الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما ما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه جوامع الاخبار الحديث الثامن والستون عن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه. واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخوا الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الحديث الثامن والستون من احاديث جوامع الاخبار للامام العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى هو حديث عظيم في تخير الجليس الصالح والحذر من جليس السوء والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث العظيم نصح وابلغ وضربا مثالا بديعا عظيما من خلاله تعرف الاثار الطيبة للجلساء الصالحين والاثار السيئة لجلساء السوء وفي الحديث ان كلا من الجليسين جليس الخير وجليس السوء كل منهما له تأثير على صاحبه ولابد وقد وقد قيل قديما الصاحب ساحب اي مؤثر في صاحبه والانسان بطبعه يتأثر بمن يخالط ومن يعاشر ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال المرء على دين خليله المرء على دين خليله. فلينظر احدكم من يخالل اي اذا كان كذلك المرء على دين خليله فليتخير من الرفقاء من يفيدونه وينفعونه ولا يضرونه وليتفقه في من يجالس كما قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه اي لا يماشي احدا حتى يتفقه في حال مماشاته وثمرة مصاحبته والمثل الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه يوضح بجلاء الاثر الذي يكون من الجليس الصالح والاثر الذي يكون من الجليس السوء فيقول عليه الصلاة والسلام مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكيان اي ان الجليس الصالح كحامل المسك اي بائع الطين بائع الطيب فبائع الطيب كما اخبر عليه الصلاة والسلام اما ان يحذيك ومعنى يحذيك ان يعطيك الاحذاء والاعطاء فاما ان يحذيك ان يعطيك من الطيب الذي عنده على سبيل الاهداء او الهبة او العطية واما ان تبتاع منه ان تشتري منه شيئا من الطيب والروائح الجميلة التي يبيعها واقل الاحوال واضعف الامور ان تجد منه رائحة طيبة. هذي اقل الامور ان تجد منه رائحة طيبة مثله تماما الجليس الصالح الجليس الصالح يفيد جليسه حثا على الخير ودعوة الى البر ونصحا وارشادا ودلالة وترغيبا في الاعمال الصالحات واقل شيء فالجليس الصالح ان لا يطالك ولا ينالك منه اذى لا يؤذيك فانت من جهته قد كفيت الاذى والشر تطمئن الى عدم حصول الاذى منه اما الجليس السوء فجعل النبي عليه الصلاة والسلام مثله كنافخ الكير الذي ينفخ في النار حتى تؤثر على الحديد فيشكله على صور وعلى هيئات معينة كنافخ الكير ومن يجلس الى جنب نافخ الكير ما الذي يحدث له يقول عليه الصلاة والسلام اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه رائحة خبيثة اما ان يحرق ثيابك يعني اما ان يطير من شرار الكير الذي ينفخ فيه شرارة او اكثر فتحرق ثيابك او في اقل الامور ان تجد منه رائحة كريهة تؤذيك تلك الراية وهذا مثل لجليس السوء جليس السوء اما ان يدفع من يجالسه الى الشر والفساد وانواع المنكرات او انه يحصل له اذى من وتعديات ولا يأمن من جهته. ولا يأمن من جهته فالشاهد هذا الحديث العظيم المبارك حث فيه صلوات الله وسلامه عليه على تخير الجليس الصالح والرفيق الطيب والحذر الشديد من رفيق السوء ومما ينبه عليه في هذا المقام ان جليسا في هذا الزمان استجد وجوده ولم يكن موجودا قبل زماننا وكثير من الناس يجالسونه مجالسات مطولة واثر هذا الجليس في من يجالسه تأثيرا بالغا الا وهو الجلوس الى القنوات الفضائية والجلوس الى ساسة الانترنت وما فيها من امور وامور فهذا نوع من الجليس وجد في زماننا ينفرد به الانسان في بيته او في غير بيته بل اصبح الان يحمله في جيبه ويجالسه الساعة والساعتين والثلاث والاربع من الناس من يتخير منافذ ومواقع نافعة ومفيدة ينتفع بها خيرا وعلما وهدى فيكون قد تخير جليسا مباركا ولهذا بعضهم من خلال هذه الوسائل يجلس الى بعض اهل العلم يسمع دروسهم يسمع فتاواهم يقرأ كتبهم يستمع الى توجيهاتهم فيستفيد من هذه المجالسة استفادة عظيمة ومن الناس من يجلس الى هذه الاجهزة والالات الحديثة جلسات مطولة مع الشر والفساد اما مع شرور الشبهات او مع سرور الشهوات وكل منهما من عظائم المهلكات وعلى العبد في هذا المقام ان يتذكر رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه بحاله ورؤيته لفعاله وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية فليكن في حياء من الله وليكن في خوف من الله وليحذر سخط الله وغضبه سبحانه وتعالى وكما قيل اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوته ولكن قل علي راقيا وهذه الوسائل الحديثة جلبت شرا عظيما على كثير من الناس ولا سيما الشباب والشابات وجرت عليهم بلاء عظيما وشرا مستطيرا لا عاصم منه ولا حافظ منه الا الله سبحانه وتعالى فنسأل الله بمنه وكرمه ان يجنبنا وذرياتنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والستون عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. متفق عليه. ثم اورد ابن سعدي رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا المؤمن من جحر واحد مرتين. وهذا الحديث فيه بيان كمال تحرز المسلم. وكمال احتياطه واذا جاء او وصل اليه شر من جهة وبسبب من الاسباب كان في المرات القادمة على حذر من ذلك السبب او الباب او الوسيلة التي اوصلته الى ذلك الشر او جلبت اليه ذلك الفساد نضرب مثالا يتعلق بموضوع الحديث السابق مثلا لو ان انسانا جالس شخصا سيئا ثم اوقعه في بلاء عظيم وجره الى منكر كبير وتنبه الى هذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه وهو مجالسة انسان صاحب شر ودعوة الى فساد المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين اذا وجد ان هذه او هذا الجليس ساقه وجره الى ذاك المنكر والى ذلك الفساد قطع مثل هذه المجالسة ولم يعد الى مثلها لانه لا يلدغ من جحر مرتين كذلكم من جلس الى تلك الوسائل وجلبت عليه شرا او جلبت الى قلبه مرضا او جلبت الى واقعه وحياته منكرا فهو لا يلدغ من جحر مرتين وهكذا قل في بقية الامور فالمسلم كيس فطن يتنبه ويراعي الامور وينظر في العواقب ويتأمل في المآلات ولا يلقي نفسه في التهلكات واذا قدر انه يوما سلك مسلكا او سار مسيرا او رافق شخصا فاوقعه ذلكم في شر او في فساد او في امر منكر فانه يقطع تلك الوسائل ويحذر اشد الحذر من تلك الطرائق لان شأنه كما قال عليه الصلاة والسلام آآ لا يلدغ من جحر مرتين ارأيتم لو ان شخصا كان يطرد صيدا اما اه ارنبا او غيره ثم دخل في جهل وادخل يده خلف الارنب او الصيد ليمسكه في داخل جحره فلدغته حية واخذ يتألم ويتوجع منها وقتا ويعالج نفسه لو قدر مرة ثانية انه لحق ارنبا ودخل ذلك الارنب في جحر هل يدخل يده خلفه اظنه لن يلحق الارنب اذا رأى فظلا عن ان يدخل يده في الجحر الذي دخل فيه ذلك ارنب لانه ذاق الم السم تألم اياما وسلم من الموت بسبب ذلك الادخال فلا يمكن ان يكرر ذلك قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لماذا؟ لان المؤمن فطن ليس انسانا مغفلا احمقا بل هو فقه اذا جره طريق ما او مسلك ما او رفيق ما الى امر منكر او كبيرة من الكبائر او عظيمة من العظائم فانه لا يعود الى تلك الوسيلة ولا يعود ذلك الرفيق حتى يسلم من ذلك واذا كان السم الذي هو سم الحية او العقرب اذا وصل الى البدن سرى فيه واثر فيه تأثيرا عظيما فان الذنوب عياذا بالله لها سم مهلك وتسري في الانسان ولا تزال تتزايد فيه فان العبد اذا اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا اذنب ذنبا اخر نكت نكتة سوداء حتى يغطي ذلك السواد قلبه وهو قول الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال رحمه الله تعالى الحديث السبعون عن ابي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر لا عقلك التدبير ولا ورعك الكف ولا حسبك حسن الخلق. رواه البيهقي في شعب الايمان ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي ذر رضي الله عنه في وصية النبي صلى الله عليه وسلم له قال يا ابا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق. قال رحمه الله رواه البيهقي في شعب الايمان واسناد الحديث ضعيف لكن المعاني التي ذكرت فيه معاني صحيحة معاني صحيحة وهو مشتمل على جمل ثلاث الاولى تتعلق بالعقل وان العقل القويم الذي اعمال صاحبه تشهد على سلامته واستقامته هو العقل الذي يتدبر الامور يتدبر في الامور ويتأمل في العواقب ويضع كل شيء في موضعه ليس عقلا طائشا ولا عقلا سفيها ولا عقلا متسرعا وانما يزن الامور ويتدبر الامور وينظر في العواقب ثم يضع كل شيء في موضعه وهذا معنى قوله لا عقل كالتدبير اي انه يدبر الامور يدبر الامور في اموره الدينية يحرص على السداد وعلى القوام وعلى لزوم الهدي واتباع السنة يتدبر ويتأمل ايضا في امور معاشه وامور حياته ودنياه يتدبر في الامور لجلب المال وفي صرف المال وفي اكل الطعام وفي حاجيات البيت وفي غير ذلك يتدبر ويتأمل فهذا من دلائل كمال العقل ولهذا قال لا عقل كالتدبير اي ان الانسان الذي يدبر الامور يراعي الاحوال وينظر في العواقب ولا يستعجل هذا دلال دليل على كمال عقله وسداد رأيه وقوله ولا ورع كالكف ولا ورع الورع كما عرفه اهل العلم رحمهم الله ترك ما يخشى ضرره في الاخرة ترك ما يخشى ضرره في الاخرة ان يتجنب الانسان ويبتعد عن الامور التي تضره عندما يلقى الله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام كما روي عنه هنا قال لا ورعك الكف لا ورع كالكف فجعل كف الانسان وامتناعه عما حرم الله عليه هو الورع لا ورعك الكف ومعنى الكف اي كف الانسان عن الامور المحرمة والامور التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها وهذا المقام الذي هو مقام الورع الذي هو حقيقته الكف عن الحرام والبعد عن الاثام يتطلب من الانسان حتى يكون ورعا ان يكون على علم بالمحرم اذ كيف يتجنب المحرم وهو لا علم له به ولا علم له بخطورته ولا علم له بظرره وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي كيف يتقي من لا يدري كيف من لا يدري ما يتقي. كيف يكون الانسان ورع عن المحرمات وهو لا يعرف المحرمات ولهذا من لطيف ما يذكر ان اناسا قالوا لمحمد ابن الحسن صاحب ابي حنيفة الف لنا كتابا في الورع الف لنا كتابا في الورع قال رحمه الله الفت كتابا في البيوع ما مراده قال الفت كتابا بالبيوع. قال يعني اذا قرأتم كتاب البيوع والبيوع المنهي عنها والبيوع المحرمة. والبيوع الى اخره وعرفتم حرام يصبح ورعكم عن علم اما شخص يريد ان يتورع عن المحرمات ولم يقرأ عن المحرمات ولا يدري ما هي كيف كيف يصح منه او يستقيم منه الورع وهو لا علم له فاذا الورع الحقيقي هو الكف عن الحرام والكف عن الحرام لابد فيه من العلم بالحرام هذا يا اخوان انصح كثيرا في هذا المقام بقراءة كتاب الكبائر للذهبي انصح كثيرا في هذا المقام بقراءة كتاب الكبائر للذهب. اقرأ هذا الكتاب في حياتك لو مرة ينفعك الله به. والله كتاب عظيم وينصح به المسلم وايضا انصح اخواني الحجاج والزوار وكل منهم يحرص على ان يكون بيده هدية الى اقربائه او ابنائه او جيرانه ان يحمل هذا الكتاب معه هدية نفيسة جدا وكتاب ثمين ونافع كتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله وهو فيه يعدد الكبائر كبيرة كبيرة ويذكر على كل كبيرة ادلة عليها وعلى خطورتها واضرارها من القرآن والسنة هو كتاب عظيم ونافع والحاجة اليه ماسة وشديدة ثم الامر الثالث قوله عليه الصلاة والسلام ولا حسب كحسن الخلق ولا حسب كحسن الخلق والحسب ما يكون عليه الانسان من مكانة ومنزلة عالية رفيعة وذلكم يرجع اما الى اصول الانسان فيكونون من اهل التقى والعلم والصلاح وكان ابوهما صالحا او افعال الانسان افعال الانسان وخصاله وخلاله وهنا يقول يقول عليه الصلاة والسلام فيما يروى عنه يقول ولا حسبك حسن الخلق اي ان اكمل ما يكون في الانسان حسبا ورفعة وعلوا ومنزلة ومقاما ان يكون حسن الخلق ان يكون حسن الخلق ان يكون متحليا بكوامل الاخلاق وعظيم الاداب ورفيعها فهذا هو الحسب حسب الانسان الحقيقي وشرفه الحقيقي ومنزلته الحقيقية ان يكون على خلق عظيم بينما لو كان شخصا من اصول عظيمة في العلم في العبادة في آآ الاحسان ولكنه سيء في اخلاقه وفي تعاملاته وفي هل تبقى له منزلة ومكانة ام انه يسقط وتسقط مكانته فالحسب الحقيقي والمكانة الحقيقية في الخلق الفاضل والادب الكامل قال رحمه الله تعالى الحديث الحادي والسبعون عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل فقال يا رسول رسول الله اوصني فقال لا تغضب ثم ردد مرارا فقال لا تغضب رواه البخاري. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة في قصة الرجل الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال اوصني قال لا تغضب فردد مرارا اي اوصني. يقول للنبي عليه الصلاة والسلام اوصني والنبي عليه الصلاة والسلام في كل مرة يعيد عليه الجواب نفسه لا تغضب وكأن الرجل كان ينتظر وصية عامة تتناول امورا كثيرة ورأى النبي عليه الصلاة والسلام اوصاه وصية في امر جزئي الذي هو اجتناب الغضب فاعاد السؤال واعاد النبي عليه الصلاة والسلام. وجاء في بعض الروايات انه قال تأملت واذا ان الغضب جماع الشر تأملت فاذا الغضب جماع الشر اي ان الانسان الذي سريع الغضب سريع الانفعال يجتمع فيه الشر وتحصل منه أنواع الشرور كم من ارواح ازهقت وكم من ممتلكات محرمة اتلفت وكم من اعضاء في البدن اعتدي عليها كسرا جرحا وكم وكم من امور كثيرة والسبب فيها الغضب السبب فيها الغضب والانسان سريع الغضب الذي يتخذ التدابير مباشرة والاعمال مباشرة مع الغظب قولا او فعلا لابد ان يخطئ في قوله او في فعله لا بد ان يخطئ لسانه ولابد ان تخطئ جوارحه اذا كان يتعامل مع الاشياء وقت الغظب ولهذا يجب على المسلم ان يحذر من الغضب ومن اضراره وان يتجنبه كما قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لا تغضب وقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لا تغضب يتناول امرين الامر الاول بذل الاسباب بذل الاسباب المفيدة من الاخلاق والاداب اه تعلم العلم الذي يحجز الانسان عن الغضب فقول لا تغضب يتناول ذلك وايضا قوله لا تغضب يتناول ان الانسان حالة الغضب لا يتخذ اي تصرف باقواله او في افعاله لانه اذا تصرف بقول او فعل وقت غضبه لابد ان يقع في خطأ او تعد او ظلم اذا يا اخوان وقت الغضب لابد من التنبه لامرين الامر الاول يتعلق باللسان على الانسان وقت الغضب يعني فورة الغضب غليان الدم احمرار الوجه عليه في تلك الاثناء ان يمسك لسانه لا ينطق باي كلمة يمنع لسانه من الكلام تماما وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا غضب احدكم فليسكت هذه وصية عظيمة جدا اذا غضب احدكم فليسكت كم من حالات طلاق حصلت وقت الغضب؟ وبعدها بثلاث دقائق او اربع او خمس ندم لماذا؟ لانه تكلم وقت الغضب وكم من امور وامور كثيرة تحصل من انسان من سباب او شتام او كلام سيء جدا لا يرضاه هو ان يكون من قوله والسبب انه تكلم وقت فورة الغضب فيقول عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم فليسكت لا تتكلم وقت غضبك بكلمة واحدة ووقت الغضب ليس طويلا ثورة الغضب هي ليست طويلة هي دقيقتين ثلاث اربع خمس دقائق ثم يهدأ الانسان هي ليست طويلة ودائما المشكلات والمعضلات وان كنا في الدقيقتين والثلاث هذه التي هي وقت ثورة الغضب فعلى الانسان عندما يفاجأ بشيء او امر من ولده من اهله من جاره من قريبه من بائع الى غير ذلك عليه ان يمسك نفسه في تلك اللحظة فلا يتكلم باي كلمة يسكت حتى يهدأ يجد ان الغضب ذهب عن فحين اذ يتكلم وسيجد ان كلامه سيختلف وقت الغضب سيكون في كلام سيء جدا ولما يهدأ سيحسن ان يقول اخطأت يا اخي وهذا ما يليق وما كان ينبغي مثل هذه الكلمات الهادئة لا تحصل وقت الغضب بينما اذا سكت قليلا وهدى سيبدأ يتكلم بكلام جيد وكلام جميل واسلوب حسن الجانب الثاني يتعلق بالاعمال وحركات البدن ولا سيما اليد على الانسان وقت الغضب ان لا يحرك شيئا من من بدنه بل اذا كان قائما امام من اغضبه ولا يزال الغضب قائم عليه ان يجلس فاذا سكن الغضب فبها والا فليضطجع وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا غضب احدكم فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع ومن يستطيع ان يقوم بهذا العمل الجليل العظيم الكبير الا صاحب الخلق العالي اما صاحب الخلق الرديء والخلق الضعيف يأتيه الشيطان والنفس الامارة بالسوء ويقول له يغضبك وتنام امامه وين العقل؟ ووين الرجولة؟ ووين الكذا هو يغضبك وتنام وتجلس ما يتركها يقوم بمثل هذا لكن انسان صاحب العقل وصاحب الخلق وصاحب الادب والذي ينظر في العواقب لا يبالي في مثل هذه الاشياء اذا كان وقت غضب من ابنه او اهله او اي احد كان يجلس خاصة بعض الناس معه بعض الامراض البدنية مثل السكر وارتفاع الضغط واشياء من هذا القبيل تضغط عليه وقت الغضب اه تشتد عليه وقت الغظب وترتفع عند فيحتاج جسمه في ذلك الوقت الى راحة بلا سكون فعليه ان يجلس فان كان الجلوس كافيا لان يسكن فبها وان لم يكن كافيا يضطجع حتى يرتاح ويهدأ والشدة التي اصابت بدنه تذهب عنه بعد ذلكم بخمس دقائق عشر دقائق ربع ساعة وجد نفسه يرتاح سيجد انه يجلس بعد ذلك وآآ يقول لابنه يا ابني اخطأت يا ابني هذا ما يليق يا ابني هداك الله يا زوجتي كذا الى اخره بهدوء لكن لو كان ومواقف والامور كلها مشتعلة فيه ومرتفعة عنده ستحفظ تحصل امور لا يسره انها كانت مرة رأيت في احدى المستشفيات قديما رجل ومعه ابنه وابنه خمس سنوات عمره او ست سنوات ويده مملوعة مملوعة من العضد ومنطلقة فقلت لا بأس عليه. قال لي قاتل الله الغضب. نايم واناديه اصيح عليه حتى يقوم ما قام سديته وانملعت يده. يحصل هذه هذا مثال من امور كثيرة في البيوتات وغير البيوتات تحصل وقتها والسنة يا اخوان خير وبركة اي والله السنة خير وبركة ولو كانت السنة معنا في كل احوال معلنة هدينا الى سواء السبيل. والنبي عليه الصلاة والسلام في نصائحه توجيهاته وارشاداته عليه الصلاة والسلام يهدي لكل خير فاذا هذان امران عظيمان للغاية وقت الغضب الاول مستفاد من قوله اذا غضب احدكم فليسكت والثاني مستفاد من قوله اذا غضب احدكم فليضطجع فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع. نعم. قال رحمه الله الله تعالى الحديث الثاني والسبعون عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال ان الله جميل يحب الجمال. الكبر بتر الحق وغمط الناس. رواه مسلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وهذا من احاديث الوعيد والتهديد وبيان خطورة الكبر. والكبر قد يكون كفرا اكبر ناقل عن الملة وهو الكبر عن التوحيد والكبر عن طاعة النبيين عليه الصلاة والسلام فيما يدعون اليه من الله عز وجل فهؤلاء المتكبرين مثواهم النار خالدين فيها ابد الابد وقد يكون دون ذلك وقد يكون دون ذلك قد يكون كبرا يوقع الانسان في بعض المعاصي وبعض الكبائر وبعض الموبقات التي هي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى وهذا الحديث حذر فيه النبي عليه الصلاة والسلام من الكبر وبين خطورته العظيمة. وضرره العظيم على الانسان وان المتكبر لا يدخل الجنة. قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر انظروا رعاكم الله الى حرص الصحابة على الخير وسرعة استجابتهم توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام وحسن انتفائهم بما يسمعونه منه فرجل لما سمع هذا التحذير من الكبر وهذا الوعيد عليه قام في قلبه خوف منه وقال يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا اخذ ذهنه يفكر في ماذا الان قام في قلبه خوف لما سمع هذا الوعيد قام في قلبه خوف من اه هذه الخصلة التي جاء عليها هذا الوعيد فبدأ يفكر في اعمال يخشى ان تكون داخله تحت هذا الكبر الذي عليه هذا الوعيد فهذا يدل على شدة حرص الصحابة على الخير وخوفهم من الامور التي تضرهم فسأل هذا السؤال قال يا رسول الله قال ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا يحب الانسان ان ينتقي الثوب الجميل والحذاء الحسن الجميل اي هل هذا يدخل في الكبر هل هذا يدخل في الكبر فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال اي ان هذا لا علاقة له بالكبر وليس من الكبر في شيء. كون الانسان ينتقي ثوبا جميلا او اه حذاء جميلا او مركوبا جميلا او نحو ذلك هذا لا علاقة له بالكبر وليس من الكبر ثم ام ثم انظر ايضا الى كمال النصح والبيان اعطاه الجواب على مسألته ثم زاد بيانا وايظاحا صلوات الله وسلامه عليه قال الكبر بطر بطر الحق وغمطه والناس بطر الحق وغمط الناس هذا هو الكذب الكبر رد الحق الكبر رد الحق يسمع الحق ولا يقبله وهذا كبر ولا شك انه من اعظم الكبر مثل شخص يكون على خطأ او على مخالفة او على عمل منكر ثم يقال له اتق الله قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا. بعضهم يقول وان كان بعضهم بهذا اللفظ يقول وان كان وعبارات نحو هذا القبيل هذا من الكبر لا شك وقائل ذلك نطقا او حتى في قلبه هذا متكبر متكبر على الحق لانه يرد الحق يبلغه الحق ويسمع الحق ثم يرده هذا هو الكبر قال الكبر بطر الحق اي رده تعاليا تكبر وغمط الناس غمط الناس ان اي ان يغمق الناس حقوقهم ويبخس الناس حقوقهم ولا يعرف للناس اقدارهم ومنازلهم ويرى نفسه اعلى من كل انسان وافضل من كل انسان هذا كبر فالكبر له جانبان الجانب الاول رد الحق كما بين نبينا عليه الصلاة والسلام والجانب الاخر التعالي على الناس والاستطالة على الناس وغمط الناس حقوقهم فهذا كذلكم من الكبر قال الكبر بطر الحق وغمط الناس يقول رحمه الله تعالى في نصيحة بليغة تحت هذا الحديث قال يجب على طالب العلم ان يعزم عزما جازما على تقديم قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم على قول كل احد وان يكون اصله الذي يرجع اليه واساسه الذي يبني عليه الاهتداء بهديه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في معرفة مراده واتباعه في ذلك ظاهرا وباطنا وهذه وصية ثمينة للغاية اوصى بها رحمه الله تعالى تعليقا على هذا الحديث نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثالث والسبعون عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه. رواه مسلم. ثم اورد الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه قد افلح اي تحقق فلاحه والفلاح هو حيازة الخير في الدنيا والاخرة وقد قيل ان الفلاح اجمع كلمة قيلت في حيازة الخير في الدنيا والاخرة والنبي عليه الصلاة والسلام جمع تحقق الفلاح نلعب في دنياه واخراه في خصال ثلاث من اجتمعت فيه فقد افلح. وتحقق فلاحه في الدنيا والاخرة الخصلة الاولى من اسلم والاسلام اساس الفلاح وركيزة النجاة ولا فلاح ولا نجاة الا بالاسلام فمن اسلم فقد افلح ومن لم يسلم فقد خاب وخسر قال من اسلم اي من من الله عليه بالهداية للاسلام وكان من المسلمين والخصلة الثانية قال ورزق كفافا اي رزقه الله سبحانه وتعالى من العيش والرزق ما يكفيه ويسد حاجته قد جاء في حديث اخر انه انه عليه الصلاة والسلام قال من اصبح منكم امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. يعني كأن الدنيا كلها جمعت له لماذا؟ لان ما زاد على ذلك فضله هذا هو الاساس العافية في البدن وطعاما اليوم والامن في المسكن. فاذا اجتمعت هذه الثلاث للعبد كأنما حيزت له الدنيا بحالاتها نحمد الله عز وجل نسأله ان يوزعنا جميعا شكر نعمه قال وقنعه الله بما اتاه وقنعه الله بما اتاه وهذا فيه ان الغنى ليس بكثرة العرض وكثرة المال وانما الغنى غنى القلب فاذا كان الانسان قنوعا بالشيء الذي اتاه الله سبحانه وتعالى فهذا من امارات الفلاح لان بعض الناس قد يؤتى من المال مثل ما اوتي قارون ولا يقنع ولا تزال نفسه تطلب اضعاف ذلك اضعافا مضاعفة ولا يحتاج من ذلك كله الا شيء يلبسه وطعاما يأكله يقول ابن ادم مالي مالي وليس له من مالي الا ما اكل فافنى ولبس فابلى. او تصدق فابقى القاه لنفسه يوم القيامة وما سوى للورثة وما سوى ذلك الورثة مهمته مع ذلك المال انه خازن للمال وحارس له. يحرص الى ان يموت ليسلم ليستلم الورثة وليس له من ما له الا ما اكل فابلى او فافنوا وما لبس فابلى او تصدق فابقى لان الصدقة تبقى للانسان ذخرا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فهذا حديث عظيم جمع موجبات الفلاح وهي ثلاث الاسلام والرزق الكفاف والقناعة بما اتاه الله سبحانه وتعالى عبده. نسأل الله ان يوزعنا جميعا شكر ونعمه وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر فاللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين. اللهم واكتب الغنيمة والعافية والتوفيق والتيسير للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. فاللهم انا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين