بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين قال في كتابه الداء والدواء فصل واما العقوبات القدرية فهي نوعان نوع على القلوب والنفوس ونوع على الابدان والاموال والتي على القلوب نوعان احدها الام وجودية يضرب بها القلب والثاني قطع المواد التي بها حياته وصلاحه عنه واذا قطعت عنه حصل له اضدادها وعقوبة القلب اشد العقوبتين وهي اصل عقوبة الابدان وهذه العقوبة تقوى وتتزايد حتى تسري من القلب الى البدن كما يسري الم البدن الى القلب فاذا فارقت النفس البدن صار الحكم متعلقا بها فظهرت عقوبة القلب حينئذ وصارت علانية ظاهرة وهي المسماة بعذاب القبر ونسبته الى البرزخ كنسبة عذاب الابدان الى هذه الدار. وهذه العقوبة بعد وهذه العقوبة. قال وهذه العقوبة تقوى وتتزايد حتى تسري من القلب الى البدن كما يسري الم البدن الى القلب. فاذا فارقت النفس البدن صار الحكم بها فظهرت عقوبة القلب حينئذ وصارت علانية ظاهرة وهي المسماة بعذاب القبر ونسبته الى البرزخ كنسبة عذاب الابدان الى هذه الدار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى ذكر في الفصل الذي قبل الفصل السابق ان العقوبات نوعان الشرعية وقدرية وفصل القذرية اه فصل الشرعية في الفصل ما قبل السابق وفي الفصل السابق وشرع في هذا الفصل والذي بعده في بيان العقوبة القدرية والمراد بالعقوبة القدرية ما يقدره الله سبحانه وتعالى من عقوبة يحلها بالعاصي وينزلها عليه عقوبة له على عصيانه ومراد المصنف رحمه الله تعالى بذلك ان يتنبه العاصي مثل ما سبق ان اشار فيما يتعلق العقوبات الشرعية ان يخطرها في نفسه وان يستحضرها لتكون رادعا ومثل ذلك ايضا العقوبات القدرية يقدرها ويخوف نفسه بها ان يحل ان تحل عليه عقوبة الله ان ينزل به سخط الله ان تحل به نقمة الله سبحانه وتعالى ان يبتلى قدر عقوبة له على هذه المعصية فيخطر هذا الامر على باله ليكون رادعا له عن ارتكاب المعصية قال رحمه الله تعالى واما العقوبة القدرية فهي نوعان نوع على القلوب والنفوس ونوع على الابدان والاموال ما يتعلق بالابدان والاموال يأتي في الفصل القادم لكن الذي يتعلق بالقلوب ذكر ايضا انه نوعان احدهما الام وجودية يظرب بها القلب الام وجودية يظرب بها القلب وهذه عقوبة يظرب بها القلب اي تحل بالقلب الام وجودية اي الام يجدها في قلبه من هموم متوالية وغموم متتالية ومخاوف يجد خوفا بدون موجب في اوهام او اضطرابات في في قلبه او نحو ذلك تكون عقوبة له على معاصيه ويكون الذي جر هذه الالام والاوجاع الى قلبه المعاصي التي كان يرتكبها ويقترفها ويكون هذا عقوبة له. يكون هذا عقوبة له على ما كان عليه من عصيان لله سبحانه وتعالى والنوع الثاني وهو اشد من الاول قطع المواد التي بها حياته وصلاحه عنه قطع المواد التي بها حياته وصلاحه عنه لان هذا الذي يشير اليه رحمه الله تعالى يفضي اليه تراكمات الذنوب يفضي اليه تراكمات الذنوب وسبق ان مر معنا حديث نبينا عليه الصلاة والسلام آآ ان العبد اذا اذنب الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء واذا زاد زادت النكت على قلب حتى تغطي قلبه. قال وذلك الران ثم تنى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ومعنى ران اي غطى على قلوبهم فيصبح القلب مغلف بغشاوة سوداء مظلمة تكون هذه الغشاوة حجابا له عن الخير والهدى لان على قلبه غلاف قلبه اغلف بسبب تراكمات الذنوب والمعاصي تكون له هذه العقوبة التي ذكر رحمه الله وهي قطع المواد التي بها حياته وصلاحه عنه تقطع عنه هذه المواد تقطع عنه هذه المواد فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم واذا قطعت عنه حصل له اضدادها اذا قطعت عنه مواد الهداية ومواد الخير حصلت له اضدادها فيصبح والعياذ بالله لا يزداد مع مر الايام الا شرا وسوءا لا يزداد مع مر الايام الا شرا وسوءا وتزايدا في مساخط مساخط الله سبحانه وتعالى وموجبات غضبه جل في علاه وعقوبة القلوب اشد العقوبتين عقوبة القلوب اشد العقوبتين يعني اشد من عقوبة اه الابدان وهي اصل عقوبة الابدان وهي اصل عقوبة الابدان لان القلب هو الاساس في بالنسبة الى البدن في الخير والشر كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب اساس للبدن في صلاح او فساده وقل ايضا وهذا ما نبه عليه ابن القيم هنا اساس ايضا للبدن في تنعمه او في عقوبته اساسا للبدن في تنعم او الانعام او في العقوبة للبدن فالقلب اساس وايضا يتبع ذلك ما اشار اليه رحمه الله تعالى من اه العقوبة التي اه في القبر وهي تكون عليهما معا على الروح وعلى البدن. نعم قال رحمه الله فصل والتي على الابدان ايظا نوعان نوع في الدنيا ونوع في الاخرة وشدتها ودوامها بحسب مفاسد ما رتبت عليه من الشدة والخفة فليس في الدنيا والاخرة شر اصلا الا والذنوب وعقوباتها فالشر فالشر اسم لذلك كله واصله من شر النفس وسيئات الاعمال. وهما الاصلان اللذان كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منهما في خطبته بقوله ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا وسيئات الاعمال من شرور النفس فعاد الشر كله الى شر النفس فان سيئات الاعمال من فروعه وثمراته. قال رحمه الله تعالى والتي على البدن يعني العقوبة التي على البدن ايضا نوعان نوع في الدنيا ونوع في الاخرة نوع في الدنيا ونوع في الاخرة وشدتها اي هذه العقوبة ودوامها بحسب مفاسد ما رتبت عليه في الشدة والخفة فليس في الدنيا والاخرة شر اصلا الا الذنوب وعقوباتها الا الذنوب وعقوباتها كما قال الله سبحانه وتعالى فكلا اخذنا بذنبه وقال جل وعلا مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا مما خطيئاتهم اي بسبب خطيئاتهم ولهذا يقول علي ابن ابي طالب رظي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة ليس في الدنيا والاخرة شر اصلا الا الذنوب وعقوباتها فالذنوب شر وعقوبات الذنوب شر والذي يجلب عقوبات الذنوب هي الذنوب فليس في الدنيا والاخرة شر اصلا الا الذنوب وعقوبات الذنوب فالذنوب شر وعقوبات الذنوب شر والذي يجلب عقوبات الذنوب هي الذنوب نفسها فالشر اسم لذلك كله شر اه الشر اسم لذلك كله اي اسم للذنوب واسم لعقوبات الذنوب واسم لعقوبات الذنوب فاذا الذنوب آآ شر هي في نفسها وشر فيما تستجلبه على فاعلها من عقوبات في دنياه واخراه قال واصله من شر النفس وسيئات الاعمال واصله يعني الذي يولد هذه المعاصي والذنوب شر النفس وسيئات الاعمال وهما الاصلان اللذان كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منهما في خطبته بقوله ونعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا قال وسيئات الاعمال من شرور النفس وسيئات الاعمال من شرور النفس لان النفس اذا كانت ذات شر النفس اذا كانت ذات شر ولدت سيئات الاعمال كما ان النفس اذا كانت ذات خير ولدت صالح الاعمال وهذا نظير ما جاء في الحديث الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولهذا جاء في في الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر الصديق ان يقوله اذا اصبح واذا امسى واذا اوى الى فراشه علمه ان يقول اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم آآ نعم علمه ان يقول اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والسادة رب كل شيء ومليكه اعوذ بك من شر نفسي اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم في هذا الحديث كما ذكر ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه ذكر النبي عليه الصلاة والسلام اصل الشر ونتيجة الشر اما اصل الشر فامران النفس شر النفس وشر الشيطان هذان هما مصدر تولد الشرور تولد الشرور في الانسان من هاتين الجهتين من النفس الامارة بالشر والسوء ومن الشيطان الداعي الى الشر والسوء نعوذ بالله من شر الشيطان وشركه التعوذ من النفس تعوذ من منبع للشر والتعوذ من الشيطان تعوذ من منبع ايضا للشر واذا عمل هذا المنبع عمله اعني النفس والشيطان تولد من ذلك تولد من ذلك نتيجة الاولى ان يقترف سوءا على نفسه يكترث سوءا على نفسه وهذا وهذا يتناول تركه للطاعات والفرائض وفعله للمعاصي والاثام او يجره الى مسلم يعني بالاذى الذي يوصله للاخرين او بدعوتهم الى الشر لان من كان اه في شر هو في نفسه لا يفتى من ان يدعو غيره الى هذا الشر الذي هو فيه فكل ذلك يتولد من هذين المنبعين شر الشيطان وشر النفس ولهذا يحتاج المسلم الى استعاذة مستمرة كل يوم استعيذ بالله من شر نفسه لان النفس اذا النفس اذا حملت الشر اودت بصاحبها في المهالك والمعاطل فيحتاج الى ان يتعوذ بالله كل يوم من شر نفسي وان يتقي شر نفسه وان يحذر من شرها واذا دعته نفسه الى امر فيه سخط الله وغضبه لا يطيعها بل يزجرها بتقوى الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله فيزجرها بذلك ويخوفها بعقوبة الله سبحانه وتعالى فيكون هو القائد لنفسه لا ان يجعل نفسه الامارة بالسوء هي التي تقوده الى المهالك فاذا آآ الشرور تنبع من النفس والشيطان ايضا مصدر يذكي في النفس الشر حتى تكون نفسا تحمل الخبث نفسا تحمل الشر والعياذ بالله فاذا كانت بهذه الصفة تولد عن ذلك سيئات الاعمال لان النفس التي هذه صفتها لا تولد الا سيئات الاعمال لا تولد اعمالا صالحة وانما تولد اعمالا سيئة ولهذا كم يحتاج فعلا العبد الى ان يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من شر نفسه وشر الشيطان وشركه نعم قال وقد اختلف في معنى قوله ومن سيئات اعمالنا هل معناه السيء من اعمالنا؟ فيكون من باب اضافة النوع الى جنسه ويكون بمعنى منه او تكون من بيانية وقيل معناه من عقوباتها التي تسوء فيكون التقدير ومن عقوبات ومن عقوبات اعمارنا التي تسوءنا ويرجح هذا القول ان الاستعاذة تكون قد تظمنت جميع الشر. فان شرور الانفس تستلزم الاعمال السيئة وهي تستلزم العقوبات السيئة تنبه بشرور الانفس على ما تقتضيه على ما تقتضيه من قبح الاعمال واكتفى بذكرها منه اذ هو اصله ثم ذكر غاية الشر ومنتهاه وهي السيئات التي تسوء العبد من عمله من العقوبات والالام فتضمنت هذه الاستعاذة اصل الشر وفرعه وغايته ومقتضاه. نعم هذا التعوذ الذي ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في خطبته نعوذ بالله من شر من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا يتناول كما بين اه يتناول كما بين ابن القيم رحمه الله تعالى امورا ثلاثة يتناول امورا ثلاثة كلها يشملها هذا التعوذ عندما يقول المتعوذ نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا فان هذا يتناول امورا ثلاثة كل واحد منها ينبني على الذي قبله الامر الاول من هذه الامور الثلاثة شر النفس الامر الاول شر النفس يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه لان النفس اذا كانت بهذه الصفة ولدت شرورا وانتجت فسادا عظيما واهلكت صاحبها هذا الامر الاول الامر الثاني التعوذ من الاعمال السيئة الاعمال السيئة والاعمال السيئة في الجملة اما ترك واجب او فعل محرم اما تركه واجب او فعل محرم فهذه الاعمال السيئة هي متفرعة عن ماذا متفرعة عن شر النفس النفس عندما تكون بهذه الصفة تحمل الشر فانها تولد العمل السيء تولد العمل السيء الامر الثالث العقوبة العقوبة التي تترتب على العمل السيء العقوبة التي تترتب على العمل السيء فهذا ايضا التعوذ يا يشمل ذلك وسيئات اعمالنا اي ما يسوؤنا بسبب اعمالنا السيئة من عقوبات من عقوبات فاصبح كما بين ابن القيم رحمه الله تعالى فيتضمن هذا الدعاء اصل الشر اصل الشر الذي هو النفس الامارة بالسوء وفرعه الذي هو الاعمال السيئة وغايته ومقتضاه التي هي العقوبة وغايته ومقتضاه التي هي العقوبة التي هي من اسباب الشر وموجباته فهذا تعود عظيم جدا ونظيره ما اشرت اليه وينصح كل مسلم بالمواظبة عليه بالمواظبة عليه كل صباح وكل مساء وعندما يأوي الى فراشه الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم صديق الامة اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وتروى ايضا من شر الشيطان وسركه شركه اي المصائد الذي يضعها الشيطان وشركه اي ما يدعو اليه من الشرك ما يدعو اليه من الشرك وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم فتعوذ من اربعة امور من مصدري الشر ونتيجتيه من مصدري الشر النفس الامارة والشيطان ونتيجتيه ان يقترف على نفسه سوءا او يجره على الاخرين. فهذا الدعاء جدير بكل مسلم ان يواظب عليه في الصباح وفي المساء وعند النوم كما علم النبي صلى الله عليه وسلم آآ ابا بكر رضي الله عنه ان يدعو به نعم قال ومن دعاء الملائكة للمؤمنين قولهم وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته فهذا يتضمن طلب وقايتهم من سيئات الاعمال وعقوباتها التي تسوء صاحبها فانه سبحانه متى وقاهم العمل السيء وقاهم جزاءه السيء وان كان قول ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته اظهر في اظهروا وان كان قوله نعم اظهر اظهروا في عقوبات الاعمال المطلوب وقايتها يومئذ. نعم ذكر هنا دعاء الملائكة للمؤمنين دعاء الملائكة للمؤمنين الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم الى اخر هذه الدعوات منها وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم آآ هذه دعوات من الملائكة من الملائكة والملائكة جنس اخر غير جنس البشر الملائكة خلقوا من نور والبشر خلقوا من طين فهم جنس اخر وهذا يوضح لك ان رابطة الايمان هي اوثق الروابط على الاطلاق. ولا يوجد اصلا في الروابط مهما قويت اقوى من رابطة الايمان ولهذا مع اختلاف الجنس هم خلقوا من من نور وابن ادم خلق من جنس اخر ليست القضية الان قبيلة وقبيلة وبلد وبلد ولون ولون التي ينبني عليها عند الناس تعصبات كثيرة واشياء ما انزل الله بها من سلطان لا هم جنس اخر جنس اخر مختلف خلقوا من نور وابن ادم خلق من طين لكن رابطة الايمان ولدت هذه المحبة العظيمة والدعاء الدائم للمؤمنين والدعاء الدائم المستمر للمؤمنين بهذه الدعوات العظيمة الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به. ويستغفرون للذين امنوا. اذا الرابطة هي ماذا الايمان التي اوثق الروابط هذا الايمان الذي عند الملائكة وعند صالح البشر ولد في الملائكة دعاء مستمرا ومحبة عظيمة للمؤمنين بهذه الدعوات العظيمة والتي يبين هنا ابن القيم رحمه الله طرفا من هذه الدعوات وهو قول الملائكة في دعائهم للمؤمنين وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمت يقول ابن القيم قول الملائكة قول الملائكة وقهم السيئات وقهم السيئات يتناول امرين يتناول اه ابعادهم ووقايتهم من الذنوب وقايتهم من الذنوب ويتناول ايضا وقايتهم من عقوبات الذنوب والوقاية من عقوبات الذنوب مترتب على الوقاية من من الذنوب قال فهذا يتضمن طلب وقايتهم من سيئات الاعمال وعقوباتها وعقوباتها التي تسوء صاحبها لان سيئات لان العقوبات التي آآ على الاعمال السيئة هي من سيئات الاعمال. لانها تولدت عنها لانها تولدت عنها ووجدت بسببها قال فانه سبحانه متى وقاهم عمل السيء وقاهم جزاء السيئ نعم قال فان قيل فقد سألوه سبحانه ان يقيهم عذاب الجحيم وهذا هو وقاية العقوبات السيئة فدل على ان المراد بالسيئات التي سألوا وقايتها الاعمال السيئة ويكون الذي سأله الملائكة نظير ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرد على هذا قوله يومئذ فان المطلوب وقاية شرور سيئات الاعمال ذلك اليوم وهي سيئات في انفسها. هذا الان ايراد اورده على ما سبق هو رحمه الله يقرر ان آآ المراد بقول الملائكة وقهم السيئات يتناول امرين يقرر هذا يقرر ان هذا يتناول امرين يتناول الوقاية من الذنوب ويتناول الوقاية من عقوبات الذنوب هذا الذي يقرره كما سبق ايضاحه لذلك فقال ان قيل قد ذكرت عقوبات الذنوب بعدهم وقهم عذاب الجحيم وقهم عذاب الجحيم. هذه هذه عقوبات الذنوب فيكون قوله قول الملائكة وقهم السيئات اي الذنوب ولا يتناول العقوبة لا لان العقوبة ماذا لان العقوبة ذكرت فالجواب على ذلك قيل وقاية السيئات نوعان احدها وقاية فعلها بالتوفيق فلا تصدر منه والثاني وقاية جزائها بالمغفرة فلا يعاقب عليها فتضمنت الاية سؤال الامرين والظرف تقييد للجملة الشرطية لا للجملة الطلبية. يقول اه رحمه الله قيل وقاية السيئات وقاية السيئات نوعان احدهما وقاية فعلها بالتوفيق فلا تصدر منه قهم السيئات اي قهم من فعل السيئات قهم من فعل السيئات. جنبهم السيئات. اعدهم من فعل السيئات والمعنى الثاني وقاية جزائها بالمغفرة. يعني من وقع في آآ في السيئة وفقه للتوبة منها واغفر له هذا الذنب الذي آآ وقع فيه فلا يعاقب عليها فلا يعاقب عليها فتضمنت الاية سؤال الامرين تضمنت الاية سؤال الامرين نعم قال وتأمل ما تضمنه هذا الخبر عن الملائكة من مدحهم بالايمان والعمل الصالح والاحسان الى المؤمنين بالاستغفار لهم وقدموا بين يدي استغفارهم توسلهم الى الله سبحانه بسعة علمه وسعة رحمته فسعة علمه تتضمن علمه بذنوبهم بذنوبهم واسبابها وضعفهم عن عن العصمة. واستيلاء عدوهم وانفسهم وهواهم وطباعهم وما لهم من الدنيا وزينتها وعلمي بهم اذ انشأهم من الارض واذ اذ واذ هم اجنة في بطون امهاتهم وعلمه السابق بانهم لابد ان يعصوه. وانه يحب العفو والمغفرة. وغير ذلك من سعة علمه الذي لا به احد سواه وسعة رحمته تتظمن انه لا لا يهلك عليه احد من المؤمنين من اهل توحيده ومحبته فانه واسع الرحمة لا لا يخرج عن دائرة رحمته لا يخرج عن دائرة رحمته الا الاشقياء ولا اشقى ممن لم تسعه رحمته التي وسعت كل شيء. ثم سألوه ان يغفر للتائبين الذين اتبعوا سبيله وهو صراطه الموصل اليه الذي هو معرفته ومحبته وطاعته ابو فتابوا مما يكره واتبعوا السبيل التي يحبها. ثم سألوه ان يقيهم عذاب الجحيم. وان يدخل وان يدخلهم ام المؤمنين من من اصولهم وفروعهم وازواجهم جنات عدن التي وعدهم بها وهو سبحانه وان كان لا يخلف الميعاد. فان وعدهم بها باسباب من جملتها دعاء ملائكته لهم ان يدخلهم اياها ان يدخلهم اياها برحمته التي منها ان يوفقهم لاعمالهم. واقام يدعون لهم بدخولها نعم اقامة الملائكة يدعون بها للمؤمنين هذا من نعمة الله على المؤمنين هذا من نعمة الله العظيمة على المؤمنين ان قيد هؤلاء الملائكة ان يدعونا ان يدعوا هذه الدعوات المستجابات بالحاح ومداومة واستمرار يدعون الله سبحانه وتعالى للمؤمنين فدخول الجنة والنجاة من النار اه هو باسباب هيأها الله سبحانه وتعالى من جملة هذه الاسباب ما هيأه الله سبحانه وتعالى ويسره من هذه الدعوات العظيمة التي تدعو بها الملائكة المؤمنين وامر هذه الدعوات ليس بالهين امر هذه الدعوات التي يسرها الله وقيظ الملائكة للمداومة عليها هذه امر ليس بالهين وهي دعوات عظيمة اشار آآ ابن القيم رحمه الله تعالى الى آآ الى مضامينها العظيمة توسلات الملائكة العظيمة ومنشأ هذه الدعوة وهو الايمان الذي آآ في الملائكة وهي دعوات لاهل الايمان من صالح البشر بما فيه فلاحهم وسعادتهم ورفعتهم ونجاتهم من سخط الله سبحانه وتعالى وفوزهم بجنات النعيم. نعم قال ثم اخبر سبحانه عن ملائكته انهم قالوا عقب هذه الدعوة انك انت العزيز الحكيم اي مصدر ذلك وسببه وغايته صادر عن كمال قدرتك وكمال علمك فان العزة كمال القدرة والحكمة كمال العلم وبهاتين الصفتين يقضي سبحانه وتعالى ما شاء ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب. فهاتان الصفتان مصدر الخلق والامر. نعم وفي هذا الباب قاعدة عند اهل اهل العلم ان الايات التي تختم اه باسماء حسنى لله لما ختم بها من اسماء الله تعلق المعنى الذي ذكر في الاية وابن القيم رحمه الله تعالى نبه على ذلك وان هذا الانعام اه الاكرام والفوز رضوان الله والنجاة من سخطه مصدر ذلك هو سببه وغايته صادر عن كمال قدرة الله وكمال علمه سبحانه وتعالى ولهذا ختمت الاية بقوله انك انت العزيز الحكيم فان العزة كمال القدرة والحكمة كمال العلم بوظع الامور مواضعها نعم قال والمقصود ان عقوبات السيئات تتنوع الى عقوبات شرعية وعقوبات قدرية وهي اما في القلب واما في البدن واما فيهما وعقوبات في دار البرزخ بعد الموت وعقوبات يوم حشر الاجساد فالذنب لا يخلو من عقوبة البتة ولكن لجهل العبد لا يشعر بما هو فيه من العقوبات لانه بمنزلة السكران والمخدر والنائم الذي لا يشعر بالالم فاذا استيقظ وصعى احس بالالم فترتب العقوبات على الذنوب كترتب الاحراق على النار والكسر على الانكسار والغرق على الماء وافساد البدن عن السموم وفساد وفساد البدن على السموم السموم. وفساد البدن على السموم والامراض على الاسباب الجالبة نعم يعني ان الذنوب جالبة للعقوبة جالبة للعقوبة والعقوبة مترتبة على الذنوب ولابد ولكن لجهل العبد لا يشعر بما هو فيه من عقوبة لا يشعر بما هو فيه من العقوبة اه مثله كمثل كالذي يأكل اطعمة فيها مضرة لصحته واهلاك لها لكنها لكنها تعجبه وتستهويها نفسه فيأكل منها بشراه مرة تلو الاخرى والاواء والمرض لا يزال يسري ببدنه الى ان يفتك به المرض فيهلكه تماما فالمعاصي هكذا لكن لا يشعر العاصي لا يشعر لعظيم جهله فيمضي في الذنوب ويتمادى فيها نعم قال وقد وقد تقارن المضرة الذنب وقد تتأخر عنه. نعم المضرة التي تترتب على الدم قد تقارن الذنب يعني تقع معه او قريبا منه واحيانا تتأخر وربما تتأخر وقتا طويلا نعم اما يسيرا واما مدة كما يتأخر المرض عن سببه او يقارنه. نعم يعني آآ هذا الذي هو المرض بالاسباب التي يتولد منها المرض قد يتولد المرض سريعا وقد يتأخر قد يتأخر قد يعني يأكل الانسان بعض الاطعمة الضارة فلا تضره في الحال لكن تظهر مضرتها بعد حين قد تكون بعد سنوات طويلة والذنوب كذلك قد تظهر مضرتها في في الحين وقد تتأخر فلا تظهر الا بعد حين بعد وقت طويل نعم قال وكثيرا ما يقع الغلط للعبد في هذا المقام ويذنب الذنب فلا فلا يرى اثره عقابا عقبيه او عقيده يعني لا يرى العقوبة تحل به مباشرة يرى انه فعل الذنب ثم فعله ثانية ثم فعله رابعة رأى ذنبا يرى من خلال ذلك انه انه لا ليس هناك عقوبة لو كانت هناك عقوبة لنزلت فيكون ذلك سببا والعياذ بالله لتماديه في بالذنب؟ نعم قال ولا يدري انه يعمل عمله على التدريج شيئا فشيئا ولا يدري انه يعمل عمله يعني الذنب يعمل عمله في حلول العقوبة على التدريج شيئا فشيئا والا العقوبة اتية وحالة بالعبد نعم كما تعمل السموم والاشياء الضارة حذو القذة بالقذة. السموم والاشياء الضارة عندما يتناولها الانسان في بدنه قد تهلكه فورا وقد يكون اهلاكها له بعد بعد مدة تبقى تسري في البدن وتتضاعف الى ان تهلك المرء. نعم. فان تدارك العبد بالادوية والاستفراغ والحمية والا فهو صائر الى الهلاك هذا اذا كان ذنبا واحدا لم لم يتداركوا بما يزيل اثره فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة؟ والله المستعان قال رحمه الله اعد اعد قال هذا اذا كان ذنبا واحدا لم يتداركه بما يزيل اثره فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة؟ نعم يعني كيف اذا كان الامر ذنوب تتراكم على العبد ويدخل من ذنب الى اخر ثم لا يرى عقوبة حلت به مباشرة فيتمادى في الذنوب حتى يا تكون هذه الذنوب موجبة لعطبه وهلاكته في في دنياه واخراه كل ذلك ولا يزال ايضا الكلام موصولا فيما سيأتي كل ذلك تنبيه وايقاظ من الامام ابن القيم هذا الامام الناصح رحمه الله تعالى للعبد ان يحذر من الذنوب لانها خطر عليه خطر عظيم عليه سبحان الله وهذا مر معنا قريبا كثير من الناس اه له عناية بحفظ بدنه له عناية بحفظ بدنه يعتني بهذا الجانب عناية دقيقة ولهذا يكون هناك اطعمة شهية ولذيذة وطيبة ونفسه تحبها فلا يأكلها ويراها امامه لا يأكلها ويريد حمية لبدنه يريد حمية لبدنه يريد سلامة لصحته فيكون امامه الطعام الشهي فلا يمد يده اليه وهو يعلم انه لو اكله ما ظره ولا ظهرت عليه المظرة لكنه يعلم انه لو داوم عليه واكثر منه يظهر في بدنه بعد حين اما ترهلا في البدن او امراظا يجلبها للبدن او غير ذلك فتجده يتقي آآ الطيبات من الاطعمة خوف مضرتها لكنه في الوقت نفسه لا يتقي الذنوب لا يتقي الذنوب خوفا معرتها اوفاء معرتها ومر معنا في في هذا بيتين نقلهما ابن القيم اه رحمه الله تعالى اه قال فيهما جسمك بالحمية حصنته مخافة مخافة من الم طاري وكان اولى بك ان تحتمي من المعاصي خشية النار انا في نسخة آآ الباري وفي في النسخ التي عندكم او اكثر النسخ الناري وهو الصواب وهو الذي وافق ما جاء آآ من ايراد لهذين البيتين في المصادر الاخرى التي نقلت هذين البيتين والمعنى ايضا مستقيم خشية الباري لكن البيت اصله هكذا من خشية النار يعني عقوبة البدن اذا كان هو يجنب بدنه مضار الاطعمة هل يجنب ايضا بدنه مضرة دخول النار يوم القيامة لان الذنوب تجر البدن الى النار الذنوب تجر البدن من النار الحكمة ومقتضى العقل السليم كما انه يحتمي من الاطعمة خوفة خوف مضرتها ان يحتمي من ماذا من الذنوب خوف عقوبتها نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان احفظنا اجمعين بحفظه وان يتغمدنا اجمعين برحمته وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسأله جل وعلا ان يعيذنا اجمعين من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يعيذنا اجمعين من شر انفسنا وشر الشيطان وشركه وان نقترف على انفسنا سوءا او ان نجره الى مسلم ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا