بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تؤثر بالخاصية في نقصان العقل بالخاصة انها تؤثر بالخاصة في نقصان العقل فلا تجد عاقلين احدهما مطيع لله والاخر عاص الا وعقل المطيع منه ما اوفر واكمل وذكره اصح ورأيه اشد والصواب قرين ولهذا نجد خطاب القرآن انما هو مع اولي العقول والالباب كقوله واتقوني يا اولي الالباب وقوله فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. وقولي وما يذكر الا اولو الالباب ونظائر ذلك كثيرة ونظائر ذلك كثيرة وكيف يكون عاقلا وافر العقل من يعصي من هو في قبضته وفي داره وهو يعلم ان يراه ويشاهد فيعصيه وهو بعينه غير متوار عنه. ويستعين بنعمه على مساخطه. ويستدعي كل وقت غضبه عليه ولعنه له وابعاده من قربه وطرده عن بابه واعراضه عنه وخذلانه له والتخلية بينه وبين نفسه وعدوه وسقوطه من عينيه وحرمانه رح رضاه وحبه وقرة العين بقربه والفوز بجواره والنظر الى وجهه في زمرة لاوليائه الى اضعاف اضعاف ذلك من كرامة اهل الطاعة. واظعاف اظعاف ذلك من عقوبة اهل المعصية فاي عقل لمن اثر لذة ساعة او يوم او دار ثم تنقضي كانها حلم لم يكن على هذا النعيم المقيم والفوز العظيم. بل وسعادة الدنيا والاخرة ولولا العقل الذي تقوم به عليه الحجة الحجة لكان بمنزلة المجانين. بل قد تكون المجانين احسن حالا منه. واسلم عاقبة هذا من هذا الوجه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك يا ربنا باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تجعل هذا الذي نتعلمه من عواقب الذنوب معونة لنا على الخلاص منها. اللهم امين. اللهم اجعله معونة لنا على الخلاص منها واجعله حجة لنا يا ربنا لا علينا واجعله لنا من العلم النافع الذي نرتفع به وننتفع يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رب العالمين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يذكر من عواقب الذنوب واضرارها الوخيمة على العاصي ماء ما هو معونة على العبد على الحذر من الذنوب ومجانبتها والحذر من الوقوع فيها لعظم مضارها على العصاة في الدنيا والاخرة وان هذه المعاصي لا تجلبوا للناس خيرا بل تجلب لهم انواع المضار وانواع العقوبات والعواقب الوخيمة في الدنيا والاخرة كما عرفنا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فصل بهذه العواقب والعقوبات تفصيلا واسعا نصحا منه رحمه الله تعالى وتحذيرا من الذنوب واخطارها واظرارها وعواقبها الوخيمة وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا البيان الذي يسره آآ يسره لهذا الامام رحمه الله في كتابه الداء والدواء معونة لكثير من الناس معونة لكثير من الناس على التوبة الصادقة النصوح الى الله سبحانه وتعالى لانهم قرأوا في هذا الكتاب ما يحرك القلوب تحريكا عظيما للحذر من الذنوب واتقائها لان النفس كلما عظم ادراكها باخطار الذنوب واضرارها كلما كان ذلك معونة على الفكاك منها والخلاص من الوقوع فيها قال رحمه الله تعالى بعده لعواقب الذنوب ومن عقوباتها انها تؤثر بالخاصة في نقص العقل تؤثر تأثيرا في العقل بنقصه وهذا التأثير على العقل بالنقص والضعف يكون بحسب تمادي العبد في الذنب والمعصية وتنوع وقوعه فيها فانه كلما ازدادت المعاصي كلما كان ذاك من اسباب ضعف عقله بل ربما تلف العقل وضياعه لان المعاصي لان المعاصي اذا وقع فيها المرء ملأت فكره بسموم مهلكة ومضرة وكانت كما مر معنا في الحديث كل معصية تتسبب في نكتة سوداء على قلبه الى ان يصل بازدياده من الذنوب الى درجة الران التي هي تغطية على القلب واذا كان في ازدياد من الذنوب كان في ازدياد من نقص عقله وضعف فكره ورأيه وفهمه وقد اشار ابن القيم رحمه الله تعالى انك لا تجد عاقلين احدهما مطيع لله والاخر عاص لله سبحانه وتعالى الا والاول اوفر عقلا من الاخر الا او الا والا والا والاول اوفر عقلا من الاخر بل هنا ايضا ملحظ مهم جدا ان الاول الذي هو المطيع لله سبحانه وتعالى رب العالمين جل وعلا يسدده في في عقله وفهمه ونظره وتأمله في في الامور مثل ما جاء في الحديث القدسي آآ العظيم لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها الازدياد من الطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى هو وفور في العقل والفهم لان لان العبد لا يزال يحظى مع الطاعة بتسديد الله له وتوفيقه والعبد ايضا في طاعته لله لا يزال مستعينا بربه طالبا هدايته وتوفيقه لما قال علي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو الله به قال قل اللهم اهدني وسددني فالحاصل ان المطيع لله مؤيد بتأييد الله وامسد بمعونة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى فيما يأتي ويذر اضف الى ذلك ان المطيع لله سبحانه وتعالى اذا التبست عليه الامور وضاق عليه الفهم لها ولا يدري هل الخير له في الاقدام او الاحجام فانه يستخير الله سبحانه وتعالى استخيروا الله سبحانه وتعالى بعلمه ويستقدره بقدرته ويسأله من فضله ويفوظ امره الى الله سبحانه وتعالى فما اعظم وفور العقل بطاعة الله وما احرى المطيع بالتسديد والتوفيق والتأييد من الله سبحانه وتعالى في اموره كلها اما المعاصي اما المعاصي والعياذ بالله فانها لا تجلب العبد الا العواقب الوخيمة ومن ذلكم ضياع عقله من ذلكم ضياع عقله ولهذا هو مع المعاصي اقرب منه الى الطيس والاندفاع والتهور والعجلة وعدم المبالاة وعدم النظر في العواقب هذه كلها امور تحتف بالمعصية بل تجلبها المعصية بخلاف الطاعة التي تولد عقلا واناة ورفقا ونظرا في العواقب وتأنيا في الامور وسؤالا لله واستخارة له. الى غير ذلك من الاثار التي اه تجلبها الطاعات ففرق بين المطيع لله سبحانه وتعالى والعاصي مثل ما قال ابن القيم فان المطيع اوفر واكمل وفكره اصح ورأيه اسد والصواب قرينه ثم تحدث رحمه الله عن العاصي فقال كيف يكون عاقلا وافر العقل من يعصي من هو في قبضته وفي داره وهو يعلم انه يراه ويشاهده فيعصيه وهو بعينه غير متوار عنه ولهذا مما يؤثر ان احد الاشخاص جاء الى احد ائمة السلف ونفسه متحركة في معصية من المعاصي يريد ان يفعلها فقال له ذلك العالم افعل هذه المعصية افعلها لا حرج عليك لكن لا تستعمل في هذه المعصية اي نعمة من نعم الله عليك لا تستعمل اي نعمة ما يليق بك ان تعصي الله وانت تستعمل نعم الله فلا تستعمل اي نعمة من نعم الله. قال كل ما بي من الله قال له اذا امر اخر افعلها لكن اذهب في مكان لا يراك الله فيه. قال كيف يكون هذا؟ اينما اكون يراني الله هذا المعنى هو الذي يذكره ابن القيم رحمه الله لان هذا فعلا لما يستحضره المرء يكون معه على على معونة على الخلاص من المعاصي كيف كيف يكون عاقل وهو يعصي الله سبحانه وتعالى بنعم الله عليه واستعملا نعم الله في مساخط الله هذا ليس من العقل ولا من الحكمة فيقول كيف يكون عاقل؟ وافر العقل من يعصي من هو في قبضته وفي داره وهو يعلم انه يراه ويشاهده فيعصيه وهو يعينه غير متوار عنه وهو بعينه غير متوار عنه. ويستعين بنعمه على مساخطه ويستدعي كل وقت غضبه اه عليه ولعنته له. يعني اين العقل اين العقل ممن كانت اه ممن كانت هذه حالهم فالعاقل يتفكر في هذه الامور وهذه النعم وهذه الالاء والعطايا ويتفكر ايضا من جهة اخرى في اطلاع الله عليه ورؤيته سبحانه وتعالى له فكل ذلك يردعه عن المعاصي وهذا من العقل وهذا من العقل اما الاخر فقد دس نفسه ومن ذلك التدسئة للعقل بدل ما يكون عقلا وافرا يصبح عقلا مطمورا مغمورا بالاهواء وتتبع الملاذ والشهوات التي هي مضرة على العاصي في دنياه واخراه يقول رحمه الله ايضا في هذا البيان فاي عقل لمن اثر لذة ساعة او يوم او دهر ثم تنقضي كأنها حلم لم يكن على هذا النعيم المقيم والفوز العظيم اي النعيم المعجل في الدنيا والنعيم المؤجل في الدار الاخرة من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون هذا في الدار الاخرة. نعم قال رحمه الله واما تأثيرها في نقصان في نقصان العقل المعيشي فلولا الاشتراك في هذا النقصان لظهر لمطيعنا نقصان عقل عاصينا ولكن الجائحة عامة والجنون فنون ويا عجبا لو صحت العقول لعلمت ان طريق تحصيل اللذة والفرحة والسرور وطيب العيش انما هو في رضاء من من النعيم كله في رضاه والالم والعذاب كله في سخطه وغضبه ففي رضاه قرة العيون وسرور النفوس وحياة القلوب ولذة الارواح وطيب الحياة ولذة العيش واطيب النعيم مما مما لو وزن منه مثقال ذرة نعيم الدنيا لم يفي به بل اذا حصل للقلب من ذلك ايسر نصيب لم يرظى بالدنيا وما فيها عوظا منه ومع هذا فهو يتنعم بنصيبه من الدنيا اعظم من تنعم المترفين المترفين فيها ولا يشوب تنعمه بذلك الحظ اليسير ما يشوب تنعم المترفين من الهموم والغموم والاحزان والمعارضات قد حصل على النعيمين وهو ينتظر نعيمين اخرين اعظم منهما. وما يحصل له من خلال ذلك من الالام فالامر كما قال الله تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون فلا اله الا الله ما انقص عقل من باع الدر بالبعض بالبعر والمسك بالرجيع ومرافقة الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين بمرافقة الذين غضب الله عليهم والعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا قوله رحمه الله تعالى واما تأثيرها في نقصان العقل المعيشي الى اخره هنا يعني ينبه ابن القيم او يجيب على اشكال ربما يأتي في هذا السياق الى الاذهان قد يقول قائل اذا كنا نتحدث عن العقل والذكاء والفطنة قد نرى عصاة ومفرطين حتى في فرائض الاسلام وواجبات الدين قد نرى من ذلك ونرى عندهم آآ علما ودراية وذكاء في في امور الدنيا ومصالحها وطريقة الارباح وطريقة التحصيل الى غير ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى ان هذا الامر ليس هو المقياس ليس هو المقياس في هذا الامر قد قال الله سبحانه وتعالى عن اه عن الكفار قال ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعني وصفهم اولا بعدم العلم وعدم الفهم وعدم اه الدراية ثم قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا. هذا العلم بظاهر من الحياة الدنيا ليس مقياسا ولا ميزانا وانما الميزان للعقل هو فيما يتعلق بحياة المرء الحقيقية بحياة المرء الحقيقية التي بها رفعته وعلوه في في في دنياه واخراه اما ان يكون الشخص في في ذكاء في امور الدنيا ثم الغاية التي خلق لاجلها واوجدت لتحقيقها لا يعرف عنها شيء لا يعلم عنها شيء والدار الاخرة والثواب والعقاب لا يعلم عنه شيء ولا يتفكر في هذا الامر هذا لا عقل له هذا لا عقل له لان العقل هو من وفق صاحبه للدراية بالشيء الذي خلق له خلق له هذا الانسان وخلق هذا العقل وخلق هذا القلب لاجله وهو طاعة الله سبحانه وتعالى فالحياة الحقيقية لا تكون الا بهذا واما بدونه فان الحياة حياة حياة بهيمية اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها نعم قال رحمه الله فصل ومن اعظم عقوباتها انها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى واذا وقعت القطيعة انقطعت عنه اسباب الخير واتصلت به اسباب الشر فاي فلاح واي رخاء واي عيش لمن انقطعت عنه اسباب الخير. عندك واي رخاء واي رخاء رخاء؟ نعم كذا النسخ الاخرى رجانا قال واي فلاح واي رجاء واي عيش لمن انقطعت عنه اسباب الخير وقطع ما وقطع ما بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غنى له عنه طرفة عين ولابد له منه ولا عوض له عنه. واتصلت به اسباب الشر ووصل ما بينه وبين اعدى عدو له فتولاه عدو وتخلى عنه ولي. فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع والاتصال من انواع الالام وانواع العذاب قال بعض السلف فلا تعلم نفس ما في هذا الانقطاع والاتصال النسخ ايضا هم والاتصال مثل نعم نعم. الانقطاع اي عن الله والاتصال اي بال الشيطان ما يكون مبعدا له عن الله نعم قال فلا تعلم نفس ما في هذا قبله قال انقطع عن الله ووصل ما بينه وبين اعدى عدو له هناك انقطاع وهناك اتصال انقطاع عن الله والاتصال باعداء عدو له الذي هو الشيطان نعم قال بعض السلف رأيت العبد ملقى بين الله سبحانه وبين الشيطان فان اعرظ الله عنه تولاه الشيطان وان تولاه الله لم يقدر عليه الشيطان وقد قال يقدر عليه الشيطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيل نعم. وقد قال الله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. افتتخذونه وذريته اولياء من دوني. وهم لكم عدو بئس للظالمين بئس للظالمين بدلا يقول سبحانه لعباده انا كرمت اباكم ورفعت قدره وفضلته على غيري فامرت ملائكتي كل لهم ان يسجدوا له تكريما له وتشريفا فاطاعوني وابى عدوي وعدوه فعصى امري وخرج عن طاعتي فكيف يحسن بكم بعدها ان تتخذونه وذريته اولياء من دوني. ان ان تتخذوه وذريته اولياء من دوني فتطيعونه في معصية وتوالونه في خلاف مرضاتي. وهو اعدى عدو لكم وواليتم عدوي وقد امرتكم بمعاداتي ومن والى اعداء الملك كان هو واعداؤه عنده سواء فان المحبة والطاعة لا تتم الا بمعاداة اعداء المطاع وموالاة اولياء واما ان توالي اعداء الملك ثم تدعي انك موال له فهذا محال هذا لو لم يكن عدو الملك عدوا لكم فكيف ان فكيف اذا كان عدوكم على الحقيقة والعداوة التي بينكم وبينه اعظم من العداوة التي بين الشاة والذئب فكيف يليق بالعاقل ان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا نعم فكيف يليق بالعاقل ان يوالي عدوه وعدو وليه ومولاه الذي لا مولى له سواه ونبى سبحانه على قبح هذه الموالاة بقوله وهم لكم عدو كما نبه على قبحها بقوله ففسق عن امر ربي فتبين ان عداوته لربه وعداوته لنا كل منهما سبب يدعو الى معاداة فما هذه الموالاة؟ وما هذا الاستبدال؟ بئس للظالمين بدلا ويشبه ويشبه ان يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب وهو اني عاديت ابليس اذ لم يسجد لابيكم ادم مع ملائكتي فكانت معاداته لاجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة ان عقدتم بينه وبينكم عقد المصالحة. نعم بئس للظالمين بدلا مثل ما قال في الاولى رحمه الله آآ هذا ايضا من آآ العواقب الوخيمة الذنوب والاضرار التي تترتب عليها ان انها توجب القطيعة بين العبد وبين الله الصلة التي بين العبد وبين الله والتي تكون بالطاعة هي حفظ للعبد وفلاح وسعادة ورفعة في الدنيا والاخرة وفوز بالدرجات العلى واثارها وثمارها على العبد لا حصر لها ولا عد في دنياه واخراه فاذا دخل العبد في اه المعاصي اوجبت قطيعة بينه وبين الله اوجبت قطيعة وبعدا بينه وبين الله سبحانه وتعالى لان الطاعة كما انها تقرب الى الله وتعلو بها منزلة العبد عنده جل في علاه. فان المعصية تبعده وعن الله وتقطعه عن ان لا توجد بينه وبين ربه قطيعة تقطعه عن الله سبحانه وتعالى فاذا وجدت هذه القطيعة صار نهبة للشيطان صار نهبة للشيطان واصبح جندا من جنود الشيطان يقذفه في اودية الهلاك والبوار في الدنيا والاخرة اما اما ما دام مطيعا لله عز وجل فهو في حصن حصين فهو في حصن حصين وحرز متين يقيه من آآ الشيطان كما قال الله سبحانه وتعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا وقال تعالى ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين المؤمن آآ هو في حصن وفي حصن من الشيطان وحرز يقيه منه باذن الله سبحانه وتعالى فاذا دخل في المعاصي يكون بذلك سلط الشيطان على نفسه يكون بذلك سلط الشيطان على نفسه وفتح الباب فتح الالباب لهذا العدو فتحه على نفسه وجعل للشيطان نافذة يدخل يدخل من خلالها على العبد. اما ما دام محصنا بطاعة الله وذكره فالشيطان لا طريق له عليه الشيطان لا طريق له عليه فالحاصل ان المعصية توجب انقطاعا واتصالا توجب انقطاعا واتصالا انقطاعا عن الله سبحانه وتعالى واتصالا بالشيطان لانه متى حصل او وجد الانقطاع عن عن الله سبحانه وتعالى وجد الاخر الذي هو اتصال الشيطان بي وتسلطه عليه ثم يقف هنا ابن القيم وقفة عظيمة موقظة يقول من هو هذا الشيطان الذي يسلم يسلم العاصي نفسه له ويصبح طوعه طوع وساوسه وما يلقيه في فكر العاصي من امور واعمال يقول من هو هذا الشيطان فيورد قول الله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا كيف يليق بانسان عاقل يترك طاعة سيده ومولاه والمتفضل عليه والمنعم عليه سبحانه وتعالى ويسلم نفسه للشيطان فيكون مطيعا للشيطان منقادا لاوامر الشيطان والشيطان عدو للانسان وعداوته الانسان قديمة ويتربص بهذا الانسان الدوائر ويحييك له الخطط التي يهلكه بها ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين يعمل عمله بنشاط ودأب حتى لا يصبح هذا الانسان شاكرا مطيعا لله سبحانه وتعالى فكيف يقطع المرء بالمعاصي نفسه عن الله ويسلمها لي الشيطان بئس للظالمين بدلا يختار طاعة عدوه وعدو ابيه ادم وعدو المؤمنين ويترك طاعة رب العالمين سبحانه وتعالى فهذه من العواقب الا الوخيمة التي آآ يجرها العاصي على نفسه وليتضح الامر اكثر يا يؤتى هنا بسؤال يقال العاصي بعصيانه مطيع لمن العاصي بعصيانه ومعاصيه التي يرتكبها مطيع لمن مطيعا للشيطان ليست هذه من طاعة الله هذه معصية اسمها معصية لله جسمها معصية لله فهذا العاصي عندما يعصي يقع في المعاصي هو بهذا العصيان مطيع لمن هذي طاعة للشيطان الشيطان هو الذي يدعو المعاصي بل لا يكتفي بالمعاصي لا يزال لا يزال بالعبد حتى يدخله في الكفر بالله ما ما تكفيه المعصية ولا تكفيه الثنتين من المعاصي ولا الثلاث ولا بل يريد منه ان يغرق نفسه في المعاصي ويهلكه بها الى ان آآ يدخله في الكفر بالله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل. وبركة الطاعة وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا. فلا تجد اقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله وما محقت البركة من الارض الا بمعاصي الحلق الا بمعاصي الخلق قال الله تبارك وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض فقال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه. وان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها اي المعاصي والذنوب انها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة اذن المعاصي ممحقة البركات ممحقة للبركات تمحق اه انواع البركات تمحق بركة العمر وسيأتي لابن القيم توضيح عجيب جدا عظيم ونافع للغاية كيف تكون المعصية ممحقة لبركة المرء حتى اه حتى لو بلغ من العمر مئة سنة كيف تكون ممحقة للبركة في عمره وتكون ممحقة للبركة في علمه ان كان عنده علم ومن اعظم المحق في البركة فالعلم عدم الانتفاع به لان مقصود العلم العمل ان مقصود العلم العمل فاذا كان يعلم ولا يعمل هذا محق في البركة لان الذي لاجله كان العلم ودعي الى العلم لم يعمل به لم يعمل به فهذا محق محق للبركة في العمر والعلم وفي الرزق الرزق ايضا يكون ما ما عنده من رزق ومن مال حتى وان كثر مال لا بركة فيه محقت بركته تسببت هذه المعاصي محقا البركة ويكون قليل ذات اليد بما عنده من قليل آآ يبارك له فيه في هذا القليل بركة لا يجدها ذاك الذي بيده الكثير والكثير من اه المال والحاصل ان اه المعاصي ممحقة للبركة من ذلك بركة الطاعة لان اه اذا دخل العبد في المعاصي قلت الطاعة قلت الطاعة وضعف وضعفت عنده وقل اهتمامه بها ولهذا يتحدث بعض العصاة عن نفسه تحدث عن نفسه انه قل مثلا اهتمامه بالصلاة وقل مثلا اهتمام بقراءة القرآن وقل يتحدث عن امور كثيرة من هذا القبيل وما علم انها من المعاصي التي هي ممحقة للبركة ممحق لي البركة في انواع من الامور منها الطاعة التي كان عليها قال وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا تمحق بركة الدين الذي هي الطاعة والعلم النافع والدنيا التي هي الرزق ونحو ذلك فلا تجل فلا تجد اقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصاه ممن عصى الله وما محقت البركة من الارض الا بالمعاصي مثل ما قال الله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من من السماء والارض مثلها آآ قول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم ولو انهم اه اه ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليه من ربهم لاكلوا من فوقهم. ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما كانوا يعملون فكذلك قوله وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا الطاعة الطاعة لله سبحانه وتعالى جلابة للنعم والمعصية جلابة للنقم ماحقة البركة نعم قال رحمه الله وفي الحديث ان روح القدس نفث في روحي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب فانه لا ينال ما عند الله الا بطاعته وان الله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط في الشك والسخط وقد تمدد هنا هذا الحديث ذكره رحمه الله تعالى هنا لان فيها مسألة مهمة جدا في هذا الباب خاصة مسألة الرزق احيانا بل كثيرا ما يكون عند كثير من الناس اه نفس طلب الرزق باب من ابواب المعاصي نفس طلب الرزق باب من ابواب المعاصي احدث عن هذا الباب واحدث عن هذا الباب كيف اه كثرة ما يقع الناس في المعاصي والمخالفات الشرعية في هذا الباب باب طلب الرزق. وكسب المال يدخل مثلا في تجارة محرمة او بيع اشياء محرمة او يدخل في الربا وما اكثر وقوع الناس في هذه الازمنة في الربا وخاصة ان المرابين اصبحوا يحتالون على الناس بحيل ويوقعونهم من خلالها في الربا استغلالا لحاجة الضعفاء والفقراء والمحتاجين وايضا قل مثل هذا في الغش في البيع والكذب في البيع وآآ اشياء كثيرة من هذا القبيل يا يمارسها كثير من الناس من اجل طلب المال من اجل طلب المال وتحصيل الرزق فيكون نفس طلب المال نفس طلب المال عصيان مخالفات لامر الله سبحانه وتعالى فتمحق البركة فتمحق البركة. يجهد نفسه في تحصيل هذا المال بالربا بالكذب بالغش الى اخره بعد هذا التعب وهذه المعاناة وهذا الكذب وهذا الغش يبقى هذا المال ممحوقا له ممحوق البركة لان المعصية تمأى تمحق البركة وقليل اه يكفي المرء ويغنيه على طاعة من من الله خير له من كثير ممحوق البركة يبوء بعاقبته وعواقبه آآ الوخيمة تأمل هذا الحديث العظيم الذي اورده رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان روح القدس نفث في روعي يعني تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالنفث في روعه انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها هذه قاعدة مهمة جدا يجب على كل انسان وخاصة من يشتغل في الكسب والتجارة وتحصيل المال ان يضعها نصب عينيه انه لن يموت حتى يستكمل رزقه الذي كتبه الله لنا ليس هناك حاجة الى غش وكذب وربا والى اخره رزقك لن تموت حتى تستكمله فلا تدخل في ذمتك حرام لا لا تدخل في ذمتك حرام لا تدخل في في ذمتك معاصي لله. اتق الله ولهذا يقول انتبه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقه فاتقوا الله واجملوا في الطلب اجملوا في طلب الرزق اطلبوا الرزق الجميل الطيب الحسن الذي لا غش فيه لا كذب لا ربا لا حرام اجملوا في الطلب تخيروا من الرزق اطيبه واحسنه وابركه وانفعه اجملوا في الطلب فانه لا ينال ما عند الله الا بطاعته لا ينال ما عند الله الا بطاعته. فلا يدخل الانسان في في في في حرام وفي معاصي واثام لله سبحانه وتعالى وان الله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط فالحاصل ان هذه اه هذه مشكلة في كثير من الناس اذا دخل في تحصيل آآ الرزق يمتحن يمتحن اه امتحانا عظيما وتأتيه آآ تأتيه ايضا فتن قد اه قد يصادف مثلا عمليات تسمى عمليات مربحة ارباحا عالية لابد معها من قليل من الكذب فيبقى في صراع مع نفسه هل يبقى محافظا على الصدق على الامانة على هذه المعاني العظيمة او يتخلى عنها من اجل المال. كثير من الناس يسقط في هذا الامتحان ولهذا هناك حديث صحيح تابت عند نبينا عليه عن نبينا عليه الصلاة والسلام اه ينصح كل تاجر وكل من يشتغل بالتجارة ان يجعله نصب عينيه وهو قوله عليه الصلاة والسلام اربع اذا كنا فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا اربع يعني قواعد اصول ثوابت مهمة اذا كانت فيه لا تبالي حينئذ اي شيء يفوتك من الدنيا لا تحزن ولا تأسى عليه. اربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا اه صدق حديث وحفظ امانة وطيب آآ طيب طعمة وما هي الرابعة نعم صدق حديث وحفظ امانة وطيب طعمة وخصلة رابعة وحسن خليقة نعم وحسن خليقة وحسن خليقة اربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا. يعني هذه الاربع اجعلها اساسيات والله هذا كلام مهم من الناصح الامين عليه الصلاة والسلام. اربع تكون اساسيات للتاجر المسلم ما يتعداها ابدا مهما كانت الامور لا عليك يقول له عليه الصلاة والسلام لا عليك هذا ضمان لا عليك ما فاتك من الدنيا انت رابح ما دمت متمسك بهذه الامور الاربع آآ صدق الحديث وحفظ الامانة وطيب طعمة وحسن خليقة لان هذه الاربع تحديدا هي موضع امتحان للتاجر موضع امتحان للتاجر دائما يمتحن في هذه الامور فعليه ان يجعل هذه الامور الاربعة اساسيات ما يفرط فيها ولا يتنازل عنها لو قيل لتربح الملايين خير له هذه الاربع من الملايين واي خير في ملايين تضيع معه هذه القيم العظيمة والاخلاق الجليلة اي قيمة للملايين ان يخرج المرء من الصدق ويدخل في حيز الكذابين اي قيمة للملايين ان يخرج المرء من الامانة ويدخل في حيز الخونة والخائنين اي قيمة للملايين اذا كان الخلق يفسد ويضيع ويمشي بلا خلق اي قيمة للملايين اذا كان يدخل في جوفه الطعام الحرام قال وطيبوا طعمه او يدخل في جوف اولاده واهله الحرام اي قيمة لهذه الملايين كما جاء في الحديث كل جسد قام على السحت فالنار اولى به ولهذا هذه الخصال الاربع يعني ينبغي ان يحافظ عليها كل من يدخل في التجارة ويعتبرها اساسيات ولا يساوم عليها وتحفظ هذه لابد ان تحفظ لابد ان يعتنى بها وكل ما يدخل في اي مشروع او اي عمل تجاري فعلا سيجد انه يساوم على هذه الامور الاربعة صدق الحديث وحفظ الامانة وطيب الطعمة حسن الخليقة نعم قال رحمه الله وقد تقدم الاثر الذي ذكره احمد في كتاب الزهد انا الله اذا رضيت باركت وليس لي بركتي منتهى وليس وليس لبركتي منتهاه. نعم واذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد وليست سعة الرزق والعمل بكثرته. ولا طول العمر بكثرة الشهور والاعوام. ولكن سعة الرزق بالبركة فيه. هذا تأصيل مهم جدا يغيب عن كثير من اذهان من الاذهان نقول ليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والاعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه فهذه مسألة مهمة يا يغفل عنها يعني فقد يظن الظن ان ان البركة في الرزق كثرة الرزق وكثرة المال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانه. قال الله كلا اليس كل من وسع الله عليه في المال وكثر المال في يده هذا من اكرام الله له بل قد يكون المال الكثير الوافر في يد آآ شخص مهان عند الله ليس بمكرم عند الله سبحانه وتعالى الدنيا قد يعطاها اه اه اه الدنيا يعطاها الكافر والمؤمن والعاصي والمطيع كلا نمد هؤلاء وهؤلاء لكن من اعطي الدنيا من الكفار والعصاة ما اعطيه من الدنيا ليس فيه بركة على المعنى الذي يقرره ويوضحه ابن القيم رحمه الله تعالى وينبغي التفطن له. وسيأتي تفصيل له عجيب وعظيم ونافع للغاية نعم قال وقد تقدم ان عمر العبد هو مدة حياته ولا حياة لمن اعرض عن الله واشتغل بغيري بل حياة البهائم خير من حياة فان حياة الانسان بحياة قلبه وروحه ولا حياة لقلبي الا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده والانابة اليه والطمأنينة بذكره والانس بقربي ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله. ولو تعوض عنها بما تعوض في الدنيا بل ليست الدنيا بما تعوض مما في الدنيا بما تعوض مما في الدنيا بل ليست الدنيا باجمعها عوضا عن هذه الحياة فمن كل شيء يفوت العبد عوض واذا فاته الله لم يعوض عنه شيء البتة وكيف يعوض وكيف يعوض الفقير بالذات عن الغني بالذات والعاجز بالذات عن القادر بالذات والميت عن الحي الذي لا يموت والمخلوق عن الخالق ومن لا وجود له ولا شيء له من ذاته البتة عمن غناه وحياته وكماله ووجوده. وجوده عندك وكماله وجوده ورحمته من لوازم ذاتي عندك انت ماذا عندي واد ها؟ وجود. وجوده؟ نعم قال ومن لا وجود له ولا شيء له من ذاته البتة عمن غناه وحياته وكماله وجوده. ورحمته من لواه ذاتي وكيف يعوض من لا يملك مثقال ذرة عن من له ملك السماوات والارض وانما كانت معصية الله سببا لمحق بركة الرزق والاجل لان الشيطان موكل بها وباصحابها فسلطانه عليهم. وحاولته على هذا الديوان واهله واصحابه. وكل شيء ان يتصلوا بي الشيطان ويقارنه فبركته ممحوقة. ولهذا شرع ذكر اسم اسم الله تعالى عند الاكل والشرب واللبس والركوب والجماع. لما في مقارنة اسم الله من البركة. وذكر اسمي يطرد يطرد الشيطان تحصل البركة ولا معارض له وكل شيء لا يكون لله لانه ان لم يفعل هذا شاركه الشيطان وقارنه فتمحق البركة ولهذا البيت نفسه بيت الانسان وطعام الانسان وشرابه فراشه كل هذه الاشياء اذا كانت مصحوبة بالطاعة والذكر لله سبحانه وتعالى اكتنفتها البركة. واذا فتح الباب الشيطان شارك فمحقت البركة ولهذا قال ابن القيم ولهذا شرع ذكر اسم الله عند الاكل والشرب واللباس والركوب والجماع لما في مقارنة اسم الله من البركة لكن اذا ترك ذلك انفتح الباب للشيطان مثل ما قال الله سبحانه وتعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيرك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان بعض المفسرين قال ان عبادي اي الذين يذكرون الله الذين يذكرون ليس لك عليهم سلطان لان ذكر الله حرز اذا وصل الانسان باب بيته وفتح الباب قال بسم الله لم يجد مجالا الشيطان ليدخل واذا ترك التسمية كانه قد اذن للشيطان بالدخول واذا وضع الطعام فسمى كان ذلك حيلولة بين الشيطان وبين ان يمد يده الى الطعام فاذا تركت التسمية كانه قد اذن له ان يشارك في هذا الطعام وشاركهم في الاموال والاولاد نعم قال وكل شيء لا يكون لله فبركته منزوعة فان الرب هو الذي يبارك وحده والبركة كلها منه وكل ما نسب اليه مبارك فكلامه مبارك ورسوله مبارك وعبده المؤمن النافع لخلقه مبارك. نعم. عبده المؤمن النافع لخلقه مبارك. وجعلني مباركا اينما كنت والبركة لا تكون في اي شيء الا بجعل الله جعل الله سبحانه وتعالى للبركة فيه نعم وبيته الحرام مبارك وكنانته من ارضه وهي الشام ارض البركة وصفها بالبركة في ست ايات من كتابه فلا مبارك الا هو وحده ولا مبارك الا ما نسب اليه. اعني الى الوهيته ومحبته ورضاه والا فالكون كله منسوب الى ربوبيته وخلقه. وكل ما باعده من نفسه من الاعيان والاقوال والاعمال فلا بركة فيه ولا خير فيه. وكل ما كان قريبا من ذلك ففيه من البركة على حسب قربه منه نعم قال رحمه الله فكلامه مبارك ورسوله مبارك وعبده المؤمن مبارك وبيته الحرام مبارك ايظا اه يظاف للمناسبة التي نحن الان فيها اه وهي ان شهر رمظان مبارك شهر رمظان المبارك ولهذا جاء في اه الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال قد اتاكم رمظان شهر مبارك قد اتاكم رمظان شهر مبارك تصفد فيه اه او تغل فيه الشياطين وتفتح فيه ابواب الجنة وتغلق ابواب النار وفيه ليلة خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم فرمضان مبارك والبركة التي في رمضان تبدأ معه مباشرة من اول دخوله الى اخر لحظة فيه كله بركة هذا الشهر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر اذا كان اول ليلة انتبه لكلمة اول اذا كان اول ليلة من رمظان فتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وصفدت اه الشياطين ومردة الجن وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة هذه البركات لما ذكرها بدأها بقوله اذا كان اول ليلة من رمظان فبركة رمظان تبدأ من اول دخوله وهي بركة في الوقت وبركة في العمل وبركة في الثواب ومضاعفة الاجور انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وشهر رمضان كما في الحديث الاخر شهر الصبر والصابر يوفى اجره بغير حساب. فرمضان فيه بركة عجيبة ولهذا من اكرمه الله سبحانه وتعالى وادرك رمظان وهو بالصحة والعافية والامن والايمان عليه ان يري ربه من نفسه خيرا ليغنم من بركات رمضان وخيراته العظام نعم قال رحمه الله وضد البركة اللعنة فارض لعنها الله او شخص لعنه الله او عمل لعنه الله ابعد شيء من الخير والبركة. ولهذا ايضا المعاصي فيها لعن تجد كثير من لعن من فعل كذا لعن من فعل كذا آآ او لعله مر عندنا اه المعاصي توجب اللعن اظنه مر معنا. نعم وذكر امثلة كثيرة جدا ابن القيم في من القرآن ومن السنة كيف ان المعاصي مجلبة اللعن نعم وهذا اللعن ذهاب للبركة. نعم قال وكل ما اتصل بذلك وارتبط بي وكان منه بسبيل فلا بركة فيه البتة وقد لعن عدوه ابليس وجعله ابعد خلقه منه. فكل ما كان من جهته فله من اللعنة فله من لعنة الله بقدر قربه منه واتصاله به فمن ها هنا كان للمعاصي اعظم تأثير في محق بركة العمر والرزق والعلم والعمل وكل وقت عصي الله به او مال عصي الله به او بدن او جاه او علم او وعمل فهو على صاحب ليس له فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعلمه وعمله الا ما اطاع الله به ولهذا فمن الناس من يعيش في هذه الدار مئة سنة او نحوها. ويكون عمره لا يبلغ عشر سنين او نحوا كما ان منهم من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة. ويكون ماله في الحقيقة لا يبلغ الف او نحو او نحوها او نحوها وهكذا الجاه والعلم. وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه وعالم او متعلم وفي اثر اخر الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما كان لله. فهذا هو الذي فيه البركة خاصة والله المستعان وعلي التكلان ذكر هنا ان ضد البركة اللعنة واللعنة في الارض او الشخص او العمل ذهاب للخير والبركة وكل ما اتصل بذلك وارتبط بي كان منه بسبيل. فلا بركة في البتة وهذا المقام الذي يذكر رحمه الله تعالى يحذر فيه العباد من الشيطان اشد التحذير لان الشيطان اعاذنا الله عز وجل اجمعين منه واهلينا وذرياتنا والمسلمين ملعون مطرود من رحمة الله فكل من اتصل بهذا الشيطان طاعة له اصابته من الله. من هذه اللعنة. اصابه من هذه اللعنة نصيب مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا لعنه الله لعنه الله وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ساخذ نصيب من العباد. هذا النصيب الذي يأخذه من العباد يصيبهم من اللعنة ويكون لهم حظ من اللعنة بحسب طاعتهم لهذا الملعون المطرود من آآ رحمة الله سبحانه وتعالى فاذا طاعة الشيطان طاعة الشيطان تجر للانسان اللعنة لعنة الله وتذهب عنه البركة فطاعة الشيطان لا بركة فيها بل هي موجبة لذهاب البركة وموجبة لحلول اللعنة موجبة لحلول اللعنة ثم يؤكد رحمه الله تعالى ما بدأ به آآ فيقول فمن هنا كان للمعاصي اعظم تأثير بمحق بركة العمر والرزق والعلم والعمل وهذا كله عودا على بدء فيما بدأ به في هذا الفصل قال وكل وقت اه عصيت الله في او مال عصي الله به او بدن او جاه او علم او عمل فهو على صاحبه ليس له فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعلمه وعمله الا ما اطاع الله بي وهذا توظيح لمعنى البركة في المال والعلم والعمل والرزق وغير ذلك لا اه ليس للمرء من ذلك الا ما اطاع الله فيه اما ما لم يطع الله سبحانه وتعالى فيه فهو ليس له بل عليه مثل ما جاء في الحديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه الا آآ ذكر الله وما والاه آآ قال ولهذا فمن الناس تأمل هذه الفائدة من يعيش في هذه الدار مئة سنة يعني يكون معمر او او نحوها ويكون عمره اي الحقيقي عشر سنين قد يكون عمره الحقيقي عشر سنين احيانا يكون عمره مئة سنة ولا ولا عمر له حقيقي اصلا. يخرج من الدنيا ما له عمر حقيقي فيها يخرج من الدنيا ليس له عمر. عمره مئة سنة مئة وعشرين سنة ووليس له يعني عمر حقيقي آآ اذكر من الاشياء التي آآ فعلا شدتني في السيرة في القراءة في السيرة في غزوة الاحزاب احد اه لما وضع الخندق تقدم عدد من المشركين خمسة او ستة معهم خيول وجاؤوا الى منطقة يعني المسافة ليست بعيدة فقفزوا الى جهة المسلمين وطلب المبارزة احد هؤلاء احد هؤلاء آآ عمرو بن عبد ود يعني كنت ما نسيت الاسم آآ قال ابن كثير في الفصول كان عمره الذاك مئة وعشرين سنة عمره مئة وعشرين سنة وعالخيل ويقفز ويطلب المبارزة وهو في هذا العمر هذه اه قوة لكن بالكفر كل هذا العمر وكل هذه القوة وكل هذه الصحة كلها ليست عمر حقيقي كلها ليست عمر حقيقي وقتله علي بن ابي طالب في ذلك الموقف فهذا العمر الذي بهذه القوة وهذه الصحة وهذه ايضا الشجاعة والاقدام ليس عمرا حقيقيا فالعمر الحقيقي ما كان طاعة لله هذا العمر الحقيقي العمر الحقيقي ما كان طاعة لله اما ما ليس بطاعة لله فهذا ليس عمر حقيقي فالعمر الحقيقي ما كان طاعة لله فحظ الانسان من العمر حقيقة هو اه بحسب حظه من طاعة الله سبحانه وتعالى فيه ولهذا اه ولهذا بعظ الموفقين من عباد الله الله يكتب لنا اجمعين التوفيق والفضل آآ لا ينتهي عمره بموته لا ينتهي عمره بموته بل يبقى له عمر ثاني بعد الموت تكتب له فيه اعمال صالحة كثيرة لا تزال كل يوم تكتب له كما قال الله في سورة اه ياسين انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم اي ونكتب اثارهم من هذه الاثار التي تكتب للعبد المؤمن بعد موته مثل ما يوضح ذلك الحديث اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له نعم نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يبارك لنا فيما علمنا وان يجعله حجة لنا لا علينا بمنه وكرمه سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا