بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم ابن القيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الداء والدواء قال فصل ولما كانت الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها تفاوتت عقوباتها في الدنيا والاخرة بحسب تفاوتها ونحن نذكر فيها بعون الله وتوفيقه فصلا وجيزا جامعا فنقول اصلها نوعان ترك مأمور وفعل محظور وهما وهما الذنبان اللذان ابتلى الله سبحانه بهما ابوي الجن والانس وكلاهما ينقسم باعتبار محله الى ظاهر على الجوارح وباطن في القلب وباعتبار متعلقه الى حق الله وحق لخلقه وان كان كل حق لخلقه فهو متظمن لحقي لكن سمي حقا للخلق لانه يجب بمطالبتهم ويسقط باسقاطهم ثم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا فصل يذكر فيه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى تقسيمات للذنوب باعتبارات اشار اليها رحمه الله تعالى ومعرفة المرء بهذه التقسيمات للذنوب تزيده بصيرة بها وحيطة من الوقوع فيها فذكر اولا رحمه الله تعالى ان ان الذنوب من حيث الجملة متفاوتة تفاوتا عظيما ومتباينة تباينا كبيرا فهناك كبائر وهناك اكبر الكبائر وهناك ذنوب صغائر فهي ليست على حد سواء وهذا تقسيم معروف لكن هناك تقسيمات للذنوب باعتبارات ذكر منها رحمه الله ان الذنوب تنقسم الى قسمين ترك مأمور او فعل محظور. هذا قسم وهذا قسم لان طاعة الله سبحانه وتعالى افعال وتروك فالله عز وجل امرنا باوامر واوجب علينا فعلها ونهانا عن نواهي واوجب علينا تركها والبعد عنها فالذنوب بهذا الاعتبار تنقسم الى قسمين ترك المأمور اي الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى وفعل المحظور اي الذي نهى الله عنه وحرم على عباده سبحانه وتعالى ان يقترفوه قال وهما الذنبان اللذان ابتلى الله سبحانه بهما ابوي الجن والانس اما ابو الجن اما ابو الانس وهو ادم عليه صلوات الله وسلامه فان الله سبحانه وتعالى ابتلاه بترك المحظور الذي هو الاكل من الشجرة حظر عليه ومنعه ونهاه ان يأكل الشجرة عين شجرة نهاه عن قربانها والاكل منها فوسوس اليه الشيطان وقال هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ودلاهما بغرور حتى ذاق الشجرة التي نهاهما الله سبحانه وتعالى عن قربانها والاكل منها فكانت المعصية والذنب الذي وقع فيه ادم عليه السلام هو ارتكاب لمحظور ارتكاب لمحظور فعل لامر حضر الله سبحانه وتعالى عليه ان يفعله نهاه عنه واما ابو الجن وهو ابليس فان الذنب الذي ووقع فيه الذنب الذي وقع فيه هو الامتناع من فعل المأمور الامتناع من فعل المأمور فامره الله سبحانه وتعالى بالسجود لادم فابى وامتنع واستكبر وقال انا خير منه فلم يستجب لامر الله سبحانه وتعالى فيما امره جل وعلا به وقد ذكر اهل العلم ان هذا الذنب الذي هو ترك المأمور اشد من الذنب الاول الذي هو فعل المنهي وذكروا في في ذلك وجوها في في ان ترك المأمور به اعظم من من آآ فعل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه فهناك فرائض افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده افترظ عليهم اقام الصلاة افترظ عليهم ايتاء الزكاة وفرائض اخرى افترضها سبحانه وتعالى عليهم فترك ما امر الله سبحانه وتعالى به اشد من ارتكاب ما نهى جل وعلا عنه قال رحمه الله تعالى وتنقسم ايضا الا الذنوب الى ظاهرة وباطنة الى ظاهرة وباطنة وهذا التقسيم للذنوب ظاهرة وباطنة يقع على النوعين المتقدمين الذي الذين هما فعل المنهي وترك المأمور به فكل من هذين الذنبين منه ما ما هو ظاهر ومنهما ما هو آآ ما هو باطن فاذا الذنوب منها ذنوب ظاهرة ذنوب ظاهرة تفعلها الجوارح وتظهر وترى وهناك ذنوب باطنة لا ترى وانما هي في القلب لا لا يراها ولا يطلع عليها الاعلام الغيوب سبحانه وتعالى وتنقسم تقسيما اخر باعتبار المتعلق الى قسمين ذنوب متعلقة بحقوق الرب سبحانه وتعالى وذنوب متعلقة بحقوق العباد وذنوب متعلقة بحقوق العباد فهي بهذا الاعتبار ايضا تنقسم الى قسمين نعم قال ثم هذه الذنوب تنقسم الى اربعة اقسام ملكية وشيطانية وسبعية وبهيمية. وسبعية وسبعية وبهيمية ولا تخرج عن ذلك فالذنوب الملكية ان يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية العظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو واستعباد الخلق ونحو ذلك ويدخل في هذا الشرك بالرب تعالى وهو نوعان به في اسمائه وصفاته وجعل الهة اخرى معه وشرك في معاملته وهذا الثاني قد لا يوجب دخول النار. وان احبط العمل الذي اشرك فيه مع الله غير او وهذا القسم اعظم انواع الذنوب ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وامره فمن كان من اهل هذه الذنوب فقد نازع الله سبحانه في ربوبيته وملكه وجعل له ندا وهذا اعظم وهذا اعظم الذنوب عند الله ولا ينفع معه ولا ينفع معه عمل قال قال فصل واما الشيطانية فالتجبر بالشيطان في الحسد والبغي والغش والغل والخداع والمكر والامر بمعاصي الله وتحسينها والنهي عن طاعته وتهجينها والابتداع في دينه دعوتي الى البدع والضلال وهذا يلي النوع الاول من من المفسدة. وان كانت مفسدته دونه قال فصل واما السبعية فذنوب العدوان والغضب وسفك الدماء والتوثب على الضعفاء والعاجزين ويتولد منها انواع اذى انواع اذى النوع الانساني والجراءة والجراءة الجرأة على الظلم والعدوان. واما الذنوب البهيمية فمثل فمثل الشره والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج. وما وما يتولد الزنا والسرقة. ومنها ها ومنها يتولد الزنا والسرقة واكل اموال اليتامى والبخل والشح والجبن والهلع والجزع وغير ذلك وهذا القسم اكثر ذنوب الخلق لعجزهم عن الذنوب السبعية والملكية ومنه يدخلون الى سائر الاقسام. فهو فهو يجرهم اليها بالزمام. فيدخلون منه الى الذنوب السبعية ثم الى الشيطانية ثم الى منازعة الربوبية والشرك في الوحدانية ومن تأمل هذا حق التأمل تبين له ان الذنوب دهليز الشرك والكفر ومنازعة الله ربوبيته نعم هذا ذكر هنا رحمه الله آآ تقسيما عجيبا الذنوب تقسيما عجيبا للذنوب واشار رحمه الله تعالى ان ذنوب العباد لا تخرج عن نوع من هذه الانواع الاربعة والاقسام الاربعة التي ذكر رحمه الله تعالى. والقسم الاول من هذه الذنوب تعلقها بجانب التشبه الرب سبحانه وتعالى تشبه بالرب سبحانه وتعالى بالاتصاف آآ الاتصاف بالصفات التي لا تليق الا بجلال الرب وعظيم شأنه سبحانه وتعالى فهذا نوع من الذنوب كما قال رحمه الله في بيانه ان يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية ان يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو واستعباد خلق ونحو ذلك فهذه الذنوب فيها منازعة منازعة الرب سبحانه وتعالى ما هو خاص به وهذي من اعظم الموبقات واشد المهلكات لصاحبها ولهذا جاء في الحديث آآ القدسي ان الله سبحانه وتعالى قال العظمة آآ العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منه ما عذبته فهذا نوع من الذنوب والعظمة والكبرياء والعلو واستعباد الخلق والقهر ونحو ذلك هذه اه هذا نوع من الذنوب. قال ويدخل في هذا الشرك بالله ويدخل في هذا الشرك بالله سبحانه وتعالى والشرك هو من الباب نفسه لان الشرك فيه اعطاء المخلوق من الصفات او الخصائص ما لا يليق الا بالله وما لا يستحق الا الله سبحانه وتعالى ولهذا قال رحمه الله وهو نوعان شرك به في اسمائه وصفاته وجعلي الهة اخرى معه وشرك به في معاملته وشرك به في معاملته اه اي ان هذا النوع اه او ان هذا الشرك نوعان شرك علمي وشرك عملي شرك يتعلق الجانب العلمي وهو اه الشرك في الاسماء والصفات والشرك في الربوبية وشرك عملي وهو الشرك الذي يتعلق بتوحيد العبادة واخلاص الدين لله فمن اعطى غير الله من الخصائص والصفات ما لا يليق الا بالله فهذا من الشرك ومن صرف لغير الله من الحقوق والعبادات ما هو حق الله سبحانه وتعالى فهذا شرك واتخاذ للانداد مع الله سبحانه وتعالى قال وهذا الثاني قد لا يوجب دخول النار وان احبط العمل الذي اشرك فيه مع الله غيره الثاني الذي يتعلق في المعاملة اذا ادى العبادة وفيها رياء او سمعة فهذه العبادة التي فيها الرياء وفيها السمعة تبطل هي في نفسها لكن لا لا يبطل بها الدين كله وانما يبطل الدين كله بالرياء الخالص الذي هو رياء المنافقين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم هذا رياء خالص رياء في اصل الدين يظهر الايمان ويبطن الكفر فهذا النوع من الرياء الذي هو النفاق الاكبر هذا مبطل للعمل كله اما يسير الرياء الذي هو ما عبر عنها رحمه الله في المعاملة اه اذا كان في العمل رياء او سمعة او او نحو ذلك فان الرياء يكون مبطلا للعمل الذي قارفه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه جل جل في علاه قال وهذا القسم اعظم انواع الذنوب وهذا القسم اعظم انواع الذنوب لانه يتعلق بالاصل انه يتعلق بالاصل اصل الدين واساسه توحيد توحيد الرب واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بحقوقه وخصائصه جل في علاه والا يتخذ معه آآ الشركاء والانداد قال ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه او وامره وهذا من اعظم الموبقات كما قال الله سبحانه وتعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فمن كان من اهل هذه الذنوب فقد نازع الله سبحانه وتعالى في ربوبيته ملكه وجعل له ندا وهذا اعظم الذنوب وعند الله ولا ينفع معه عمل ولا ينفع معه عمل لان الشرك مبطل للعمل كله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فاذا وجد الشرك لم ينفع معه عمل اذا وجد الشرك لا ينفع معه عمل وان كثر العمل لان الشرك يفسد الاعمال ويبطلها النوع الثاني من الذنوب الذنوب التي فيها تشبه بالشيطان التي فيها تشبه بالشيطان في صفاته واعماله ومن ذلكم الحسد والبغي والغش والغل والخداع والمكر والامر بالمعاصي وتحسينها والنهي عن الطاعات وتهجينها اي تبغيظها الناس والابتداع في الدين والدعوة الى البدع والضلالات هذا النوع من الذنوب في تشبه بالشيطان لان لان جميع ما ذكر هنا كله من عمل الشيطان ومن صفاته اه الشيطان فالشيطان من صفاته الحسد والبغي والغش والدعوة الى الضلال والتثبيط عن طاعة الله سبحانه وتعالى والتحريض على المعاصي والذنوب فمن وقع في شيء من هذه الذنوب فقد وقع في مشابهة للشيطان في في صفاته قال وهذا النوع يلي النوع الاول بالمفسدة وان كانت مفسدته دونه. وان كانت مفسدة دون ثم ذكر النوع الثالث وهو الذنوب التي فيها تشبه المرء بالوحوش تشبه المرء بالوحوش آآ والسباع التي من صفاتها العدوان ومن صفاتها الغضب من صفاتها سفك الدماء التوثب على الضعفاء والعاجزين هذه ذنوب فيها تشبه بالسباع ولهذا بعض الناس عندما يكون شرس في تعامله عندما يكون شرس في تعامله وشديد الاذى يصفه بعض الناس بانه وحش لما لما يرون فيه من صفات الوحوش لما يرون فيه من صفات الوحوش لان هذا نوع من التشبه هذا نوع من التشبه الوحوش فاذا كان فاذا كانت صفات الانسان العدوان والغضب وسفك الدماء والتوثب على الضعفاء والعاجزين هذا كله تشبه بالسباع ولهذا المكان الذي تثور فيه الفتنة تسود فيه الفوضى يصبح السائد فيها السلب والنهب والقتل والعدوان وتصبح حال الناس في ذلك المكان بهذه الصفة يوصف او توصف تلك الحال بشريعة ماذا؟ التعبير السائد الان الغاب يعني هذه هذه الشريعة يعني اللي يقصدون شريعة الغاب اي الطريقة التي توجد في الغابات مع الوحوش والسباع هذه طريقتها طريقتها هذه طريقتها العدوان والغضب والبطش وسفك الدماء فمن تحولت صفاتهم الى هذه الصفة صاروا متشبهين بالوحوش السباع الضارية المعتدية فقال ويتولد منه انواع اذى النوع الانساني والجرأة على الظلم والعدوان فكل ذلك من من الذنوب السبوعية التي فيها تشبه بالسباع ثم النوع الرابع من هذه الاقسام التشبه البهائم تشبه البهائم وذلك عندما يكون الانسان ليس له همه ليس له هم الا شهوته وبطنه فشرهم في الاكل والشرب وتتبع للشهوات والملذات والحرص على قظاء الشهوة شهوة البطن وشهوة الفرج ومن هذا يتولد آآ الزنا والسرقة واكل اموال اليتامى والبخل والشح والجبن والهلع والجزاء وغير ذلك. هذه اه هذا النوع من الذنوب اه ذنوب بهيمية يعني حال الانسان فيها ان فيه شبه من اه من بهيمة الانعام قال الشيخ رحمه الله وهذا القسم اكثر ذنوب الخلق اكثر ذنوب الخلق هو من هذا القسم الذي هو الذنوب البهيمية اكثرهم آآ ذنوبه من هذا القبيل تشبه ببهيمة الانعام لا هم له الا شهوة الفرج شهوة آآ البطن وقظاء الوتر وتحصيل الشهوة والملذة التي يريدها اه هذه حياة وهذه بغيته فهذه اكثر ذنوب اه الخلق لعجزهم عن الذنوب التي اه هي اعظم التي تتعلق التشبه بالسباع او التشبه آآ صفات الرب سبحانه وتعالى قال ومنه يدخلون الى سائر الاقسام ومنهم يدخلون الى سائر الاقسام لان الذنوب يولد بعضها بعضا. يولد بعضها بعض فهو يجرهم اليها بالزمام فيدخلون منه اي هذا النوع الى الذنوب السبعية ثم الى الشيطانية ثم الى منازعة الربوبية والشرك في الوحدانية نعم قال رحمه الله فصل ثم خلص رحمه الله رحمه الله الى فائدة وسبق ان اشار اليها قال ومن تأمل هذا حق التأمل تبين له ان الذنوب دهليز الشرك والكفر ومنازعة الربوبية يعني بريد داليز الكفر اي بريد وطريق موصل الى آآ الكفر نعم قال فصل وقد دل القرآن والسنة واجماع الصحابة والتابعين بعدهم والائمة على ان من الذنوب كبائر وصغائر قال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقال تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة والجمعة الى الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا الكبائر نعم في هذا الفصل يبين رحمه الله تقسيم اخر اه رحمه الله تعالى الذنوب وهو ان الذنوب تنقسم الى كبائر وصغائر الى كبائر وصغائر القرآن دل على على ذلك مثل قول الله سبحانه وتعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه فقول الله عز وجل كبائر ما تنهون عنه يدل على ان هناك قسم اخر وهو صغائر نهي عنها لكنها صغائر دون اه دون هذه الكبائر ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم نكفر عنكم سيئاتكم آآ اي الذنوب الصغيرة اي الذنوب الصغيرة صغائر اه الذنوب وندخلكم مدخلا كريما. وندخلكم مدخلا كريما والمدخل الكريم هو الجنة والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى وقال الله عز وجل والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. ان ربك واسع المغفرة ذكر كبائر الاثم. فالاثم منه كبائر ومنه ما دون ذلك كذلك الحديث الذي اشار اليه والشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتنبت الكبائر اذا اجتنبت الكبائر فهذا دليل اه على ان الذنوب اه ان الذنوب منها صغائر وكبائر وقد يستفاد هذا من قول الله سبحانه وتعالى وكل شيء فعلوه في الزبر وكل كبير وصغير مستطر نعم قال وهذه الاعمال المكفرة لها ثلاثة لها ثلاث درجات احداها ان تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وظعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء الضعيف الذي ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية الثانية ان تقاوم الصغائر ولا ترتقي الى تكفير شيء من الكبائر الثالثة ان تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فانه يزيل عنك اشكالات كثيرة. هنا ذكر آآ رحمه الله رحمه الله تعالى فائدة آآ فائدة آآ ثمينة في الفقه في قول النبي صلى الله عليه وسلم مكفرات لما بينهن ما مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر اي ان الكبائر لابد فيها من توبة الكبائر لا بد فيها من توبة من توبة منها الى الله سبحانه وتعالى فاذا اجتنبت الكبائر وحافظ على الفرائض حصل من الامرين تكفير السيئات اصل من الامرين تكفير السيئات فالصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان هذه طاعات كبار هي من اعظم الطاعات الدينية والواجبات الدينية وهي ايضا من اعظم المكفرات للذنوب من اعظم المكفرات للذنوب لكن تحتاج الى معونة في تكفيرها لصغائر الذنوب باجتناب الكبائر باجتناب الكبائر ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا القيد قال اذا اجتنبت الكبائر اذا اجتنبت الكبائر ذكر الامام ابن القيم رحمه الله ان هذه الاعمال التي هي الصلوات الخمس ورمضان الى والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان هذه الاعمال آآ لها ثلاث درجات اي في التكفير الذي ذكر في الحديث مكفرات لها ثلاث درجات اي في التكفير الدرجة الاولى ان تقصر عن تكفير الصغائر ان تقصر عن عن تكفير الصغائر لظعفها وظعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء الظعيف الذي ينقص عن مقاومة كمية وكيفية فقد تقع هذه الصلوات ضعيفة قد تقع هذه الصلوات ضعيفة وقد يقع ايضا الصيام ضعيفا يكون حده حده انه اسقط به المرء الفرظ عن نفسه لكن الامور العظيمة التي تترتب على اه على هذه الاعمال لا تتحقق له لضعف العمل لضعف العمل فيكون هذا العمل بمنزلة الدواء الضعيف الذي يشرب منه المريظ فلا يفيد المريظ لظعفه ولا ينتفع به المريض لظعف هذا الدواء وهذا وهذا يستفاد منه فائدة ان قوة العمل ان قوة العمل اخلاصا واتباعا اخلاصا للمعبود واتباعا للرسول عليه الصلاة والسلام اقوى في تحقق اثر العمل والمنافع العظيمة المترتبة عليه ومن ذلكم ما جاء في هذا الحديث الذي هو اه التكفير اه السيئات الدرجة الثانية ان تقاوم الصغائر يعني ان تكون قوة فيها قوة ان تكون فيها قوة اقوى من آآ درجة التي قبلها الاول ضعيف لكن هنا فيها شيء من القوة في هذه الاعمال شيء من القوة فتنهض لتكفير الصغائر ولا ترتقي الى شيء من الكبائر ثم الدرجة آآ الثالثة ان تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر تكفر بها بعض الكبائر اه من قوة اخلاص العبد فيها وقوة متابعته للرسول عليه الصلاة والسلام قد تنهض لتكفير بعض الكبائر والاصل في الكبيرة انها لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة الى الله سبحانه وتعالى لكن كما اشار ابن القيم قد تنهض بعظ اه بعض هذه الاعمال لقوة الاخلاص وقوة الاتباع فيكون فيها تكفير لبعض اه كبائر الذنوب نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم تجتنب السبع الموبقات قيل وما هن يا رسول الله قال الاشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل الربا والتولي يوم الزحف. وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه سئل اي الذنب اكبر عند الله قال ان تدعو ان تدعو لله ندا وهو خلقك قيل ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك قيل ثم اي؟ قال ان تزاني بحليلة جارك فانزل الله تعالى تصديقا. والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا الا بالحق ولا يزنون واختلف الناس اه هذه الاحاديث اه الثلاثة ذكرها رحمه الله تعالى دليلا على التقسيم الذي ذكره وهو ان الذنوب صغائر وكبائر فهذه الاحاديث كلها يخبر فيها عليه الصلاة والسلام بذنوب اه كبيرة كبائر وهناك ايضا اكبر الكبائر هذه هذه الاحاديث تفيد او تدل على ما ذكره رحمه الله تعالى من ان الذنوب منقسمة الى كبائر وصغائر بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءت عنه احاديث عديدة يصف فيها بعض الذنوب بانها كبائر بانها كبائر فاذا هناك ذنوب لا تصل الى هذا الوصف فهي صغائر فهي صغائر فالذنوب منقسمة الى كبائر وصغائر نعم قال واختلف الناس في الكبائر هل لها عدد يحصرها؟ على قولين ثم الذين قالوا بحصرها اختلفوا في عددها فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هي اربع وقال عبدالله بن ابن عمر رضي الله عنه وهي سبع وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه هي تسعة وقال غيره هي احد عشر وقال اخر هي سبعون. نعم هنا ذكر رحمه الله رحمه الله تعالى خلافا آآ بين اهل العلم هل لها عدد يحصرها هل لها عدد يحصرها فذكر ان لاهل العلم في ذلك آآ قولين اه الاول انه ليس هناك لها عدد احصرها والثاني ان لها عددا يحصرها ومن قال بذلك اختلف في هذا العدد فمنهم من قال اربع ومنهم من قال سبع ومنهم من قال تسع من قال احدى عشرة ومنهم من قال سبعون قد جاء عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هي الى السبعين اقرب هي الى السبعين اقرب ولهذا عدد من اهل العلم الذين جمعوا في الكبائر الذين جمعوا في الكبائر آآ اوصلوها الى هذا العدد جمعوا سبعين كبيرة جمعوا سبعين كبيرة لم يأتي في النصوص حصر لها بعدد لكن يأتي آآ في في بعض النصوص اه ذكر لكبائر عظيمة تجمع في حديث واحد وهذا لا يعني حصر الكبائر في ذلك العدد مثلا اجتنبوا السبع الموبقات هذا لا يعني ان الموبقات انما هي هذه السبع فقط لكنه جمع اه هذه اه السبع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الواحد والدليل على ان الموبقات ليس ليست منحصرة في هذا العدد ان هناك كبائر ذكرت ايضا في احاديث اخرى وذكر انها موبقات وانها كبائر مهلكات بل لا جاء في بعض الاحاديث امور لم تذكر في هذا الحديث وصفها النبي صلى الله عليه وسلم انها اكبر الكبائر اكبر الكبائر مثل عقوق الوالدين ومثل شهادة الزور فالحاصل ان الا الكبائر لم يأتي حصرها في في عدد معين لكن الذي يحتاج اليه الذي يحتاج اليه المسلم في هذا الباب ان يعرف الضابط الذي يميز يميز فيه بين الكبيرة والصغيرة الضابط الذي يميز فيه بين الكبيرة والصغيرة وآآ العدد لم يأتي آآ ما ما يدل على حصر الكبائر في عدد معين لكن يحتاج المسلم الى الضابط الذي يميز فيه بين الكبيرة والصغيرة بما تعرف الكبيرة واذا جاء في النص آآ وصف العمل بانه كبيرة فهذا فهذا واظح واضح في تعيين هذه الاعمال انها من الكبائر واذا جاء في النص اللعن للفاعل او ذكر غضب الله سبحانه وتعالى او دخول النار او عدم دخول الجنة فمثل هذه مثل هذا الوعيد امارة على ان هذا العمل من الكبائر من كبائر الذنوب واذا جاء ايضا نفي الايمان ما يقال فيه لا يؤمن من فعل كذا لا ينفى الايمان الا فيما هو كبير لا ينفى الايمان الا فيما هو كبير آآ هذا هذا مفيد ومهم في هذا الباب ان يعرف المرء علامة الكبيرة او بما يعرف العمل انه من كبائر الذنوب اوليس منها. نعم قال رحمه الله وقال ابو طالب المكي جمعتها من اقوال الصحابة فوجدتها اربعة في القلب وهي الشرك والاصرار على المعصية والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله واربعة في اللسان وهي شهادة الزور وقذف المحصنات واليمين الغموس واليمين واليمين الغموس والسعر وثلاث في البطن شرب الخمر واكل مال اليتيم واكل الربا واثنان في الفرج وهما الزنا واللواط واثنان في اليدين وهما القتل والسرقة وواحد في الرجلين وهو الفرار من الزحف وواحد يتعلق بجميع الجسد وهو عقوق الوالدين. نعم. يعني هذا الكلام لابي طالب المكي في جمع لطيف للكبائر لكنه ليس حاصر ليس حاصرا للكبائر. فهناك كبائر يعني تتعلق بالقلب لم تذكر كبائر تتعلق باللسان مثل الغيبة والنميمة ونحو ذلك لم تذكر هناك كبائر تتعلق يعني الجوارح فالا هذا ليس حاصرا لكنه جمع لطيف وتقسيم جميل للكبائر يزيد في في بيانها في ضاحية وان منها ما يتعلق القلب ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق الجوارح منها ما يتعلق بالفرج نعم قال والذين لم يحصروها بعدد منهم من قال كل ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة وما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صغيرة وقالت طائفة ما اقترن بالنهي عنه وعيد من لعن او غضب او عقوبة فهو كبيرة وما لم يقترن به شيء من ذلك فهو صغيرا وقيل كل ما رتب عليه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة فهو كبيرة وما لم يرتب عليه لا هذا ولا هذا فهو صغيرا وقيل كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه فهو من الكبائر وما كان تحريمه في شريعة دون شريعة فهو صغيرة وقيل كل ما لعن الله او رسوله فاعله فهو كبيرة وقيل هي كل ما ذكر من اول سورة النساء الى قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم؟ نعم ذكر هنا يعني اه اقوال لاهل العلم بما تعرف الكبيرة بما تعرف الكبيرة. قال والذين لم يحصروها بعدد منهم من اتجه الى ذكر الصفات التي تعرف بها الكبيرة وهذا حقيقة هو المهم في هذا الباب المهم في في هذا الباب ان يعرف المرء العلامة اذا كان جاء في القرآن قول الله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه مر معنا في الحديث ما اجتنبت الكبائر اذا لابد ان يعرف المرء آآ الكبائر ومطلوب منه ان يجتنب الكبائر والصغائر لكن مقام الكبائر اشد وامرها اعظم واكبر وحتى يتقيها لا بد ان يعرفها لا بد ان يعرف علاماتها وبما تعرف الكبيرة وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى اه اقوالا لكن الاصح والصواب من ذلك اه ان الكبيرة آآ هي ما ما جاء فيه لعن او غضب او دخول النار او عدم دخول الجنة او نفي آآ الايمان او نص على انه كبيرة فهذه علامات اذا وجدت في معصية من المعاصي فهي امارة على انها من كبائر الذنوب فاللعن لا يكون الا على كبيرة ونفي دخول الجنة لا يكون الا على كبيرة ايجاب دخول النار وترتيب دخول النار على ذنب هذا دليل على انه من كبائر الذنوب نفي الايمان عن فاعل اه امر ما يدل على ان هذا الامر من من كبائر الذنوب فهذه علامات هذه علامات اذا وجدت فهي امارة على ان الامر من كبائر الذنوب؟ نعم قال والذين لم يقسموها الى كبائر وصغائر قالوا الذنوب كلها بالنسبة الى الجراءة على الله سبحانه ومعصيته ومخالفة امره كبائر فالنظر الى من عصي امره وانتهكت محارمه يوجب ان تكون الذنوب كلها كبائر وهي مستوية في هذه المفسدة قالوا ويوضح هذا ان الله سبحانه لا تضره الذنوب ولا يتأثر بها فلا يكون بعضها بالنسبة اليه اكبر من بعض فلم يبق الا مجرد معصيته ومخالفته ولا فرق في ذلك بين ذنب وذنب قالوا ويدل عليه ان مفسدة الذنوب انما هي تابعة للجراءة والتوثب على حق الرب تعالى ولهذا لو شرب رجل خمرا او وطأ فرجا حراما وهو لا يعتقد تحريمه لكان قد جمع بين الجهل بين مفسدة ارتكاب الحرام ولو فعل ذلك من يعتقد تحريمه لكان اتيا باحدى المفسدتين وهو الذي يستحق يستحق العقوبة دون الاول. فدل على ان مفسدة الذنب تابعة للجراءة توثب قالوا ويدل على هذا ان المعصية تتضمن الاستهانة نعم اه هذا يؤجل الى من بقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى لان ابن القيم يورد هذا ثم يعقد فصلا مطولا في الجواب على على ذلك يؤجل كله الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه