بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول علامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه والدواء فصل فلنرجع الى ما كنا فيه من ذكر دواء الداء الذي ان استمر افسد دنيا العبد واخرته ومما فمما ينبغي ان يعلم ان الذنوب والمعاصي تضر ولا بد وان ضررها في القلوب كضرر السموم في الابدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والاخرة شر وداء الا وسببه الذنوب والمعاصي فما الذي اخرج من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور الى دار الالام والاحزان والمصائب وما الذي اخرج ابليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه اقبح صورة واشنعها وباطنه اقبح من صورته واشنع ويدل بالقرب وبدل وبدل بالقرب بعدا. وبالرحمة لعنة. وبالجمال قبحا. وبالجنة نارا تلظى. وبالايمان وبموالاة الولي الحميد اعظم عداوة ومشاقة وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش وبلباس الايمان لباس الكفر والفسوق والعصيان فهان على الله غاية الهوان وسقط من عينه غاية السقوط وحل عليه غضب الرب تعالى فاهواه ومقته اكبر ومقته اكبر المقت فارداه فصار قوادا لكل فاسق ومجرم رضي لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة وعياذا بك اللهم من مخالفة امرك وارتكاب نهيك وما الذي اغرق اهل الارض حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال. وما الذي سلط الريح على قوم عادل؟ حتى القتهم موتى على وجه الارض كأنهم اعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم فصاروا عبرة للامم الى يوم القيامة وما الذي ارسل على قومي ثمود الصيحة؟ حتى قطعت قلوبهم في اجوافهم وماتوا عن اخرهم وما الذي رفع قرى اللوطية؟ حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها قيل لها فاهلكهم جميعا. ثم اتبعهم حجارة من السماء امطرها عليهم. فجمع عليهم من العقوبات ما لم يجمعه على امة غيرهم ولاخوانهم امثالها. وما هي من الظالمين ببعيد وما الذي ارسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل؟ فلما صار فوق رؤوسهم امطر عليهم نارا تلظى وما الذي اغرق فرعون وقومه في البحر؟ ثم نقل ارواحهم الى جهنم فالاجساد للغرق والارواح للحرق وما الذي خسف بقارون وداره وماله واهله؟ وما الذي اهلك القرون من بعد نوح بانواع العقوبات؟ ودمرها تدميرا وما الذي اهلك قوم صاحب ياسين بالصيحة حتى خمدوا عن اخرهم؟ وما الذي بعث على بني اسرائيل قوما اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء واحرقوا ديار ونهبوا الاموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فاهلكوا ما قدروا عليه وكبروا ما علوا تتبيرا وما الذي سلط عليهم انواع العقوبات؟ مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد ومرة بجور الملوك ومرة بمسهم قردة وخنازير واخر ذلك اقسم الرب تبارك وتعالى ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا الفصل وهو عود الى بدء وتأكيد لمتقدم عقده الامام ابن القيم رحمه الله تعالى لبيان ان الذنوب ظارة ولا بد وواقع او واقعة مضرتها على العبد ولابد واضرار الذنوب متنوعة وجدير بكل ناصح لنفسه ان يعتبر باحوال المعذبين ومن ذاقوا اضرار الذنوب فيعتبر لا ان يجعل من نفسه عبرة للاخرين. فان السعيد من اتعظ بغيره. والشقي من كان عظة لغيره. ولهذا ينبغي على العبد ان يكون ناصحا لنفسه في هذا الامر غاية النصح وان يجاهد نفسه على البعد عن الذنوب ليسلم من غوائلها وعواقبها ومضارها الوخيمة على صاحبها في الدنيا والاخرة وذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الفصل مسرجا نافعا جدا ربما لا تكاد تراه بهذا العرض وهذا الترتيب وهذه الوجازة في موضع اخر. ذكر فيه عقوبات متنوعة ترتبت على الذنوب عبر التاريخ. لانواع من الذنوب والله سبحانه وتعالى قص ذلك في القرآن ابانه في مواطن عديدة ليعتبر المعتبر ويتعظ المتعظ. فان هذه القصص والاخبار لم تحكى لمجرد العلم بها والمعرفة وانما حكيت لاخذ العبرة والعظة ولهذا فان ما سمعناه الان من مسرد انواع من العقوبات وكلها لها شواهدها ودلائلها يجعل من العبد او يجعل في العبد حيطة لنفسه وحذرا من الذنوب واخطارها واضرارها تترتب عليها كل ما سمعناه اكثر الامم السابقة ذكر الله سبحانه وتعالى من ذلك في كتابه جل وعلا امورا كثيرة من احوال الامم اجمالا وتفصيلا. كل ذلك لاخذ العبرة والعظة من ذلك لاخذ العبرة والعظة من ذلك بعد ذلك اخذ رحمه الله تعالى يسوق نصوصا كثيرة من السنة في ذكر عواقب الذنوب ومضارها على العباد في الدنيا والاخرة. نعم قال الامام احمد حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا صفوان بن عمرو قال حدثني عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيه قال لما فتحت قبرص ففرق بين اهلها فبكى بعضهم الى بعض. رأيت ابا الدرداء رضي الله عنه جالسا وحده يبكي. فقلت يا ابا الدرداء ما يبكيك في يوم اعز الله فيه الاسلام واهله فقال ويحك يا جبير ما اهون الخلق على الله عز وجل اذا اضاعوا امره بين هي امة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا امر فساروا الى ما ترى. هذا اثر عن ابي الدرداء رضي الله عنه وفيها عظيم فقه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم اخذهم العبرة من اه القصص احوال الامم والعقوبات فلما اكرم الله سبحانه وتعالى المسلمين بفتح قبرص فرق بين اهلها وشتت شملهم بعد ان كانت امة ظاهرة قاهرة لها ملك لها دولة ذهبت في مهب الريح تفرق امرهم ولم يبق لهم ذاك الملك وذاك الظهور هذا بالنسبة المسلمين في ذاك اليوم يوم فرح عظيم وسرور وغبطة وهنائة بنعمة الله سبحانه وتعالى ان يسر هذا الفتح العظيم والخير الكبير لكن ابا الدرداء رضي الله عنه جلس وحده يبكي جلس وحده يبكي فقيل له في ذلك ما يبكيك في يوم اعز الله فيه الاسلام اهله يعني هذا يوم فرح يوم فرح وسرور وغبطة وهناءة بهذه النعمة اعز الله فيه الاسلام واهله فما الذي يجعلك تبكي قال ويحك يا جبير ما اهون الخلق على الله عز وجل اذا اضاعوا امره وفي المصدر تركوا امره او في المصادر من مصادر تخريج الخبر تركوا امره وهما بمعنى واحد هذا الخبر في الزهد للامام احمد وليس في في مسنده ولحال هكذا بالاطلاق على الامام احمد توحي انه فيه او تشير الى انه في المسند قال اذا اضاعوا امره بينما هي امة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا امر الله فصار امرهم الى ما ترى اي انتهى الظهور وانتهى الملك وتشتت الامر وتفرقوا فهذا فيه عبرة لما نظر الى هذا الجانب بكى من هذه العبرة العظة وان في هذا دلالة على هوان الخلق على الله سبحانه وتعالى اذا اضاعوا امره ومن يهن الله فما له من مكرم اذا اضاعوا امره لكن ان حفظوا امر الله سبحانه وتعالى حفظهم الله وايدهم وامدهم واعانهم وكفاهم شراء اعدائهم ان الله يدافع عن الذين امنوا كان حقا علينا نصر المؤمنين لكن اذا تركوا امر الله سبحانه وتعالى اهانوا عليه ومن يهن الله فما له من مكرم نعم وقال علي ابن الجعد انبأنا شعبة عن عمرو ابن مرة قال سمعت ابا البختري يقول اخبرني من سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول لن يهلك الناس حتى يعذروا من انفسهم يعذروا حتى يعذروا من انفسهم ثم اورد رحمه الله تعالى ان هذا هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يهلك الناس حتى يعذروا من انفسهم حتى يعذروا من انفسهم اي يكون منهم اسراف على انفسهم بالذنوب والمعاصي وانصراف عن حقوق الله التي خلقهم لاجلها واوجدهم تحقيقها وانهماك في الدنيا وشهواتها وملذاتها وعدم مبالاة بالاخرة امرها العظيم فاذا كانوا كذلك اصبحوا عرضة العقوبة الهلاك اصبحوا عرظة اه العقوبة والهلاك فلم يبقى لهم حينئذ عذر اي على انفسهم جنوا وبذنوبهم اوجبوا عقوبة الله سبحانه وتعالى فلم يبقى لهم عذر لم يبقى لهم عذر وهذا معنى قوله حتى يعذروا من انفسهم حتى يعذروا من انفسهم اي بارتكابهم للذنوب والمعاصي مساخط الله سبحانه وتعالى والانصراف فلا يبقى لهم عذر فيكونون حقيقين بعقوبة الله ولا عذر لهم لانهم جنوا على انفسهم بالاسراف والاكباب على الذنوب نعم وفي مسند الامام احمد من حديث ام سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ظهرت المعاصي في امتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم يومئذ اناس صالحون قال بلى قلت فكيف يصنع باولئك قال يصيبهم ما اصاب الناس ثم يصيرون الى مغفرة من الله ورضوان وهذا الحديث فيه ان المعاصي اذا ظهرت المعاصي اذا ظهرت ومعنى ظهرت اصبح لها شيوع في الناس وظهور اصبحت ظاهرة فاذا كان حال الناس بهذه الصفة ظهرت الذنوب وشاعت وكثرت في في الناس عما الله سبحانه وتعالى الجميع بعذاب من عنده عما الجميع بعذاب من عنده ومعنى عمهم اي الصالح منهم والطالح المذنب وغير المذنب يعم الجميع بعذاب من عنده فقيل يا رسول الله اما فيهم يومئذ اناس صالحون فيشملهم هذا هذا العذاب اما فيهم اناس صالحون قال بلى قل قلت فكيف يصنع باولائك؟ يعني مع انهم لم يكون من اهل تلك الذنوب ولم يكونوا من اهل تلك المعاصي قال يصيبهم ما اصاب الناس يصيبهم ما اصاب الناس ثم يصيرون الى مغفرة من الله ورضوان يصيبهم ما اصاب الناس اي اي العقوبة التي انزل تعم الجميع لكن يصير مآلهم الى الى مغفرة من الله ورضوان لانهم اهل طاعة وليسوا باهل معصية لكن هذا من شؤم المعاصي من شؤم المعاصي وعقوبة المعاصي كما افاد هذا الحديث مثل النار اذا اه اذا حلت في في مكان اكلت الاخضر واليابس لا تأكل اليابس فقط حتى الاخضر تأكله ثم ضرت الذنوب وشؤمها على البلاد والناس حتى الدواب حتى الزروع لها شؤم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس نعم قال وفي براسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال هذه الامة تحت يد الله وفي كنفه ما لم يمالئ قراؤها امراءها. وما لم يزكي صلحاؤها فجارها. وما لم يهن خيارها اشرارها فاذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم ثم سلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء والعذاب ثم ضربهم الله بالفاقة والفقر. هذا رواه ابن ابي الدنيا في العقوبات وبالمناسبة كتاب العقوبات لابنه بالدنيا ومطبوع هو في هذا الباب يعني هو في هذا الباب يذكر انواع العقوبات ويسوق الاحاديث والاخبار كلها في في هذا الباب وهذا الخبر من مراسيل الحسن وايضا اسناده آآ اسناده ضعيف وهو مرسل نادى ضعيف وهو مرسل نعم. وفي المسند من حديث ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه كلا ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه هذا تقدم عند المصنف رحمه الله في اوائل الكتاب عندما تكلم عن الدعاء والقضاء لا يرد القدر الا الدعاء جاء في اخر الحديث هذه الجملة واول الحديث الذي يتعلق بالدعاء ورده للقاء القدر او القضاء ثبت بما له من شواهد يعني هذا هذه الجملة من حديث ثوبان ثبتت بما لها من شواهد. اما اخر الحديث ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب اه يصيبه فقد ذكر الشيخ الالباني رحمه الله ان هذه الزيادة لم يجد لها ما يشهد لها لم يجد لها ما يشهد لها لكن الذنوب اه الذنوب المعاصي لها مضار لها مضارع عظيمة من ضمنها هذا المعنى الذي ذكر في الحديث الحرمان من الرزق من البركة في الرزق والبركة في العيش كما ان ايضا الطاعة سبب للبركة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وضد ذلك يترتب عليه ضد ذلك ايضا ضد ذلك هو العمل السيئ يترتب عليه ضد ذلك وهي الحياة غير الطيبة وهذا من عقوبات من عقوبات الذنوب نعم قال وبه ايضا عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان تتداعى عليكم الامم من كل افق كما تداعى الاكلة على قصعتها قلنا يا رسول الله امن قلة بنا يومئذ؟ قال انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهة الموت هذا الحديث فيه ان المسلمين اذا انهمكوا المعاصي واكب على الدنيا وانشغلوا عن طاعة الله سبحانه وتعالى وطلب مرضاته واصبح همهم وهمتهم اللهو والغفلة والباطل فان من العقوبة فان من العقوبة على ذلك تسليط امم الكفر عليهم تسليط امم الكفر عليهم حتى يكونوا بهذه الصفة التي او بهذا المثال الذي ذكر في الحديث قال يوشك ان تتداعى عليكم الامم من كل افق كما تداعى الاكلة على قصعتها اكل جمع اكل مثل كتبة جمع كاتب مثل ما يوضع طعام ثم يجتمع عليه اكلة جياع من كل جهة كيف يكون اخذهم لهذا الاكل وتناولهم لهذا الطعام. وهم اتوا الى هذا الطعام من كل جهة وهم جيعان يوسف يقول عليه الصلاة والسلام ان تتداعى عليكم الامم من كل افق افق كما تداعى الاكلة على قصعتها مثل ما يجتمع الاكلة على آآ على القصعة التي هي وعاء الطعام الذي يوضع فيه الطعام قلنا يا رسول الله امن قلة منا يومئذ يعني عندما تتداعى الامم امم الكفر وتتسلط على المسلمين ايكونون في ذلك الوقت قلة بسبب قلة قال انتم يومئذ كثير انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل غثاء السيل الذي يحمله فوق متنه من الزبد والاشياء الخفيفة التي يحملها على على متن وهو وهو من دفع فيقول عليه الصلاة والسلام ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزى المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن يجتمع امران المهابة تذهب المهابة التي يجعلها الله سبحانه وتعالى للمسلمين باسلامهم وايمانهم وطاعتهم قد قال عليه الصلاة والسلام نصرت بالرعب مسيرة شهر فهذه المهابة تذهب والامر الاخر يصاب المسلمون بالوهن والوهن هو جاء مفسرا في الحديث عندما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال حب الدنيا وكراهية الموت حب الدنيا لان القلوب انشغلت بها وتعلقت بها ولم يصبح هناك اهتمام الاخرة يليق بمقام الاخرة آآ العظيم فحب الدنيا لان آآ قلوبهم تعلقت بالدنيا فهذا الحديث يبين ان المسلمين اذا كانوا بهذه الصفة كانت العقوبة تسلط الاعداء تسلط امم الكفر عليهم من كل جانب ومن كل جهة نعم وفي المسند من حديث انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم هم اظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم. فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم. هذا تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى وفيه هذه العقوبة المغتابين ومن يقعون في اعراض الناس ويأكلون لحومهم اي غيبة وسخرية واستهزاء وتهكما عقوبتهم ذكرت في هذا الحديث ان انه يكون لهم يوم القيامة اظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم يخمشون بها صدورهم ووجوههم وصدورهم والعقوبة من جنس العمل لما كان العمل اكل للحوم الناس بالغيبة والسخرية نحو ذلك اصبحت العقوبة لهم من جنس ذلك يكون لهم اظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم عقوبة لهم من الله سبحانه وتعالى نعم وفي جامع الترمذي من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في اخر الزمان قوم يختلون الدنيا بالدين ويلبسون للناس مسوك الضأن من اللين السنتهم احلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب. يقول الله عز وجل ابي يغترون وعلي يجترئون. فبي لابعثن على اولئك فتنة تدع الحليم فيها حيران. هذا اه الحديث ضعيف الاسناد في رجل مترو ويحيى ابن عبيد الله آآ فيه اه اه فيه ان انه يخرج في اخر الزمان قوم يقتلون الدنيا بالدين يقتلون الدنيا الختل الختل للشيء اخذه آآ خلسة مثل كالذئب عندما يقتل الفريسة فيقتلون آآ الدنيا بالدين وربما يكون المعنى انهم يقتلون الدنيا بالدين يعني الظاهر هو طلب الدين والباطن الدنيا والباطن الدنيا يلبسون للناس نسوك الضأن من اللين لان يتظاهرون بالزهد الورع والخشية السنتهم احلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل ابي يغترون وعلي يجترئون فبي حلفت لابعثن على اولئك فتنة تدع الحليم فيها حيران لكنه كما قدمت غير ثابت نعم وذكر ابن ابي الدنيا من حديث جعفر ابن محمد عن ابيه عن جده قال قال علي رضي الله عنه يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى. علماؤهم شر شر من تحت اديم السماء منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود هذا يروى مرفوعا وموقوفا ولم يثبت لا هذا ولا هذا كما فصل ذلك وابانه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في سلسلته الضعيفة فهو غير ثابت آآ لا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا هذا الموقوف على علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا الا اسمه لا يبقى الا اسم وهذا هذا الامر قد يكون واقعا في بعض المناطق يعني يعرف آآ في بعض المناطق آآ الاسلام بالهوية ان يكتب في الالاوية او البطاقة مسلم لكن لا صلاة ولا عبادة ولا دين ولا فهذا اذا كان كذلك اذا كان كذلك فهذا ليس عنده من الاسلام الا الاسم ليس عنده من الاسلام الا الاسم كالبطاقة يكتب مسلم واما الافعال لا لا يفعل شيئا من اعمال الاسلام لا لا صيام ولا صلاة ولا زكاة اه انهماك في الدنيا ايضا امور الايمان ليس عنده منها خبر ولا من القرآن الا رسمه الا رسم اي حروف وكلماته اما حقائقه ومعانيه وتدبره والاهتداء بهداياته والعمل به فلا يكون موجودا مساجدهم يومئذ عامرة وآآ عامرة اي فيها فيها مصلين وهي خراب من الهدى ويخراب من الهدى لان تكون عامرة بالاجسام دون القلوب عامرة بالاجسام دون القلوب وعلى كل الاثر آآ ليس ثابتا عن علي رضي الله عنه وارضاه نعم وذكر من حديث سماك ابن حرب عن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن مسعود عن ابيه قال اذا ظهر الزنا والربا في قرية اذن الله عز وجل بهلاكها هذا آآ عن ابن مسعود عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا عليه اذا ظهر الزنا والربا في قرية اذن الله عز وجل بهلاكها لكن ثبت في آآ ثبت هذا في مستدرك الحاكم من حديث ابن عباس من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا قال قال في قال فيه او لفظه اذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد احلوا بانفسهم عذاب الله فقد احلوا بانفسهم عذاب الله وهذا فيه ان اه الذنوب من موجبات حلول العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى على الناس نعم ومن مراسيل الحسن اذا ظهر الناس اذا اظهر الناس العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالالسن وتباغضوا قلوب وتقاطعوا الارحام لعنهم الله عز وجل عند ذلك فاصمهم واعمى ابصارهم نعم هذا ان الحسن اي البصري رحمه الله تعالى مرسلا وقد جاء في القرآن في سورة محمد قال الله سبحانه وتعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. نعم وفي سنن ابن ماجة من حديث عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه قال يا معشر المهاجرين خمس خصال واعوذ بالله ان تريكوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى اعلنوا بها الا ابتلوا بالطواعين والاوجاع التي لم تكن في اسلافهم الذين مضوا ولا نقص قوم المكيال والميزان الا ابتلوا بالسنين وشدة وشدة المؤنة وجور السلطان وما منع قوم زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا ولا خفر قوم العهد الا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فاخذوا بعض ما في ايديهم وما لم تعمل ائمتهم بما انزل الله عز وجل في كتابه الا جعل الله بأسهم بينهم. نعم هذا يؤجل الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم انعمكم الله الصواب وفقكم للحق الله ما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول شيخنا احسن الله اليكم رجل اغتاب كثيرا من الناس حتى انه لا يذكر اسماءهم وهو الان يريد التوبة فكيف السبيل الى ذلك وكيف يرد المظالم ويتحلل من هؤلاء؟ جزاكم الله خيرا نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى ان يتوب على اخينا السائل وان يوفقه التوبة النصوح ان يمن علينا اجمعين بالتوفيق لسديد الاقوال وصالح الاعمال. امين. وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا الغيبة امرها ليس بالهين امرها عظيم جدا لو لم يأتي في الغيبة الا الاية الكريمة التي في سورة الحجرات ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم وهذا فيه اه فتح باب للمغتاب ان يتوب وان باب التوبة مفتوح وان الله سبحانه وتعالى تواب من الغيبة وغيرها لكن اذا صدق العبد مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة الذنب الذي يتوب منه العبد اذا كان يتعلق بالادميين اذا كان يتعلق بالادميين لابد ان يتحللهم وان يطلب مسامحتهم لان لان ذنبه تعلق به حق لهم سيقتص منه يوم القيامة والقصاص من الحسنات يقتص منه يوم القيامة والقصاص من الحسنات يأخذون من حسناته من صلاته من قراءته للقرآن من جلوسه لطلب العلم يجلس لطلب العلم سنوات ربما تذهب السنوات التي جلسها لاخرين ما جلسوا في طلب العلم مثله فتبدأ يذهب جلوسه لهم تذهب صلاته حتى ان بعض الناس من كثرة تعدياته على الاخرين يأتي يوم القيامة ويكون مفلسا مع ان عنده صلاة كبيرة وصيام كثير وصدقات واعمال بر كلها تذهب تذهب لاصحاب التبعات والحقوق فمن الخيل للعبد ان يتخلص منها في الدنيا قبل ان تؤخذ من حسناته يوم القيامة قبل ان تؤخذ من حسناته يوم القيامة فيما يتعلق الطعن في اعراض الناس والغيبة لهم والسخرية والاستهزاء ونحو ذلك اذا كان يعلم ان طلب المسامحة ممن اغتابهم بتفصيل ما قاله فيهم يترتب عليه مفاسد في الشريعة جاءت بدرء المفاسد اذا كان يعلم ان هذا يترتب عليه مفاسد فالشريعة جاءت بذرأ المفاسد فعليه في هذا المقام ان يفعل امرين الاول ان يكثر من ذكرهم بالخير تعويضا عن الذكرى لهم السوء ان يكثر من ذكر بالخير مع الدعاء لهم والاستغفار والترحم ونحو ذلك احيانا كانوا او امواتا والثاني ان يطلب آآ من هؤلاء المسامحة ليس على وجه التفصيل بذكر ما كان منه مما يخشى ان تترتب عليه المفسدة ولكن على وجه العموم على وجه العموم آآ على وجه العموم يذهب ويقول لا بد انني اخطأت في حقك وحصل مني مني تقصير ويطلب من يعني متلطفا مع ان ان يسامحه والغالب الناس فيهم خير فمن الخير له ان يطلب منهم مسامحة في الدنيا فيعفو عنه قبل ان يقتص منه من حسناته يوم القيامة نعم يقول احسن الله اليك قد كنت نظرت الى بعض الصور والافلام وقد تبت الى الله تعالى ولكن لا ازال اجد هذه الامور في خاطري فكيف السبيل لمحو تلك الامور من ذاكرتي ايضا نسأل الله لاخينا هذا التوبة النصوح وان يخلصه الله عز وجل من هذه البقايا والرواسب لهذه المشاهدات الاثمة التي كان فترة من الزمان يشاهدها ولعل سؤال هذا الاخ الكريم يفتح بابا مهما للتنبيه على امر يغفل عنه اكثر من ينظر الى تلك المناظر ويشاهد تلك المشاهد كثير ممن ينظر الى هذه المناظر يظن انها نظرات تنتهي في حينها وتنقضي في وقتها لكن ليس الامر كذلك بل الامر كما ذكر السائل الكريم يبقى منها بقايا تنطبع في القلب تنطبع في القلب حتى ان بعض الناس يذكر عن نفسه ان بقايا من تلك المناظر تقفز الى قلبه وهو ساجد نعم وهو راكع واحيانا وهو ماد يديه بالدعاء تقفز مناظر سيئة كان منهمكا فترة من عمره بالنظر اليها هو لما كان ينظر يظن انه انها فترة وتنتهي ولا ولا يبقى منها شيء لكنها تبقى لان الاشياء التي ينظر اليها الانسان بصره ويستمع اليها بسمعه تنطبع في القلب وتلتصق به خلاصها منه ليس بالهين لكن لا يقال ان القلب لا يخلص منها ولنذكر هنا قول الله سبحانه وتعالى بل الله يزكي من يشاء تزكية القلب بيد الله فعلى العبد ان يصدق مع الله سبحانه وتعالى في طلب زكاة قلبه صادقا مع الله فيذهب الله عنه اذا صدق ومن دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. فيلجأ الى الله هذا الذي اوصي به هذا السائل الكريم ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى صادقا ملحا على الله ان يزكي قلبه وزكاة القلب تعني في في في معناها طهارة القلب طهارة القلب لان التزكية التزكية للقلب لا تكون الا بطهارته ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله فان تزكية القلب تشمل هذا وهذا تشمل هذا وهذا تشمل عمارته بالخير وسلامته من الشرور والافات تشمل هذا وهذا خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها تطهرهم وتزكيهم بها تطهرهم اي من اه ما يكون من اه في القلب من شح واشياء من هذا القبيل وتزكيهم فالتزكية تشمل هذا وهذا الذي انصح به هذا اه السائل ان يقبل على الله سبحانه وتعالى صادقا اه ملحا على الله بالدعاء ان يزكي قلبه ان يزكي قلبه وفي الوقت نفسه يأخذ باسباب زكاة القلب واعظم ما يكون من ذلك العناية بالقرآن وشغل الاوقات مع كتاب الله سبحانه وتعالى قراءة وتدبرا يتلو عليهم اياته ويزكيهم اي بالقرآن. والقرآن هو كتاب آآ التزكية القلوب نعم يقول جزاك الله خيرا ماذا يفعل من عق والده لكي ينجوا من عذاب الله في الاخرة والدنيا ولكي ينجو من عقوق ابنائه له لانه عق والداه يتوب الى الله عز وجل صادقا مع الله في توبته مما كان منه من عقوق واذا كان والده حيا لا يزال على قيد الحياة ففرصته عظيمة جدا ليعوض ما كان منه في سالف امره من عقوق الى التحول الى البر والاحسان وطلب المسامحة من من والده والعفو وان كان او والده ميتا فليعمل على بر والده ويضاعف جهده في بر والده بما يستطيع من البر الذي يكون للوالد بعد الوفاة واعظم ذلك الدعاء الكثير للوالد مثل ما قال عليه الصلاة والسلام او ولد صالح يدعو له فيكثر من آآ الدعاء لوالده بالمغفرة والرحمة وايضا يتصدق عن والده ويحج ويعتمر ويفعل من وجوه البر التي لها ادلتها في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ما يرجو من الله سبحانه وتعالى ان ان يكون مكفرا ما كان منه من عقوق لكن الصدق مع الله في التوبة من هذا العقوق الصدق مع الله في التوبة من من هذا العقوق هي اساس اه نجاة من كان عاقا لوالديه ثم يتبع التوبة الصادقة ما يتبعها من اعمال اه تكون باذن الله سبحانه وتعالى اه معونة في تحقق هذا الامر نعم احسن الله اليكم هل الشرك الاصغر يدخل في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به لاهل العلم في فهذه المسألة قولان منهم من قال انه يدخل لعموم الاية منهم من قال انه يدخل لعموم الاية لان الله سبحانه وتعالى قال ان الله لا يغفر ان يشرك به فالاية عامة لكن اهل هذا القول يقولون وان كان لا يغفر لكن ليس عذابه عذاب المشرك الشرك الاكبر الذي هو الخلود في النار الذي هو الخلود في النار والقول الثاني في في هذه المسألة ان الشرك الاصغر شأنه كالكبائر فيكون داخل تحت قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويكون المراد بالشرك الذي لا يغفر هو الاكبر الناقل من الملة المحبط للعمل كله نعم يقول احسن الله اليكم من هم اولو الارحام؟ الذين تجب صلتهم وهل الزيارة واجبة فاولو الارحام هم قرابة الانسان قرابته من جهة ابيه آآ اجداده اجداد والده ووالد ووالدة والده وان علوا واخوان والده من الاعمام وهكذا تمتد القرابة من جهة الاب ومن جهة الام امتد اه من جهة الاب ومن جهة الام فهؤلاء القرابة لهم حق لهم حق الصلة آآ صلة الرحم صلة الرحم واجبة صلة الرحم واجبة وقطيعة الرحم اثم موجبة لعقوبة الله سبحانه وتعالى والصلة تكون بامور منها الزيارة منها الزيارة وهي تكون بامور كثيرة يصل آآ رحمه بزيارتهم في زماننا هذا الاتصال عليهم بالاحسان اليهم الهدية المتيسرة لهم بالدعاء لهم تخصيصهم دعاء يخصهم الى غير ذلك من الامور التي هي من صلة الرحم نعم يقول احسن الله اليك ما السبيل الى تدبر القرآن ما السبيل الى تدبر القرآن تدبر القرآن مقصد لاجله نزل كتاب الله كما قال الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يتدبروا القول فالقرآن انزل لتتدبر اياته وتعقل معانيه ويهتدى بهداياته كما قال الله سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اهون والسبيل الى تدبر القرآن بالقراءة المطمئنة لكتاب الله عز وجل التي لا تكونوا هزا فعندما يقرأ لا يكون همه متى اختم السورة وانما يكون همه متى اعقل معانيها وافهم بداياتها ودلالاتها ويستعين على الفهم في كتب التفسير المعتمدة لاهل العلم ومن احسنها للمبتدئ التفسير للامام ابن سعدي رحمه الله تعالى تفسير الامام وكذلك التفسير الميسر الذي طبع في المجمع لو بدأ به ثم تفسير الامام بن سعدي ثم تفسير ابن كثير رحمه الله فان هذه الكتب كتب اهل العلم تعين العبد على تدبر القرآن الكريم والاهتداء بهداياته. ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله