بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال ومن تأثير المعاصي في الارض ما يحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم الا وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الاستقاء من ابارهم حتى امر ان يعلف العجين الذي عجن بمياههم للنواظع لتأثير شؤم المعصية في الماء وكذلك تأثير شؤم الذنوب من في نقص الثمار وما ترمى به من الافات وقد ذكر الامام احمد في مسنده في ضمن حديث قال قال وجد في خزائن بني امية حنطة وما ترمى به عندك وما ترمى به نعم وما ترمى به من الافات نعم قال وذكر الامام احمد في مسندي بضمن حديث قال وجد في خزائن بني امية حنطة الحبة بقدر نواة التمر وهي في سرة مكتوب مكتوب عليها هذا كان كان ينبت في زمن العدل وكثير من هذه الافات احدثها الله سبحانه وتعالى بما احدث العباد من الذنوب واخبرني جماعة من شيوخ الصحراء انهم كانوا يعهدون الثمار اكبر مما هي الان وكثير من هذه الافات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها وانما حدثت من قرب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا اثر اخر من اثار الذنوب وعواقبها ومضارها انها لها تأثير على الارض التي وقعت عليها المعصية معصية الله فتؤثر على الارض في مياهها وزروعها واشجارها وثمارها والبركة ايظا تؤثر على ما كان فيها من بركة لان طاعة الله سبحانه وتعالى سبب للبركات بركات الارظ وخيراتها كما قال الله سبحانه وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون فاذا كانت الطاعة والتقوى مجلبة لبركات الارظ وخيراتها بكثرة المياه ونماء الزروع ووفور الماشية وحصول الخيرات المتنوعة فان المعصية على الضد من ذلك فان المعصية على الظد من ذلك تؤثر في نضوب المياه وقلة الامطار يبسوا الاشجار وجفافها وتأثر الماشية الى غير ذلك من انواع الاثار التي هي من عواقب الذنوب من عواقب الذنوب وشؤمها وكلما عظم الذنب كان اثر الذنب او المعصية على الارض اشد واكبر ولهذا ضرب الامام ابن القيم في هذا الباب مثلا رحمه الله تعالى بديار ثمود المعذبين الذين اهلكهم الله سبحانه وتعالى بالصيحة فهذه الديار لما مر بها النبي عليه الصلاة والسلام مع اصحابه في غزوة تبوك في طريقه صلوات الله وسلامه عليه عجن بعض الصحابة عجينهم ليطبخ من مياهها فامر النبي عليه الصلاة والسلام ان يعطى للنواصح. يعني الابل ونهى عن اكله ونهى عن شرب الماء في ذلك الموطن وامر ان يمروا مرورا سريعا لان الارض اصابتها او اصابها شؤم المعصية فحلت العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى فيها فامرهم عليه الصلاة والسلام ان يسرعوا وان يمروا متباكين يعني متأثرين من هذا الامر لا يمر مرور الانبساط ونحو ذلك كل ذلك لما تحدثه المعصية في الارض من تأثير تأثيرا في الثمار تأثير في الزروع تأثير في البركة بركة الارظ خيراتها الى غير ذلك من انواع التأثيرات نعم قال رحمه الله واما تأثير الذنوب في الصور والخلق فقد روى الترمذي في جامعه عنه صلى الله عليه وسلم انه قال خلق الله ادم وطوله في السماء ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الان فاذا اراد الله ان يطهر الارض من الظلمة والفجرة والخونة يخرج عبدا من عباده من اهل بيت نبيي صلى الله عليه وسلم فيملأ الارض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيح اليهود والنصارى ويقيم ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله وتخرج الارض بركتها وتعود كما كانت نعم هذا موطن الشاهد من هذا التقرير ان الطاعة والصلاح في الارظ واستقامة العباد على طاعة الله سبحانه وتعالى سبب آآ البركات سبب لبركات الارض وخيراتها فاذا جاء اه في اخر الزمان الذي هو وقت نزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي وقد تواتر به الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه تملأ الارض بالقسط بعد ان كانت ملئت بالجور والجور ترتب عليه فساد في الارض في زروعها في مياهها في ثمارها في ماشيتها في ذلك الزمان تملأ الارض عدلا فتخرج الارظ بركاتهم تخرج الارض بركاتها. وهذا يستفاد منه ان بركة الارظ تبعا للطاعة في الارض تبع للطاعة في الارض طاعة الله سبحانه وتعالى في الارض وذهاب البركة من الارض تبع للمعصية تبع للمعصية معصية الله سبحانه وتعالى في الارظ ففي ذلك الزمان اذا ملئت الارض عدلا تخرج الارض بركاتها وتعود كما كانت حتى ان العصابة من الناس نعم حتى ان العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها ويكون العنقود من العنب واقرب عير وان اللقحة الواحدة لا تكفي الفئام من الناس. هذا ثبت في صحيح مسلم عن نبينا عليه الصلاة والسلام من اخبر ان ذلك يحصل في ذلك الزمان بعد نزول عيسى وخروج المهدي عندما تمتلئ الارض عدلا يحصل هذا الامر وهو عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فاخبر ان العصابة من الناس يأكلون الرمانة العدد الكبير من الناس تكفيهم رمانة واحدة رمانة واحدة قال ويستظلون بقحفها يجلسون في ظل قشرة الرمانة من كبرها هذا كله من البركة التي ينزلها الله سبحانه وتعالى فالارض لما كان في الارض من طاعة وعدل واستقامة على طاعة الله. ويكون العنقود الواحد من العنب وقر بعير يعني حمى البعير عنقود واحد يكفي عددا كبيرا من الناس وان اللقحة الواحدة لتكفي الفئام يعني يكفي حليبها الفئام من الناس يعني العدد الكثير من الناس نعم. وهذا لان الارظ لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها اثار البركة من الله التي محقتها الذنوب والكفر نعم الذنوب والكفر تمحق بركة الارض وهذا هو المقصود الذنوب والمعاصي تمحق بركة الارض اذا كنا نتحدث اذا كنا نتحدث عن الارض عموما لماذا ايظا لا ننظر حتى نستفيد اكثر لماذا لا ننظر الى ينظر كل واحد منا الى بيته في خاصة نفسه لابد ان ننتبه لهذا. البيت اذا شغل بطاعة الله كان هذا بركة في البيت كان هذا بركة مجلبة للبركة في البيت واذا كان البيت بيت معصية لله سبحانه وتعالى فهذا مجلبه للشؤم على البيت شرورا واضرارا وافات وغير ذلك وتمحق بركة البيت فالبركة تبع للطاعة ومحقها تبع للمعصية البركة تبع للطاعة ومحقها تبع للمعصية اذا كانت المعصية محقت البركة واذا كانت الطاعة حلت البركة. نعم قال ولا ريب ان العقوبات التي انزلها الله في الارض بقيت اثارها سارية في الارض تطلب ما يشاكلها من الذنوب التي هي اثار تلك الجرائم التي عذبت بها الامم. نعم يشهد بذلك قول الله وما هي من الظالمين وما هي من الظالمين ببعيد. نعم قال فهذه الاثار التي في الارض من اثار تلك العقوبات كما ان هذه المعاصي من اثار تلك الجرائم فتناسبت فتناسبت حكمة الله وحكمه الكوني اولا واخرا وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية والاخف للاخف وهكذا يحكم سبحانه بين خلقه في دار البرزخ ودار الجزاء. وهذا ايضا تنبيه في هذا الباب ان العقوبة اه محقا البركة وما يترتب على المعصية من شؤم هو بحسب حجم المعصية والمعاصي تتفاوت ليست على درجة واحدة فكلما عظمت الذنوب وكثرت كان ذلك اشد في محق البركة وحلول العقوبة نعم. قال رحمه الله وتأمل مقارنة الشيطان ومحله وداره فانه لما قارن العبد واستولى عليه نزعت البركة من عمره وعمله وقوله ورزقه ولما اثرت طاعته في الارض ما اثرت نزعت البركة من كل محل ظهرت فيه طاعته وكذلك مسكنه لما كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الروح والرحمة والبركة. نعم يعني الشيطان هو من وراء هذه المعاصي والذنوب يؤز العباد اليها ازى وكلما كان الناس اكثر طاعة لهذا الشيطان كان ذلك سببا لمحق البركة عنهم وسببا لحلول العقوبة فكلما كان العبد قريبا من الشيطان مطيعا له متبعا لما يدعو اليه كان ذلك شؤما في حياة العبد ومحقا للبركة في عمره في رزقه في حياته كلما كان ابعد كلما كان ذلك اسلم كل ما كل ما كان ذلك اسلم له. نعم قال رحمه الله فصل نعم لعلنا نرجع الى الدرس الماظي في آآ الحديث الذي مر معنا حديث آآ سمرة بن جندب الذي في صحيح البخاري عقد له المصنف رحمه الله تعالى فصلا اه خاصا وساق فيه الحديث قال و ومن عقوبات المعاصي ما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة ابن جندب وذكر في في هذا الحديث الطويل انواع من العقوبات منها عقوبة هي ثلغ لرأس الرجل ثم يلتئم ثم يثلغ ثم يلتئم ثم يثلغ وهكذا والاخرى يشرشر صدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه وعينه الى قفاه والثالثة الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور والرابعة الرجل الذي قال اتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فانه اكل الربا في آآ صحيح البخاري في بعض البخاري اه روى الحديث في اكثر من موضع ربما في ثلاث مواضع في بعض المواضع التي خرج فيها الامام البخاري رحمه الله زيادة مهمة مفيدة في فهم معنى هذا الحديث ففيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد هذه العقوبات فيصنع به الى يوم القيامة يصنع به يعني تصنع به هذه العقوبة الى يوم القيامة فهذا يفيد ماذا ان هذه العقوبة اي نعم في القبر ان هذه العقوبة في القبر ان هذه العقوبات التي ذكرت في هذا الحديث في القبر لانه قال فيصنع به يعني هذه العقوبة الى يوم القيامة الثلغ للرأس والشرشرة للشدق التنور الذي في مثل التنور هذه في القبر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فيصنع به الى يوم القيامة والامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح اشار للحديث وقال وهذا في البرزخ يعني هذه العقوبات في البرزخ الذي هو القبر بالامس لما اشرت الى الحديث كنت اذكر ان هذا يوم القيامة لكن الصواب انه في البرزخ اصاب انه في البرزخ وهذه الرواية توضح ذلك توضح ذلك انه في البرزخ وان هذه العقوبات في البرزخ آآ اعود لما تحدثت عنه في الحديث نفسه ذاك الذي يثلغ رأسه الذي يثلغ رأسه ثم يلتئم سبب ذلك انه يقرأ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ان يثقل رأسه عن الصلاة المكتوبة من اجل ان ان ان يقرب المعنى الذي في الحديث للذهن اكثر حتى يستيقظ القلب وينتبه واذا اردنا ان ننبه شخصا مبتلى بذلك لعل الله سبحانه وتعالى يخلصه من ذلك وهذه العقوبات ذكرها زاجر اه من اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا من التمادي فيما هو عليه فاقول لو قيل تقديرا في في الذهن لو قيل تقديرا للذهن لشخص يثقل رأسه عن او يذكر رأسه عن الصلاة المكتوبة لو قيل له ان نمت غدا عن الصلاة المكتوبة سيلقى على رأسك صخرة حتى ينفلغ رأسه هل يثقل رأسه ابدا وما يدريه لعله يكون غدا من اعداد الاموات دخل القبر وبدأ في مسألة تلغ الرأس انتبهوا لعله من الغد يكون في عداد الاموات ما يظمن انه غدا من الاحياء وانه يقوم ويصلي ما يظمن قد يكون في عداد الاموات ويدرج في قبره وتبدأ هذه العملية عملية تلغى الرأس التي الى يوم القيامة كما قال فيصنع به الى يوم القيامة فيصنع به الى يوم القيامة فهذه المعاني لما لما يوضحها المرء في نفسه ويتأمل في فيها ويدرك ان هذه عقوبات اخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يخاطر بنفسه بل يعمل على خلاص نفسه ونجاتها من ذلك نسأل الله عز وجل لنا اجمعين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة لنا ولاهلينا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوبات الذنوب انها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد واشرف الناس واشرف الناس واجدهم واعلاهم همة اشد اشدهم غيرة على نفسي وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اغير الخلق على الامة والله سبحانه اشد غيرة منه كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اتعجبون من غيرة سعد لانا اغير منه والله اغير مني وفي الصحيح ايضا انه قال في خطبة الكسوف يا امة محمد ما احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني امته وفي الصحيح وفي الصحيح ايضا عنه انه قال لا احد اغير من الله من اجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا احد احب اليه العذر من الله من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين ولا احد احب اليه المدح من الله من اجل ذلك اثنى على نفسي فجمع في هذا الحديث في هذا الفصل ذكر رحمه الله تعالى ان من عقوبات المعاصي انها تذهب الغيرة الغيرة هذه مركوزة في في الفطر جعلها الله سبحانه وتعالى في فطر العباد والدين يمتنها ويقويها ويمكن لها في النفس والمعصية تذهبها معصية الله سبحانه وتعالى تذهب الغيرة وغيرة المرء على على شرفه وحريمه واهله هذه من سمات الخير وامراته وعلامات علو النفس وشرفها مثل ما قال آآ الامام ابن القيم رحمه الله واشرف الناس واعلاهم همة اشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس فهذه الغيرة فهي جزء من ديانة المرء وصلاح واستقامة قلبه على طاعة الله سبحانه وتعالى. فاذا انخرطت نفسه في المعاصي معاصي الله سبحانه وتعالى كان كانت تلك المعاصي سببا لذهاب الغيرة عنه لذهاب الغيرة عنه ولهذا يعني قد يصل الانسان اه والعياذ بالله بسبب المعاصي ان يرى اهله على على على مسلك قبيح مشين فلا يتحرك شيء في قلبه لا يتحرك شيء في قلبه لان الغيرة التي في قلبه طافية ليس عنده غيرة اطفأ هذه الغيرة المعاصي التي انخرط فيها ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله ومن عقوبات الذنوب انها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي بحياة وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فالغيرة شأنها عظيم جدا شأنها عظيم جدا ونفعها كبير قد قال عليه الصلاة والسلام وهو اغير الخلق عليه الصلاة والسلام واشد الخلق غيرة قال اتعجبون من غيرة سعد؟ يعني من شدة غيرته لانا اغير منه والله اغير مني وقال في خطبة الكسوف يا امة محمد ما احد اغير من الله من ان يزني عبده او تزني امته لان خطبة الكسوف والكسوف انما حصل في حياته عليه الصلاة والسلام مرة واحدة فخطب خطبة حذر فيها من الكبائر حذر فيها من الكبائر لان الله يقول وما نرسل بالايات الا تخويفا الكسوف اية من ايات الله يخوف بها عباده فحدوث هذه الاية مقام من من مقامات التخويف والتذكير والانذار وخاصة من المعاصي الكبار ولهذا في خطبة الكسوف حذر عليه الصلاة والسلام من اربع ذنوب هي اكبر الذنوب واعظمها حذر من الشرك باخباره انه رأى عمرو ابن لحي الذي جلب الشرك يجر قصبه اي امعاء في النار وحذر من السرقة بذكر الرجل الذي معه المحجن الذي كان يسرق الحاج وحذر من القتل بذكر قصة المرأة التي رآها في النار تعذب في هرة كل ذلك كان في صلاة او في خطبة الكسوف وحذر من الزنا بقوله يا امة محمد ما احد اغير من الله من ان يزني عبده او تزني امته وطريقة التحذير التي كانت في صلاة الكسوف كانت مختلفة عن طريقتها وصيغتها في اه خطبه الاخرى ومواعظه لانه عليه الصلاة والسلام كان يحذر من هذه المعاصي بذكر ما رآه من المعذبين في النار لاهل تلك المعاصي والرؤية للنار والمعذبين صلاة فيها عندما كانت الصلاة عندما كان يصلي بالناس رأى الجنة ورأى النار فرأى الجنة ونعيمها ورأى النار ورأى بعض المعذبين فيها رأى المرأة التي تعذب في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض ورأى الذي كان يسرق الحاج ورأى عمرو ابن لحي الذي جلب الشرك الى جزيرة العرب رأى ذلك كله عليه الصلاة والسلام بعينه واخبر اصحابه صلى الله عليه وسلم بما رأى. وهذا كله هذا الاخبار كله في مقام التحذير من اه هذه المعاصي والموبقات المهلكات الحاصل انه في تلك الخطبة اخبر عليه الصلاة والسلام عن غيرة الله وانه لا احد اغير من الله سبحانه وتعالى من ان يزني عبده او تزني امته. وكفى بهذا رادعا عن هذه المعصية القبيحة. نعم قال رحمه الله وفي وفي الصحيح ايضا وفي الصحيح ايضا عنه انه قال لا احد اغير من الله من اجل ذلك حرم الفواحش كما ظهر منها وما بطن ولا احد احب اليه العذر من الله من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين ولا احد احب اليه المدح من الله من اجل ذلك اثنى على نفسي فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي اصلها كراهة القبائح وبغضها وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والاحسان وانه سبحانه مع شدة غيرته يحب ان يعتذر اليه عبد ويقبل عذره ويقبل عذر من اعتذر اليه وانه لا وانه لا يؤاخذ عبده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر اليه. يعذر حتى عذر اليهم ولاجل ذلك ارسل رسله وانزل كتبه اعذارا وانذارا وهذا غاية المجد والاحسان ونهاية الكمال. فان كثيرا ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الايقاع والعقوبة من غير اعذار منه ومن غير ومن غير قبول لعذر من اعتذر اليه بل يكون له في نفس الامر عذر بل يكون له في نفس الامر عذر ولا تدعه شدة الغيرة ان يقبل عذره وكثير مما ممن يقبل ان يكون له في نفس الامر عذر يكون له عذر ولا تدع شدة الغيرة ان يقبل العذر لانه لا لا يتأمل نعم وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طرق المعاذير. بعض الناس على خط النقيض ومن هذا يقبل اي عذر لضعف الغيرة التي عنده والاخر شدة الغيرة تحمله على عدم قبول اي عذر ولو كان العذر صحيحا والاخر ظعف الغيرة عنده تجعله ادنى عذر يسمعه ولو كان من اوهى ما يكون يقبله فهذا هذان على خطي نقيط والحق قوام بين ذلك. نعم. ويرى عذرا ما ليس بعذر حتى يعتذر كثير منهم بالقدر. وكل منهما غير ممدوح على الاطلاق كل منهما يعني الاول الذي من شدة غيرته لا يقبل آآ عذر اصلا والاخر الذي لضعف غيرته يقبل اي عذر كان ولو كان من اوهى ما يكون كل منهما غير ممدوح على الاطلاق والممدوح هو الذي اه مع شدة الغيرة يقبل العذر الصحيح يقبل العذر الصحيح لان بعض الناس مع شدة الغيرة لا يقبل عذر اصلا حتى وان كان صحيحا لانه لا يتأمل هل ثمة عذر او لا؟ لا يتأمل في ذلك وهذا الحديث العظيم الذي ذكر فيه غيرة الله جل وعلا وانه لا احد اغير منه وانه من اجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما وما بطن ذكر فيه اه انه لا احد احب اليه العذر من الله مع هذه الشدة في الغيرة وان لا احد اشد غيرة منه سبحانه وتعالى فهو ايضا لا احد احب اليه من العذر منه سبحانه وتعالى لا احد احب الي العذر من الله من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين. نعم قال رحمه الله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان من الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغضها الله فالتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة وذكر الحديث وانما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر فيغار في محل الغيرة ويعذر في محل العذر. ومن كان هكذا فهو والممدوح حقا. نعم وهما اللذان جمع بينهما في الحديث جمع بينهما في الحديث لا شد غيره من الله لا احد اغير من الله ولا احد احب اليه العذر من الله كان ممدوح اغتران الممدوح اقتران الغيرة بالعذر تران الغيرة بالعذر فيغار في محل الغيرة ويعذر في موضع العذر نعم. قال ولما جمع الله سبحانه صفات الكمال كلها كان احق بالمدح من كل احد ولا يبلغ احد ان يمدحه كما ينبغي له بل هو كما مدح نفسه واثنى على نفسه. فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته من وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة اليه بزمامها وادخلته على ربه وادنته منه وقربته من رحمته وسيرته محبوبا اليه فانه سبحانه رحيم يحب الرحماء. كريم يحب الكرماء. عليم يحب العلماء قوي يحب المؤمن القوي وهو احب اليه من المؤمن الضعيف حيي يحب اهل الحياء جميل يحب اهل الجمال وتر يحب الوتر نعم يقول ان رحمة الله عليه ان العبد اذا وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته لوافق ربه في صفة من صفاته ما المعنى؟ يعني مثلا اتصف بالكرم. اتصف بالغيرة اتصف بالرحمة اتصف الاحسان آآ اتصف البذل والانفاق والاحسان اذا وافق ربه في صفة من صفاته كان اقرب لله ونيل رحمته سبحانه وتعالى وعندما يقال وافق في صفة من صفاته اي على القاعدة المتكررة في في هذا الباب ان الصفة المظافة الى العبد تكون بحسب ما يليق بالعبد والصفة المضافة الى الرب تكون بحسب ما يليق بالرب ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء ولهذا القاعدة المتكررة عند اهل العلم ان ما يلزم الصفة باعتبار اضافتها الى الله من كمال لا يلزم الصفة نفسها عندما تضاف الى العبد وكذلك العكس ما يلزم الصفة باعتبار اظافتها الى العبد من نقص لا يلزم الصفة باعتبار اظافتها الى الله. لان الاظافة تقتظي التخصيص بمعنى ان ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى يخصه ويليق بجلاله وكماله وما يضاف الى العبد يخصه ويليق بضعفه ونقصه فاذا قيل وافق الصفة يقصد بالموافقة انها في العبد باعتبار ما يليق بالعبد وفي الرب باعتبار ما يليق بالرب سبحانه وتعالى من كمال وانه ليس كمثله شيء. نعم قال رحمه الله ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي الا انها توجب لصاحبها ضد هذه الصفات وتمنعه من الاتصاف بها لكفى بها عقوبة فان الخطرة تنقلب وسوسة والوسوسة تصير ارادة والارادة تقوى فتصير عزيمة ثم تصير فعلا ثم تصير صفة لازمة وهيئة ثابتة راسخة وحينئذ يتعذر الخروج منها كما يتعذر عليه الخروج من صفاته القائمة به. هذا تنبيه مهم جدا يعني لا يستهين المرء بالبدايات لا يستهين المرء بالبدايات لان البدايات توصل الى النهايات الخطرة التي ترد على القلب ينبغي على العبد الا يسترسل معها والمراد بالخطرة التي تشتمل على باب من ابواب الاثم باب من ابواب المعصية لا يسترسل معها بل يحاول ان يطردها من نفسه ولا يبقيها لان الخطرة ان بقيت تحولت الى وسوسة تتكرر على النفس والوسوسة تتحول الى الى ارادة فاذا تحولت الى ارادة تتحول ارادة الى عزيمة فاذا اصبحت هذه عزيمة تصير فعلا والافعال المحرمة هذه بداياتها خطرة ثم وسوسة ثم ارادة ثم عزيمة ثم فعل اذا لا يستهين المرء بالبدايات لا يستهين بها يطردها عن نفسه لانه ان ابقاها في نفسه تحولت تحولات الى ان تصبح فعلا ثم لا يبقى الامر عند هذا الحد اذا صارت فعلا قد تتحول مع تكرار الفعل الى صفة لازمة وهيئة ثابتة في الانسان والعياذ بالله وحينئذ يتعذر الخروج منها نعم قال والمقصود انه كلما اشتدت ملابسته للذنوب اخرجت من قلبه الغيرة على نفسه واهله وعموم الناس وقد تضعف في القلب جدا حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره واذا وصل الى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح بل يحسن الفواحش والظلم لغيره. نعم هذا يعني هذا هو يعني كما سبق مراحل وخطوات في الشر يخطوها المرء بدايتها خطرة ثم وسوسة ثم ارادة ثم عزيمة ثم فعل ثم يصبح صفة لازمة ثم يتحول اذا كان صفة لازمة الى المجاهرة بالمعصية والافتخار بها والدعوة اليها والحث عليها وترغيب الناس فيها واذا رآها تفعل يستمتع ويرى هذا من المتعة كل هذا لان هذه الذنوب عندما جاءت البدايات الى ان تمكنت فصارت ذنبا ومعصية تطفئ هذه الغيرة من القلب فيتحول المرء والعياذ بالله الى هذا التحول المهلك قال وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح بل يحسن الفواحش والظلم لغيري ويزينه له ويدعوه اليه ويحثه عليه ويسعى له في تحصيله ولهذا كان الديوث اخبث خلق الله والجنة حرام عليه. وكذلك محلل الظلم والبغي لغيري ومزين له فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة؟ وهذا يدلك على ان اصل الدين الغيرة. ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فتدفع السوء والفواحش وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها فتموت له فتموت له الجوارح فلا يبقى عنده دفع البتة ومثل الغيرة ومثل ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه فاذا ذهبت فاذا ذهبت القوة وجدت داء المحل قابل ولم يجد دافعا فتمكن فكان الهلاك ومثلها مثل صياص الجاموس التي تدفع بها عن عن نفسه وولده سيعصي الجاموسة للقرون. تدفع بها عن نفسها وولدها او يدفع به عن نفسه وولده فاذا كسرت طمع فيه عدوه نعم يعني قول ابن القيم رحمه الله في ذكر هذين المثلين للغيرة يعني وجود الغيرة في العبد فيقول مثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرظ وتقاومه ويتسمى في زماننا هذا المناعة تسمى المناعة هذه المناعة قوة جعلها الله سبحانه وتعالى في البدن تدفع المرض وتقاوم المرض تدفعه قبل ان يقع وتدفعه بعد وقوعه بان تطرده من البدن فهذه المناعة قوة جعلها الله سبحانه وتعالى في في بدن آآ العبد فاذا آآ ذهبت هذه المناعة وجد او وجد الداء المحل وجد الداء المحل قابلا فالغيرة اذا اذا طفأت وجد الداء داء ماذا المعصية وجد المحل قابلا لان المكان منطفأ فيه الغيرة ولهذا انطفاء الغيرة مجلبة لادواء الذنوب مجلبة لادواء الذنوب والمعاصي ليس على العاصي نفسي بل حتى على حريمه واهله لا يغار لا يغار عليهم ولا يؤثر فيه ان يرى الخبث يوجد في في اهله او في بيته الشاهد ان الغيرة شأنها عظيم جدا وهي اصل الدين كما قرر رحمه الله ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فتدفع السوء والفواحش وعدم الغيرة تميت القلب نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب وهو اصل كل خير وذهابه ذهاب الخير اجمعه وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء خير كله وقال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وفيه تفسيران احدهما انه على التهديد والوعيد والمعنى من لم يستع فانه يصنع ما شاء من القبائح اذ الحامل على تركها الحياء فاذا لم يكن هناك حياء يردعه عن القبائح فانه يواقعها. وهذا تفسير ابي عبيد والثاني ان الفعل اذا لم تستحي منه من الله فافعله. وانما الذي ينبغي تركه هو ما يستحي هو ما يستحى منه من الله وهذا تفسير الامام احمد في رواية ابي هاني فعلى الاول يكون تهديدا كقوله اعملوا ما شئتم. وعلى الثاني يكون اذنا واباحة. نعم. هنا اه يبين الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان من عقوبات الذنوب ذهاب الحياء والحياء كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام خير كله هو خلق يقوم في قلب العبد يحمله على فعل الجميل وترك القبيح يحمله على فعل الجميل وترك القبيح والحياء لا يأتي الا بخير وجود الحياء في العبد لا يأتي الا بخير للعبد فالحياء خير كله واذا نزع الحياء عن العبد كان ذلك مجلبة للشرور مجلبة للشرور وقد قال عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس من كلام انه نبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اذا لم تستحي فاصنع ما شئت قيل في المعنى قيل في المعنى اذا لم تستحي هذا جاء على وجه التهديد والوعيد اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني من لا حياء له يفعل من الذنوب ما شاء ولا يبالي لان ما عنده حياء منزوع الحياء وهذا في مقام التهديد مثل قول الله سبحانه وتعالى اعملوا ما شئتم اعملوا ما شئتم هذا تهديد لمن يلحد في آآ ايات الله سبحانه وتعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم هذا تهديد لهم هذا تهديد لهم ليس امرا لهم بان يفعلوا ما شاؤوا وانما تهديد لهم يعني الله مطلع عليكم بصير بكم لا تخفى عليه منكم خافية فقوله هنا يعني من لا حياء له ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت هذا تهديد يعني منزوع الحياء يصنع ما شاء وهذا تهديد له في عواقب انتزاع الحياة من الوخيمة انه يرتكب آآ الذنوب الكثيرة والمعاصي المتنوعة وقيل في المعنى ان المراد بقوله اذا لم تستحي يعني اذا كان الامر ليس مما يستحي منه افعله. افعل ما شئت من الامور فقول افعل ما شئت اذا لم افعل ما شئت يعني اذن بالفعل اذا كان الامر لا يستحيي منه فافعل ما شئت من الامور ما دام انه ليس من الامر الذي يستحي منه اي من الله سبحانه وتعالى يعني ليس في معصية لله افعل افعل ما شئت من الامور المباحة التي اباحها الله سبحانه وتعالى فان قيل فان قيل فهل من سبيل الى حمله على المعنيين قلت لا ولا على قول من يحمل المشترك على جميع معانيه لما بين الاباحة والتهديد من المنافاة. ولكن اعتبار احد المعنيين يوجب اعتبار الاخر والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى انه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حالي ولا باطلاعهم عليه بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل والحامل له الحديث لا يحمل على المعنيين لان احدهما تهديد منع والاخر اباحة فلا يحمل على المعنيين لكن اعتبار احد المعنيين يوجب اعتبارا اخر اذا اعتبرنا ان قوله آآ اذا لم تستحي فاصنع ما شئت تهديد لمن يفعل ما شاء من المعاصي والذنوب ووعيد له فان هذا المعنى في اعتبار لمعنى اخر وان لم يكن الحديث دليلا عليه الحديث لا يدل على المعنيين معا لكن فيه اعتبار لمعنى اخر اذا كان الامر لا يستحي منه لا يظر الانسان ان يفعله لا يشمله التهديد لا يشمله هذا التهديد. هذا مراده بقوله ولكن اعتبار احد المعنيين يوجب اعتبار الاخر نعم والمقصود قال والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى انه ربما ليتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه. نعم لانه انسلخ من الحياء فالذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ من الحياء كلية بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء واذا وصل العبد الى هذه الحال لم يبقى في صلاحه مطمع. هذا الذي يذكر ابن القيم رحمه الله ربما منزوع الحياء في الزمن الاول اذا لقي اثنين او ثلاثة او اربعة او خمسة او عشرة يحدثهم باعماله القبيحة لكن في زماننا تحول الامر تحول اخر عند منزوعي الحياة والعياذ بالله تحول تحول اخر ليس مجرد حديث عن نفسه يتحدث مع اثنين او ثلاثة او اربعة كما كان في الزمان الاول الان تحول تحولا اخر يصور نفسه على حالات قبيحة شنيعة ويرسلها عبر الاجهزة يراها من يراها يراها من يراها في صورة شنيعة من نزع الحياة لم تكن موجودة في اي زمان سابق في صورة من نزع الحياء وشناعة انتزاع الحياة لم تكن موجودة في اي زمان سابق قديما كان منزوع الحياء يقابل من يقابل من بعض الناس ويقول فعلت كذا وفعلت كذا ويصف لهم ما فعل اما الان يصور فعله القبيح الشنيع ويضع في في الجهاز ويراه من يراه من العالمين يراه من يراه من العالمين. هذه الصورة من انتزاع الحياء هي اشنع مما وجد في التاريخ من انتزاع الحياء والعياذ بالله نعم قال واذا رأى واذا رأى ابليس طلعة وجهه حيا وقال فديت من لا يفلح. نعم ابليس يفرح بهؤلاء لانهم تحولوا الى جنود له كانوا قبل يعني يدعوهم الى خطواته فخطوا ما يدعوهم الي الى ان اصبح اه ابليس اه اذا رآهم آآ استبشر وحيا وفرح بهم لانهم اصبحوا من جنوده نعم قال والحياء مشتق من الحياة والغيث يسمى حيا بالقصر لان به حياة الارض والنبات والدواب وكذلك سميت بالحياء حياة الدنيا والاخرة. فمن لا حياة فيه ميت في الدنيا شقي في الاخرة فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا شقي في الاخرة وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين. وكل منهما يستدعي الاخر ويطلبه حثيثا نعم ومن استحيا من الله عند معصيته استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه. ومن لم يستحي من معصيته لم يستحي من عقوبته نعم وهذا الجانب من الحياة هو اعظمه واجله وهو الحياء من الله رب العالمين سبحانه وتعالى الحياء من الله وقد قال عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياء فالاستحيا من الله هو اعظم الحياء واذا وجد في العبد كان من اعظم ما يكون حجزا له عن كل ما يسخط الله لانه كلما حملته اودعته نفسه الى معصية لله سبحانه وتعالى منعه حياؤه من الله يذكر رؤية الله له واطلاعه عليه وعلمه بحاله فيستحيي من الله سبحانه وتعالى ولهذا من توفيق الله للعبد الذي اكرمه الله بامتلاء قلبه بالحياء من الله سبحانه وتعالى ان لا يكون الله عنده اهون الناظرين اليه فشدة حيائه منه جل وعلا تجعل الله عنده اعظم الناظرين اليه فكلما حدثته نفسه بذنب او معصية استحيا من الله ان يفعله متذكرا ان ربه سبحانه وتعالى يراه ومطلع عليه وانه جل وعلا لا تخفى عليه من العباد خافية ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا