بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين قال في كتابه الداء والدواء فصل ومن عقوباتها انها مدد من الانسان يمد به عدوه عليه وجيش يقويه به على حربه وذلك ان الله سبحانه وتعالى ابتلى هذا الانسان بعدو له لا يفارقه طرفة عين وصاحب لا ينام عنه ولا يغفل عنه يراه هو وقبيله من حيث لا يراه يبذل جهده في معاداته في كل حال ولا يدع امرا يكيدوا بي يقدر على ايصاله اليه الا اوصله اليه ويستعين عليه ببني ابيه من شياطين الجن وغيرهم من شياطين الانس فقد نصب لهم الحبائل وبغى لهم الغوائل ومد حوله الاشراك ونصب له الفخاخ والشباك وقال لاعوانه دونكم عدوكم وعدو ابيكم لا يفوتنكم ولا يكن حظه ولا يكن حظه الجنة وحظكم النار ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة وقد علمتم ان ما جرى علي وعليكم من الخزي واللعن والابعاد من رحمة الله فسبب من رحمة الله فبسببه ومن اجله فابذلوا جهدكم ان يكونوا شركاءنا في هذه البلية ان اذ قد فاتنا شريكة صالحيهم في الجنة وقد اعلمنا الله سبحانه بذلك كله من عدونا وامرنا ان نأخذ له اهبته ونعد له عدته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يعدد العواقب الوخيمة والمضار العظيمة التي تترتب على الذنوب والمعاصي فذكر هنا في هذا الفصل ان من عواقب الذنوب ان المذنب يفتح او يجعل من ذنوبه مددا للشيطان عليه ومدخلا ومعونة يمد بالذنوب عدوه الشيطان ولهذا تعد المعاصي والميل لها من الابواب التي تنفذ منها الشياطين حتى تؤز فاعل المعصية الى فعلها ازى اما العبد الصادق مع الله العظيم الالتجاء الى الله المتحصن بذكر الله ودعائه جل في علاه فان الشيطان ليس له عليه سبيل ولا يجد منفذا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ولهذا فان المسلم كلما كان اعظم عناية بالذكر والعبادة والطاعة والاستغفار واللجوء الى الله كل ما كان ذلك حصانة لنفسه ووقاية من الشيطان الرجيم واذا دخل في الذنوب كانه بدخوله آآ في الذنوب قد امد الشيطان بالمدد الذي يعين به الشيطان على نفسه ويسلط الشيطان به على نفسه ويجرؤ الشيطان على نفسه فهذا من عواقب الذنوب من عواقب الذنوب العظيمة انها مدد من العاصي يمد به الشيطان ويجرؤ الشيطان على نفسه ثم سيفصل ابن القيم رحمه الله تعالى في عداوة الشيطان للانسان القديمة العظيمة المستمرة ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير هذه العداوة عداوة قديمة ومتجذرة ومستمرة وهي في غاية الخطورة على الانسان لان الشيطان لا يزال يحييك الخطط والسبل والمصائب التي يحرف بها هذا الانسان عن صراط الله المستقيم ويضم بها هذا الانسان الى حزبه حزب النار وبئس القرار واذا فعل العبد المعاصي يكون بذلك سلط هذا الشيطان على نفسه وامده بمدد معونة منه على نفسه نعم قال ولما علم سبحانه ان ادم وبنيه قد بلغوا قد بلوا بهذا العدو وانه قد سلط عليهم امدهم بعساكر وجند يلقونه بها وامد عدوهم ايضا بجند وعساكر يلقاهم بها. نعم يعني الان يصور وسترى الان كلام عظيم جدا يصور الحالة التي بين ابن ادم وبين الشيطان كانها معركة وهي معركة معركة قائمة والله سبحانه وتعالى وصف الشيطان بانه عدو وامر العبد بمجاهدة هذا العدو ولهذا من اعظم الجهاد جهاد الشيطان العمل على السلامة من مصائده وكيده وشروره والتحصن منه وسد الثغور والمنافذ التي يدخل منها الشيطان واغلاقها فالذي بين ابن ادم والشيطان حرب حرب مستمرة والعداوة عداوة الشيطان لابن ادم عداوة قديمة ومتجذرة ومستمرة ولا يتوقف ويأتي هذا الانسان من كل جهاته ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين فالان سيعرظ ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الحرب والعداوة بين ابن ادم والشيطان وما الذي يعمله الشيطان في هذه الحرب؟ وما هي الخطط التي يحييكها وبالمقابل ما الذي ينبغي على ابن ادم ان يفعله لينجو ويسلم قال واقام سوق الجهاد في هذه الدار في مدة العمر التي هي بالاضافة الى الاخرة كنفس واحد من انفاسها. يقول ان هذا الجهاد والمعركة التي مع الشيطان ليست معركة في يوم من ايام الانسان او شهر من شهوره او سنة من سنوات عمره بل هو جهاد العمر فمطلوب من العبد هذه المجاهدة مجاهدة الشيطان الى ان تخرج روح هذا الانسان سليما معافى من هذا الشيطان فهي هو جهاد مع هذا الشيطان مستمر لان عداوة الشيطان مستمرة ولا تتوقف لا تتوقف مع كل كل انسان الا اذا مات الا اذا مات والا هي غير متوقفة نعم قال واشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون واخبر ان ذلك وعد مؤكد عليه في اشرف كتبه وهي التوراة والانجيل والقرآن واخبر انه لا اوفى بعهده منه سبحانه ثم امرهم ان يستبشروا بهذه الصفقة التي من اراد ان يعرف قدرها فلينظر الى المشتري من هو والى الثمن المبذول في هذه السلعة والى من جرى على يدي هذا العقد فاي فوز اعظم من هذا واي واي تجارة اربح منه؟ قال فلينظر الى المشتري منه ان الله اشترى المشتري الله سبحانه وتعالى والثمن المبذول الجنة عرضها السماوات والارض ومن جرى على يده هذا العقد الرسول عليه الصلاة والسلام المبلغ لدين الله وشرعه صلوات الله وسلامه عليه فاي فوز اعظم من هذا واي تجارة اربح من هذه التجارة قال ثم اكد سبحانه معهم هذا الامر بقوله يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ نعم يعني قبل هذا هذه تجارة والصفقة الرابحة ما ما ذكره الله سبحانه وتعالى من من الربح الغنيمة العظيمة لمن دخل في هذه في هذا البيع وفي هذه التجارة الرابحة وكان من اهلها ذكر الله سبحانه وتعالى في الاية التي تلي هذه الاية صفات هؤلاء الرابحين صفات هؤلاء الرابحين قال جل وعلا التائبون العابدون السائحون الحامدون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف الناهون عن الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله. وبشر المؤمنين فهذه الصفات هؤلاء الذين فازوا بهذه التجارة وغنموا هذا الربح العظيم وكانوا اهلا لهذه البشارة وهذا الفوز. نعم قال ثم اكد سبحانه معهم هذا الامر بقوله يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ولم يسلط سبحانه هذا العدو على عبده المؤمن الذي هو احب انواع المخلوقات اليه الا لان الجهاد احب شيء اليه واهله ارفع الخلق عنده درجات واقربهم اليه وسيلة. نعم. هذا هذا الجهاد الذي هو جهاد الشيطان جهاد حبيب الى الله سبحانه وتعالى وعظيم شأنه عنده جل في علاه ويرفع به العبد درجات لان اهذا الشيطان تسلط على هذا الانسان ليجعله بعيدا عن الله محروما من ثواب الله مستوجبا لسخط الله وعقابه ودخول النار. هذا الذي يريده هذا الشيطان فعداوته للانسان اشد عداوة واشنع وابر عداوة على الانسان. ولهذا جهاد الشيطان من اعظم الجهاد ولا يمكن ان يستقيم للمرء طاعة وعبادة وتقرب الى الله سبحانه وتعالى الا بهذا الجهاد لانه ان لم ان لم يجاهد هذا العدو فسدت حاله اذا لم يجاهد الانسان هذا العدو الجهاد المستمر تفسد حاله لان عدوا يراك ولا تراك يراك ولا تراه ويأتيك من كل جهاتك ولا يفتر ولا ينثني ولا يمل من الصد والكيد والمكر بهذا الانسان هذا لا شك انه يتطلب جهاد عظيم جدا لهذا العدو وهذا الجهاد شأنه عظيم عند الله سبحانه وتعالى فهو جهاد حبيب الى الله جل وعلا وثواب اهله عند الله عظيم قال فعقد سبحانه لواء هذه الحرب لخاصته ولخاصة مخلوقاته وهو القلب الذي محل معرفته ومحبته وعبوديته والاخلاص له والتوكل عليه والانابة اليه فولاه امر هذه الحرب الحرب التي بين الشيطان والانسان كلها متركزة على القلب. قلب الانسان كلها والتسلط التسلط الشيطان كله متركز على قلب الانسان لان الشيطان يعلم ان هذا القلب اذا فسد فسد هذا الانسان واذا انحرف هذا القلب انحرف الانسان واذا مرض هذا القلب مرض الانسان الشيطان يعرف ذلك ولهذا العداوة التي بين الانسان والشيطان متركزة على القلب فالشيطان يتسلط على قلب الانسان الوساوس والشكوك والهمز والنفخ والنفث تسلط على على قلب الانسان ايضا يدرس قلب الانسان الى اي شيء يميل ما هي وجهة هذا القلب حتى يعين السبيل الذي يحرفه اليها من خلال ما يكون في الانسان من ميل فكل ما يحييكه هذا الشيطان كله متعلق بهذا القلب النجاة في في هذا في هذه الحرب مع الشيطان ان يحرص المرء على صيانة قلبه وسلامته من همزة الشيطان ونفخه ونفثه. نعم قال وايده بجند من ملائكته من الملائكة لا يفارقونه له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله يعقب بعضهم بعضا يعقب. يعقب بعضهم بعضا كلما ذهب بدل جاء بدل اخر يثبتونه ويأمرونه بالخير كل ما ذهب بدل جاء بدل اخر هذا معنى معقبات يعني يتعاقبون نعم ويحظونه عليه ويعدونه بكرامة الله وينصرونه ويقولون انما هو صبر ساعة وقد استرحت راحة الابد نعم ولهذا الشيطان له لمة لمة للقلب وهي الى شر وللملك لمة ولمته الى الخير نعم قال ثم امده الله سبحانه بجند اخر من وحيه وكلامه فارسل اليه رسوله وانزل اليه كتابه فازداد قوة الى قوته ومددا الى مدده واعوانا الى اعوان وعدة الى عدته. هذا جند هذا جند يؤيد الله سبحانه وتعالى به عبده المؤمن وينصره به ولهذا كل ما كان عظيم التمسك بهذا السلاح والعناية به كان انجى له من هذا العدو والمراد بالسلاح الوحي المبين القرآن والسنة والاهتداء بهدي الله ولزوم شرعه وطاعته جل في علاه هذا كله جند ينصر الله سبحانه وتعالى به عبده المؤمن على هذا العدو. نعم قال وايده مع ذلك بالعقل وزيرا له ومدبرا وبالمعرفة مشيرة عليه ناصحة له وبالايمان مثبتا له ومؤيدا وناصرا وباليقين كاشفا له عن حقيقة الامر حتى كانه يعاين ما وعد الله تعالى به اولياءه وحزبه على جهاد اعدائه فالعقل يدبر امر جيشه والمعرفة تصنع له امور الحرب واسبابا ومواضعها اللائقة بها والايمان يثبته ويقويه ويصبره واليقين يقدم به ويحمل به ويحمل به الحملات الصادقة ثم امد سبحانه القائم بهذا الحرب بالقوى الظاهرة والباطنة. فجعل العين طليعته والاذن صاحب خبره واللسان ترجمان واليدين والرجلين اعوانه واقام ملائكته وحملة عرشه يستغفرون له ويسألون له ان يقيه السيئات ويدخله الجنات. وتولى سبحانه الدفع والدفاع عنه بنفسي وقال هؤلاء حزبي وحزب الله هم المفلحون. اللهم اجعلنا منهم يا حي يا قيوم. اللهم اجعلنا منهم. اللهم تفضل علينا واجعلنا منهم من حزبك واوليائك يا حي يا قيوم نعم اللهم امين قال الله تعالى اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. وهؤلاء جندي وان جندنا لهم الغالبون. تأمل هذا الكلام هذا كلام عظيم جدا. يعني ان العبد كلما كان على الايمان والطاعة واللزوم لوحي الله والعناية بشرعه والمحافظة على طاعة الله سبحانه وتعالى فان له من المدد والتأييد والمعونة ما يكون باذن الله سبحانه وتعالى واقيا له من الشيطان والله عز وجل هيأ له انواع من المدد التي يوقى بها ويحمى اعظم اعظم ذلك ما اشار اليه المصنف رحمه الله تعالى الا وهو دفاع الله سبحانه وتعالى عن الذين امنوا ان الله يدافع عن الذين امنوا وايضا المدد الذي اشار اليه ان الله اقام ملائكته وحملة عرشه يستغفرون له الذين يحملون العرش ومن حوله الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم فهذه دعاء او دعوات قائمة مستمرة من ملائكة الله حملة عرش الرحمن وهي دعوات مستجابات لهذا الانسان بان يقيه الله السيئات وان يغفر له الذنوب هذا كله مدد هذا كله مدد وعناية العبد بالقرآن وما يترتب على هذه العناية من وجود اليقين والايمان والثقة بالله والتوكل على الله سبحانه وتعالى هذا كله مدد نعم قال رحمه الله وعلم سبحانه عباده كيفية هذه الحرب والجهاد فجمعها لهم في اربعة في اربع كلمات فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. هذه الجهاد قائمة على اربعة امور حتى ينتصر العبد آآ على هذا العدو قائمة على اربعة امور الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى كل هذا سيوضحه ابن القيم رحمه الله تعالى نعم قال ولا يتم امر هذا الجهاد الا بهذه الامور الاربع فلا يتم له الصبر الا بمصابرة العدو. وهي القلب وحراسته وهي وهي القلب لا في كلام قبله اقرأ من نسخة اخرى وهي الا بمثابرة العدو وهي وموافقته ومنازلته. وهي موافقته ومنازلته. موافقته؟ نعم مواقع وهو مواقع مواقفتهم ها هذا سلم من اول الامر للشيطان اذا وافقه يكون سلم له ها؟ مواقفته باش مقاومته اما اذا وافقا اذا سلم في الحرب من اول مرة مقاومته هي مقاومته ومنازلته نعم وهي مقاومته نعم. وهي مقاومته ومنازلته فاذا صابر عدوه تاج الى امر اخر وهو المرابطة وهي لزوم ثغور القلب وحراسته لزوم ثغر القلب وحراسته لان لا يدخل منه العدو ولزوم ثغر مقاومته ومنازلته فاذا صابر عدوه احتاج الى امر اخر وهو المرابطة وهي لزوم ثغر العين والاذن واللسان والبطن واليد والرجل فهذه الثغور منها يدخل العدو فيجوس خلال الديار. ويفسد ما قدر عليه. والمرابطة لزوم هذه الثغور ولا يخلي مكانها فيصادف العدو السغرة خاليا فيدخل منه. يعني هنا الان الحرب هذه الحرب التي مع الشيطان تحتاج الى هذه الامور الاربعة الصبر المصابرة والمرابطة والتقوى تقوى الله عز وجل واعظم ما يتركز الامر على ثغر القلب لان لان هو الاساس والشيطان كما تقدم معنا حربه متركزة على القلب والقلب عنده هو المقصود الاساس في هذه الحرب لكن عنده منافذ عنده منافذ ووهي ثغور ايضا ينبغي ان يحصنها العبد والا دخل الشيطان من خلالها التي هي ثغر العين وتغر الاذن واللسان والبطن واليد والرجل وهذه المنافذ كل منفذ منها للشيطان عليه من خلال هذه المنافذ خطط وسبل وكل هذا سيعرضه ابن القيم رحمه الله وللشيطان فيه وصايا متنوعة لجنوده كيف يدخلون على هذا الانسان ويصلون الى قلبه من خلال عينه من خلال اذنه من خلال فرجه كيف يصلون اليه؟ فيحتاج لصيانة القلب الذي هو الاساس ان يصون هذه المنافذ ان يصون هذه المنافذ وان يكون له عناية بها لا يجعل للشيطان عليه طريق من اي منفذ من هذه المنافذ نعم قال فهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخلق بعد النبيين والمرسلين واعظمهم حماية وحراسة من الشيطان وقد اخلوا المكان الذي امروا بلزوم يوم احد يوم احد فدخل منه العدو فكان ما كان. نعم هذا الشاهد يعني يذكره ابن القيم ان العبد مهما كان امره من الديانة والصلاح والتقوى لابد ان يرعى هذه المنافذ لابد ان يرعى هذه المنافذ ولا يخليها للعدو لا يجعل للشيطان عليها طريق يعني ليتضح الامر اكثر اذا كان الانسان صالح القلب واطمئن هكذا لصلاح قلبه وايمانه فلم يبالي بالنظر المحرم لم يبالي بالنظر المحرم فاتاح لنفسه النظر المحرم خاصة الان الاجهزة الحديثة تعتبر معونة للشيطان عظيمة جدا في الوصول الى قلوب الناس ووصل فعلا الى كثير من القلوب من خلال السمع والنظر فاذا كان صالح القلب واتاح لنفسه النظر المحرم والسماع المحرم فانه يعد بهذا الصنيع انهزم امام هذا العدو وفتح له المنفذ الذي يصل اليه من خلاله الى قلبه فيفسد قلبه ويمرظه فيحتاج تحتاج هذه الحرب مع الشيطان الى صيانة هذه المنافذ ورعايتها والعناية العظيمة بها لئلا يدخل الشيطان عليه من اي من هذه المنافذ. نعم قال وجماع هذه الثلاثة وعمودها الذي تقوم به هي تقوى تقوى الله تعالى. جماع هذه الثلاثة يقصد الصبر والمصابرة والمرابطة هذه الثلاثة جمعها التقوى فلا ينفع الصبر ولا المصابرة ولا المرابطة الا بالتقوى ولا تقوم التقوى الا على ساق الصبر لا تقوم التقوى الا على ساق الصبر لان الصبر لا بد منه حتى يكون العبد من المتقين فمن لا صبر له لا تقوى عنده لان التقوى تحتاج الى الى صبر نعم قال فانظر الان فيك الى التقاء الجيشين يبدأ رحمه الله كلامه عظيم وعجيب الان يبدأ يصور هذه الحرب ويصور ماذا يقول الشيطان والى اي شيء يدعو جنوده وماذا يوصيهم كل منفذ من هذه المنافذ ماذا يوصي الشيطان جنوده تجاه ذلك المنفذ وكيف يدخلون على هذا الانسان نعم. قال فانظر الان فيك الى التقاء الجيشين واصطفاف العسكرين وكيف يدال لك مرة ويدال عليك مرة اخرى اقبل اقبل ملك الكفرة بجنوده وعساكره. الان بدأت الحرم يصورها رحمه الله تعالى بين الشيطان وبين الانسان نام قال فوجد القلب في حصنه جالسا على كرسي مملكته امره نافذ في اعوانه امره نافذ في اعوانه قلب الانسان امره نافذ في جوارحه كلها لان الجوارح اليد والسمع والبصر والقدم كلها تبع لمراد القلب لا يمكن ان تتخلف عن مراد القلب فالقلب بالنسبة للملك للبدن كالملك مع جنده الجوارح هي تبع تبع للقلب فالشيطان نظر الى هذا القلب قلب انسان ووجده يعني وجد ان امره نافذا ان ان امره نافذ في في في جوارح الانسان فجعل آآ همه وموطن تركيزه على هذا القلب قلب الانسان قال وجنده قد حفوا به يقاتلون عنه ويدافعون عن حوزته فلم يمكنه الهجوم الا بمخامرة بعض امرائه وجنده عليه نعم يعني يحتاج حينئذ الان اصبح القلب والجوارح متحصنة من من هذا العدو فمن اجل ان يصل الى القلب لابد ان لابد من مخامرة بعض الجند يعني التي هي السمع او البصر او اليد او القدم او الفرج لابد من مخامرة يعني مخادعة هذه الجوارح ومخاتلتها حتى تضعف فلا تصبح جهة حصينة فاذا اصبحت ليست جهة حصينة استطاع الشيطان ان يصل الى الى القلب وهو البغية المرادة. نعم فسأل من اخص الجند به واقربهم منه منزلة فقيل له هي النفس فقال لاعوانه ادخلوا عليها من مرادها نعم يعني انظروا الى ماذا تميل النفس ولهذا الشيطان كما قال بعض السلف يشام النفوس يسمى النفوس يعني ينظر الى ماذا تميل؟ ماذا ترغب ولهذا احيانا عندما يشم النفس يجدها ميالة الى الطاعة فيأتيها الى هذا الجانب الذي تميل اليه يجعلها تتشدد في الطاعة حتى تقع في الغلو الذي لا يقبله الله يشغلها بالغلو والتنطع الذي لا يقبله الله وليس من دين الله فيأتيه من هذا الجانب اذا كان يجدها ميالة الى الكسل اضعف فيها حب الطاعة والميل الى العبادة واذا وجدها اه ميانة الى الملاذ والشهوات حبب اليها الفواحش وما وجعلها ميالة اليها وهكذا يعني يشام النفس ثم من خلال ميولاتها يجر الانسان الى الخروج عن شرع الله قال وانظروا مواقع محبتها وما هو محبوبها فاعدوها به ومنوها اياه وانقشوا صورة المحبوب فيها في في يقظتها ومنامها فاذا اطمأنت اليه وسكنت وسكنت عنده فاطرحوا عليها كلاليب الشهوة وخطاطيفها ثم جروها بها ثم جروها به ثم جروها بها اليكم. فاذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغور العين والاذن واللسان والفم واليد والرجل فرابطوا على هذه الثغور كل المرابطة هذه الان يعني خطة الحرب خطة الحرب لهذا العدو مع هذا الانسان قائمة على يعني دراسة هذا هذا الانسان ومعرفة ميولاته ثم يا البدء بالنزال معه حتى يصل الشيطان والعياذ بالله والعياذ بالله الى البغية وهي ابعاد هذا الانسان عن دين الله جل وعلا نعم قال فمتى دخلتم منها الى القلب فهو قتيل او اسيل. اذا وصلتم الى القلب من خلال هذه المنافذ انتهت الحرب. اصبح قتيل او اسير لكم اصبح هذا القلب قتيل او اسيرا لكم فزتم بهذا الحرب وهذا السجال واصبح النصر لكم على هذا هذا الانسان نعم. او جريح مثخن بالجراحات ولا تخلوا هذه ولا تخلوا ولا تخلوا هذه الثغور ولا تمكنوا سرية تدخل منها الى القلب فتخرجكم منها. نعم يعني احرصوا على ان ان تبعدوا هذا الذي اثخن الجراحات واستوليتم على قلبه الا يصل اليه يعني هدى او يصل اليه حق ولهذا من الخطط في هذا الحرب ان الشيطان يبعد من كان كذلك عن مجالس الهدى وعن سماع الهدى وعن اه مصاحبة اهل الحق والهدى ويبغضهم اليه ويظهرهم عنده بالصورة الشنيعة البشعة البغيضة الى غير ذلك. لانه يغلق يغلق بهذا المنافذ التي من خلالها يصل الهدى الى قلبه نعم وان غلبتم فاجتهدوا في اظعاف السرية ووهنها اذا ما استطعتم الصد للسرية التي تصل يصل من خلالها الهدى الى اذى قال فحاولوا على اقل شيء ان تضعفوا اه تظعفوها وتظعف النفع الذي يصل منها الى قلبه حتى لا تصل الى القلب وان وصلت اليه وصلت ضعيفة لا تغني شيئا. نعم يعني اما استطعتم الرد فحاولوا على الاقل ان تظعفوها وهذه السريع حتى تصل الى القلب ضعيفة فلا تكون آآ اه محققة البغية نعم ولا تكون محققة البغية في هذا. نعم قال فاذا استوليتم على هذه الثغور فامنعوا ثغر العين ان يكون نظره اعتبارا. نعم يعني الان بدأ يفصل في كل ثغر من هذه ثغور آآ ثغر العين ثغر الاذن ثغر كل ثغر يعني ماذا يخطط الشيطان تجاه كل ثغر من هذه الثغور قال بل اجعلوا نظره تفرجا واستحسانا وتلهيا فان استرق نظرة عبرة فافسدوها عليه بنظرة الغفلة والاستحسان والشهوة. نعم يعني هو يتدرج مع في من خلال ثغر العين يتدرج مع الانسان اولا يعني اولا بالنظرة العابرة يعني النظرة العابرة قل افسدوها عليه بنظرة الغفلة والاستحسان للشهوة يعني يعني قد تكون نظرة عابرة اه ليس فيها اه ميل لشهوة او ميل لحرام لكن يقفز الشيطان حينئذ من خلال هذه النظرة فيحولها من نظرة عابرة الى شهوة الى حرام ويدخل حينئذ من هذا المنفذ نعم. قال فانه اقرب اليه واعلق بنفسه واخف عليه ودونكم ثغر العين فان فان منه تنالون بغيتكم فاني ما افسدت بني ادم بشيء مثل النظر. يقول ما افسدت بني ادم بشيء مثل نظر يعني النظر يا مدخل اه من اه من اقوى المداخل التي يدخل منها الشيطان على قلب الانسان قال فاني ابذر به في القلب بذر الشهوة ثم اسقيه بماء الامنية ثم لا ازال اعد وامنيه حتى اقوي عزيمته واقوده بزمام الشهوة الى الانخلاء من العصمة فلا تهملوا امر هذا الثغر نعم يعني لا تهملوا امر هذا الثغر الذي الذي هو العين وتابعوا هذا اه الانسان واذا حصل النظرة العابرة لا توقفوها عند هذا الحد. حولوها الى نظرة شهوة ثم تقودونه من خلالها الى الخروج من العصمة التي هي الطاعة طاعة الله جل وعلا قال وافسدوه بحسب استطاعتكم وهونوا عليه امره وقولوا له ما مقدار نظرة تدعوك الى تسبيح الخالق؟ يعني بالبداية قولوا له مثل هذا المعنى حتى يهون عليه يعني امر النظرة ولهذا يعني دخل الشيطان فعلا على بعض الناس بان يجعله ينظر الى مثلا محاسن المرأة او نحو ذلك ينظر اليها وهو في نفسه يقول حتى اسبح من خلقها واعظم من خلق هذا الجمال وهذا الحسن يأتي من هذا المدخل ودخل على اه يعني بعض الصالحين من خلال ذلك ثم يحول ذلك الى الفساد العظيم والشر الكبير نعم قال قولوا له ما مقدار نظرة تدعوك الى تسبيح الخالق والتأمل لبديع صنعه وحسن هذه الصورة التي انما خلقت ليستدل بها الناظر عليه. نعم يقول له الشيطان انت انظر فقط حتى تقول تبارك الله احسن الخالقين وآآ تنظر الى جمال الخلق وعظمة خلق الله سبحانه وتعالى فتعظم الله ويدخل في هذا المعنى ووله من وراء ذلك آآ امر اخر؟ نعم. قال وما خلق الله لك العينين سدى وما خلق هذه الصورة ليحجبها عن النظر. ما خلق الله لك العين هذي سدى خلقها حتى تنظر في مخلوقات الله العظيمة لا تحجب عن نفسك هذا النظر هذا النظر يوصلك الى تعظيم من خلق هذه المخلوقات فيدخل عليه من هذا نعم قال وان ظفرتم به قليل العلم فاسد العقل فقولوا له هذه الصورة مظهر من مظاهر الحق ومجلى من مجاليه. نعم هذا دخل آآ مدخل اخر هذا دخل من خلاله على الطرقية واصحاب الباطل والتصوف دخل عليهم حتى اوقعهم من خلاله في الالحاد والعياذ بالله نعم فادعوه الى القول بالاتحاد نعم يعني الاتحاد الذي هو عقيدة من افسد العقائد وهي ان الخالق متحد في المخلوق تعالى الله عما يقولون سبحان الله عما يصفون فان لم يقبل فالقول بالحلول فان لم يقبل فالقول بالحلول العام او الخاص ولا تقنعوا منه بدون ذلك فانه يصير به من اخواني النصارى فمروا حينئذ بالعفة والصيانة والعبادة والزهد في الدنيا واصطادوا علي وبه الجهال. نعم يعني اذا وصلتم هذا الشخص اذا وصلتم الى ايقاعه في هذا الالحاد واصبح على هذه العقيدة انتقلوا به الى الزهد ينتقل به الى الزهد. الزهد في الدنيا والتقشف لماذا نعم قال لانه يصبح لانه يصبح مصيدة للشيطان مصيدة للشيطان بعد ان يصل بها الشيطان الى هذه المرحلة من من الالحاد والانحراف يدعوه الى الزهد والتقشف والتبدل الى غير ذلك حتى يؤثر في تقشفه وتزهده في الناس من اجل ان يوصلهم من خلاله الى الحاد الذي وصل اليه نعم قال فهذا من اقرب خلفاء واكبر جندي بل انا من جنده واعوانه. يعني يقول الشيطان اذا وصلتم الى شخص اوصلتم شخص الى هذه المرحلة اذا استطعتم ان توصلوا شخصا الى هذه المرحلة فهذا يعتبر من اكبر خلفائي واكبر جندي بل انا من جنده واعوانه بل انا اصبح من جندي واعوانه ولهذا والعياذ بالله يعني اساطين هؤلاء الملاحدة كبار هؤلاء كم افسدوا في العوام والجهال والى هذا والى هذا الامر اشار الى خطورة هذا الامر اشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين لان الشيطان لا يزال يستخرج من هذا الانسان جنودا يصبحون ائمة ظلال اذا اذا تخرج على يديه هؤلاء الائمة ائمة الضلال كفوه المؤنة وافسد من خلالهم خلقا ولهذا خطر هؤلاء ائمة الضلال على الانسان هو اشد الخطر والعياذ بالله قال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين بنعم. قال رحمه الله فصل ثم امنعوا ثغر الاذن ان يدخل منه ما يفسد عليكم الامر فاجتهدوا الا يدخل منه الا الباطل فانه خفيف على النفس تستحلي وتستجمله وتخير اعذب الالفاظ واسحرها للالباب وامزجوه بما تهوى النفوس مزجا والقوا الكلمة فان رأيتم منه اصغاء اليها فزجوه باخواتها وكلما صادفتم منه استحسان شيء فالهجوا له بذكره واياكم ان يدخل من هذا الثغر شيء من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم او كلام النصحاء هذا تسلط الان الشيطان والعياذ بالله على ثغر الاذن كيف يفسد على الانسان ثغر الاذن بان يحبب له سماع الحرام ويزين سماع الباطل والكلمات الباطلة المحرمة يجعل هذا الانسان يستعذبها ويستحليها ويستمتع بسماعها والشيطان لا يزال يرغبه في في في سماعها وكلما زاد هذا السماع لهذا لهذا الباطل وهذا الحرام زاد البعد عن اه عن ذكر الله وسماع القرآن وسماع احاديث اه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كلما زاد بعد كلما زادت عناية الانسان بهذا السماع المحرم ابعده عن سماع الحق والهدى واقرأ في اول اه اول سورة لقمان اقرأ في اول سورة لقمان ما يوضح لك ذلك لان الله سبحانه وتعالى لما ذكر القرآن العظيم ووحي الله جل وعلا الكريم وما فيه من الهدى والسعادة والفلاح بقوله جل وعلا تلك ايات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. قال ومن الناس من يشتري لهو الحديث ومن الناس من يشتري لهو الحديث فهذا اللهو هو الذي يبعد عن القرآن والشيطان يتسلط على الانسان ليبعده عن القرآن من خلال هذا الله و له الحديث ويتسلط عليه وكل ما مكن لهو الحديث من سمع الانسان وحبب الى الانسان سمعه بالمقابل يبغض اليه سماع الهدى والوحي كلام الله وكلام رسوله نعم قال فان غلبتم على ذلك ودخل من ذلك شيء فحولوا بينه وبين فهمه وتدبره وتفكره فيه والعظة به احرصوا اشد الحرص ان لا يسمع شيء من الوحي. لا يسمع لا لا القرآن ولا الحديث ولا كلام النصحة احرصوا على ذلك لكن لو غلبتم وسمع شيئا من الكلام ودخل في من اذنه شيء من من هذا الكلام انتقلوا الى مرحلة اخرى احرصوا الا يفهمه وان تشغلوه عن عن فهمه نعم اما بادخال ظده عليه واما بتهويل ذلك وتعظيمه وافهامه ان هذا امر قد حيل بين بين النفوس وبينه فلا سبيل لها اليه. يعني بعض بعض هؤلاء قد يصل الى الى اذنه الحق ويسمعه وربما ايضا يعجبه يأتيه الشيطان ويقول اينك وهذا؟ هذا ليس لك هذا لاناس اخرين اما انت ما ما لست مهيئا لهذا وهذا امر كبير وعظيم وانت لا تصلح له لا تصلح لهذا ولست مهيئا فيبقيه على ضلاله واعراضه نعم وهو حمل ثقيل عليها لا تشتغل به. ونحو ذلك واما بارخاصه على النفوس وان الاشتغال ينبغي ان يكون بما هو اعلى عند الناس. بما هو؟ بما هو اعلى عند الناس او اغلى. نعم. بما هو اغلى الناس واعزهم عليهم واغرب عندهم وزبونه القابلون له اكثر واما الحق فهو مهجور وقائله معرض نفسه للعداوة والرابح بين الناس اولى بالايثار يأتي للانسان الى الى الى مجتمع تغلب عليه المعاصي ثم يوفق احد هؤلاء الى الطاعة والعبادة يتسلط عليه الشيطان ويقول يعني اذا دخلت في في في هذه اصبحت انت مهجورا واصبحت منبوذا واصبح اصبح ليس لك شأن يبغض اليه الدخول في الديانة والطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى من هذه الجهة. نعم فتدخلون الباطل عليه في كل قالب يقبله ويخف عليه وتخرجون له الحق في كل قالب يكره ويثقل عليه. هذي قاعدة عامة يعني قاعدة عامة وضعها الشيطان لهم لجنوده في طريقة التعامل مع الانسان قال فتدخلون الباطل عليه في كل قالب يقبله ويخف عليه وتخرجون له الحق في كل قالب يكره ويثقل عليه فحبب الى نفسه آآ المعصية وثقلوا على قلبه الطاعة نعم واذا شئت ان تعرف ذلك فانظر الى اخوانهم من شياطين الانس كيف يخرجون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب بقالب كثرة الفضول. نعم يعني حتى ان بعضهم اذا سمع شخصا يدعو الى معروف او ينهى عن المنكر قال له قال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه من حسن الاسلام المرء تركه ما لا يعنيه. كم يذكر هذا الحديث في مقام رد الامر بالمعروف والناهي عن المنكر. ولهذا يقول اه اذا شئت ان تعرف ذلك فانظر الى اخوان من شياطين الانس كيف يخرجون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب كثرة الفظول يعني هذا من الفضول مما لا يعنيك والمراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يعنيك اي باصل الشرع ودلالة الشرع لا بهوى النفس وميولاتها نعم. قال وتتبع عثرات الناس والتعرض من البلاء لما لا يطيق. والقاء الفتن بين الناس ونحو ذلك ويخرجون اتباع السنة ووصف الرب تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في قالب التجسيم والتشبيه والتكليف ويسمون علو الله على خلقه واستواءه على عرشه ومباينته لمخلوقاته تحيزا ويسمون نزوله الى سماء الدنيا وقوله من يسألني فاعطيه تحركا وانتقالا ويسمون ما وصف به نفسه من اليد والوجه اعضاء وجوارح ويسمون ما يقوم به من افعال من افعاله حوادث وما يقوم به من صفاته اعراضا ثم يتوصلون الى نفي ما وصف به نفسه بنفي هذه الامور. اذا هذه هذه الكلمات مثل التجسيم والحركة والانتقال والاعضاء والجوارح والحوادث والاعراض هذه كلها كلمات محدثة اراد بها من احدثها ان يصل بالانسان الى تعطيل صفات الله وجحدها والتكذيب بها فهي من مداخل الشيطان من مداخل الشيطان التي يفسد بها على الناس عقيدتهم ومعرفتهم بربهم سبحانه وتعالى. نعم قال ويوهمون الاغمار وضعفاء البصائر ان اثبات الصفات التي نطق بها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تستلزم هذه الامور ويخرجون هذا التعطيل في قالب التنزيه والتعظيم. واكثر الناس ضعفاء العقول يقبلون الشيء بلفظ ويردون بعينه بلفظ اخر قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا فسماه زخرفا وهو باطل لان صاحبه يزخرفه ويزينه ما استطاع ويلقيه الى سمع المغرور فيغتر به. نعم ولهذا الاغمار والجهال كثيرا ما يعني افسدت احوالهم بزخرف القول زخرف القول يعني تزيين القول وتحسينه وادخال الباطل من خلال هذا القول المزخرف المزين نعم. والمقصود ان الشيطان قد لزم الاذن يدخل فيها ما يضر العبد ولا ينفع ويمنع ان يدخل اليها ما ينفعه وان دخل بغير اختياره افسد عليه نعم هذا فيما يتعلق تقرأ الاذن وقبله ما يتعلق بثغر العين ثم انتقل في فصل جديد الى ما يتعلق بثغر اللسان نكتفي بهذا ونسأل الله العظيم ان يعيذنا وذرياتنا واهلينا والمسلمين من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه وان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا