بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل فاستحظر بعظ العقوبات التي رتبها الله سبحانه التي رتبها الله سبحانه وتعالى على الذنوب وجوز وصول بعضها اليك واجعل ذلك داعيا للنفس الى هجرانها وانا اسوق لك منها طرفا يكفي العاقل مع التصديق ببعظي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا يزال هذا الامام الناصح العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى يواصل بيان عواقب الذنوب واضرارها العظيمة المتنوعة في اثناء قراءاتنا لهذه العقوبات نظن ان الامر تم بيانا ثم يجدد رحمه الله تعالى النصح والبيان بعقد فصل تلو الاخر منوعا في بيان عقوبات الذنوب بنفس طويل وبيان واسع نصحا منه رحمه الله تعالى للعباد وتحذيرا من عواقب الذنوب ومغباتها والعاقل الناصح لنفسه ينبغي عليه ان ينظر طويلا وان يتأمل في عواقب الذنوب ليكون لتكون هذه المعرفة منه بعواقب الذنوب معونة له على الكف عنها. والبعد عنها والحذر من الوقوع فيها ولهذا تأمل كلام الامام ابن القيم رحمه الله هنا في هذا الفصل الجديد والذي سيذكر فيه انواعا اخرى من عواقب الذنوب يقول فاستحظر اي ايها الناصح لنفسه بعض العقوبات التي رتبها الله سبحانه وتعالى على الذنوب وجوز وصول بعضها اليك اي ان وقعت في هذه الذنوب وتماديت فيها جوز وقوع بعضها اه اصول بعظها اليك واجعل ذلك داعيا لنفسك او للنفس الى هجرانها وهذا من نصحه رحمه الله وهو ايضا بيان للغرظ الذي من اجله اخذ يعدد هذه العواقب للذنوب ان يتأمل الناصح في هذه العواقب وان يجوزوا وصول بعضها اليه ان كان وقع في هذه اه الذنوب قال وانا اسوق لك منها طرفا يكفي العاقل مع التصديق ببعضه يعني يكفي العاقل رادعا وزاجرا وكافا له عن فعل الذنوب والوقوع فيها ونسأل الله عز وجل ان يجعل قراءتنا لهذا الكلام للامام ابن القيم من العلم النافع وان ينفعنا بذلك وان يجعله حجة لنا لا علينا وان يعيننا على رشد انفسنا وصلاحها نعم قال ومنها الختم على القلوب والاسماء والغشاوة على الابصار والاقفال على القلوب وجعل الاكنة عليها والرين عليها والطبع وتقليب الافئدة والابصار والحيلولة بين المرء وقلبه واغفال القلب عن ذكر الرب وانشاء الانسان نفسه وترك ارادة الله تطهير القلب وجعل الصدر ظيقا حرجا كانما يصعد في السماء وصرف القلوب عن الحق وزيادتها مرضا على مرظها واركاسها ونكسها بحيث تبقى منكوسة كما الامام احمد عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه انه قال القلوب اربعة قلب اجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن وقلب اغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس فذلك قلب المنافق. وقلب تمده مادتان. مادة الايمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه من منهما. نعم. قال فمنها اي من عواقب الذنوب وعقوباتها هذه الامور العديدة التي ذكر وهي ليست عقوبة واحدة التي عد هنا وانما عقوبات متنوعة كلها جاء ذكرها في كتاب الله سبحانه وتعالى مثل الختم على القلب والاسماع والغشاوة على الابصار والاقفال على القلوب وجعل الاكنة عليها والرين عليها والطبع الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى هذه كلها من عواقب الذنوب واضرارها على القلوب وحاصل هذه العقوبات انها تحجب صاحبها عن الخير وتغلق عليه منافذ الخير فيبقى اه مغلقا عليه مغلقا عليه في شر فسادا وانحلال وليس هناك منافذ لان القلب طبع عليه وغطى عليه الران فلم يكن فيه منفذ وعليه الغشاوة والختم على قلبه والحيلولة بين بينه وبين الايمان والامر العظيم ايظا الذي اشار اليه رحمه الله بقوله وترك ارادة الله تطهر قلبه اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم الى غير ذلك من ان الانواع الانواع التي تترتب على تمادي الانسان في عصيان الله سبحانه وتعالى والوصول الى هذه النتيجة يبينها جليا الحديث الذي مر معنا ذكره الامام ابن القيم في موطن سابق وهي قوله وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذنب العبد ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء فاذا تاب ونزع واستغفر صقل وكلما زاد زادت النكت حتى يكون الران ثم تلا قول الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اي غطى على قلوبهم ما كانوا يرتكبون من المعاصي والاثام نعم قال ومنها التثبيت عن الطاعة والاقعاد عنها. نعم وهذه من المضار العظيمة للذنوب انها مثبط عن طاعة الله وتثني صاحبها عن الخير لان المعصية لا تولي الطاعة وانما تولد مثلها فكما ان الحسنة تنادي اختها وتدعو اليها فان السيئة كذلك تنادي اختها وتدعو اليها فالسيئة لا تولد حسنة وانما تولد سيئات فاذا وضع المرء آآ قدمه في طريق المعاصي والسيئات كان من العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك انها تثبطه عن طاعة الله تثبته عن طاعة الله وهذه نتيجة آآ طبيعية يعني اه في ترتبها على الذنب بترتبها على الذنب نتيجة تلقائية الذنب انه يبعد عن الطاعة ويدني من المعاصي الاخرى نعم قال ومنها جعل القلب اصم لا يسمع الحق ابكم لا ينطق به اعمى لا يراه. فتصير النسبة بين القلب وبين الحق الذي لا ينفعه غيره كالنصف النسبة بين اذن الاصم والاصوات وعين الاعمى والالوان ولسان الاقرص والكلام وبهذا يعلم ان العمى وان العمى والصمم والبكم للقلب بالذات والحقيقة وللجوارح بالعرض والتبعية فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وليس المراد نفي العمل الحسي عن البصر. كيف وقد قال تعالى ليس على الاعمى حرج. وقال عبس وتولى ان جاءه الاعمى وانما المراد ان العمى التام في الحقيقة عمى القلب حتى ان عمى البصر بالنسبة اليك حتى ان عمى البصر بالنسبة اليه كالعمى. حتى انه يصبح نفيه بالنسبة الى كماله قوته كما قال صلى الله عليه وسلم حتى انه حتى انه يصح نفيه بالنسبة الى كماله وقوته. كما قال تعالى ليس الشديد بالسرعة ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب وقوله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان ولكن المسكين الذي يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه ونظائره كثير والمقصود ان من عقوبات المعاصي جعل القلب اعمى اصم ابكم. نعم هذه ايضا من العقوبات التي تترتب على آآ الذنوب فيما يتعلق بالقلب والمضرة العظيمة التي يجرها الذنب او الذنوب على القلب انها قد توصل القلب الى هذه المرحلة ان يكون القلب اعمى اصم ابكم تكون حال القلب في عدم انتفاعه من الحق الهدى والخير الذي لا صلاح للقلب الا به كحال الاصم مع الاصوات والاعمى مع المرئيات فكما ان الاعمى لا يراها والاصم لا يسمع الاصوات فهذا لا ينتفع بالخير فهذا لا ينتفع بالخير ولا يهتدي الى الحق لما في قلبه من العمى والصمم والبعد عن الحق والهدى. وقد قال الله سبحانه وتعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وبين ابن القيم رحمه الله تعالى ان العمى الحقيقي والصمم الحقيقي والبكم الحقيقي هو ما يكون في القلب ما يكون في القلب والذي في الجوارح تبع وهذا الذي ذكر رحمه الله واضح الدليل عليه في الاية الكريمة فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فانا لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور اي العمى الحقيقي انما يكون في القلب الذي هو عمى البصيرة وانطماس آآ البصيرة قال رحمه الله وانما المراد ان العمى التام في الحقيقة عمل عمل قلب العمى التام في الحقيقة عمى القلب حتى ان عمى البصر بالنسبة اليه كالاعمى حتى انه يصح نفيه بالنسبة الى كماله وقوته بالنسبة الى كماله وقوته ومثل بالحديث ليس الشديد بالصرعة. السرعة الذي يصرع الرجال هذا شديد لكن يقول عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة يعني كمال الشدة في هذا المقام ليس ان يكون المرء سرعة يصرع الرجال رجال وانما كمال الشدة ان يملك المرء نفسه عند الغضب نعم قال ومنها الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه فيخسف به الى اسفل السافلين. وصاحبه لا يشعر. وعلامة الخسف به انه لا يزال جوالا حول والقاذورات والرذائل. كما ان القلب الذي رفعه الله وقربه اليه. لا يزال جوالا حول العرش قال ومنها البعد عن البر والخير ومعالي الاعمال والاقوال والاخلاق قال بعض السلف ان هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش ومنها ما يجول حول الحش نعم كذا عندكم بعد جواله حول العرش ماذا عندكم لا لا كما ان القلب الذي رفعه الله وقربه اليه لا يزال جوالا حول العرش ماذا بعدها ها ان تملصت معنا ناسا في جملة قبل ها كما ان القلب الذي رفعه رفعه الله وقربه لي لا يزال ومعالي اه جميل جميل كما ان القلب الذي رفعه الله وقربه اليه لا يزال جوالا اولى البر كذا والخير نعم هذا الذي عندنا يعني في اشكال والصواب هذا الذي عندكم كما ان يكون الصواب كما ان القلب الذي رفعه الله وقربه اليه لا يزال جوالا حول البر والخير ومعالي الاعمال والاقوال والاخلاق اه قال رحمه الله ومنها ومنها ان عواقب الذنوب الخسف بالقلب ان يخسف بقلب العاصي المذنب وذكر رحمه الله تعالى علامة يعرف من خلالها بهذا الخسف الذي حصل للقلب وان وان القلب قد خسف به علامة ذلك ان يصبح القلب لا همة له الا في الدنيئات والخسيسات والحقيرات من الامور والسيئات من الاعمال فيصبح جوالا يصبح القلب جوالا حول هذه الاشياء هي همته وطلبته وبغيته لا لا يفكر الا فيها ولا ينشغل. فاذا كان القلب بهذه الصفة فهي علامة على انه قلب قد خسف به قلب قد خسف به اذا كان هناك قلوب قد خسف بها فان على الضد من ذلك هناك قلوب علية رفيعة شريفة عالية وعلامة القلب العلي الرفيع ان يكون جوالا حول البر والخير والاعمال الصالحة لا همة له الا ذلك يخرج من بر الى بر اخر ومن طاعة الى اخرى حتى انه من علوه تتزاحم عليه الاعمال حتى قيل في بعض السلف انه لو كان ملك الموت عند بابه ما كان عنده زيادة عمل ما كان عنده زيادة عمل لامتلاء وقته بالاوقات بالاعمال الصالحة والبر والخير فهذه قلوب علية وعلامتها انها جواله حول البر والخير والاعمال الصالحة هذه همتها وهناك قلوب والعياذ بالله مخسوف بها هذا القلب الذي مخسوف به علامته انه جوال حول الخسائس حول الخسائس ولا يفكر الا بها ونفسه لا تتحدث الا الا بها ولا يخرج من بيته الا من اجلها. لان قلبه مخسوف به. وهذه علامته علامته انه حول الخسائس الامور الحقيرات الامور الدنيئات قال بعض السلف ان هذه القلوب جوالة. ان هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش ومنها ما يجول حول الحش يعني الاشياء السافلة والاشياء الدنيئة واشياء الحقيرة فقلوب جواله اي عالية رفيعة تدور حول العرش طلبا لمرضاة رب العرش سبحانه وتعالى لرفعتها وعلوها وقلوب دنيئة وقلوب خسيسة ومتردية وهالكة وبمناسبة مجيء فقط لفظة جواله. يقول يقول احد السلف جواله حول العرش والاخرى جواله حول الحس قل مثل هذا في استعمالات الناس للجوال قل مثل هذا في استعمالات الناس الان للجوال منهم من يخرج جواله من جيبه وهمته للاشياء الخسيسة الحقيرة يبحث عنها ويتتبعها في مواقعها ويخرج من موقع الى اخر لا همة له في هذا الجوال الا الخسيس الحقير الدنيء الاعمال السيئة القبيحة التي لا تجلب لقلبه الا المرض وزيادة الاذى لقلبه والضرر له فيخرج جواله ولا همة له اصلا الا ان يبحث عن هذه الاشياء وينقب عنها ويدخل من مكان الى اخر. نظرا في الخسائس والجوالات في المواقع التي يوصل اليها من خلال الجوالات مليئة بالخسائس والامور الحقيرة التي يجب على المسلم ان يربأ بنفسه عنها قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع مع الهمل هذه امور لاهل الخساسة الدناءة والضياع. فالمؤمن يربى بنفسه ان يكون جوالا في جواله مع هذه الخسائس والامور الحقيرة الدنيئة واما اصحاب القلوب العلية الرفيعة فانه لا يفكر اصلا لا يفكر اصلا ان يصل الى شيء من من هذه من خلال هذه الجوالات الى شيء من هذه المضار حتى ان بعض الصالحين في في زماننا اصلا لم يقبل الجوال حفظا لقلبه حفظا لقلبه وبعضهم لم يقبل الجوالات التي تسمى الذكية خوفا مما فيها من عدم الزكاء والخير وما فيها من المضار المتنوعة مع الخير الذي فيها لكنه حفظا لقلبه وصيانة له يا آآ تركها تركها مع عدم البأس في استعمالها فيما ينفع لكنه ترك ما لا بأس به حذرا ما به بأس ورعاية لقلبه وصيانة له. نعم قال ومنها مسخ القلب ويمسخ كما تمسخ الصورة فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في اخلاقه واعماله وطبيعته فمن القلوب ما يمسك على خلق خنزير لشدة شبه صاحبه به. ومنها ما يمسك على خلق كالقلب كلب او حمار او حية او عقرب او غير ذلك وهذا تأويل سفيان بن عيينة في قوله تعالى وما من دابة في الارظ ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم قال منهم من يكون على اخلاق السباع العادية العادية ومنهم من يكون على اخلاق الكلاب واخلاق الخنازير واخلاق الحمير. ومنهم من يتقوس في ثيابه. كما يتطوس الطاووس في ريشه ومنهم من يكون بليدا كالحمار ومنهم من يؤثر على نفسه كالديك. من يؤثر. من يؤثر على نفسه كالديك ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام ومنهم الحقود كالجمل ومنهم الذي هو خير كله كالغنم ومنهم الذئاب ومنهم اشباه الثعالب التي تروغ كروغانها وقد شبه الله تعالى اهل الجهل والغي حمر تارة وبالكلب تارة وبالانعام تارة وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا يراه المتفرسون وتظهر في في في وتظهر في الاعمال ظهورا يراه كل احد ولا يزال يقوى حتى حتى تستشنع الصورة وتنقلب له الصورة باذن الله وهو المسخ التام ويقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان في قلب في قلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان كما فعل باليهود واشباههم ويفعل بقوم ويفعل بقوم من هذه الامة يمسخهم قردة وخنازير فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه. ومستدرج بنعم الله عليه. وكل هذه عقوبات واهانات يظن الجاهل انها كرامة نسأل الله ان يحفظ قلوبنا اجمعين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها قال رحمه الله تعالى ومنها مسخ القلب هذه ايضا من العقوبات من العقوبات التي تتولد عن الذنوب انها قد تصل بصاحب الذنب الى ان يمسخ قلبه والمسخ كما اوضح الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يكون على انواع يكون على انواع هذا التنوع في المسخ الذي يصل اليه القلب قال تارة على اه يمسخ على خنزير او يمسخ على آآ كلب او على سباع او على غيرها هذا التنوع في المسخ الذي يكون للقلب هو راجع الى نوع الذنب نوع الذنب كل ذنب او كل جنس من الذنوب يولد نوعا من المسخ اه نوعا من المسخ فالفواحش الفواحش والزنا هذه الذنوب والتمادي فيها يورث مسخا القلب اه كحال الخنزير والعياذ بالله كحال الخنزير والعياذ بالله قل مثل ذلك في الذنوب الاخرى فالسرقة مثلا او اه الجشع والغل والحسد وغير ذلك فهذه تولد تولد في القلب مسخا حتى ان اه الانسان يصبح في وقت ما فيه شبه في شبه واحد من هذه الحيوانات ولهذا قال المصنف آآ ان الله سبحانه وتعالى شبه في القرآن بعض الناس تارة تارة بالكلب وبالحمار بهيمة الانعام قال بل هم اشد فالحاصل ان ان الذنوب تولد في الانسان مسخا بان يمسح على قلبه على قلبه خنزير لشدة شبه صاحبه ومنهم من يمسح على خلق كلب او حمار او حية او عقرب ووهكذا وهكذا بحسب الذنوب التي آآ يفعلها ولهذا يأتي يأتي على السنة بعض الناس تشبيه بعض العصاة بما يرونه من صفات ظاهرة عليه بنوع من الحيوانات التي هو يشبهها بافعاله هذه يشبهها بافعاله هذه قال ابن القيم وهذا تأويل سفيان ابن عيينة لقول الله سبحانه وتعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم اي هذه الاخلاق والاعمال والصفات الموجودة في الحيوانات وفي السباع والبهائم والطير الى اخر ذلك في البشر مثلهم من هو شبيه بهم في تلك الصفات وكل ذلك متولد من المعاصي والذنوب. نعم قال ومنها مكر الله بالماكر ومخادعته للمخادع وسبحان الله جاءت الاعمال الصالحة جاءت الاعمال الصالحة تربي المرء على ان يرفع نفسه وان ينأى بها عن التشبه بالحيوان والاتصاف بصفاتهم ولهذا انظر كم في الصلاة هذه العبادة العظيمة الشريفة المتكررة فرضا ونفلا كم فيها من التربية على الرفعة بالنفس؟ والعلو بها ولهذا تجد في الاحاديث النهي عن نقر كنقر الغراب وبروك بروك البعير واقعاء كايقعاء الكلب وافتراش كافتراش السبع الى غير ذلك لان هذا هذه الصلاة تربي المرء تربي المرء تربية عظيمة على الرفعة بنفسه والبعد بها عن الصفات الذميمة ومن ذلك التشبه بهذه الحيوانات نعم قال ومنها مكر الله بالماكر ومخادعته للمخادع واستهزاءه بالمستهزئ وازاغته لقلب الزائغ عن الحق نعم وهذا الجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا. نعم قال ومنها نكس القلب حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا. والمعروف منكرا والمنكر معروفا ويفسد ويرى انه يصلح ويصد عن سبيل الله وهو يرى انه يدعو اليها ويشتري الضلالة بالهدى ويرى انه على الهدى اتبعوا هواه وهو يزعم انه مطيع لمولاه وكل هذا من عقوبات الذنوب الجارية على القلب نعم هذه من عقوبات الذنوب الجارية على القلب او الجارية على القلوب انها تؤدي بالقلب الى ان يكون منكوسا ان يكون القلب منكوسا وعلامة علامة كون القلب منكوسا ما ذكره آآ ابن القيم رحمه الله تعالى ان يرى الامور على غير حقيقتها يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا والحق باطلا والباطل حقا والسنة بدعة والبدعة سنة وهكذا. هذا قلب منكوس لانه اصبح بسبب انتكاس قلبه يرى الامور على غير حقيقتهم ورؤيته للامور على غير حقيقتها من هذا التنكس الذي عليه قلبه نعم قال ومنها حجاب القلب عن الرب في الدنيا والحجاب الاكبر يوم القيامة كما قال الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فمنعتهم الذنوب ان يقطعوا المسافة بينهم وبين قلوبهم فيصل اليها فيروا ما يصلحها ويزكيها وما يفسدها ويشفيها فمنعتهم فمنعتهم الذنوب ان يقطعوا المسافة بينهم وبين قلوبهم فيصل اليها فيروا ما يصلحها ويزكيها وما يفسدها ويشفيها. وان يقطعوا المسافة بين قلوبهم بهم فتصل القلوب فتصل القلوب اليه فتفوز بقربه وكرامته وتقربه عينا به نفسا بل كانت الذنوب حجابا بينهم وبين قلوبهم وحجابا بينهم وبين ربهم وخالقهم نعم هذه ايضا من العقوبات او عواقب الذنوب انها تحجب القلب عن الرب في الدنيا تحجب القلب عن الرب في الدنيا فتحول بينه وبين ما يقربه من الله ويدنيه منه جل في علاه هذا في الدنيا وتحجبه عن الرب في الدار الاخرة دار الكرامة والرظوان والفوز برؤية الرب العظيم سبحانه وتعالى ولهذا قال الله سبحانه كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون هذا الحجاب الذي في الدار الاخرة هو اثر لحجاب في الدنيا هذا الحجاب الذي فالدار الاخرة عن ربهم هو اثر لحجاب ايضا في الدنيا فقلبه في الدنيا حجب عن الله حجب عن الله بالتراكمات التي عليها القلب من المعاصي والبعد عن الله سبحانه وتعالى والاعراض عن الى ان وصل الى هذا الحد الذي هو حجب القلب عن الله سبحانه وتعالى وعما يقرب منه عز وجل فيثمر هذا الحجاب الدنيوي حجابا في الاخرة حجابا في الاخرة كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وهذا الحجب الذي في الاخرة سببه سخط الله عليهم ولهذا قال الشافعي رحمه الله في هذه الاية اذا كان هؤلاء حجبوا في السخط فان المؤمنين يرونه في الرضا فان المؤمنين يرونه في الرضا اذا كان هؤلاء حجبوا في السخط بسبب سخط الله عليهم فان المؤمن يرونه في الرظا اي رظا الله سبحانه وتعالى عنهم ولا يمكن يسوى بين المؤمن وغيره بالحجاب ولهذا جاء في الحديث اه اه في صحيح مسلم قال اذا قال عليه الصلاة والسلام اذا دخل اهل الجنة الجنة آآ قال الله هل تريدون شيئا ازيدكم؟ فيقولون الم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار وتبيض وجوهنا. قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله عز وجل نعم قال ومنها المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الاخرة قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر ولا ريب انه من المعيشة الضنك والاية تتناول ما هو اعم منه وان كانت نكرة في سياق الاثبات فان عمومها من حيث المعنى فانه سبحانه رتب المعيشة الضنك على الاعراض عن ذكري. فالمعرض عنه له من ضنك المعيشة بحسب اعراضه وان تنعم في الدنيا باصناف النعم ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب امان الباطلة والعذاب والعذاب الحاضر ما فيه وانما يواريه عنه شكر الشهوات والعشق وحب الدنيا والرئاسة وان لم ينضم الى ذلك سكر الخمر. نعم يعني حتى وان كان لا يشرب الخمر لكن فيه نوع من السكر اخر الذي هو السكر الشهوات نعم فسكر هذه الامور اعظم من سكر الخمر. فانه يفيق صاحبه ويصحو. نعم صاحب الخمر يفيق ويصحو. اما سكر الشهوات لا لا افاقة فيها ولا صحو. نعم. وسكر الهوى وحب الدنيا لا يصحو صاحبه الا اذا كان صاحبه في في عسكر الاموات فالمعيشة الضنك لازمة لمن اعرض عن ذكر الله الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم في دنياه وفي البرزخ ويوم معاديه ولا تقروا العين ولا يهدأ القلب ولا تطمئن النفس الا بالهها ومعبودها الذي هو حق وكل كل معبود سواه باطل فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين. ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات والله تعالى انما جعل الحياة الطيبة لمن امن بي وعمل صالحا كما قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فظمن لاهل الايمان والعمل الصالح الجزاء في الدنيا بالحياة الطيبة وبالحسنى يوم القيامة. فلهم اطيب الحياتين وهم احياء في الدارين. نعم قال ومنها يعني عقوبات الذنوب المعيشة الظنك في الدنيا وفي البرزخ والعذاب في الاخرة مثل ما قال الله عز وجل وان الفجار لفي جحيم وان الفجار لفي جحيم وهم كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في جحيم في دورهم الثلاثة بدورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ والدار الاخرة ومما يدل عن على هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا هذه المعيشة الموصوفة بهذه الصفة بعض السلف قال اي في القبر معيشة ضنكا اي في قبره. قال ابن القيم والمعنى معنى الاية اعم من ذلك فانها كما تتناول القبر فانها تتناول ايضا الحياة الدنيا تتناول الحياة الدنيا فهو في عيش ضنك حتى وان كان مترفا حتى وان كان منعما آآ الظنك الذي هو فيه في قلبه لحجبه عنه سكر الشهوات حجبه عنه سكر الشهوات والافتتان الملذات فحجبه عن ذلك والا فان الله سبحانه وتعالى ابى ان تكون الحياة الطيبة الا في طاعته كما في الاية التي ساق اخرا وهي قول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة هذا في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. هذا في الدار الاخرة. نعم قال ونظير هذا قوله تعالى للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولنعمة المتقين نعم الجزاء من جنس العمل للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين الحسنة تولد الحسنى تولد الحسنى للذين احسنوا الحسنى والسيئة تولد ايضا من جنسها ثم كان عاقبة الذين اساءوا نعم السوء. نعم قال ونظيرها قوله تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي ويؤتي كل ذي فضل فضله ففاز المتقون المحسنون بنعيم الدنيا والاخرة وحصلوا على الحياة الطيبة في الدارين فان طيب النفس وسرور القلب وفرحه ولذته وابتهاجه وطمأنينته وانشراحه ونوره وسعته وسعته وعافيته من الشهوات المحرمة والشبهات الباطلة هو النعيم على الحقيقة ولا نسبة لنعيم البدن اليه فقد كان يقول يعني اه هذا كلام مهم جدا ينبغي ان يفطن له يتنبه يعني مدار السعادة وحقيقة السعادة هي هذه مدارها على راحة القلب وطمأنينته ولذته في طاعة ربه سبحانه وتعالى هذا هو مدار السعادة الحقيقية. السعادة الحقيقية تدور على راحة القلب والقلب لا راحة له ولا قرار الا بطاعة من خلق هذا القلب اه لاجله وهو الله سبحانه وتعالى ليكون قلبا مطيعا خاضعا لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فقد كان يقول بعض من ذاق هذه اللذة لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. نعم اللذة المراد بها لذة الطاعة. وقرة العين بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى وقال اخر انه ليمر بالقلب اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب وقال اخر ان في الدنيا جنة هي كالجنة في الاخرة. فمن دخلها دخل تلك الجنة. ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه الجنة بقوله اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر وقال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ولا نعم قوله عليه الصلاة والسلام اه اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر اي مجالس العلم التي يبين فيها دين الله ويعرف العباد فيها بالله وعظمته وجلاله ايوعظ العباد فيها ويذكرون ويقربون من من الله سبحانه وتعالى. هذه رياض للجنة واقتباسا من هذا المعنى الذي في الحديث جعل عددا اه جعل عدد من اهل العلم اسماء مصنفاتهم تحمل هذا العنوان يعني تجد في تصانيف اهل العلم رياض الصالحين الرياظ الناظرة الروظة المربع بستان العارفين الى غير ذلك هذا كله اخذ من المعنى الذي اه دل عليه هذا الحديث وايضا دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. نعم قال ولا تظن ان قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم مختص بيوم المعاد فقط بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاث وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاث نعم النعيم في قوله ان الابرار لفي نعيم اي في الدور الثلاث الدنيا والبرزخ يوم القيامة والابراء والفجار في جحيم اي في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة. نعم قال واي لذة ونعيم في الدنيا اطيب من بر القلب وسلامة الصدر ومعرفة الرب تعالى ومحبته والعمل على موافقته وهل العيش في الحقيقة الا عيش القلب السليم؟ فقد اثنى الله تعالى على خليله عليه السلام بسلامة قلبه فقال وان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم وقال حاكيا عنه انه قال يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر. والشح. والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة فسلم من كل افة تبعده عن الله وسلم من كل شبهة تعارض خبره ومن كل شهوة تعارض امره وسلم من كل ارادة تزاحم مراده. وسلم من كل قاطع يقطع عن الله فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وهو في جنة في البرزخ وفي جنة يوم المعاد. نعم هذا كلام عظيم جدا في بيان القلب السليم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. بما تكون سلامة القلب بما تكون سلامة القلب بين رحمه الله ان القلب لا يكون سليما الا اذا سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر هذه ادواء متفاوتة ادواء متفاوتة تذهب عن القلب سلامته بحسب حظه من هذه الادواء فحتى يكون سليما لا بد ان يكون بعيدا عن هذه الادواء متنزها عنها متطهرا من الاتصاف بها يقول رحمه الله سليم القلب الذي سلم من كل افة تبعده من من الله ثم وضح ذلك من كل شبهة تعارض خبره من كل شبهة تعارض خبره لان قد يقع في قلوب بعض الناس شبهات تجعله يتوقف او يتردد في قبول بعض الاخبار التي جاءت عن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا لا هذا يتنافى مع سلامة القلب لان القلب السليم يتلقى كل ما جاء عن الله بالقبول فاذا كان في قلبه شبهة يعارض بها خبر الله ويتوقف بسببها عن قبول ما جاء عن الله او عن رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا راجع الى خلل في قلبه وعدم سلامة فيه كذلك آآ يقول ومن كل شهوة تعارض امره من كل شهوة تعارض امره لان الشهوات تعارض الامر ولهذا كم من انسان يعطل اوامر الله سبحانه وتعالى بسبب الشهوات بسبب الشهوات وتتبعها فلا يكون سليما الا بالسلامة من هذا ايضا وسلم من كل ارادة تزاحم مراده بكل ارادة تزاحم مراده وهذا فيه توحيد المراد بان تكون اعماله كلها لله ولا يبغي بها الا وجه الله سبحانه وتعالى مخلصا له وسلم من كل قاطع يقطع عن الله والقواطع التي تعوق القلب في سيره عن الله كثيرة فالسلامة ايضا تقتضي الحذر من هذه القواطع نعم قال ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة اشياء من شرك يناقض التوحيد وبدعة تخالف السنة وشهوة تخالف الامر وغفلة تناقض الذكر وهوى يناقض التجريد والاخلاص وهذه وهذه الخمسة حجب حجب عن الله. نعم هذه الخمسة حجب عن الله خمسة هي الشرك والبدعة والشهوة والغفلة والهوى هذه الخمسة حجب عن الله ولا يكون القلب سليما حتى يسلم من هذه الخمسة نعم قال وتحت كل واحد منها انواع كثيرة تتضمن افرادا لا تنحصر ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ظرورته الى ان يسأل الله ان يهديه الصراط المستقيم. نعم الان ابن رحمه الله بعد ان حذر وسدد في التحذير وهذه الامور خطيرة على على القلب ومن يقرأها يخاف ان يكون قلبه مصابا بها او ان يبتلى بها والامر خطير ليس بالهين فلما وضح هذا الامر نصح رحمه الله وهذا من جميل نصحه وتمام بيانه ان نفزع الى الله سبحانه وتعالى. ان نفزع الى الله جل وعلا وان نلجأ اليه بالدعاء فاكد رحمه الله على الحاجة العظيمة بل الضرورة الملحة على العناية بهذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم هذا الدعاء اه يتميز عن غيره من الدعوات ان الله سبحانه وتعالى افترضه على العباد واوجبه عليهم وجوبا متكررا كل يوم وليلة بتكرر الركعات المفروضة سبعة عشرة ركعة في اليوم والليلة فهذه الدعوة ينبغي ان يحرص عليها المسلم والعلماء رحمهم الله يقولون ينبغي ان ينبه العوام على ان هذا دعاء. لان كثير يقرأ الفاتحة ولا يتنبأ ان قوله اهدنا الصراط المستقيم دعاء بل هو اعظم الدعاء واجله وارفعه شأنا وابن القيم رحمه الله سيوضح الان فضاحا مهما ينفعك الله سبحانه وتعالى به اذا فهمته في كل مرة تقول اهدنا الصراط المستقيم لانك من خلال ما سيأتي من كلام وبيان لابن القيم سيوضح لك مدى حاجتك الى هذا الدعاء وشدة ضرورتك الى هذا الدعاء العظيم نعم قال فان الصراط المستقيم يتضمن علوما وارادات واعمالا وتروكا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها وقد يكون ما لا يعلمه اكثر مما يعلمه وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه وهو الصراط المستقيم وان عجز عنه وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده كسلا وتهاونا ولقيام مانع وغير ذلك وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله. وما يفعله قد يقوم فيه بشروط الاخلاص وقد لا يقوم. وما يقوم فيه بشروط الاخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد يصرف قلبه عنه وهذا كله واقع سار في القلب فمستقل ومستكثر. نعم يعني هذا كله يقول واقع فكل هذا يفيد حاجة المرأة الشديدة الملحة الى ان يعتني بهذا الدعاء ان يعتني بهذا الدعاء اهدنا الصراط المستقيم لان الصراط المستقيم علوم وايرادات واعمال وتروك لان لان الصراط المستقيم اعمال يعملها السالك على الصراط وايضا تروك اشياء يتركها ويتجنبها فاذا قصر بفعل الواجبات هذا من اخلاله بالسير في هذا الصراط وان ارتكب بعض المنهيات هذا ايضا من اخلاله بهذا الصراط فاذا اه الصراط المستقيم هو علوم وايرادات واعمال وطروك يحتاج ان يعتني بها العبد عناية عظيمة جدا ثم العلم اذا وجد العلم بالحق اذا وجد هل وجوده يعني وجود العمل به نعم وجود العلم بالحق هل يعني العمل وجود العمل به قد يوجد العلم ولا يوجد العمل فاذا من سؤال الله الهداية في الصراط ان يهديك للعمل بالعلم الذي تعمل به ايضا هذا العلم الذي يتعلمه المرء ثم نفسه تريده قد تريد ولا تقدر عليه وتكون عاجزة حاجة بحاجة الى معونة الله. اهدنا الصراط المستقيم تتناول معونة الله لك على فعل ما امر الله سبحانه وتعالى به ايضا لو ان الانسان عمل علم وعمل هل عمله يقع على الاخلاص او يصيب النية ما يصيبها في علمه نفسه وفي عمله ايضا والنية يطرأ عليها ما يطرأ فمن سؤالك الله سبحانه وتعالى هداية الصراط المستقيم ان يصلح نيتك وان تكون اعمالك لله خالصة ثم اذا عمل وصلحت النية هل يكون العمل على الاتباع او يكون في خلل ايضا من هذا الجانب فاذا الهداية الى الصراط المستقيم تتناول هذا كله فما احوج العبد الى هذه الدعوة والعناية بها قال وليس في طباع العبد الهداية الى ذلك بل متى وكل الى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله. نعم ليس له الا ان يهديه الله. ليس له الا ان يهديه الله فالهداية بيده ولكن الله يهدي من يشاء. هدانا الله اجمعين اليه صراطا مستقيما. نعم. امين وهذا هو الاركاس الذي اركس الله به المنافقين بذنوبهم فاعادهم الى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم والرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره ونهيه وامره فيهدي من يشاء الى صراط مستقيم بفضله ورحمته وجعله الهداية حيث تصلح ويصرف ويصرف من يشاء عن صراطه المستقيم بعدله وحكمته بعدم المحل وذلك موجب صراطه المستقيم الذي هو عليه. فاذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراط كن مستقيما يوصلهم اليه فهو على صراط مستقيم. نعم لعدم صلاحية المحل مثل ما قال الله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم نعم ونصب لعباده من امره صراطا مستقيما دعاهم جميعا اليه حجة منه وعدلا وهدى من يشاء منهم الى سلوكه نعمة منه وفضلا ولم يخرج بهذا العدل وهذا القصد عن صراطه المستقيم الذي هو عليه. فاذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطا مستقيما يوصلهم الى جنته. ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا واقام عليه من اقامه عليه في الدنيا؟ نعم يعني فهذا ايظا فائدة عظيمة تتعلق بهدنا الصراط المستقيم الصراط المستقيم هو الذي قال الله عنه ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فاذا كان نصب للعباد هذا الصراط المستقيم وامروا باتباعه وسلوكه والا يخرج عن هذا الصراط فانه كذلك ينصب يوم القيامة على متن جهنم صراط لا سبيل الى الجنة الا بالمرور عليه والمشي من فوقه كما قال الله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا فبحسب حظ العباد من السير على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا يكون حظهم من السير على الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم يتفاوتون في المرور على الصراط بحسب سيرهم في الاعمال في هذه الحياة الدنيا. فمنهم من يأمر كالبرق ومنهم من يمرك اه كاجاويد الخيل ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من مروا زحفا هذا التفاوت في المرور راجع الى ماذا الى تفاوتهم في السير على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا قال وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي كان في قلوبهم في الدنيا نورا ظاهرا يسعى بين ايديهم وبايمانهم في ظلمة الحشر وحفظ عليهم نورهم حتى قطعوه كما حفظ عليهم الايمان حتى لقوه واطفأ نور المنادى احوج ما كانوا اليه كما اطفأه في قلوبهم في الدنيا. نعم لان كما جاء في الحديث هناك ظلمة قبل الصراط هناك ظلمة قبل الصراط وفي تلك الظلمة يكون قسم الانوار والانوار تقسم على العباد في في في تلك الظلمة على قدر اعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل ومنهم من يعطى نوره كما جاء في الحديث على قدر ابهامه منهم من يعطى نوره مثل الجبل ومنهم من يعطى نوره على قدر ابهامه يضيء تارة ويطفى اخرى فاذا اضاء مشى تقدم واذا طفى اقام وهذا عمله ضعيف جدا اه طاعاته ضعيفة جدا والاخر الذي مثل الجبل هذا طاعته في هذه الحياة الدنيا عظيمة واعماله مثل الجبال قوة وايضا حاله مع الايمان متل ما قال الامام احمد رحمه الله لما سئل ايزيد الايمان وينقص قال نعم يزيد حتى يكون امثال الجبال وينقص حتى لا يبقى منه شيء فمن الناس من ايمانه مثل الجبل فيعطى نوره يوم القيامة مثل الجبل ومنهم من ايمانه ضعيف وقليل فيعطى من النور على قدر ايمانه على قدر ايمانه نعم قال واقام اعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكا تخطفهم كما خطفتهم في الدنيا عن الاستقامة عليه وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعته وسرعتهم اليه في الدنيا ونصب للمؤمنين حوضا يشربون منه بايزاء شربهم من شرعه في الدنيا وحرم من الشرب منه هناك. من حرم من الشرب من شرعه ودينه ها هنا. نعم يعني سبحان الله كلها مترتبة على الطاعة فالسير على الصراط الذي ينصب على متن جهنم هو بحسب السير على الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا ثم الحوض المورود نسأل الله ان يكرمنا اجمعين بالشرب منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها ابدا. اه راجع الى شرب المرء وارتوائه من السنة والهدي هدي النبي الكريم عليه عليه الصلاة والسلام والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم يقال له في من يذادون عن الحوض انك لا تدري ما احدثوا بعدك انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاذا حظ الانسان من النهل والشرب بحسب حظه وارتوائه من الهدي. هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال قال فانظر فانظر الى الاخرة كانها رأي عين وتأمل نعم يقول فانظر الى الاخرة كانها رائعين. لان الامور التي في الاخرة هي بحسب هذه الاشياء الموجودة في الدنيا بحسب الاشياء الموجودة في الدنيا نعم. وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين اعلم حينئذ علما يقينيا لا شك فيه ان الدنيا مزرعة الاخرة وعنوانها وانموذجها وان منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الايمان والعمل الصالح وضدهما وبالله التوفيق فمن اعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان اهدينا اليه جميعا صراطا مستقيما. اللهم اهدنا صراطك المستقيم اللهم اهدنا صراطك المستقيم اللهم اهدنا صراطك المستقيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفتة والغنى اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم اهدنا فيمن هديت فاللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خيرا