بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا ووالديه وللمسلمين قال رحمه الله تعالى فصل النوع الثاني شرك من جعل معه الها اخر ولم يعطل اسماءه وصفاته وربوبيته كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة فجعلوا المسيح الها وامه الها ومن هذا شرك المجوس القائلين باسناد حوادث الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة. ومن هذا شرك القدرية القائلين بان الحيوان هو الذي يخلق افعال نفسه. وانها تحدث بدون مشيئة الله وقدرته وارادته. ولهذا واشباه المجوس ومن هذا شرك الذي حاج ابراهيم في ربه اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت جعل نفسه ندا لله يحيي ويميت بزعمه كما يحيي الله ويميت. فالزمه ابراهيم فالزمه ابراهيم ان طرد قولك ان تقدر على الاتيان بالشمس من غير الجهة التي يأتي التي يأتي الله بها منه وليس هذا انتقالا كما زعم بعض اهل الجدل بل الزاما على طرد الدليل ان كان حقا ومن هذا شرك كثير ممن يشرك بالكواكب العلويات ويجعلها اربابا مدبرة لامر هذا العالم كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم. ومن هذا شرك عباد الشمس وعباد النار وغيرهم. ومن هؤلاء من يزعم ان معبوده والاله على الحقيقة ومنهم من يزعم انه اكبر الالهة. ومنهم من يزعم انه اله من جملة الالهة. وانه اذا خصهم بعبادته والتبتل اليه والانقطاع والانقطاع اليه اقبل عليه واعتنى به. ومنهم من يزعم ان الادنى يقربه الى المعبود الذي هو فوقه. والفوقاني يقربه الى من هو فوقه. حتى تقربه تلك الهة الى الله سبحانه فتارة تكثر الوسائط وتارة تقل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان من الامام ابن القيم رحمه الله تعالى للنوع الثاني من انواع الشرك ذكر رحمه الله هذا النوع من الشرك باتخاذ الالهة مع الله سبحانه وتعالى وان لم يعطل اسماء الله وصفاته وربوبيته قد يقع منه هذا الشرك مع عدم التعطيل لاسماء الله وصفاته وربوبيته قد يكون مثبتا ان الله رب العالمين وخالقهم قد يكون مثبتا اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. لكنه يقع في هذا الشرك باتخاذ الانداد او الوسائط التي بزعمه تقربه الى الله سبحانه وتعالى او باتخاذ الشركاء الذين يضيف لهم من آآ الخصائص او الصفات او الحقوق ما ليس الا لله سبحانه وتعالى وذكر امثلة على ذلك كشرك النصارى الذين اتخذوا عيسى عليه السلام نبي الله وكليمه واحد اولي العزم من رسله الكرام اتخذوه شريكا مع الله وجعلوه الها يصرفون له من الحقوق ما هو خاص بالله جل وعلا من دعاء وعبادة وذبح واستغاثة وغير ذلك من العبادات التي حقوق الله سبحانه وتعالى التي لا يجوز صرفها لاحد كائنا من كان كما قال الله سبحانه وتعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له قال عز وجل في شأن النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحد حذاء فالنصارى اتخذوا اه عيسى عليه السلام الها اتخذوه معبودا فوقعوا في هذا الشرك وهو من الشرك الاكبر الناقل من الملة كذلك شرك المجوس القائلين باسناد حوادث الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة حوادث الخير يعني يقسمون الحوادث الى الى قسمين حوادث خير وحوادث شر فينسبون حوادث الخير الى النور وحوادث الشر الى الظلمة وهذه النسبة للحوادث الى الى هذا المخلوق هو من اتخاذ الانداد واتخاذ الشركاء مع الله سبحانه وتعالى كذلك القدرية النفات الذين يقولون لا قدر ويجعلون الانسان هو الخالق لفعل نفسه جعلوا الانسان شريكا مع الله ولهذا سموا مجوس هذه الامة لانهم فيهم شبه بالمجوس الذين جعلوا الخير جعلوا الخير خالقه النور والشر خالقه الظلم فهؤلاء اشبههم من هذه الجهة لانهم يقولون الله هو الخالق للانسان والانسان هو الخالق لفعل نفسه فجعلوا آآ الانسان شريكا مع الله سبحانه وتعالى في الخلق كذلك شرك الذي النمرود الذي حاجه اه ابراهيم عليه السلام اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت. قال انا احيي واميت اظاف لنفسه من الخصائص ما ليس الا لله تبارك وتعالى فالزمه ابراهيم عليه السلام طرد طردا لقوله لقول هذا النمرود يعني انه آآ يفعل ما يفعله الاله لما قال له ابراهيم ان آآ آآ ان الله هو الذي يحيي يميت قال انا احيي واميت فطردا لذلك والزاما له آآ ما يفحمه قال له ان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر فبهت الذي كفر يعني مثل ما قال ابن القيم ليس هذا انتقالا وانما هذا طردا للزعم الذي يزعمه هو يزعم ان كل ما كل ما يفعله الاله ويفعله فقال له ابراهيم ان الله هو الذي يحيي الميت قال انا احيي ويميت واميت يموه بافعال اه يزعم من خلالها انه كذلك فطردا زعمه هذا قال له ابراهيم ان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر ومن هذا شرك كثير ممن يشرك بالكواكب العلوية ويجعلها اربابا مدبرة لامر هذا العالم كما هو مذهب مشركي الصابئة فهم من جهة يعتقدون ومن جهة ايضا يتعلقون او يعلقون عباداتهم وامالهم بها فيصرفون لها من اه العبادات الحقوق ما ليس الا لله تبارك وتعالى قال ومن هذا شرك عباد الشمس وعباد النار وغيرهم الحاصل ان هذه كلها آآ من من هذا النوع من الشرك الذي هو اتخاذ الالهة مع الله. وهذا الاتخاذ للالهة مع الله سبحانه وتعالى اما باعطائها من الحقوق ما ليس الا لله او اعطائها من الخصائص والصفات ما ليس الا لله وذكر امثلة على هذا وعلى هذا نعم قال رحمه الله تعالى فصل واما الشرك في العبادة فهو اسهل من هذا الشرك واخف امرا. فانه يصدر ممن يعتقد انه لا اله الا الله وانه لا يضر وينفع ويعطي ويمنع الا الله وانه لا اله غيره ولا رب سواه. ولكن لا يخلص الله في معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا تارة ولطلب الرفعة والمنزلة والجاهي عند الخلق تارة فلله من عمله وسعيه نصيب ولنفسه وحظه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وللشيطان نصيب وللخلق نصيب. وهذا حال اكثر الناس وهو الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان في صحيحه الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النملة. قالوا كيف ننجو منه يا رسول الله قال قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم. فالرياء كله شرك قل نعم قال رحمه الله تعالى واما الشرك في العبادة واما الشرك في العبادة العبادة هي التوجه الى الله سبحانه وتعالى بالعمل والتقرب والذل والحضوع وهي حق لله جل في علاه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا العبادة حق لله سبحانه وتعالى الشرك في العبادة وهو الذي يتحدث عنه ابن القيم رحمه الله تعالى آآ على نوعين على نوعين ابشركم في اصل العبادة صرفها لغير الله وجعل الانداد فيها مع الله سبحانه وتعالى وهذا هو الشرك الاكبر وهذا هو الشرك الاكبر ولهذا سيأتي معنا ان هذا الشرك ينقسم الى مغفور له وغير مغفور وينقسم الى كبير وصغير الشرك في العبادة اذا كان في اصل العبادة بصرفها لغير الله بان يدعو غير الله او يذبح لغير الله او ينذر لغير الله او يستغيث بغير الله او نحو ذلك من العبادات يصرفها لغير الله فهذا الشرك الاكبر هذا الشرك الاكبر الناقل من الملة. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين واما ان لم يكن في اصلها وانما طرأ عليها في النية طرأ عليها في النية فالعبادة في اصلها لله لكنه مثلا زينها رياء او سمعة او للدنيا او نحو ذلك فهذا من الشرك يا الاصغر الذي لا يقدح في اصل الدين لكنه يقدح في كماله الواجب يقدح في كماله آآ الواجب الذي يكون فاعله اثما به معرضا للعقوبة الشديدة هذا النوع من الشرك ينطبق على يسير الرياء اما الرياء الخالص فهذا اكبر الذي هو رياء المنافقين يراؤون الناس رياء المنافقين في اصل الدين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فهذا في اصل الدين فهذا رياء اكبر ناقل من الملة اما يسير الرياء يصيغ الرياء فان الامر فيه ايسر من هذا واخف الامر فيه ايسر من ذلك واخف وهذا حال اكثر الناس كما قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وقال وهذا اسهل من الشرك الذي قبله واخف امرا منه وان كان ليس بيسير وليس بخفيف لكن مقارنة الشرك الاكبر او الشرك الذي هو في اصل الدين لا شك انه اخف منه وايسر قال رحمه الله وهو الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان في صحيحه الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل اخفى من دبيب النمل ولهذا معالجة هذا الشرك الخفي الذي يتسرب الى القلب تسربا كثيرا يأتيه من جهات يحتاج الى معالجة شديدة مستمرة حتى قال بعض السلف ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي لان النية لا لا يزال يأتيها اشياء تجعلها تتفلت فيكون في اصل عمله متقربا الى الله لكن يهجم عليه اشياء طارئة تفسد عليه النية وتجعل نفسه تذهب الى المراءات او الى السمعة او ارادة الدنيا بالعمل او نحو ذلك وصف النبي عليه الصلاة والسلام هذا النوع من الشرك في شدة خفائه بانه اخفى من دبيب النمل اخفى من دبيب النمل وحتى نستحضر هذا الخفاء الواحد منا وهو جالس لو مرت من جنبه نملة فيشعر بها ايسمع لها دبيبا؟ ايحس بها لا لا يحس بها الا ان ان دقق بصره ان كان ذا بصر جيد حينئذ يراها والا تمر الواحدة والثنتين والثلاث وربما الفريق من النمل ما يشعر به ما نشعر به لم يقل عليه الصلاة والسلام مثل خفاء النمل. قال اخفى من دبيب النمل اخفى من دبيب النمل فهو في خفاء شديد وهذا الوصف من نبينا عليه الصلاة والسلام يستوجب من الناصح لنفسه ان يشتد خوفه من هذا الشرك ان يشتد خوفه من هذا الشرك لان شيء بهذا الخفاء وهو في خطورة عظيمة على عمل المرء لا بد ان يخاف منه الناصح ولهذا يقول عبد الله ابن ابن ابي مليكة ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه لان هذه امور دائما دائما تهجم على الانسان ان جاء يطلب العلم بدأت تهجم عليه وان جاء يصلي بدأت تهجم عليه وان اراد ان يتصدق بدأت تهجم عليه وان اراد ان يتحدث ويعلم بدأت تهجم عليه في كل مقام تهجم عليه من اجل ان يدخل الناس في النية من اجل ان يدخل الناس في النية ان كان صلاة زينها لاجلهم ان كان صلاة زينها لاجلهم ربما مثلا بعض السنن يكون مفرطا فيها فان كان حوله احد ممن له شأن عنده او مكانة ادى هذه السنن وحافظ عليها واتى بها بشكل جيد وتام وهو لما لما اتى بهذه السنن كان ينظر في ذهنه الى هؤلاء ان كان في طلب للعلم قل مثل ذلك في تعليم للعلم في دعوة للخير بصدقة الى غير ذلك دائما تهجم تهجم هذه الامور حتى تخل بنية الانسان فتبطل عمله فاذا هو امر خفي ليس بالهين اخفى من دبيب النمل اذا يجب على كل واحد منا ان يشتد خوفه من هذا الشرك آآ النبي عليه الصلاة والسلام سألوه كيف ننجو منه هذا السؤال يدلكم على ماذا؟ لما قالوا كيف ننجو منه؟ لما قال ان اخفى من دبيب النمل يدلكم على ماذا فيما يتعلق بالصحابة نعم وهم من هم رضي الله عنهم؟ ان وقع في نفوسهم خوف شديد منه كيف ننجو هذا الذي هو اخفى من ذبيب منعم فوقع في نفوسهم خوف شديد من اه هذا الشرك واخذوا يسألون كيف النجاة اذا كان بهذا الخفاء كيف ننجو منه فقال عليه الصلاة والسلام ارشد الى ان يقول هذا الدعاء اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وهذا الدعاء ثابت وعظيم جدا وينبغي على المسلم ان يحافظ عليه وان يعتني بهذا الدعاء عناية مستمرة يتعوذ بالله سبحانه وتعالى من من الشرك ان اشرك بك وانا اعلم ان اشرك بك وانا اعلم يعني اشرك وانا على علم او اشرك بلا علم او ان اشرك بك وانا لا اعلم هذا الذي يقول عنه لا اعلم هذا الذي يتسلل ويهجم على القلب وفجأة يجد الانسان دخل في الرياء دخل في السمعة دخل في امور امضى وقتا في العبادة وهو ملتفت هذا تلك الالتفاتة فيكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى بهذا التعوذ آآ العظيم قال المصنف فالرياء كله شرك لكن آآ الرياء الخالص هذا شرك اكبر ويسير الرياء شرك اصغر الرياء كله شرك لماذا؟ لان لان النية لم تصبح خالصة لله النية لم تصبح خالصة لله وجد مزاحم ادخل في النية وهو المخلوق الذي زين له العمل وحسن له العمل هذا من عظيم نصح النبي عليه الصلاة والسلام لامته في الحذر من الرياء الحذر من السمعة. وان ان تحفظ الاعمال والعبادات بان تبقى خالصة لله لا لا يقصد بها الا وجه الله لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا الخالص لوجهه كما قال في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي في غيري تركته وشركه لا يقبل من العمل الا الخالص الصافي النقي الذي لا لم يرد به الا وجه الله سبحانه وتعالى. نعم قال تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. اي كما انه اله واحد لا اله سواه. فكذلك ينبغي ان تكون العبادة له وحده فكما تفرد بالالهية يجب ان يجب ان يتفرد بالعبودية ان يفرد يجب ان يفرد بالعبودية فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة. وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللهم اجعل ليكن له صالحا واجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد فيه شيئا. اورد رحمه الله هذه الاية العظيمة من اه اخر سورة الكهف قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ذكر في هذه الاية العظيمة شرط قبول العمل وهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول المتابعة في قوله فليعمل عملا صالحا والاخلاص في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا العبادة لا تكون مقبولة الا بهذين بالاخلاص فيها لله بان لا يبتغى بها الا وجه الله وبالاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فان لم تكن موافقة لهديه ردت على العامل كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه قال المصنف رحمه الله اي كما انه اله واحد في اولها قال انما الهكم اله واحد فكما انه اله واحد فكذلك ينبغي ان تكون العبادة له وحده ولهذا قال في في اخرها ولا يشرك بعبادة ربه احد كما انه اله واحد الذي له آآ الالوهية وهي صفات الكمال والجلال والعظمة التي استحق بها ان يؤله وان يعبد وان يخضع له ويذل لا شريك له في ذلك فكذلك يجب ان يفرد بالعبادة فلا يجعل معه الشركاء والانداد ولا يتخذ معه شريك فهو اله واحد الاله الواحد لا يجعل معه شريك يصرف له من اه الحقوق ما ليست الا لله سبحانه وتعالى فكذلك ينبغي ان ان تكون العبادة له وحده فكما تفرد بالالهية يجب ان يفرد بالعبودية هذا الكلام لابن القيم رحمه الله يذكرنا بكلمة مرت معنا قريبا لابن عباس رضي الله عنهما قال رضي الله عنه الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ومر معنا ايضا قريبا اه تفسير لهذا الكلام كلام ابن عباس رضي الله عنهما للعلامة ابن سعدي في كتابه فتح الملك العلام فسر هذا الكلام تفسيرا عظيما نافعا جدا لان ابن عباس رضي الله عنهما قال الله هذا الاسم يدل على الالوهية والعبودية قد ذو الالوهية والعبودية ذو الالوهية والعبودية اما الالوهية التي يدل عليها هذا الاسم فهي صفات الكمال صفات الالوهية من العظمة والجلال والكمال والكبرياء التي استحق بها ان يؤله وحده وان يخضع له وحده وان يذله وحده واما العبودية فهي افعال العبد التي تقتضيها هذه الالوهية وهي ان يصرف العبادة كلها لله ولهذا ابن القيم هنا يقول فكما تفرد بالالهية ما هي الالهية هنا فكما تفرد بالالهية اي صفات الكمال والعظمة والجلال التي استحق بها ان يؤله فيجب ان يفرد بالعبادة التي افعال العبادة الذل والخضوع والانكسار والدعاء والرجاء وغير ذلك من العبادات قال رحمه الله فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة الاية قال فليعمل عملا صالحا. صالحا قال مقيم مفسرا للاية قال فالعمل الصالح الخالي من الرياء الموافق للسنة ان لم يكن خاليا من الرياء لم يكن صالحا لما شابه من الشرك وان لم يكن موافقا للسنة لم يكن صالحا لما شابه من ماذا؟ من البدعة فهو لا يكون صالحا الا اذا سلم من الشرك والبدعة بان يكون خالصا صوابا بان يكون خالصا صوابا قال وكان من دعاء عمر رضي الله عنه اللهم اجعل اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا فجمع في هذا الدعاء بين المتابعة والاخلاص المتابعة في اجعل عملي كله صالحا والاخلاص في قوله واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا نعم قال رحمه الله تعالى وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل وقد يعاقب عليه اذا كان العمل واجبا فانه ينزله منزلة من لم يعمل فيعاقب على ترك الامر فان الله سبحانه انما امر بعبادته خالصة قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. فمن لم يخلص لله في عبادته لم يفعل ما امر به بل بل الذي اتى به شيء غير المأمور به فلا يصح ولا يقبل منه. ويقول الله تعالى انا اغنى شركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك معي فيه غيري فهو للذي اشرك به وانا منه بريء. يقول والله وهذا الشرك الذي هو مثل الرياء والسمعة ونحو ذلك مما تحدث عنه قريبا يقول هذا الشرك يبطل ثواب العمل يعني مثلا ان كان صلاة ودخلها الرياء ابطل ثوابها ان كان صدقة ودخله الرياء ابطل ثوابه ان كان طلب علم ودخله الرياء ابطل ثوابه وقل مثل ذلك في سائر الاعمال وقل مثل ذلك في سائر الاعمال لكن هنا امر اذا ابطل ثوابه هل يكون فقط يبطل ثواب العمل ولا يعاقب او انه لان لانه مر معنا في الحديث انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ابطل ثوابه تركت وشرك يعني لا يثيبها عليه فلا لا يقبله منه فلا يثيبه عليه. لانه اشرك مع الله فيه غيره. فهذه الرياء والسمعة ونحو ذلك هذه تبطل ثواب العمل يصبح عملا لا ثواب عليه صلاة صدقة طلب علم الى غير ذلك لا يثاب عليه. لان الله لم يقبله منه مثل ما في الحديث تركته وشركه لكن هل يعاقب على على ذلك او لا يعاقب انتبه للفائدة التي سينبه عليها. قال وقد يعاقب عليه اذا كان العمل واجبا وقد يعاقب عليه اذا كان العمل واجبا لماذا يعاقب عليه السؤال هنا هل ادى الواجب الواجب الذي اوجبه الله عليه هل اداه الله عز وجل امره بهذه العبادة خالصة. فهل اداها لله خالصة؟ اذا لم يؤدي الواجب فاستحق العقاب لانه لم يؤدي ما اوجب الله عليه ان كان صلى رياء لا يثاب ويعاقب لانه لم يؤدي هذه الصلاة. لان الله اوجبها عليه ماذا؟ خالصة فان كان اه اداها رياء اداها رياء آآ ادها رياء لم لم يخلص فيها لله فهو لا يثاب من جهة ومن جهة يعاقب لانه لم يؤدي الواجب بالمناسبة مصيبة الناس في الزمان هذا في هذا الباب باب الرياء مصيبة عظيمة جدا بالجوالات الان والصور التي في الجوالات والله مصيبتهم عظيمة جدا ولا يزال الناس يرون مناظر تؤلم الغيورين الناصحين في واقع بعض الناس يحدثني احد الاشخاص رأى في هذا المسجد شخصا يمشي مع صاحبه وجلس صاحبه على هيئة التشهد والتقط له صاحبه صورة ثم قام ومشى وهذه الصورة سيبعثها الى عدد من الناس وهو في المسجد النبوي يصلي هذا اصلا لم يصلي وانا رأيت شخصا في هذا المسجد قام من مكانه بعد الصلاة واخذ مصحفا كبيرا وفتحوا ثم صوره صاحبه من جهة ثم ذهب وصور من جهة اخرى ثم طبق المصحف وقال ما قرأ فتح المصحف ليؤخذ له صورة انه في المسجد النبوي يقرأ القرآن هذي والله مصيبة مصيبة عظيمة جدا اما الدعاء فهذا حدث ولا حرج من كثرته تجد بعظهم يحسن نفسه ويهيئ من صورته ثم يرفع يديه واذا صوروه انزل يديه يداه لما رفعتا لم ترفعا لدعاء الله وانما رفعت ليؤخذ له صورة فهذه من المصائب المؤلمة العظيمة التي جرتها هذه الجوالات لكثير من الناس اذا كان من صلى ودعا اه اعتمر ووقع في الرياء افسد هذا الرياء عمله. فكيف بالذي اصلا لم يصلي ولم يقرأ القرآن ولم يدعو وانما ابتداء فعل هذا الشيء ابتداء اصلا ليس لله وانما ليؤخذ منه او له مثل هذه الصور فهذه مصيبة والله عظيمة جدا واقع مؤلم في كثير من الجهال نسأل الله عز وجل ان يعافينا وجميع من من هو مبتلى بمثل هذا قال فان الله سبحانه يقول اذا كان وقد يعاقب عليه اذا كان العمل واجب فانه ينزله منزلة من لم يعمله لماذا ينزل منزلة من لم يعمل لانه امر بهذا العمل خالصا لله فلم يؤديه خالصا لله والاخلاص هو شرط في في اه في القبول اذا كان من صلى بدون طهارة كانه لم يصل فمن لم يصلي بالاخلاص الاخلاص اهم من الطهارة كانه لم يصل لانه ينزل منزلة من لم يعمل فيعاقب على ترك الامر فان الله سبحانه انما امر بعبادته خالصة قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء فمن لم يخلص لله في عبادته لم يفعل ما امر به بل الذي اوتي به شيء غير المأمور به فلا يصح ولا يقبل منه ويقول الله انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري فهو للذي اشرك به وانا منه بريء اي ان الله لا يقبل منه عمله بل يرده عليه نعم قال رحمه الله تعالى وهذا الشرك ينقسم الى مغفور وغير مغفور واكبر واصغر والنوع الاول ينقسم الى كبير واكبر وليس شيء منه مغفورا. نعم. يقول هذا الشرك الذي يتعلق في العبادة ينقسم الى مغفور وغير مغفور ينقسم الى مغفور وهو الى غير مغفور وهو الشرك الاكبر ومغفور اي ما دون ذلك ما دون ما دون ذلك يعني يقصد رحمه الله ما دل عليه قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من صرف العبادة نفسها لغير الله من دعاء او ذبح او نذر او غير ذلك فهذا الشرك الاكبر الذي لا يغفر الشرك الاكبر الذي لا يغفر لكن ان كانت العبادة ان كانت العبادة لله ودخلها يسير رياء او يسير سمعة او نحو ذلك فان هذا يفسد يفسد العمل يفسد العمل لكن لا يكون صاحبه آآ منتقلا به من الملة كما هو الشأن في آآ الشرك الاكبر الذي لا مطمع لصاحبه في مغفرة الله ان مات على على ذلك قال واكبر واصغر ينقسم اه الى اكبر واصغر ينقسم الى اكبر واصغر قال والنوع الاول الذي هو الاكبر ينقسم الى كبير واكبر فالشرك اه ايظا اه ايظا متفاوت في في كبرهم الشرك ايضا متفاوت في في كبرها. الاكبر الناقل من من الملة. ايضا هو متفاوت في اه في كبره وكلاهما الكبير والاكبر غير مغفور كما قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قال فمنه الشرك بالله في المحبة والتعظيم ان يحب مخلوقا كما يحب الله. فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله وهو الشرك الذي قال سبحانه فيه ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله وقال اصحاب هذا الشرك لالهتهم وقد جمعتهم الجحيم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم بربنا ذكر رحمه الله تعالى ان من من هذا الشرك الذي لا يغفر وسيذكر امثلة لاحقة عديدة على على هذا النوع من هذا الشرك الذي لا يغفر شرك المحبة والمحبة هي روح العبادة ولبها المحبة هي روح العبادة ولبها فهذه المحبة محبة الله التي رح العبادة من اتخذ ندا مع الله يحبه محبة مساوية لمحبة الله او مماثلة لمحبة الله او اعظم من من محبة الله فهذا من الشرك الاكبر الناقل من الملة وقد قال الله سبحانه وتعالى عن المشركين ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يحبونهم كحب الله يحبونهم اي الانداد كحب الله اي كمحبة كمحبتهم لله وهذا فيه ان المشركين الذين حاربهم النبي عليه الصلاة والسلام وبعث فيهم كانوا يحبون الله كانوا يحبون الله ولكنهم سووا غير الله بالله في المحبة فجعله غير الله مساويا لله في المحبة التي هي محبة العبودية محبة العبودية التي تقتضي الذل والخضوع ليست المحبة هنا الطبيعية وان المحبة هنا محبة العبودية التي هي حق لله وحده سبحانه وتعالى وامارة هذه المحبة انها تقتضي الذل والخضوع اه الانكسار للمحبوب هذه خاصة بالله سبحانه وتعالى فذكر عن المشركين انهم اتخذوا اندادا سووهم بالله في المحبة ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اي محبة تساوي محبتهم لله والذين امنوا اشد حبا لله والذين امنوا اشد حبا لله اي من حب المشركين لله لان حب المؤمنين لله حب خالص صافي لم يجعلوا ما مع الله فيه شريك واما حب المشركين لله حتى وان كان مثلا قويا فهو غير معتبر لانه اشرك مع الله في غيره مشرك مع الله فيه غيره قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله هذه المحبة التي سوى بها المشركين غير الله بالله يندمون عليها اشد الندامة يوم القيامة كما في الاية التي اورد المصنف يا يقولون وهم في النار قالوا ومن فيها يختصمون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اذ نسويكم برب العالمين. هل سووا الالهة برب العالمين في الخلق الرزق الاحياء التدبير هذه الاشياء اذا سئلوا عنها قالوا الله وحده لكنهم سووا هذه الاصنام مع الله في في المحبة يحبونهم كحب الله فيوم القيامة يندمون اشد الندامة ولا ينفعهم يومئذ هذا الندم يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. اي في المحبة وما تقتضيه المحبة من ذل وخضوع وانكسار وغير ذلك من انواع العبودية. نعم. قال رحمه الله تعالى ومعلوم انهم ما سووهم به سبحانه في الخلق الرزق والاماتة والاحياء به في الخلق والرزق احسن الله اليكم. قال ومعلوم انهم ما سووهم به سبحانه في الخلق والرزق. والاماتة والاحياء والملك والقدرة الرزق هذا فعل الله والرزق هو النعمة التي يمن بها على عبده. وهنا يتحدث عن الافعال الخلق الاماتة الاحياء ملك القدرة اذا الرزق الذي هو فعل الله سبحانه وتعالى نعم وانما سووهم به في الحب والتأله والخضوع لهم والتذلل. وهذا غاية الظلم والجهل. فكيف يسوى التراب رب الارباب وكيف يسوى العبيد بمالك الرقاب؟ وكيف يسوى الفقير بالذات؟ الضعيف بالذات العاجز بالذات المحتاج بالذات الذي ليس له من ذاته الا العدم بالغني بالذات القادر بالذات الذي غناه وملكه وجوده واحسانه وعلمه وعلمه ورحمته وكماله المطلق التام من لوازم ذاته نعم الا المشركون لما يسووا هذه الاصنام والذي يندمون على هذه التسوية يوم القيامة لم يسووهم بالله في الخلق رزق والايمات والتدبير وغير ذلك كل هذه الاشياء يقولون ان سئل عنها انها لله ويفردون الله سبحانه وتعالى لكنهم سووا غير الله بالله آآ بالله في المحبة وما يتبعها من الخضوع والذل التذلل ونحو ذلك يقول رحمه الله كيف يسوى التراب برب الارباب كيف يسوى التراب برب الارباب؟ كيف سوى العبيد بمالك الرقاب كيف يسوى الفقير بالذات الضعيف بالذات؟ العاجز بالذات المحتاج بالذات الذي ليس له من ذاته الا العدم بالغني بالذات القادر بالذات الذي غناه وقدرته وملكه وجوده واحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق من لوازم ذاته سبحانه وتعالى نعم قال فاي ظلم اقبح من هذا واي حكم اشد فاي ظلم اقبح من هذا واي حكم اشد جورا منه حيث عدل من لا عدل له بخلقه. كما قال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. ثم الذين بربهم يعدلون. فعدل المشرك من خلق من خلقه. فعدل المشرك من خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور بمن لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. فيا لك من عدل تضمن اكبر الظلم واقبحه واقبحه يقول رحمه الله فاي ظلم اقبح من هذا اي ظلم اقبح من هذا الذي هو التسوية لغير الله بالله هذه التسوية لغير الله بالله هي اشد الظلم واقبح الظلم كما في الاية الكريمة ان الشرك لظلم عظيم والكافرون هم الظالمون. فالشرك اقبح الظلم واشد اه اه الظلم واشنعه. يقول رحمه الله حيث عدل من لا عدل له حيث عادل من لا عدل له بخلقه عدل من لا عدل لها هي الرب الذي لا ند له ولا مثال له ولا نظير له سبحانه وتعالى بخلقه كما قال الله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم مع هذه المخلوقات العظيمة الجليلة تبرد بها ثم مع ذلك كله الذين كفروا بربهم مع هذا هذه العظمة وهذا الخلق وهذا الكمال وهذا الجلال مع ذلك كله الذين كفروا بربهم يعدلون وهذا غاية السفه واشنع ظلم يعدلون بالله ان يسوون غير الله بالله يسوون غير الله بالله. فعدل المشرك اي سوى المشرك من خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور بمن لا لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير فيا لك من عدل تضمن اكبر الظلم واقبحه العدل هنا التسوية المراد بالعدل هنا التسوية الذين كفروا بربهم يعدلون اي يسوون غير الله سبحانه وتعالى بالله في حقوقه اه التي ليست الا له جل في علاه نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا وشأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين