الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وامر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم وحفظ فروجهم وان يعلمهم انه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الامر بغضه مقدما على حفظ الفرج. فان الحوادث مبداها من النظر كما ان معظم النار من مستصغر الشرر فتكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ولهذا قيل من حفظ هذه الاربعة احرز دينه اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات فينبغي للعبد ان يكون بواب نفسه على هذه الابواب الاربعة ويلازم الرباط على ثغورها فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار ويتبر ما على تتبيرا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله هذه اجمعين اما بعد فلا نزال في الفصل الذي عقده الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان مفسدة الزنا. وان مفسدته من اعظم المفاسد. لما فيه من المنافاة لمصلحة نظام العالم في حفظ الانساب وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقي ما يوقع اعظم العداوة والبغضاء بين الناس وذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل بعض الوجوه ولم يطل فالتفصيل الدالة على قبح الزنا وشناعته وعظم مفسدته ومضرته التي هي مضرة على فاعله ومقترفه وعلى المجتمع الذي هو فيه لعظم الفساد الذي يترتب عليه. واشرت الى ان الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين عقد فصلا اوسع من هذا واطال فيه شيئا ما في بيان وجوه كثيرة تدل على عظم مفسدة الزنا وعظم مضرته على اه على فاعله من وجوه كثيرة ذكرها رحمه الله تعالى. ورأيت من المناسب لاهمية الامر ان الخص شيئا من كلامه رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين. فذكر رحمه الله في فصل عقده في في هذا الشأن قال فيه يكفي في قبح الزنا ان الله سبحانه وتعالى مع كمال رحمته شرع فيه افحش القتلات واصعبها وافظحها وامر ان يشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله ومن قبحه ان الله سبحانه فطر عليه على اي على ادراك قبحه بعض الحيوانات. بعض والحيوان البهيم الذي لا عقل له وقال رحمه الله والزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين وذهاب الورع وفساد المروءة وقلة الغيرة فلا تجد زانيا معه ورع ولا وفاة بعهد ولا صدق في حديث ولا محافظة على صديق ولا غيرة تامة على اهله. فالغدر والكذب والخيانة وقلة الحياء وعدم المراقبة. وعدم الانفة للحرم وذهاب الغيرة من من القلب من تعبه وموجباته وقال رحمه الله ومنها اي الامور التي تدل على عظم مفسدته وقبحه السواد الوجوه سواد الوجه وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين ومنها ظلمة القلب وطمس نوره ومنها الفقر اللازم ومنها انه يذهب حرمة فاعله ويسقط مكانته ومنها انه يسلبه احسن الاسماء. وهو اسم العفة والبر والعدالة. ويعطيه كاسم الفاجر والفاسق والزاني والخائن الى غير ذلك ومنها انه يسلبه اسم المؤمن لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ومنها انه يعرضه يوم القيامة لسكنى التنور الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيه الزناة والزواني التنورة الذي في النار ومنها انه يفارقه الطيب. الذي وصف الله به اهل العفاف ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله به الزناة كما قال الله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات. ومنها الوحشة التي يضعها الله سبحانه انا في قلبي الزاني ومنها قلة الهيبة التي تنزع من صدور اهله واصحابه وغيرهم. له وهو احقر شيء في نفوسهم وعيونهم بخلاف العفيف ومنها ضيق الصدر وحرجه فان الزناة يقابلون بضد مقصودهم فان من طلب لذة العيش وطيبه بما حرم الله عليه عاقبه بنقيض قصده فان ما عند الله لا ينال الا بطاعته. ولم يجعل الله معصيته سببا الى خير قط. ولم يجعل الله معصيته سببا لخير قط ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش لرأى ان الذي فاته من اللذة اي عندما وقع في تلك المعصية اضعاف اضعاف ما حصله او ما حصل له اي من اللذة الفانية التي حصلها في تلك الفاحشة دع ربح العاقبة والفوز بثواب الله وكرامته ومنها انه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في الجنة في المساكن الطيبة في جنات النعيم يقول اذا كان قد عاقب الله لابس الحرير في الدنيا بحرمانه من لبسه يوم القيامة وشارب الخمر في الدنيا من شربه يوم القيامة فكذلك الشأن في من يقارف هذه الفاحشة ومنها ان الزنا يجرؤه على قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وكسب الحرام وظلم وظلم الخلق واضاعة اهله وعياله وربما قاده قصرا الى سفك الدم الحرام وربما استعان عليه بالسحر وهذا قد يقع تعلق قلبه بامرأة وتستعصي عليه فيستعين عليها بالسحرة وهذا من الاجرام الذي يجره اليه تعلق قلبه بالفاحشة وربما استعان عليه بالسحر وبالشرك وهو يدري او لا يدري. فهذه المعصية معصية الزنا لا تتم الا بانواع من المعاصي قبله ومعه وبعده. الزنا لا يتم للمرء الا بانواع من المعاصي. معاصي تسبق الزنا وفي اثنائه وبعده ويتولد عنها انواع اخر من المعاصي بعدها يقول رحمه الله فهي اي فاحشة الزنا محفوفة بجند من المعاصي فهي محفوفة بجند من المعاصي قبلها وجند بعدها. وهو اجلب شيء لشر الدنيا والاخرة وامنع شيء لخير الدنيا والاخرة هذه الخلاصة لبعض كلامه رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين بعد ان ذكر هنا في هذا الفصل في كتابنا الداء والدواء شيئا من هذه المفاسد والاثار المترتبة عليه نبه في خاتمة ذلك على ان الله سبحانه وتعالى لما فحذر عباده من هذه الفاحشة العظيمة والسبيل الذي هو اسوأ او من اسوأ السبل وساء سبيلا حذرهم من الوسائل التي تفظي اليه. الوسائل التي تفظي اليه وتجر المرء الى الوقوع فيه ومن اعظم ذلك واشده النظر الحرام ومن اعظم ذلك واشد النظر الحرام. النظر الحرام جاء النهي عنه صيانة الفروج وحفظا لها. وتحقيقا للعفاف والتقوى وسلامة الايمان ونزاهة القلب وطهارته ولهذا يقول رحمه الله تعالى وامر الله نبيه ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم و حفظ فروجهم وان يعلمهم انه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها في سورة النور قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون مطلع عليهم. وهذا الختم للاية هو المعين لمن وفقه الله اهل السلامة من هذه الافة كلما حدثته نفسه بها. يذكر نفسه بان الله خبير مطلع. وان الله عز وجل لم به هذه القوى والاعضاء ليستعملها في شيء نهاه عنه وحرمه عليه فهو سبحانه وتعالى خبير بما يصنع العباد مطلع على بواطن امورهم وخفايا احوالهم وذكر علمه سبحانه وتعالى هنا بذكر الخبرة الخبير والخبير المطلع على خفايا الامور مثل اطلاعه على علانيتها سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنار كله سواء عند الله والزاني لا يفعل الزنا علانية وانما يستخفي ويتواعد مع من يريد ان يقارف معها الفاحشة خفية وسرا ويحتاط الا يطلع عليه احد فليذكر ان الله خبير بما يصنعون رب العالمين سبحانه وتعالى مطلع لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء جل في علاه وليكن خوفه من الله وحياؤه من الله اشد من خوفه من الخلق وحيائه من الخلق يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول امر الله سبحانه وتعالى بغض البصر لان اطلاقه يجر الى ما وراءه يجر الى ما وراءه في زماننا هذا ووجد نوع من النظر المحرم بالبصر لم يكن موجودا في الازمنة السابقة اطلاقا. وهو نظر الى الاشياء المحرمة من خلال الاجهزة الحديثة وهذي مصيبة المصائب وبلية البلايا وكم جرت من امراض وامراض الى القلوب. فصارت بوابة الشر ومنفذ فساد لكثير ممن لم يحسن استخدام هذه الاجهزة في الخير فاصبحت وسائل هدم وشر وفساد وفتح ابواب للشر عديدة. يقول رحمه الله وامر الله نبيه ان يأمر المؤمنين بغض ابصارهم وحفظ فروجهم وان يعلمهم انه مشاهد لاعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الامر الامر بغظه مقدما على حفظ الفرد. قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم. حفظ الفروج اهم اليس كذلك لكن غض البصر قدم عليه قدم عليه والسبب في تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو ان مبدأ آآ عدم حفظ الفرج هو اطلاق البصر في الحرام قال موضحا فان الحوادث مبدأها من البصر من الحوادث مبدأها من البصر كما ان معظم النار من مستصغر الشرر تكون نظرة مبدأ الامر نظرة محرمة ثم خطرة اي في القلب خطرات تقع في القلب يتحرك في شيء من الرغبة ثم خطوة يبدأ يخطو ويفعل هذه الخطرات التي في قلبه ثم خطيئة الخطيئة مسبوقة وقد مر معنا قريبا ان هناك جند مع هذه الخطيئة قبلها من من المعاصي والمخالفات ولهذا الله سبحانه وتعالى لما حرم الزنا حرمه بقوله ولا تقرب الزنا ولا تقربوا الزنا قد ذكر العلماء ان من الحكمة في ذلك من الحكمة في مجيء النهي بهذا اللفظ ليشمل الزنا نفسه نهيا عنه والوسائل التي تفضي اليه وتسوق اليه ولهذا قيل من حفظ هذه الاربع احرز دينه. لحظات التي هي بالبصر والخطرات التي هي في القلب واللفظات التي هي في اللسان الفاظ اللسان والخطوات التي خطوات القدم وسيره ومشية فينبغي العبد ان يكون بواب نفسه على هذه هذه الابواب الاربع ينبغي ان يكون بواب نفسه يحفظ بصره يحفظ خواطر قلبه يحفظ اه الفاظه ويحفظ خطواته وسيره يكون بوابا ويلازم الرباط على هذه الثغور حتى لا يدخل عليه العدو ولا يهجم عليه فيحصل الفساد العظيم والشر الكبير نعم قال رحمه الله فصل واكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الابواب الاربعة فنذكر في كل واحد منها فصلا يليق به نعم لما ختم الفصل السابق بالتنبيه على هذه الامور الاربعة اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات وان المرء ينبغي ان يكون بواب نفسه عليها رأى من رأى رحمه الله من المناسب ان يعقد لكل واحد منها فصلا خاصا كل واحد من هذه الامور الاربعة فصلا خاصا لانها اكثر ما تدخل المعاصي على العبد من جهتها فرأى ان يبين ما يتعلق بكل واحد من هذه الابواب الاربعة في فصل مستقل. فعقد هذا الفصل اولا في بيان ما يتعلق باللحظات نعم قال رحمه الله فاما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها اصل حفظ الفرج فمن اطلق بصره اورده موارد الهلكات وقال النبي صلى الله عليه اما اللحظات فهي رائد الشهوة. لحظات اي اطلاق البصر ارخاء العنان له عدم غظه رائد الشهوات ورسولها وبريدها الموصل اليها وحفظها اصل حفظ الفرج وحفظها اصل حفظ الفرج ولهذا مر معنا ان الله سبحانه وتعالى قدم غظ البصر في الذكر على حفظ الفرج لان البصر في اطلاقه سوق لما وراءه فهو رائد الشهوة ورسولها. نعم قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تتبع النظرة النظرة فانما لك الاولى وليست لك الاخرة وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام ابليس. فمن غض بصره عن محاسن امرأة لله اورث الله قلبه حلاوة الى يوم يلقاه. هذا معنى الحديث. وقال غضوا ابصاركم احفظوا فروجكم وقال اياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله مجالسنا ما لنا منها بد. قال فان كنتم لابد فاعلين الطريق حقه قالوا وما حقه؟ قال غض البصر وكف الاذى ورد السلام. نعم ذكر هنا رحمه الله الله تعالى بعض الاحاديث في غض البصر وبعضها فيه كلام خاصة الاول والثاني منها كنا اه ما يتعلق بحفظ البصر غظا له هذا جاء في القرآن الكريم واشار رحمه الله تعالى الى الاية في في سورة النور وجاء ايضا فيه آآ احاديث ثبتت عن النبي عليه الصلاة والسلام منها حديث جامع اشار الى طرف منه رحمه الله وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اضمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة. اصدقوا اذا حدثتم واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا اؤتمنتم وغضوا ابصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا ايديكم ظمان بظمان. اظمنوا اظمن الظامن الرسول عليه الصلاة والسلام. والشيء المضمون الجنة البنود التي ينال بها الظمان يسيرة على من يسرها الله عليه ستة قال ستا فذكر من هذه الامور غض البصر غض البصر ثم اتبعه بحفظ الفرج ويذكر غض البصر عقب حفظ قبل حفظ الفرج لان المبدأ الذي يوصل الى عدم صيانة الفرج من طريقه هو البصر. ولهذا يحتاج الانسان الى تعاهد بصره حفظا له وصيانة له حتى لا حتى لا يجره ذلك الى ما وراءه نسأل الله العافية والسلامة. نعم قال رحمه الله والنظر اصل عامة الحوادث التي تصيب الانسان. فان النظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة في ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة ارادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع منه مانع نعم يعني النظرة هي اصل الحوادث التي تصيب الانسان كيف ذلك؟ قال رحمه الله النظرة تولد خطرة النظرة تولد خطرة. نظرة بالبصر تولد خطرة في القلب. لان القلب اصلا تصل اليه آآ الشهوة من خلال النظر. ينظر ويعجب ثم يدخل الى القلب الشهوة. وتدخل للخطرة يبدأ يتحرك القلب في في في هذا الامر بسبب ما انعكس عليه من البصر فالنظرة تولد خطرة النظرة بالبصر تولد خطرة في القلب ثم تولد الخطرة فكرة لا تصبح مجرد خاطرة في القلب وانما فكرة تنامت في قلب المرء ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة ارادة هذه كلها الخطرة والفكرة والشهوة والارادة كلها في القلب. تعتمل في القلب لكن متى اعتملت في القلب وتحركت فيه نظر متى وجد اه خطرة ثم فكرة ثم شهوة ثم ارادة ثم عزيمة كل هذه الاشياء التي في القلب من اين بدأت في القلب هل دخلت من دون نافذة؟ من دون بوابة؟ لا بوابتها النظر. غضوا ابصاركم غضوا ابصاركم فالنظر هو الذي يولد في القلب اه هذه الاشياء هو الذي يولد في القلب هذه الاشياء ولهذا جاء اولا الامر بغم البصر مقدما على حفظ اه الفرض قال فتصير عزيمة جازمة العزيمة هذي اين ايضا في القلب هذه كلها في القلب كلها تعتمل في القلب على اثر النظرة المحرمة النظرة المحرمة تكون نظرة يتولد منها خطرا ثم يتولد منها فكرة ثم يتولد منها شهوة ثم يتولد منها ارادة ثم يتولد منها عزيمة اذا وجدت العزيمة وايضا قويت في القلب فيقع الفعل ولابد الا ونوجد مانع ما لم يمنع مانع مانع قد تحصل موانع لا لا يتمكن لا يتمكن من تحقيق شهوته اما مثلا خوف عقوبة او او استعصاما اشتهاه قلبه او غير ذلك من من الموانع وفي هذا قال رحمه الله وفي هذا قيل الصبر على غظ البصر ايسر من الصبر على الم ما بعده؟ الم ما بعده عندما يعتمد القلب بذلك ويتولع يصبح طالبا لهذا الشيء فما يقع في القلب من من من الام اه اوجاع عشق محرم. واعتماد امور في القلب. ترهقه تؤلمه كل هذه الاشياء الصبر على يعني غض البصر ايسر من الصبر على تلك اه الاشياء الالام التي بعده نعم قال رحمه الله قال الشاعر كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة بلغت من من قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر. مكنت من القلب تمكنا قويا وتوسطت فيه نعم والعبد ما دام ذا طرف يقلبه في اعين العين موقوف على الخطر يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبا بسرور عاد بالضرر نعم لا مرحبا بالسرور عاد بالضرر. سرور زائف زائل بتقريب النظر في العين اي الحسان فلا خير في آآ سرور يجلب لصاحبه انواع كثيرة من الظرر نعم قال رحمه الله ومن افات النظر انه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه وهذا من اعظم العذاب ان ترى ما لا صبرك ما لا صبر لك عن بعضه. ولا قدرة لك على بعضه. قال الشاعر وكنت متى ارسلت طرفك رائدا لقلبك يوما اتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله انت قادر عليه ولا عن بعضه انت قال وهذا البيت يحتاج الى شرح ومراده انك ترى ما لا تصبر عن شيء منه ولا تقدر على شيء منه فان قوله لا كله انت قادر عليه نفي لقدرته على الكل التي لا تنتفي الا بنفي القدرة عن كل واحد وكم ممن ارسل لحظاته فما اقلعت الا وهو يتشحط بينهن قتيلا. كما قيل يا ناظرا ما اقلعت لحظاته حتى تشحط بينهن قتيل قال رحمه الله ولي من ابيات قتيل ولا قتيلا المثبت عندنا قتيل. نعم نعم. قال رحمه الله ولي من ابيات من لي السلامة فاغتدت لحظاته وقفا على طلل يظن جميلا ما زال يتبع اثره لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلا. اول البيت الاول ماذا من لي السلامة ميم ولام. ايه. ايه. مل السلامة. مل. ايه الله عليك. من السلامة فاغتدت لحظاته وقفا على طلل يظن جميلا. ما زال يتبع اثره لحظاته حتى تشحط بينهن قتيلا. قال ومن العجب ان لحظة الناظر سهم لا يصل الى المنظور اليه حتى يتبوأ مكانا من من قلب الناظر ولي من قصيدة يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا انت القتيل بما ترمي فلا تصبي. وباعث الطرف يرتاد له احبس رسولك لا يأتيك بالعطب قال واعجب من ذلك ان النظرة تجرح القلب فيتبعها جرحا على جرح. ثم لا يمنعه الم الجراحة من استدعاء تكرار ولي ايضا في هذا المعنى ما زلت تتبع نظرة في نظرة في اثر كل مليحة ومليح وتظن دواء جرحك وهو في التحقيق تجريح على تجريح فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا فالقلب منك ذبيح اي ذبيح اه سبحان الله هذا كلام عظيم جدا. يصور حال الذي اطلق آآ بصره آآ العنان في النظر ويظن ان هذا دواء لجرح قلبه انه يعيد النظر مرة ثم اخرى لكن هذا الامر في التحقيق تجريح على تجريح يزيد في جراح قلبه وآآ ذبحه واهلاكه وجلب المضرة له بخلاف من يجاهد نفسه على غض بصره فان هذا فيه السلامة القلب والصيانة له من هذه الامور التي تتراكم على القلب تتوالد فيه من النظرة وانتبهوا لكلمة تتوالد مستفادة من كلام ابن القيم رحمه الله فالنظرة المحرمة واتباع النظرة النظرة يترتب عليه توالد اشياء في القلب. تتولد في القلب شيء ثم اخر ثم اخر ثم اخر كلها تتوالد من نظرة فخير للانسان من توالد هذه الاشياء المظرة في قلبه ان يغض بصره ويغلق هذه يغلق هذا المنفذ حتى يبقى قلبه سليم من توالد هذه اه الاشياء فيه. وقد قيل وقد قيل حبس اللحظات ايسر من دوام الحسرات. نعم وقد قيل حبس اللحظات يعني غض البصر الذي امرنا الله سبحانه وتعالى به ايسر من دوام الحسرات التي تكون في القلب وايضا ايسر من توالد تلك الاشياء التي في القلب نسأل الله لنا اجمعين والمسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك ونتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا واله وصحبه جزاكم الله خيرا