بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يبارك لنا اجمعين في شهرنا المبارك العظيم وان يهله علينا وعلى امة الاسلام بالامن والايمان والسلامة والاسلام وان يجعله عزا لامة محمد صلى الله عليه وسلم وان يغنمنا اجمعين خيرات هذا الشهر وبركاته العظيمة وان يعيننا فيه وفي كل وقت وحين على ذكره وشكره وحسن عبادته ونسأله جل في علاه ان يوفقنا لعمارة اوقات هذا الشهر العظيم لياليه وايامه بطاعته وحسن التقرب اليه وان يجعلنا ممن يحسن صيامه ايمانا واحتسابا وقيامه ايمانا واحتسابا وان يبلغنا ليلة القدر وان يغنمنا ما فيها من عظيم الثواب والاجر بمنه وكرمه سبحانه وتعالى وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وغيره اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة انه يا معاشر العباد شهر عظيم وموسم عظيم ووقت مبارك وهو خير الشهور واحبها الى الله سبحانه وتعالى فليحمد الله العبد المؤمن ان بلغه رمضان وهو في صحة وعافية وامن وايمان وليسأل ربه جل وعلا ان يعينه فيه على الطاعة والعبادة وحسن العمل فنسأل الله لنا اجمعين التوفيق والسداد والهداية والرشاد والمعونة على كل خير انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين في كتابه الداء والدواء في فصل اثار المعاصي القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والاخرة. قال رحمه الله ومنها ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم اذا ادلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة. وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته. حتى يقع في البدع والضلالات والامور المهلكة وهو لا يشعر كاعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا فيه يراه كل احد قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق. وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق. هذا الا هذا من الاثار التي تترتب على المعاصي والذنوب ان من اثارها ترتب هذه الظلمة التي تظهر على العاصي لان طاعة الله سبحانه وتعالى نور وضياء الصلاة نور وكل طاعة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى هي نور لصاحبها وضياء له وعلى الضد من ذلك عصيان الله سبحانه وتعالى هذا ظلمة فكما ان طاعة الله نور فان معصيته ظلمة فان معصيته ظلمة وهذه الظلمة تغشى العاصي تغشى العاصي ويظلم حتى ان هذه الظلمة لتكسو وجهه في ظلم وجهه بسبب المعاصي والذنوب التي يقترفها وهذه الظلمة التي تكون على وجهه هي من ظلمة قلبه لان القلب يظلم بالمعاصي وقد مر معنا في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام اذا اذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء واذا زاد زادت اي النكت السوداء على قلبه حتى تكسو قلبه وتغطيه فاذا غطت هذه النقط السوداء قلبه كان القلب مظلما وظلمته سببها المعاصي ثم تترحل هذه الظلمة وتنتقل الى ان تصل الى وجهه فيكون مظلما بسبب المعاصي فهي ظلمة للقلب ظلمة الوجه وظلمة في الطريق فهو يسير بلا هداية ويتحرك بلا بصيرة فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور قال رحمه الله تعالى فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره كالظلمة الحسية لبصره ارأيتم الشخص الذي يبصر عندما يطفأ المصباح في الليل المظلم كيف انه لا يهتدي طريقه لا يهتدي طريقه فمثله من اظلم قلبه بالمعاصي مثله من اظلم قلبه بالمعاصي فانه يسير في الارض حيران لا يهتدي الى سبيل ولا يهتدي الى طريق وانما تستدرجه الشياطين واهواء النفس المظلمة الى انواع من الهلكة يسير اليها في خطوات تلوى خطوات يدعوه اليها الشيطان والعياذ بالله. فالحاصل من اضرار المعاصي وعواقبها الوخيمة انها تسبب ظلمة يجدها العاصي في قلبه يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم اورد رحمه الله اثرا عظيما النفع عن ابن عباس رضي الله عنهما في عواقب الحسنات وعواقب السيئات واثار الحسنات واثار السيئات قال رضي الله عنه ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وان للسيئة سوادا في الوجه وهذا هو موضع الشاهد هنا وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق. نعم قال رحمه الله ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن اما وهنها للقلب فامر ظاهر بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية واما وهنها للبدن فان المؤمن قوته في قلبه. وكلما قوي قلبه قوي بدنه. واما الفاجر فانه فان كان قوي البدن فهو اضعف شيء عند الحاجة. فتخونه قوته احوج ما يكون الى نفسه وتأمل قوة ابدان فارس والروم كيف خانتهم احوج ما كانوا اليها وقهرهم اهل الايمان بقوة ابدانهم وقلوبهم هذا ايضا من اثار المعاصي انها تسبب الوهن للعاصي في قلبه وبدنه تسبب اه الوهن اي الضعف في قلبه وبدنه. اما وهن القلب ما يقع فيها العبد او ما يقع فيه المرء من معاصي يمرظ القلب يمرض القلب لان المعصية مرض والمرض ضعف ووهن فيكون القلب بسبب المعاصي مريظا ظعيفا كلما زادت المعاصي زاد هذا الوهن والضعف في قلبه الى ان يصل كما قال المصنف بان تزيل اتوا بالكلية يعني لا تزال به المعاصي تضعفه تضعفه اي تظعف حياته الى ان تذهب حياته وهذا معنى ما تقدم ان المعاصي بريد الكفر ان المعاصي بريد الكفر فالمعاصي لا تزال تضعف القلب تضعف القلب الى ان تذهب عنه حياته والمراد بالحياة حياة الايمان التي هي الحياة الحقيقية واضعافها البدن لان البدن تبع للقلب ويوضح لنا ذلك قول نبينا عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب في تحركاته هو تبع البدن فاذا كان القلب قويا كان البدن تبعا له في القوة واذا كان ضعيفا كان البدن تبعا له في الضعف. نعم قال رحمه الله ومنها حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة الا ان يصد عن طاعة تكون بدله. ويقطع طريق طاعة اخرى فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل اكله اوجبت له مرظة طويلة منعته من عدة اكلات اطيب منها. والله المستعان هذا ايضا من الاثار التي تترتب على المعاصي ان من اثارها السيئة انها تحرم صاحبها من الطاعات تحرمه من الطاعات وليست تحرمه من طاعة واحدة بل تحرمه من طاعة تلوى اخرى بحسب استغراقه في المعاصي فان المعاصي اذا اخذت من وقت المرء شغلته عن الطاعة التي خلق لاجلها واوجد لتحقيقها حتى ان بعض الناس لم تشغله المعاصي عن امور من الرغائب والمستحبات بل شغلت بعض الناس المعاصي عن الفرائض والواجبات ولهذا تجد في بعض الناس من يترك فريضة الله جل وعلا يدعى اليها فيتركها لاشتغاله بمعصية وهذه مصيبة عظيمة جدا هذه مصيبة عظيمة تعد من اثار المعاصي السيئة انها تحرم صاحبها من من طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا لا يزال العاصي ينهمك في المعصية وتستهوي قلبه ثم اه تمر عليه اوقات الطاعات الفاضلة بل الفرائض المتحتمة ويتركها بسبب هذه المعاصي اذا هذا من الاثار السيئة للمعاصي من الاثار السيئة للمعاصي انها تحرمه من الطاعة بل من طاعات وانظر الى المثال العجيب الذي ضربه ابن القيم رحمه الله تعالى لتوضيح ذلك كرجل اكل اكلة اوجبت له مرضة طويلة مرظة طويلة منعته من عدة اكلات طيبات هذا مثال يوضح لنا حال العاصي. العاصي آآ آآ تقع نفسه في معصية من المعاصي تستهويه فيقع فيها ثم تحرمه من طاعات كثيرة هي خير لهم من الدنيا وما فيها هي خير له من الدنيا وما فيها فليتفكر المرء في هذه اه في هذا الامر الذي نبه عليه ابن القيم رحمه الله فانه سيراه واقعا في كثير من الناس كثير من الناس حرموا من طاعات كثيرة بسبب المعاصي التي استهوتهم وشغلت اوقاتهم نعم قال رحمه الله ومنها ان المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولا بد فان البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر وقد اختلف الناس في هذا الموضع فقالت طائفة نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي وقالت طائفة بل تنقصه حقيقة كما تنقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق اسبابا كثيرة تكفره وتزيده وللبركة في العمر اسبابا تكفره وتزيده. قالوا ولا يمتنع زيادة العمر باسباب كما ينقص باسباب فالارزاق والاجال والسعادة والشقاوة والصحة والمرض والغنى والفقر وان كانت بقضاء الرب عز وجل فهو يقضي بما يشاء باسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها. وقالت طائفة اخرى تأثير المعاصي في محق العمر انما هو بان حقيقة الحياة هي حياة القلب. ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي. كما قال تعالى اموات غير احياء فالحياء فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الانسان مدة حياته فليس عمره الا اوقات في حياته بالله فتلك ساعات عمره فالحياة والحياة في الحقيقة حياة القلب فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر وعمر الانسان مدة حياته فليس عمره الا اوقات حياته لا فتلك فتلك ساعات عمره فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الاوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها وبالجملة فالعبد اذا اعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه ايام حياته الحقيقية التي يجد غب اضاعتها يوم يقول يا ليتني قدمت لحياتي فلا يخلو اما ان يكون له مع ذلك تطلع الى مصالحه الدنيوية والاخروية او لا فان لم يكن له تطلع الى ذلك فقد ضاع عليه عمره كله وذهبت حياته باطلا وان كان له تطلع الى ذلك طالت عليه الطريق بسبب بسبب العوائق وتعسرت عليه اسباب الخير بحسب اشتغاله باضدادها وذلك نقصان حقيقي من عمره وسر المسألة ان عمر الانسان مدة حياته ولا حياة له الا باقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وايثار مرضاته ذكر رحمه الله تعالى هذا الاثر من اثار الذنوب وعواقبها الوخيمة انها تقصر العمر وتمحق البركة فيه وتمحق البركة فيه اذا كانت الطاعة اذا كانت الطاعة سببا في البركة في العمر والسعة في الرزق والقوة في البدن فالطاعة فالمعصية على الضد من ذلك. فالمعصية على الضد من ذلك وتأمل في توظيح هذا المعنى الذي يقرره ابن القيم رحمه الله قول النبي عليه الصلاة والسلام من احب ان يبسط له في من احب ان ينسأ له في اثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه هذه الطاعة الحبيبة الى الله عز وجل صلة الرحم سبب لطول العمر سبب لطول العمر وسبب للسعة في الرزق ظدها اذا ماذا يكون اذا كانت هي سبب طول العمر والسعة في الرزق فظدها الذي هو القطيعة ماذا يكون؟ فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله؟ فاصمهم واعمى ابصارهم اذا كانت الطاعة تزيد العمر توجب البركة فيه والسعة في الرزق والقوة في البدن والرخاء في العيش والحياة الطيبة الكريمة فان المعصية على الضد من ذلك انظر في هذا وهذا قول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ضد ذلك قال وظرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بانعم فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون المعاصي ترتب اه او يترتب عليها محق البركة وحلول العقوبة وقصر العمر والطاعة على ضد الضد من ذلك يترتب عليها السعة في الرزق والبركة في العمر والحياة الطيبة اه الكريمة قال ابن القيم رحمه الله اختلف الناس في هذا الموضع يعني ما المعنى؟ المراد في كون الطاعة سبب لطول العمر وكون المعصية سبب لقصر العمر ما معنى ذلك فذكر اقوالا ثلاثة طائفة ذهبت الى ان المعنى في نقصان العمر عمر العاصي هو ذهاب البركة ذهاب البركة آآ بركة عمره ومحقها وان عمره وان امتد من حيث الزمان من حيث المدة الزمانية فهو عمر لا بركة فيه عمر لا بركة فيه عمر محقت بركته ولا شك ان كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان هذا من اثار الذنوب وعواقبها محق البركة محك البركة في العمر طائفة اخرى قالت بل تنقصه حقيقة بل تنقص العمر حقيقة كما تنقص الرزق قال فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق اسبابا كثيرة تكثره وتزيده وللبركة في العمر اسباب تكثره وتزيده ايظا بالمقابل للمعصية كما كما هو الشأن في الطاعة فاذا كان للمعصية الشؤم على العبد وباسباب كثيرة تزيد من الشؤم في حياته الوهاء والضعف والنقص الى اخره من الاثار والعواقب السيئة فان الطاعة سبب للخيرات فجعل الله سبحانه وتعالى الطاعة سببا لكل خير والمعصية سببا لكل بلاء ما نزلت آآ نعم ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة المعاصي هي اسباب مثل ما قال الله مما خطيئاتهم. ومثل ما قال الله فكلا اخذنا بذنبه نعم قال رحمه الله القول الاخر او الثالث ان تأثير المعصية في محق العمر انما هو بان حقيقة الحياة هي حياة القلب حقيقة الحياة حياة القلب آآ بعض اهل العلم حمل حمل المعنى في زيادة في العمر في المطيع نقصان العمر في العاصي ان الحياة الحقيقية هي حياة القلب فالمدة التي يكون القلب فيها حيا هي هي عمره لان لانه حينئذ مشتغل بالحياة الحقيقية التي خلق لاجلها. واوجد لتحقيقها فاذا اشتغل بالمعاصي والعياذ بالله خرج عن هذه الحياة خرج عن هذه الحياة فاصبحت حياته لا قيمة لها اصبحت حياته لا قيمة لها ضاعت لو كانت ستين سبعين ثمانين اذا كانت مشغولة بالمعاصي والذنوب لم يصبح لها قيمة لماذا؟ لان القيمة الحقيقية للحياة بحياة القلب بطاعة الرب سبحانه وتعالى نعم واذا كانت حياة المرء الحقيقية انما هي بطاعة الله فسبحان الله انتبه لهذا المعنى هذه الحياة الحقيقية لا ينتهي اثرها بموت العبد بل بعد موته يبدأ ما يسميه بعظ اهل العلم بالعمر الثاني. الحياة الثانية بعد الموت لا ينتهي بموته بل يبدأ بعد موته عمر اخر فيكون وهو ميت في قبره لا تزال الاجور تتوالى عليه في قبره وهو في قبره وكم من اناس ماتوا من عشرات بل من مئات السنين ولا يزال كل يوم يكتب لهم ماذا اجور مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في سورة يس انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين. اثارهم هذا بعد موت الانسان من اثار اعماله الصالحة يكتب له يكتب له لو نظرت الان في ائمة العلم ودعاة الحق ممن ماتوا من مئات السنوات والناس لا يزالون يتفقهون على علومهم ومؤلفاتهم تحقيقاتهم هذا كله اجور مستمرة لهؤلاء اجور مستمرة لهؤلاء ولهذا اه كم من اناس هم في القبور هم في القبور ولا تزال الاجور تتوالى عليهم كل يوم وكم من اناس يمشون على الارض احياء يمشون على الارض يتحركون عليها بصحة وعافية يأكلون ويشربون ويمر الايام ولا تكتب لهم اجور بل تكتب اثام واوزار فانظروا الفرق بين الحياتين حياة هذا الذي في قبره الذي هو العمر الثاني الحياة الثانية وبين هذه الحياة الذي وهذا يوضح معنى الذي ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الذي يمشي على الارض بالمعاصي والاثام اي حياة هذه؟ اي حياة هذه؟ حتى وان كان في تمام الصحة والرزق والطعام والقوة الى غير ذلك. اي حياة هذه اذا كان يمشي على قدميه تمر الايام والليالي والشهور ولا تكتب له اجور بل يكتب عليه اوزار نعم قال رحمه الله فصل ومنها ان المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا. حتى يعز على العبد مفارقتها الخروج منها كما قال بعض السلف ان من عقوب ان من عقوبة السيئة السيئة بعدها وان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها. فالعبد اذا عمل حسنة قالت اخرى الى جنبها اعمل لي ايضا. فاذا عملها قالت الثالثة كذلك وهلم جرا. فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات. وكذلك كانت السيئات ايضا. وكذلك عندي جانب السيئات نعم وكذلك كل مستقيم. نعم وكذلك كانت السيئات ايضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة فلو عطل المحسن الطاعة حتى اعد حتى تصير الطاعات والمعاصي نعم هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الارض بما رحبت واحس من نفسه بانه كالحوت اذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه. ولو عطل المجرم المعصية واقبل على الطاعة لضاقت عليه وضاق صدره واعيت عليه مذاهبه حتى يعاودها حتى ان كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير بلذة يجدها ولا داعية اليها الا لما يجد من الالم بمفارقتها. كما صرح في ذلك شيخ القوم حسن ابن هانئ حيث يقول وكأس شربت على لذة واخرى تداويت منها بها. وقال اخر فكانت دوائي وهي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة تؤزه اليها ازا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها. ولا لا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه الشياطين فتؤزه اليها ازا فالاول قوى جند الطاعة بالمدد فصاروا من اكبر اعوانه وهذا قوى جند المعصية بالمدد فكانوا اعوانا عليه ثم ذكر رحمه الله في في هذا الفصل اثر اخر من اثار المعاصي وجدير بكل مسلم ان يتأمل وان يتأمل وان يزيد التأمل في مثل هذا الكلام العظيم فانه نافع غاية النفع لان فيه ايقاظ للقلوب وتجلية لمعاني مهمة يحتاج فعلا العبد ان يوقف عليها وان ينبه عليها فيقول رحمه الله ان المعاصي تزرع امثالها ان المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا مثل الطاعات الطاعات تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا واذا وقع المرء في المعصية نادته اختها اخت المعصية نادته ليقع فيها ونادته الثالثة والرابعة الى ان يجد نفسه ماضيا في المعاصي في خطوات وقل مثل ذلك في الطاعة قل مثل ذلك في الطاعة ارأيتم العبد اذا خرج متطهرا من بيته متجها الى الى بيت الله للصلاة مقصده الصلاة يؤدي فرض الله كم هي السنن العظيمة التي يوفق لها في اتجاهه لصلاته كم من الخيرات والطاعات التي تتيسر له في اتيانه بيوت الله سبحانه وتعالى. كم من ابواب البر ولهذا شرع لنا اذا دخلنا باب المسجد ان نقول ماذا افتح لي ابواب رحمتك فتح لي ابواب رحمتك لان هذا مدخل مدخل عظيم يدخل منه العبد الى نيل الرحمات وآآ العطايا العظيمة والهبات فالطاعة تولد اخرى وتدعو الى اخرى والمعصية مثل ذلك قال ان المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد يعني يصعب معنى يعز اي يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف ان من عقوبة السيئة السيئة بعدها وان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها السيئة لها عقوبة وهي انها تجر الى سيئة اخرى والاخرى الى اخرى والحسنة لها ثواب وهي انها تجر الى اخرى والاخرى الى اخرى وهكذا ولهذا يحتاج العبد ان يصبر نفسه على وظع على وظع قدمه في خطى ماذا نعم الطاعات يصبر نفسه يضع قدمه في خطى الطاعات وتبدأ الطاعات تدعوه هذه الى تلك الى تلك وهكذا يجد نفسه ماضيا وليحذر من ماذا؟ من ان يضع قدمه في خطى المعاصي لانه ان وظع خطى قدمه في خطى المعاصي جرته الى معاصي اخرى بعض السلف واظنه الامام احمد ظرب لهذا مثلا عجيبا ارأيتم الشخص اذا كان عليه الثوب حلة نظيفة بيضاء جميلة ووصل الى مكان فيه طين ويريد ان يمر هل ترون انه مباشرة يخوض في الطين يدخل بالحلة البيضاء في الطين ام تجده ينظر في خطواته يا يبحث عن اماكن جافة هذا حجر وهذي خشبة يظع عليها خطواته حتى لا يصيب حلته شيء يسير اذا استمر في خطواته في هذا الطريق الذي فيه الوحل تصم اصابه بطرف ثوبه نقطة بسيطة من الوحل ثم اصابته اخرى ثم اصابته ثالثة يصل الى مرحلة ماذا نعم يدخل مباشرة يخوض في الطين وهذا واقع المعاصي تجد المرء في البداية متحفظ متوقي ومتردد يفعل او لا يفعل ثم يفعل واحدة ثم اخرى مثلها ثم ثالثة ثم يخوض في المعاصي ولا يبالي والعياذ بالله يخوض في المعاصي هذا الذي هو تولد المعاصي بعظها من بعظ لا يستهين بالمعصية وان يضع قدمه في خطاها لا يستهين بذلك لان هذا الطريق هلكه طريق شر يجب ان يمنع نفسه والطاعة عليه ان يصبر نفسه على طريقها ويضع قدمه فيها فالطاعة تدعو الى اختها والمعصية تدعو الى اختها قال فالعبد اذا عمل حسنة قالت اخرى الى جنبها اعملني ايضا قالت اخرى يعني طاعة اخرى اعملني ايضا فاذا عملها قالت الثالثة كذلك يعني ان الحسنة تدعو الى الحسنة وتنادي اليها اه قال فالعبد اذا عمل حسنة قالت اخرى الى جنبها اعملني ايضا فاذا عملها قالت الثالثة كذلك وهلم جرا فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات. فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات هذا الذي ذكره ابن القيم له شاهد جميل جدا في القرآن في سورة آآ في قول الله سبحانه وتعالى ومن يقترف حسنة نعم نزد له فيها حسنا واقرأوا كلام ابن سعدي عند هذه الاية كلام جميل جدا نزد له فيها حسنا من يقترف حسنة نزد له فيها حسنة لان الحسنة تجلب الحسنة آآ للذين احسنوا الحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان بالمقابل ايضا يقول الله سبحانه وتعالى ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السوء ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء قال وكذلك جانب السيئات ايضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة هذي في جانب الطاعة امر عظيم وفي جانب المعصية مشكلة والله عويصة جدا اذا كانت المعصية هيئة راسخة للعبد هذي والله مصيبة مصيبة عظيمة جدا لكن متى يصل المرء الى ان تصبح المعصية هيئة راسخة فيه متى يصل اليها يبدأ في الخطوات التي اشرنا اليها سابقا في المعاصي الى ان تصبح المعصية هيئة راسخة فيه والاخر الموفق من عباد الله الذي وظع خطوات في الطاعات يمضي فيها الى ان تصبح الطاعة هيئة راسخة فيه وصفة لازمة ماذا يترتب على هذا وهذا؟ انتبه الكلام عظيم جدا يقول فلو عطل المحسن الطاعة الذي اصبحت الطاعة هيئة راسخة فيه والصفة لازمة وملك ثابتة لو عطل المحسن الطاعة لظاقت عليه نفسه لظاقت عليه نفسه وظاقت عليه الارظ بما رحبت واحس من نفسي بانه كالحوت اذا فارق الماء. حتى يعاودها اي حتى يعاود الطاعة فترجع اليه حياته وراحته وانسه وطمأنينته بالمقابل العاصي الذي اصبحت المعصية ملكة له وهيئة ثابتة لو عطل المجرم المعصية واقبل على الطاعة لظاقت عليه نفسه لظاقت عليه نفسه وظاق صدره واعيت عليه مذاهبه حتى يعاودها اي حتى يرجع المعصية لكن الواجب عليه ان يصبر على المرارة هذه التي يتحدث عنها ابن القيم ويجاهد نفسه الى ان تتحول الملكة التي عنده من تلك السيئة الى الملكة الحسنة في طاعة الله سبحانه وتعالى يصبر نفسه ويجاهد نفسه يتحمل المرارة التي يجدها في اول المرء حتى يصبح طريقا حلوا لا الذ منه. ولا اطيب قال حتى ان كثيرا من الفساق سبحان الله العظيم انتبه ماذا يقول حتى ان كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة تهم لماذا لماذا يواقع المعصية من غير لذة لانها اصبحت ملكة له ما يتركها فيفعلها من غير من غير لذة لانها اصبحت ملكة له سيطرة عليه من غير لذة يجدها ولا داعية اليها الا لما يجد من الم مفارقتها. من الم مفارقتها. كما صرح بذلك شيخ القوم وفي الزاد نقل هذا البيت قال كما صرح بذلك شيخ السوء حيث يقول وكأس شربت على لذة واخرى تداويت منها بها وهل يتداوى بالمعصية من المعصية هل يتداوى بالمعصية؟ هل المعصية تداوي فهو يداوي نفسه من الم المعصية بالمعصية ولا يزال والعياذ بالله يهلك نفسه ولا يزال يهلك نفسه فالكأس الاولى شربها لذة والكأس الاخرى للتداوي من الالم الذي يجده في المفارقة. لان لان اصبحت ملكة اصبحت ملكة له قال رحمه الله ولا يزال العبد يعاني الطاعة يعني يعالج نفسه ويصبر نفسه يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تؤزه اليها ازا. وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها ولا يزال الاخر يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله عليه الشياطين فتؤزه اليها ازا فالاول قوى جند الطاعة بالمدد فصاروا من اكبر اعوانه وهذا قوى جند المعصية بالمدد فكانوا اعوانا عليه. نعم قال رحمه الله فصل ومنها وهو من اخوفها على العبد انها تضعف القلب عن ارادته فتقوى ارادة المعصية وتضعف ارادة التوبة شيئا فشيئا. الى ان تنسلخ من قلبه ارادة التوبة بالكلية فلو ومات نصفه لما تاب الى الله. فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء كثير. وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على وعلى مواقعتها متى امكنه. وهذا من اعظم الامراض واقربها الى الهلاك هذا ايضا من الاخطار العظيمة التي تترتب على المعاصي يقول رحمه الله وهو اخوفها على العبد يعني ان ان هذا من العقوبات الخطيرة التي تترتب على العبد انها تظعف القلب عن ارادته تظعف القلب عن ارادته فتقوي ارادة المعصية وتظعف ارادة التوبة شيئا فشيئا بمعنى ان المرء كلما جنحت نفسه والعياذ بالله للمعصية واتبعها باخرى وتقدم في خطوة ثالثة في طريق المعصية وهكذا سار في الطريق اثرت هذه المعاصي على قلبه ضعف في ارادته كان قبل ذلك عنده ارادة قوية فتضعف بسبب هذه المعاصي الارادة ارادة الخير التي في قلبه ومن ذلك ارادة التوبة قبل ان يقع في المعصية تكون نفسه كارهة تكون نفسه كارهة يدخل المعصية ونفسه متخوفة منها فاذا دخل وانتقل الى اخرى والى ثالثة هذا الذي كان يجده في قلبه ماذا يحدث له يضعف الى ان يتبلد تماما يقولون في الامثال كثرة المساس تذهب ماذا الاحساس يوضح يوضح لنا ذلك اكثر المثل الذي جاء في السنة قال عليه الصلاة والسلام ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب المفتحة ستور مرخاة وداع يدعو من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوج وداعا يدعو من جوف الصراط وهذا موضع الشاهد. وداعا يدعو من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج قال اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله واما الواعظ او اما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم هذا الواعظ اذا اراد العبد ان يدخل في المعصية او يفتح بابا من ابواب المعاصي يجد في قلبه وخزا الما ظيقة عدم رغبة عدم انشراح صدر ولهذا يعني اذا دعاه اهل المعاصي الى معاصيهم يجد انه ليس مرتاحا فان غلب غلبه اهل الشر او غلبته النفس الامارة بالسوء او الشيطان والعياذ بالله فدخل في طريق المعصية وامتد سيره فيها الواعظ الذي كان يجده اولا قبل الدخول ماذا يحصل له يبقى على قوته؟ لا والله ما ما دام انه سار في الطريق وامتد سير فيه يضعف هذا الواعظ ولهذا ابن القيم يقول وتضعف ارادة التوبة شيئا فشيئا ويضعف هذا الواعظ الذي في قلبه شيئا فشيئا الى ان تنسلخ من قلبه ارادة التوبة والعياذ بالله الى ان تنسلخ من قلبه ارادة التوبة يعني في خطواته في طريق المعصية قد يمر بمراحل ونفسه تحدثه بالتوبة فاذا امتد سيره في المعاصي يصل الى مرحلة الى ان ينسلخ فلا يفكر في التوبة اصلا فلا يفكر في التوبة اصلا. الى ان تنسلخ من قلبه ارادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب الى الله من تمكن والعياذ بالله وتغلغل المعصية في قلبه نعم قال رحمه الله فصل ومنها انه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة. فلا يستقبح ومن نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه. وهذا عند ارباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة حتى يفتقر احدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم انه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون ويسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم ابوابها في الغالب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امتي معافى الا المجاهرون. وان من الاجهار ان يستر الله العبد ثم يصبح ثم ثم ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيهتك نفسه وقد بات يستره ربه قال رحمه الله ومنها ان ينسلخ من القلب استقباحها استقباحها اي المعصية ان يراها قبيحة كثير من العصاة في اول الامر في طريقة آآ في طريقه وفي خطواته في المعاصي يراها قبيحة لكن تغلبه نفسه الامارة بالسوء ويغلبه قرناء الشر والفساد فيفعل القبيح وهو يدرك يدرك قبح ما يفعل. يدرك انه قبيح. يعلم انه قبيح ويفعله لكن غلبته نفسه غلبه اه دعاة الشر قرناء الفساد هذا الاستقباح للمعصية اذا امتد سيره في المعصية اذا امتد سيره في المعصية هل يبقى لا يبقى يصل الى مرحلة ينسلخ من القلب استقباح المعصية يصل الى مرحلة ينسلخ من القلب استقباح المعصية فلا يستقبح من نفس رؤية النفس آآ عندك ماذا فلا يستقبح في الاول فلا يستقبح من نفسه رؤية رؤية الناس له نعم الناس انا عندي النفس فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له فلا يستقبح من نفسي رؤية الناس له المجاهر بالمعاصي هذه المجاهرة التي وصلوا اليها وهي غاية في السوء هل كانوا كذلك ابتداء كانوا في مرحلة من مراحل حياتهم يستترون بالمعاصي ويرون انها قبيحة حتى ان نفوسهم كارهة لها. لكن غلبوا عليها لكن امتد سيرهم وواصلوا السير في طريق المعاصي الى ان اصبحوا مجاهرون لعل احدكم يذكرنا بكلام مر معنا احد السلف سئل عن بني اسرائيل هل كانوا في ليلة ما هو ما اسمعك ايش نعم يعني هل وصلوا الى الهلاك في ليلة واحدة؟ قال لا كانوا اذا امرهم الانبياء لا يأتمرون واذا نهوهم لم ينتهوا اصبحوا هكذا في خطوات في المعاصي الى ان اصبحوا الى الى هذا المآل فالمجاهرون المجاهرون ما كانوا من بداية امرهم هكذا ابدا ايضا قل مثل ذلك كبار المجرمين في اشد ما يكونون في الاجرام ما كانوا كبارا من اول الامر في الاجرام ولكن خطوات يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان فمن عقوبة المعصية اذا سار الانسان فيها انه ربما يصل به الحال والعياذ بالله الى ان ينسلخ من قلبه استقباح المعاصي اذا انسلخ من قلبه استقباح المعاصي يصل الى مرحلة ماذا المجاهرة بها لانها ليست قبيحة ما يراها قبيحة فيجاهر بها الاخرون يستترون بالمعاصي وهو يهتك هذا الستر عن نفسه ويقول لقرناءه واصحابه فعلت وفعلت وفعلت لامور هي قبيحة لكنه ما اصبح يراها قبيحة هذه المرحلة التي وصل اليها تعد من عقوبات الذنوب وعواقب الذنوب الوخيمة انها قد تفضي بالانسان الى هذه المرحلة الشنيعة انه ينسلخ من قلبه استقباح الذنوب الى ان يصل والعياذ بالله الى درجة المجاهرة المجاهرة ماذا يترتب عليها؟ كل امتي معافى الا المجاهرون نعم قال رحمه الله فصل ومنها ان كل معصية من المعاصي هي ميراث الان الان في اه الاجهزة الحديثة مسألة المجاهرة بعض الناس فعلا وصل الى هذه المرحلة واصبح يهتك ستر الله عليه بتصوير نفسه بتصوير نفسي في قبائح شنيعة جدا ثم يبعثها في في مرسلة في في الجوال يراها كل يراها كثير من الناس يراها كثير من الناس وتبقى ثابتة تبقى ثابتة هذا كله كله من من عواقب المعاصي هل هؤلاء الذين يعني يفعلون مثل هذه المجاهرات والمعاصي يصورون انفسهم في اشياء شنيعة جدا وامور قبيحة لا تليق هل كانوا هكذا من اول الامر؟ لا وضعوا اقدامهم في المعاصي خطوة تلو الاخرى الى ان حصل هذا الانسلاخ للقلب فاصبح لا يستقبح المعصية اذا اصبح لا يستقبحها يصل الى درجة المفاخرة فيها وتعجب نفسه بها فيهتك ستر الله سبحانه وتعالى. قال وان من الاجهار ان يستر الله العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان يوم كذا كذا وكذا وفعلت كذا وكذا. في زماننا هذا ما اصبح يحتاج ان يقول ماذا عملت ما يحتاج الان في زمانه يصور نفسه والعياذ بالله ما ما احتاج اقول للناس او ولا احتاج يا يحتاج انه يقابل فلان ثم فلان ثم فلان مشوار طويل يضغط زر واحد في لحظة واحدة وتذهب للعالمين يهتك ستره على على الملأ على العالمين كلهم ولهذا يحتاج فعلا ان ينتبه الى ان الجوال يعد شؤم على كثير من الناس الا من رحم الله وعافاه الله ولهذا يا صاحب الجوال قل يا رب سلم سلم قل يا رب سلم سلم وصلى الله وسلم على رسول الله