بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تعمي القلب فان لم تعمه اضعفت بصيرته ولابد وقد تقدم بيان انها تضعفه ولابد فاذا عمي القلب وضعف فاته من معرفة الهدى وقوته على تنفيذه في نفسي وفي غيره بحسب ضعف بصيرته وقوته فان الكمال الانساني مداره على اصلين معرفة الحق من الباطل وايثاره عليه وما تفاوتت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا والاخرة الا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الامرين وهما اللذان اثنى الله سبحانه على انبيائه بهما في قوله تعالى واذكروا عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار فالايدي القوي في تنفيذ الحق والابصار الايدي القوي في تنفيذ الحق القوى القوى في تنفيذ الحق والابصار البصائر في الدين. فوصفهم بكمال ادراك الحق وكمال تنفيذه وانقسم الناس في هذا المقام اربعة اقسام. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا امر اخر من عواقب الذنوب ومضارها على العصاة انها تعمي القلب فان الطاعة طاعة الله عز وجل كما انها نور للقلب ووظياء له فان المعاصي على الظد من ذلك ظلمة للقلب وعمل له فهي تعمي القلب والقلب له بصيرة والبصيرة بالمعصية يصيبها العمى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فيعمي بصيرة القلب المعاصي لان المعصية لا تزال تحدث في القلب نكتا حتى يصاب القلب بالعمى فان لم تعمل معصية بصيرة القلب اضعفت هذه البصيرة فالحاصل ان المعصية لها مضرة على البصيرة التي في القلب عظيمة جدا فهي اول ما تبدأ تظعف هذه البصيرة شيئا فشيئا الى ان يصل الامر بالمرء انه ربما تعمى بصيرته بسبب هذه المعاصي قال ابن القيم رحمه الله وقد تبين انها تظعف القلب فالمعصية تجمع للقلب بين هذين الامرين ضعف بصيرة القلب او العمى ضعف البصيرة او العمى هذي واحدة وهذه مضرتها على الانسان من جهة عدم الاهتداء الى الحق وعدم معرفته لان العمى الذي اصيب القلب يترتب عليه عدم الاهتداء الى الطريق وعدم التمييز بين الحق والباطل والهدى والضلال فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ولا يميز بين هدى وظلال بسبب ما في قلبه من عمى وظعف القوة التي تكون في القلب يترتب عليها فتور الهمة وانتقاض العزيمة فلا يستطيع ان ينهض لفعل خير لا يستطيع ان ينهض لفعل خير لان القوة التي آآ التي في القلب والتي بها ينهض الى فعل الخيرات اضعفتها المعاصي ان لم تكن اتلفتها وترقي العبد في دروب الخير وابواب الكمال يحتاج منه الى امرين ذكرهما رحمه الله هنا وعبر عنهما في احد كتبه بتعبير اخر جميل جدا قال يحتاج الى همة ترقيه وعلم نافع يهديه يحتاج الى همة عالية ترقيه وعلم نافع يهديه يحتاج الى هذين الاصليين والذين عليهما مدار الكلام الكمال الانساني. معرفة الحق من الباطل هذا العلم الذي يهديه وايثاره عليه اي الهمة التي آآ ترقيه ايثار الحق على الباطل بان يفعل الحق ويترك الباطل ويقبل على الحق وينصرف عن آآ الباطل وذكر رحمه الله تعالى ان تفاوت العباد وتفاوت منازلهم في الفضل بحسب هذين الامرين بحسب هذين الامرين المتعلقين بالقلب وهذا ايضا يوضح لنا معنى الحديث عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فصاحوا القلب يكون بصلاح العلم في القلب وصلاح الهمة فاذا توافر في القلب هذان الامران صلحت الجوارح كلها لصلاح القلب واستقامته والقلب لا لا يصلح الا بهذا لا يصلح الا بعلم نافع يا يهدي صاحبه الى الحق وبهمة عالية ترقيه في ابواب البر والخير لانه ان لم يكن عنده هذه الهمة ان لم يكن عنده هذه الهمة فقد يدرك الحق ويدرك الفضل ولكنه لا ينهض لفعله ولهذا جاء في الدعاء العظيم المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اللهم اني اسألك الثبات الثبات في الامر والعزيمة على الرشد لان احيانا يكون المرء يدرك الرشد ويعرف ان هذا هو الرشد لكن لا يكون عنده عزيمة ولا يكون عنده همة لان ان ان يفعل ذلك فظعفوا هذه الهمة هي من اسباب المعاصي هي من من اسباب المعاصي فترك المعاصي نور للقلب وضياء من جهة ومن جهة اخرى قوة ومتانة للقلب قوة ومتانة للقلب قال رحمه الله وهما اللذان اثنى الله سبحانه على انبيائه بهما في قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. اثنى عليهما بهذين الامرين بانهم اصحاب الايدي و الايد هنا القوة الايد هنا القوة ومنه قوله تعالى ايدتك بروح القدس اي قويتك. الايدي القوة والتأييد التقوية فهم اولوا الايد اي اولو القوة ووالو الابصار اي المعرفة بالحق والهدى النور القلوب فجمع الله سبحانه وتعالى لهم في هذين الامرين وهو ما يتعلقان بالقلب والبدن تبع ان الابصار التي هي نور القلب والبصيرة وضياؤه والايد القوة والهمة العالية والعزيمة الرفيعة التي تحمل المرء على فعل الخيرات ثم ذكر رحمه الله ان الناس ينقسمون في هذا المقام يعني في معرفة الحق من الباطل وايثار الحق او بعبارة اخرى القوة والبصيرة او بعبارة ثالثة العلم الذي يهدي والهمة التي ترقي الناس في هذا على آآ اربعة اقسام قال وانقسم قال وانقسم الناس في هذا المقام اربعة اقسام فهؤلاء اشرف الاقسام من الخلق واكرمهم على الله. هذا القسم الاول اكتفى بما سبق من بيان آآ القسم الاول هم من جمع الله سبحانه وتعالى لهم بين هذين الوصفين العظيمين وهم القدوات هم هم القدوات وهم الائمة لان ائمة الحق والهدى والامامة في الدين لا تكون الا بهذا وهذا لا تكون الا بهذا وهذا بان يكون عند الشخص علم نافع يهديه الطريق وان تكون عنده قوة وهمة عالية ترقيه في فعل الخيرات نعم قال القسم الثاني عكس هؤلاء من لا بصيرة لهم في الدين ولا قوة على تنفيذ الحق وهم اكثر هذا الخلق الذين رؤيتهم قذى العيون وحمى الارواح وسقم القلوب يضيقون الديار ويغلون الاسعار ولا يستفاد بصحبتهم الا العار والشنار هذا القسم الثاني الفاقد للصفتين معا الفاقد للصفتين معا فلا عنده علم الذي هو البصيرة يهديه للحق فهو جاهل لا بصيرة عنده ولا تتشوف نفسه اصلا علم تهتدي به فهي باقية على آآ ظلمة القلب وعدم البصيرة ولا ايظا عنده قوة في قلبه تهديه او ترقيه في ابواب الخير فليس عنده قوة ولا ايظا عنده بصيرة قال وهم اكثر هذا الخلق لان الله سبحانه وتعالى قال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فاكثر الخلق اكثر الخلق منعدم في قلبه الامرين معا من عدم البصيرة ومنعدم القوة من عدم القوة نعم قال القسم الثالث ولما ذكر رحمه الله ان ان ان هذا القسم يترتب عليه على وجودهم يعني امور وانهم كذا وانهم كذا وانهم يغلون الاسعار يعني قد تستوقف هذه العبارة الشخص والامر كما ذكر رحمه الله تعالى لان كما ان طاعة الله سبحانه وتعالى هي اعظم سبب اسباب البركات التي في الارض ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض آآ فكما ان الطاعة هذا شأنها فان المعاصي شأنها على الظد من ذلك المعاصي شؤم على الناس وشؤم على الارض وعلى البلاد وعلى العباد ومضارها عليهم في جميع الجوانب حتى في معيشتهم مضرة عظيمة نعم قال القسم الثالث من له بصيرة بالحق ومعرفة به لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه ولا الدعوة اليه وهذا حال المؤمن الضعيف والمؤمن القوي خير واحب الى الله منه هذا القسم الثالث من له بصيرة بالحق ومعرفة به لكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه لا قوة له يعني في قوته ضعف اما اذا كانت القوة منعدمة فما يقال عن هذا القسم مؤمن ضعيف لان لانه ليست المسألة ضعف وانما هي انعدام وهذه مصيبة اذا كان العبد يعني آآ عنده علم لكنه معطل للعمل به فمثل هذا يكون علمه حجة عليه ووبال عليه لان مقصود العلم العمل ان مقصود العلم العمل والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بما يتعلمه المرء واما اذا كان الامر ضعف في القوة فلا يكون عنده لبعض آآ لا يكون عنده نشاط لبعض الاعمال فهذا مؤمن ضعيف ما لم يؤدي به هذا الظعف الى ترك ما يكون بترك الكفر. بالله سبحانه وتعالى فان المسألة حينئذ تتغير فهو اذا كان عنده اه ضعف في قوته فهو مؤمن ضعيف والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف نعم قال القسم الرابع من له قوة وفي تتمة الحديث قال عليه الصلاة والسلام في كل خير ما دام ان الايمان موجود فالخير موجود نعم قال القسم الرابع من له قوة وهمة وعزيمة لكنه ضعيف البصيرة في الدين لا يكاد يميز بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان فليحسبوا كل سوداء تمرة وكل بيضاء شحمة يحسب الورم شحما والدواء النافع سما نعم يعني هذا القسم الرابع من من الاقسام من له قوة وهمة وعزيمة لكن ضعيف البصيرة في الدين وهذا حال اه كثير من اصحاب البدع والاهواء التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان ترى فيه جلدا وصبرا وقوة في آآ الاتيان بهذه البدع والمحافظة عليها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فالمصيبة عظيمة عندما تكون عنده همة عالية وقوية لكن على غير هدى على غير هدى وعلى غير بصيرة فانه حينئذ يتقرب الى الله باعمال كثيرة وبهمة عالية وبنشاط متواصل لكن في غير شرع في غير شرع وبغير ما انزل الله سبحانه وتعالى ويكون ذلك موجبا لرد عمله يكون ذلك موجبا لرد عمله لان من شرط قبول العمل ان يكون موافقا للهدي كما في الحديث الذي مر من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فاذا لم يكن عنده بصيران وفي الوقت نفسه عنده همة عالية للعمل تكون اعماله التي هي عن غير بصيرة تكون اعماله آآ على غير الهدى فلا تكن مقبولة ولهذا يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح كان ما يفسد اكثر مما يصلح لان السلامة من الفساد والخلل والانحراف في العمل لا يمكن ان اه ان يتحقق الا بالعلم النافع المتلقى عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال وليس من هؤلاء من يصلح للامامة في الدين ولا هو موضعا لها سوى القسم الاول قال الله تعالى واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فاخبر سبحانه وليس في هؤلاء من يصلح للامامة في الدين ليس في هؤلاء من يصلح للامامة في الدين لان الامامة في الدين تعني استقامة المرء هو في نفسه على الحق بمعرفته اولا بالحق والهدى وبقوته على العمل به على العمل به فاذا اجتمع فيه البصيرة والقوة البصيرة بالحق والقوة على العمل بالحق. صار حينئذ اماما في الدين صار اماما في الدين وقدوة للاخرين ولا يصل هو في نفسه الى هذه المرتبة الامامة في الدين حتى يأتم هو بمن قبله من المتقين فلا يكون اماما للمتقين بعده حتى يكون هو مؤتما بالمتقين قبله وائتمامه بالمتقين قبله يحتاج منه الى امرين يحتاج منه الى علم وبصيرة بسبيل المتقين ويحتاج منه الى قوة ليفعل وفق هذا العلم الذي اه هدي اليه وعرفه واصبح عنده البصيرة فيه نعم قال فاخبر سبحانه ان ان بالصبر واليقين ينال الامامة في الدين وهؤلاء هم الذين استثناهم الله سبحانه من جملة الخاسرين واقسم بالعصر الذي هو زمن سعي الخاسرين والرابحين على ان من عداهم فهو من الخاسرين. فقال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فلم يكتفي منهم بمعرفة الحق والصبر عليه حتى يوصي بعظهم بعظا به ويرشده اليه ويحضه عليه واذا كان من واذا كان من عدا هؤلاء خاسرا فمعلوم ان المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه. نعم يقول رحمه الله المعاصي تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي وهذا ذهاب لليقين لان الامامة في الدين تكون بالصبر واليقين يكون بالصبر واليقين فاذا جاءت المعاصي وتوالت على العبد فانها حينئذ تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي وهذا ذهاب اليقين وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه فلا يصبر عليه فيترتب على فعل المعاصي ذهاب اليقين وذهاب الصبر الذين بهما الامامة في الدين بل قد يتوارد على القلب حتى ينعكس ادراكه كما ينعكس سيره فيدرك الباطل حقا والحق باطلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا فينتكس في سيره ويرجع عن سفره الى الله والدار الاخرة الى سفره الى مستقر النفوس المبطلة التي رضيت بالحياة الدنيا واطمأنت بها وغفلت عن الله واياته وتركت الاستعداد للقائه لا يقف الامر في مضرة الذنوب على العاصي مع التمادي في فعلها الى مجرد الضعف ظعف القوة وضعف البصيرة بل مع التمادي في الا التمادي في الذنوب المعاصي قد تغير اتجاهه من سلوك طريق الحق الى اعطاء طريق الحق ظهره والاتجاه في الطريق المعاكس وهذه مصيبة عظيمة ان يعرظ عن الحق تماما ان يعرظ عن عن الحق تماما ولا ينوي به ولا يرفع به رأسا فهذه مصيبة عظيمة جدا وهي مما ضار الذنوب لان الشيطان لا يزال يتدرج في المرء عبر خطوات الى ان يصل معه الى الانتكاس والارتكاس عياذا بالله نعم قال ولو لم يكن في عقوبة الذنوب الا هذه العقوبة وحدها لك انت داعية الى تركها والبعد منها. والله المستعان عدد رحمه الله في ما مر معنا وما يأتي ايضا عقوبات كثيرة للذنوب كل واحدة منها كافية في الردع والزجر عنها وهذه العقوبة التي فصل هنا يقول ولو لم يكن في عقوبات الذنوب الا هذه لكفى فيها لكفى رادعا في المرء ان يكف نفسه عن الذنوب حتى لا تعمى بصيرته وحتى لا تضعف قوته لان الذنوب تعطل هذا وهذا نعم قال وهذا كما ان الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتثبته حتى يصير كالمرآة المسئولة في جلائها وصفائها فتمتلئ نورا فاذا دنا الشيطان منه اصابه من نوره ما يصيب مفترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان يفرق من هذا القلب اشد من فرق الذئب من الاسد حتى ان صاحبه ليصرع الشيطان فيخر صريعا فتجتمع عليه الشياطين فيقول بعضهم لبعض ما شأنه فيقال اصابه انسي وبه نظرة من الانس فيا نظرة من قلب حر منور يكاد لها الشيطان بالنور يحرق فاستوى هذا القلب افيستوي؟ افيستوي هذا القلب وقلب افيستوي هذا القلب وقلب مظلمة مختلفة قلب وقلب مظلمة ارجاء. نعم مختلفة اهوائه قد اتخذه الشيطان وطنه واعده مسكنه. اذ اذ تصبح بطليعته حياه قال اذا تصبح اذا تصبح بطليعته حياه وقال فديت من قرين لا يفلح في دنياه ولا في اخراه قرينك في الدنيا وفي الحشر بعدها فانت قرين لي بكل مكان فان كنت في دار الشقاء فانني وانت جميعا في شقا وهواني قال نعم يعني الان لما ذكر الامر في مضرة الذنوب هذه المضرة العظيمة على القلب من جهة انها تعمي البصيرة وتضعف القوة قال شتان بين قلب عميت بصيرته بالذنوب وضعفت قوته بسببها وقلب تنور اه بطاعة الله واستظاء بحسن التقرب الى الله جل وعلا فان الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله وتقويه وتسده اذا كانت المعاصي تلك مضارها على القلب فان الطاعات منافعها على القلب عظيمة. قوة وضياء ونورا ولهذا تأمل على سبيل المثال قول النبي عليه الصلاة والسلام عن الصلاة لما ذكرت عنده يوما قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة فالطاعة عموما نور للمطيع وظياء وكان عليه الصلاة والسلام اذا خرج للصلاة قال اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا الى اخره لانه متجه الى الصلاة التي هي النور فناسب سؤال الله هذا السؤال المفصل عن النور ان يرزقه النور في قلبه وفي كل اجزاءه لانه متجه الصلاة التي هي نور الطاعة تكسو القلب نورا وتزيده قوة وتزيده قوة المعاصي تهد القلب هدا وتضعفه اضعافا شديدا وتطمس البصيرة التي في القلب فشتان بين قلب اضاء بنور الايمان والطاعة كان عالي الهمة قوي العزيمة وبين قلب على الظد من ذلك. نعم قال رحمه الله الاول الشيطان لا طريق له عليه. بل ان الشيطان يفرق منه ويفر لما جعل الله سبحانه وتعالى فيه من قوة الايمان وقوة الذكر وقوة الالتزاء فالى الله سبحانه وتعالى والاخر يجد الشيطان في قلبه موطنا له ومسكنا فيعشعش في قلبه ويبيض ويفرخ فيصبح قلبه ماء مأوى للشياطين ومسكن لها. نعم قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون حتى اذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فاخبر سبحانه ان من عشى عن ذكره وهو كتابه الذي انزله على رسوله فاعرظ عنه وعمي عنه وعشت بصيرته عن فهمه وتدبره ومعرفة مراد الله منه قيض الله له شيطانا عقوبة له باعراضه عن كتابه فهو قرينه الذي لا يفارقه في الاقامة ولا في المسير ومولاه وعشيره الذي هو بئس المولى وبئس العشير رضيعي لبان ثدي ام تقاسما باسعى مداج عوضوا لا نتفرق باسهم دادين باسهم داج عوض لا نتفرق عوض نعوض لا نتفرق ثم يقول اه يقول اه ابن القيم رحمه الله تعالى وقد اورد هذه الاية العظيمة ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. قال ذكر الرحمن القرآن القرآن امنه للمرء وسلامة من الضلال كل ما كان العبد قريبا من هذا القرآن العظيم تدبرا له واهتداء بهداياته ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا القرآن امنة لصاحبه. ولهذا يحتاج المسلم ان يكون قريب من القرآن ذا عناية بكتاب الله سبحانه وتعالى يقرأ ويجعل له وردا يوميا من كتاب الله ويتأمل في معانيه ويجاهد نفسه على العمل بما فيه فانه اذا كان كذلك كان هذا كانت هذه العناية بالقرآن امنة له من الانتكاس ونجاة له من الشيطان ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكسون مستكبرين به سامرا تهجرون افلم يتدبروا القول اي لو تدبروا القول لسلموا لسلموا من هذا النفوس لو تدبروا القول الذي هو القرآن لسلموا من هذا النكوس على الاعقاب فتدبر القول الذي هو القرآن امنه من الانتكاس ونجاة العبد والسلامة باذن الله سبحانه وتعالى من اه الشيطان لكن ان اعرض وعمي مثل ما في الاية ومن يعش عن ذكر الرحمن ان اعرظ عن ذكر الرحمن وعمي عنه عشيت بصيرته عن فهمه ولم يقبل عليه تدبرا واهتداء هداياته اه يكون يكون حينئذ قلبه مرتعا للشيطان نقيض له شيطانا فهو له قرين. عقوبة له بسبب اعراضه عن كتاب الله نقيض له شيطانا هذي عقوبة له بسبب اعراضه عن كتاب الله من الفوائد العظيمة من هذه الاية الكريمة آآ ان ذكر الله عموما وبخاصة القرآن الكريم حصن حصين وحرز متين للعبد يقيه باذن الله سبحانه وتعالى ويصونه ويحفظه من آآ الشيطان الرجيم قال قيظ له شيطانا عقوبة له باعراظه عن كتابه فهو قرينه الذي لا يفارقه فهو قرينه الذي لا يفارقه. نقيض له شيطانا فهو له قرين اي لا يفارقه الشيطان معه في آآ سفره في حله في ترحاله في دخوله في خروجه في ركوبه ان ركب دابته ركب معه وان دخل بيته دخل معها وان اكل طعامه اكل معه ويشاركه في ماله واهله وولده مثل ما قال الله واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال اهل العلم ان عبادي اي الذاكرين الله الذاكرين الله ومن اعظم الذكر لله العناية القرآن العناية بالقرآن ما هي اول اية استمعنا اليها اليوم في صلاة الفجر بعد الفاتحة نعم اول اية في سورة الانبياء. نعم لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم اليست هذه نعم نعم قال رحمه الله ثم اخبر ان الشيطان يصدى البيت اورده رحمه ربيعي لبان يعني لبن ربيعي لبان ثدي ام تقاسم بان يصبح والشيطان كانهما اه اه رظيعي لبان اي رظعا من ثدي واحد وتقاسم بسبب هذه الرضاعة التي كانت لهما من هذا الثدي ان يا يا يكون على اه تواصل دائم لا يتفرقان ابدا باسحم داج يعني اقسموا في الليل المظلم قيل هذا المعنى بأس حميداج وقيل المراد باسهم الداج اي حلمة الثدي السوداء اسحميداج وقيل غير ذلك عوضوا اي ابدا. معنى عوض اي ابدا اقسموا آآ انهم ابدا لا لا يتفرقون في اي اي حال من اه الاحوال يعني تصبح حاله وحال الشيطان بهذه الصفة نعم قال ثم اخبر ان الشيطان يصد قرينه ووليه عن سبيله الموصل اليه والى جنته ويحسب هذا الظال المصدود انه على طريق هدى حتى اذا جاء القرينان يوم القيامة يقول احدهما احدهما للاخر يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين انت لي في الدنيا اظللتني عن الهدى بعد اذ جاءني وصددتني عن الحق واغويتني حتى هلكت هلكت وبئس القرين انت لي اليوم ولما كان المصاب اذا شاركه غيره في مصيبته حصل بالتأسي نوع تخفيف وتسلية اخبر سبحانه ان هذا غير موجود وغير حاصل في حق المشتركين في العذاب وان القرين لا يجد راحة ولا ادنى فرح بعذاب قرينه معه. وان كانت المصائب في الدنيا اذا عمت صارت مسلاة كما قالت الخنساء في في اخيها صخر فلولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم وعلى اخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل اخي ولكن اعزي النفس عنه بالتأسي الا يا صخر لا انساك حتى افارق عيشي وورود رمزي فمنع الله سبحانه هذا القدر من الراحة على اهل النار فقال ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. نعم يعني هذا معنى يوضحه ابن القيم رحمه الله مستفاد من هذه الاية قوله ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون انكم في العذاب مشتركون آآ يشير رحمه الله الى ان الدنيا اذا اشترك الناس في المصيبة فالمصيبة تهون يعني لما يعني اه اه شخص يكون مريظ بمرض معين ثم تذكر له بعض الامراض الموجودة الاشد من مرضه تجد ان مرضه يهون عنده يهون عنده وتخف وطأته على نفسه لما امرأة مثلا يموت لها طفل ثم ترى جارتها مات لها طفلان تهون عندها المصيبة فالمصائب التي تعم وتشترك وطأتها تهون في النفوس بسبب ذلك. ولهذا الخنساء لما فقدت اه اخاها قالت لولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي ما اتحمل لكن هذا يسليني تقصد هذا المعنى وهذا فعلا هذا المعنى متقرر ان المصائب العامة تخفف الوطأة. هنا المصيبة عليهم في دخول النار عامة. يدخلون جميعا. فهل دخولهم الاتباع والمتبوعين الى اخره هل هذا يحدث لهم هذه التسلية التي تحصل في الدنيا بسبب المصائب العامة قال ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون حتى هذا المعنى لن يحصل فيها تسي لهم فلا تسلوا النفس بان يكون التابع يرى المتبوع معه في النار لا لا يحدث هذا تسلية له لان النار وعذابها لا يجدون فيه اصلا شيء من اه تسلية النفوس او راحتها بل ليس فيها الا الالم آآ الدائم والعذاب المستمر اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا