بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ووالديه وللمسلمين اجمعين. قال الشيخ العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء قال رحمه الله تعالى فصل اذا تبين هذا فها هنا اصل عظيم يكشف سر المسألة وهو ان اعظم الذنوب عند الله اساءة الظن به. فان المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدس وظن به ما يناقض اسماءه وصفاته. ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم. كما قال تعالى عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا. وقال تعالى لمن انكر صفة من صفاته وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارجاكم فاصبحتم من الخاسرين. بسم الله الرحمن حين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة قرة عين. اما بعد فقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالشرك وخطورته وانه اكبر الكبائر واشار الى ان الشرك منه ما يكون في الاقوال ومنه ما يكون في الافعال ومنه ما في الايرادات والنيات. لما ذكر ذلك وبين خطورته وانه اكبر كبائر دخل منه الى بيان ان اعظم الذنوب عند الله اساءة الظن به ومن يشرك بالله او كذلك يجحد اسماؤه وصفاته جل في علاه او غير ذلك من انواع الكفر المتعلق بجناب الرب سبحانه وتعالى كله راجع الى سوء الظن بالله سبحانه وتعالى. كل ذلك راجع الى سوء الظن بالله. ولهذا فان من يجحد شيئا من اسماء الله فهذا من ظن السوء الذي ظنه برب العالمين. كما قال المصنف رحمه الله فان المسيء به الظن قد ظن به خلاف ما له المقدس وظن به ما يناقض اسمائه ووصفاته سبحانه وتعالى رجع الشرك وجحد الصفات وانواع الكفر الاخرى رجعت الى سوء الظن بالله. وهذا يستفاد منه انه لا يمكن ان يكون محسنا للظن بالله الا بالتوحيد لا يمكن ان يكون محسنا للظن بالله الا بالتوحيد. فان خرج عن التوحيد خرج الى سوء الظن. بالله سبحانه وتعالى قال ولهذا توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لا بما لم يتوعد به غيرهم كما قال تبارك وتعالى عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا مثل هذا قول المصنف رحمه الله في اغاثة الله فان فلم يجمع على احد من الوعيد والعقوبة ما جمع على اهل الشرك فانهم ظنوا به ظن السوء حتى اشركوا به ولو احسنوا به الظن لوحدوه حق توحيدا. وهذا كلام عظيم جدا فالمشرك اساء الظن بربه فاتخذ معه الانداد ولو احسنوا الظن به لوحدوه ولهذا لا يكون حسن الظن الا مع التوحيد فاذا وجد الشرك وجد سوء الظن والله سبحانه وتعالى لم يتوعد على ذنب مثل ما توعد على سوء الظن بالله جل وعلا كما في هذه الاية عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم مصيرا قال رحمه الله وقال تعالى لمن انكر صفة من صفاته وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين قبلها قال جل وعلا وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم هنا تأمل معي هؤلاء الذين قال الله عنهم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم هل جحدوا صفة العلم لله كلها هل جحدوها؟ هل هم لا يثبتون العلم كله قال ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا فهذا يفيد انهم هم يثبتون العلم وان الله يعلم لكنهم يعتقدون ان ان بعض الامور الخفية والاشياء التي تقع حفية او نحو ذلك ان الله لا يعلمها تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا فهذا ظنهم بالله في صفة واحدة فقط بصفة واحدة قالوا ان الله لا يعلم كثيرا مما يعملون بصفة واحدة قالوا هذه المقولة فماذا ترتب عليها قال وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. فان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين هذا يستفاد منه خطورة الغلط في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ولو في صفة واحدة خطورة الغلط باسماء الله وصفاته ولو في صفة واحدة والغلط الذي يكون في الصفات يكون من جهتين اما من جهة نفي ما اثبته الله مثل هذه الصورة التي بين ايدينا نفي ما اثبته الله. الله عز وجل اثبت لنفسه العلم الكامل. فهؤلاء نفوا ان يكون الله يعلم كثير مما مما يعلمون. مما يعملون نفوا ذلك فالخطأ في الاسماء والصفات اما بنفي ما اثبته الله لنفسه كما في هذه السورة او باثبات ما نفاه الله عن نفسه وكل منهما غاية في الخطورة ومثال الثاني قول الله سبحانه وتعالى في اواخر سورة مريم وقالوا اتخذ الله ولدا لقد جئتم شيئا ادى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا وقالوا اتخذ الله ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا فانظر من هذه الامور التي تترتب على هذه المقولة اتخذ الرحمن ولدا هذا فيه ماذا؟ ما نوع الغلط اثبات ما نفاه الله. اثبات ما نفاه الله والذي عندنا في هذه الاية نفي ما اثبته الله فكل من هذين الغلطين هما من من اشنع ما يكون. ان يثبت ما ما ان يثبت ما نفاه الله او ينفي ما اثبته الله وهو من اخطر ما يكون وكلاهما من سوء الظن برب العالمين وما تهدد الله احدا على ذنب مثل ما تهدد الذي يسيء الظن بالله والقاعدة في اسماء الله وصفاته آآ اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل على حد قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم وقال تعالى حاكيا عن خليله ابراهيم صلى الله عليه وسلم انه قال لقومه اذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون؟ اإفكا الهة دون الله تريدون؟ فما ظن برب العالمين اي فما ظنكم ان يجازيكم به اذا لقيتموه؟ وقد عبدتم غيره. وماذا ظننتم به حتى عبدتم معه غيره وما ظننتم باسمائه وصفاته وربوبيته من النقص حتى احوجكم ذلك الى عبودية غيره فلو ظننتم به ما هو اهله من انه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه غني عن كل فيما سواه وكل ما سواه فقير اليه وانه قائم بالقسط على خلقه وانه بتدبير خلقه لا يشرك فيه غيره. والعالم بتفاصيل الامور. فلا يخفى عليه خافية من خلقه والكافي لهم وحده. فلا يحتاج الى معين. والرحمن بذاته فلا يحتاج في رحمته الى من يستعطفهم وهذا بخلاف الملوك وغيرهم من الرؤساء فانهم محتاجون الى من يعرفهم احوال الرعية وحوائج والى من يعينهم على قضاء حوائجهم. والى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة الى الوسائط ضرورة لحاجتهم وضعفهم وعجزهم وقصور علمهم فاما القادر على كل شيء الغني بذاته عن كل شيء العالم بكل شيء الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء الذي وسعته رحمته كل شيء فادخال الوسائط بينه وبين خلقه نقص بحق ربوبيته وتوحيده وظن به ظن السوء. وهذا يستحيل ان ان يشرعه لعباده. ويمتنع في العقول والفطر وقبحه مستقر في العقول السليمة فوق كل قبيح يوضح هذا هنا اورد رحمه الله تعالى قول آآ ابراهيم فيما ذكره الله سبحانه وتعالى لابيه وقومه ماذا تعبدون الهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين ذكر معاني كلها تحتملها هذه المقولة لابراهيم ما ظنكم برب العالمين؟ فذكر من ذلك ما ظنكم ان يجازيكم ما ظنكم ان يجازيكم به اذا لقيتموه وقد عبدتم غيره ما ظنكم برب العالمين اي ما ظنكم ان يجازيكم به رب العالمين اذا لقيتوه؟ لقيتموه يوم القيامة. وقد جعلتم معه الشركاء اه والانداد وقد توعد الله سبحانه وتعالى كل مشرك ان لقيه على الشرك الا يغفر له وان يعذبه بالنار خالدا فيها ابد الاباد هذا معنى الاخر وما ظننتم به حتى عبدتم معه غيره ما ظننتم به حتى عبدتم معه غيره ما هذا الظن الذي ظننتموه السيء بربكم؟ حتى الجأكم هذا الظن الى ان تجعلوا معه غيره الهة دونها مع الله سبحانه وتعالى والمعنى الثالث وما ظننتم باسمائه وصفاته وربوبيته من النقص حتى احوجكم ذلك الى عبودية غيره وهذا ايضا فيه تبين منه رحمه الله تعالى ان من يشرك بالله فهذا من جهله باسماء الله وصفاته وظنه السيء باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته لان اسماء الله اسماء الله تثبت الوهية الله وانه الاله الحق المبين واذا ثبتت هذه الالوهية باسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فان الواجب ان يفرض هذا الاله المتصل بالكمال والعظمة والجلال ان يفرد وحده سبحانه وتعالى دون ان يتخذ معه الانداد والشركاء ولهذا فصل ابن القيم رحمه الله ان هؤلاء لو ظنوا بالله سبحانه وتعالى ما هو اهله من المعرفة بعظمته وجلاله وكماله وكمال اسمائه وصفاته وعظمة نعوته جل وعلا لو عرفوا ذلك حق المعرفة لما اتخذوا مع الله سبحانه وتعالى الانداد والشركاء. لكن كل ذلك راجع الى سوء ظنهم بالله وسوء ظنهم باسمائه وصفاته جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى ويوضح هذا ان العابد معظم لمعبوده متأله خاضع دليل له. والرب تعالى هو الذي يستحق كمال التعظيم والاجلال والتأله والخضوع والذل. وهذا خالص حقه فمن اقبح الظلم ان يعطي حقه لغيره يعطى فمن اقبح الظلم ان يعطى حقه لغيره؟ حقه ان يعطى حقه لغيره او يشرك بينه وبينه او يشرك بينه وبينه فيه ولا سيما اذا كان الذي جعل فمن اقبح الظلم ان يعطى حقه لغيره او يشرك بينه وبينه فيه احسن الله اليكم قال فمن اقبح الظلم ان يعطى حقه لغيره حقه لغيره؟ او يشرك بينه وبينه فيه ولا سيما اذا كان الذي جعل شريكه في حقه هو عبده ومملوكه. كما قال تعالى ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافون كخيفتكم انفسكم اي اذا كان احدكم يأنف ان يكون مملوكه شريكه في رزقه فكيف تجعلون لي من عبادي شركاء فيما انا منفرد به وهو الالهية التي لا تنبغي لغيري لا تصلح لسواي. نعم يعني مثل ما قال رحمه الله العابد معظم لمعبوده العابد من اتخذ معبودا من دون الله هو معظم لمعبوده ذليل له. خاضع وهذا الخضوع والذل والانكسار لا ينبغي الا لله وهو حق الله سبحانه وتعالى لا ينبغي الا له فصرفه لغيره ظلم هو اشد الظلم واشنع لانه لا لا يستحق كمال التعظيم والاجلال هو الخضوع والذل الا الله. وهذا خالص حقه سبحانه وتعالى فصرف ذلك لغيره هو من من اقبح الظلم واشنعه. قال فمن اقبح الظلم ان يعطى حقه لغيره او ان يشرك غيره معه فيه هذا او هذا ان يعطى لغيره او ان يشرك بينه و بينه وبين غيره فيه قال ولا سيما اذا كان الذي جعل شريكه في حقه هو هو اه عبده ومملوكه اذا كان الذي جعل شريكا او هو العبد والمملوك والله سبحانه وتعالى ظرب مثل وله المثل الاعلى سبحانه وتعالى آآ ظرب مثلا قال ظرب لكم مثلا من انفسكم تعتبرون به وتتعظون به في هذا الباب. هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون. لقوم يعقلون. اي اذا كان احدكم يأنف ان يكون مملوك ان يكون مملوك الرقيق الذي عند شريكا له في ماله هو هو واياه سواء في المال يدهم على المال واحدة وتصرفهم في المال واحد هل يرظى المالك ان يكون مملوكه الرقيق الذي عنده شريكه في ماله يسويه معه في المال يتصرف في المال لو تصرف جزء يسير من المال بدون اذنه لا اه غضب عليه اشد الغضب فضلا عن ان يجعله شريكا في في المال ويكون هو واياه فيه سواء اذا كنتم تأنفون من ذلك فكيف تجعلون مع الله شريكا لهم من عباده مماليكه مخلوقاته تزعلونها شركا مع الله ولا يرظى احدكم ان يكون مملوكه شريكا له في ماله يأنف من ذلك تلك اذا قسمة فيزا فهذا مما يبين قبح الشرك وشدة فساده نعم ثم قال رحمه الله تعالى فمن زعم ذلك فما قدرني حق قدري ولا عظمني حق تعظيمي ولا اخرجني بما انا منفرد به وحدي دون خلقي. فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره غيره فما فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره كما قال تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره. ان الله لقوي عزيز فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره. ممن لا يقدر على خلق اضعف حيوان واصغره وان سلبه الذباب شيئا مما عليه لم يقدر على استنقاذه منه. قال تعالى وقال تعالى. وقال تعالى ما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وتعالى عما يشركون فما قدر من هذا شأنه وعظمته حق قدره من اشرك معه في عبادته من ليس له شيء. من ليس له شيء من ذلك البتة بل هو اعجز شيء واضعفه. فما قدر القوي العزيز حق قدره. من اشرك معه الضعيف الذليل وكذلك ما قدره حق قدره من قال انه لم يرسل الى خلقه رسولا ولا انزل كتابا بل نسبه الى ما لا يليق به ولا يحسن منه من اهمال خلقه وتضييعهم وتركهم سدى. وخلق قهم باطلا وخلقهم وخلقهم باطلا عبثا ولا قدره حق قدره من نفى حقائق اسمائه الحسنى وصفاته العلى. فنفى سمعه وبصره قادته واختياره وعلوه فوق خلقه وكلامه وتكليمه لمن شاء من خلقه بما يريد او نفى عموم قدرته وتعلقها بافعال عباده من طاعتهم ومعاصيهم. فاخرجها عن قدرته مشيئته وخلقه وجعلهم يخلقون لانفسهم ما يشاؤون بدون مشيئة الرب. فيكون في ملكه ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون. تعالى الله عن قول اشباه المجوس علوا كبيرا. هذا تفصيل توسع فيه ابن القيم فيما اه اقرر رحمه الله لانواع كلها داخلة تحت هذا الامر الذي هو سوء الظن بالله وان فاعلها ما قدر الرب العظيم حق قدره ولا عظمه سبحانه وتعالى حق تعظيمه كما قال الله عز وجل ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوار الايات لا ترجون لله وقارا اي لا تعظمونه التعظيم اللائق بجلاله وكماله مع تفرده سبحانه بالخلق والانعام والامداد والاعداد وانواع النعم جل في علاه فذكر رحمه الله امورا كثيرة من وقع فيها او شيء منها فانه لم يقدر ربه حق قدره. ومعنى لم يقدر ربه حق قدره اي لم يعظمه التعظيم اللائق بجلاله بل خرج عن التعظيم الى سوء الظن بالرب العظيم جل في علاه فمن ذلك اتخاذ الانداد والشركاء يدعون ويستغاث بهم ويصرف لهم من الحقوق ما ليس الا لله قال الله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابهم ولو اجتمعوا له وان يسلبهم ذباب شيئا وان يسلبهم الذباب شيئا لم لا يستنقذوه منه. وان يسلبهم الذباب شيء لا انقذوه من ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره يعني من كانوا كذلك ما عظموا ربهم حق تعظيمه. اين التعظيم لله وهم يجعلون معه شريكا لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا فظلا من ان يملك شيئا من ذلك لغيره ويكفي في هوان حال هؤلاء ان هذا الذي يدعونه لا لا لن يخلق ذبابا ولو اجتمعوا على خلق ذباب وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذون لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب ضعف الطالب اي الداعي والمطلوب المدعو من دون الله المدعو من دون الله هذا في غاية الضعف وهذا في غاية الضعف هذا لا يملك لنفسه وهذا لا يملك لنفسه لا دفعا ولا منعا والملك كله لله الملك كله لله والخلق كلهم طوعا تصريفه وتدبيره وتسخيره جل في علاه وما قدر الله حق قدره من يتخذ مع الله المعبودات معرضا عن عظمة الله وجلاله. تأمل هذا المعنى في قوله وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا. قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون الذي يلجأ الى تراب او او او قبر او شجر او حجر هل قدر هذا الرب العظيم الذي الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه هل قدره حق قدره؟ عندما جعل معه ندا من خلقه الند ما هو حفنة من تراب او حجرا من الاحجار او شجرة من الاشجار او ضريحا من الاضرحة او قل ما شئت من هذه الاشياء يجعلها شريكا الرب العظيم الذي الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كذلك ما قدر الرب العظيم حق قدره من جحد ان الله سبحانه وتعالى انزل الوحي وهذا يترتب عليه ان الله قد ترك الخلق هملا وسدا واوجدهم عبثا وهذا وهذا ينزه عنها الرب العظيم. فمن قال ذلك ما قدر الله سبحانه وتعالى حق قدره وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. فمن قال ذلك ما عظم الله حقق حق تعظيمه بل اللائق بحكمة عظيم وجلال الخالق وكماله الا يترك هؤلاء الخلق سدى بل يأمرهم وينهاهم يبعث اليهم رسله وينزل عليهم وحيه هذا الذي يليق بكماله فمن ذلك فانه ما عظم الرب العظيم سبحانه وتعالى حق تعظيمه كذلك من نفى حقائق الاسماء الحسنى والصفات العلى كما هي طريقة المعطلة بانواعهم ممن ينفون اسماء الله ووصفاته ويجحدونه ولا يثبتونها لله ينفون السمع ينفون البصر ينفون اليد الى غير ذلك من صفات الله الثابتة له في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فان من نفى الصفات لم يقدر ربه حق قدره ومر معنا فيمن نفى شيئا من ما يتعلق بصفة العلم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم هذا ما قدر الله. سبحانه وتعالى حق قدره كذلك نفاة المشيئة وعموم قدرة الله وتعلقها بافعال العباد كما وقول القذرية النفات. فان هؤلاء ايضا ما قدروا الله وتعالى حق قدره نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك ما قدره حق قدره من قال انه يعاقب عبده على ما لا يفعله العبد ولا له عليه قدرة ولا تأثير له فيه البتة بل هو نفس فعل الرب جل جلاله فيعاقب عبده على فعله هو سبحانه الذي جبر العبد عليه. وجبره على فعلي اعظم وجبره على الفعل اعظم من اكراه المخلوق للمخلوق واذا كان من المستقر في الفطر والعقول ان السيد لو اكره عبده على فعل او الجأه اليه ثم عاقبه عليه لكان قبيحا فاعدل العادلين واحكم الحاكمين وارحم الراحمين. كيف يجبر العبد على فعل لا يكون للعبد فيه في صنع ولا تأثير ولا هو واقع بارادته ولا هو فعله البتة. ثم يعاقبه عليه عقوبة الابد دعانا الله عن ذلك علوا كبيرا. وقول هؤلاء شر من اقوال اشباه المجوس والطائفتان ما قدروا الله حق قدره. هنا يشير الى قول آآ القدرية المجبرة قدري المجبرة الذين يقولون ان العبد لا مشيئة له وانه مجبر على فعل نفسه وانه كالورقة في مهب الريح اهل هذا القول اهل هذا القول الذين هم القدرية المجبرة ما قدروا الله سبحانه وتعالى حق قدره فقالوا ان على زعمهم ان الله جبر العبد على فعل نفسه ثم يعاقبه عليه يقول ابن القيم رحمه الله ان السيد لو اكره عبده على فعل او الجأه اليه ثم عاقبه لكان هذا نقصا وقدحا فيه فكيف يجعلون مثل ذلك او اشد من ذلك صفة لله هؤلاء شر قولهم شر من من القدرية النفاة الذين قال عنهم السلف انهم مجوس هذه الامة. وكلا القولين وكلا اهل هذين القولين ما قدروا الله سبحانه وتعالى الرب العظيم حق قدره جل في علاه الحق وسط بين هاتين الضلالتين كما قال الله سبحانه لمن شاء منكم ان يستقيم هذا رد على المجبرة وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين رد على النفاة القدرية النفاة. نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك ما قدره حق قدره من لم يصنه عن بئر ولا حس ولا مكان يروى عن ذكره بل جعله في كل مكان وصانه عن عرشه ان يكون مستويا عليه يصعد اليه الكلم الطيب والعمل الصالح اليه يصعد اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. يرفعه والعمل الصالح يرفعه. والعمل الصالح يرفعه وتعرج الملائكة والروح اليه وتنزل من عنده ويدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه فصانه عن استوائه على سرير الملك ثم جعله في كل مكان يأنف الانسان بل غيره من الحيوان ان يكون فيه. هنا يبين ان القائلين تعالى الله عما يقولون علوا كبيرة ان الله في كل مكان ان الله في كل مكان ان هؤلاء ايضا ما قدروا الله سبحانه وتعالى حق قدره جل في علاه جعلوه في كل مكان لم يصونوه عن الاماكن النتنة والاماكن القذرة والاماكن القبيحة ما ما صانوه عن ذلك صانوه عن استواءه على العرش الذي اثبته لنفسه وجحدوا ذلك ولم يصونوه عن الاماكن آآ القبيحة الاماكن السيئة لانهم اذا قالوا الله في كل مكان يشمل السيء وغير السيء فما ما صنوع ولا نزهوا ربهم وما قدروا ربهم سبحانه وتعالى حق قدره جل في علاه ولهذا من لا يثبت علو الله العلو اللائق بجلال الله وكماله وعظمته ما قدر الرب العظيم حق قدره نعم قال رحمه الله تعالى وما قدره حق قدره من نفى حقيقة محبته ورحمته ورأفته ورضاه ورضاه وغضبه ومقته ولا من نفى حقيقة حكمته التي هي الغايات المحمودة المقصودة بفعله ولا من نفى حقيقة فعله ولم يجعل له فعلا اختياريا يقوم به بل افعاله مفعولات منفصلة عن فنفى حقيقة مجيئه واتيانه واستوائه على عرشه وتكليمه موسى من جانب الطور ومجيئه يوم القيامة بفصل القضاء بين عباده بنفسه. الى غير ذلك من افعاله واوصاف كماله التي نفوها وزعموا انهم بنفيها قد قدروه حق قدره. نعم ايضا هؤلاء الذين نفوا صفات الله سبحانه وتعالى الفعلية مثل الاستواء والمجيء والرضا والغضب والرأفة والرحمة وغير ذلك من صفاته الفعلية الاختيارية من جحدها او جحد شيئا منها ونفاها فانه ما قدر الله سبحانه تعالى العظيم حق قدره نعم قال وكذلك لم يقدره حق قدره من جعل له صاحبة وولدا او جعله يحل في مخلوقاته او جعله عين هذا الوجود وكذلك لم يقدره حق قدره من قال انه رفع اعداء رسوله واهل بيته واعلى ذكرهم وجعل في انه رفع اعداء رسوله واهل بيته. واهل انه رفع اداء رسوله واهل بيته واعلى ذكرهم. وجعل فيهم الملك والخلافة والعز. ووضع اولياء رسوله واهل بيته واهانهم واذلهم وظرب عليهم الذلة اينما توقفوا وهذا يتضمن غاية القدح في الرب تعالى عن قول الرافضة علوا كبيرا وهذا القول مشتق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة لنفسه وكذب على الله وكذب وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يكذب عليه كل وقت ويقول قال كذا او امر بكذا ونهى عن كذا؟ وينسخ شرائع انبيائه ورسله ويستبيح دماء اتباعهم واموالهم وحريمهم ويقول الله ويقول الله اباح لي ذلك. والرب تعالى يظهره ويؤيده. ويعليه ويعزه ويجيب دعواته ويمكنه ممن يخالف ويقيموا الادلة ممن خالفهم ويمكنه ممن يخالفه ويقيم الادلة على صدقه ولا يعاديه احد الا ظفر به فيصدقه بقوله وفعله وتقريره ويحدث ادلة تصديقه شيئا بعد شيء ومعلوم ان هذا يتضمن اعظم القدح والطعن في الرب سبحانه وتعالى وعلمه وحكمته ورحمته وربوبيته تعالى الله عن قول الجاحدين علوا كبيرا. هنا يعني آآ يذكر رحمه الله آآ قولين متشابهين متماثلين كلاهما صادر ممن لم يقدر الله سبحانه وتعالى حق قدره القول الاول يتعلق بالروافض القول الاول يتعلق بالروافض حيث يقول رحمه الله وكذلك لم يقدره حق قدره من قال انه رفع اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيته اي واعداء اهل بيته واعلى ذكرهم من هم هؤلاء الاعداء نعم من هم الصحابة وعلى رأس هؤلاء ابو بكر وعمر بزعم اولئك لم يقدر الله حق قدره من قال انه رفع اعداء رسول الله واهل بيته واعلى ذكرهم وجعل فيهما الملك والخلافة والعز ووظع اولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل بيتي واهانهم واذلهم وظرب عليهم الذلة اينما ثقفوا وهذا يتضمن غاية القدح في جناب الروبية تعالى الله عن قول الرافضة علوا كبيرا يقول قول هؤلاء مشتق من قول اليهود والنصارى في رب العالمين انه ارسل ملكا ظالما فادعى النبوة لنفسه هذا قول في في نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وكذب على الله ومكث زمنا طويلا يكذب على الله بزعمهم قال الله وامر الله ونهى الله وهو لم يوحى اليه بشيء بزعم هؤلاء وينسخ شرائع الانبياء قبله ويستبيح آآ دماء اتباعهم ويقول الله ابا حلي ذلك وهو مع هذا الرب يظهره ويؤيده ويعليه ويعزه ولا يعاديه احد الا اذله الله ودينه لا يزال في ظهور هل هذا هل يقول هذا من قدر الله حق قدره وقد قال الله عز وجل ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك. ويمحو ويمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور وقال تعالى ولتقول علينا بعضا اقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين يقول آآ هذا القول الاول مشتق من الثاني بينهما شبه واضح نعم قال فوازن بين قول هؤلاء وبين قول اخوانهم من الرافضة تجد القولين رضيعي لبان ثدي ام تقاسما خمس ام بدي ام اي نعم رضيعين بان ثدي ام ثدي ام. اه رضيعي لبان ثدي ام تقاسما باسحم داج عوض لا عوض عوض لا نتفرق عوض وضوء اي ابدا بمعنى ابدا عوظ لا نتفرق اي ابدا لا نتفرق يعني قولهم آآ اه قول الفريقين الشأن فيه كما قال الشاعر رضيعي لبان ام تقاسم يعني حلف وهما رضيع لبان واحد الا يتفرق ابدا فهؤلاء هذا شأنهم هذا شأنهم وهما رظيعي لبان واحد وهو لبان الهوى والظلال والباطل نعم قال رحمه الله وكذلك لم يقدمه حق قدره من قال انه يجوز ان يعذب اولياءه ومن لم يعصه طرفة عين ويدخلهم دار الجحيم. وينعم اعداءه وينعم اعداءه ومن لم يؤمن به طرفة عين ويدخلهم دار النعيم. وان كلا الامرين بالنسبة اليه سواء. وانما الخبر المحض جاء عنه خلاف ذلك فمنعناه للخبر لا لمخالفة حكمته وعدله. وقد انكر سبحانه في كتابه على من جوز عليه ذلك غاية الانكار وجعل الحكم به من اسوأ الاحكام وكذلك لم يقدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى لا لا قبل فيه بايات قبلها موجودة عندكم ها ها والنسخة الثانية؟ صدت بكر ابو زيد غير موجودة. النسخة الثانية موجودة. ها؟ نسخة بكر ابو زيد غير موجودة. ايه. النسخة الثانية موجودة وقد انكر سبحانه في كتابه على من جوز عليه ذلك غاية الانكار وجعل الحكم به من اسوأ الاحكام ثم ذكرت الادلة نعم تقرأ نعم وقد انكر سبحانه في كتابه على من جوز عليه ذلك غاية الانكار. وجعل الحكم به من اسوأ الاحكام. قال وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل هذا قوله انكر عليهم راية الانكار قال ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار نعم ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ وقال ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السماوات والارض بالحق. ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون وقال افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون نعم وكذلك لم يقدره حق قدره من زعم انه لا يحيي الموتى ولا يبعث من في القبور ولا خلقه ليوم يجازي المحسن فيه باحسانه ولا يجمع خلقه ليوم يجازي المحسن فيه باحسانه والمسيء باساءته ويأخذ للمظلوم فيه حقه من ظالمه ويكرم المتحملين للمشاق في هذه الدار من اجله وفي مرضاته. بافضل كرامته ويبين لخلقه الذي يختلفون فيه ويعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين وكذلك لم يقدره حق قدره من هان عليه امره فعصاه. ونهيه فارتكبه. وحقه فظيعه وذكره فاهمله وغفل قلبه عنه. وكان هواه اثر عنده من طلب رضاه وطاعة المخلوق اهم عنده من طاعته فلله الفضلة من وقته وقوله فلله الفضلة من قلبه وقوله وعمله وسواه المقدم طواه عندي وصفة وهواه وهواه المقدم في ذلك لانه المهم عنده يستخف بنظر الله اليه واطلاعه عليه وهو في قبضته وناصيه بيده ويعظم نظر المخلوق اليه واطلاعه عليه بكل قلبه وجوارحه. ويستحي من الناس ولا يستحي من الله ويخشى الناس ولا يخشى الله ويعامل الخلق بافضل بافضل ما يقدر عليه؟ نعم هذا بدءا من قوله وكذلك لم يقدر لم يقدره حق قدره من هان عليه امره الى اخره هذا يؤجل الى اصدقائي الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه