الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه جوامع الاخبار الحديث السادس والثمانون عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا عني مناسككم رواه احمد ومسلم والنسائي الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم علي وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الحديث السادس والثمانون من من احاديث جوامع الاخبار للامام العلامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله تعالى وهذا الحديث من جوامع الكلم في فقه العبادة وان يراعى فيها موافقة سنة واتباع هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ومعنى فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه فالله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان موافقا لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا جاء عنه في الصلاة انه صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني اصلي صلوا كما رأيتموني اصلي بمعنى ان يجتهد كل مصل ان تكون صلاته كصلاة النبي صلوات الله وسلامه عليه. اما الصحابة فرأوا النبي عليه الصلاة والسلام يصلي فصلوا مثل صلاته عليه الصلاة والسلام. واما من جاء بعدهم فان صلاة النبي عليه الصلاة والسلام نقلت اليهم بالاحاديث الصحة. الثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهكذا الشأن في كل عبادة نتقرب بها الى الله عز وجل يجب ان نراعي فيها اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلكم الحج وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لتأخذوا مناسككم. لتأخذوا مناسككم والحديث هذا لفظه في صحيح مسلم والمسند اه مصادر عديدة بهذا اللفظ لتأخذوا مناسككم فاني فانه لعلي لا القاكم بعد اه عامي هذا او بعد حجتي هذه قال لتأخذوا واللام لام الامر واللام لام الامر لتأخذوا لتأخذوا مناسككم اي خذوا مناسككم باتباعه عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث حث كل من اراد الحج واكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الطاعة العظيمة ان الواجب عليه ان يتعلم احكام الحج ومناسكه بين يدي قيامه بالحج بحيث يخطو كل خطوة في حجه عن علم وبصيرة قد جاء عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى انه قال من عبد الله بغير علم من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح ولهذا يتأكد على كل مسلم اكرمه الله سبحانه وتعالى المجيء لاداء هذه الطاعة ان يحرص على تكميل الحج وتتميمه بان يكون موافقا للسنة. ولن يكون الهدي ولن يكون الحج موافقا الا بالتعلم فاقد الشيء لا يعطيه فلا بد ان يتعلم الحاج اه المناسك واعمال الحج حتى يؤديها على بصيرة وحتى تكون اعماله في حجه موافقة لهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والله يقول في القرآن واتموا الحج والعمرة لله. كيف يتم الانسان حجه؟ حجه وهو لم يتعلم احكامه ولم يتفقه في تجد كثير من الناس من اجل ان يحج ينفق اموالا وجهودا ويتغرب عن بلاده ويتحمل المشاق ويكابد السفر ثم تأتي النقطة المهمة وهي تبصره وتعلمه لاحكام الحج فيستهين بها ولا يبالي لها وهذا من الخطأ فينبغي على كل حاج اكرمه الله سبحانه وتعالى بالمجيء لاداء هذه الطاعة ان يحرص على تعلم الاحكام واحكام الحج بينها اهل العلم في كتب مختصرة واضحة بينة وترجمت ايضا الى العديد من اللغات فالامر متيسر بتيسير الله تبارك وتعالى. شاهدوا القول ان قول نبينا عليه الصلاة والسلام لتأخذوا من اسلككم حث على المتابعة ولزوم الهدي وموافقة السنة والحذر والمجانبة والبعد عن البدع المحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث السابع والثمانون عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. رواه مسلم. مما يشار اليه فيما يتعلق بالحديث السابق لتأخذوا مناسككم ان الشيخ رحمه الله تعالى نقل خلاصة عظيمة جدا في اعمال الحج خلاصة نفيسة ومتينة في اعمال الحج في ثلاث او اربع صفحات تقريبا نقلها عن كتاب القواعد النورانية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فهي خلاصة متينة ومسددة ومن المفيد لطالب العلم ان يقرأها بعناية وتدقيق حتى يفيد من هذه الخلاصة التي هي لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ثم اورد الامام ابن سعدي رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وهذا الحديث العظيم فيه دلالة على تفاضل سور القرآن لا من حيث المتكلم بها. المتكلم بها واحد وهو الله. ولكن من حيث المعاني. والدلالات ومحتويات السور والايات فسورة قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن تعدل ثلث القرآن واية الكرسي افضل اية في القرآن الكريم واعظم سورة في القرآن سورة الفاتحة فسور القرآن واياته متفاضلة وافضل ايات القرآن صوره الايات التي خصت ببيان عظمة الله واسمائه وصفاته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى. اية الكرسي اعظم اية في القرآن لانها اخلصت في هذا في توحيد الله وتعظيمه وذكر اسمائه وصفاته فيها خمس اسماء حسنى لله واكثر من عشرين صفة لله تبارك وتعالى فجمع فيها من اسماء الله وصفاته وبراهين توحيده ما لم يجتمع في اي اية اخرى من القرآن بل ما جمع في هذه الاية فرق في ايات عديدة وسورة قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن لانها اخلصت لبيان صفة الرحمن ليس فيها شيء اخر اخلصت لبيان صفة الرحمن ولعلنا نذكر قصة ذلك الصحابي الجليل الذي بعثه النبي عليه الصلاة والسلام في سرية فكان يصلي اصحابه ويختم كل ركعة بقل هو الله احد يختم قراءته بقل هو الله احد فاشكل ذلك على من كان معه من الصحابة فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام قال اسألوه لاي شيء كان يفعل ذلك فسألوه قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن قال عليه الصلاة والسلام اخبروا ان الله يحبه اخبروه ان الله يحبه في في حديث اخر قال حبك اياه ادخلك الجنة فالشاهد قول هذا الصحابي لان فيها صفة الرحمن. فهي سورة الاخلاص لانها اخلصت لبيان الرحمن سبحانه وتعالى وهذا يبين لنا وجه كون هذه السورة تعدل ثلث القرآن لانك لو تأملت القرآن عموما تجد ان سور القرآن واياته اما في الاسماء والصفات واما في الاحكام والاوامر والنواهي واما في القصص والاخبار فالقرآن اقسام ثلاثة وسورة قل هو الله احد اخلصت في بيان القسم القسم الاول وهو اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته بل ان جميع الاسماء والصفات التي جاءت في القرآن ترجع الى هذه الاسماء والصفات المذكورة في هذه السورة العظيمة قال قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقوله قل هو الله هذا اسم من اسماء الله اسم من اسماء الله وهو دال على الوهية الله وانه المتفرد بالالوهية والعبودية كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فالله هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه والصمد اسم من اسماء الله الحسنى وهو دال من جهة على كمال غناه فالصمد الكامل في صفاته الغني عمن سواه ودال من جهة اخرى على افتقار الخلائق اليه فهو الصمد الذي تصمد اليه الخلائق اي تفزع اليه في حاجاتها ورغباتها وطلباتها ولا غنى لها عنه طرفة عين فهو صمد بمعنى الكامل في اسمائه وصفاته جل وعلا وهو صمد بمعنى ان الخلائق كلها مفتقرة اليه ولا غنى لها عنه طرفة عين قل هو الله احد الله الصمد والاحد اسم من اسماء الله. دال على احديته وتفرده في اسمائه وصفاته وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وقوله لم يلد ولم يولد هذا فيه اثبات تنزه الله تبارك وتعالى عن الفروع والاصول فهو جل وعلا لم يتولد من غيره ولم يتولد منه احد. منزه تبارك وتعالى ومقدس عن ذلك. وقالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه اي تنزه وتقدس عن ذلك. وقوله ولم يكن له كفوا احد هذا فيه نفل الكفر وهو الشبيه والنظير. فالله لا كفؤ له اي لا نظير ولا سبيل. كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء كما قال تعالى هل تعلم له سم يا؟ فهذه صورة عظيمة مباركة وصفها نبينا عليه الصلاة والسلام انها تعدل ثلث القرآن لانها اخلصت لبيان اسماء ربنا جل وعلا وصفاته وبيان عظمته وكماله جل وعلا. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث الثامن والثمانون عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ورجل اتاه الله الحكمة ويقضي بها ويعلمها متفق عليه. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبدالله بن مسعود رضي الله اهو عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحرب ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها او يعلمها هذا الحديث فيه فظل رجلين احدهما من الله عليه بالمال وهو ينفق منه ويبذل ويتصدق في وجوه الخير المتنوعة والاخر رجل اتاه الله علما وبصيرة وفقها في دين الله فهو يعلم الناس الخير. ويبين لهم دين الله ويحثهم على الطاعات والعبادات وينام عن الاثام والمحرمات فهذان رجلان يغبطان تمام الغبطة على ما من الله سبحانه وتعالى بهما ما من الله عليهما من هذه النعمة العظيمة الاول نعمة المال رجل صالح بيده المال ينفق ويبذل ويتصدق والاخر رجل من الله عليه بالعلم والبصيرة والفقه في دين الله فهو يعلم الناس الخير ويبصرهم بدين الله تبارك وتعالى وقوله لا حسد الا في اثنتين. المراد بالحسد هنا الغبطة المراد بالحسد هنا الغبطة ومعنى الغبطة ان تتمنى لنفسك ان يكون لك مثل هذا الرجل الذي اتاه الله المال فهو ينفق فتنفق مثله او مثل هذا الرجل الذي اتاه الله العلم فهو يعلم ان يمن عليك بعلم مثل علمه فتعلم الناس مثل ما يعلمه فالغبطة تمني ان يكون للانسان مثل ما للغير دون ان يتمنى زوال النعمة على الغير وهذا محمود فالمراد بالحسد هنا الغبطة وهو محمود محمود ان يتمنى العبد ذلك يتمنى ان يكون له مثل مال الغير من نعمة علم آآ يعلمه الاخرين او مال يتصدق وينفق منه في وجوه الخير وابواب البر اما الحسد المذموم فهو تمني زوال النعمة عن الغير تمني زوال النعمة عن غيره وذكر العلماء انه ثلاث مراتب كلها حسد وكلها مذموم الاولى كراهية النعمة التي انعم الله بها على الغير. مثل شخص يمن الله عليه بمال او تجارة او ربح او ولد او غير ذلك فيقع في قلب شخص اخر كراهية لهذه النعمة التي اكرم الله بها اخيه فيكره ان يكون قد اوتي هذه النعمة هذا حسد هذا حسد وهو مرض معطي من امراض القلوب ثم المرتبة الثانية ان يقع في قلبه تمني للزواج. يتمنى ان تزول هذه النعمة وان لا تبقى عنده. يزيد على طه تمني زوالها وهذا اشد من الاول كراهة وزيادة تمني ان تزول هذه النعمة عن من حصلت له والمرتبة الثالثة وهي اشد منهما من المرتبطين السابقتين ان يعمل على زوالها ان يعمل على زوال النعمة يكرهها ويتمنى ان تزول ولا يقف عند هذا الحد بل يخطط ويدبر ويحييك ويمكر حتى تزول النعمة عن اخيه هذا ايضا حسد وهو شر هذه اه المراتب واشنعها وكلها حسد وكلها مذمومة والنبي عليه الصلاة والسلام يوجه العبد في في هذا الباب الى الغبطة المحمودة اذا رأيت نعمة عظيمة يترتب عليها اثار مباركة على العبد في دنياه واخراه. وتمنيت ان يكون لك مثلها مع عدم كراهيتك لحصول النعمة لاخيك وعدم وعدم تمنيك لزوالها وانما تتمنى لنفسك ان يكون لك مثل هذه النعمة فلا شك ان هذا مما يحمد عليها العبد بل لو صح من الانسان الرغبة والعزم والحرص على هذا الامر انه اه لو كان عنده من المال مثل فلان ينفق مثل نفقته وعلم الله منه صدقه في ذلك كان هو وذلك الرجل سواء في الاجل هذا فضل الله سبحانه وتعالى وهذا فظل الله سبحانه وتعالى هذا فظل الله سبحانه وتعالى اذا كان صادقا من قلبه يتمنى ان يكون له مثله وانه لو كان مثله انفق مثله ولم يحصل له ذلك ولكن رغبة قائمة قوية في قلبه لهذا الامر يعلمها الله منه هو واياه في الاجر سواء كان في الاجهزة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وعظيم منه جل وعلا والحديث كما قدمت فيه فضل آآ تعلم العلم وتعليمه وتفقيه الناس فيه. قد قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وايضا فضل اه اكتساب المال من اجل ان ينفق الانسان على اهله وعلى اولاده ومر معنا آآ آآ اه لعله سبق ان مر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس عالة اي فقراء يتكففون الناس اي يمدون اكفهم للناس يسألونهم فالانسان كونه يحرص على اكتساب المال وتحصيل المال حتى ينفق على اولاده وحتى يتصدق في سبيل الله تبارك وتعالى وحتى ايضا يجعل بعظ الاوقاف التي والصدقات الجارية التي تبقى له بعد حياته لا شك ان هذا من الامور العظيمة التي حث عليها الشرع الحنيف نعم قال رحمه الله تعالى الحديث التاسع والثمانون عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفيه هذه الدعوة الجامعة العظيمة المباركة التي كان يدعو بها النبي عليه الصلاة والسلام قال ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. هذه اربعة مطالب اجتمعت في هذا الحديث العظيم. المطلب الاول هداية الهداية اللهم اني اسألك الهدى والهداية بيد الله يهدي من يشاء ويظل من يشاء الهداية بيده سبحانه وتعالى هو جل وعلا الهادي من يشاء الى صراط مستقيم ولا مهتدي الا من هداه الله ولا مهتدي الا من هداه الله سبحانه وتعالى ولهذا كان من الواجب على كل مسلم فرضا متعينا ان يدعو الله بسؤال الهداية مرات كثيرة في ايامه ولياليه. في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. هذه دعوة مفروضة واجبة ومتكررة مع المسلم في كل يوم وليلة مرات كثيرة. بعدد الركعات في الصلوات المكتوبة السابعة عشرة مرة في اليوم والليلة. اهدنا الصراط المستقيم تسأل الله جل وعلا الهداية والهداية الى الصراط بان يعلم العبد وان يعرفه وان يسلكه وان يكون من اهله وان يثبت عليه وان يسلم من الامور التي تبعده عن اهذا الصراط وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم فاتقوا الله قال اللهم اني اسألك الهدى والمطلب الثاني التقى والمراد بالتقى اي تقوى الله سبحانه وتعالى. اللهم اني اسألك التقى اي ان اكون من المتقين وان اكون من اهل التقوى. المحققين قيل لها وتقوى الله عز وجل هي ان تجعل بينك وبينما تخشى من سخط الله وعقابه وقاية تقيك وهذا لا يكون الا بفعل المأمور وترك المحظور ولهذا فان من احسن ما عرفت به التقوى اه قول طلق ابن حبيب رحمه الله من علماء التابعين تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب النار. هذا تعريف جامع وعظيم للتقوى قال تقوى الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله والمراد بالنور العلم والبصيرة رجاء ثواب الله اي تقوم بالطاعات والعبادات وانت ترجو ثواب الله عليها وان يثيبك تبارك وتعالى عليها وان يجزيك عليها عظيم الثواب قال وان تترك معصية الله اي تجتنبها وتبتعد عنها على نور من الله ايضا في جانب ترك المعاصي مطلوب من العبد ان يكون على علم. ولهذا قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما اذا كان الانسان لا يعرف المعاصي ولا يعرف الذنوب ولا يعرف الكبائر كيف يتقيها؟ ولهذا قال طلق رحمه الله على نور من يعني تترك المعصية عن علم بتحريمها بعقوبتها بالادلة على تحريمها على نور من الله تبارك تبارك وتعالى خيفة عذاب الله اي تجتنبها خوفا ان يعذبك الله لو فعلتها او او وقعت فيها فقوله عليه الصلاة والسلام التقى اي واسألك التقى فيه سؤال الله عز وجل هذا المطلب العظيم وهو تقوى الله عز وجل قال اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف سؤال الله تبارك وتعالى العفاف والعفاف يتناول آآ ان يعف المرء نفسه عن كل امر يشينه وعن كل خلق لا يليق به ولا يليق بالمسلم فيتعفف عن الحرام عن الاثام عن المنكرات عن الامور التي تسخط الله تبارك وتعالى يتجنبها متعففا مبتعدا عنها منزها نفسه عن الوقوع فيها قال والغنى اي اسألك الغنى. واعظم الغنى غنى النفس وهو ان يقنع الانسان بما اتاه الله ويرضى بما اتاه الله تبارك وتعالى ويسأل الله سبحانه وتعالى من فضله قال رحمه الله تعالى هذا الدعاء من اجمع الادعية وانفعها وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا. فان الهدى هو العلم النافع والتقى العمل الصالح وترك ما نهى الله ورسوله عنه. وبذلك يصلح الدين. فان الدين علوم نافعة ومعارف صادقة فهي الهدى وقيام بطاعة الله ورسوله فهو التقى قال والعفاف والغنى يتضمن العفاف عن الخلق وعدم عن الخلق يتضمن العفاف عن الخلق وعدم تعليق القلب بهم والغنى بالله وبرزقه والقناعة بما فيه وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية. وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا والراحة القلبية وهي الحياة الطيبة. فمن رزق الهدى والتقى والعفاف والغنى نال السعادتين اي سعادة الدنيا والاخرة وحصل وحصل له كل مطلوب ونجا من كل مرهوب. نعم قال رحمه الله تعالى الحديث التسعون عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. رواه مسلم. ثم رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه قوله عليه الصلاة والسلام من احب ان يزحزح عن النار من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة. لا شك ان كل عاقل يحب ذلك لنفسه ولا يأبى ذلك ولا يرفضه والله تعالى يقول كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاعها الله اكبر هذا هو الفوز قال فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. هذا هو الفوز المبين وهذا هو الفوز الحقيقي مع ان كثير من الناس الان اذا جاءت كلمة الفوز والفائز والفائزين ومن الذي فاز هل فزتم او فزنا؟ هذه كلمة بالسنة كثير من الناس انحصرت في اللعن انحسرت في اللعب واللهو ولا يذكرون الفوز اذا قيل كلمة من فاز او الفائز او الفائزين الى اخره كلها انحصرت في اللعب ويغيب عن الاذهان هذا الفوز الفوز المبين تأمل هذا الامر المهين مر معنا قريبا قول النبي عليه الصلاة والسلام ما منكم الا اه اه ما منكم الا من سيكلمه ربه ليس بينه ما منكم الا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يجد الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يجد الا ما قدم. وينظر تلقاء وجهه فلا يرى الا ان فلا يرى الا النار فاتقوا النار ولو بسرق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة هذه الخلايا كلها ستقف هذا الموقف وستكون امامهم النار يؤتى بها الى ارض المحشر تجر يجرها سبعون الف ملك ولها سبعون الف زمام ومع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها ثم يؤمر الناس بالعبور في صراط ينصب على متن جهنم احد من السيف وادق من الشعرة ويمر الناس ومن تحتهم النار ثم يتفاوتون في المرور منهم من يمر كالبر كالريح كاجاويد الخيل وكركاب الابل منهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز اذا عابر الانسان الصراط المنصوب على متن جهنم وتجاوز الصراط زحزح عن النار هذا هو الفوز الحقيقي فكيف تغفل الناس وتغفل العقول؟ تستهلك الاوقات في اه امور تشغل الانسان عن الفوز المبين وعن الفوز الحقيقي الذي خلق لاجله واوجد لتحقيقه يقول هنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة. من الذي يعرض عليه هذا العضو ولا يحبه ولا يريده لنفسه لكن قد يكون واقع الانسان العملي واقع الانسان العملي يدل على انه لا يريد لنفسه هل يزحزح عن النار مثل ما جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى سبحان الله قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا يا رسول الله من يأبى من هو هذا الذي يقال؟ تفضل ادخل الجنة؟ يقول لا اريد كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة. ومن عصاني فقد ابى نعم قد يكون الانسان بلسانه انا لا اريد النار ولا غبن يدخل النار. انا اريد ان اكون في الجنة. انا اريد ان اكون في الفردوس الاعلى في الجنة لكن اعماله تكذب هذه الرغبة التي يبديها اعماله شيء اخر مختلف تماما لا تدل اعماله على رغبته في الفوز بالجنة والنجاة من النار اذا الحديث فيه تنبيه الحديث فيه تنبيه عظيم جدا الى ان الزحزحة عن النار ودخول الجنة لا تنال بمجرد الدعاوى قال الله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به ليست المسألة مسألة دعاوى ولا لو كانت مسألة دعاوى ماذا قال اليهود والنصارى قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا ونصارى كانت مسألة مسألة دعاوى كل يدعي لكن الدعاوى اذا لم يقم عليها بينات اهلها ادعية اذا لم يكن واقع الانسان العملي التطبيقي يؤهل للدخول وللزحزحة والا الواقع انه ابى. عمليا ابى ان يكون من اهل الجنة ومن المزحزحين عن النار اهل الجنة قال تبارك وتعالى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية بما قدمتم في الايام الخالية اي في الدنيا لابد ان يقدم الانسان لابد ان يقدم الانسان اعمالا تؤهله للزحزح عن النار ودخول الجنة وانظر هذه الخلاصة العظيمة في هذا الباب قال من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر بل تأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر قال فلتأته منيته فهذا امر مغيب ما يدري الانسان متى تأتي المنية فماذا يصنع قال فلتأته من يتوب وهو يؤمن وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه المنية لا يدري الانسان متى تأتي بعد شهر بعد سنة بعد سنوات طوال لا يدري اذا كيف يصنع ايضا مثل ذلك قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ما يدري الانسان متى يموت اذا ماذا يصنع؟ ولا تموتن الا وانتم مسلمون مثلها ايضا قول الله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يموت واعبد الله الى ان تموت ما يدري الانسان متى يموت اذا هذه دعوة للانضباط والاستقامة والمداومة على طاعة الله ورعاية الايمان وحقوق الايمان ومقتضيات الايمان حتى يأتي الموت في اي لحظة والعبد استعد ومتهيأ له لا يسوف ولا يؤجل ولا يؤخر. ارأيتم لو ان شخصا وقد حصل هذا لاقوان بسبب النفس الامارة بالسوء والشيطان ارأيتم لو لقى ان شخصا اتضحت له الهداية وابوابها وادرك انه مخطئ واراد ان يتوب ثم قالت له نفسه الامارة بالسوء او الشيطان اجل التوبة شهر السنة القادمة كثير ما يحصل ثم يؤجلها ويموت في في فترة التأجيل يموت في فترة التأتين وفي فترة التسويف وهذا حصل لخلق وهذا هو الخسران اذا هذه الامور ما يصلح فيها تأجير ولا ينفع فيها تأخير بل الواجب فيها المسارعة والتهيؤ التام والاستعداد بحيث في اي لحظة تأتي والعبد مستعد قال فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هذه دعوة لتحقيق الايمان والقيام بمقتضياته. ولعلنا نلاحظ في كثير من الايات والاحاديث يذكر الامام باليوم بالله واليوم الاخر معا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليفعل كذا فلا يفعل كذا احاديث كثيرة جدا يقرن بينهم فيه ما بين الايمان بالله واليوم الاخر لماذا اما الايمان بالله فلان الايمان بالله هو المقصود والغاية المراد من العبد التي خلق العبد من اجلها ووجد لتحقيقها. نحن وجدنا لنؤمن بالله وايماننا بالله هو الغاية وهو المقصد واما الايمان بالاخر باليوم الاخر فلانه دار الجزاء من قام بالغاية التي هي الايمان بالله وحققها اثيب عظيم الثواب في دار الجزاء ومن ضيعها عوقب في دار الجزاء فاذا الجمع بين الايمان بالله واليوم الاخر لان الايمان بالله هو الغاية والمقصد والايمان باليوم الاخر هو الجزاء من حقق هذه الغاية اثيب في هذه الدار دار الجزاء ومن ضيعها ولم يحققها عوق في دار الجزاء قال فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر ومن المعلوم ان الذي يؤمن بالله واليوم الاخر ايمانا حقيقيا صادقا ينعكس هذا الايمان على اعماله وحياته ولهذا العلماء قالوا كل مؤمن مسلم اذا تحقق القلب فعلا وصدقا بالايمان بالله واليوم الاخر صلحت اعمال العبد صلاحا تاما واستقام العبد على طاعة الله تبارك وتعالى قال فلتأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر يعني ايمان راسخ متمكن من القلب يستحضرها العبد يكون دائما مستذكرا له فيترتب عليه القيام بالاعمال ولهذا الذي يؤتى كتابه باليمين ماذا يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤ كتابية اني ظننت اني ملاق حسابها اي كنت اعتقد انني ساحاسب بسورة الطور قال الله سبحانه وتعالى عن اهل الجنة اهل الفوز بنعيم الله وثوابه قال الله سبحانه وتعالى واقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشفقين تمنى الله علينا فوقانا عذاب السموم. انا كنا من قبل ندعو انه هو البر الرحيم اي كنا في الدنيا مشفقين من البعث وخائفين من لقاء الله خائفين من النار خائفين من سخط الله تبارك وتعالى وهذا الخوف هو الذي يحمل العبد على اصلاح نفسه واصلاح حاله والاستعداد والتهيؤ ليوم المعادي قال فلتأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. فلتأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه قوله في الاول يؤمن بالله واليوم الاخر هذا تحقيق او القيام بحق الله جل وعلا لان الحقوق حقان حق لله وحق للعباد الشطر الثاني من الحديث فيما يتعلق بحقوق العباد والتعامل