بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تضعف سير القلب الى الله والدار الاخرة او تعوقوا او توقفوا وتقطعوا عن السير فلا تدعه يخطو الى الله خطوة هذا ان لم ترده عن وجهه الى ورائي فالذنب يحجب الواصل ويقطع السائر وينكس الطالب فالقلب انما يسير الى الله بقوته فاذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسير فان زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يصعب تداركه. والله المستعان. فالذنب اما ان يميت قلب او يمرضه مرضا مخوفا او يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه الى الاشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال وكل اثنين منهما قرينان فالهم والحزن قرينان. فان المكروه الوارد على القلب ان كان من امر مستقبل يتوقعه احدث الهم وان كان من امر ماض قد وقع احدث الحزن. والعجز والكسل قرينان. فان تخلف ابدوا عن اسباب الخير والفلاح ان كان فان فان تخلف العبد العبد فان تخلف العبد عن اسباب الخير والفلاح ان كان لعدم قدرته فهو العجز. وان كان لعدم ارادته فهو الكسل. والجبن والبخل قرينان. فان عدم فان فان عدم النفع منه ان كان ببدنه فهو الجبن. وان كان بماله فهو البخل. وضلع الدين وقهر الرجال قرينان فان استيلاء الغير عليه ان كانت فان استعلاء الغير عليه ان كان بحق فهو من ضلع الدين. وان كان بباطل فهو من قهر الرجال. والمقصود ان ان الذنوب من اقوى الاسباب الجالبة لهذه الاشياء الثمانية. كما انها من اقوى الاسباب الجالبة لجهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء ومن اقوى الاسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحول عافيته وفجأة نقمته وجميع سخطه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه عقوبة اخرى من العقوبات التي تترتب على المعاصي والذنوب ان المعاصي تضعف القلب. وتوهيه بدل ان يكون قلبا قويا متينا عامرا بالخير وارادة الخير فان ذلك بالمعاصي يضعف وربما بالمعاصي واشتدادها على المرء ربما ذهبت عنه قوته بالكلية ولهذا فان في ترك المعاصي حفظا للقلب وحفظا لقوته وابقاء عليه وعلى الضد من ذلك طاعة الله عز وجل الحفاظ على والحفاظ على مراضيه سبحانه وتعالى قوة للقلب وثبات على الحق والامام ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر هذا الاثر قال ان المعاصي من من عقوبتها انها تظعف القلب في سيره الى الله والدار الاخرة في سيره الى الله والدار الاخرة سيره الى الله باعتبار ان الله هو المقصود المعبود الملتجأ اليه تبارك وتعالى بالعبادة والدار الاخرة باعتبار انها دار المعاد ودار الجزاء على الاعمال ولهذا كثيرا ما يقرن بين هذين الايمانين الايمان بالله والايمان باليوم الاخر في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة سواء في باب الترغيب في الاعمال الصالحات او الترهيب من الاعمال السيئة فالله عز وجل لانه المقصود المعبود الملتجى اليه المتقرب اليه بالعمل والدار الاخرة باعتبار انها دار الجزاء على العمل وفيها المعاد ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فهي اما ان تظعف القلب في سيره فيكون ضعيفا او تعوقه او توقفه حتى يتعطل عن عن السير ولاحظ امرا هنا لابد من التنبه له ان سير القلب هو الاساس لسير البدن سير القلب الى الله والدار الاخرة هو الاساس لسير البدن فكلما قوي القلب قوي السير وكلما ضعف القلب ضعف السير فالعبرة قوة السير وضعفه الى الله والدار الاخرة بحسب قوة القلب ولهذا احيانا يكون البدن في احسن ما يكون من القوة والنشاط وينادى المرء الى فريضة الله حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يكون فيه قوة للذهاب الى الصلاة مع انه قوي البدن لكنه يجد عجزا وضعفا وكسلا فلا ينهض وبالمقابل تجد اخر قوي القلب وبدنه ضعيف جدا باشد ما يكون لكبر سنه فتراه يتحامل على نفسه متكئا على عصاه متحملا الامراض التي معه وشدة السير عليه الى ان يصل الى بيت الله فهذا قوي القلب وان كان ضعيف البدن والاخر قوي البدن وهو ضعيف القلب فاصبح المؤثر في السير الى الله تبارك وتعالى هو قوة القلب فما الذي يضعف هذه القوة التي في القلب هذا الذي ينبه عليه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو ان المعاصي تلو المعاصي تجعل القلب ظعيفا تجعل القلب معوقا ولهذا الاعاقة الحقيقية اعاقة القلب كثير من الناس اذا رأى من من هو فاقدا لبعض اطرافه او معتلا في بعظ اطرافه فلا يستطيع ان يمشي الا على كرسي او على نحو ذلك يعطف عليه لما يرى فيه من هذا النقص وقد يكون هذا الذي يعطف على ذاك اشد منه اعاقة من جهة اعاقة القلب قد يكون اشد اعاقة منه فاولى به ان يعطف على نفسه وان يرحم نفسه وان يعمل على تقوية قلبه حتى يكون قلبا مطيعا لله فيتحرك بدنه في طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا الاعاقة الحقيقية الاعاقة الحقيقية هي اعاقة القلب وليست اعاقة البدن لان القلب هو المحرك لان القلب هو المحرك البدن هذه الاعاقة التي تحصل والظعف الذي يحصل للقلب مثل ما اشار ابن القيم هو يمر بمراحل يعني يبدأ بالضعف الى ان يصل الى ان يعيق المرء عن الخير الى ان يصل الى ان يقف بالمرء عن الخير الى ان يصل الى مرحلة اخرى. الخير هنا فيتجه القلب الى هنا معطيا الخير كله ظهره فهذه كلها اثار للمعاصي تأثيرها في القلب قال فلا تدعه يخطو الى الله خطوة هذا ان لم ترده عن وجهته الى ورائه. ان لم ترده عن وجهته الى ورائهم الذنب يحجب الواصل ويقطع السائر وينكس الطالب والقلب انما يسير الى الله بقوته فاذا مرض بالذنوب ظعفت تلك القوة التي تسيره فان زالت اي القوة بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يصعب او يبعد تداركه هنا اشار ابن القيم الى لطيفة مفيدة جدا ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام التعوذ من ثمانية امور جمعها في حديث واحد الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وظنأ الدين وقهر الرجال يقول ابن القيم رحمه الله تعالى الذنوب لا تزال بالعبد تظعفه حتى ينتهي ضعفه الى الاشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي عليه الصلاة والسلام بمعنى ان يصاب بها كلها بهذه الثمانية وهي وهي وهي امور يستعاذ بالله سبحانه وتعالى منها الاثنان الاولان الهم والحزن الهم والحزن وكل منهما الم وشدة وكربة يجدها المرء في قلبه يجدها المرء في قلبه وهذا يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه هذه الشدة التي يجدها في في القلب ان كان ان كانت تتعلق بامور مستقبلية ففكر فيها فجلبت لقلبه هما جلبت لقلبه الما فهذا الهم اذا كان يتعلق بالمستقبل واذا كان يتعلق بشيء ماضي تفكر فيه فتألم هذا يسمى الحزن واذا كان بشيء يتعلق بشيء حاضر هذا يسمى غم وكلها الام الام تصيب القلب فالذنوب جلابة للهم وجلابة للغم وجلابة للحزن وجلابة كل بلاء كما سيأتي معنا عن علي رضي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب ما نزل بلاء الا بذنب الاثنان بعدهما العجز والكسل العجز والكسل العجز والكسل كلاهما تخلف عن فعل الخير تخلف عن فعل الخير وهذا التخلف عن فعل الخير ان كان عائدا الى عدم القدرة ان كان عائدا الى عدم القدرة فهذا العجز وان كان عائدا الى وجود القدرة عدم القيام بها فهذا هو الكسل الكسول عنده قدرة ليس عاجزا لكن كسله حال بينه وبين القيام بالخير وبعدهما الجبن والبخل وهما قرينان وكلاهما يتعلق بعدم النفع نفع الاخرين فان كان عدم النفع متعلق بالبدن فهذا جبن جبان لا ينفع الناس ببدنه وان كان متعلقا بالمال والعطاء فهذا البخل بخيل لا ينفع الناس بماله وكل منهما يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه ثم بعدهما ضلع الدين وضلع الدين يعني ثقله على المدين وما يجده في في قلبه من الرهق والثقل والكرب بسببه ظلع الدين وقهر اه الرجال اي تسلط الرجال عليه وهذا ايضا عائد الى استعلاء الغير عليه استعلاء الغير عليه. فان كان استعلاء او غير عليه مطالبة بحق لهم فهذا قهر الدين هم يطالبون بحق شيء لهم ربما يقاضون ربما يتسلطون عليه. يشتد وقعهم عليه كلامهم يطالبون بحقوقهم وان كان غير حق فهذا تسلط الرجال الذي هو قهر الرجال قهر الرجال فهذه الثمانية جاءت جاء التعوذ بالله سبحانه وتعالى منها القلب بالذنوب قد يفضي بصاحبه الى هذه الثمانية والى ما هو اشد منها مثل ما نبأ ابن القيم بالاشارة الى دعائين اخرين في باب التعوذ تعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء فالذنوب جلابة لهذا كله وايضا زوال النعمة وتحول العافية وآآ الجلب لجميع السخط هذه كلها من من اثار الذنوب وعواقبها والعبد مطلوب منه ان يستعيذ بالله من هذه الاشياء وفي الوقت نفسه ان يبتعد عن الاسباب الجالبة لها واعظم ذلك الذنوب والمعاصي نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوبات الذنوب انها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة الا بذنب ولا حلت به نقمة الا بذنب ولا رفع بلاء الا بتوبة كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع بلاء الا بتوبة وقد قال الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال تعالى وذلك بان الله لم يك مغير النعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم فاخبر الله تعالى انه لا يغير نعمته التي انعم بها على احد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه في غير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره واسباب رضاه باسباب سخطه فاذا غير غير عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد فان غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز وقال تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال وفي بعض الاثار الالهية عن الرب تبارك وتعالى انه قال وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما احب ثم ينتقل عنه الى ما اكره ان لم انتقلت له مما يحب الى ما يكره ولا يكون عبد من عبيدي على ما اكره ثم ينتقل عنه الى ما احب الا انتقلت اليه مما يكره الى ما يحب ولقد احسن القائل اذا كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيل النعم وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم واياك والظلم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم وسافر بقلبك بين الورى لتبصر اثار من قد ظلم. فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم. ولا. ولا تتهم وما كان شيء عليهم اضر من الظلم وهو الذي قد قسم فكم تركوا من جنان ومن قصور واخرى عليهم اطم صلوب الجحيم وفاة النعيم بصلو بالجحيم صلوا بالجحيم وفاة النعيم وكان الذي نالهم كالحلم صلوا يعني احترقوا ذكر هنا ابن القيم رحمه الله تعالى عقوبة اخرى من عقوبات الذنوب وهي انها تحل بالعباد النقم فهي جلابة للنقم وايضا تزيل النعم تزيل النعم وتحل النقم لما غيروا طاعة الله بالمعصية غير عليهم بالنقم عقوبة لهم ما نزل بلاء الا بذنب كما قال علي رضي الله عنه وهذا شاهده في القرآن مثل الاية التي اورد رحمه الله ما اصاب اه ما ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم كذلك قوله تعالى فكلا اخذنا بذنبه كذلك قوله تعالى مما خطيئاتهم اي بسبب خطيئاتهم فالخطيئة والمعصية جلابة للنقم ومزيلة للنعم ولهذا من اعظم ما تحفظ نعم الله عز وجل ان يتقى الله في نعمه ان يتقى الله في نعمه والا تستعمل في مساخطه لا تستخدم في مساخطه فاذا كان العبد مستعملا لها في مراضيه جل وعلا مجانبا ما يسخط الله عز وجل كان هذا حافظا للنعم ولهذا قالوا عن الشكر الحافظ الجالب لانه يحفظ النعم الموجودة ويجلب النعم المفقودة والمعاصي على الضد من ذلك المعاصي على الظد من ذلك المعاصي مزيلة للنعم سبب لزوال النعم وسبب لحلول النقم وهذه من العقوبات المعجلة وهو كما اشار ابن القيم رحمه الله جزاء وفاقا لما غيروا غير عليهم لما غيروا غير عليهم قال رحمه الله تعالى آآ من يعني من يغير طاعة الله بالمعصية وشكره بالكفر واسباب رضاه باسباب سخطه غير عليه جزاء وفاقا غير عليه جزاء وفاقا. وما ربك بظلام للعبيد والله تعالى يقول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ولهذا في القحط الذي يصيب العباد وقلة الامطار وجفاف الارظ وتظرر الماشية وتظرر الزروع يدعى العباد الى التوبة والاستغفار والاكثار من الاستغفار صفار من الذنوب فهذا الاستغفار جلاب النعم والخيرات. اذا استغفر العباد من ذنوبهم وتابوا الى ربهم هذا جلاب للخير فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون هذا ايضا شاهد ما ذكره ابن القيم رحمه الله نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها ما يلقيه ما يلقيه ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فلا تراه الا خائفا مرعوبا فان الطاعة فان الطاعة حصن الله الاعظم الذي من دخله كان من الامنين من عقوبة الدنيا والاخرة ومن خرج عنه احاطت به المخاوف من كل جانب فمن اطاع الله انقلبت المخاوف في حقه امانا ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف فلا تجد العاصي الا وقلبه كانه بين جناحي طائر ان حركت الريح الباب قال جاء الطلب وان سمع وقع قدم خاف ان يكون نذيرا بالعطب يحسب ان كل صيحة عليه وكل مكروه قاصدا اليه فمن خاف الله امنه من كل شيء ومن لم يخف الله اخافه من كل شيء لقد قظى الله بين الناس من خلق مذ خلقوا ان المخاوف والاجرام في قرني. والاجرام ان المخاوف والاجرام في قرني هذا ايضا من عقوبات المعاصي ما يلقيه الله سبحانه وتعالى في قلب العاصي من الرعب والخوف ما يلقيه في قلب العاصي من اه اه من الرعب والخوف بحسب بحسب معاصيه وكما ان طاعة الله والخوف من الله المراقبة لله مثل ما تقدم هي قوة للقلب قل قوة للقلب ودخول في الامن دخول في الامن في الطمأنينة وهذه من اثار الايمان الامن والطمأنينة هي من اثار الايمان قال الله سبحانه وتعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم اه في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا آآ وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنع هذا بالعمل والطاعة وقال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن. وهم مهتدون فالايمان والطاعة ثمرتها الامن الامن من عقوبة الله في الدنيا والاخرة والمعصية ثمرتها الخوف فيصبح في قلبه خوف يلقيه الله في قلب العاصي ورعب ولهذا يصبح العاصي يخاف من من اي شيء من كان على معصية يخاف من اي شيء من خاف الله اخافه اخاف منه كل شيء ومن لم يخف الله اخافه من كل شيء مثل ما قال ابن القيم فمن خاف الله امنه من كل شيء ومن لم يخف الله اخافه من كل شيء اخافه من كل شيء قال حتى ان العاصي يصبح حال قلبه كانه بين جناحي طائر كانه بين جناحي طائر. تأمل في الطائر خاصة اذا كان قريب من من الناس وهو يلقط الحب تجد تجده رأسه ما يستقر ما يستقر ينظر هنا وينظر هنا وينظر هنا ثم يأخذ حبة واحدة ثم ينظر وينظر وينظر وينظر وثم حبة واحدة في خوف شديد فالعاصي مثله العاصي قلبه فيه رعب ولهذا مثل ما قال ابن القيم رحمه الله ان حركت الريح الباب محركة الريح الباب قال جاء الطلب يحسبون كل صيحة عليه. اي حركة يخاف هذا الخوف من اثر المعاصي هذا الخوف من اثر المعاصي والطمأنينة والامن من اثر الطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى فالايمان امن الايمان امن والمعصية خوف المعصية خوف لاحظ شرع لنا في مطلع كل شهر اذا هل الهلال ورأينا الهلال ان نقول اللهم اهله علينا بالامن والايمان. قرينان الامن والايمان اذا وجد هذا وجد الاخر واذا ارتفع ارتفع الاخر فهما قرنان اللهم اهله علينا بالامن والايمان والسلامة الاسلام ربي وربك الله نعم قال ومن عقوباتها لاحظ قول البيت الذي اورده قال اه ان المخاوف والاجرام في قرن يعني متى متى وجد الاجرام وجدت ماذا المخاوف لانها مقرونة بها واذا كانت المخاوف والاجرام في قرن فان الطاعة والامن ماذا في قرن اذا وجدت الطاعة وجد الامن نعم قال ومن عقوباتها انها توقع الوحشة العظيمة في القلب فيجد المذنب نفسه مستوحشا قد وقعت الوحشة بينه وبين ربي وبينه وبين الخلق وبينه وبين نفسي وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة وامر العيش عيش المستوحشين الخائفين. واطيب العيش عيش المستأنسين. فلو فكر العاقل ووازن بين لذة معصية وما توقعه فيه من الخوف والوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه. اذ باع انس الطاعة وامنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له فان كنت قد اوحشتك الذنوب كما قيل كما قيل فان كنت قد اوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت واستأنسي وسر المسألة ان الطاعة توجب القرب من الرب سبحانه فكلما اشتد القرب قوي الانس والمعصية توجب البعد من الرب وكلما ازداد البعد قويت الوحشة ولهذا يجد العبد وحشة بينه وبين عدوي للبعد الذي بينهما وان كان ملابسا له قريبا منه ويجد انسا وقربا بينه وبين من يحب وان كان وان كان بعيدا عنه. والوحشة سببها الحجاب وكلما غلظ الحجاب زادت الوحشة فالغفلة توجب الوحشة واشد منها وحشة المعصية واشد منها وحشة الشرك والكفر ولا تجد احدا ملابسا شيئا من ذلك الا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه فتعلوا الوحشة وجهه وقلبه فيستوحش ويستوحش منه بهذا الاثر الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى سبقا ذكره سبق ان ذكره آآ تقدم معنا ذكره ان من عواقب الذنوب وحشة يجدها العاصي بينه وبين الله ثم ذكر بعد ذلك مباشرة ان من اثار المعاصي وحشة يجدها بينه وبين الناس فهذا سبق ان مر معنا لكن آآ اعاده آآ ابن القيم رحمه الله تعالى هنا بمزيد من آآ التوضيح والتقرير والا يعني الامر آآ قد تقدم ذكره عند الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر هنا فائدة آآ في في المسألة ان سر المسألة يعني سر هذه الوحشة التي تكون في قلب العاصي ان الطاعة توجب القرب ان الطاعة توجب القرب من الله وكلما وجد القرب منه سبحانه وتعالى عظم في قلب العبد الانس والراحة والطمأنينة والامن كل ذلك بحسب حظه من القرب من ربه سبحانه وتعالى والمعصية توجب البعد من الرب توجب البعد من من الرب وكلما قوي البعد من الرب بعد العبد عن الراحة والانس والطمأنينة الى اضنادها الى الخوف والقلق والرعب نحو ذلك فكلما قرب من ربه طاعة وذلا وخضوعا امن وحصل الامن وكلما بعد عن ربه حصل من الخوف بحسب بعده عن ربه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تصرف القلب عن صحته واستقامته الى مرضه وانحرافه فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالاغذية التي التي بها حياته وصلاحه فان تأثير الذنوب في القلب كتأثير الامراض في الابدان بل الذنوب امراض القلوب وداؤها ولا دواء لها الا تركها وقد اجمع السائرون الى الله ان القلوب لا تعطى مناها حتى تصل الى مولاها ولا تصل الى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك الا بمخالفة هواها فهواها مرضها وشفاؤها مخالفته. فان استحكم المرض قتل او كاد وكما ان من نهى نفسه عن الهوى كانت كانت الجنة مأواه فهذا يكون قلبه فكذا يكون قلب في هذه الدار في جنة عاجلة لا يشبه نعيم لا يشبه نعيم اهلها نعيما البتة بل التفاوت الذي بين النعيمين التفاوت الذي بين نعيم الدنيا والاخرة وهذا امر لا لا يصدق به لا يصدق به الا من باشر قلبه هذا وهذا ولا تحسب ان قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم مقصور على نعيم الاخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاث هم كذلك اعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في نعيم وهل النعيم الا نعيم القلب وهل العذاب الا عذاب القلب واي عذاب اشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر واعراضه عن الله والدار الاخرة وتعلقه بغير الله وانقطاعه عن الله بكل واد منه شعبة وكل شيء تعلق به واحبه من دون الله فانه يسومه سوء العذاب فكل من احب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل فاذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته والتنغيص والتنكيد عليه وانواع من العذاب في هذه المعارضات في هذه المعارضات فاذا سلبه اشتد عليه عذابه فهذه ثلاثة انواع من العذاب في هذه الدار واما في واما في البرزخ فعذاب يقارنه الم الفراق الذي لا يرجو عوده. والم فوات ما فاته من النعيم العظيم. باشتغاله بضد والم الحجاب عن الله والم الحسرة التي تقطع التي تقطع الاكباد فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما تعمل الهوام والديدان في ابدانهم بل عملها في النفوس دائم مستمر حتى يردها الله الى اجسادها فحينئذ ينتقل العذاب الى نوع هو ادهى وامر. فاين هذا من نعيم؟ من يرقص قلبه طربا وفرحا وانسا بربه واشتياقا اليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بذكري حتى يقول بعضهم في حال نزعي وطرباه ويقول الاخر ان كان اهل الجنة في مثل هذا الحال انهم لفي عيش طيب ويقول الاخر مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها وما ذاقوا اطيب ما فيها. ويقول الاخر لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ويقول الاخر ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة فيا من باع حظه الغالي بابخس الثمن وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى انه قد غبن اذ لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسل فسل المقومين. وهو يرى انه قد غبن نعم وهو يرى انه قد غبن اذ لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسل المقومين فيا عجبا من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى والسفير الذي جرى على يديه عقد التبايع وضمن الثمن على عن المشتري هو الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد بعتها بغاية الهوان كما قال القائل اذا كان هذا فعل عبد بنفسه فمن ذا له من بعد ذلك يكرم يقول الله تعالى ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء هذا ايضا آآ امر اخر من عقوبات الذنوب وما تجره على العاصي انها تصرف القلب عن صحته واستقامه واستقامته الى مرضه وانحرافه الى مرضه وانحرافه ويعتل القلب ويمرض بسبب هذه المعاصي ثم اذا اعتل القلب وومرض فارقته اللذة وهنا ننتبه الى معنى عظيم يقرره ابن القيم رحمه الله تعالى ان اللذة الحقيقية انما هي في طاعة الله كثير من الناس يغتر لذة المعصية التي آآ يسوقه اليها بريقها ولمعانها وجنوح القلب اليها والا فاللذة الحقيقية لذة الطاعة ولا تقارن باي لذة اخرى ولهذا اهل طاعة الله سبحانه وتعالى في لذة لم يذقها ولا قاربوها العصاة ولا يجدون في معاصيهم مهما كانت ما يداني ويقارب اللذة التي يجدها المطيع في طاعته لربه ولهذا فان آآ المطيعة لله في نعيم وسعادة ولذة حتى وان كان حتى وان كان في قلة ذات يد في ضعف في البدن في وهاء في القوى يجد سعادة يجد سعادة يجد لذة لا لا يجدها اصلا العاصي العاصي يجد لذة مؤقتة زائلة فانية اما المطيع فلذته باقية معه في قومته ورقدته ينام قريرا قرير العين وينهض سعيدا متقلبا في نعم في نعم الله سبحانه وتعالى متقلبا في نعم الله جل وعلا ولهذا قال الله سبحانه ان الابرار لفي نعيم قال ابن القيم لا تظن ان هذا النعيم في الدار الاخرة فقط لا الابرار في نعيم في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ يوم القيامة وان الفجار لفي جحيم ليسوا في جحيم فقط في الدار الاخرة بل في الدنيا والبرزخ والدار الاخرة وشرح هذا ابن القيم رحمه الله تعالى شرح الجحيم الذي يمر به هؤلاء في دورهم الثلاثة ولهذا النعيم النعيم الحقيقي انما هو في طاعة الله سبحانه وتعالى اتذكر انني مرة زرت احد العباد الصلحاء احسبه كذلك والله حسيبه وقد توفي رحمه الله وهذا الكلام الا قديم زرته في بيته وهو بين اربعة جدران من اربعة سنوات ما يخرج ويذكر عن انه يعاني من امراض عديدة فسألته عن حاله قلت كيف كيف انت يا ابا فلان قال لي بالحرف الواحد والله انني في سعادة ما اظن احد في المملكة مثلها هكذا هذا لفظه قال والله انني في سعادة ما اظن احد في المملكة مثله وهو بين اربع جدران وعلى سرير المرض وفي معاناة من المرظ خذ شاهدا اقوى من هذا واعجب الامام بن سعدي رحمه الله تعالى. رسالته التي نفع الله سبحانه وتعالى بها خلقا والتي اسماها الوسائل المفيدة للحياة السعيدة كيف تسعد كيف تظفر بالحياة السعيدة هذه الرسالة من اولها الى اخرها كتبها على سرير المرظ وهو في الم شديد في رأسه حتى ان الطبيب كما حدثني ابنه بذلك كان منعه من القراءة والكتابة. لان رأسه ما يتحمل من شدة الالم ومع هذا الالم يكتب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة واحد العلماء وقد احسن يصف هذا الكتاب بانه مستشفى الامراض النفسية فعلا تقرأ هذا الكتاب هو مستشفى وكثير مما وفقه الله وقرأ الكتاب بطمأنينة زالت عنه اوهام واسقام ووساوس وظنون وتفتحت له ابواب في السعادة فالسعادة ان وقرة العين انما انما هي في طاعة الله سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون قال جل وعلا فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى اي يسعد ضمن الله لمن اتبع هداه ان يسعد وان تتحقق سعادته والا يصيبه الشقاء ما انزلنا عليك القرآن لتشقى القرآن كتاب السعادة اذا اردت السعادة اطلبها في القرآن هو كتاب السعادة ان هذا القرآن يهدي التي اقوم فاللذة الحقيقية والسعادة الحقيقية انما هي في طاعة الله سبحانه وتعالى. اما لذة المعاصي فهي لذة فانية لذة فانية محفوفة منغصات من بعد ذلك جلابة للعقوبات تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار. هي لذة فانية وسريعا ما تنقضي وعواقبها على صاحبها في الدنيا والاخرة شديدة نسأل الله عز وجل ان يصلحنا اجمعين. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره وان يغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات نسأله جل في علاه ان يتقبل توبتنا وان يغسل حوبتنا وان يثبت حجتنا وان يهدي قلوبنا وان سخيمة صدورنا اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها انبه قبل ان اختم الى ان غدا غدا الاثنين لا يوجد درس. ونعود ان شاء الله للدرس يوم الثلاثاء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خير