وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء فصل ثم لما كان الظلم والعدوان منافيا للعد الذي قامت به السماوات والارض وارسل الله سبحانه رسله وانزل كتبه ليقوم الناس به كان من اكبر الكبائر عند الله وكانت درجته في العظم بحسب مفسدته في نفسه وكان قتل الانسان ولده الطفل الصغير الذي لا ذنب له وقد جبر الله سبحانه القلوب على رحمته وعطفها عليه وخص الوالدين من ذلك بمزية ظاهرة فقتله خشية ان يشاركه في مطعمه ومشربه وماله من اقبح الظلم واشده وكذلك قتله ابويه الذين كانا سبب وجوده وكذلك قتله ذا رحمه وتتفاوت درجات القتل بحسب قبحه واستحقاق من قتله السعي في ابقائه ونصيحته ولهذا كان اشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا او قتله نبي ويليه من قتل اماما او عالما يأمر الناس بالقسط ويدعوهم الى الله وينصحهم في دينهم وقد جعل الله سبحانه جزاء قتل النفس المؤمنة عمدا الخلود في النار وغضب الجبار ولعنته واعداد العذاب العظيم له هذا موجب قتل المؤمن عمدا ما لم يمنع منه مانع ولا خلاف ان الاسلام الواقع بعد القتل طوعا واختيارا مانع من نفوذ ذلك الجزاء وهل تمنع توبة المسلم منه بعد وقوعه فيه قولان للسلف والخلف؟ نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في تأصيل لما يكون به معرفة الكبائر وايها اكبر اثما واعظم خطورة وعرفنا ان آآ ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه المسألة الجليلة الكبيرة اصلها من حيث النظر في معرفة الكبائر واكبرها واكبرها الى الاصل الذي هو مقصود الخلق فكل ما كان فكل ما كان اعظم منافاة لهذا الاصل العظيم الذي خلق الخلق لاجله واوجد الخلق لتحقيقه كان اكبر من غيره فبين من خلال ذلك ان اكبر الكبائر الشرك بالله سبحانه وتعالى ثم ذكر خطورة القول على الله سبحانه وتعالى بلا علم وان القول على الله بلا علم هو الذي يجر الى الشرك والى غيره من الذنوب ولا سيما اذا كان القول على الله بلا علم في في توحيده اسمائه وصفاته وهل عطلت صفات الله وجحدت وكفر بها الا من جهة القول على الله سبحانه وتعالى وفي دينه بلا علم وهل كان الدعاة الى الشرك الذين يروجون له هذا شأنهم الا من القول قولهم وجرأتهم على القول بلا الله سبحانه وتعالى وفي دينه بلا علم فاقول لا يزال ابن القيم رحمه الله تعالى في تأصيل هذه المسألة وتقريرها فوصل في هذا الفصل لبيان خطورة الظلم والعدوان في بيان خطورة الظلم والعدوان فيقول رحمه الله ان العدل قامت بهما قامت به السماوات والارض العدل قامت به السماوات والارض وارسل رسله وانزل كتبه لقيام العدل ولهذا فان دين الله سبحانه وتعالى وشرعه كله عدل وحكمة والسماوات والارض انما قامت بالعدل والله سبحانه وتعالى انما يأمر بالعدل وكتب الله المنزلة كلها كتب حق وعدل ورسل الله عز وجل الكرام كلهم دعاة الى العدل فلما كان الظلم والعدوان منافيا لهذا المطلب العظيم الذي به قامت السماوات والارض وبه نزلت الكتب واليه دعا الرسل وشأنه بهذه المكانة العظيمة فكان الظلم وهو مناف للعدل آآ تمام المنافاة من اعظم الذنوب واكبرها من اعظم الذنوب واكبرها قال لما كان الظلم والعدوان منافيا للعدل الذي به قامت السماوات والارض وارسل الله رسله عليهم السلام وانزل كتبه ليقوم الناس به اي بالعدل كان من اكبر الكبائر عند الله كان من اكبر الكبائر عند الله اي الظلم العدوان وكانت درجته في العظم بحسب مفسدته في نفسه ولهذا لو نظر الانسان الى الظلم العدوان وعظم اثره يجد انه متفاوت والظلم ظلمات وليس الظلم على رتبة واحدة ولا على درجة واحدة ولهذا يتفاوت غلظه وشدته كبره حسب مفسدته في نفسه بحسب مفسدته في نفسه ثم ذكر رحمه الله امثلة على ذلك فمن الظلم العظيم قتل الانسان ولده الصغير الذي لا ذنب له خشية ان يطعم معه خشية ان يطعن معه مع ان القلوب جبلها الله سبحانه وتعالى وفطرها على الرحمة الصغير الذي ليس من ولد الانسان اذا رآه رحمه وتلطف به ورفق به واحسن اليه واذا رآه على خطر سارع على انقاذه فكيف يبلغ المرء كيف يبلغ الامر بالمرء الى ان يصل الى درجة ان يقتل ولده خشية ان ليطعم معه وعلى هذا كان اهل الجاهلية الجهلاء والظلالة العمياء كان الواحد منهم يقتل ولده خشية املاق يعني خشية ان يسبب له وجود الولد الفقر ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا فكانوا يصنعون ذلك كانوا في في الجاهلية يصنعون ذلك وهذا يعد من الجرائم العظيمة والكبائر العظيمة لان آآ لان اظافة الى كون قتل لنفس محرمة هو قتل كما قال ابن القيم لنفس جبلت قلوب العباد جبلت قلوب العباد وفطرت على الرحمة لهذا الصغير واللطف به العطف عليه وخص الوالدين من ذلك بمزية ظاهرة فقتله خشية ان يشارك ان يشاركه في مطعمه ومشربه وماله من اقبح الظلم واشده من اقبح الظلم واشده لان هذا الاب مطلوب من ان يسعى لما فيه اه حياة هذا الابن وصلاحه وفلاحه ونجاحه ان يسعى في ذلك فان يأتي بنقيض ما هو مطلوب منه ان يسعى له وهو قتل هذا الولد هذا من اظلم الظلم واشده ومثل ذلك قتل قتل المرء ابويه او احد ابويه الذين كانا سببا في في في وجوده والمطلوب منه ان يسعى في كل ما فيه عافية الوالدين وصحة الوالدين سلامة الوالدين اقل ما في ذلك ردا للجميل والاحسان العظيم كما قال الله سبحانه وتعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وقالوا وصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها هذا الجميل السابق والاحسان العظيم لا ينسى ولا يقابل بالعقوق والقطيعة والاساءة فظلا ان يقابل بالقتل والعياذ بالله ولهذا عد من اعظم الكبائر واشدها قتل المرء لوالديه او احدهما كذلك قتله ذا رحمه من عم او خال او نحو ذلك هو مطلوب من ان يصل الرحم وان يبلها ببلالها وان يحسن الى ذا رحمه فان يصل به الامر الى الى ان يقتل ذا رحم هذا ايضا من اعظم الذنوب وابشعها واشنعها قال وتتفاوت درجات القتل بحسب قبحه واستحقاق من قتله السعي في ابقائه ونصيحته يعني الان فيما يتعلق بالطفل قتل انسان ولده المطلوب من الوالد ان يسعى في ابقاء هذا الولد وفي مصالح هذا الولد ايضا فيما يتعلق الولد مع والده مطلوب معه ان يسعى فيما فيه ابقاء الوالد من خدمة ورعاية واحسان الى اخره ولهذا ينبه على هذا المعنى ابن القيم رحمه الله يقول وتتفاوت درجة القتل بحسب قبحه واستحقاق من قتله السعي بابقائه ونصيحته الوالد من من اعظم من من يستحق هذا السعي في ابقاءه ونصيحته وايضا الولد من والده يستحق من من والده ان يسعى فيما فيما فيه ابقاء هذا الولد ونصيحته فالقتل هنا يعد من اشنع الذنوب اعظمها واكبرها قال ولهذا كان اشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا او قتله نبي وهذا نص حديث ثابت في مسند الامام احمد بسند ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام هذا لفظ الحديث قال صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا او قتله نبي هذا لفظ حديث النبي عليه الصلاة والسلام فاشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا لماذا لان الانبياء هم صفوة البشر وهداة الخلق ودعاة الحق والنصحاء آآ للبشرية والخير انما يصل الى البشر من جهتهم. فهم الواسطة بين الله وخلقه في ابلاغ دينه ونصح عبادة وتعليمهم وهدايتهم ودلالتهم الى الحق والهدى فمن قتل نبيا فجرمه اعظم جرم وجريمته جريمة القتل اعظم جريمة قتل لان قتل النفس المعصومة يتفاوت الجرم بحسب المفسدة فهل من قتل وكلها جريمة وكله قتل وكله فيه الوعيد لكن هل من قتل واحدا من افراد المسلمين كمن قتل نبيا من النبيين البون شاسع البون شاسع هذا النبي نور للارض وظياء نور للارظ وظياء وامام امام هدى وقدوة للعالمين قدوة للناس داعية للهدى فقتل اعظم القتل ولهذا اشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا ومن قتله نبي يعني من باشر قتله نبي وكون قتله يكون على يد نبي هذا دليل على عظم هوانه لان هذا الذي قتل على يده هو هو المنقذ باذن الله سبحانه وتعالى للناس من الظلمات الى النور فان يقتل على يد نبيه هذا دليل على تأصل السر فيه وتجدره في في في نفسه حتى باء بهذه المنزلة ان يقتل على يد من هو رحمة للناس وداعية للهدى ومعلم للخير هل من قتل وازهقت روحه في مثلا خصومة بينه وبين احد الاشخاص كمن قتله نبي من الانبياء شتان بين هذا وهذا قتل على يد امام الهدى ومن هو رحمة لارسله الله رحمة للعباد وداعية للحق لهم من النار فان يقتل على يده هذا دليل على تجذر الشر والفساد في قلبه ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام اشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا او قتله نبي ويليه من قتل اماما او عالما يأمر الناس بالقسط من السبعة الذين يظلهم الله في ظله امام نعم امام يحكم بالعدل امام عادل امام يحكم بالعدل من السبعة الذين يظلهم الله في ظله. لماذا؟ لان الامام العادل اثره ليس في على نفسه فقط اثره على ولهذا يعني صلاح الراعي صلاة للرعية صلاح الراعي صلاح للرعية واثر صلاحه على على الرعية ليس باليسير فاذا قتل امام عدل امام هدى عادت المضرة على كل من هم تحت رعايته وعادت المضرة على كل من هم تحت رعايته فكانت الجريمة اعظم وكذلك من قتل عالما ناصحا داعيا للحق والهدى يعلم الناس الخير ويدعوهم الى الهدى وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فقتله ليس كقتل احد الناس بل موت العالم ليس كموت اي اي شخص ولهذا تجد ان العالم الذي له آآ له مكانة في في قلوب الامة لعلمه ونصحه ودعوته اذا مات تفقده الامة كلها وبعض المسلمين قد يموت وجيرانه ما علموا به ولا فقدوه. والعالم في ساعة فقده الامة كلها في اطراف الارظ تفقده لماذا؟ لان خيره ممتد فمن قتل عالما جريمته ليست كجريمة من قتل اه واحدا من او فردا من من احاد الناس قال او قتل عالما يأمر الناس بالقسط ويدعوهم اليه وينصحهم في دينهم وقد جعل الله سبحانه جزاء قتل النفس المؤمنة عمدا هذا عموم الانفس وقبلها ذكر التفاوت قتل النفس المؤمنة عمدا اه موجبا للخلود في النار وغضب الجبار وموجبا للعنته واعداد العذاب العظيم لها كما في الاية الكريمة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. في في سورة النساء. فجمعت له كلها جمع له كل هذا آآ كل هذا الوعي قال هذا موجب قتل المؤمن عمدا ما لم يمنع منه مانع ما لم يمنع منه مانع يمنع من ماذا نعم من الحاق الوعيد هذا وعيد هذا وعيد قال ما لم يمنع منه مانع هذه الاية ومن يقتل مؤمنا متعمدا هي في سورة النساء وجاء في السورة نفسها قبل هذه الاية وبعدها قبلها بايات وبعدها بايات قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فمن يقتل مؤمنا متعمدا جزاء جهنم خالدا فيها. يقول ابن القيم ما لم يمنع مانع ما لم يمنع مانع لان من اين اخذ من اين اخذ ما لم يمنع مانع؟ لان الله عز وجل خص الشرك فقط بانه لا يغفر وما دون تحت المشيئة وما دونه تحت المشيئة قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ما لم يمنع مانع ومعلوم ان التوحيد مانع من الخلود في النار توحيد مانع من الخلود في النار. فاذا وجد اه التوحيد فالتوحيد مانع من الخلود في النار. ولهذا قال والحديث القدسي اخرجوا من النار من من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان قال ولا خلاف ان الاسلام الواقع بعد القتل طوعا واختيارا مانع من نفوذ ذلك الجزاء شخص في الجاهلية قبل الاسلام قتل ثم دخل في الاسلام الاسلام يجب ما قبله الاسلام يجب ما قبله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا خلاف ان الاسلام الواقع بعد القتل طوعا واختيارا مانع من نفوذ ذلك الجزاء. وهذا مثال لما لم يمنع مانع هذا مثال له قال وهل تمنع توبة المسلم منه بعد وقوعه هل تمنع منه توبة المسلم هل تمنع توبة المسلم منه بعد وقوعه؟ يعني شخص قتل اخر عمدا ثم تاب الى الله توبة نصوحا تاب الى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحة فهل التوبة تمنع منه بعد بعد وقوعه يقول فيه قولان للسلف والخلف وهما روايتان عن الامام احمد اقرأ قال رحمه الله والذين قالوا لا تمنعوا التوبة من نفوذه رأوا انه حق لادمي لم يستوفه في دار الدنيا وخرج منها بظلامته فلا بد ان يستوفى له في دار العدل. نعم خرج منها بظلامته الذين قالوا لا تمنع التوبة لا تنبأ لا تمنع التوبة من نفوذه يعني نفوذ هذا الوعيد رأوا انه حق لادم لم يستوفه في دار الدنيا الان لاحظ لاحظ جميع المعاصي يعني مثلا شخص اغتاب اخر او مثلا اه اخذ مالا له بغير حق او غشه في في بيع او ظلمه او ضربه اعتدى عليه بضرب هذه الاشياء كلها يستطيع ان يتداركها يستطيع ان ان يتداركا لانه يستطيع ان يذهب لمن اذاه ويطلب منه السماح ويعطيه المال اذا كان هناك مال و يترجاه ان يسامحه الى اخره يعني امر ممكن ان يتدارك لكن اذا قتل شخصا ذهبت نفسه وظلمه ظلما بان آآ ازهق روحه وروحه معصومة ومحرمة فاذا يريد ان يعتذر مثل الحالات الاولى من سرقة او غيرها الامر ليس ليس الامر فيك المعاصي الاخرى او الذنوب الاخرى ولهذا قال عبد الله بن عمر ان من اعظم الورطات ان من اعظم الورطات ان يقتل المرء نفسا محرمة لان هذي ورطة عظيمة جدا الورطات الاخرى متداركة بالذهاب الى من اخطأ في حقه وطلب المسامحة والعفو الى اخره لكن اذا ازهق روحه ويأتي المقتول يوم القيامة ورأسه بين يديه يطالب بحقه كما جاء في الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فالذين قالوا لا تمنع التوبة من نفوذه رأوا انه حق لادم لم يستوفه في دار الدنيا وخرج منها بظلامته خرج مظلوم من الدنيا بان قتل وذاك الذي قتله لو يريد ان يعتذر من من سيعتذر منه ازهق روحه فلا بد ان يستوفى له في دار العدل. لا بد ان يستوفى له حقه في في دار العدل قالوا قالوا وما استوفاه الوارث فانما استوفى محض حقه الذي خيره الله بين استيفائه والعفو عنه وما ينفع المقتول من استيفاء وارثه واي استدراك لظلامته حصل له باستيفاء وارثه وهذا اصح القولين في المسألة ان حق المقتول لا يسقط باستيفاء الوارث وهما وجهان لاصحاب احمد والشافعي وغيرهم ورأى الطائفة انه يسقط بالتوبة واستيفاء الوارث فان التوبة تهدم ما قبلها والذنب الذي قد جناه قد اقيم عليه حده قالوا واذا كانت التوبة تمحو اثر الكفر والسحر وما هو اعظم اثما من القتل وهما اعظم وهما اعظم اثما من القتل. فكيف تقصر عن محو اثر الازهر القتل وقد قبل الله توبة الكفار الذين قتلوا اولياءه وجعلهم من خيار عباده ودعا الذين حرقوا اولياءه وفتنوه هم عن دينهم الى التوبة وقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا فهذه في حق التائب وهي تتناول الكفر وما دونه قالوا وكيف يتوب العبد من الذنب ويعاقب عليه بعد التوبة؟ هذا معلوم انتفاؤه في شرع الله وجزائه قالوا وتوبة هذا المذنب تسليم نفسي ولا يمكن تسليمها الى المقتول فاقام الشارع وليه مقامه وجعل تسليم النفس اليه كتسليمها الى المقتول بمنزلة تسليم المال المال الذي عليه لوارثه فانه يقوم مقام تسليمه للمورث. نعم يعني هذا ذكر لادلة القول الثاني في المسألة وهو قول من رأى انه يسقط بالتوبة يسقط هذا الحق بالتوبة واستيفاء الوارث الوارث يستوفي منا القاتل اما بالدية او او بالعفو او بالعفو عنه فهذا حق حق يعني حق الورثة فيسقط بتسليم القاتل نفسه واستيفاء ورثة الحق منه اما ان يقتل او يعفو عنه بالقتل يدفع يعني شيئا مقابل ذلك او يعفون عنه لوجه الله عز وجل هذا حق للورثة فاذا سلم نفسه تائبا الى الى الله سبحانه وتعالى قبل الله عز وجل توبته وكان قتله في الدنيا قصاصا او ان يعفى من قبل الورثة عنه اما لوجه الله او بمقابل يدفع لهم فانه يكون بهذا حقق التوبة حقق التوبة فيسقط عنه ذلك العقاب هذا قول والقول الاول قبله ايظا عرفناه ننظر للتحقيق الذي يقرر ابن القيم رحمه الله في المسألة قال رحمه الله والتحقيق في هذه المسألة ان القتل يتعلق به ثلاث حقوق حق لله وحق للمقتول وحق للولي فاذا سلم القاتل نفسه طوعا واختيارا الى الولي ندما على ما فعل وخوفا من الله وتوبة نصوحا سقط حق الله بالتوبة وحق الولي بالاستيفاء او الصلح او العفو وبقي حق المقتول يعوضه الله عنه يوم القيامة عن عبده التائب المحسن ويصلح بينه وبينه فلا يذهب حق هذا ولا تبطل توبة هذا. هذا كلام عظيم جدا في تحقيق هذه المسألة وان يعني ان من قتل يترتب على هذه الجريمة ثلاث حقوق حق لله رب العالمين سبحانه وتعالى ومن صدق مع الله في التوبة النصوح قبل الله توبته ايا كان ذنبه حتى القتل لان القتل جاء في سورة الفرقان قول الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. يضاعف له العذاب يوم اما ويخلد فيه مهانا الا من تاب لا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فمن صدق مع الله في التوبة ايا كان ذنبه ايا كان جرمه ان كانت التوبة صادقة توبة نصوحة فان الله سبحانه وتعالى يقبل توبته ولهذا يقول المصنف فيما يتعلق بحق الله اول الحقوق اذا جاء اذا جاء القاتل وسلم نفسه طوعا واختيارا الى الولي نادما على ما فعل وخوفا ندما على ما فعلوا وخوفا من الله وتوبة نصوح سقط حق الله التوبة سقط حق الله بالتوبة يبقى الحق الثاني لاولياء الا لاولياء المقتول فحق الاولياء هم فيه بين الاستيفاء وهو القصاص او الصلح يصطلحون على شيء يكون لهم او يعفون عنه لوجه الله سبحانه وتعالى فيسقط حقهم بهذه باحد هذه الامور الثلاثة يبقى حق المقتول يبقى حق المقتول يقول ابن القيم اذا اجتمعت هذه الاشياء وصدق المرء مع الله وكان فعلا توبته صادقة واصلح من نفسه مثل ما في الاية الكريمة ايمان وصلاح وتقوى وندم واقبال على الله سبحانه وتعالى اذا كان بهذه الحال آآ يعوض الله المقتول يوم القيامة عن عبده التائب المحسن وهذا فضل الله سبحانه وتعالى ويصلح بينه وبينه فلا يضيع حق المقتول ولا يبطل ايضا حق القاتل ونصحه وصدقا مع الله سبحانه وتعالى في التوبة نعم قال رحمه الله واما مسألة المال فقد اختلف فيها فقالت طائفة اذا ادى ما عليه من المال الى الوارث فقد برئ من عهدته في الاخرة كما برئ منها في الدنيا وقالت طائفة بل المطالبة لمن ظلمه باخذه باقية عليه يوم القيامة وهو لم يستدرك ظلامته باخذ وارثه له فانه منعه من انتفاعه به في طول حياته ومات ولم ينتفع به وهذا ظلم لم يستدركه وانما انتفع غيره باستدراكه وبنوا على هذا انه لو انتقل من واحد الى واحد وتعدد الورثة كانت المطالبة به للجميع لانه حق كان يجب عليه دفعه الى كل واحد منهم عند كونه هو الوارث وهذا قول طائفة من اصحاب مالك واحمد وفصل شيخ وفصل شيخنا بين الطائفتين فقال ان تمكن الموروث ان تمكن ان تمكن الموروث من اخذ ماله والمطالبة به فلم يأخذه حتى مات صارت المطالبة به للوارث في الاخرة كما هي كذلك في الدنيا وان لم يتمكن من طلبه واخذه بل حال بينه وبينه ظلما وعدوانا فالطلب له في الاخرة وهذا التفصيل من احسن ما يقال فان المال اذا استهلكه الظالم على الموروث وتعذر عليه اخذه منه صار بمنزلة عبده الذي قتله قاتل. وداره التي احرقها غيره وطعامه وشرابه الذي اكله وشرابه غيره ومثل هذا انما تلف على الموروث لا على الوارث فحق المطالبة لمن اختلف على ملكه بقي ان يقال فاذا كان المال عقارا او ارضا او اعيانا قائمة باقية بعد الموت. فهي ملك للوارث يجب على الغاصب دفعها اليه كل وقت. نعم هذه تختلف عن الصورة الاولى يعني الصورة الاولى شيء استهلكه يعني ان كان شيئا يؤكل او اشياء من هذا القبيل استهلكها ولم يبقى لها عين لكن اذا كانت هناك اعيان قائمة وباقية فالصورة اخرى كما يفصل رحمه الله نعم بقي ان يقال فاذا كان المال عقارا او ارضا او اعيانا قائمة باقية بعد الموت فهي ملك للوارث. يجب على الغاصب دفعها اليه كل وقت فاذا لم يدفع اليه اعيان ما له استحق المطالبة بها عند الله. كما يستحق المطالبة بها في الدنيا وهذا سؤال قوي لا مخلص منه الا بان يقال المطالبة لهما جميعا كما لو غصب مالا مشتركا بين جماعة استحق كل منهم المطالبة بحقه منه وكما لو استولى على وقف مرتب على بطون فابطل حق البطون كلهم منه كانت المطالبة يوم القيامة لجميعهم ولم يكن بعضهم اولى بها من بعض والله اعلم. نعم يعني هذا عندما يكون الظلم الذي حصل بالاعتداء على المال تضرر منه المورث في حياته وتضرر منه الورثة ايضا بعد وفاته بعد وفاة مورثهم فالمطالبة من الجميع الوارث المورث يطالب بحقه يوم القيامة والورثة ايضا يطالبون بحقهم يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى فصل ولما كانت مفسدة القتل هذه المفسدة قال تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا. ومن فكأنما احيا الناس جميعا وقد اشكل فهم هذا على كثير من الناس وقالوا معلوم ان اثم قاتل مائة اعظم عند الله من اثم قاتل نفس واحدة وانما اتوا من ظنهم ان التشبيه في مقدار الاثم والعقوبة واللفظ لم يدل على هذا ولا يلزم من تشويه الشيء بالشيء اخذه بجميع احكامه قد قال تعالى كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. وقال كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. وذلك لا يوجب ان لبسهم في الدنيا انما كان هذا المقدار وقال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل. ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله. اي مع العشاء كما جاء في لفظ اخر واسرح من هذا قوله من صام رمضان واتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر. وقوله من قرأ قل هو هو الله احد فكأنما قرأ ثلث القرآن. نعم. آآ هذا الفصل يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وقبل ان نختم اه هذه الليلة ليلة السابع و العشرين من ليالي رمضان المباركة هي من الليالي التي تحري فيها ليلة القدر احرم من غيرها من الليالي وبعض اهل العلم يجزم بذلك لكن الجزم محل نظر لكنها من الليالي التي يعظم فيها التحري التحري لهذه الليلة العظيمة التي هي خير من الف شهر وعلى كل ينبغي اه ان يكون التحري في الليالي كلها الليالي كلها لكننا عندما نسمع يعني كلاما لاهل العلم في مثل ليلة ثلاث وعشرين او في ليلة خمسة وعشرين او في ليلة سبع وعشرين ونحن في الليلة نفسها يزيد من نشاطنا فيها يزيد من نشاطنا فيها ولا يعطلنا عن غيرها من الليالي لان النبي صلى الله عليه وسلم ارشدنا الى تحريات في العشر الاواخر وهي في الاوتار منها احرى لكن التحري يكون في العشر كلها فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يغنمنا بركات ليلة القدر وان ان يوفقنا لحسن قيامها وذكر الله فيها وان يعيننا فيها وفي كل ليلة ويوم على ذكره وشكره وحسن عبادته سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين