بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ومن عقوباتها انها تباعد عن العبد وليه وانفع الخلق له وانصحهم له ومن سعادته في قربه منه وهو المليء وهو الملك الموكل بي وتدني منه عدوه وغش الخلق له واعظمهم ضررا له وهو الشيطان فان العبد اذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية حتى انه ليتباعد عنه بالكذبة الواحدة مسافة بعيدة وفي بعض الاثار اذا كذب العبد تباعد منه الملك ميلا من نتن ريحه. فاذا كان هذا تباعد الملك منه من كذبة قاعدة فما فماذا يكون مقدار فماذا يكون مقدار بعده من من بعده منه؟ فيما هو اكبر من ذلك وافحش منه. وقال بعض السلف اذا ركب الذكر الذكر عجت الارض الى الله وهربت الملائكة الى ربها وشكت اليه عظيم ما رأت فقال بعض السلف اذا اصبح العبد ابتدره الملك والشيطان. فاذا ذكر الله وكبره وحمده وهلله طرد الملك الشيطان الشيطان وتولاه. وان افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في ذكر هنا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى عقوبة اخرى من عواقب الذنوب وعقوباتها الا وهي انها تبعد الملائكة وتقرب الشياطين فالمعاصي جلابة للشياطين ومبعدة للملائكة وقرب الشياطين من المرء شر عليه وشر على المكان الذي هو في الذي هو فيه وشر على بيته ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في احاديث عن اعمال وامور انها اذا وجدت اتت بالشياطين استدعت حضور الشياطين في المكان ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة هذا عمل يبعد الملائكة وابعاد الملائكة يعني تقريبا الشياطين ان الشياطين لا تدخل بيتا تقرأ فيه سورة البقرة او تفر من بيت تقرأ فيه سورة البقرة فهذا يبعد الشياطين ويقرب الملائكة وهذه مسألة مهمة في حياة المرء في حياة المرء يجب عليه ان يكون على الاعمال التي تبعده عن اهل الشر واعظمهم الشياطين وتدنيه من اهل الخير واعظمهم الملائكة وهذا باب في الفقه عظيم ينبه عليه ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الفصل وكل من الملائكة الشياطين لا يراهم المرء لا يراهم المرء لكن السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام دلت على مراعاة هذا الامر وان يحرص على الا يأتي بعمل يبعد الملائكة او يؤذي الملائكة او يجعل الملائكة تبتعد من مكانه لان بعد الملائكة عن مكانه هذا من اسباب حلول الشر والبلاء ايضا ان يحذر من الاسباب والاعمال التي تدني الشياطين منه فان دنو الشياطين منه يعني حلول الشر والبلاء والمعاصي لها خطورة عظيمة جدا في في هذا الباب فهي تبعد الملائكة وتقرب الشياطين ويعني قرب الشياطين من المرء التوغل في الشر التوغل في الشر لان هذه الصحبة للشياطين بسبب المعاصي تعني زيادة الشر لان الشياطين لا تعين من من يصحبها الا الى اه شر ووفساد ولهذا لا خير في اعمال تدني الشياطين من العبد وتبعد عنه ملائكة الرحمن نعم قال ولا يزال ولا يزال ولا يزال الملك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والغلبة والطاعة له فتتولاه الملائكة في حياته وعند موته وعند بعثه. هذه من بركة يعني قرب الملائكة من بركة قرب الملائكة بالطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى فهذه لها بركة وهي ان الملائكة تتولاه تتولاه في حياته وعند موته آآ قريبة منه بالبشارة الخير والرفعة عند الله سبحانه وتعالى تتولاه الملائكة وتكون قريبة منه وهذا من ثمار طاعة الرحمن سبحانه وتعالى لان الطاعة تجعل للمطيع مودة في قلوب الصالحين واهل الخير. ومن اعظم ذلك المودة التي يجعلها الله له في قلوب الملائكة فتحبه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا هذه المودة التي يجعلها الله له تتناول حتى الملائكة كما يبين ذلك الحديث قال عليه الصلاة والسلام اذا احب الله العبد نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فتحبه الملائكة ثم يجعل له القبول في الارض فالطاعة من ثمارها من ثمارها محبة الملائكة للمطيع والمعصية على العكس من ثمار اه على العكس من ذلك من ثمارها محبة الشياطين للعاصي ودنوها منه نعم قال كما قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة واذا تولاه الملك تولاه انصح الخلق وانفعهم وابرهم فثبته وعلمه وقوى جنانه وايده. قال تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا فيقول له الملك عند الموت لا تخف ولا تحزن وابشر بالذي يسرك. نعم لا تخف ولا تحزن وابشر بالذي يسرك هذا دل عليه الاية المتقدمة التي ذكر المصنف ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة اي ان هذا التنزل للملائكة من ثمار استقامتهم على طاعة الله من ثمار استقامتهم على طاعة الله تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون تتنزل عليهم بهذه بهذه الخيرات بهذه البركات بهذه البشائر العظيمات. نعم ويثبتوا بالقول الثابت احوج ما يكون اليه في الحياة الدنيا وعند الموت وفي القبر عند المسألة فليس احد انفع للعبد من صحبة الملك له الملك. الملك له وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته وعند موته وفي قبره ومؤنسه في وحشته وصاحبه وفي خلوتي ومحدثه في سري يحارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه له معقبات من بين يديه ومن خلفي يحفظونه من امر الله نعم. ويعده بالخير ويبشره به. ويحثه على التصديق بالحق كما جاء في الاثر الذي يروى مرفوعا وموقوفا ان للملك بقلب ابن ادم لمة وللشيطان لمة فلمة فلمة الملك يعاد اعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان اعاد بالشر وتكذيب بالحق. يقول رحمه الله فليس احد انفع للعبد من صحبة الملائكة من صحبة الملائكة له هذه الصحبة لا يفرط فيها العاقل بل يحرص على اه حفظها والمحافظة عليها والعمل على اسباب تنميتها وبقائها هذا عين العقل صحبة لا يفرط فيها لا يفرط في صحبة الملائكة عاقل بل صحبتهم غنيمة الطاعات عموما تفظي الى تحقق هذه الصحبة لملائكة الرحمن واذا ابتعد المرء عن الطاعة ودخل في المعصية خرج من هذه الصحبة ودخل في صحبة الشياطين واصبح اصحابه الشياطين هم الذين يتولونه هم الذين يتولونه وهم الذين يحركونه ويؤزونه الى المعاصي الزان وفي الاثر الذي ذكر رحمه الله تعالى ان للملك لمة وللشيطان لمة اي لمة للقلب وهي الخطرة التي تكون في القلب فلما الملك اعاد بالخير لمة الملك ايعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان اعاد بالشر وتكذيب بالحق وهذا يوضح ان صحبة الملائكة خير كلها وصحبة الشياطين شر كلها وموجبات صحبة الملائكة طاعة الله وموجبات صحبة الشياطين طاعة فمعصية الله سبحانه وتعالى؟ نعم قال واذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لساني والقى على لسانه القول السديد واذا بعد منه وقرب منه الشيطان تكلم على لسانه والقى عليه الزور والفحش حتى يرى الرجل يتكلم على لسانه الملك والرجل يتكلم على لسانه الشيطان وفي الحديث ان السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه. وكان احدهم يسمع الكلمة الصالحة من الرجل الصالح فيقول ما القاها على لسانك الا الملك ويسمع ضدها فيقول ما القاها على لسانك الا الشيطان فالملك يلقي في القلب الحق ويلقيه على اللسان والشيطان يلقي الباطل في القلب. ويجريه على اللسان نعم ولهذا امر العبد عند اشتداد غضبه وحصول الغضب ان يتعوذ بالله من الشيطان لماذا؟ لان الشيطان يحضر يحضر ساعة الغضب وينتهزها فرصة ليلقي على لسانه من الكلام ما يترتب عليه الفساد العظيم والشر الكبير من اه الكلام القبيح والالفاظ البذيئة الجرأة الخطيرة في الاقوال السيئة القبيحة لان الشيطان يحظر فاذا استعاذ بالله من الشيطان ذهب ولم يكن له اي اي فرصة ليلقي على لسان المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم اي كلام من مثل هذا فالشيطان يحظر في مثل هذا ويلقي على لسان المتحدث ولهذا قد قد يتحدث الانسان في في بعض لحظاته عن لسان الشيطان بما بما يمليه عليه الشيطان يخطره في قلبه من السوء والقبح والفساد. وهذا كله من عواقب المعاصي الوخيمة واضرارها على العبد. نعم قال ومن عقوبة المعاصي انها تبعد من العبد وليه والذي سعادته في قربه عندك ومن انها تبعد من العبد لا ومن فم فمن هذا الصحيح نعم لان الكلام لم لم يأتي بجديد وانما هو بيان للسابق نعم احسن الله اليك فمن عقوبة المعاصي انها تبعد من العبد ولي والذي سعادته في قربه ومجاورته وموالاته. نعم يعني الملائكة نعم وتدني منه عدوه الذي شقاؤه وهلاكه وفساده في قربه وموالاته. نعم وهم الشياطين نعم حيث ان الملك لينافع عن العبد ويرد عنه اذا سفي عليه الشفي وسبه كما اختصم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فجعل احدهما يسب الاخر وهو ساكت فتكلم بكلمة يرد بها على صاحبه. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لما لما رددت عليه بعض قوله قمت فقال كان الملك ينافع عنك فلما رددت عليه جاء الشيطان فلم لاجلس مع الشيطان واذا دعا العبد المسلم لاخيه بظهر الغيب امن الملك على دعاء وقال لك بمثلي واذا فرغ من قراءة الفاتحة امنت الملائكة على دعاء واذا اذنب العبد المؤمن المؤمن الموحد المتبع لسبيله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم استغفر له حملة العرش ومن حوله واذا نام على وضوء بات في شعاره ملك. فكلما استيقظ من الليل استغفر له. فملك المؤمن يرد عنه ويحارب ويدافع عنه ويعلموا ويثبتوا ويشجعوا فلا يليق بي ان يسيء جواره ويبالغ في اذاه وطرده عنه وابعاد اذا دخل في المعاصي وصحبة العصاة ومجالس المعصية واولع بهذا الامر حصل منه هذا الذي يحذر منه ابن القيم رحمه الله بقوله فلا يليق به ان يسيء جواره وان يبالغ في اذاه وطرده عنه وابعاده لا يليق به لان صحبت هؤلاء غنيمة فاذا دخل في آآ طريق المعصية وصحبة العصاة والفساق واهل الفجور فمعنى ذلك انه آآ جنى على نفسه بابعاد هؤلاء الملائكة عنه. نعم قال فانه طيفه وجاره واذا كان اكرام الضيف من الادميين والاحسان الى الجار من لوازم الايمان وموجباته كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يكرم ضيفه قال حتى يكرم جاره هذا الجار من الادميين فكيف بهؤلاء الملائكة الكرام الاطهار البررة نعم فما الظن باكرام اكرم الاضياف وخير الجيران وابرهم واذا الملائكة نعم واذا اذى العبد الملك بانواع المعاصي والظلم والفواحش دعا عليه ربه وقال لا جزاك الله خيرا غير كما يدعو له اذا اكرمه بالطاعة والاحسان قال بعض الصحابة رضي الله عنهم ان معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم واكرموهم. نعم يعني من لا يفارقكم يقصد الملائكة لا يفارقكم يقصد الملائكة وهؤلاء ينبغي ان يكرم المرء اه هذه الصحبة من الملائكة له والمرافقة من الملائكة له نعم قال ولا الئم ممن لا يستحي من الكريم العظيم القدر. ولا يجله ولا يوقره. وقد نبه الله سبحانه على هذا المعنى بقوله وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون اي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام واكرموهم واجلوهم ان يروا منكم ما تستحي ام ان يروا منكم ما تستحيون ان يراكم عليه من هو مثلكم والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم فاذا كان ابن ادم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه وان كان قد يعمل مثل عمله فما الظن باذى الملائكة الكرام الكاتبين. والله المستعان نعم قوله عليه الصلاة والسلام اه والملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن ادم هذا نعرف آآ يعني قصة اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر وانه يتعلق من اكل ثوما او او بصلا لان هذا يؤذي المصلين والذي يؤذي المصلين يؤذي الملائكة يؤذي الملائكة فلما قال عليه الصلاة والسلام ان الملائكة تتأدى مما يتأذى منه ابن ادم هذا يقتضي ان يتجنب الامر الذي يؤذي الملائكة ان يتجنب الامر الذي يؤذي الملائكة بل ان يحرص على الامور التي تقربهم فهذه قاعدة بل فائدة عظيمة تستفاد من هذا الحديث ان العبد ينبغي على ان يحرص على الامور التي تقرب الملائكة وتدنيهم منه فان قربهم منه ودنوهم منه هذه غنيمة عظيمة للعبد وان يحرص في الوقت نفسه على البعد عن الاعمال التي تؤذي الملائكة التي تؤذي الملائكة فاذا هؤلاء الكرام البررة عمل لا يليق لا يليق بالرجل آآ السهم الكريم الفاضل الخير لا يليق به ان يأتي بعمل يؤذي الملائكة والملائكة كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام تتأذى مما يتأذى منه بنو ادم اجدها مناسبة في مناسبة ذكر هذا الحديث بعظ آآ بعظ الصائمين اه اسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والقبول والبركة بعضهم يجعل مما يمسك عليه او من اخر ما يمسك عليه في السحور شرب الدخان ثم يدخل المصلي المصلى او المسجد وهو شرب هذا الدخان قبل قليل وربما ان بعضهم على مقربة من باب المسجد الذي يصلي يطفئ هذا الدخان ثم يدخل بهذه الرائحة الكريئة فيؤذي المصلين ويؤذي الملائكة يؤذي المصلين ويؤذي الملائكة الدخان له رائحة كريهة مؤذية اشد الاذى والمدخن لكونه يتعاطاه لا يشعر بهذا ويظن انها رائحة يعني عادية جدا. لكن الواقع انها تؤذي الانسان اشد الاذى وتتعبه حتى في صلاته فلا يستطيع ان يخشع ولا يستطيع ان يطمئن واذا اشتدت الرائحة يعني حتى بعض المصلين يفكر ان يترك الصلاة وينتقل الى مكان اخر حتى يسلم من هذا الاذى فكيف يرظى آآ هذا المبتلى بالدخان ان يصل الى هذه المرحلة الشديدة في ايذاء المصلين. وايذاء الملائكة ملائكة الرحمن فان الملائكة تتأذى من مما يتأذى منه بنو ادم والذي ينبغي على المدخن هو ان يستغل شهر الصيام لترك الدخان كلية وان يستفيد من شهر الصيام العظيم المبارك ليترك هذا الدخان الذي لا خير فيه ولا منفعة بل هو مضرة بحتة وشر بحت ولا نفع فيه ابدا فشهر الصيام فرصة له ان يترك هذا الدخان فان لم يستطع تركه فليتجنب هذا الاذى العظيم فليتجنب هذا الاذى العظيم لاخوانه المصلين بحيث لا يقرب هذا الدخان اه الوقت الذي يقبل فيه او او يدنو فيه وقت الصلاة نعم قال رحمه الله فصل ومن عقوباتها انها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه واخرته فان الذنوب هي امراض امراض متى استحكمت قتلت ولابد وكما ان البدن لا يكون صحيحا الا بغذاء يحفظ قوته واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة اخلاقا رديئة التي متى غلبت عليه افسدته وحمية تم وحمية يمتنع بها من تناول من تناول ما يؤذيه. ويخشى ضرره. وكذلك القلب لا تتم حياته الا بغذاء من الايمان والاعمال الصالحة تحفظ قوته واستفراغ بالتوبة النصوح يستفرغ بها مواد الفاسدة والاخلاق الرديئة منه وحمية توجب له حفظ الصحة وتجنب ما يضادها وهي عبارة عن ترك استعمال ما يضاد الصحة والتقوي والتقوى اسم والتقوى اسم متناول متناول لهذه الامور الثلاث. فما فات منها فات من التقوى بقدره. نعم. يقول ومن عقوبات الذنوب انها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه واخرته فان الذنوب هي امراض متى استحكمت قتلت ولابد وكما ان البدن لا يكون صحيحا الا بغضاء غذاء يحفظ قوته واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة والاخلاط الرديئة وحمية يمتنع بها عما يؤذيه. يعني هذا يقول امر نعم احده بل كثير من الناس يعتني به عناية دقيقة مسألة الطعام والغذاء يعتني به عناية دقيقة من من جهة الغذاء الصحيح من جهة الغذاء الصحيح الذي اه يكون به صحة البدن وسلامته وقوته ومن جهة استفراغ المواد الفاسدة والاخلاط اذا وجدت يأخذ من الادوية او الاشربة او نحو ذلك الذي يخرج عنه الاخلاق الفاسدة التي بقاؤها بقاء مضرة على البدن والامر الثالث الحمية الحمية الذي هي منع النفس من المؤذي او الشيء الذي يخشى ضرره وتجد في كثير من الناس من يعتني بهذا الامر عناية كبيرة جدا ويتفقه فيه ويسأل عن تفاصيله وفي كثير من مجالس الناس يتحدثون عن الحمية وآآ ما الذي ينصح بان يتقى من الطعام واذا حدث او حدث احدهم ان الطعام الفلاني او الشراب الفلاني فيه فوائد كذا وكذا وكذا للبدن اقبلوا عليه وتنافسوا على شربه او اكله واذا حدثوا عن نوع من الطعام ان فيه من المضرة كذا وكذا اتقوه وتجنبوه. فهو حديث يهم الناس هذا التعامل مع الطعام بهذه الصفة ولا حرج في ذلك ان يوجد من المرء مثله او اعظم منه فيما يتعلق بامر الدين اولى فيما يتعلق بامر الدين اولى واجدر تجد الانسان يا يأخذ بحمية احيانا تكون شديدة عليه اتقاء لبعض الامراض اتقاء لبعض الامراض فيحتمي من بعض الاطعمة خوف مضرتها ولا يحتمي من المعاصي والذنوب خوفا معرتها مع ان الاحتماء من المعاصي والذنوب اعظم المعاصي تفضي بالمرء الى النار وهذي مضرة عظيمة شديدة على بدن المرء لا يحتملها واما الاطعمة فانها مضرتها على البدن وهذا مطلوب الحمية منه وهذا مطلوب لكن الامر الدين اعظم امر الدين اعظم وشأنه اجل نعم قال واذا تبين هذا فالذنوب مضادة لهذه الامور الثلاث. فانها تستجلب المواد المؤذية موجب التخليط وتوجب التخليط المضاد للحمية. وتمنع الاستفراغ بالتوبة النصوح فانظر الى هو رحمه الله قال قبل ذلك فكذلك القلب لا تتم حياته الا بغذاء من الايمان والعمل الصالح. تحفظ قوته هذا الامر الاول والثاني استفراغ بالتوبة النصوح تستفرغ بها او تستفرغ بها المواد الفاسدة والاخلاق الرديئة منه والامر الثالث حمية توجب له حفظ الصحة وتجنب ما يضادها وهي عبارة عن ترك استعمال ما يضاد للصحة والتقوى اسم يتناول ذلك كله يقول رحمه الله المعاصي والذنوب مضادة لهذه الامور الثلاثة مضادة لهذه الامور الثلاثة نعم قال فانظر الى بدن عليل تراكمت عليه الاخلاق الرديئة. ومواد المرظ وهو لا يستفرغها ولا يحتملها. كيف تكون صحته وبقاؤه؟ ولقد احسن القائل جسمك بالحمية حصنته مخافة من الم طارئ وكان وكان اولى بك ان تحتمي من المعاصي خشية النار. هبني البيت ان عظيم ان في هذا المعنى الجليل الذي دل عليه وهو يصور واقع كثير من الناس يقول جسمك بالحمية حصنته حصنت جسمك بالحمية يعني من بعض الاطعمة بعض الاشربة بعض الامور حفاظا على الصحة وبقاء الجسم سليما جسمك بالحمية حصنته مخافة من الم طارئ. يعني تخشى من مرض يطرأ عليك بسبب عدم اه العناية بهذه الحمية وهذا النوع من الحمية يحافظ عليه يعني كثير من الناس حفظا لصحته قال وكان اولى بك ان تحتمي من المعاصي خشية الباري وكان اولى بك ان تحتمي من المعاصي خشية الباري تجنب المعاصي حمية واتقاء لسخط الباري سبحانه وتعالى. اولى من الحمية من بعض الاطعمة وحمية الانسان لنفسه من بعض الاطعمة الذي يخشى مضرته عليه لا شيء في ذلك لا شيء في ذلك لكن الحمية من المعاصي اولى الحمية من المعاصي اولى فاذا كان يريد آآ لجسمه الخير فمن الخير لله فمن الخير له الا يعصي الله لان هذا مظرة على الجسم وموجب للعقوبة نعم قال فمن حفظ القوة بامتثال الاوامر واستعمل الحمية باجتناب النواهي واستفرغ التخليط بالتوبة لم يدع للخير مطلبا ولا من الشر معربا والله المستعان. نعم هذه خلاصة يعني عظيمة جدا قال فمن حفظ القوة بامتثال الاوامر امتثال للاوامر حفظ للقوة. ولهذا في الحديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وهذه القوة هي بالطاعة طاعة الله وامتثال امره سبحانه وتعالى واستعمال الحمية باجتناب النواهي استعمال الحمية باجتناب النواهي اي البعد عن كل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه. واستفراغ التخليط بالتوبة النصوح لان التوبة تجب تمحو باذن الله سبحانه وتعالى فهذا فيه استفراغ التخليط الذي قد يكون وقع فيه الانسان. قد قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون قال فمن كان كذلك لم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا ووالله المستعان وبهذا يكون اه انهى رحمه الله آآ عد آآ الانواع التي اخذ يعدها رحمه الله والعواقب التي تترتب على الذنوب لكنه انتقل الى فصل اخر من جنس هذا في التحذير من الذنوب آآ بيان مضارها على العبد من من جهة ذكر العقوبات التي جاءت في الشريعة والعقوبات زواجا وروادع عن عن المعاصي والذنوب. نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. وهو اهل الرجاء وهو وحسبنا ونعم الوكيل. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا فاللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا