بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تعمي بصيرة القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب موارد الهداية وقد قال ما لك للشافعي قد قال ما لك للشافعي لما اجتمع به ورأى تلك المخايل اني ارى الله تعالى قد القى عليك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم. فكم من مهلك يسقط فيه ولا يبصر كاعمى خرج بليل في طريق ذات مهالك ومعاطب فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب ثم تقوى تلك الظلمة وتفيض من القلب الى الجوارح فيغشى القلب منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فيغشى فيغشى القلب منها سواد للوجه الله اليك. فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فاذا كان عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر فامتلأ القبر ظلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه القبور ممتلئة اهلها ظلمة وان الله منور منورها بصلاتي عليهم. فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد علت الوجوه علوا ظاهرا يراه كل احد حتى يصير الوجه اسود مثل مثل الحممة فيا لها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا باجمعها من اولها الى اخرها. فكيف بقسط كيف بقسط العبد المنغص المنكد المتعب في زمن انما هو ساعة من حلم. فالله المستعان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يواصل بيان عقوبات الذنوب وعواقبها الوخيمة تحذيرا منها وبيانا لخطورتها وسوء مغ مغبتها على العاصي في دنياه واخراه وهذه الذنوب او هذه العقوبات التي ذكر رحمه الله تعالى وقوف المسلم عليها ومعرفته بها نافع له غاية النفع في حياته لانها تعطيه حيطة وحذرا وادراكا لخطورة الذنوب وعواقبها ومضارها العظيمة على العاصي في الدنيا والاخرة ولو وقف كثير من العصاة على هذه العواقب وادركوا خطورة الذنوب لكانت اعظم رادع لهم ولهذا يؤتى من يؤتى من عدم البصيرة الدراية بالعواقب الوخيمة التي تترتب على الذنوب في الدنيا والاخرة والامام ابن القيم رحمه الله تعالى نصح في عده للعقوبات نصحا عظيما وهذا الفصل او الفصول الواسعة التي يذكرها رحمه الله تعالى في عقوبات اه الذنوب اه والتي جمعها رحمه الله تعالى لا تكاد تجدها مجموعة هذا الجمع في كتاب اخر وهذا من توفيق الله عز وجل لهذا الامام الناصح رحمه الله وغفر له ذكر هنا من عواقب الذنوب انها تعمي بصيرة القلب كما قال الله سبحانه وتعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فالمعصية لها مضرة عظيمة جدا على القلب من جهة انها تعمي البصيرة تعمي البصيرة التي في القلب واذا عميت بصيرة القلب اظلم كانت عليه ظلمة تكسوه وتغطيه واذا كان القلب على هذا الوصف فانه لا يهتدي سبيلا فانه لا يهتدي سبيلا بل يظل متخبطا في الظلمات التي هي ظلمات من فوقها ظلمات وكلما اكثر من الذنوب تراكمت هذه الظلمة على قلبه تراكمت هذه الظلمة على قلبه قال رحمه الله تعالى في بيان اثر انطماس نور القلب اه اه وما يترتب على ذلك قال وتسد طرق العلم وتسد طرق العلم لان العلم العلم نور والمعاصي ظلمة ظلمة تحجب عن القلب هذا النور ولهذا ان اراد لنفسه العلم فليتب من الذنوب هذه بداية هذه بداية تحصيله للعلم حتى يكون قلبه مستعدا مهيئا لتلقي العلم لانه ان بقي على ذنوبه ومعاصيه فان وظلمة المعاصي التي تغشى القلب تحول بينه وبين العلم وتحصيله. تسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية قال رحمه الله تعالى ولا يزال هذا النور يضعف ويظبحل بسبب المعاصي والذنوب ظلام المعاصي يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم بمثل الليل البهيم وقلب هذه صفة عياذا بالله سبحانه وتعالى من ذلك قلب هذه صفته اظلم وغشته الظلمة وغطته من كل جهة شأنه يكون كما قال فكم من مهلك يسقط فيه ولا يبصره كم من مهلك يسقط فيه ولا يبصروا ومثله كمثل رجل اعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب كيف يكون حاله؟ طريق فيه اشواك وفيه حفر وفيه هوام وفيه الى اخره وهو لا يرى لا يرى طريقه فالظلمة التي اه تغطي قلب العاصي بسبب استغراق نفسه في الذنوب والمعاصي تجعله يقع في انواع من المهالك والمعاطب وهنا يشعر بسبب هذه الظلمة التي اتكسو قلبه وتغطيه يقول رحمه الله ثم هذه الظلمة التي تكون في القلب بسبب المعاصي تفيض من القلب الى الجوارح تفيض من القلب الى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد فيغشى منها الوجه سواد فيسود تكسوه ظلمة هي ناشئة ونابعة من من ظلمة قلبه ناشئة ونابعة من ظلمة قلبه ولا ينتهي لا ينتهي حد هذه الظلمة في حياته الدنيا بل تنتقل معه الى قبره وتنتقل معه يوم القيامة في حصره وتكون ملازمة له واورد رحمه الله الحديث اه وهو في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال ان هذه القبور ممتلئة على اهلها ظلمة وان الله منورها بصلاتي عليهم وهذا الحديث جاء في صحيح مسلم زيادة في الحديث المعروف قصة المرأة التي كانت تقم المسجد وماتت ليلا ودفنت صلي عليها ودفنت وما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ثم لما سأل عنها او افتقدها قالوا انهم صلوا عليها ولم يؤذنوه بذلك ليلا فذهب الى قبرها وصلى عليها عليه الصلاة والسلام ثم قال وهذه الزيادة يعني انفرد بها مسلم عن البخاري ثم قال عليه الصلاة والسلام ان هذه القبور ممتلئة على اهلها ظلمة ممتلئة على اهلها ظلما وان الله منورها بصلاتي عليهم ووان الله منورها بصلاته عليهم يعني ما يكون منه في عليه الصلاة والسلام من صلاة عليم ودعاء لهم في صلاتهم في صلاته عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن اهل العلم من ذهب الى ان هذه الزيادة في هذا الحديث والتي انفرد بها مسلم عن البخاري لا تثبت مرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام وانما هي مدرجة وانما هي مدرجة في اه الحديث وهي من مراسيل ثابت والى والى هذا ذهب الحافظ ابن حجر رحمه الله غيره من اهل العلم ومنهم من من اهل العلم من قوى ثبوتها اه مرفوعة الى النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد علت على علت الوجوه علوا ظاهرا يراه كل احد علت اي الظلمة على الوجوه علوا ظاهرا يراه كل احد حتى يصير الوجه اسود مثل الحممة يعني قطعة الفحم السوداء مثل الحمامة اي قطعة الفحمة السوداء يعني من شدة الظلمة والسواد الذي يكسو وجهه وقد استمعنا اليوم في صلاة الفجر الى قول الله سبحانه وتعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فهذا السواد الذي يكون في في الوجه مثل ما قال ابن القيم يعلو الوجه ويكسوه ويكون ظاهرا يراه كل احد الحاصل ان هذا من اه اخطار الذنوب وعواقبها العظيمة الوخيمة على العاصي انها تعمي بصيرة القلب تطمس نوره تطمس نوره نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تصغر النفس وتقمعها وتدشيها وتحقرها حتى تصير اصغر شيء واحقره كما ان الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها قال الله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة الله واظهرها وقد خسر من اخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله واصل التدفئة الاخفاء ومنه قوله تعالى ام يدسوا في التراب فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويخفي مكانها يتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به قد انقم عند نفسه وانقمى عند الله وانقما عند الخلق فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير اشرف شيء واكبره وازكاه واعلاه ومع ذلك فهي اذل شيء واحقره واصغره لله تعالى وبهذا الذل حصل لها هذا العز والشرف والنمو فما صغر النفوس مثل معصية الله وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله. وهذه ايضا من العقوبات المترتبة على الذنوب والمعاصي انها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتخفيها وتذلها وتحقرها فهذه من عواقب من عواقب المعاصي والذنوب لان النفس شريفة وعالية ورفيعة فاذا اخذ المرء والعياذ بالله يتعاطى الذنوب والمعاصي والاثام فانه بهذه المعاصي يدف يدسي نفسه ويحقرها وكما قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى اصل التدسية الاخفاء فهو يخفي نفسه بدل ان تكون شريفة عالية رفيعة يخفيها ويغمرها ويحقرها ويهينها بهذه المعاصي التي فيرتكبها وعلى ضد من ذلك الطاعة عز وشرف ورفعة ولا تزال هذه الرفعة تزداد مع ازدياد الطاعات يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فلا يزال في علو ولا يزال في رفعة ما دام مع طاعة الله سبحانه وتعالى واذا كان المرء والعياذ بالله مع المعاصي والذنوب فهو لا يزال يحقر نفسه ويهينها ويذلها بدل ان يكون لها الاسماء العالية الشريفة الرفيعة الفاضلة اه يتحول الى اسماء الفسوق ويحول الاسماء لنفسه بدل اسماء الرفعة والعلو المؤمن المطيع القانت المخبت التائب المستغفر الذاكر الى اخره هذه الاسماء الشريفة يتحول الى اسماء الدنيئة بئس الاسم الفسوق بعد الايمان فهذا هذا التحقير النفس والتدسية لها يزداد مع زيادة الذنوب والله سبحانه وتعالى يقول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قد افلح من زكى اي من زكى نفسه افلح اي تحقق فلاح. والفلاح اجمع كلمة تعني حيازة الخير في الدنيا والاخرة الفلاح هذه الكلمة تعني اه حيازة هي اجمع كلمة في حيازة الخير في الدنيا والاخرة فمن زكى نفسه افلح زكاها اي بطاعة الله والبعد عن معاصيه لان تزكية النفس تكون بهذا وهذا تزكية تخليه وتحلية تخلية للنفس من الرذائل وتحلية لها بالكمالات والفظائل قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اي دس نفسه حقرها واهانها وطمرها وغمرها المعاصي فتصبح نفسا مهينة حقيرة حقرها واهانها بالذنوب المعاصي التي يرتكبها نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها ان العاصي دائما في يقول ابن القيم هنا كلام حقيقة جميل و عظيم جدا يقول فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير اشرف شيء واكبره وازكاه واعلاه لكن مع هذا الكبر والعلو والزكاة مع ذلك فهي اذل شيء واحقره واصغره لله في خظوعها لله وانكسارها بين يديه ورؤيتها للتقصير في جنب الله وحقه سبحانه وتعالى وان وانه ما عبد الله حق عبادته فهو لا يزال نفسه تكبر علوا في طاعته لله وهو في نفسه يرى نفسه من من اعظم النفوس تقصيرا في في في جنب الله وآآ تفريطا وظلما لنفسه لا يزال في طاعة ورفعة وعلو وهو