معهم. قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه وهذه الكلمة ان يأتي للناس الذي يحب ان يؤتى اليه قاعدة ذهبية متينة رصينة في ظبط الاخلاق وتقويمها بل لا احسن منها قائدة متينة جدا في ضبط الاخلاق والاتيان بها على اكمل حال واذا اردت ان تعرف الخلق الجميل الكامل الفاضل في كل مقام طبق هذه القاعدة ان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك. قاعدة ثمينة جدا يقول رحمه الله فهذا هو الميزان الصحيح للاحسان وللنصح فكل امر اشكل عليك فكل امر اشكل عليه مما تعامل به الناس تمضى هل تحب ان يعاملوك بتلك المعاملة ام لا فانظر هل تحب ان يعاملوك بتلك المعاملة ام لا فان كنت تحب ذلك فان كنت تحب ذلك كنت محبا لهم ما تحب لنفسك وان كنت لا تحب ان يعاملوك بتلك المعاملة فقد ضيعت هذا الواجب العظيم. اذا هذه قاعدة ارشد اليها صلوات الله وسلامه عليه في هذا عندما قال ان تأتي الى الناس الذي تحب الوجه اليك واذا اردت تطبيقا عمليا عظيما للاخلاق في ظهر هذه القاعدة في كل مقام تريد ان تعرف تتعامل مع الناس طبق هذه القاعدة مثلا شخص يريد ان يعامل والده بالبر وكمال الاخلاق والتحرز من كل ما لا يليق ان يعامل به الوالد قبل ان يعامله باي معاملة يفكر يقول لو كنت انا الوالد هل هذه الكلمة تصلح لمقامي او لا تصلح؟ هل اقبلها من ابني او لا اقبلها هل لو قال لي ابني كذا هل ارظى بذلك او لا ارضى هل يعجبني من ابني ان ان يقول لي كذا او لا يعجبني هل يعجبني ان يفعل ابني هذا او لا يعجبني اذا كان ينطلق من هذا التقعيد ومن هذا التأصيل سيقوم فعلا بالخلق الفاضل لانه يأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه اما اذا كان يكيل بمكيالين يعامل الناس بالمعاملة السيئة ولا يريد منهم من يعامله الا باجر المعاملة ولا يرظى اصلا ان يعامل الا باحسن معاملة واذا اخطأوا في حقه قال هؤلاء السيئين في الاية. ولا يعاملون يعاملون بالادب اللائق وينسى نفسه لما يعامل الاخرين ينسى نفسه انه يسيء الادب ويتعامل معاه بالمعاملة الغير لائقة فاذا تطبيق هذه القاعدة فعلا هو الذي يحقق الخلق ويتحقق منه العبد انه فعلا طبق الخلق باجمل صوره وابهى حلله مثل هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فاذا هذا الشطر الثاني من الحديث يتعلق بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة وحسن التعامل مع عباد الله تبارك وتعالى وان الظابط العظيم والميزان القويم في هذا الباب ان تعامل الناس بالمعاملة التي تحب ان تعامل بها لو كنت بائعا او مشتريا من البائع وتريد ان تعرف ما المعاملة اللائقة قدر نفسك انت المسلم او مثلا كنت بائعا تبيع الناس وتريد ان تعرف هل انت تعاملهم بالامانة بالصدق بالاخلاق بالاداب قدر نفسك انك انت البائع انك انت المسلم فهل ترضى بذلك الان مثلا اذا كان البائع يأتي الفاكهة او الخضرة الجديدة التي وصلت اليوم ويضعها في اعلى الوعاء والبضاعة القديمة يجعلها في اسفل الوعاء ويأتي المشتري وينظر من اعلى ويرى البضاعة جديدة ويأخذه قدر على البائع في مثل هذه الحالة ان يقدر نفسه انه هو المسلم فاذا كان الانسان في كل مقام يتعامل بهذه الطريقة سيوفق فعلا للاخلاق الفاضلة والاداء الكاملة بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومنه نسأل الله عز وجل لنا اجمعين ان يكتب لنا يوم لقائه ان نزحزح عن النار وان ندخل الجنة. نسأل الله لنا جميعا ذلك. ونسأله سبحانه وتعالى ان يهدينا جميعا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا هو. وان يعيذنا وان يجنبنا سيء الاخلاق لا يعيذنا من سيئها الا هو والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين يقول السائل ما هي اصح صفة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اصح صفة للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام هي الصفة التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم سألوه صلوات الله وسلامه عليه قالوا عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك فعلمهم عليه الصلاة والسلام قال تقولون اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد على ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد هذا الذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وورد ايضا صيغ اخرى ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام فاكمل صيغة في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هي التي ثبتت عنه. ويجب على المسلم في هذا المقام او في هذا الباب ان يحذر من الصيغ المتكلفة التي ما انزل الله بها من سلطان التي تكلفها المتكلفون وتخرصها الخراسون وكتب فيها كتب اه طولوا على الناس واتوا بسجع بغيظ وكلام ركيب بل اعظم من من ذلك جاؤوا ببدع وتعديات وتجاوزات في الفاظ ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان فليطرح ذلك كله وليلزم الانسان ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ففيه الكفاية والغنية نعم احسن الله اليكم ويقول واذا قلنا الف صلاة وسلام عليك يا سيدنا يا رسول الله فهل هذا جائز؟ قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليه وكان ناصحا امينا عليه الصلاة والسلام ومعلما مشفقا ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الى الا حذرها منه واذا دخلنا في مثل هذه التكلفات نخرج عن الحد الان اذا اذا قال الف صلاة عليك يأتي واحد يقول خليها مليون ليش انت وتبدأ مسألة منازعة في الارقام كل هذا لا حاجة اليه لان لان مطلوب الاكثار من الصلاة. والله سبحانه وتعالى يضاعف ويعظم الاجر وكل ما اقبل العبد على الصلاة واكثر منها فاز بهذا الثواب وهل يريد هذا الذي يقول اللهم صلي على نبينا الف مثلا هل يريد ان يكتفي قول هذه الكلمة عن تكرار الصلوات عليه والاكثار منها اذا هذا بخل اذا هذا بخل في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والمطلوب ان يكثر الانسان لا ان يقول اللهم صلي ويضع بعدها رقم من من الارقام وبزعم انه يريح نفسه بذلك بل اكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وفي الحديث من صلى علي واحدة صلى الله عليه يا اشرف صلوات الله وسلامه عليه نعم احسن الله اليكم يقول ما نصيحتكم للحجاج الذين يقصدون القبر بالدعاء ويتركون القبلة الدعاء عبادة والعبادة لله. لا يتوجه الدعاء والالتجاء والسؤال والطلب الا الى الله قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال جل وعلا ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله. من لا يستجيب له الى يوم القيامة وقال عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ومن يستقبل القضاء ويستدبر القبلة ويرفع يديه يدعو يسأل حاجاته على هذه الصفة فهو لا يخلو من حالته اما ان يكون يدعو الرسول عليه الصلاة والسلام من دون الله وهذا يحصل من بعظ الجهال يقف ويقول مدد يا رسول الله مثلا ادركني انا بحاجة كذا اعطني كذا الى اخره وهذا من الشرك الاكبر والعياذ بالله لان دعاء عبادة والعبادة حق لله سبحانه وتعالى ولا يدعى الا الله ولا يسأل الا الله ولا يصرف شيء من العبادة الا لله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين واما اذا كان يرفع يديه ويدعو الله يدعو الله ويتوجه بالدعاء الى الله لكنه يتحرى القبر واستقباله بالدعاء فهذا لا اصل له وذريعة من ذراع الشرك والتعلق الباطل المسلم اذا وصل الى القبر من اجل الزيارة يفعل مثل ما فعل الصحابة وغيرهم من اهل العلم والفضل يستقبل القبر و يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى صاحبيه وينصرف هكذا كان عبد الله ابن عمر يفعل يقف مستقبلا القبر مستدبر القبلة يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه وينصرم نعم احسن الله اليكم يقول السائل ما حكم من يود ان يدعو الله جل وعلا بكل اخلاص؟ ويجتهد في ذلك ولكنه يخشى النفاق وقد توقف عن الدعاء هذا من الشيطان يا اخوان هذا من الشيطان والشيطان له طرائق كثيرة جدا لصد العبد عن الخير. هذا شخص ذكر الان عن نفسه انه اجتهد في الاخلاص وتحرى الاخلاص والدعاء والالحاح على الله سبحانه وتعالى ثم جاء الشيطان بهذه الحيلة واوقفه عن الدعاء وهل التوقف عن الدعاء يدرك به فضيلة توقف عن الدعاء هل يدرك به فضيلة؟ هل يدرك خيرا؟ ام هو الحرمان وابخل الناس من بخل على نفسه بالدعاء فهذا من الشيطان والشيطان له طرائق كثيرة لصد الانسان عنه قد يوقف الانسان عن طلب العلم يجد الانسان مقبل على العلم والكتاب والقلم والحضور والانتباه الى اخره ثم يعبث بفكره يقول له انت الان دخلت في الرياء وجلستك هذه رياء واحسن تترك حتى تسلم من الرياء وتترك مجلس العلم ويخرج المجلس العلمي ثم يقبل على العبادة والركوع والسجود وكذا قال له انت الان هذه الصلاة هذه رياء واحسن تترك الصلاة حتى يجعل يترك الدين كله ولا يبقي عنده شيء من الدين فهذا كله من اتباع خطوات الشيطان. والمطلوب مجاهدة النفس مداومة العمل المداومة على العمل الصالح. ومجاهدة النفس على ها؟ الاخلاص والاخلاص يحتاج الى مجاهدة مستمرة. قال احد السلف ما عالجت شيئا اشد علي من نيته. فالجأ الى الله ان يرزقك الاخلاص وان يعيذك من الشرك وخذ بالاسباب النافعة في تحقيق الاخلاص وتنميته وتقويته وامضي ايضا مستمرا في دعاء الله وعبادته ومناجاته. نعم احسن الله اليكم يقول في سؤاله الثاني وما حكم من تأتيه في نفسه الوساوس؟ وهي كثيرة فيجاهدها وهي خطيرة منه الوساوس اشياء تهجم على قلب الانسان من غير استئذان تهجم وتدخل على قلبه وترد على نفسه من غير استئذان امثل لذلك بمثال الان لو تكون في طريق وفجأة وانت في الطريق هبت رياح وفيها رائحة كريهة هل تلك الرائحة الكريهة ترى طلبتها لنفسك ورغبت وجودها هذه الرائحة الكثيرة الكريهة لما تمضي انت في طريقك ماشيا في طريقك والرائحة لا زالت مع هبوب تلك الريح موجودة وانت متأذيا من هذه اه الرائحة وكارها لها ولا تريد بقاءها وماضيا في طريقه. هل تضرك بشيء لكن لو وقفت عند هذه الرائحة الكريهة واخذت تتبع مصدرها ومن اين نبعت؟ وتبحث عن وتذهب وتفتش وتنقب تحفر حتى تنظر من اين هذه الرائحة؟ من اين جاءت تهلك نفسك اذا هذه الوساوس اشياء عارضة مثلها مثل الروائح الكريهة. اشياء عارضة تمر لا تقف عند استمر في طريقك في عبادتك. في طلبك للعلم. لا تبحث لا تقف عنده ولا تمضي معها ولا تنقب فيها وانما اعتقد وظن انه شيء عالق وسينتهي وكم من الخواطر تمر على الانسان عن غير رغبة فيها ولا ارادة الله ثم بالمجاهدة والمضيف الطريق المستقيم يتجاوز ذلك باذن الله تبارك وتعالى. الشاهد ان مثل هذه الوساوس تأتي وتدخل للقلب بدون استئذان ويفاجئ الانسان واذا بقلبه وساوس كريهة جدا كريهة جدا وبغيضة الصحابة قالوا يا رسول الله ان احدنا لا يجد في نفسه ما ان يخر من السماء احب اليه من ان يتكلم به انظر الايمان انظر قوة الايمان يقول لو نحمل ونلقى على الارض من السماء احب الينا من ان نتكلم بهذا الشيء الذي نجده في نفوسنا قال اوجدتم ذلك؟ قالوا نعم. قال ذلك صريح الايمان. اي كراهية هذا الامر خلاصة القول ان مثل هذه الوساوس المطلوب من العبد ان ينتهي عن الاسترسال عنها ان يمضي في العبادات والاعمال النافعة المفيدة التي تشغل عن تلك الوساوس ان يحرص على العلوم النافعة ان يحرص على العلم بالله واسمائه وصفاته هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. فان هذا العلم باذن الله عز وجل يطرد هذه الوساوس ويبعدها وايضا يستعيذ بالله تبارك وتعالى من هذه الوساوس ومن شرها ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. نعم احسن الله اليكم يقول هذا السائل ما حكم استعمال السوار ونحن مطالبون به استعمال السوار الذي يضعه الحاج لا يضعه زينة ولا ايظا اه يظعه عقيدة وانما يوضع له عن ايضا رغبة من بل يكون مضايق للحاج وجوده في يده لكن لنواحي اه امنية ونواحي تتعلق باشياء من هذا القبيل حتى يبقى اه معروفا هويته وبلده واسمه الى اخره كلها مثبتة في هذا السوار الذي في يده. فاذا كانت الضرورة تلجأ الى ذلك ولا ينبني عليه او لا يقوم عليه اه اه اعتقاد اه او نحو ذلك فارجو انه لا حرج فيه. نعم احسن الله اليكم يقول فرظت الحج متمتعا بعمرة بعمرة الحج فهل تكون لي والعمرة لامي او العكس اذا كنت اعتمرت عن نفسك سابقا فلك ان تجعل العمرة لامك والحج لك وكذلك العكس وتكون في في هذا متمتعا. العمرة لوالدتك والحج لك وانت على هذه الحال متمتعا لانك جمعت في سفرة واحدة بين عمرة وحج. نعم ويسأل عن الفرق بين الهدي والفدية الهدي هذا للتمتع فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي واما الفدية فهي التي تفعل عند آآ ارتكاب محظور ففدية من صيام او صدقة او نسك. فالفدية هي التي اه تقدم عند ارتكاب الانسان محظور يقتضي تقديم الفدية واما الهدي فهو اه ذبيحة اه تنحر يوم النحر وفي ايام التشريق او في ايام التشريق الثلاثة تقربا الى الله عز وجل وشكرا له على منته على عبده بالجمع بين عمرة وحج في سفرة واحدة كما قال الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي. نعم احسن الله اليكم يقول رأسي به اذى فهل يجوز لي تغطية تغطيته اثناء اداء المناسك وخاصة في الليل عند النوم؟ اذا كان اه تغطية للرأس عن ضرورة مضطرا الى ذلك آآ مرض اه او نحو ذلك فيجوز لك ان تغطي رأسك بملاصق كعمامة او طاقية او نحو ذلك عند الضرورة يعني مضطرا لذلك لكن عليك ايضا في الوقت نفسه ان تفدي فدية اذى عليك ان تفدي الفدية اذى وانت مخير بين امور ثلاثة جاءت في الاية الكريمة المتقدمة ففدية من صيام او صدقة او اما ان تطعم ستة مساكين من فقراء الحرم او تذبح شاة لفقهاء الحرم او تصوم ثلاثة ايام الوالدة مخير بين هذه الامور الثلاثة. نعم احسن الله اليكم يقول ما حكم التكبير الجماعي دبر الصلوات ايام العيد في المسجد تكبير الجماعي ليس بمشروع وانما المشروع ان يكبر كل انسان بمفرده ان يكبر الانسان بمفرده في المواضع التي يشرع فيها التكبير ورفع الصوت به. ومثل ذلك قل في التلبية التلبية يشرع رفع الصوت بها وافضل الحج اه العج والثج والعج رفع الصوت بالتلبية اه يشرع المسلم ان يرفع صوته بها لكن التلبية الجماعية التي تتفق في البدء والاداء والانتهاء هذه لا تشرع ولا دليل عليها وانما المشروع كل مسلم يلبي بمفرده. نعم احسن الله اليكم يقول هل يجوز للحاج ان يغتسل عند دخول مكة في الفندق له ذلك له ذلك ولا سيما اذا آآ كان محتاجا لذلك لغبار او تراب او عرق له ذلك وايضا له ان يبدل اللباس الاحرام باحرام اخر اذا كان قد اتسخ او اصابه اذى فلا حرج عليه في ذلك نسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله ان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات نعمة رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا مشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة والسلامة والعافية والغنيمة والاجر المغفور للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن يقيني ما تهون به علينا مصائب الدنيا. فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين