بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء وقد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والاخرة وحصول الشرور في الدنيا والاخرة في كتابه على الاعمال ترتيب الجزاء على الشرط ترتيب الجزاء على الشرط والمعلول على العلة والمسبب على السبب والمسبب والمسبب على السبب وهذا في القرآن يزيد على الف موضع فتارة يرتب الجزاء على الحكم الكوني والامر الشرعي على الوصف المناسب له بقوله فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم وقوله والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا وقوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما وهذا كثير جدا تعد قليلا من قوله فتارة فتارة يرتب الجزاء على الحكم الكوني والامر الشرعي على الوصف المناسب له كقوله نعم فلما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى واشار الى كثرة في القرآن الكريم وان مواطن وروده في القرآن يزيد على الالف موضعا وذكر نحو هذا ايضا في كتابه مفتاح دار السعادة مبني على ما سبق مما يتعلق بالدعاء وان العناية بالدعاء هو من دفع القدر بالقدر لان الدعاء سبب يبذله العبد واذا وفق العبد للدعاء فهو من قدر الله وهو ايضا من توفيق الله سبحانه وتعالى ومر معنا في الحديث قول نبينا صلى الله عليه وسلم لا يرد القدر الا الدعاء والدعاء من القدر ونحو هذا ما جاء في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام ارأيت يا رسول الله دواء نتداوى به او رقية نسترقيها ايرد ذلك من قدر الله شيء؟ قال هي من قدر الله قال هي من قدر الله وعمر رضي الله عنه في قصة رجوعه عن البلد الذي اصيب بالوباء بعد مشورة مع الصحابة ثم عزم على الرجوع فقال له ابو عبيدة اتفر من قدر الله قال لو قالها غيرك يا ابا عبيدة نفر من قدر الله الى قدر الله نفر من قدر الله الى قدر الله ثم ضرب مثالا عجيبا قال لو جئت الى واديا فيه عدوة جهتان ناحيتان احداهما فيه مرعى فيها مرعى والاخرى لا مرعى فيها ان رأيت ابلك في العدوة التي فيها مرعى فهذا بقدر وين رعيتها في الذي لا مرعى فيه فهذا بقدر يقصد ان الانسان ان جاء الى مثل هذا الموطن سيذهب الى الذي فيه المرأة ما يقول الامور بقدر ويذهب الى المكان الذي لا مرعى فيه بل يبذل السبب والسبب اذا وفق له العبد فهو من قدر الله سبحانه وتعالى فهو من قدر الله فهو يريد ان يؤكد رحمه الله تعالى على آآ عظم شأن الدعاء عظم عوائده على العبد وفوائده في الدنيا والاخرة وان ما اشار اليه رحمه الله من قول او من ذلك السؤال اذا كان الدعاء او الامر الذي ندعو به مقدرا فما الحاجة الى الدعاء وبين رحمة الله عليه ان السؤال في اصله فاسد لان الدعاء سبب مأمور به وهو من قدر الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان الامور المقدرة على العبد من وقوع بلاء او عدم وقوعه من حصول شدة او عدم حصولها الى غير ذلك امر مغيب عن العبد لا يدري لكن العبد مأمور ببذل الاسباب التي تكون بها العافية والسلامة ومطلوب منه ايضا ان يحرص على الدعاء الذي في المحافظة عليه العافية والسلامة بل امر ان يواظب على الدعاء وان يلح في الدعاء وان يكثر والا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى فذكر رحمه الله هنا انه قد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والاخرة وحصول السرور في الدنيا والاخرة في كتابه على الاعمال ترتيب الجزاء على الشر وترتيب المعلوم على العلة والعلة هي الموجبة الحكم والمعلول هو الحكم الذي اوجبته العلة والمسبب على سببه فكمان اه هذه مرتبة على بعضها على بعض فكذلك آآ الجزاء ثوابا او عقابا مرتب على العمل مرتب على العمل وترتيب حصول الخيرات في الدنيا والاخرة يعني ثوابا او او عقابا ايضا حصول حصول الخيرات في الدنيا والاخرة وحصول الشرور في الدنيا والاخرة اي في باب الثواب والعقاب الدنيوي والاخروي كله في كتاب الله مرتب على الاعمال مرتب على الاعمال. قال وهذا في القرآن يزيد على الف موظع هنا هذه الكلمة ذكرها وذكر نحوها في كتابه مفتاح دار السعادة عندما تقف على مثل هذه الكلمة لعالم مثل ابن القيم رحمة الله عليه تدرك العناية العظيمة منه بكتاب الله العناية العظيمة منه رحمه الله بكتاب الله حتى لما ذكر هذه العبارة في كتابه مفتاح دار السعادة قال لو كان هذا في القرآن والسنة في نحو مئة موضع او مئتين لسقناها ولكنه يزيد على الف موضع بطرق متنوعة بطرق متنوعة ذكر يعني هذه او هذا الرقم مبني على عناية منه تدبر كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا يفتح لطالب العلم نافذة في هذا هذا التحصيل العظيم بالتدبر تدبر لكتاب الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب ثم ذكر هنا رحمه الله ان هذا جاء على انواع ان هذا جاء على انواع يعني بطرق متنوعة وذكر امثلة والنوع هو ما يدخل تحته افراد عديدة من الامثلة فذكر انواع النوع الاول اه ذكره رحمه الله آآ ترتب الجزاء ترتب اه الجزاء على الحكم ترتب الجزاء على الحكم والحكم آآ حكم كوني وقدري وحكم امري شرعي ترتبه عليه على الوصف المناسب له انا يعني بحسب الوصف المناسب له وذكر امثلة على ذلك فلما اسفونا انتقمنا منهم الانتقام هو الجزاء وهو مترتب على ماذا على ما ذكره الله عنهم بقوله اسفونا. ومعنى اسفونا اي اغضبونا والاسف شدة الغضب والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله هذا في العقوبات في باب الثواب ان المسلمين والمسلمات ثم ذكر اوصافا عديدة لهم ختمها بقوله اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وهذا في القرآن كثير. نعم وتارة يرتبه عليه بصيغة الشرط والجزاء كقوله ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم وقوله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين. وقوله تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا. ونظائره. هذا نوع يعني اخر من من هذا الباب تارة يرتبه علي بصيغة الشرط والجزاء بصيغة الشرط والجزاء ان تتقوا الله هذا الشر يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم هذا هو الجزاء انت فان تابوا هذا هو الشرط واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم كالدين هذا هو الجزاء فاخوانكم في الدين اي ان حصل منهم ذلك فلهم ما مال المسلمين وعليهم ما ما عليهم ومثلها فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم نعم وان لو استقاموا هذا الشرع لاسقيناهم هذا الجزاء. نعم وتارة ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولو ان اهل الكتاب اقاموا ولو ان اهل الكتاب اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اه وما انزل عليهم من ربهم لكفرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم نعم وتارة يأتي بلا ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا نعم وتارة يأتي بلام التعليل كقوله ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب وقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. نعم تارة يأتي بلام التعليل التعليل فقوله عز وجل ليدبروا اياته اللام هنا لام التعليل اي انما انزل القرآن لاجل ذلك انما انزل القرآن لاجل ذلك كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وكذلك قوله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس آآ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. اللام هنا لام التعليل نعم وتارة يأتي باداة كي التي للتعليم كقوله تعالى كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. نعم وتارة يأتي بماء السببية لقوله تعالى ذلك بما قدمت ايديكم وقوله بما كنتم تعملون. وقوله بما كنتم تكسبون. وقوله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله نعم الباء هنا يعني هي السبب ان كان عقوبة ما ذكر في السياق فهي سبب لتلك العقوبة وان كان ثوابا فهي اه فهو سبب لذلك الثواب ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون الباء هنا سببية اي بسبب اعمالكم بسبب اعمالكم. نعم وتارة يأتي بالمفعول لاجله ظاهرا او محذوفا. لقوله تعالى فرجل وامرأتان ممن ترضون من شهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى. وكقوله تعالى ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. وقوله ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا اي كراهة ان تقولوا نعم تارة يأتي بالمفعول لاجله ظاهرا او محذوفا قال كقوله فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل ان تضل المصدر المؤول هنا ان تضل اه في محل نص مفعول لاجله نعم وتارة يأتي بفاء السببية كقوله فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواه وقوله فعصوا رسول ربهم فاخذهم اخذة رابية وقوله فكذبوهما فكانوا من المهلكين ونظائره. ففاء السببية هنا في الاية الاولى فدمدم الفافي فدمدما هذه فاء السببية وفي الثانية فاخذهم وفي الثالثة فكانوا من المهلكين وتارة يأتي بافاء السببية. فاء السببية هي يؤتى بها لترتب السبب على مسببه. نعم وتارة يأتي باداة لما الدالة على الجزاء كقوله فلما اسفونا انتقمنا منهم ونظائره نعم وتارة يأتي بان وما عملت فيه كقوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات وقوله في ضد هؤلاء انهم كانوا قوم سوء انهم كانوا قوم سوء فاغرقناهم. فاغرقناهم اجمعين. نعم يعني آآ الاولون مسارعتهم مسارعتهم في الخيرات هي السبب فوزهم بنعيم الله سبحانه وتعالى ورضوانه والاخرون لما كانوا قوم سوء استحقوا هذه العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى لانهم قوم سوء نعم وتارة يأتي باداة لولا الدالة على ارتباط ما قبلها بما بعدها. كقوله فلولا انه كان من تسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. نعم يعني ان آآ التسبيح نجاة للعبد وكذلك ننجي المؤمنين. نعم وتارة يأتي بلو الدالة على الشرط كقوله ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وبالجبلة فالقرآن من اوله الى اخره. صريح في ترتيب الجزاء بالخير والشر. والاحكام الكونية والامرية على الاسباب بل ترتيب احكام الدنيا والاخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الاسباب والاعمال ومن فقه هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع ومن يتكل على القدر جهلا منه وعجزا وتفريطا واضاعة فيكون توكله عجزا وعجزه توكلا نعم يعني هذه المسألة يؤكد رحمة الله عليه على اهمية ان يفقهها العبد وان يعنى بها واشار رحمه الله انها ان ورود شواهدها في القرآن يزيد على الالف وهذا كله بالتأمل والتدبر يعين العبد على البذل للاسباب الاسباب النافعة التي مآلاتها على على العبد في الدنيا حميدة في الدنيا والاخرة وفي الوقت نفسه ان يحذر العبد اشد الحذر من الاسباب الضارة والاعمال الضارة التي يترتب على وقوع العبد فيها آآ الشر والمآلات السيئة في الدنيا والاخرة فاذا فقه العبد على ذلك واحسن فهمه اعانه على بذل السبب النافع والبعد عن السبب السيء. نعم بل الفقيه قال قال ولم يتكل على القدر ولم يتكل على القدر جهلا منه وعجزا وتفريطا واضاعة. بل هذه الايات الكثيرة التي امثلتها تزيد على الالف تدفع العبد الى ان يجتهد في في فعل الاسباب وبذلها فيما يحقق له المصلحة والمنفعة في امور دينه ودنياه بامور دينه وودنياه يبذل الاسباب ولا يتكل على القدر لانه اذا اتكل على القدر يكون توكله عجزا عجزا وتوكلا اذا اتكل على القدر وعطل الاسباب يكون حينئذ توكله عجزا وتواكلا وعجزه توكلا يقول ابن القيم واعجزه توكلا. يعني عندما اه ليترك الاعمال النافعة عجزا وكسلا يقول في نفسه ماذا انه متوكل انه متوكل فيصف عجزه بانه توكلا وليس الامر كذلك التوكل مربوط في النصوص بفعل الاسباب وبذلها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ثم بين عليه الصلاة والسلام ان الطير لا تبقى في عشها بل تبذل السبب تغدو في الصباح الباكر تبحث عن عيشها وطعامها وغذائها تغدو خماصا اي جائعة بحاجة الى الطعام وتروح يعني في المساء بطانا شبعة بذلت السبب لو توكلتم على الله حق توكلي لرزقكم كما يرزق الطير. فهذا الحديث نفسه فيه دلالة على بذل السبب وان التوكل مرتبط بفعل اه الاسباب نعم قال رحمه الله بل الفقيه كل الفقيه الذي يرد القدر بالقدر ويدفع القدر بالقدر ويعارض القدر بالقدر بل لا يمكن للانسان ان يعيش الا بذلك فان الجوع والعطش والبرد وانواع المخاوف والمحاذير هي من القدر والخلق كلهم ساعون في دفع هذا القدر بالقدر وهكذا من وفقه الله والهمه رشده يدفع قدر العقوبة الاخروية بقدر التوبة والايمان الاعمال الصالحة فهذا وزال القدر المخوف في الدنيا وما يضاده سواء فرب الدارين واحد وحكمته واحدة لا يناقض بعضها بعضا. ولا يبطل بعضها بعضا فهذه المسألة من اشرف المسائل لمن عرف قدرها ورعاها حق رعايتها والله المستعان هذه مثل ما وصف يعني مسألة شريفة وعظيمة للغاية ونافعة للمسلم غاية النفع وجدير بكل مسلم ان ان يتأمل لان هذا من اعظم الفقه الفهم ولهذا صدره بقوله الفقيه كل الفقيه هذا من اعظم الفقه ومن اعظم الفهم لدين الله سبحانه وتعالى ان يرد المرء القدر بالقدر ويدفع القدر بالقدر ويعارظ القدر بالقدر ثم وضح مثالا يكاد يكون الامر فيه متفق عليه في هذه المسألة قال لا يمكن للانسان ان يعيش الا بذلك فان الجوع والعطش والبرد وانواع المخاوف والمحاذير هي من القدر والخلق كلهم ساعون في دفع هذا القدر بالقدر الجائع والعطشان والبردان ما يبقى في مكان ويقول مقدر علي هذا الجوع ولا اكل لان هذا مقدر علي بل تجدوه يبحث عن الطعام ليس فقط يبحث عن الطعام يبحث عن الاجود والاشهى والاحسن والالذ ويختار هذا ويترك هذا هنا في مثل هذا الموطن بذل السبب يشتغل بشكل جيد اشتغل بشكل جيد يبذل السبب بشكل جيد يعني يختار لما يأتي الى مسألة الصلاة والعبادة وما تكون به النجاة في الدار الاخرة يتعللون بهذه المسألة وعرفنا فيما سبق ان من اه دلال دلائل فساد المذهب تناقض صاحبه تناقض صاحبه وعدم طرد مذهبه في كل الامور يقول لما ضرب هذا المثال انتبه هذا كلام عظيم جدا لما ضرب هذا المثال قال وهكذا من وفقه الله والهمه رشده يدفع قدر العقوبة الاخروية بقدر التوبة التوبة والايمان والعمل الصالح. يعني مثل ما انه يدفع قدر الجوع بالاكل ويدفع قدر العطش بالشرب وقدر البرد الشديد بالبحث عن ملابس الشتوية المناسبة وهذا جيد وهذا احسن وهذا افضل وهذه المدفأة احسن الى اخره انه يسعى في هذه الاسباب فكذلك ينبغي عليه ان يدفع العقوبة الاخروية يدفع العقوبة الاخروية بماذا؟ بذل الاسباب مثل ما هو الان يدفع هذه الاشياء ببذل الاسباب ايضا العقوبة الاخروية يدفعها ببذل الاسباب ولهذا احد المتقدمين قال عجبا كلاما معناه قال عجبا لمن يتوقى بعظ الاطعمة الان تجد كثير من الناس يعني يعمل لنفسه حمية من بعظ الاطعمة وتسأله لماذا يقول اه اخشى انها تسبب لي كذا او تتعبني في كذا او حتى بعضهم من غير اه شكاية يتجنب بعض بعض الاطعمة حمية. حمية وتوقيا وربما ايضا يتوقع مثلا الاكثار من الطعام يتوقى من امور ويضبط اموره في هذا الباب حمية يخشى من الامراض يخشى من تبعات الى اخره فاحد المتقدمين يقول عجبا لمن يتقي بعظ الاطعمة خوف مضرتها كيف لا يتقي الذنوب خوف معرتها الذنوب اذا تمادى فيها العبد افضت به الى النار هذه الاشياء التي هو حريص على اتقائها اذا لم يتقيها افضت به الى مضرة دنيوية قد تكون قد لا تكون لكن الذنوب اذا ما ما اتقاها العبد افضت به الى النار. ولهذا لما عرفت التقوى في اللغة ماذا قيل في معناها ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية تنتقيك هذا يوضح التقوى لغة ان تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية تقيك. عندما تخشى البر تلبس الجوع تأكل العطش تشرب اه حرارة الشمس تستظل تجعل بينك وبين ما تخشاه وقاية تقيك وتقوى الله هي ان تجعل بينك وبين ما تخشاه من سخط الله وقاية تقيك وهي وهي فعل الاوامر وترك النواهي فكما ان الانسان يتقي هذه الاشياء ويبذل اسباب في اتقائها فكذلك عقوبة الله في الدار الاخرة لابد من بذل الاسباب التي تتقى بها النار يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا اي ادبوهم علموهم ربوهم على طاعة الله والبعد عن معصيته بهذا تكون الوقاية من النار لا بد من بذل السبب اما ان يتقاعس الانسان يتوانى ويفرط ويتكل على بعض الاشياء وابن القيم سيأتي له كلام قريب نافع جدا في موجبات التفريط عند كثير من الناس اتكال على بعض الاشياء. وذكر امثلة مهمة ستأتي عنده اه رحمه الله تعالى قال فهذا انتبه فهذا وزان القدر المخوف في الدنيا وما يضاده سواء هذا وزان القدر او القدر المخوف في الدنيا وما يضاده سواء فالقدر المخوف في الدنيا الجوع والعطش والى اخره باتفاق ان الناس يسعون في اتقاء ذلك فكذلك القدر المخوف في الاخرة وهو النار وسخط الله لابد من من بذل الاسباب التي اتقى بها ذاك. قال فرب الدارين واحد الدنيا والاخرة وحكمته واحدة لا يناقض بعضها بعضا ولا يبطل بعضها بعضا نعم قال رحمه الله تعالى لكن يبقى عليه امران بهما تتم سعادته وفلاحه يعني اذا تقرر ما سبق وانه لا بد من بذل الاسباب وان النجاة بهذا البذل وان العبد ينبغي ان يجاهد نفسه على على ذلك ويبذل من وسعه ما ما استطاع فعلا للطاعات وتجنبا للمعاصي يبقى عليه اذا اذا فهم ذلك وعرفه يبقى عليه امران تتم سعادته بهما. نعم. احدهما ان يعرف تفاصيل اسباب الشر والخير وتكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم وما جربه في نفسه وغيره وما سمعه من اخبار الامم قديما وحديثا يعرف تفاصيل اسباب الشر والخير لان فعل الخير متوقف على ماذا على المعرفة به واتقاء الشر ايضا متوقف على المعرفة بالشر. ولهذا قديما قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي اذا اذا كان اذا كانت الامور مترتبة على اه الاسباب فيلزم العبد ان يعرف ويجاهد نفسه على المعرفة التفصيلية لاسباب الخير ليفعلها واسباب الشر ليتقيها ويكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم كما قيل السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره وفي دعاء بعض السلف اللهم لا تجعل غيري اسعد بما علمتني مني ولا تجعلني لغير عبرة الخير للانسان ان ينظر ويعتبر بدل ان يبقى هو عبرة للاخرين واذا اراد الناس ان يعتبروا قيل انظروا الى امة كذا وانظروا الى فلان وانظروا الى حال كذا للاعتبار فخير له ان يعتبر هو بدل ان يكون عبرة للاخرين قال ان يعرف تفاصيل اسباب الشر والخير ويكون له بصيرة في ذلك مما يشاهده في العالم وما جربه في نفسه وغيره ما يشاهده في العالم يعني في الناس عموما من يفعل الخير ما هي العواقب ومن يفعل الشر ما هي العواقب كما ان هذا يكون في الافراد ايضا ينظر في في الامم فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض وما جربه في نفسه وغيره تجربة الانسان هو في نفسه آآ يستفيد منها لان الانسان يمر بمراحل مراحل من اعمال الخير ومراحل من اعمال الشر وينظر في اه العواقب في هذا والعواقب في هذا حاله في هذا وحاله في في هذا وما سمعوا من اخبار الامم قديما وحديثا نعم رحمه الله تعالى ومن انفع ما في ذلك تدبر القرآن فانه كفيل بذلك على اكمل الوجوه وفيه اسباب الخير والشر جميعا مفصلة مبينة ثم السنة فانها شقيقة القرآن وهي الوحي الثاني ومن صرف اليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما وهما الخير والشر واسبابهما حتى كانك تعاين ذلك عيانا. نعم يعني من يوفقه الله سبحانه تعالى للتدبر في القرآن والتأمل في هداياته وكذلك في سنة النبي عليه الصلاة والسلام اكتفى بهما عن غيرهما شفى بهما عن غيرهما فيهما الكفاية في هداية العبد الى الى اسباب الخير حثا على فعلها وبيانا الاثار العظيمة المترتبة عليها في الدنيا والاخرة وايضا اسباب الشر وما يترتب على الشر من العواقب الوخيمة في الدنيا والاخرة هذا مفصل في القرآن تفصيلا فيه كفاية وفي القرآن بينت سبيل المصلحين ومآلاتهم وبينت ايضا سبيل المفسدين ومآلاتهم وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين اي تتضح للناس حتى يعتبروا ويرتدعوا وايضا فصلت سبيل المصلحين والله يعلم المصلح من مفسد حتى ينتفع الناس بهم ويتخذوهم ائمة وقدوة لهم. فالقرآن وكذلك السنة فيهما البيان المفصل الشافي الكافي نعم وبعد ذلك اذا تأملت اخبار الامم وايام الله في اهل طاعته واهل معصيته طابق ذلك ما علمته من القرآن والسنة ورأيته بتفاصيل ما اخبر الله به ووعد به وعلمت من اياته في الافاق ما يدلك على ان القرآن حق وان الرسول حق وان الله ينجز وعده لا حالة والتاريخ تفصيل لجزئيات ما عرفنا ما عرفنا الله ورسوله به من تفصيل الاسباب الكلية للخير والشر يقول رحمه الله اذا تأملت القرآن وهداياته والسنة وهداياتها واخذت العبرة انظروا التاريخ التاريخ التاريخ هو شاهد تاريخ شاهد لما تقرأه في اه اه القرآن عن احوال الامم الامم التي نجاها الله والامم التي حلت بها عقوبة الله سبحانه وللنجاة اسباب وللعقوبة اسباب فينظر في اسباب النجاة ليستمسك بها وينظر في اسباب العقوبة ليحذر منها ويتقيها والله سبحانه وتعالى لما يذكر اسباب اسباب نجاة المصلحين الصالحين يذكر ان هذا للجميع كل من كان على على وكذلك ننجي المؤمنين انا لننصر رسلنا والذين امنوا وكان حقا علينا نصر المؤمنين اه العقوبة التي تحل بالظالمين ايظا هي لمن كان على شاكلتهم لمن كان على شاكلته لمن كان على على طريقتهم فالعقوبة التي حلت وما هي من الظالمين ببعيد. لما يذكر العقوبة اكفاركم خير من اولئكم؟ ام لكم براءة في الزبر؟ العقوبة التي تحل بالكفار الاولين حقيق بها ايضا الكفار المتأخرين فيأخذ الانسان العبرة والعظة مما قصه الله سبحانه وتعالى وفصله في القرآن وما جاء في السنة ويجد في التواريخ او في التاريخ شواهد كثيرة اه على ذلك نعم قال رحمه الله تعالى فصل الامر الثاني ان يحذر مغالطة نفسه على هذه الاسباب وهذا من اهم الامور فان العبد يعرف ان المعصية والغفلة من من الاسباب المضرة له في دنياه واخرته ولا بد ولكن تغالطه نفسه بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة وبالتسويف بالتوبة تارة وبالاستغفار باللسان تارة وبفعل المندوبات تارة وبالعلم تارة وبالاحتجاج بالقدر تارة وبالاحتجاج والنظائر تارة والاقتداء بالاكابر تارة اخرى. هذا اه الامر الثاني لاحظ سبحان الله يعني هذا رجل مصلح ومربي وموفق في في صياغة الكلام وترتيبه ولما ذكر اولا ان الامور مترتبة على اسبابها وقال الشواهد على هذا في القرآن تزيد على الف مترتبة على اسبابها وقرر بوضوح وجلاء هذا الامر دعا الى امرين تتحقق بهما السعادة ينبنيان على على ما سبق. الامر الاول ان تعرف الاسباب التي آآ تكون بها السعادة لتفعلها والاسباب التي يكون بها آآ الهلاك ليجتنبها يفعل ذلك ويبذل اه يبذل جهده في معرفة الاسباب وذكر اعظم ما يعينك على ذلك العناية بالقرآن والسنة العناية بالقرآن السنة فيهما هذه الهدايات بما فيه الكفاية والغنيان او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم في القرآن وفي السنة كفاية في تحقق العبرة والعظة آآ اخذ الهدايات العظيمة فيما تكون به النجاة ليفعل وفيما تكون به العقوبة ليجتنب ويترك بعد ذلك يقول رحمه الله ان يحذر مغالطة نفسه لان سبحان الله قد يعرف الذي سبق يعرف الذي سبق ويكون ايضا عنده شيء من المعرفة مثلا التفصيلية بالاسباب والعقوبات ولا حتى ايظا يكون عند العبد معرفة اه تفصيلية بعقوبات لذنوب معينة يجد نفسه ماذا نعم يا اخوان وقعوا فيها واقع فيها الواقع فيها وهو يعني يعرف وقرأ ويعرف وقرأ مرة يحدثنا احد الافاضل يقول كنت اتناقش في باص في احدى الدول يقول كنت اتناقش مع شخص في اه في مسألة اظن اظن كانت مقصود وعظ شخص امامهم كان مخمورا فيقول اخذت اتناقش معه في تحريم الخمر وكيف ان التدرج؟ يقول وانا اتناقش مع صاحبي اخطأت في الايات. فالتفت المخمور وصحح لي الايات صحح لي الاية انا يحدثني بهذه القصة صاحبها. يقول صحح لي الاية فاحيانا يكون الانسان يعرف العقوبة للذنب المعين ويجد نفسه تقع فيه هنا في مشكلة اخرى غير ما سبق غير قضية عدم المعرفة يعرف ولهذا ولهذا بعض العصاة المبتلى ببعض الذنوب عندما ينصح في ذنب يقول والله اني اعرف اني مخطيء وان هذا فيه عقوبة ادعوا لي ان الله قلصني من هذا يعرف اذا اذا هذا يحتاج الى معرفة امر اخر غير الذي سبق بمعرفته وتحقيقه تكون السعادة ما هو؟ ان يحذر مغالطة نفسه على هذه الاسباب كيف مغالطة الناس يعني يكون يعرف ان ان ان هذه الافعال توجب العقوبة توجب العقوبة والدليل كذا يعرف لكن نفسه تغالطه وهي تريد هذا العمل المشين تقول لكن رحمة الله واسعة فتدعو نفسه الى البقاء على الذنب اتكالا ماذا على على الرحمة فان العبد يعرف ان المعصية والغفلة من اسباب المضرة له في الدنيا والاخرة ولابد لكن تغالطه نفسه بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة هذا نوع يتكل على العفو والمغفرة ولا ربك غفور ويستمر في في في ذنبه او يقول او يغالط نفسه بالتسويف بالتوبة يعني عندما يدعى او تدعو نفسه الى ترك هذا الامر يقول معك وقت استمر الان يعني سبحان الله بعض الشباب عنده مفهوم عجيب في في هالمسألة يقول اغتنم شبابك ايش معنى اغتنم شبابك ها اغتنم شبابك النبي صلى الله عليه وسلم قال اغتنموا خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك اغتنم شبابك بعض الشاب يريد ان يغتنم الشباب بالاستكثار من المعاصي استكثار من الذنوب واذا اذا احد يعني ناصحه من الكبار في نفسه يقول هذا ما يعرف الشباب واذا صرنا في سنة نتوب ويؤجل التوبة الى كبر اذا كبر ويريد ان يغتنم الشباب هذا من الشيطان اغتنام الشباب اعظم ما ينبغي ان يحرص عليه الشاب ان ان يغتنم في الخيرات وانواع الطاعات وانواع القرب واذا كان يوم القيامة الله سبحانه وتعالى يسأل الناس عن العمر كله فانه يسأل جل وعلا عن مرحلة الشباب سؤالا خاصا مع انها داخلة في العمر لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابي فيما ابلاه اذا سئل عن عمره فيما افناه؟ اليست مرحلة الشباب داخلة في العمر ثلاثة داخلة لكن لاهمية هذه المرحلة في ان تغتنم في الخيرات للقوة والنشاط والصحة والى اخره يكون عنها سؤال خاص يوم القيامة فاحيانا تأتي المغالطة بتسويف التوبة وكثير ما سبحان الله الشيطان عمل عمله مع بعظ الناس في تسويف التوبة الى ان دخلوا القبور الى ان دخلوا القبور ومعهم في التصوير كل ما حدثتهم انفسهم بالتوبة اه دعاهم الى التأجيل الى ان دخلوا القبور وهم في هذا التسويف وبالاستغفار باللسان تارة يعني بعظهم يظن ان مجرد الاستغفار بلسانه يكفي سيذكر ابن القيم شيء من الامثلة على هذا وبفعل المندوبات تارة خاصة ما يأتي ببعض المندوبات ذكر ترتب غفران الذنوب عليها فيكتفي بها من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر يقول لنفسه خذي راحتك في الذنوب افعلي ما شئت منها استكثري منها غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر الهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث سبحان الله. يعني سبحان الله ينقلب المفهوم لدى بعض الناس في فهم بعض الاحاديث فيجعلون والعياذ بالله مفهوم الحديث الحث على الذنوب يجعلون بعض الاحاديث مفهومها عندهم الحث على الذنوب والاستكثار منها الحديث فيه حث على ماذا على كثرة ذكر الله المحافظة على طاعة الله سبحانه وتعالى. وانه بهذا غفران الذنوب. اما الاستكثار من الذنوب فهذا سبب لماذا العقوبات مثل ما مر معنا التفاصيل التي ذكرها ابن القيم رحمه الله وبالعلم تارة اي انه عنده علم وعنده حظ ونصيب من العلم او عنده علم بهذا او دراية وبالاحتجاج تارة بالقدر بالاحتجاج تارة بالقدر يحتج على معاصيه بالقدر وهذا امر قدره الله عليه والقدر يحتج به في المصائب دون المعائد في المصائب دون المعائب اذا اصابت المرء مصيبة يقول قدر الله وما شاء فعل واذا وقع في ذنب ما يقول قدر الله وما شاء فعل يقول استغفر الله واتوب اليه ويبادر الى التوبة والانابة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى وبالاحتجاج بالاشباه والنظائر والاقتداء بالاكابر تارة هذه هذه يعني حال كثيرين يعني بعض الناس في ما يقارف من ذنوب امعة ينظر من حوله واما كبار او في سنه ينظر الى الى حالهم معهم فيما فيما يفعلون ويتكل على على على مثل ذلك فهذه امور هي مثل ما وصف ابن القيم مغالطات للنفس تعرف ما يكون به النجاة وتعرف ان هذا الذنب يترتب عليه تلك العقوبات لكن يغالط نفسه بمثل هذه الاشياء ويظرب على ذلك الان امثلة كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى وكثير من الناس يظن انه لو فعل ما فعل ثم قال استغفر الله زال اثر الذنوب هذا بهذا نعم هذا كثير يظن هذا الظن لكن اه الذنوب الذنوب وخاصة الكبائر لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة وسيأتي معنا لاحقا قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمظان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم سيئاتكم والمراد بالسيئات الصغائر وندخلكم مدخلا كريما نعم قال رحمه الله وقال لي رجل من المنتسبين الى الفقه انا افعل ما افعل ثم اقول سبحان الله وبحمده مئة مرة وقد غفر ذلك اجمعه. هذا الجاه المطبق والعياذ جهل عظيم نعم كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال في يوم سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر وقال لي اخر من اهل مكة نحن اذا فعل احدنا ما فعل اغتسل وطاف بالبيت اسبوعا وقد محي عنه ذلك طاف بالبيت اسبوعا يعني سبعة اشواط طاف بالبيت اسبوعا يعني سبعة اشواط محي عنه عنه ذلك ولهذا بعضهم يغتر بمثل ذلك وتجده حتى ليس فقط يفعل ذنوب حتى يترك فرائض يترك فرائض من فرائض الدين ويظن ان اذا فعل هذا غفر له ذلك كله نعم وقال لي اخر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذنب عبد ذنبا فقال اي ربياني اصبت ذنبا فاغفر لي فغفر له. ثم مكث ما شاء الله ثم اذنب ذنبا اخر فقال ربي اني اصبت ذنبا فاغفر لي فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم اذنب ذنب فقال اي ربي اصبت ذنبا فاغفر لي. فقال الله عز وجل علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب تأخذ به قد غفرت لعبدي. فليصنع ما شاء. قال وانا لا اشك ان لي ربا يغفر الذنب ويأخذ وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء واتكل عليها وتعلق بها بكلتا يديه واذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء وللجهال من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائب بقول بعضهم وكثر ما استطعت من الخطايا اذا كان القدوم على كريم. نسأل الله العافية نعم وقولي الاخر التنزه من الذنوب جهل بسعة عفو الله. نعوذ بالله التنزه من الذنوب يعني تركها والبعد عنها هذا يقول جهل بسعادة عفو الله هذا جهل بسعة عفو الله يقصد اكثر من الذنوب او اللي يقصد الاكثار من الذنوب والمعاصي والاثام وان من يترك الذنوب هذا جاهل بعفو الله عفو الله سبحانه وتعالى لمن يستحق العفو وعقوبة لمن يستحق العقوبة. نعم وقال الاخر ترك الذنوب جرأة على مغفرة الله واستصغار لها. نعم يعني يقصدن مغفرة الله كبيرة عظيمة نعم فترك الذنوب جرأة الجرأة فعل الذنوب وليس ترك الذنوب لكن هذا تلاعب الشيطان بهؤلاء نعم وقال ابو محمد ابن حزم رأيت بعض هؤلاء يقول في دعائه اللهم اني اعوذ بك من العصمة يعني اه اعوذ بك من ان تسلمني من ان اقع في الذنوب والعياذ بالله نسأل الله العافية يقول هذا في دعاه نعم ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة الجبر. الجبر يعني ان العبد مجبور على فعل نفسه. مجبور على فعل نفسه فيتعلق بهذا ولهذا يعني في اه يقولون عند عند المعصية جبري وعند الطاعة قدري يعني مذهبة حسب هواه فاذا فعل معصية عوتب فيها قال انا مجبور على ما عندي واذا دعي الى طاعة تركه قال ما قدر الله لي اه الطاعة وهذا كله مبني على الفساد والهوى القائم في النفس ومن وراء ذلك الشيطان والعياذ بالله وتلاعبه بهؤلاء نعم ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة بمسألة الجبر وان العبد لا فعل له البتة ولا اختيار وانما هو على فعل المعاصي. نعم. ومن هؤلاء من يغتر بمسألة الارجاء وان الايمان هو مجرد التصديق والاعمال ليست من الايمان وايمان افسق الناس كايمان جبريل وميكائيل ومن هؤلاء نعم هذا خطورة مذهب الارجاء خطورة ما مذهب وان من يعتقد هذا المذهب يضره في سلوكه وعمله ويدفعه الى مثل هذا الغرور ويتعطل عنده العمل والطاعة والعبادة بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى نعم ومن هؤلاء من يغتر بمحبة الفقراء والمشايخ والصالحين وكثرة التردد الى قبورهم والتضرع اليهم والاستشفاع بهم والتوسل الى الله بهم. وسؤاله بحقهم عليه وحرمتهم عنده. نعم يعني حتى انه يقع في دروب من الشرك يظن ان بها نجاة وفيها وفيها الهلاك المحقق وهذا الذي اشار اليه هنا يكثر عند الطرقية اصحاب الطرق الضالة تجد اه فرائض الدين وواجباته وتجنب محرمات والاثام هم في بعد عنها كثير ما يكون عندهم بعد عنها ويتعلقون بمثل هذا الضلال ومثل هذه التعلقات الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان. نعم ومنهم من يغتر بابائه واسلافه وان لهم عند الله مكانة وصلاحا فلا يدعونه حتى يخلصوه كما يشاهد في حضرة الملوك فان الملوك تهبوا لخواصهم ذنوب ابنائهم واقاربهم. واذا وقع احد منهم في امر مفضع خلصه ابوه وجده بجاهه ومنزلته. نعم ومنهم من يغتر بان الله عز وجل غني عن عذابه. وان عذابه لا يزيد في ملكه شيئا لا تنقص من ملكه شيئا. فيقول انا مضطر الى رحمته. وهو اغنى الاغنياء ولو ان فقيرا مسكينا مضطرا الى شربة ماء عند من في داره شطا شطا يجري لما منعه منها فالله اكرم واوسع فالمغفرة لا تنقصه شيئا عندك شطا هكذا لا شط شط تبطن شط اه ولو ان فقيرا مسكينا مضطرا الى شربة ماء عند من في داره شط يجري فما منعه منها فالله اكرم واوسع فالمغفرة لا تنقصه شيئا. والعقوبة لا تزيد في ملكه شيئا. نعم ومنهم من يغتر بفهم فاسد فهمه هو واضرابه من نصوص القرآن والسنة. فاتكلوا عليه كاتكال لبعضهم على قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. قالوا وهو لا يرضى ان يكون في النار احد من امته وهذا من اقبح الجهل وابين الكذب عليه فانه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل. والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصرين على الكبائر. فحاشى رسول الله صلى الله عليه الا يرضى بما يرضى به ربه تبارك وتعالى. الحاصل ان هذه كلها يعني فهوم آآ فهوم كاسدة وظنون واوهام تعلق بها بعض الناس فجعلته يبقى مصرا على على ذنوبه ومراد ابن القيم رحمه الله بذكر هذه الامثلة على وجه التفصيل وهذا التفصيل الذي ذكره يدل ان الرجل رحمه الله له صبر لاحوال الناس ومعرفة بها اه سبر المصلح الناصح فعنده هذا الصبر والدراية والمعرفة المفصلة ولهذا ذكر هذه الاشياء التي هي موجودة ولا تزال توجد في في اناس ويتكلون عليها او يتكئون عليها فيبقون مصرين على اه الذنوب والعياذ بالله هذا يتكل على كذا وهذا يتكل على كذا وهذا يبني اصراره على الذنوب على مثل هذا الفهم او ذاك الفهم ان المآل او النتيجة واحدة وهي تعرظ هؤلاء جميعا لسخط الله ومقته وعقوبته وهم في هذه الاوهام والظنون التي القاها الشيطان وكل هذا من مصائد الشيطان. ابن القيم رحمه الله له تفصيل واسع في في في هذه المسألة في كتاب خاص اغاثة الله فان من مصائد الشيطان واستمر رحمه الله في ذكر الامثلة في في هذا الباب اه نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وصلاحا وهدى وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. الله اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين