بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تنسي العبد نفسه واذا نسي نفسه اهملها وافسدها واهلك فان قيل كيف ينسى العبد نفسه واذا نسي نفسه فاي شيء يذكر وما معنى نسيان اما وما معنى نسيانه نفسه قيل نعم ينسى نفسه اعظم نسيان. قال الله العظيم ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وانساهم انفسهم كما قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين احدهما انه سبحانه نسيه والثانية انه انساه نفسه ونسي انه سبحانه للعبد اهماله وتركه وتخليه عنه واضاعته. فالهلاك ادنى اليه من اليد للفم. واما ان شاء نفسه فهو انساؤه لحظوظها العالية واسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها وما تكمل به نفسه ينسيه ذلك جميعه فلا فلا يخطره ببالي ولا يجعله على ذكري ولا يصرف الي همته فيرغب فيه فانه لا يمر ببالي حتى يقصده ويؤثر ويؤثره. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل يبين فيه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى عاقبة اخرى من عواقب الذنوب واضرارها الوخيمة على العصاة وهي انها تنسي العبد نفسه تنسي العبد نفسه فلا يقوم بمصالحها وما تكون به نجاتها وسعادتها وفلاحها فتصبح نفسه حينئذ نفسا فتصبح نفسه حينئذ نفسا ضائعة صار امرها فرطا وحياتها ضياع ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فمن نسي نفسه يترتب على نسيانه لنفسه ان يصبح امره فرطا واما اذا اطاع ربه استقام على امره سبحانه وتعالى فان هذا فان هذا ينتظم صلاح امره والتئام شأنه ولهذا جاء في الدعاء المأثور اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري فالدين عصمة للامر وضياع الدين انفراط للامر الحاصل ان من عواقب الذنوب انها تنسي العبد نفسه قال واذا نسي نفسه اهملها وافسدها واهلكها بمعنى بمعنى ان نفسه تصبح نفسا منتقلة من فساد الى فساد اخر ومن ضياع الى ظياع اخر لانها نفس مهملة مضيعة غير معتن بها وهذا من عواقب الذنوب واضرارها الوخيمة وذكر رحمه الله تعالى ان العبد اذا نسي ربه باهمال الطاعة والوقوع في المعصية يترتب على ذلك عاقبتين الاولى ان الله سبحانه وتعالى ينسيه نفسه ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم والعاقبة الثانية ان الله سبحانه وتعالى يعاقبه بالنسيانه لربه ان ينساه الله نسوا الله فنسيهم وقوله فنسيهم هذا النسيان المضاف الى الله سبحانه وتعالى ليس هو النسيان المنفي في قوله سبحانه وتعالى وما كان ربك نسيا لان النسيان المثبت هنا نسأل الله فنسيهم هذي عقوبة لهؤلاء عقوبة لهؤلاء بان الله ينساهم والنسيان من معانيه الترك النسيان من معانيه الترك وهو المراد هنا نسأل الله فنسيهم ولهذا قال ابن القيم في بيان المعنى ونسيانه سبحانه للعبد اهماله وتركه وتخليته عنه واضاعته فلا يصبح في حفظ الله ولا في كنفه ولا رعايته سبحانه وتعالى بل يصبح نهبة للشياطين قال ولهذا قال فالهلاك ادنى اليه من اليد للفم واما انساؤه نفسه فهو انساؤه لحظوظها العالية لا تصبح او لا يصبح المرء مهتما بحظوظ نفسه العالية الشريفة التي فيها سعادته وفلاحه وفوزه في الدنيا والاخرة ولا يصبح عنده بعد نظر ولا تأمل في العواقب بل فهمته دنيئة واهواؤه منحطة ومبتغياته كلها في سفول وظعه. نعم قال رحمه الله وايضا فينسي عيوب نفسه ونقصها وافاتها فلا يخطر بباله ازالتها واصلاحها نعم هادي مصيبة يعني وهذي من العواقب ينسيه عيوب نفسه ولهذا يقع في عيوب تلو عيوب ولا يشعر واصلا لا يفكر في النظر في عيوب النفس لان النظر في عيوب النفس هذا باب من ابواب المحاسبة اذا اخذ المرء ينظر في عيوب نفسه واخطائه وتقصيره يفتح على نفسه باب لمحاسبة نفسه كيف انها وقعت في هذه العيوب ومن عواقب الذنوب انه يترتب عليها نسيان المرأة لعيوب نفسه. نسيان المرء لعيوب نفسه ولهذا بعض الناس يتحدث عن عيوب الاخرين ويذم مثلا الاخرين وينتقص الاخرين وفيه عيوب عظيمة يعني مثلا يكون متهاون في الصلاة التي اعظم فرائض الاسلام واهمها بعد التوحيد تجده مثلا ينام عن صلاة الفجر ثم اذا اصبح في الضحى قال فلان فيه او اخذ يذم وينتقد ويذكر عيوبا وهو نفسه مضيع او مفرط لهذه الفريضة من فرائض الاسلام او يكون يغشى بعض الكبائر وبعض العظائم عظيم الذنوب فينسى الخلل الذي فيه والنقص الذي فيه وينتقد الاخرين يرى القذاة في عين اخيه. ولا يرى الجذع في نفسه في عيوب كبار لا يراها ويرى الشاة دقيقة ويسيرة في الاخرين. هذي من العواقب من عواقب الذنوب اظرارها العظيمة نعم قال وايضا ينسيه امراض نفسه وقلبه والاماه فلا يخطر بقلبه مداواتها ولا السعي في ازالة عللها وامراضها التي تؤول به الى الفساد والهلاك فهو مريض متقن بالمرظ ومرظه مترام به الى التلف ولا يشعر بمرظه ولا يخطر بباله مداواة وهذا من اعظم العقوبة العامة والخاصة. نعم هذي من عقوبات الذنوب انه انها تنسي المرء امراضه وخاصة امراض القلب وادواء القلب فقد يكون القلب ينطوي على امراض كثيرة فلا يفكر ان ينظر ويتأمل في احوال قلبه والعمل على تزكيته وتنقيته من هذه الامراض لان المعاصي اوبقته وكان من عواقب اه اهلاك الذنوب له انها تنسيه هذا الجانب العظيم وتغفله عن اصلاح قلبه. نعم قال فاي عقوبة اعظم من عقوبة من اهمل نفسه وضيعها ونسي مصالحها ودائها ودواءها واسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها وحياتها الابدية في النعيم المقيم ومن تأمل هذا الموضع تبين له ان اكثر هذا الخلق قد نسوا انفسهم حقيقة وضيعوها واضاعوا حظها من الله وباعوها رخيصة بثمن بخس بيع الغبن. وانما يظهر لهم هذا عند الموت ويظهر هذا كل الظهور يوم التغابن يوم يظهر للعبد انه غبن في العقد الذي عقده لنفسه في هذه الدار والتجارة التي اتجر فيها لمعادي. فان كل احد يتجر في هذه الدنيا لاخرته نعم وهذا النوع من التجارة الذي يتحدث عنه هو التجارة الرابحة والغنيمة الواضحة هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم فهذه التجارة العظيمة الرابحة الغانمة كثير من الناس يغلب عليها ويغبن فيها ويكون فيها خاسرا بل كثير من الناس يضحي بهذه التجارة الرابحة العظيمة التي تنجي صاحبها من من العذاب الاليم يضحي بها في سبيل نيل شيء من تجارة الدنيا ولهذا كم من كم من امور الدين العظيمة تضيع من اجل ان يحصل الانسان شيئا من متع الدنيا او من اه او من المال في هذه الحياة الدنيا ولهذا ينبغي ان يعرف في هذا الباب قاعدة مهمة جدا وهي ان الدين هو رأس المال اذا دخل الانسان في اي تجارة من التجارات يجب عليه ان يعتبر ان الدين هو رأس المال فاذا كانت هناك ارباح على حساب رأس المال الحقيقي وهو الدين فلا خير فيها وهي ممحوقة البركة حتى لو كانت اموالا كثيرة طائلة فانها اموال لا بركة لا بركة فيها اي بركة في مال يحصله المرء على حساب رأس ماله الحقيقي الذي هو دينه وطاعته لربه سبحانه وتعالى وبالمقابل فان من يحافظ على رأس المال ولو فاته شيء من امور الدنيا هو الرابح الرابح حقيقة وله نصيب وافر من قول النبي صلى الله عليه وسلم من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه نعم. قال فالخاسرون الذين يعتقدون انهم اهل الربح والكسب اشتروا الحياة الدنيا وحظهم فيها ولذاتهم بالاخرة وحظهم فيها. فاذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا واستمتعوا بها ورضوا بها واطمأنوا اليها وكان سعيهم لتحصيلها. فباعوا واشتروا واتجروا اجلا بعاجل ونسيئة بنقد وغائب بناجز وقالوا هذا هو الحزم. ويقول احدهم خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به وكيف ابيع حاضر النقب؟ حاضرا نقدا مشاهدا في هذه الدار بغائب نسيئة في دار اخرى غير هذه وينضم الى ذلك ضعف الايمان وقوة داعي الشهوة ومحبة العاجلة والتشبه ببني الجنس؟ نعم. يعني هذه مصيبة كثير الناس لان التجارة الدنيوية اذا لم تضبط بضوابط الشرع ويكون وتكون خطوات التاجر فيها مضبوطة بضوابط الشرع تكون فتنة وباب هلكة على المرء لانها ستدخله في اعمال محرمة وصفات ذميمة اخلاق مشينة وتدخله في تهاون في فرائض وواجبات وتعد لحدود حدود شرع الله سبحانه وتعالى اذا لم تكن مضبوطة بضوابط الشرع هذه حالها ثم يصبح المرء الى هذه الحالة التي اشار اليها ابن القيم رحمه الله تعالى يعتبر ان فعله هذا هو الحزم ان هذا هو الحزم يعني يحصل شيئا حاضرا ولا يفكر في الموعود به في الدار الاخرة والثواب العظيم الذي اعده الله حتى وان خسره يكون هذا شيء حاظر وهذا ربح. حاضر يقع في يدي الان لا افوته في شيء اوعد به في دار اخرى غير هذه الدار وهذا من الظياع والعياذ بالله والحرمان العظيم والخسران المبين وهذا الخسران يتبين تبينا واضحا ظاهرا في يوم التغابن. نعم قال فاكثر الخلق في هذه التجارة الخاسرة التي قال الله سبحانه في اهلها اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون. ولهذا يجب على المرء ان يحذر اشد الحذر من هذه الصفة الذميمة ولا ان يكون له منها ولا نصيب قليل الذي هو اشترى اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة حتى النصيب القليل يحذر ان يا ان ان يسري شيئا من الدنيا او يحصل شيئا من الدنيا على حساب الاخرة وضياع حظه فيها. نعم وقال فيهم فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. نعم هذه هذا النوع من التجارة تجارة خاسرة ليست برادحة قاصرها الخسران المبين ولا يكون المرء رابحا في تجارته الا بطاعته لربه سبحانه وتعالى قال فاذا كان يوم التغابن ظهر لهم الغبن في هذه التجارة فتتقطع عليها النفوس حسرات يوم التغابن هذا اسم من اسماء اليوم الاخر واليوم الاخر له اسماء كثيرة وكثرة اسماء اليوم الاخر من كثرة صفاته واحواله ولهذا كل اسم من اسماء اليوم الاخر الواردة في الكتاب والسنة وهي كثيرة يدل على صفة لذلك اليوم او حال من احوال ذلك اليوم فلما كان في اليوم الاخر يحصل الغبن لهؤلاء حيث يدركون الخسران العظيم الذي نالوه حصلوه بسبب تضييعهم لدينهم كان من اسماء ذلك اليوم يوم التغابن لما يحصل فيه من هذا الغبن العظيم لهؤلاء قال واما الرابحون فانهم باعوا فانيا بباق وخسيسا بنفيس وحقيرا بعظيم وقالوا ما مقدار هذه الدنيا من اولها الى اخرها حتى نبيع حظنا من الله تعالى والدار الاخرة بها. هؤلاء هم الاكياس وخيار الناس وافظلهم الذين عرفوا ووازنوا بين الامور وسعوا فيما فيه رفعتهم وصلاحهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة فكانوا هم الرابحين حقا فكيف بما ينال العبد منها في هذا الزمن القصير الذي هو في الحقيقة كغفوة حلم لا نسبة له الى الدار الاخرة البتة الى دار القرار البتة. يعني اظرب مثالا يوظح القصة هذا الذي يشير له ابن القيم رحمه الله لو قدر ان رجلا سافر في تجارة محرمة في تجارة محرمة وفيها ربح دنيوي كبير جدا ونسبة الربح عالية لكنها محرمة. اما ربا او غش او خداع او غير ذلك ثم حصل تلك الاموال الطائلة واودعها في حسابه ورجع الى بلده ثم قدر عليه فمات في الطريق قدر عليه ومات في الطريق. اي خسران هذا اي خسران هذا حتى المال هذا الذي ها حصله الطائل ربما لا يستمتع به فيصبح ورثته غنم هذا المال وعليه الغرم يحاسب عليه ويعاقبه الله عليه وهو اصلا ما استمتع به ولا انتفع به ولهذا من من النافع جدا في مثل هذه التجارات ان يجعل الانسان الموت ولقاء الله بين عينيه حتى نحسب حسابا لاعماله وبيعه وتجاراته في صفائها ونقائها وسلامتها نعم قال تعالى يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم وقال تعالى يسألونك عن الساعة ايان مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها. انما انت منذر من يخشاها كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها وقال تعالى كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. بلاغ وقال تعالى كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثت الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون وقال تعالى يوم ينفخ في الصور ونحشر ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم الا بثم الا عشرا. نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم اذ يقول امثالهم طريقة ان لبثتم الا يوما فهذه حقيقة الدنيا عند موافاة يوم القيامة. نعم يقول ابن القيم رحمه الله هذه حقيقة الدنيا عند يوم القيامة يعني تظهر هذه الحقيقة في الدار الاخرة لكن في الدنيا ما الذي يظهر في الغالب لكثير من الناس ما الذي يظهر في الغالب لكثير من الناس يعيش في ماذا في طول الامل في طول الامل قد يكون منيته غدا قد تكون منيته غدا ومفارقته لهذه الحياة غدا وعنده من طول الامل اربعين سنة خمسين سنة ستين سنة ومن نيته غدا ولهذا طول الامل طول الامل يورث الحرص على الدنيا والتكالب عليها واذا صار مع طول الامل خلل في السلوك كم هي الجناية التي يجنيها المرء على نفسه حينئذ وقول النبي عليه الصلاة والسلام كن في الدنيا غريب قول لابن عمر او عابر سبيل ثم اصبح ابن عمر من بعد ذلك يقول اذا اصبحت فلا تنتظر المساء واذا امسيت فلا تنتظر الصباح هذا معالجة لهذه المسألة التي يطول الامل فيصلح دينه وليس معنى ذلك انه يغفل ما يكون به قوام عيشه وصلاح امره في دنياه. نعم قال فلما علموا قلة لبثهم فيها وان لهم دارا غير هذه الدار هي دار الحيوان ودار البقاء رأوا من اعظم الغبن بيع دار البقاء بدار الفناء فالتجروا تجارة الاكياس ولم ولم يغتروا بتجارة السفهاء من الناس فظهر لهم يوم التغابن ربح تجارتهم ومقدار ما اشتروه. وكل احد من وكل احد في هذه الدار في هذه الدار الدنيا بائع مشتر متجر وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فهذا اول نقد من ثمن هذه التجارة فتاجروا ايها المفلسون ويا من لا يقدر على هذا الثمن ها هنا ثمن اخر فان كنت من اهل هذه التجارة فاعط هذا الثمن التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر تحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين. نعم يعني هذه الاية جاءت في سورة التوبة الاية المتقدمة التي فيها هذا العقد فالعظيم ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة فمن الثمن بهذه الجنة وتحصيل هذه التجارة الرابحة هذه الاعمال التي ذكرت في هذه الاية الكريمة التائبون العابدون الحامدون السائحون وفي معنى السائحين اقوال اظهروها اي الصائمين الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين وقوله وبشر المؤمنين في خاتمة هذه السياق فيه ان الامام تدخل فيه هذه الاعمال وتدخل في مسماه فهي من جملة اعمال الايمان. فالايمان ليس مجرد عقيدة في القلب الايمان توبة وحمد وعبادة ركوع وسجود وامر بالمعروف ونهي عن المنكر كل هذا من اعمال الايمان نعم قال يا اي قال رحمه الله قال الله يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون والمقصود ان الذنوب تنسي العبد حظه من هذه التجارة الرابعة وتشغله باسباب التجارة الخاسرة وكفى بذلك عقوبة والله المستعان قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تزيل النعم انها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الحاصل وتقطع الواصل فان نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته ولاستجلب مفقودها بمثل طاعتي فان ما عنده لا ينال الا بطاعته. يقول رحمه الله تعالى من عقوبات من عقوبات الذنوب انها جيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فالنعم الحاضرة الموجودة عند الانسان تزيلها الذنوب وتذهبها والنعم الحاضرة اه او النعم الواصلة التي هي في طريقها الى العبد واصلة اليه فالذنوب تحول بينه وبين وصول هذا الخير لهم وعلى الضد ذلك على الضد من ذلك الطاعة والشكر لله سبحانه وتعالى يسمى الحافظ الجالب يسمى الحافظ الجالب لانه يحفظ الموجود ويجلب المفقود والمعاصي على العكس من ذلك مثل ما ذكر ابن القيم رحمه الله تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الحاصل يعني الموجود عند الاب وتمنع الواصل الذي هو في طريقه الى العبد فان نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته ولاستجلب مفقودها بمثل طاعته فان ما عنده لا ينال الا بطاعته ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض نعم قال وقد جعل الله سبحانه لكل شيء سببا وافة سببا يجلبه وافة تبطله. فجعل اسباب نعمه الجالبة لها طاعته وافاتها المانعة منها معصيته فاذا اراد الله حفظ نعمته على عبده الهمه رعايتها بطاعته فيها. الهمه رعايتها فيها واذا اراد زوالها عنه خذله حتى عصاه بها. نعم هذا يعني هذه قاعدة في الباب ان الله عز وجل جعل لكل شيء سببا وافة سببا اي لتحصيله وافة اه الحرمان منه وخسرانه وسبب الخيرات طاعة الله سبحانه وتعالى وسبب الحرمان وزوال الخيرات وذهاب البركة المعاصي والذنوب ومن الادب علم العبد بذلك مشاهدة في نفسه وغيره وسماعا لما غاب عنه من اخبار من ازيلت نعم الله عنهم بمعاصيه. نعم يعني حتى مع وجود العلم بهذا والوقوف عليه في الادلة وسماع المواعظ والتذكير وايضا اخبار المهلكين بسبب المعاصي والذنوب يكون على علم بها والوعيد المترتب عليها ثم مع ذلك كله تغلبه نفسه والعياذ بالله فيقع في اه ما وقع فيه هؤلاء نعم قال وهو مقيم على معصية الله كانه مستثنى من هذه الجملة او مخصوص من هذا العموم كانه مستثنى من هذه الجملة يعني العقوبات التي آآ اصابت اولئك بسبب هذه الذنوب كأن عنده اه امان بالسلامة منها وان ان انه لن يصيبه ما اصابهم والله سبحانه وتعالى قال وما هي من الظالمين ببعيد نعم قال وكأن هذا امر جار على الناس لا عليه يعني بعض سبحان الله بعض الناس يسمع بعض المواعظ الزاجرة فلا يظن انها تعنيه يظن انها لغيره. اما هو لا تعنيه ولهذا يقرأ مثلا الايات في القرآن او يسمع الاحاديث وفيها امور تعنيه هو في في في مخالفات هو واقع فيها فيقرؤها وكانها لا تعنيه وكانها لا تعنيه وكان الامر لا يخصه او يقصده نعم وواصل الى الخلق لا اليه. نعم واصل الى الخلق لا اليه. يعني اما هو في معافى من ذلك ولا يعنيه ذلك. نعم فاي جهل ابلغ من هذا واي ظلم للنفس فوق هذا فالحكم لله العلي الكبير نعم نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا كلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خيرا