نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء فصل ولما كانت مفسدة الزنا من اعظم المفاسد وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الانساب وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقي ما يوقع اعظم العداوة والبغضاء بين الناس من افساد كل منهم امرأة صاحبه وابنته واخته وامه وفي ذلك خراب العالم كانت تلي مفسدة القتل في الكبر ولهذا قارنها الله سبحانه بها في كتابه ورسوله بها في سنته صلى الله عليه وسلم كما تقدم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل عقده الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الداء والدواء في الكلام على مفسدة الزنا وهو مفسدة اي ما مفسدة مفسدته عظيمة ومضرته جسيمة اظراره متشعبة وشريعة الاسلام انما وحرمت فيها هذه المحرمات لما فيها من المفاسد العظيمة ولهذا كان حديث ابن ابن القيم رحمه الله تعالى هنا عن هذا الذنب الوخيم بهذا التعبير مفسدة الزنا لانه مفسدة عظيمة جدا ومضرة كبيرة امرها كما وصف رحمه الله تعالى في عظم المفاسد المترتبة عليها لانها تنافي مصلحة نظام العالم في حفظ الانساب. وهذه واحدة من المفاسد العظيمة التي تترتب على الزنا ان الانساب فظيع ويلتحق نسب الرجل ما ليس منه هذا الضياع هذا الضياع للانساب ضياع لامور كثيرة جدا. ضياع للقيم العظيمة والاداب كريمة والعلاقات الوطيدة وموجب ايضا لانواع من العداوات والشرور والفساد العظيم الذي تكون عليه حال الناس وفيه حماية آآ الفروج في حماية الفروج اي المنع منه فيه حماية للفروج وفي وقوع الزنا منافاة لهذه الحماية لها وصيانة المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى وتوقي ما يوقع اعظم العداوة والبغضاء بين الناس الزنا من اعظم موجبات انتشار العداوة وعموم البغضاء بين الناس. وذهاب الاخوة الاخوة التي آآ يقتضيها هذا الدين الذي يربط المؤمنين كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة قال وتوقي ما يوقع اعظم العداوات والبغظاء بين الناس من افساد كل منهم اي من من هذه المعصية امرأة صاحبه او ابنته واخته وامه وفي ذلك خراب العالم هذا التفصيل الذي يذكره رحمه الله في هذه القضية قضية ان الزنا يوجب العداوة والبغضاء ويتسبب في نشرها بين اه بين الناس اذا كان قد يقوم في قلبي بعض الغيورين بغظ لشخص لامر هو ادنى من من وقوع الزنا وانما شيء من بداياته واوليات امره فكيف بالزنا نفسه الفاحشة العظيمة في نشرها للعداوة وايجادها البغضاء؟ وابن القيم لما يفصل هكذا يقول افساد كل منهما امرأة صاحبه وابنته واخته وامه هذا التفصيل في ايضاح قبح الزنا وعظم مفسدة مأخوذ من السنة مأخوذ من السنة في التحذير من الزنا وبيان عاقبته الوخيمة فقد جاء في المسند وغيره باسناد صحيح من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ائذن لي في الزنا والصحابة من حول النبي عليه الصلاة والسلام اخذ الصحابة يزجرونه مهما ينهونه عن هذا الكلام وهو فعلا كلام اه كلام قبيح وطلب شنيع فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ادنه قرب الغلام منه وسأله اسئلة ايقظت قلب هذا الغلام قال له اتحبه لامك اتحبه لامك قالوا جعلت فدائك يا رسول الله والله لا احبه لامي قال وكذلك الناس لا يحبونه لامهاتهم قال اتحبه لبنتك قالوا جعلت فداءك يا رسول الله. والله لا احبه لبنتي قال وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم قال اتحبه لاختك قال جعلت فدائك يا رسول الله والله لا احبه لاختي قال وكذلك الناس لا يحبونه لاخواتهم قال اتحبه لعمتك قال جعلت فداءك يا رسول الله والله والله لا احبه لعمتي قال وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم قال اتحب لخالتك انظر التوسيع هذا مهم جدا يعني ما اكتفى بالامر الاول الامر الاول فيه كفاية قال اتحبه لخالتك؟ قال قال لا قال لا والله. قال جعلت فداءك لا والله قال وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم وقاعدة الشريعة في التعامل معروفة لا يؤمن احدكم حتى نعم يحب لاخيه ما يحب لنفسه حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فما لا فما لا يحبه لنفسه ولا يرضاه لنفسه لما يرضاه للاخرين ولهذا كانت المداواة لهذه الرغبة التي قامت في في قلب هذا الشاب او الطلب الذي حصل من هذا الشاب المداواة له بهذا التوسيع لمساحة هذا الامر لان من يزني بها الانسان ايا كان ستكون اما اما او اختا او عمة او خالة او حتى جامعة لي عدد من هذه الاوصاف قد تكون المرأة اما لشخص وعمة لاخر وخالة لثاني واختا لكذا. قد تكون جامعة لهذه المعاني فاذا كان الانسان لا يرظى هذا لقرابته امه اخته عمته خالته الى اخره كيف يرضاه للاخرين؟ وهذه موقظة للقلب موقظة للقلب ثم ووظع الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه المبعوث رحمة للعالمين وضع يده على صدر ذلك الغلام وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه. هذه الثلاث الدعوات اللهم اغفر اكتبوها احفظوها اعتنوا بها اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه اقول اكتبوها واحفظوها لان الشباب الان في زمن فتن ما اظن ذلك الشاب الذي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لقي من الفتن مثل ما يلقاه الشباب الان في هذا الزمان ولهذا يحتاج الشاب يحتاج الشاب في هذا الزمان الى ان يرحمه اهل الخير ويشفق عليه ويتوددوا له ويدعو له بصدق من قلوبهم دعوة الوالد لولده مستجابا دعوة الام لوالدها مستجابة لا يقل الوالد في حق ولده تخزاه الله او قبحه الله او لعنه الله لا يكن عون للشيطان عليه الشباب بحاجة الى رحمة رحمة الوالد رحمة الوالدة رحمة الاقارب رحمة الزملاء الاصدقاء الشباب بحاجة الى هذه الدعوات الصادقة من قلوب صادقة راجيا ما عند الله سبحانه وتعالى اغفر ذنبه طهر قلبه حصن فرجه هذا الشاب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على اثر هذا النصح وهذه الرحمة وهذا الدعاء منه صلوات الله وسلامه عليه قام من عند النبي صلى الله عليه وسلم وليس في قلبه شيء انتهت الرغبة من قلبه قام وليس في قلبه ادنى رغبة لهذا الامر الذي تتعلق به القلوب ويعظم الافتتان به قام وليس في قلبه شيء ثلاثة اشياء رحمة وحسن في النصح وصدق في الدعاء والثمرة عظيمة جدا الثمرة عظيمة جدا والله ان الشباب اليوم بحاجة الى من يرفق بهم من يصدق في الدعاء لهم من يحسن في النصيحة والبيان لهم من لا يكون عونا للشيطان عليهم النبي عليه الصلاة والسلام في مثل هذه القضية قال لا تكونوا عونا للشيطان على اخيكم. لما قالوا اخزاه الله لعنه الله قال لا تكونوا عونا للشيطان على اخيكم ارشد الى ان يقال رحمك الله ان يقال غفر الله لك ان يدعى له فالحاصل ان هذه المعاني التي وسع النبي صلى الله عليه وسلم البيان فيها تعميقها في القلوب موقد للقلب موقظ للقلب اتحبه لامك اتحبه لبنتك اتحبه لاختك الى اخره هذا موقظ للقلب ايقاظا عظيما فاذا قام مع هذا البيان حسن نصح وصدق دعاء لله سبحانه وتعالى اتت الثمرة العظيمة المباركة فان التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وصلاح القلوب بيده وزكاة النفوس بيده يهدي سبحانه وتعالى من شاء الى صراط مستقيم نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يغفر ذنب ابنائنا اجمعين وان يطهر قلوبهم وان يحصن فروجهم بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى قريب مجيب. نعم قال رحمه الله قال الامام احمد ولا اعلم بعد قتل النفس شيئا اعظم من الزنا نعم الامام احمد رحمه الله تعالى يا يقول لا اعلم بعد قتل النفس الشيء الاعظم من الزنا لان هناك ثلاث محرمات في الشريعة هي اكبر المحرمات اكبرها اعظمها اخطرها اولها الشرك وثانيها قتل النفس المعصومة المحرمة بغير حق وثالثها الزنا ثم من بعده الاعتداء على الاموال والحقوق السرقة ولهذا جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع قال الا انما هن اربع الا انما هن اربع يقصد باربع اي المحرمات العظيمة الكبيرة التي هي اعظم المحرمات. الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا هذه الاربع هي اكبر المحرمات اعظمها الشرك والقتل والزنا والسرقة وهي على هذا الترتيب اعظمها الشرك بالله ثم يليه القتل فما عصي الله سبحانه وتعالى بذنب بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى اعظم من قتل النفس المعصومة سواء قتل المرء نفسه بما يسمى بالانتحار او قتل غيره هذي اعظم الذنوب بعد الشرك ما عصي الله سبحانه وتعالى بمعصية بعد الشرك اعظم من القتل بغير حق ثم يلي ذلك الزنا مثل ما قال الامام احمد رحمه الله لا اعلم بعد قتل النفس شيئا اعظم من الزنا لا اعلم بعد قتل النفس شيئا اعظم من الزنا فالزنا في رتبته في المحرمات الثالثة. محرمات الشريعة اعظم الذنوب اكبر الكبائر. وقد جمع الله سبحانه وتعالى هذه الثلاث في قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ان يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب نعم قال رحمه الله وقد اكد سبحانه حرمته بقوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. مضاعف له العذاب يوم القيامة فيه مهانا الا من تاب. فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس. وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والايمان والعمل الصالح نعم يعني في هذه الاية من من من سورة الفرقان اكد الله سبحانه وتعالى حرمة الزنا وبيان عظم هذا الامر وعظم خطورته بان قرنه بالشرك وقتل النفس قرنه بالشرك وقتل النفس لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون فقرنه بهذين الذنبين الذين هما اعظم الذنوب فقرنه بالزنا قرن الزنا بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة ولهذا قال الله الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. نعم قال رحمه الله وقال تعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. فاخبر عن فحشه في نفسه وهو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول. حتى عند كثير من الحيوان. كما ذكر بخاري رحمه الله في صحيحه عن عمرو بن ميمون الاودي قال رأيت في الجاهلية قردا زنا بقردة فاجتمع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتا ثم اخبر عن غايته بانه ساء سبيلا فانه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا وسبيل عذاب وخزي وانا كار في الاخرة ولما كان نكاح ازواج الاباء من اقباحه خصه بمزيد ذم. فقال انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا قيل نعم. هنا ايضا هذه الاية من سورة الاسراء قول الله سبحانه وتعالى ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. نهى عن قربانه وهذا يتناول اه الزنا نفسه ويتناول المقدمات التي تفظي اليه وسيأتي حديث مفصل عنها عند ابن القيم رحمه الله تعالى ووصفه سبحانه وتعالى بانه فاحشة بهذا بهذا الوصف فاحشة يقول ابن القيم رحمه الله فاخبر عن فحشه في نفسه والفحش ما هو قال هو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول هذا هو الفاحشة الفاحشة الامر القبيح الشنيع الذي استقر في النفوس قبحه وفحشه آآ استقر في في في النفوس فحشه وقبحه اذا اراد الانسان وضوح هذا المعنى فليذكر الحديث المتقدم. ذلك الشاب لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم اتحبه لامك؟ اتحبه لاختك؟ اتحبه كل ذلك يقول لا لماذا لانه مستقر في النفوس وحشه لانه مستقر في النفوس فحش الزنا لكن هذا الذي دخل في الزنا غيب نفسه عن هذه المعاني وغطى على قلبه الشهوة المحرمة فاعمته عن هذه المعاني فاصبح من تحدثه نفسه بذلك بحاجة الى ان توسع هذه المعاني في قلبه حتى تطرد الشهوة المحرمة عن نفسي والا هو مستقر فحشه حتى يقول ابن القيم رحمه الله حتى عند كثير من الحيوانات واورد قصة في صحيح البخاري عن عمرو ابن ميمون الاودي قال رأيت في الجاهلية قردا زنا بقرد فاجتمع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتا رجم موما حتى مات آآ هذا يعني ذكره رحمه الله تعالى لبيان ان هذا امر مستقر فحصه مستقر قبحه في في في النفوس في الفطر ركز الله سبحانه وتعالى في فطر عباده قبح هذا الامر حتى انه من فحش ان بعض الحيوانات ركز فيها فحش ذلك ركز فيها فحص ذلك وقبحه وهذا في بعض الحيوانات. ثم اخبر عن غايته قال وساء سبيلا وهذا ايضا مهم جدا في بيان قبح الزنا وساء سبيلا فانه سبيل هلكة وبوار وافتقار في الدنيا وسبيل عذاب وخزي ونكال في الاخرة. السبيل الذي يسلكه الانسان لهذه الفاحشة ففعلا لها ومقارفة سبيل سيئة في غاية السوء لماذا؟ لانها سبيل توصل الى نهايات مؤلمة الى مآلات خطيرة جدا على الفاعل لهذه الفاحشة في دنياه واخراه اشياء في الدنيا واشياء في الاخرى فانه سبيل هلكة وبوار وافتقار هذا في الدنيا وايضا امراض امراض يجلبها تجلبها هذه الفاحشة مضرة في الرزق ومضرة في الصحة ومضرة ايضا في الفكر والعقل ومضار عظيمة جدا وابن القيم رحمه الله تعالى توسع كثيرا في ذكر المفاسد والقبائح التي تترتب على هذه الفاحشة في كتابه روضة المحبين في كتابه روضة المحبين عقد فصل نافع جدا وتوسع فيه رحمه الله تعالى في ذكر المفاسد الكثيرة التي تترتب على السبيل هذه سبيل الفاحشة وساء سبيلا وعذاب وخزي ونكال في الاخرة لذة تنتهي في لحظة لكن ماذا يعقبها ماذا يعقوب؟ ماذا يتبعها في الدنيا؟ وماذا يتبعها في الاخرة تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار قال ولما كان النكاح ازواج الاباء من اقبح خصه بمزيد دم قال انه كان فاحشة ومقتا. زاد ومقتا وساء سبيلا. نعم قال رحمه الله وعلق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه منه فلا سبيل له الى الفلاح بدونه. فقال اذا افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. وهذا يتضمن ثلاثة امور ان من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين وانه من الملومين ومن العادين. ففاته الفلاح واستحق اسم العدوان ووقع في اللوم فمقاسات الم فمقاسات فمقاساة المقاسات اي ان يقاسي المرء. نعم ويتحمل ويصبر فمقاساة نعم فمقاساة الم الشهوة ومعاناتها ايسر ايسر من بعض ذلك ونظير هذا انه سبحانه ذم الانسان وانه خلق هلوعا لا يصبر على سراء ولا ضراء. بل اذا مسه الخير وبخل واذا مسه الشر جزع الا من استثناه بعد ذلك من الناجين من خلقه فذكر منهم والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى رأى ذلك فاولئك هم العادون وامر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم وحفظ فروجهم نعم نعم ثم اورد رحمه الله تعالى اه هذه الايات من اول سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون آآ الى قوله والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى واراد ذلك فاولئك العادون في هذه الايات علق الله سبحانه وتعالى الفلاح والفلاح حيازة الخير في الدنيا والاخرة اجمع كلمة قيلت في حيازة الخير هي هذه الكلمة حيازة الخير في الدنيا والاخرة حي على الصلاة حي على الفلاح اي حي على كل خير. في الدنيا والاخرة فعلق سبحانه وتعالى في هذه الايات فلاح العبد على حفظ فرجه من الزنا فالفلاح دلت هذه الايات على ان الفلاح ينال باسباب قد افلح المؤمنون الذين والذين والذين والذين الى اخره هذي اسباب نيل الفلاح الفلاح لابد من بذل اسباب ليونال منها ان يحفظ العبد نفسه من الزنا وان يصون نفسه من الزنا ليكون من اهل الفلاح قال وهذه الايات تتضمن امورا ثلاثة ان من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين لانه اخل آآ صفة من صفاتهم لم يكن من المفلحين والثاني انه من الملومين عرض نفسه للوم والعقوبة والثالث انه اصبح من العادين من العدوان تجاوز حدود الله وارتكاب ما حرم وما يسخط سبحانه وتعالى. ففاته الفلاح واستحق اسم العدوان ووقع في اللوم ثلاث امور اذا فعل الزنا دلت هذه الاية على حصولها له فاته الفلاح استحق اسم العدوان فاولئك هم العادون ووقع في اللوم فانهم غير غير ملومين اي من فعله صار ملوما فيقول رحمه الله ناصحا فمقاساة الم الشهوة ومعاناتها ان يصبر يصد نفسه يجاهدها مقاساة الم الشهوة ومعاناة ايسر من بعض ذلك ايسر من بعض ذلك قال ونظير هذا انه سبحانه ذم الانسان وانه خلق هلوعا لا يصبر على سراء ولا ضراء بل اذا الخير منع وبخل واذا مسه الشر جزع الا من استثناه اه بعد ذلك من الناجين من خلقه فذكر من صفاتهم حفظ من فذكر من صفاتهم حفظهم لفروجهم من هذه الفاحشة وذكر سبحانه وتعالى هنا مثل ما ذكر في سورة اه المؤمنون نكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان ان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. جزاكم الله خيرا