لا يزال يرى نفسه ظالما لنفسهم مقصرا في حق ربه سبحانه وتعالى وهذه هي صفة المؤمنين الكمل المؤمنون الكمل جمعوا بين الاحسان في العمل والشفقة والمخافة ورؤية التقصير بخلاف غيرهم عندهم تقصير في العمل وتفريط في الطاعة واعجاب وزهو وغرور النفس يكون مغترا بنفسه معجبا بها وهي نفس حقيرة دساها بالذنوب غمرها بالتفريط في في في طاعة الرب سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها ان العاصي دائما في اسر شيطانه وسجن شهواتي وقيود هواه فهو اسير مسجون مقيد ولا اسير اسوأ حالا من اسير اسره اعدى عدو له ولا سجين اضيق من سجن الهوى والسجن ولا سجن اضيق من سجن الهوى ولا قيد اصعب من قيد الشهوة فكيف يسير الى الله والدار الاخر؟ فكيف يسير الى الله والدار الاخرة قلب مأسور مسجون مقيد. وكيف يخطو خطوة واحدة واذا قيد القلب طرقته الافات من كل جانب بحسب قيوده ومثل القلب مثل الطائر. كلما علا بعد عن الافات. وكلما نزل احتوشته الافات. وفي حديث الشيطان ذئب الانسان وكما ان الشاة لا حفاظ لها وهي بين الذئاب شريعة العطب فكذا العبد اذا لم يكن عليه حافظ من الله فذئبه مفترسه ولابد وانما يكون عليه حافظ من الله بالتقوى فهي وقاية من الله وقاية وجنة فهي وقاية وجنة حصينة بينه وبين ذئبه كما هي كما هي وقاية بينه وبين عقوبة الدنيا والاخرة وكلما كانت الشاة اقرب من الرائي كانت اسلم من الذئب وكلما بعدت عن الراعي كانت اقرب الى الهلاك فاحمى ما تكون الشاة اذا قربت من الراعي وانما يأخذ الذئب القاصية من الغنم وهي ابعد من الراعي واصل هذا كله ان القلب كلما كان ابعد من الله كانت الافات اليه اسرع وكلما قرب من الله بعدت منه الافات والبعد من الله مراتب بعضها اشد من بعض فالغفلة تبعد القلب عن الله ويعد وبعد المعصية اعظم من بعد الغفلة وبعد البدعة اعظم من بعد المعصية وبعد النفاق والشرك اعظم من ذلك كله وهذا ايضا فصل عظيم في بيان عقوبات الذنوب وعواقبها الوخيمة على العاصي ان العاصي يصبح دائما اسير شيطانه في اسر شيطانه وسجن شهوته وقيود هواه وقيود هواه مكبل هذه القيود التي اه اه التي تكاثرت عليه واشتد امرها عليه بسبب المعاصي التي مالت اليها نفسه لان ميل النفس الى المعاصي هو بعد عن الله ميل العبد الى المعاصي هو بعد عن الله سبحانه وتعالى وكل ما كان هذا البعد عن الله كان ابعد عن الحفظ حفظ الله له واذا كان بعيدا عن هذا الحفظ حفظ الله سبحانه وتعالى لا تسلطت عليه الشياطين تتسلط عليه الاهواء وتسلطت عليه الشهوات واصبح مقيد واصبح مقيدا بهذه القيود اسيرا لها قال ولا اسير اسوأ حالا من اسير اسره اعدى عدو له وهو الشيطان الرجيم ولا سجن اضيق من سجن الهوى ولا قيد اصعب من قيد الشهوات وصدق رحمه الله ليس هناك سجن اضيق من سجن الهوى الشخص الذي طغى عليه الهوى وملأ نفسه يحجبه عن الحق يحجبه عن الحق ويحول بينه وبين الهدى وكلما جاء داعي الحق حال هواه بينه وبين هدى الله حال هواه بينه هوى نفسه بينه وبين هدى هدى الله سبحانه وتعالى ولا قيد اصعب من قيد الشهوات الشهوة هذه قيد قيد خطير اه بعض العصاة قد يدرك في فترة من فترات عصيانه مضرة المعصية عليه وخاصة المضرة الدنيوية لاشياء يشاهدها في صحته في عافيته في احواله في اموره فيشاهد هو بنفسه اه مضار للمعصية ومع ذلك قيد الشهوة يجعلوا مع هذه المشاهدة التي يراها يستمر بمعاصيه يستمر في معاصيه لان القيد كلما اشتد كل ما يكون المرء والعياذ بالله متماديا في المعاصي والذنوب يقول ابن القيم رحمه الله فكيف يسير الى الله والدار الاخرة قلب مأسور مسجون مقيد اذ يكون السير اذا كان اسير الشيطان آآ في سجن الشهوة وفي قيد الهوى. كيف يسير الى الله قلب هذه حاله ثم ضرب مثلا مثلا جميلا والامثلة نافعة ومفيدة في التوظيح وتجلية الامور وبيانها يقول ومثل القلب مثل الطائر مثل القلب مثل الطائر كلما علا بعد عن الافات وكلما نزل احتوشته الافات كلما علا علوه بعد ورفعة وبعدا عن الافات وكلما نزل احتوشته الافات ثم ذكر ايضا مثلا اخر التوضيح قال وفي الحديث الشيطان ذئب الانسان الشيطان ذئب الانسان وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام انما يأكل الذئب من الغنم القاسية انما يأكل الذئب من الغنم القاصية وهذا ذكره عليه الصلاة والسلام في حال رجل كان بعيدا عن آآ موطن ومكان تعليمه وبيانه عليه الصلاة والسلام فقال انما يأكل الذئب من الغنم القاصية الحاصل ان العبد كلما كان في كنف الطاعة والعبادة والقرب من من الله سبحانه وتعالى كان اسلم له من هذا العدو وانجى له من شروره وكيده ومكره وكلما غفل وابتعد تسلط عليه هذا العدو اقرأ في هذا قول الله سبحانه وتعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا. كل ما كان الانسان في كنف العبادة كان ذلك آآ ابعد له واسلم من كيد الشيطان ومكره صده عن عن هدى الله وكل ما كان ايضا محافظا على الذكر لله كل ما كان في حصن حصين وحرز مكين اه يحمي العبد من الشيطان الرجيم والامام ابن القيم رحمه الله ظرب مثلا اخر في احد كتبه لا اذكره الان لا اذكر الكتاب عجيبا للغاية في تصوير حال العبد مع الشيطان قال كمثل رجل معه قطعة لحم ومن حوله كلب جائع يطوف به من حوله كلب جائع يطوف به من من جهاته كلها ماذا ينتظر هذا الكلب الجائع ينتظر ادنى غفلة تكون من المرء فيخطف هذه اللحمة واللحمة في هذا المثل الذي ظربه هي بمثابة الدين والكلب بمثابة الشيطان ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين يأتيهم من كل جهة لخطف هذا الدين منه ولهذا يحتاج العبد الى ان يعمق نفسه في الدين حفاظا عليه وتمسكا به ورعاية له فبهذا السلامة من آآ الشيطان وكيده اعاذنا الله سبحانه وتعالى منه نعم قال رحمه الله فصل اعد قوله واصل هذا واصل هذا كله ان القلب كلما كان ابعد من الله كانت الافات اليه اسرع وكلما قرب من الله بعدت منه الافات والبعد من الله مراتب بعضها اشد من بعض فالغفلة تبعد القلب عن الله وبعد المعصية اعظم من بعد الغفلة وبعد البدعة اعظم من بعد المعصية وبعد النفاق والشرك اعظم من ذلك كله. نعم يعني القلب كل ما كان ابعد من الله كانت الافات اليه اسرى والقلوب متفاوتة في بعدها عن الله بسبب العمل الذي بعد به المرء عن الله سبحانه وتعالى فهناك بعد سببه الغفلة وهناك بعد سببه المعصية وهناك بعد سببه البدعة وهناك بعد سببه الشرك والكفر والنفاق وهذه ليست على درجة واحدة كلها تؤدي الى بعد عن الله لكن هذا البعد متفاوت بحسب ما كان من المرء واشد ما يكون البعد عن الله بالكفر والشرك ثم يليه البدعة ثم المعصية ولهذا كانت البدع احب الى الشيطان من المعصية والكفر احب اليه منهما لان لان هي مراتب بعظها اشد من بعظ فكلما كان القلب ابعد عن الله كانت الافات اليه اسرع وكلما قرب من الله بعدت عنه الافات لانه يكون بقربه من الله في حصن حصين ان عبادي ليس لك عليهم سلطان نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه فان اكرم الخلق عند الله اتقاهم واقربهم منه منزلة اطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده فاذا عصاه وقال فامره سقط من عينه فاسقطه من قلوب عبادي واذا لم يبقى له جاه عند الخلق وهان عليهم عاملوه على حسب ذلك فعاش بينهم اسوأ عيش الذكر ساقط القدر جري الحال لا حرمة له فلا فرح له ولا سرور فان خمول الذكر وسقوط القدر والجاه جالب كل غم وهم وحزن ولا سرور معه ولا فرح واين هذا واين هذا واين هذا الالم من لذة المعصية لولا سكر الشهوة ومن اعظم نعم الله على العبد ان يرفع له بين العالمين ذكره ويعلي له قدره ولهذا خص انبياءه ورسله من ذلك بما ليس لغيرهم كما قال تعالى واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار اي خصصناهم بخصيصة وهي الذكر الجميل الذي يذكرون به في هذه الدار وهو لسان الصدق الذي سأله ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حيث قال واجعل لي لسان صدق في كاينين وقال سبحانه عنه وعن بنيه ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ورفعنا لك ذكرك فاتباع الرسل فاتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم. وكل من خالفهم وكل من خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم نعم مثل ما قال الله تعالى ان شانئك هو الابتر يعني الذكر بل لا يذكر الا بالقبيح بخلاف اهل طاعة الله سبحانه وتعالى هذا ايضا من العقوبات عقوبات المعاصي سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله سبحانه وتعالى وعند خلقه لان الطاعة تزيد من كرامة العبد عند الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم فكرامة العبد عند الله تزيد بحسب تقواه وطاعته لربه ومولاه. كلما ازداد طاعة لله زادت كرامته ومنزلته ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وعلى قدره لطاعته لربه واذا دس نفسه وحقرها ودنسها الذنوب سقط من هذا القدر وسقط من هذه المكانة لانه حقر نفسه المعاصي اذا سقط جاهه ومنزلته وكرامته عند الله سبحانه وتعالى سقطت ايضا عند الخلق كما هو الشاهد في الحديث الذي مر معنا اذا ابغض الله العبد نادى جبريل اني ابغض فلانا فيبغضه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه ثم يجعل له البغضاء في الارض اذا سقط مكانه ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى اه ايظا تسقط مكانته عند خلقه والاكرم عند الله الاتقى والاقرب من الاطوع له سبحانه وتعالى. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اقرب ما يكون العبد من ربه وهو وهو ساجد وفي الحديث قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وما تقرب الي عبدي شبرا الا تقربت منه ذراعا كل ما كان اعظم تقرب الى الله سبحانه وتعالى كلما كان اقرب الى الله فبالطاعة يزداد القرب. وبالمعصية يبعد عن الله يسقط مكانه وقدره بسبب هذه المعاصي وقول المصنف رحمه الله فاذا عصاه وخالف امره سقط من عينه اي من عين الله وهذه العبارة ايضا مرت معنا عند المصنف في موطن مضى وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن اه استعمال او صحة استعمال مثل هذه العبارة فقال ما ملخصه هذه العبارة يريد العرب بها اه ان الانسان قل شأنه وامره عند الله هذا مراد العرب بها يعني مستعملة لهذا الغرض ولهذا هناك عند العرب كلمات عند العرب كلمات ظاهرها ظاهره او تستعمل عنده مظاهرها غير غير مراد لا يقصدونه يعني مثلا ويأتي ايظا في بعظ الاحاديث فاظفر بذات الدين تربت يداك تربت يداك يعني من الفقر لامست التراب من شدة الفقر لا يقصدون الدعاء عليه بذلك وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ثكلتك امك ما يقصدون الدعاء بذلك استعمال العرب لهذه الكلمة سقط من عين الله اي قل شأنه ومكانته هذا من المراد هذا هو المراد بهذه الكلمة يقول الشيخ عقب ذلك واذا عرف المراد اذا عرف المراد ولم يكن فيه التباس باي حال من الاحوال فلا بأس بالتعبير به فلا بأس بالتعبير به واذا وقفنا على استعمال لمثل هذا اللفظ عند ائمة كبار فلا نحمله الا على المحمل المعروف عند العرب في استعمال اه استعمال اه هذه الكلمة فلا يكون في الامر اه التباس حينئذ او اشتباه نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تسلب صاحبها اسماء المدح والشرف وتكسوه اسماء الذم والصغار فتل فتسلبوا اسم المؤمن والبر والمحسن والمتقي والمطيع والمنيب والولي والورع والصالح والعابد والخائف والاواب والطيب والمرضي ونحوها وتكسوه اسم الفاجر والعاصي والمخالف والمسيء والمفسد والخبيث والسخوط والزاني والسارق والقاتل والكاذب والخائن واللوطي. وقاطع الرحم والغادر وامثالها فهذه اسماء الفسوق بئس الاسم الفسوق بعد الايمان الذي يوجب غضب الديان ودخول النيران وعيش الخزي والهوان وتلك اسماء توجب رضا الرحمن ودخول الجنان وتوجب شرف المسمى بها على سائر انواع الانسان فلو لم يكن على سائر انواع الانسان انا عندي نوع الانسان نعم على سائر النوع الانسان فلو لم يكن في عقوبة المعصية الا استحقاق تلك الاسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ولو لم يكن في ثواب الطاعة الا الفوز بتلك الاسماء وموجباتها لكان في العقل امر بها ولكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا مقرب لما باعد ولا مبعد لمن قرب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء. نعم وهذه كذلك من عقوبات الذنوب انها تسلب تسلب صاحبها اسماء الشرف المؤمن المطيع الصالح آآ القانت المنيب التائب الى غير ذلك من اسماء الشرف العظيمة وتكسوه اسماء الفسوق تكسوه اسماء الفسوق الفاجر الزاني العاصي السارق الفاجر الخبيث الى غير ذلك من الاسماء التي هي اه من جنايات معصيته لم تصبح هذه اسماء له وصفات له الا بسبب معاصيه يداك اوكتا وفوك نفخ. هي ما لم تصبع تصبح اسماء له وصفات الله الا بجنايتهم هو الذي جنى على نفسه فجر ولا يقل آآ اه اه انا لا اقبل هذه الاوصاف ولا ارظاها هو الذي اه هو الذي جعلها صفات اه هو الذي جعلها صفات لنفسه وكسا نفسه هذه الصفات وليس المعنى هنا ان من علم عنه شيء من هذه المعاصي ينادى بها وانما اصبحت هذه صفة له بدل ان كانت صفاته صفات الشرف اصبحت هذه صفات له بدل ان كان له اسماء الشرف المؤمن البر المحسن المتقي المطيع المنيب الولي الورع الصالح العابد الخائف القانت تكسو اسماء الفاجر والعاصي والمخالف والمسيء والمفسد والخبيث والمسخوط تتحول حاله الى هذه الاسماء والله تعالى يقول بئس الاسم الفسوق بعد الايمان اسماء الطاعة اذا كان من اهلها اوجبت له رضا الله والفوز ثوابه واسماء الفسوق اذا كان من اهله اوجبت له سخطا الله سبحانه وتعالى وهذا كما تقدم من التدسية للنفس والتحقير لها والاهانة ومن يهن الله فما له من مكرم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يصلح احوالنا واحوال المسلمين وان يردنا اليه ردا جميلا وان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وهدى وتوفيق والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا