالكم ويسمت بيرحمكم الله. اذا قال الحمد لله يقال يرحمك الله. وايضا ذكرت هذه الصيغة الثانية يهديكم الله ويصلح وبالكم آآ عندما اشرت الى الحديث السؤال لما آآ ذكر تشميت الكافر قلت ان اليهود كانوا يتعاطفون عند النبي صلى الله عليه وسلم طلبا ان يدعو لهم بالرحمة فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم يعني لم اذكر فيما يتعلق التشميت آآ عدم ورود صيغة اخرى كما يفهم من السؤال. اما فيما يتعلق بالحمد سأل عن من يقول الحمد لله رب للعالمين هل يسمت؟ فالذي في ذهني عند الاجابة على السؤال انه لم يرد في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورجعت الى بعض المصادر المتيسرة فوجدت انه لم يرد في اه حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن جاء في الادب المفرد وغيره باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يقول الحمد لله رب العالمين يقول الحمد لله رب العالمين. فهذا الاثر الصحيح الاسناد وفيه زيادة رب العالمين. واما الصيغة الثالثة فلما آآ يأتي لها ذكر ولم اسأل عنها وهي آآ الحمد لله على كل حال. وهي صيغة ثابتة وردت لكن لم يأتي عنها سؤال بالامس وانما كان السؤال عن الحمد لله رب العالمين. نعم احسن الله اليكم يقول السائل حبذا لو ذكرتم لنا بعض السبل التي تعيننا على التواضع وترك آآ التواضع يعين آآ الانسان آآ عليه يكون من اهله بامور عديدة من اهمها اه معرفة ما اعده الله عز وجل من عظيم الثواب وكريم المآب. ومن ذلك ما جاء في هذا الحديث قال ما تواضع وما تواضع احد لله الا رفعه. وهذه رفعة في الدنيا والاخرة. فيتذكر العبد مع ما للمتواضعين من الثواب والاجر والجزاء والرفعة في الدنيا والاخرة تراب فيكون كذلك والامر الثاني يسأل الله جل وعلا لان كل الخصال وجميع الاعمال لا تتحقق للعبد الا اذا لاعانه الله فالجأ الى الله يسأله ويلح عليه ان يمن عليه بهذه الخصلة وبغيرها من الخصال وامر ثابت ان يصاحب الاخيار واهل الفضل والنبل ليتأثر بهم وليتحلى بخصالهم وان يبتعد عن مصاحبة اهل الكبر والصاحب كما ما يقولون صاحب الصاحب ساحب ولهذا كان رعاة الاغنام اهل سكينة ورعاة بالاهل فظاظة يوفر الصحبة تؤثر. فاذا جلس بالانسان اهل التواظع واهل الوقار واهل السكينة اثروا فيه. واذا جالس اهل الكبر واهل الغرور اثروا فيه. ولهذا ثبت وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فلا يخالل المسلم كل احد وانما يخالل من في خلتهم وصحبتهم آآ نفع له في دينه ودنياه. نفع له في دينه ودنياه. فمصاحبة الاخيار واهل نافع جدا وكذلك مما ينفع في في هذا المقام قراءة يا رب اه السلف وقبل ذلك قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. و آآ وصايا آآ اهل العلم فهذه ايضا نافعة غاية النفع ومما ينفع في هذا الباب طلب العلم. والعلم آآ يهدي صاحبه العلم النافع صاحبه الى كل خير. فاذا اعطى العلم من وقته فان العلم باذن الله عز وجل سيهديه الى الخير وابوابه وسبله وايضا ينفع في هذا الباب اه قراءة ما يتعلق بالثواب والجزاء الثواب والجزاء. وان الدنيا دار آآ عمل وان اهلها منها مرتحلون وانهم سيلقون الله جل وعلا ويثيبهم على اعمالهم. فقراءة آآ الجزاء وثواب الاعمال مما يفيد في في هذا الباب. وامر اخير المجاهدة. مجاهدة النفس. قد مر معنا من من يتصبر من يستعث من يستغني وهكذا التواضع من يجاهد نفسه على اه التواضع يكن باذن الله تبارك وتعالى من اهله. احسن الله اليكم بعض الناس يطلق على من تمسك بدين الله واستقام على امره ولزم سنة نبيه متشددا. فما هو مفهوم التشدد نحن مر معنا بالامس آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه وايضا مر في اثناء سؤال بالامس اه حديث هلك المتنطعون وهنا فيما يتعلق بما سأل عنه في هذا السؤال الاخير مفهوم والتشدد ومن هو المتشدد هذه الكلمة كثيرا ما تطلق. لكنها تطلق على عواهنها. ولا تكون منضبطة فقد يطلق البعض التشدد على بعض الفرائض. على بعض الفرائض ويرى ان فعلها تشدد وقد يطلق البعض على اه بعض الواجبات او بعض المستحبات ان ولها تشدد وتتفاوت المفاهيم في اطلاق آآ كلمة التشدد ووصف الاشخاص بها. بل اصبح بعض الناس يطلق كلمة تشدد على كل ما يفعل من الدين مما لا يروق له. فكل ما لا يروق له من الدين اذا رآه يفعل قال هذا تشدد فهذا هذا واقع. ولهذا التشدد قبل ان ان تطلق هذه الكلمة ينظر. ينظر ما العمل؟ اذا كان العمل دين وسنة وعلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وليس في غلو وليس في مجاوزة للحد فهذا ما التشدد ولا يثبت بالتنطع. التنطع والغلو الزيادة. فاذا اقتصر الانسان واقتصر على على قلنا لا يقال في حقه تشدد واذا توسع الناس واطلقوا لانفسهم آآ العنان في هذا الباب اتوا بالعزائم. يعني يقول بعضهم هذا متشدد يصلي للفجر مع الجماعة. واخر يقول هذا اه متشدد. اه ما يأكل الا باليمين ولا يرى الاكل بالشمال وهكذا يعني هي اشياء واضحة من دين الله يصفونه بهذه الصفة لاظهار الصناعة عليه لاظهار الشناعة عليه. وعلى كل حال الواجب هو تقوى الله جل وعلا. ووزن الامور بموازينها الصحيحة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فما كان قد دل عليه الكتاب والسنة فهو توسط وما لا ما لم يدل يدل عليه الكتاب والسنة فهو تشدد فهو تشدد ومن من التشدد المغالاة في الدين والزيادة فيه وعدم القناعة بكفايته اما من يلتزم السنة ويتقيد بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو التوسط. لان التوسط بلزوم السنة واقتداء اثار الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. والله تعالى اعلم وصلى الله مع نبينا محمد