نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء وقال الامام احمد حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن سلمان ابن ميسر عن سلمان ابن ميسرة. سليمان عن سليمان ابن ميسرة عن طارق بن شهاب رضي الله عنه يرفعه قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى يقرب له شيئا وقالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء. قالوا له قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا سبيله فدخل النار وقال وقالوا للاخر قرب فقال ما كنت لاقرب لاحد شيئا من دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة. وهذه الكلمة الواحدة يتكلم بها العبد. يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اما بعد فهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى ساقه في ضمن الاحاديث المتقدمة في باب العقوبات والحديث كما واضح كما هو واضح من سياقه ودلالته يدل على امرين على ان على سعة رحمة الله ومغفرته سبحانه وتعالى وعظيم مغفرته ايضا يدل على عظيم عقوبة الله جل وعلى وشدتها وان الاعمال بالخواتيم وان الاعمال بالخواتيم فان قول النبي عليه الصلاة والسلام دخل رجل النار في ذباب قوله في ذباب يدل انه قبل ذلك كان مسلما وكفر تقريبه ذبابا لصنم لان الذبح عبودية وصرف العبودية لغير الله سبحانه وتعالى شرك قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين فصل لربك وانحر اي لربك ولئن كان الذباب تافها ليس مما يتقرب بمثله لكن هذا الخبر يفيد ان ارباب الباطل مقصودهم عمل القلب من ارباب الباطل مقصودهم عمل القلب يعني وجود اصل التقرب فاذا وجد اصل التقرب ان كان في النفيس والثمين فبها وان لم يكن فبما يصح به حصول التقرب بما يصح به حصول التقرب ووجوده والاعمال بالخواتيم الرجل الذي امتنع توحيدا واخلاصا وتعظيما لله وعدم تقرب لغيره فقتلوه دخل الجنة وفيه ان الجنة والنار قريبتان من اهلهما فليس بين صاحب الجنة والجنة الا ان يموت وليس بين صاحب النار والنار الا ان يموت هذا الحديث يورد عليه اشكال معروف وهو ان هذا الذي قرب ذبابا السياق يدل على ان هناك اكراه والله سبحانه وتعالى يقول من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان اي فلا اثم عليه ولا عقوبة استثناه الله فهذا اشكال يورد على هذا الحديث او هذا الخبر وجواب اهل العلم عليه من وجهين الاول احتمال عدم وجود الاكراه وهو احتمال قائم لان هؤلاء الذين هم قائمون على صنم لا يجوزه احد اي لا يمر احد من عنده حتى يقرب اما بدون تقريب لا يمر من من تلك الجهة لا يسمحون له المرور حتى يقرب فيه خيار اخر بين السلامة او لا يوجد نعم ما هو يرجع يرجع هم لا هم لا يجوز احد لا يمر احد الا ان يقرب فهناك خيار الرجوع قد يقال اذا فلم قتل ربما يكون قتله لما في كلامه من تسفيه لمعبودهم عندما قال لهم ما كنت لاقرب لاحد غير الله وهذا صدع التوحيد وتسفيه للمعبودات الباطلة وانها لا تستحق شيئا هذا جواب الاخر اذا كان في الامر اكراه فان رفع الحرج عن المكره هذا انما هو لامة محمد عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول اه جل وعلا في سورة الكهف انهم ليظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا والسياق يدل على هنا ان هناك اكراه رجم وفي تمام الاية نفي للفلاح وقد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وما استكرهوا عليه الحاصل ان هذا الخبر فيه ما اشرت في اول الحديث عنه بيان سعة الرحمة المغفرة وايضا شدة العقوبة شدة العقوبة ولو كان في امر آآ يراه الانسان يسيرا ولهذا يقول في تيسير العز الحميد الشيخ سليمان ابن عبد الله قال فيه وهو من الفوائد التي ينقلها عن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فيه الحذر من الذنوب ولو كانت صغيرة في الحسبان ولو كانت صغيرة في الحسبان يعني فيما يظنه الانسان او فيما يخيل اليه يجب ان يحذر منها ولهذا قد يقول انسان وماذا في ذباب تافه يقرب لصنم او او نحو ذلك فلا يستهين الانسان في الذنوب ولو كانت صغيرا صغيرة في حسبانه وفي ظنه وهذا هو مقصود المصنف رحمه الله تعالى من ايراد هذا الخبر في هذا الموطن الحديث ليس في المسند الامام احمد والاصل ان العزو هكذا يشعر بانه في المسند وهو انما انما هو في كتاب الزهد له رحمه الله تعالى عن طارق ابن شهاب عن سلمان الفارسي موقوفا عليه نعم قال وهذه الكلمة الواحدة يتكلم بها العبد يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. نعم يعني الكلمة الواحدة ومثلها الفعل الواحد وان كان يعني اه يسيرا يظنه في حسبانه يسيرا او هينا او تافها او نحو ذلك قد يهوي به في النار سبعين خريفا ورب كلمة لا يلقي لها يقولها المرء لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا. نعم قال رحمه الله تعالى وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا وانه لا يغير ما ويظن ذلك انه من محبة الله له. وانه يعطيه في الاخرة افضل من ذلك. وهذا من الغرور. نعم هذا من الغرور وكم يفتن كثير من الناس بسبب ذلك سواء من اهل الشرك او من ارباب الذنوب والمعاصي يجد مثلا انه مع اقامته على المعاصي والذنوب مع اقامته على المعاصي والذنوب واسرافه على نفسه بارتكابها ما له يزيد تجارته الدنيوية فتنام صحته وعافيته في ازدياد ونحو هذه الاشياء فيظن ان هذا العطاء الدنيوي ان هذا العطاء الدنيوي في المال في الصحة في الولد تيسر الامور الدنيوية له يظن ان هذا دليل على رظا الله عنه دليل على رضا الله عنه وان الله عز وجل انما اعطاها المال والصحة والعافية والولد الى اخره لكونه راض عنه فيتكأ او يتكل على هذا فيبقى على ذنوبه مغترا بهذا الامر ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. نسأل الله العافية فيظن هؤلاء ان ان هذا العطاء الدنيا دليل الرضا دليل الرضا رضا الله عنه فيتكأ يتكل على هذا ويبقى مسرفا على فهذا هذا من الغرور هذا من الغرور بل ربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا يعني اه صحته اه تجارته آآ كثرة الولد او نحو ذلك وانه لا يغير آآ به ويظن ان ذلك من محبة الله له وانه يعطيه في الاخرة افضل من ذلك وانه يعطيه في الاخرة افضل من ذلك هذا الذي يظنه هذا الظن هو من الدلائل على هوان الدنيا على الله هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى وان آآ الامر كما قال الله عز وجل في شأنها كلا نمد هؤلاء وهؤلاء يعني الكفار والمؤمنين من من العطاء الدنيوي وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا نعم قال الامام احمد حدثنا يحيى بن غيلان قال حدثنا رشدين بن سعد عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن عن عقوبة ابن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب. فانما هو استدراج. ثم تلا قوله عز وجل ما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. فاذا هم ابليسون نعم يعني هذا الحديث كاف في دحض الشبهة المتقدمة وبيان فسادها يقول عليه الصلاة والسلام اذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب يعني ما يحب العبد من امور الدنيا فانما هو استدراج فانما هو استدراج ثم تلا قول الله عز وجل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء انظر هذا العطاء الدنيوي ابواب كل شيء اموال تجارات مساكن منازل مراكب الى اخره ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فاذا كان العطاء متوالي على العبد ويتكاثر وماله يتنامى وهو في المعاصي مقيم على المعاصي فهذا من آآ امارات ودلائل آآ انه مستدرج مثل ما قال نبينا عليه الصلاة والسلام فانما هو استدراج نعم وقال بعض السلف اذا رأيت الله يتابع عليك نعمه وانت مقيم على معاصيه فاحذره فانما هو استدراج يستدرجك به وقد قال الله تعالى ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لجعلنا ان يكفروا بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين هذه الاية سبحان الله فيها بيان لطف الله سبحانه وتعالى بالعباد ورحمته حتى لا يكون الامر فتنة لهم وسببا اه انصرافهم عن عن دين الله فيقول جل وعلا ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرها يعني لوسع عليهم سعة عظيمة في العطاء الدنيوي بانواعه واصنافه وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا. مهما كان العطاء ومتاع دنيوي زائل زائف منتهي منقضي فلا يغتر به وكل متاع في الدنيا فلا يغتر به. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فلا يغتر العبد بهذا لو لولا هوان الدنيا على الله لما سقى منها كافر شربة ماء فالدنيا هينة على الله والذي يريد ان يعرف هو ان الدنيا على الله معرفة جلية بل ينظر في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ماذا كان بيته وماذا كان طعامه؟ وماذا كان لباسه؟ وماذا وماذا وهو افضل عباد الله واشرفهم عند الله واعظم منزلة ومكانته في الاخرة في الفردوس الاعلى منزلة لا يبلغها احد نعم وقد رد سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي يكرمن. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا اي ليس كل من نعمته وسعت عليه رزقه اكون قد ولا كل من ابتليته وضيقت عليه رزقه اكون قد اهنته بل ابتلي هذا بالنعم واكرمها هذا بالابتلاء هذه الاية ايضا فيها جواب لما تقدم لان من الناس فعلا من يظن هذا الظن ويتوهم هذا الوهم يظن ان من وسع الله عليه في العطاء الدنيوي فهذا دليل على ان هذا الموسع عليه كريم عند الله يظنون ذلك وبالمقابل ايضا يظنون ان المقتر والمظيق عليه دليل على هوانه عند الله قال الله عز وجل فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني وان هذا دليل على كرامة عند الله ومكانته واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن قال الله كلا ليس هذا ولا هذا كلا ليس هذا الذي يظن هؤلاء ولا الذي يظن اولئك اذا ما هو الامر هذا ابتلاء وهذا ابتلاء من يعطيه الله عز وجل العطاء الدنيوي مبتلى ومن ايضا يضيق عليه في امور الدنيا ايضا مبتلى. فان الله سبحانه وتعالى يبتلي بر الرخاء والشدة. ويبتلي بالصحة والمرض ويبتلي بالغنى والفقر ونبلوكم بالشر والخير فتنة والين ترجعون يبتلي بهذا وهذا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته هذا الابتلاء الاول الذي هو النعمة والعطاء ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته وهذا الابتلاء الثاني الشدة المرض والفقر وما الى ذلك ان اصابته برا صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن مبتلى بالسراء والضراء بالشدة والرخاء لكنه فائز في كلا الابتلائين فهو في سرائه فائز بثواب الشاكرين وفي ضراءه فائز بثواب الصابرين وثمة خلاف عند اهل العلم قديم وبعضهم افرده بمصنف ايهم اعظم عند الله الغني الشاكر او الفقير الصابر لان كلا منهما ادى عبودية ابتلائه الذي ابتلاه الله به ذاك ابتلاه الله بالغنى فشكر وهذا ابتلاه بالفقر فصبر كل ادى العبودية التي تتعلق بنوع الابتلاء الذي يخصه قال ابن القيم رحمه الله سألت شيخ الاسلام ابن تيمية عن هذه المسألة فقال اعظمهما اجرا اتقاهما لله اتقاهما لله الاتقى لله والاعظم اجرا قال قلت له فان كانوا في التقوى سواء ان كانوا في التقوى سواء قال هم في الاجر سواء الغني الشاكر والفقير الصابر قال هم في الاجر سواء لان هذه عبودية هذا وهذه لان لان هذا ابتلاء هذا وهذا ابتلاء هذا فهذا حقق العبودية المطلوبة وهذا حقق العبودية المطلوبة ليس كما يظن ان ان المرء اذا وسع عليه في الدنيا هذا من على علامات اكرام الله وحبه له وما يدري هذا المسكين قد تكون هذه السعة الدنيوية استدراج مثل ما تقدم معنا في الحديث وفي الاية الكريمة ونستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين نعم وفي جامع الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ويعطي ولا يعطي الايمان الا من يحب. نعم وهذا المعنى الذي في هذا الحديث هو في الاية التي تقدمت وهي في سورة الاسراء قال الله سبحانه وتعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء يعني الكفار والمسلمين كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك المقصود بالعطاء هنا ما هو الدنيوي مثل ما في الحديث ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب اما الايمان الدين لا يعطيه الله الا من يحب فيكرمه سبحانه وتعالى يفوز باصطفاء الله واجتبائه هدايته مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فظلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وقال سبحانه وتعالى بل الله يزكي من يشاء وقال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. والايات في هذا المعنى كثيرة. نعم وقال بعض السلف رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم. هذه ثلاث ثلاث جديرة التأمل في هذه الكلمة لبعض السلف يقول ربما مستدرج بنعم الله وهو لا يعلم ويكون توالي النعم عليه وتتاليها يتوهم من ذلك ان هذا عن رضا من الله سبحانه وتعالى ولا يعلم ان هذا استدراج له مثل ما في الاية الكريمة ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يعلمون بل لا يشعرون فهذا هذا استدراج فرب رب انسان تتوالى عليه النعم وهو لا يعلم ان هذا استدراج له ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم. يجد انه يرتكب معاصي واخرى وثالثة ولا احد يطلع عليه فيغره ذلك ويفضي به الى التمادي في في هذا الباب وربما وربما مفتونا بثناء الناس عليه وهو لا يعلم لا يعلم انه في خيبة وخسران وخاصة اذا كان الناس يثنون عليه في ظاهر باطنه خلاف ذلك يثنون عليه في ظاهر باطنه خلاف ذلك ولنا الظاهر والله يتولى السرائر فربما يغتر بثناء الناس عليه وباطنه الذي يعلمه الله سبحانه وتعالى المطلع على السرائر يوجب سخط الله ومقته وغضبه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى فصل واعظم الناس غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها فاثرها على الاخرة. ورضي بها في الاخرة حتى يقول بعض هؤلاء ورضي بها كان من الاخرة. نعم. ورضي بها من الاخرة. حتى يقول بعض هؤلاء الدنيا نقد. والاة نسيئة والنقد انفع من النسيئة ويقول بعضهم ذرة منقودة ولا درة موعودة ويقول اخر منهم لذات الدنيا متيقنة ولذات الاخرة مشكوك فيها. ولا اليقين للشك. نسأل الله العافية. نسأل الله العافية يعني هذا كله من كيد الشيطان لابن ادم حتى يخرج من هذه الدنيا مفلسا من الخير ولا يزال الشيطان يدخل على الناس من مداخل ومداخل حتى يغادر هذه الدنيا وهم مفاليس. من الخير نسأل الله عز وجل العافية والسلامة يقول ابن القيم من اعظم الناس والخلق غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها فاثرها على الاخرة ورظي بها من الاخرة ودخل عليه الشيطان من هذا المدخل الدنيا نقد والاخرة نسيئة مؤجل الدنيا نقد والاخرة نسيا والنقد احسن من النسيئة شي بيدك احسن من شيء في في مؤجل او مؤخر النقد يقول يملي لهم الشيطان مثل هذا الدنيا نقد والاخرة ناسية والنقد احسن من النسيان. وسيأتي اجوبة عظيمة وجميلة لابن القيم عن هذه الكلمات كلها ويقول بعضهم ذرة يعني شيء يسير قليل منقودة تعطى تأخذها فورا ولا درة موعودة ولا درة ثمينة موعودة ويقول اخر منهم لذات الدنيا متيقنة ملذات الاخرة مشكوك فيها والمشكوك فيه ما هو سلامة عقل من يقول هذا الكلام عقله ما ليس فيه سلامة ودينه ليس في سلامة ولهذا ايضا سيأتي جواب ابن ابن القيم رحمة الله عليه عن هذا فيقول صاحب هذا لا ادع اليقين الشك نعم قال رحمه الله تعالى وهذا من اعظم تلبيس الشيطان وتسويله والبهائم العجم اعقل من هؤلاء فان البهيمة اذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت وهؤلاء يقدم احدهم على عطبه وهو بين مصدق ومكذب نعم. فهذا الضرب ان امن احدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء فهو من اعظم الناس حسرة. لانه اقدم على علم وان لم يؤمن بالله ورسوله فابعد به وقول هذا القائل النقد خير من النسيئة فجوابه انه اذا تساوى النقد والنسيئة فالنقد دخير وان تفاوتا وكانت النسيئة اكثر وافضل فهي خير. فكيف والدنيا كلها من اولها الى كنفس واحد من انفاس الاخرة كما في مسند الامام احمد والترمذي من حديث المستورد بن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الاخرة الا كما يدخل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بما يرجع. اذا ماذا يكون من متاع الدنيا هذا المثل عجيب وعظيم جدا اذا جاء الانسان للبحر الواسع المتباعد للاطراف وادخل اصبعه في البحر ثم يعقد موازنة بين الماء الذي علق باصبعه والبحر ماذا يساوي فهذا مثل للفرق بين الدنيا ونعيم الاخرة بل اه ليس في الدنيا مما في الاخرة الا الاسماء فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نعم قال فايثار هذا النقد على هذه النسيئة من اعظم الغبن واقبح الجهل. فاذا الغبن من اعظم الغبن واقبح الجهل. فاذا كان هذا نسبة الدنيا بمجموعها الى الاخرة. فما مقدار الانسان بالنسبة الى الاخرة. وهذا ايضا لفتة عظيمة جدا. يعني عمر الانسان ماذا يقارن بالاخرة الباقية ماذا يقارن بالاخر؟ وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون فماذا يقارن يعني اذا قلنا عمر الانسان سبعين سنة سبعين سنة اذا كان عمره سبعين سنة وهو ينام النوم المعتاد في اليوم والليلة ثمان ساعات كم يصفي من السبعين؟ لو قلنا ستين اهون للحساب اذا كان عمره ستين سنة ونام في كل يوم وليلة ثمان ساعات. والنائم غير مكلف عشرين سنة انتهت هذي من عمرة ما غير مكلف فيها وخمسطعش سنة قبل التكليف ما بقي شيء ما باقي شاي يبقى الثنيات قليلة جدا انظر اول اول شي يكون في الاخرة يوم كان مقدار خمسين الف سنة هذا يقارن دعك الان من النعيم الذي هنا والنعيم الذي هناك لكن الوقت ومقدار العمر اذا كان الانسان يحصن نعيما هنا في هذه الدنيا يخسر بسبب نعيم الاخرة بهذه الثنيات القليلة جدا هذا ان اعطي عمرا والا بعض الناس سبحان الله نسأل الله العافية نسأل الله العافية. بعض الناس يركب سيارته او في الطائرة من بلد الى بلد وليس له حاجة الا المعصية في البلد الذي هو مسافر اليه ويموت في الطريق ويموت في الطريق اي خسارة هذه اي بلاء هذا؟ اي شدة هذه وهذا الذي ينتقل من بلد الى بلد او من حي الى حي بدون سفر قد يموت في طريقه ما يأمن الانسان متى يأتيه الموت فتنتهي هذه الدنيا التي هو مغتر بملاذها متهالك على ملاذها فيخسر نعيم الاخرة والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله فايما اولى بالعاقل ايثار العاجل في هذه المدة اليسيرة وحرمان الخير الدائم في اخرة ام ترك شيء صغير حقير منقطع عن قريب؟ ليأخذ ما لا قيمة له ولا خطر له ولا نهاية لعدده ولا غاية لامده لا قيمة له لا قيمة له هذه الكلمة لها استعمالان يعني تستعمل تارة في الشيء التافه اليسير جدا فيسألان يقال هذا لا قيمة له يعني لا يساوي شيئا وتارة تستعمل في الثمين غاية الثمن الذي لا قيمة له يعني مهما بذلت من قيمة فلا توفيه وابن القيم لاحظته في كتبي تارة يستعمل هذه الكلمة في هذا وتارة يستعملها في هذا لا قيمة له فهي تستعمل يعني في الذي اه التافه الذي لا قيمة له وفي الثمين غاية الثمانة الذي مهما بذل فيه قيمة لا لا لا يوفى وقوله ولا خطر له ولا خطر له اي لا مثل لا خطر له اي لا مثل له وجاء في حديث في ابن ماجة شمروا الى الجنة فانها لا خطر لها. يعني لا مثل لها لكن اسناده ضعيف نعم واما قول الاخر لا اترك متيقنا لمشكوك فيه فيقال له اما ان تكون على شك من وعد الله ووعيد وصدق رسله او تكون على يقين من ذلك. فان كنت على يقين فما تركت الا ذرة عاجلة منقطعة فانية عن قرب لامر متيقن لا شك فيه ولا انقطاع له وان كنت على شك فراجع ايات الرب تعالى الدالة على وجوده وقدرته ومشيئته ووحدانيته صدق رسله فيما اخبروا به عن الله وتجرد وقم لله ناظرا او مناظرا حتى يتبين كانما جئت انما جاءت به الرسل صلوات الله عليهم عن الله فهو الحق الذي لا شك فيه ان خالق هذا العالم ورب السماوات والارض يتعالى ويتقدس ويتنزه عن خلاف ما اخبرت به عن ومن نسبه الى غير ذلك فقد شتمه وكذبه وانكر ربوبيته وملكه. اذ من المحال الممتنع عندك كل ذي فطرة سليمة ان يكون الملك الحق عاجزا او جاهلا لا يعلم شيئا ولا ولا يبصر ولا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى ولا يثيب ولا يعاقب ولا يعز من يشاء ولا يذل من يشاء ولا يرسل رسله الى اطراف مملكته ونواحيها. ولا يعتني باحوال رعيته بل يتركهم سدى ويخليهم هملا وهذا يقدح في ملك احاد ملوك البشر ولا يليق به فكيف يجوز نسبة الملك الحق المبين اي واذا تأمل الانسان حاله من مبتدأ كونه نطفة الى حين كماله واستوائه تبين له انه من عني به هذه العناية ونقله في هذه الاحوال وصرفه في هذه الاطوار لا يليق به ان يهمله ويتركه سدى لا ولا ينهاه ولا يعرفه حقوقه عليه. ولا يثيبه ولا يعاقبه. نعم كما في قوله سبحانه وتعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يؤمر ولا ينهى نعم ولو تأمل العبد حق التأمل لكان كل ما يبصره وما لا يبصره دليلا له على التواء لكان لكان كل نعم. لكان كل ما يبصره وما لا يبصره. دليلا له على التوحيد والنبوة والمعاد وان القرآن كلامه وقد ذكرنا وجه الاستدلال بذلك في كتاب ايمان القرآن عند قوله هذا مطبوع التبيان التبيان في اقسام القرآن وهنا ذكر اسمه بمعناه نعم. عند قوله فلا اقسم ما تبصرون وما لا تبصرون انه لقول رسول كريم. وذكرنا طرفا من ذلك عند قوله وفي انفسكم افلا تبصرون. وان الانسان وان الانسان دليل دليل دليل لنفسه على وجود خالقه وتوحيده وصدق رسله واثبات صفات كماله. فقد بان ان المضيع مغرور على التقديرين. تقدير تصديقه ويقينه وتقدير تكذيبه وشكه. نعم تقديرين آآ تقدم ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى لانه قال اما ان يكون كذا واما ان يكون كذا يعني اما ان يكون مصدق ثم لا لا يعمل او يكون شاك غير مصدق فهو على التقديرين مغرور. نعم فان قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل وهل في الطباع البشرية ان يعلم العبد انه مطلوب غدا الى انه مطلوب غدا الى بين يدي بعض الملوك عقبه اشد عقوبة او يكرمه اتم كرامة ويبيت ساهيا غافلا. لا يتذكر موقفه بين يدي الملك ولا يستعد له ولا يأخذ له اهبته قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح. وارد على اكثر هذا الخلق واجتماع هذين الامرين من اعجب الاشياء. وهذا التخلف له عدة اسباب. انتبهوا هنا لمسألة عظيمة ان ينبه عليها رحمه الله يقول فان قيل او قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف عن العمل لاحظ اه عبارة ابن القيم آآ قال التصديق الجازم لان التصديق باليوم الاخر على درجتين وينظر في في آآ بيان ذلك بيانا مفصلا ونافعا في كتاب فتح الملك العلام في العقائد والاداب والاحكام المستنبطة من القرآن للامام ابن سعدي رحمه الله تعالى وهو الكتاب الذي باذن الله سبحانه وتعالى آآ سنقرأه في شهر رمظان المبارك بعد صلاة العصر هو كتاب عظيم ونافع غاية وفيه خلاصة معاني القرآن في العقيدة والاداب و فالاحكام ومن كتب الشيخ رحمه الله النفيسة فالحاصل ان التصديق باليوم الاخر او الايمان باليوم الاخر على درجتين الدرجة الاولى الايمان او التصديق الجازم والثانية الايمان والتصديق الراسخ وفرق بينهما شاسع ولهذا لاحظ عبارة ابن القيم قال فان قلت كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل الراسخ لا يتخلف معها العمل الراسخ لا يتخلف معه العمل لان الراسخ هو الذي يكون حاضرا مع العبد في اوقاته في الطاعة يستحضر اليوم الاخر فيحسنها عندما تحدثه نفسه بالمعصية استحظر اليوم الاخر فيكف عنها ولا يزال معه انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابه اني ظننت اني ملاق حسابه اي اعتقدت اني ملاق حسابيا اما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. الايمان الراسخ لا يتخلف معه العمل اما الايمان الجازم فهو الذي فيه هذه المسألة التي ذكر والايمان الجازم هو الحد الذي لا يقبل ادنى منه في صحة الايمان لانه ادنى من ذلك الشك وهو كفر. ان لم يكن هناك جزم فما الذي دون الجزم نعم الشك والشك كفر انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا. فاذا وجد اه اه الشك الظن لم يستقم حينئذ ايمان لان الايمان لابد فيه من جزم فهل يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالميعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟ هل هذا يمكن قال ابن القيم رحمه الله تعالى اه ان هذا ممكن وله اسباب له اسباب واشار الى بعضها الاسباب التي آآ اشار اليها ينبغي ان ينتبه الانسان لها حتى يكون في سلامة فيكون في سلامة وعافية. نعم قال وهذا وهذا التخلف له عدة اسباب احدها ضعف العلم ونقصان اليقين. ومن ظن ان العلم لا تفاوتوا فقوله من افسد الاقوال وابطلها وقد سأل ابراهيم الخليل ربه ان يريه احياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة وقد روى احمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس المخبر كالمعاين المخبر ليس المخبر كالمعاين. المخبر هو الذي يصل اليه الخبر نقلا يقال له حصل كذا وجد كذا وقع كذا هل هو سواء مع المعاينة الذي يشاهد الامر بعينه؟ يقف عليه بنفسه يراه ليس المخبر كالمعاين ايضا يروى الحديث هو حديث ثابت ليس الخبر كالمعاينة ليس الخبر كالمعاينة. نعم فاذا اجتمعا الى ضعف العلم عدم استحضاره وغيبته عن القلب في كثير من اوقاته او اكثرها لاشتغال بما يضاده وانضم الى ذلك تقاضي الطبع. وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة تطويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الامل ورقدة الغفلة وحب عاجلة ورخص التأويل والف العوائد. هذه الان ما هي ما هي هذه هذه اسباب التخلف يعني يؤمن باليوم الاخر ويصدق باليوم الاخر وفي العمل يتخلف يقع في المعاصي يفرط في الطاعات وهو يؤمن بانه ساقف بين يدي الله وانه سيحاسبه فهناك اسباب احدها ضعف العلم ونقصان اليقين فاذا انضم الى ظعف العلم ونقصان الا اليقين تقاضي الطبع غلبت الاهواء استيلاء الشهوة تسويل النفس غرور الشيطان استبطاء الوعد طول الامل رغدة رقدة غفلة حب العاجلة رخص التأويل الفوا العوائد هذي كلها اسباب اسباب ولهذا يقف الانسان عند هذه الاسباب ويتأمل تأمل الحذر الا يدخل عليهم من خلالها او من خلال بعضها. لان كثير من الناس التخلف الذي عنده كان بسبب هذه الامور واجناسها وامثالها نعم وهناك لا يمسك الايمان الا الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا. الله اللهم ثبت الايمان في قلوبنا واحفظنا يا رب العالمين اللهم ثبت الايمان في قلوبنا واحفظنا. امين. يا ذا الجلال ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. نعم وبهذا السبب يتفاوت الناس في الايمان والاعمال حتى ينتهي الى ادنى ادنى مثقال ذرة في القلب. نعم الايمان يصل الى هذا الحد. يعلو يرتفع ويزيد حتى يكون امثال الجبال لما سئل بعض السلف ايزيد الايمان وينقص؟ قال نعم يزيد حتى يكون امثال الجبال اي قوة وينقص حتى لا يبقى منه شيء او حتى لا يبقى منه الا مقدار ذرة نعم وجماع هذه الاسباب يرجع الى ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه اهل الصبر واليقين. وجعلهم ائمة الدين. فقال تعالى منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وللمصنف رحمه الله تعالى كلام متين ونفيس للغاية في معنى هذه الاية في رسالة له الى احد اخوانه طبعت بهذا العنوان رسالة رسالة ابن القيم الى احد اخوانه وبين فيها ان الامامة اه في الدين تكون بامور اربعة جمعت في هذه الاية الكريمة نعم قال رحمه الله تعالى فصل فقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور وان حسن الظن ان حمل على العمل وحث عليه وساق اليه فهو صحيح وان دعا الى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور وحسن الظن هو الرجاء. فمن كان رجاؤه هاديا له الى الطاعة. وزاجرا له عن المعصية. فهو رجاء ومن كانت بطالته رجاء ورجاءه بطالة وتفريطا فهو الغرور ولو ان رجلا كانت له ارض يأمل ان يعود عليه من مغلها ما ينفعه فاهملها ولم يبذرها ولم يحرثها وحسن ظنه بانه يأتي من مغلها ما يأتي من غير حرث وبذر وسقي بفتح الغين ولو ان رجلا كانت له ارض يؤمل ان يعود عليه من مغلها ما ينفعه واهملها ولم يبذرها ولم يحرثها. وحسن وحسن ظنه بانه يأتي من مغلها ما من غير حرث وبذر وسقي وتعاهد وتعاهد الارض لعده الناس من اسفه السفهاء وكذلك لو حسن ظنه وقوي رجاؤه بان يجيئه ولد من غير جماع او يصير اعلم اهل زمان من غير طلب للعلم وحرص تام عليه وامثال ذلك. في هذا المعنى يقول الشاعر تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها. فالعلم كيف يكون العلم يحتاج الى اسباب ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم واما من يقول اللهم علمني ويبقى فلا يصب عليه العلم صبا في فراشه يعني ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كل يوم بعد صلاة الصبح يدعو بثلاث دعوات اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. لو ان انسانا صلى والصبح ودعا بهذه الدعوة وبعدها اتجه الى فراشه ونام الى الظهر يصب عليه العلم في فراشه صبا ايسوى بين الاخر الذي بعد هذا الدعاء يقوم بنشاط ويذهب اماكن العلم وحلق العلم ومتون العلم ويحفظ الى اخره انما العلم بالتعلم وانما العلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى لابد من بذل الاسباب اذا كان لا بد من بذل الاسباب وهذا مقصود ابن القيم لنيل المصالح الدنيوية فكذلك لابد من بذل الاسباب لنيل المصالح الاخروية والفوز بالدرجات العالية في جنات النعيم نعم قال فكذلك من حسن ظنه وقوى رجاءه في الفوز في الدرجات العلا والنعيم المقيم. من غير طاعة ولا تقرب الى الله تعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. وبالله التوفيق. نعم يعني كذلك مثل الصورة الاولى شخص عنده ارض زراعية لكن لا يبذر ولا يسقي ولا يحرث ولا ولا وفي النهاية يتمنى ان يكون مثل الاخر يأتي وقت الحصاد ويغل منها مثل مثل هؤلاء هذا يعده الناس ظرب من ظروب السفه والجنون والنهاية غبن وخسران فمثل ذلك الاخرة لابد ان ان يبذل الانسان الاسباب ويجاهد نفسه كما قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين نعم. وقد قال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله من هم هؤلاء الذين يرجون رحمة الله ذكر صفاتهم فتأمل يقول فتأمل كيف جعل رجائهم اتيانهم بهذه الطاعات؟ نعم فتأمل كيف جعل رجاءهم اتيانهم بهذه الطاعات نعم. وقال المغترون ان المفرطين المضيعين لحقوق الله المعطلين لاوامره. الباغين على عباده المتجرئين على محارمه اولئك يرجون رحمة الله. ايستقيم هذا هل يستوي هؤلاء مع اولئك الذين اثنى الله عليهم باعمالهم وقال اولئك يرجون رحمة الله اما البطالين العاطلين الا السابحين في الاماني المنغمسين في الذنوب والمعاصي اين هم من الرجاء حقيقة من يرجو رحمة الله يطلبها ويتعرض لها ويطلب مواسمها ويجاهد نفسه اه على نيلها انظر الى الناس اذا دخل رمظان نسأل الله ان يبلغنا رمظان اجمعين. اذا دخل رمظان ماذا يصنعون؟ يرجون رحمة الله ويتنافسون في الاعمال الصالحة لا لا يقعدون بطالين عاطلين بل يتنافسون في الاعمال الصالحة يرجون رحمة الله اولئك يرجون رحمة الله بخلاف حالي المغرورين وسر وسر المسألة ان الرجاء وحسن الظن انما يكون مع الاتيان بالاسباب التي اقتضت فحكمة الله في شرعه وقدره وثوابه وكرامته. فيأتي العبد بها ثم يحسن ظنه بربه ويرجوه ان لا له اليها وان يجعلها موصلة لما ينفعه ويصرف عنه ما يعارضها ويبطل اثرها. نعم هذا سر مسألة وخلاصة الامر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك