الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الامام ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. يقول رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء وفي المسند وجامع الترمذي من حديث ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ان المؤمن اذا اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء. فاذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وان زادت وان زاد زادت. حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل. كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا حديث عظيم في بيان ان الذنوب لها اثر على قلب العبد وانه كلما اذنب العبد ذنبا كان لهذا الذنب اثر على قلبه وكلما ازدادت الذنوب ازداد الاثر الى ان يصل الى الدرجة التي وصفت في قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم. اي غطى على قلوبهم ما كانوا يكسبون والحديث يبين ان اثر الذنوب على القلب ليس بالهين ارأيت عندما يكون في يدك عودا من خشب وبين يديك ارظ ملساء ناعمة ثم اخذت تضرب بطرف العود الارظ هذا العمل يسمى نكت هذا العمل يسمى نكت فتنكت بالعصا اي تظرب بها الارض اذا كررت الظرب في مواظع منها ونظرت الى الارض وجدت ماذا وجدت اثرا لهذا النكت وهكذا الشأن في الذنوب. الذنوب كلما حصلت من العبد نكت في القلب نكتة سوداء واذا اذنب ذنبا اخر نكت ايظا نكتة اخرى وثالثة ورابعة وكل ما زادت الذنوب زاد النكت في القلب الى ان يغطى القلب من كل جهاته بهذا النكت فيصل الى درجة الران الذين التغطية على القلب كاملا فيقول عليه الصلاة والسلام ان المؤمن اذا اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب ونزع اي من الذنب واستغفر صقل قلبه. انظر هنا النعمة يعني مع كون الذنوب تؤدي الى هذا النكت لا يظن المذنب ان هذا النكت الذي وقع في قلبه يبقى لا يظن انه يبقى بل باذن الله بالنزع والتوبة والاستغفار يسقل قلبه ومعنى يصقل ان يجلى ويمحو الله سبحانه وتعالى ما في قلبه من نكتة او ثنتين او ثلاث او اربع تمحى اذا تاب صادقا مع الله سبحانه وتعالى في توبته من الذنب الذي قرفه او الخطيئة التي ارتكبها قال فاذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبهم صقر قلبه لاحظ الان انت عندما يكون عندك في البيت مرآة نظيفة ناصعة ودائما تنظر فيها ثم ترى عليها قطعة من السواد لا تحب ان تبقى تجلوها عن المرآة بمنشفة او نحو ذلك هذا يسمى صقل هذا يسمى صقل صقل قلبه اي جلي الذي في قلبه فاصبح سالما من ذاك النكت الذي كان فيه وهذا فيه فائدة للعبد المؤمن انه متى زلت به القدم ووقع في الذنب والخطيئة فليبادر الى التوبة الى الله والاستغفار من الذنب ولينزع عن الذنب يقلع عن اقلاعا تاما فيسقى القلب يسقى القلب اي خير يرجوه المرء لنفسه عندما يبقى القلب مملوءا بهذه النكت السوداء بل يجب عليه ان يبادر الى ما يجلو هذا السواد وينقي القلب وتتحقق به زكاة قلبه باذن الله سبحانه وتعالى لان التزكية التي للقلب تكون اولا بتطهير من هذه الاشياء تطهيره من هذه الاشياء ثم عمارته بالخير ثم عمارته بالخير فهي تتناول هذا وهذا. كما قال الله خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والتطهير الذي هو التخلية مقدم على آآ التزكية التي هي التحلية فينقى القلب وتنقيته بالاستغفار والتوبة والاقلاع عن الذنب قال وان زادت وان زاد اي في الذنوب زادت اي النكت في قلبه حتى تعلو قلبه اي تغطيه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل في قوله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. نعم قال رحمه الله وقال حذيفة رضي الله عنه اذا اذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه جاءت الربداء نعم هذا الاثر عن حذيفة هو بمعنى الحديث المتقدم وان النكت لا تزال بسبب الذنوب على القلب نكتة تلو الاخرى حتى تغطي اه القلب تماما نعم وقال الامام احمد حدثنا يعقوب قال حدثنا ابي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اما بعد يا معشر قريش فانكم اهل هذا الامر ما الم تعصوا الله فاذا عصيتموه بعث اليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب لقضيب في يده ثم لحى قضيبه فاذا هو ابيض يصلد ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اما بعد يا معشر قريش فانها فانكم اهل لهذا الامر المراد بالامر اي الولاية سياسة الناس وولاية امرهم ما لم تعصوا الله ما لم تعصوا الله انظر اثر المعصية وهذا المقصود من ايراد هذا الحديث هنا انظر اثر المعصية قال ما لم تعص الله فاذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب. كان عليه الصلاة والسلام بيده قضيب يعني قطعة من غصن شجرة عود من الشجر وانت تعرف ان عود الشجر عليه غطاء قشرة القشرة التي على القطاء اذا نزعتها ماذا يتبين لك من ورائها بياض العود يتبين لك بياض العود هذا العمل يقال له يعني قصر القضيب يقال لحاه اي قشره لحاه اي قشر او قشر هذا الغطاء الذي عليه او القشرة التي اه التي عليه فقال فاذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القظيب كما يلحى هذا القضيب. والمقصد ان اموركم تكون في ضعف وفي نقص وفي وهاء مثل ما ان آآ مثل ما يلحى هذا القضيب لان القضيب اذا لحي ذبل اذا نحي القضيب ذبل بقاء بقاء هذه القشرة عليه هي تحافظ على بقائه تحافظ على بقائه فاذا قصر هذا اللحاء الذي عليه الذي هو القشرة التي عليه يفضي به الى الذبول فهي تحفظه باذن الله سبحانه وتعالى قال بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب بقضيب في يده يشير بقضيب في يده ثم لحى قضيبه يعني اخذ يا يقشر هذه القشرة التي على القضيب فاذا هو ابيض يصلد اي يبرق ويلمع يصلد اي يبرق ويلمع نعم قال رحمه الله وذكر الامام احمد عن وهب انه قال ان الرب عز وجل قال في بعض ما يقول لبني اسرائيل اني اذا اعطيت اني اذا اطعت رضيت واذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية. واذا عصيت غضبت واذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد. نعم هذا تقدم وايضا سيأتي ومن اخبار اه من اخبار بني اسرائيل الشاهد من ان ان المعصية تفضي الى الغضب والغضب يفضي الى الهلاك ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى يؤدي الى الى الهلاك المعصية تفضي الى الغضب والغضب يفضي الى الهلاك نعم وذكر ايضا عن وكيع قال حدثنا زكريا هذا الخبر قال ذكر الامام احمد اي في كتابه الزهد وايضا اثر الذي يليه عن عائشة فيما كتبته الى معاوية هو في كتاب الزهد والامام احمد نعم قال وذكر ايضا عن وكيع قال حدثنا زكريا عن عامر انه قال كتبت عائشة رضي الله عنها الى معاوية رضي الله عنه اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله عاد عاد حامده من الناس ذاما. هذا يعد اثر من الاثار التي يترتب على الذنب او الذنوب الذنوب يترتب عليها اثار كثيرة وسيأتي تفصيل للعواقب التي تترتب على الذنوب من بينها هذا الذي جاء في هذا الاثر ان آآ العبد اذا عمل بالمعصية عاد حامده من الناس ذاما عاد حامده من الناس ذاما يعني وجود الذنوب توجب ذم الانسان والمراد بذمه ليس من اهل الفسق اهل المعاصي وان من اهل الخير يذمونه على تفريطه وتضييعه اه وقوعه فيما يسخط الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وذكر ابو نعيم عن سالم ابن ابي الجعد عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال ليحذر امرؤ ان تلعنه المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال تدري مما هذا؟ قلت لا. قال ان العبد يخلو بمعاصي الله ويلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر. وهذا اثر عن ابي الدرداء رضي الله عنه في بيان آآ هذا الاثر وهو نظير الذي قبله قال عاد حامده في الذي قبله حامده من الناس ذاما له ففي هذا الاثر يبين ابو الدرداء رضي الله عنه ما يترتب على الذم من ان ووقوع العبد فيه وقوع العبد في يوجب اه بغض قلوب المؤمنين له ويترتب عليه ذلك قال ان العبد يخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر وهذا المعنى الذي ذكره ابو الدرداء هنا يشهد له ما جاء في الحديث الصحيح ان الله اذا احب عبده نادى جبريل في السماء اني احب فلانا ثم بعد ذلك قال ان الله اذا ابغض عبده نادى جبريل ثم يلقى تلقى له البغضاء في الارض فالمعنى الذي اه جاء هنا يشهد له ما جاء في اه حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم رحمه الله وذكر عبد الله بن احمد في كتاب الزهد لابيه عن محمد ابن سيرين رحمه الله انه لما ركبه الدين اغتم فلذلك فقال اني لاعرف هذا الغم بذنب اصبته منذ اربعين سنة. عبد الله بن الامام احمد له زيادات على كتاب والده الزهد وايضا كتابه المسند فاهل العلم عندما يخرجون هذا الاثر لا لا يقول روى الامام احمد في الزهد وانما يقولون اه اه روى عبدالله في كتاب الزهد لابيه لان انه لما روى كتاب الزهد زاد بعض الاحاديث وهي مميزة مميزة ومعروفة زادها فهي مميزة معروفة وتعرف بزيادات يعني تعرف بزيادات عبد الله على المسند او على الزهد لابيه او نحو ذلك في زيادات على الزهد لابيه ان محمد ابن سيرين لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال اني لاعرف هذا الغم بذنب اصبته منذ اربعين سنة منذ اربعين سنة وهذا المعنى وجد آآ جاءت فيه اثار وهو ان الذنب قد لا تكون عاقبته بعده مباشرة قد لا تكون بعده مباشرة بل قد تتأخر الى سنوات طويلة ليس شرط تحديدا اربعين لكن قد تتأخر الى سنوات طويلة يقول اني لا اعرف هذا الغم بذنب اصبته اصبته من منذ اربعين سنة اعد النظر في في في هذا الاثر يعني هناك معنى لا بد ان ننتبه له حتى تعرف الحياة التي كانوا عليها بل السلامة والعافية التي كانوا عليها يقول ذنب اصبته منذ اربعين سنة هذا الذي آآ الاخر الذي الحياة مملوءة بالذنوب لا لا يمكن ان يقول مثل هذا الكلام ذنب اصبته قبل اربعين سنة اذا كان التراكمات من الذنوب لكن الحياة الصافية الحياة الصافية الحياة آآ يذكر فعلا الانسان يذكر اذا كانت حياته صافية يذكر فعلا ما كان قبل اربعين او قبل لانه لا يزال يوجعه حتى وان تاب منه بخلاف التراكمات الكثيرة من من الذنوب لا يكون الشأن فيها مثل هذا فيقول اني لاعرف هذا الغم بذنب اصبته منذ اربعين سنة. بذنب اصبته منذ اربعين سنة. الحاصل ان اه الذنب والمعصية لا تنسى احصاه الله ونسوه لا تنسى محصاة عليه ولها عقوبة قد تكون عقوبتها اه قريبة وقد تكون مؤخرة في الدنيا مؤخرة يعني تتأخر الى اربعين سنة او او اه او في حدود ذلك او اقل او اكثر وقد تكون مؤخرة الى الدار الاخرة لكن آآ الله جل وعلا الله جل وعلا رحيم غفور كريم بعباده جل وعلا فمن تاب تاب الله عليه اذا اذا صدق مع الله سبحانه وتعالى في توبته وانابته تاب الله سبحانه على عليه وايضا اني لاعرف هذا الغم اني لا اعرف هذا الغم بذنب اصبته هذا من كمال السلف اه هذا من كمال السلف يعني يعيد ما ما اصابه من الذنوب الى تفريطه فكلا اخذنا بذنبه يعيد الى تفريطه الى تقصيره هو في في جنب الله سبحانه وتعالى فرق بين من هذه حاله عندما تصيبه المصيبة ومن يتسخط ويرى انه ليس اهلا ان يصاب بهذا البلاء او بهذا فرق بين هؤلاء يعني يصيبه غم فيعيده الى ماذا يعيده الى تقصير قبل اربعين سنة. واخر يصيبه الغم ويقول لا كيف انا اصاب بهذا؟ وانا ماذا فعلت وماذا آآ صنعت حتى ابتلى؟ بعضهم يتسخط من قدر الله سبحانه وتعالى فيقع في باب اثم اخر ويجر على نفسه بلوى اخرى فشتان بين هؤلاء وهؤلاء يعني حياة السلف حياة مجيدة مباركة ومع هذه البركة لا يزكي الواحد منهم نفسه بل لا يزال يرى نفسه مقصرا نام قال رحمه الله وها هنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في امر الذنب وهي انهم لا يرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأخيره فينسى ويظن العبد انه لا يغبر بعد ذلك وان الامر كما قال القائل اذا لم يظبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار. هذي نكتة مهمة ينبه عليها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يغلط فيها الناس في امر الدم كثير من الناس عندما يقع في الذنب ثم يرى انه بعد الذنب لم يصب بشيء لم يصب بشيء لم يحصل له يظن حينئذ اه انه لا تأثير له. يظن انه لا لا تأثير له. لانه لو لو كان له تأثير او له اثر لو وجدت مباشرة فطالما انها لم توجد مباشرة اذا ليس له تأثير ويقيسون هذا المعنى على ما جاء في البيت اذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع يا غبار ما دام انه لم يحصل غبار وقت وقوع الحائط اذا ليس هناك غبار فيما بعد. فما دام ان الذنب لم تحصل له عقوبة مباشرة اذا ليس هناك عقوبة هكذا يفهم بعض الناس وما يدري المسكين انه قد يصاب بالعقوق بعد عشر سنوات بعد عشرين سنة آآ قال وقد يتأخر تأثيره فينسى حتى ان فعلا بعض الناس يعاقب بامر بسبب ذنب اصابه لكنه نسي الذنب. بخلاف حال السلف في صدق مع مع الله سبحانه وتعالى وخوفهم من الذنوب نعم قال رحمه الله وسبحان الله كم اهلكت هذه النكتة من الخلق وكم ازالت من نعمة؟ وكم جلبت من نقمة؟ وما اكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء فضلا عن الجهال ولم المغتر ان الذنب ينقض ولو بعد حين. كما ينقض السم وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل. الجرح مندمل على الغش والدغل يعني عندما يكون احد فيه جرح ثم يخاطي الجرح او يلائم الجرح على آآ اشياء في داخل بدن من امور هي مضرة للبدن مثل ما وصفها رحمه الله بالغش والدغن. الشافي داخل بدن لم ينظف الجرح من الاوساخ او الاقدار ثم يلائم الجرح عليها وهي بداخله وقت لامها ربما المريض لا يشعر بشيء ويجد ان الجرح التئم وانتهى الامر لكن ما الذي يحصل مثل ما ذكر الامام ابن القيم يرجع الجرح الى فساد ربما اشد من الحالة التي ترك عليها قبل ان يلعن لانه لئم على فساد يترتب على ذلك زيادة الفساد وزيادة الشر لكن يأتي هذا ليس مباشرة لانه مباشرة يرى المريض انه لآم جرحه وانتهى امره ثم يفاجأ بعد حين الاثار او العواقب المؤلمة له جدا فالذنب مثل ذلك الذنب مثل ذلك قد لا تكون هناك عقوبة مباشرة ثم يفاجأ بعد سنوات باشياء يعاني منها معاناة في حياته وهي من اثار ذنوبه ومعاصيه نعم قال رحمه الله وقد ذكر الامام احمد عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال اعبدوا الله كأنكم ترونه وعدوا انفسكم هم في الموتى واعلموا ان قليلا يغنيكم خير من كثير يطغيكم. واعلموا ان البر لا يبلى وان الاثم ثم لا ينسى هذا اثر عن ابي الدرداء فيه موعظة بل مواعظ نافعة للمسلم يقول اعبدوا الله كأنكم ترونه. وهذه درجة الاحسان قال في في الحديث اه قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فيقول رضي الله عنه اعبدوا الله كأنكم ترونه. وهذه درجة الاحسان في العبادة وعدوا انفسكم في الموتى وهذا شاهده في الحديث تذكروا هادم اللذات اكثروا من ذكر هذا اللذات. اذا امسيت فلا تنتظر الصباح. واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. فعدوا انفسكم في الموتى وهذا نافع للعبد هذا نافع للعبد اذا عد نفسه في في الموتى وذكر نفسه بالموت وقال لنفسه يا نفس ربما انت لا تكون لا تكونين غدا من اهل آآ من اهل هذه الحياة قد لا تأكلين غدا من اهل هذه قد لا تدركين رمضان اروي لكم قصة سمعتها قريبا تنفعنا ولولا ما فيها من نفع لما ارويها لكم قبل ثلاث ايام تحديدا ثلاث ايام او اربعة احد الافاضل ومعه جواله يريني تواصلا بينه وبين داعية في بلده. بلده في دولة افريقية. وذكر لي ان ذلك له جهود كبيرة في الدعوة ذكر لي ملخصا للحوار الذي بينه وبين ذلك الداعية في تخطيط لما يقدمونه من دعوة في رمظان نفعل كذا ونفعل كذا والاوقات التي يكون فيها برامجهم يعني تواصل في ماذا يقدمون في رمضان؟ قال هذا من اسبوع وانا يوميا بيني وبين التواصل كل تخطيط لرمضان قال واخبرك انه اليوم توفي اليوم توفي هذا من الدعاة وكان يخطط لهذا لهذا الرمضان الذي ننتظره نحن ويرتب ماذا يقدم للمسلمين من اعمال ونصائح ومواعظ وهي تكتب له باذن الله سبحانه وتعالى وحالت بينه وبين رمضان المنية وكان يخطط خيرا عظيما يخطط خيرا عظيما يقدمه في بلده لاخوانه المسلمين في رمضان وهو يخطط ما كان يعلم انه لن يكون من اهل هذا الرمضان فمثل هذه مثل هذه المعاني مثل ما قال ابو الدرداء رضي الله عنه عدوا انفسكم في الموتى عدوا هذا هذا من اعظم الامور التي تعين العبد على تزكية نفسه واصلاحه حتى قال سعيد سعيد ابن جبير رحمه الله تعالى قل اه قال كلاما معناه لو غفلت عن اه او لو غفل قلبي عن الموت لخشيت ان يهلك علي قلبي او يفسد علي قلبي فذكر الموت صلاح للعبد ذكر الموت وتذكير نفسه بالموت صلاح له باذن الله سبحانه وتعالى احد السلف اراد ان ان يعظ احد العصاة واخذه الى القبور وقال انظر لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى قال اتمنى ان يعيدني الله الى الدنيا لاعمل غير الذي انا اعمله الان. قال انت الان فيما تتمناه اعمل قبل ان يصبح الامر مجرد ماذا امنية فيقول رضي الله عنه عدوا انفسكم في الموتى واعلموا ان قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم او يطغيكم يعني لا ينهمك الانسان في الدنيا انهماكا تاما ولا ايضا يترك العمل للعمل الدنيوي الذي تتحقق به مصلحته ومصلحة اهله وولده لكن لا نجعل الدنيا هي اكبر همه ولا ولا مبلغ علمه ولهذا قال اعلموا ان قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم واعلموا ان البر لا يبلى بل يبقى وتبقى اثاره الطيبة وعوائده الحميدة على العبد في الدنيا والاخرة وان الاثم لا ينسى. مثل ما قال الله سبحانه وتعالى احصاه الله ونسوه وما كان ربك نسيا فاعمال العبد محصاة عليه اعمال العبد حسنها وسيئها محصاة عليه فينتبه العبد الاثم لا ينسى حتى وان نسيه العبد فانه لا ينسى بل محصى على العبد نعم قال رحمه الله ونظر بعض العباد الى صبي فتأمل محاسنه فاتي في منامه وقيل له لتجدن غبها بعد اربعين سنة لتجدن غبها بعد اربعين سنة يعني قد لا مثل الاثر الذي تقدم قد لا يكون المراد آآ تحديدا يعني الاربعين تحديدا يعني بعد حين ولو مدة طويلة ولو مدة طويلة تجد غبها ولهذا لا يستهين الانسان بالمعاصي اه الذنوب لا يستهين بها لا يستهين بالنظر المحرم ولينتبه في هذا المقام من الجوالات الجوالات هذي والله مصيبة الان في هذا الزمان مصيبة عظيمة جدا ودخل الى القلوب قلوب المؤمنين النقية دخل اليها من خلال الجوالات اشياء خطيرة جدا وبلاوي جسيمة وكانت يعني قلوبا نقية كانت قلوبا نقية لوثها الجوال شيء عجب خاصة الجوالات التي تسمى الذكية والذكاء بدون زكاة يعد بلاء الذكاء بدون زكاء يعد بلاء ومضرة على الانسان الانسان الذكي غاية الذكاء اذا لم يكن عنده زكاء يكون افة على المجتمع الذي هو فيه ومضرة عليه هذه الاجهزة مع ما فيها من اه لوث لوث كثير جدا اصبحت في ايدي الغافلين قليل الايمان قليل الطاعة والعبادة قليل العلم فاصبحت تصب في قلوبهم امور صبا وتملؤها ملئا باشياء يعني خطيرة جدا فامرظت وخلخلت القلوب واوهت الايمان واظعفت اليقين وسببت اظرار كثيرة ولهذا يجب على العبد ان يكون ناصحا لنفسه واذا كان اه يخلو بنفسه مع هذا الجوال بما فيه من المناظر يظن ان انه في عافية من نظر الناس اليه فليعلم ان رب العالمين مطلع مطلع عليه سبحانه وتعالى وليتق الله جل وعلا وليحافظ على سلامة قلبه اذا كنا مر علينا في الحديث النكتة السوداء بالله عليكم اخبروني كم هي النكت السوداء التي ادخلتها هذه الجوالات الى القلوب كنا نتحدث قبل قليل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم النكتة السوداء كلما زاد زادت. كم هي النكت التي دخلها دخلت هذه الاجهزة ببرامجها من نكت سوداء على كثير من القلوب بعض الناس ليس فقط نكتة سوداء بعضهم تحول من الدين ارتد بسبب الجوالات وبعضهم دخل في اهواء وادواء ومصائب عظام الى متى الانسان ينساق مع وراء برامجها المعطبة المهلكة فيجب على الانسان ان يضع لنفسه حاجزا يحول بينه آآ وبين آآ ما فيها من المهالك ويتقي الله سبحانه وتعالى ما ينساق مع هذه الاجهزة حتى توصل به الى وتفضي به الى الهلكة والعياذ بالله. نعم قال رحمه الله هذا مع ان للذنب نقدا معجلا لا يتأخر عنه قال سليمان التيمي رحمه الله تعالى ان الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته. نعم يعني هناك مثل ما تقدم الاشارة يعني قد تكون العقوبة معجلة وقد تتأخر قد يكون تأخرها ليس لاسبوع ولا نشاط قد يكون عشر سنوات اربعين سنة قد تتأخر العقوبة قد تكون العقوبة في الاخرة فلا يستهين بالانسان بالذنب ويقول لنفسه نعم وقعت في الذنب فما حصل اي كم غرت هذه هذا الفهم كمغرم من اناس نعم قال رحمه الله وقال يحيى بن معاذ الرازي عجبت من ذي عقل يقول في دعائه اللهم لا تشمت بي الاعداء لا اللهم لا تشمت بي الاعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له. قيل وكيف ذلك؟ قال يعصي الله نعم. ويشمت. ويشمت يعصي الله ويشمت به في القيامة كل عدو نعم هذا الاثر يعني يتعجب يحيى بن معاذ الرازي ممن يقول في دعاء اللهم لا تشمت بي الاعداء ثم هو يشمت بنفسه الاعداء ثم هو يشمت بنفسه الاعداء بان يرتكب المعاصي والذنوب ثم تكون شماتة عليه يوم القيامة تكون شماتة عليه يوم القيامة. نعم وقال ذو النون من خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية نعم ثم قال رحمه الله تعالى فصل وللمعاصي من الاثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والاخرة ما لا يعلمه الا الله فمنها نعم هذا فصل ننتبه له فصل عظيم جدا نحن من اه من اول ما نقرأ في الكتاب والامام ابن القيم رحمه الله تعالى يحدثنا عن عواقب الذنوب واخطار ذنوب ومضار الذنوب وساق احاديث تلو الاحاديث حتى ظننا ان الامر قد تم في البيان في ايضاح عواقب الذنوب واضرارها واذا بابن القيم وهذا من نصحه العظيم رحمة الله عليه يعقد هذا الفصل العظيم يقول وللمعاصي من اثار القبيحة المذمومة المظرة بالقلب والبدن في الدنيا والاخرة ما لا يعلمون والا الله ثم يمشي عشرات الصفحات ونحن قبل قليل كنا نظن ان الموظوع استوفي في ذكره عواقب الذنوب لان كل الذي تقدم هو عواقب للذنوب واظرار لها في الدنيا الدنيا والاخرة وهذا الفصل الذي نحن الان بدأنا في في قراءته من نفائس هذا الكتاب فصل عظيم جدا وحقيقة كل مسلم يحتاج ان يقرأ هذا هذا الفصل فصل عظيم ومهم وانا انصح الدعاة والخطبا والوعاظ ان يجعلوا هذا موضوعا لوعظ الناس في اه في خطبهم ووعظهم يجعل ذلك من يا من منا اه موضوعاتهم المهمة في خطب الناس اه في الخطب ووعظ الناس وتحدثا بنعمة الله سبحانه وتعالى ربما اول او ثاني خطبة او ثالث خطبة يعني لا تزيد عن ذلك من خطب كانت من هذا من هذا الموضع نقلت كلام ابن القيم كما هو ومجرد وضعت معه الحمد والثناء ومخاطبة عباد الله. والباقي كله نقلته من الامام ابن القيم في هذا الموضع. وفعلا كلام عظيم جدا الناس يحتاجون اليه الناس يحتاجون حاجة شديدة الى هذا الكلام. اسمعوا ماذا يقول ابن الوزير في كتابه العواصم والقواصم عن هذا الفصل يقول ومن احسن من جمع في ذلك ابن القيم يعني من جمع في اثار الذنوب وعواقبها ومن احسن من جمع في ذلك ابن القيم في كتابه الجواب الكافي فقد جود في الزجر عن المعاصي واجاد وابدع وافاد وامتع وجاء بما لم يسبق الى مثله وجاء بما لم يسبق الى مثله وفعلا الذي يقف على كلام ابن القيم يجد ان ابن القيم فعلا اجاد ونوع في الابرار ورتب واحسن الايراد والاستشهاد والاستدلال ان نعم قال رحمه الله فمنها حرمان العلم فان العلم فان العلم نور يقذفه الله في القلب. والمعصية تطفئ ذلك النور ولما جلس الشافعي بين يدي ما لك وقرأ عليه اعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال لفهمه فقال اني ارى الله قد القى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية وقال الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي وقال وقال اعلم بان العلم فضل وفضل الله لا يؤتاه عاصي. هذا الامر الاول من العواقب آآ القبيحة المذمومة المترتبة على المعاصي والذنوب حرمان العلم حرمان العلم حرمان العلم اي ابتداء الذنوب تحول بين الانسان وبين طلب العلم وكم من اناس حال بينهم وبين طلب العلم الذنوب حرمتهم ذنوبهم من اه من العلم وكلما تحرك فيهم اقبال الى العلم حرمتهم الذنوب منه وحالت بينهم وبينه هذا من جهة ومن جهة اخرى ان المشتغل في العلم ان المشتغل في في العلم اذا وقع في الذنوب كانت هذه الذنوب سببا ايضا لحرمانه هو للعلم فربما فقد حسن الفهم الذي كان عند ربما فقد قوة الحافظة التي كانت عنده وربما ذهب عنه شيئا عظيما حصله في وقت طويل من عمره فتكون الذنوب سببا الحرمان من العلم. وذلك مثل ما مر معنا ان العلم نور وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا العلم نور اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات. العلم نور نور وظياء لصاحبه. والمعصية ظلمة وظلمة المعصية تطفئ نور نور العلم تطفئ نور العلم قال رحمه الله منها حرمان العلم فان العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور ولهذا لا يليق بالعبد الذي توقد قلبه واضاء واشرق بنور العلم ان يذهب الى المعاصي يطفئ بها نور العلم يطفئ بها نور العلم الذي اضيء قلبه به قال جلس الشافعي بين يدي ما لك ورأى فيه النجابة والذكاء والفطنة فقال اني ارى الله قد القى على قلبك نورا يعني نور العلم فلا تطفئوا بظلمة المعصية نعم قال رحمه الله ومنها حرمان الرزق وفي المسند ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. وقد تقدم. وكما ان تقوى الله مجلبة للرزق. فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق بمثل ترك المعاصي. منها اي من عواقب الذنوب حرمان الرزق حرمان الرزق وايضا ذهاب البركة التي فيه يحرم الرزق وما كان عنده من رزق لا يبارك له فيه يحرم من البركة قال وفي المسند ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وهذا تقدم معنا استشهد على ذلك بهذا الحديث وايضا بقوله وكما ان تقوى الله مجلبة للرزق وهذا دل عليه الاية التي في سورة الطلاق قول الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ويرزقه من حيث لا يحتسب فتقوى الله سبحانه وتعالى مجلبة للرزق اذا يفهم من ذلك ان ترك التقوى مجلوبة لماذا للفقر اذا كانت التقوى مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق بمثل ترك المعاصي فما استجلب رزق بمثلي ترك المعاصي. نعم قال رحمه الله ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه وبينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لذة اصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا باسرها لم تفي بتلك الوحشة وهذا امر لا يحس به الا من في قلبه حياة. وما لجرح بميت الا مو. فلو لم تترك الذنوب الا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا بتركها. وشكى رجل الى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه. فقال له اذا كنت لقد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنسي. وليس على القلب امر من وحشة الذنب على الذنب. فالله المستعان قال ومنها اي من عواقب الذنوب وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وحشة يجدها العاصي بينه وبين الله. لا توازنها ولا تقارنها لذة اصلا مهما كانت اللذة والعاصي اذا كان يجد كالمعاصي التي يغشاها لذة او او متعة فهي لذة فانية في وقتها لكن من عواقب هذه اللذة المحرمة المسخطة لله سبحانه وتعالى انها توجد في قلب العاصي وحشة بينه وبين الله وحشة بينه وبين الله سبحانه وتعالى. ان قارنها باللذة التي آآ يحصلها في في معصية لم تقارن ولو مثل ما قال ابن القيم لو اجتمعت له لذات الدنيا باسرها اي خير في لذات الدنيا اذا كانت تفقد العبد اه اه او تجلب للعبد وحشة بينه وبين الله سبحانه وتعالى يصبح القلب مستوحش يصلح القلب مستوحش بينه وبين الله سبحانه وتعالى وحشة. بخلاف المؤمن بخلاف المؤمن قلبه مقبل على الله وهذا قلبه مستوحش قلبه مقبل على الله مستأنس بطاعة الله سبحانه وتعالى وهذا مستوحش من اثار الذنوب لكن العاصي الذي تراكمت عليه الذنوب لا يحس مثل الميت الذي في الميت الذي في طرف بدنه جرح هل يحس بالم فهو ايضا لا يحس وما لميت وما لجرح بميت ايلام فلو ترك الذنوب فلو لم تترك الذنوب الا حذرا من تلك الوقوع تلك الوحشة لكان حريا تركها قال شكى احدهم الى بعض العارفين هذه الوحشة فقال له اذا كنت قد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنس ادخل في الانس الانس بطاعة الله سبحانه وتعالى دعك من الذنوب التي لا خير فيها ولا طائل من من من ورائها وادخل في الانس الحقيقي واللذة الحقيقية التي هي انما تكون بطاعة لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس. ولا سيما اهل الخير منهم فانه يجد وحشة بين وبينهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب بقدر ما بعد من حزب الرحمن وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم. فتقع بينه وبين امرأته وولده واقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا بنفسه. من وتراه مستوحشا من بنفسه. بنفسه نعم اكمل وقال بعض السلف اني لاعصي الله فارى ذلك في خلق دابتي وامرأتي ثم ذكر رحمه الله نوع اخر من الوحشة يجدها العاصي الاولى وحشة بينه وبين الله والثانية وحشة وحشة بينه وبين الناس. ولا سيما اهل الخير وهذه المعتبرة اما العصاة فهو وياهم آآ على ساكنة واحدة والطيور على اشباهها تقع لكن معتبر الوحشة التي تقع بينه وبين اهل الخير كلما جاء الى مجلس فيه صلحاء واهل الخير استوحش من المجلس وربما لم تحب نفسه اصلا الدخول فيه ولا تقبل عليه فهذه وحشة سببها المعاصي سببها المعاصي والذنوب فانه يجد بينه وبين اهل الخير وحشة وكلما قويت تلك الوحشة بعد منه ماذا يترتب على بعده من اهل الخير اذا بعد من اهل الخير اصبح نهبة لاهل الشر اذا بعد من اهل الخير اصبح نهبة لاهل الشر واهل الفساد واذا بعد عنهم حرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر بعده من حزب الرحمن هذه الوحشة التي تكون بين العبد وبين اهل الخير واهل الفضل واهل الصلاح تفظي به الى ان تصله بحزب الشيطان ويكون منهم ويصبح من جنود الشيطان والعياذ بالله ولهذا من من الاضرار العظيمة للذنوب انها توجد في في قلب العاصي هذه الوحشة ولهذا لا يرغب في مجالس الخير مجالس التعليم مجالس التذكير مجالس الوعظ ما نرغب في شيء منها ولا تألفها نفسه حتى اذا كان يستمع الى المذياع اذا دور المذياع فجاءت موعظة او ذكرى استوحشت نفسه ما تقبل. واذا جاء اللهو والباطل الحرام اقبلت نفسه على ذلك هذا كله من من الاضرار التي تجرها ان المعاصي والذنوب على العبد قال رحمه الله ومنها تعسير اموره عليه فلا يتوجه لامر الا يجده مغلقا مغلقا دونه او متعسرا عليه وهذا كما ان من اتقى الله جعل له من امره يسرا فمن عطل التقوى جعل له من امره عسرا ويا لله العجب كيف يجد العبد ابواب الخير والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه وهو لا ايعلم من اين اوتي هذا ايضا من عواقب الذنوب تعسر الامور كل ما دخل من في باب من الابواب وجده مغلق ويجد اموره متعسرة وما علم ان هذا اه التعسر من عواقب ذنوبه من عواقب ذنوبه واثامه وخطاياه وانظر الى استدلال ابن القيم على هذا المعنى بقوله جل وعلا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا هذا نظير استدلاله المتقدم على ان ان ان المعاصي مجلبة للفقر واستدل على ذلك بماذا ومن يتق الله آآ بكاء ومن يتق الله يكفر يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب اجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فاستدل بها على هذا المعنى قال اذا كانت التقوى مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر واذا كانت التقوى مجلبة للتيسير فتركها مجلبة لماذا تعسير لكانت التقوى مجلبة للتيسير ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا والايتان كلاهما في سورة الطلاق اه كذلك ترك ترك التقوى مجلبة التعسير نعم قال رحمه الله ومنها ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم اذا ادلهم. فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ان الطاعة نور والمعصية ظلمة. وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والامور المهلكة وهو لا يشعر كاعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلوا الوجه وتصير سوادا فيه يراه كل احد قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة وفي البدن ومحبة في قلوب الخلق. وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن نقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق. نعم لعل هذه اه تؤجل نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل وانا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين