نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله واعلى الفكر واجلها وانفعها ما كان لله والدار الاخرة فما كان لله انواع احدها الفكرة في اياته المنزلة وتعقلها وفهم مراده منها ولذلك انزلها الله تعالى لا لمجرد تلاوتها بل التلاوة وسيلة. قال بعض السلف انزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يذكر هنا ابن القيم رحمه الله تعالى ما يتعلق بما يشغل الفكر به وان شغل المرء فكره بالنافع هو الذي يسوق العبد الى ابواب الخير المتنوعة لان الامر كما سبق ان ذكر رحمه الله تعالى العزوم والايرادات مبدأها فكر ولهذا من الخير للعبد ان يجتهد في ان يكون اشغال فكري في النافع لان هذا الفكر هو الذي يولد ارادة ولد همة ويولد عزيمة ثم يتولد من ذلك العمل فاذا كانت الفكر الفكرة في اصلها سيئة تولد عنها السيئات واذا كانت حسنة طيبة تولد عنها الحسنات والطيبات ونصحا منه رحمه الله تعالى شرع هنا في بيان الفكر النافعة ما اه ما ما هو انفع واعلى ما يكون في باب شغل الفكر وما ينبغي ان يشغل العبد فكره به وذكر ان ذلك في الجملة ما كان لله والدار الاخرة كل فكر في هذا الباب فهو نافع غاية النفع ما كان لله والدار الاخرة وهو انواع النوع الاول منها الفكرة في اياته المنزلة وتعقلها وفهم مراده سبحانه وتعالى منها. قال ولذلك انزلها الله تعالى لا لمجرد تلاوتها بل التلاوة وسيلة تلاوة وسيلة لغاية والغاية هي الفهم والتدبر ومن ثم العمل بهذا الكتاب العظيم ومن الناس من اصبحت الوسيلة التي هي التلاوة هي الغاية عنده يتوقف عندها وينتهي حظه من القرآن عندها ولهذا مر معنا سابقا في ذم النبي عليه الصلاة والسلام للخوارج قال يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يعني حظهم منه في حدود مخارج الصوت فقط في حدود مخارج الصوت فقط اما التدبر للقرآن والعمل بالقرآن وهداياته لا حظ لهم منه ولا نصيب فالقرآن انزله الله سبحانه وتعالى لتتدبر اياته وليعمل بهداياته كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب قال الله جل وعلا افلم يدبروا القول قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وقال تعالى فلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها فالله عز وجل انزل هذا الكتاب ليتدبر العباد ايات الله ويتأمل في هداياته ويفهم ويعقل مراده سبحانه وتعالى ومن ثم يعمل بذلك ومن ثم يعمل بذلك لا ان يكون حظ الانسان من القرآن مجرد التلاوة قال رحمه الله ولذلك انزل الله تعالى انزله الله تعالى لا لمجرد التلاوة بل التلاوة وسيلة. اذا عندنا في القرآن امران ووسيلة وغاية الوسيلة هي القراءة. قراءة القرآن وكثرة القراءة والعناية بالحفظ والغاية ان يفهم ويعمل به قد قال النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة لك او عليك وقال ان الله يرفع بهذا القرآن اقوام ويضع اخرين قال بعض السلف ما جلس احد الى هذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او بنقصان ان عمل به زاد ايمانه وان اهمله وضيع العمل به صار القرآن حجة عليه وهذا نقصان القرآن حجة لك او عليك ثم نقل عن بعض السلف وهو الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قال انزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا في بعض آآ بعض مصادر هذا الخبر او هذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى انه لاحظ بعض القراء منشغل بالقراءة فقط منشغل بالقراءة اتقانا وتجويدا وظبطا منشغل بهذا ومفرط في العمل قال منبها وناصحا انزل القرآن ليعمل به تلاوته عملا. فاتخذوا تلاوته عملا. يعني اصبح العمل عندهم هو مجرد التلاوة اصبح العمل عندهم هو مجرد التلاوة والتلاوة كما عرفنا وسيلة لغاية عظيمة وهي ان يعمل بهذا القرآن. ويهتدى بهداياته. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم نعم قال رحمه الله الثاني الفكرة في اياته المشهودة والاعتبار بها والاستدلال بها على اسمائه وصفاته حكمته واحسانه وبره وجوده وقد حظ الله سبحانه عباده على التفكر في اياته وتدبرها وتعقلها. وذم الغافل عن ذلك. هذا الثاني من الفكر النافعة التي هي اعلى الفكر الفكرة في اياته المشهودة. ان العلماء يقسمون الايات الى قسمين ايات متلوة وهي التي تقدمت في الامر الاول وايات مشهودة غايات المشهودة اي ايات الله سبحانه وتعالى اه الكونية الدالة على عظمته سبحانه وتعالى وكماله وعظيم تدبيره لمخلوقاته سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم فايات الله سبحانه وتعالى المشهودة من ليل ونهار شمس وقمر سماء وارض بحار واشجار الى غير ذلك من مخلوقات الله العظيمة هذه كلها دالة على عظمة من خلقها وكمال من اوجدها وقد حث الله سبحانه وتعالى عباده على التفكر في هذه الايات حثهم على ذلك واثنى على عباده المتفكرين في هذه الايات ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار هذا التفكر في ايات الله جلاب التعظيم للخالق تعظيم الرب سبحانه وتعالى والمعرفة به وكمال ربوبيته وتصريفه وتدبيره هذا الكون فهي ايات دالات على عظمة من خلقها ووحدانيته وتفرده سبحانه وتعالى كما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد قال رحمه الله الفكرة في ايات مشهودة والاعتبار بها والاستدلال بها على اسمائه وصفاته وحكمته واحسانه وبره وجوده وفعلا هذا الذي يذكر رحمه الله تثمره او يثمره حسن التفكر في ايات الله حسن التفكر في ايات الله التفكر في خلق السماء وخلق الارض وخلق الجبال خلق الاشجار خلق الانهار الى غير ذلك وانت ترى ان الانسان فعلا اذا اخذ يتفكر ويتأمل تجده في اثر هذا التفكر يقول الله اكبر ما اعظم الله الله اكبر يعظم الله لماذا؟ لان هذا التفكر هداه الى استشعار عظمة الخالق استشعار كمال ربوبيته وتدبيره فيزداد بذلك ايمانا ازداد بذلك ايمانا ولهذا مما يزيد ايمان المؤمن تفكره في ايات الله تفكره في ايات الله العظيمة الدالة على كماله وعظمته هذا مما يزيد الايمان ويقوي الصلة بالله ويقوي التعظيم له جل في علاه والله حظ عباده على التفكر في اياته تدبرها وتعقلها وذم الغافلين عن ذلك نعم قال رحمه الله الثالث الفكرة في الائه واحسانه وانعامه على خلقه باصناف النعم وسعة رحمته ومغفرته وحلمه نعم الثالث اي من انواع الفكر التي اجل الفكر انفعها الفكر في الائه واحسانه ومننه ونعمه قد قال الله سبحانه وتعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله وهذا التفكر في نعم الله المتوانية والاءه المتتالية على عبده يثمر في قلب العبد شكرا للمنعم ومعرفة عظيم فضله ومنه سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى دعا عباده الى التفكر في هذه النعم تفكر في هذه النعم افاد القرآن ان هذا التفكر في هذه النعم يقود العبد الى الاسلام والاستسلام للمنعم ولهذا في سورة النحل وتسمى عند بعض اهل العلم سورة النعم لكثرة ما عدد جل وعلا فيها من نعمه على عباده ذكر فيها انواعا كثيرة من النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده وختمها جل وعلا بنعمة البيوت والمساكن بانواعها ثم ختم هذه النعم كلها بقوله كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون لعلكم تسلمون فلما يتفكر العبد في هذه النعم ويجيلها في قلبه نعمة الصحة ونعمة المال ونعمة العافية ونعمة القوة ونعمة الراحة والى غير ذلك يهدد نعم الله عليه هذه تورث اسلاما للمنعم. واستسلاما له وحمدا وثناء عليه وتعظيما له وافرادا له سبحانه وتعالى بالعبودية والذل والخضوع قال رحمه الله الفكرة في الائه واحسانه وانعامه على خلقه باصناف النعم وسعة رحمته ومغفرته حلمه نعم قال رحمه الله وهذه الانواع الثلاثة تستخرج من القلب معرفة الله ومحبته وخوفه ورجاءه. ودوام الفكر ودوام الفكرة في ذلك مع الذكر يصبغ القلب في المعرفة والمحبة صبغة. نعم يصبغ. يصبغ القلب في المعرفة والمحبة صبغة. صبغة تامة وهذه نعم صبغة تامة هكذا وهذه الانواع آآ الثلاثة التي ياء الفكرة في الايات المتلوة والفكرة في الايات المشهودة والفكرة في الالاء والنعم يقول هذه الانواع الثلاثة تستخرج من القلب معرفة الله وان شئت قل تولد فيه وتنمي فيه قوة المعرفة بالله سبحانه وتعالى وهذه المعرفة ايضا يتولد منها المحبة والخوف والرجاء والى الى غير ذلك من اعمال القلوب التي هي ايضا تولد الاعمال الظاهرة فانظر هذا الصلاح وهذا الخير الذي يترتب على هذه الفكر النافعة فكر في ايات الله المتلوة والفكر في ايات الله المشهودة والفكر في نعم الله وعطاياه التي لا لا تعد ولا تحصى فهذه الانواع الثلاثة تستخرج من القلب معرفة الله واذا وجدت المعرفة وجد على اثرها اعمال كثيرة من اعمال القلوب فمن كان بالله يعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد نعم قال رحمه الله الرابع الفكرة في عيوب النفس وافاتها وفي عيوب العمل. وهذه الفكرة عظيمة النفع وهي باب لكل خير وتأثيرها في كسر النفس الامارة بالسوء احسن الله اليكم وتأثيرها في كسر النفس الامارة بالسوء ومتى كسرت عاشت النفس مطمئنة وانتعشت وصار الحكم لها فحي القلب ودارت كلمته في مملكته فحي نعم فحي نعم فحي القلب ودارت كلمته في مملكته. وبث امراءه وجنوده في مصالحه. هذه الرابعة من الفكر التي هي اعلى الفكر واجلها وانفعها الفكرة في عيوب النفس وافاتها وفي عيوب العمل قال وهذه الفكرة عظيمة النفع وهي باب لكل خير المرء لا يخلو من حالته في هذا الباب لا يخلو من حالتين. الاولى وهذا حال كثير من الناس لا يرى اطلاقا عيوب نفسه بل لا يرى فيها عيوبا بل لا يرى فيها عيوبا وهذه الرؤية التي هو عليها مهلكة له لانها تجره الى العجب والغرور والكبر و غير ذلك من الصفات والخلال الذميمة والحالة الثانية انه يرى عيوب نفسه ويرى التقصير الحاصل منه ويرى نفسه مقصرا يرى نفسه كثيرة العيوب فاذا كان يراها هكذا يتولد من ذلك كسر النفس والسعي في ماذا تكميلها والنهوض بها وسد ما فيها من نقص وخلل وتقصير وايضا يتفكر في عيوب العمل من الناس اذا عمل يرى عمله مكملا فيعجب والعجب مشكلة عظيمة قال الناظم والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه. في سيله العرين مضرة عظيمة جدا لكن اذا رأى نفسه مقصرا في العمل لم يلحقه عجب وسعت نفسه في تكميل العمل تتميمة ودفع ما فيها من تقصير وتفريط قال وهذه الفكرة عظيمة النفع وهي باب لكل خير وهي باب لكل خير لماذا يوضحوا ما بعدها. قال وهي باب لكل خير وتأثيرها في كسر النفس الامارة بالسوء انها تؤثر كسرا للنفس الامارة بالسوء متى كسرت النفس الامارة بالسوء عاشت النفس المطمئنة وتحركت واتت انواعا من الخيرات للعبد والعبد بين من نزاع ليعيشوا بين نزاع من نفس امارة ونفس مطمئنة وهو في الخير والشر لما غلب منهما ولهذا النفس الامارة يحتاج ان يكسرها العبد ومن اعظم ما يكسرها به ان يرى دائما عيوب نفسه وانه مفرط ومقصر في جنب الله سبحانه وتعالى فتتحرك حينئذ النفس المطمئنة ويترتب على ذلك صلاح في عمل العبد متى كسرت اي النفس الامارة عاشت النفس المطمئنة وانبعثت او انتعشت كما في بعض النسخ وصار الحكم لها لانه لا يخلو الحال في العبد من ان من ان يكون الحكم لنفسه الامارة بالسوء او يكون الحكم لنفسه المطمئنة فهو يحتاج الى ان يكسر النفس المطمئنة ويجعل يكسر النفس الامارة ويجعل النفس المطمئنة هي التي تعمل حتى يثمر فيه ذلك كل خير وصلاح فلاح في الدنيا والاخرة. بهذا كما ذكر رحمه الله يحيى القلب وتصبح الكلمة فيه والامرة للنفس المطمئنة لا للنفس الامارة. نعم قال رحمه الله الخامس الفكرة في واجب الوقت ووظيفته. وجمع الهم كله عليه. فالعارف بن وقته ان اضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها فجميع المصالح انما تنشأ من الوقت. وان ضيعه لم يستدركه ابدا هذه فكرة مهمة كثير من الناس يغفل عنها. كثير من الناس يغفل عنها. المرء او الانسان ابن يومه وكثير من الناس لا يعيش يومه تجده يمشي في يومه وهو يتفكر في ايامه التي مضت منشغل بها او يتفكر في امال مستقبلية لا يدري ايبلغها ام لا يبلغها ويفرط في عمل يومه الذي هو فيه يفرط في عمل يومه الذي هو فيه. ولهذا من احسن الفكرة التي تعين العبد على الخير الفكرة في اليوم في عمل اليوم في عمل الوقت قد تأتي النفس وتقفز بعيدا تفكر في اعمال السنة القادمة وتنشغل بها ويفرط في اليوم الذي هو يعيشه في اعماله لا يفكر فيها ولهذا بعظ الناس تمر عليه الفريظة فريضة الله في يومه فلا يتجه اليها لادائها لان قلبه مشغول بماذا ماذا بفكر مستقبله وتخطيط لاشياء مستقبلة وفريضة اليوم وواجب الوقت مضيع عنده فمن انفع الفكر الفكرة في واجب الوقت ووظيفته واجب الوقت يعني اللي هو اليوم الذي تعيشه واجب الوقت ووظيفته وجمع الهمة كلها على على ذلك فالعارف ابن وقته العارف ابن وقته فان اضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها. لماذا؟ لانه كل ما استجد يوم جديد ولم يكن فيه ابن ذلك الوقت تمضي ايامه هكذا ضياعا فجميع المصالح انما تنشأ من الوقت وان ضيعه لم يستدركه ابدا نعم قال رحمه الله قال الشافعي رضي الله عنه صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين احدهما قولهم الوقت سيف فان قطعته والا قطعك. وذكر الكلمة الاخرى فوقت الانسان هو عمره في الحقيقة وهو وذكر الكلمة الاخرى ونفسك ان لم ونفسك ان لم تشغلها بالحق والا شغلتك بالباطل. نعم ربما يكون آآ ابن القيم آآ آآ ربما يكون ابن القيم ذكر يعني نسي الكلمة الاخرى واكتفى بذلك ثم الحقها لاحقا او الحقها بعض من من نسخ الكتاب والا لو كان لو كان على ذكر لها في الوقت نفسه ما احتاج ان ان يقول وذكر الكلمة الاخرى ثم يذكرها آآ نقل عن الشافعي رحمه الله تعالى انه قال صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين لم استفد منهم سوى حرفين آآ لا ادري انا عن صحة النقل عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى في في هذا وقد يكون من الاشياء التي تروى مرسلة او اسانيد ليست قوية لكن على كل حال آآ ذكر رحمه الله تعالى ان انه صاحبهم فلم يستفد منهم سوى آآ حرفين اه هذه الصحبة اشكل علي فيها ما ينقل عنه كثيرا في ذمهم. ما ينقل عنه كثيرا في بذمهم وذم آآ يعني اعمال عندهم وان كانوا في ذاك الوقت فيهم ما يذم فكيف بالاوقات المتأخرة التي يكثر فيها ويزداد تزداد البدع فيقول صحبت الصوفية فلم استفد منهم سوى حرفين احدهما قولهم الوقت سيف فان قطعته والا قطعك وهذا الكلام حق وصحيح الوقت كالسيف الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ان لم تقطعه اي تمظيه فيما ينفعك ويفيدك ويرفعك عند الله والا قطعك وقطعه لك يعني ضياع وقتك. سدى وذهابه هبى دون ان تنتفع من وقتك وهذا هو الحرمان لان الحرمان ضياع الوقت ولهذا من اهم الوصايا التي يوصى بها المسلم ويوصى بها الشاب حفظ الوقت هذا من اهم ما يكون وان ان يجتهد في ضبط وقته وحفظه والا يظيع. لان ظياع الوقت هو الحرمان والكلمة الاخرى نفسك ان لم تشغلها بالحق والا شغلتك بالباطل نفسك ان لم تشغلها بالحق والا اشغلتك بالباطل وهذي كلمة عظيمة جدا النفس لابد ان تشغل ان لم تحرك فيها النافع المفيد اشتغلت بالباطل ان لم تشغلها بذكر الله اشتغلت بالغفلة لما تشغلها بالعلم انشغلت بابواب الجهل وهكذا فيحتاج تحتاج النفس الى ان تشغل الخير حتى تنصرف باشتغالها بالخير عن الاشتغال بالباطل نعم قال رحمه الله فوقت الانسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الابدية في النعيم المقيم وما مادة معيشته الضنك في العذاب الاليم. وهو يمر اسرع من مر السحاب. فمن فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوبا من حياته وان عاش فيه عيش البهائم. نعم الحياة الحقيقية هي ان ان يعمر الوقت لان الانسان الانسان في الحقيقة هو هو مجموعة وقت اذا انت انتهى وقته فعمره عمره الحقيقي ما شغل او ما شغل من وقته في خير وطاعة والا ما والا فان ما سوى ذلك كله ضياع وكله حرمان. فعمر الانسان الحقيقي هو العمر الذي شغل بطاعة الله حياة الانسان الحقيقية هي الحياة التي شغلت بطاعة الله بالخير النفع ثم الوقت يمر مر السحاب يمر سريعا الا اليوم يوم الانسان واسبوعه وشهره وسنواته يجدها تمر سريعة والله سائله عن ذلك عن عمره فيما افناه عن شبابه فيما ابلاه سألوه عن هذا الوقت جل وعلا فيما استعمل افي خير ام في شر الناصح لنفسه يحرص على اغتنام وقته وعدم اضاعته. نعم قال رحمه الله فاذا قطع وقته في الغفلة والسهو والاماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة فموت هذا خير له من نعم. واذا كان العبد وهو في الصلاة ليس له الا ما عقل منها فليس له من عمره الا ما كان فيه بالله هذا من جميل الاستنباط ليس المرء من صلاته الا ما عقل منها اذا كان شأنه في الصلاة فليس له من عمره الا ما كان لله وفي الله وبالله لله خالصا وبالله اي مستعينا ومتوكلا وفي الله اي في سبيله سائرا وسالكا فلا خير في وقت المرء الا ما كان في الله وبالله ولله نعم قال رحمه الله وما عدا هذه الاقسام من الخطرات والفكر ما عدا هذه الاقسام الخمسة التي تقدمت ما عدا هذه الاقسام اي الخمسة المتقدمة من الخطرات والفكر فاما فاما وساوس شيطانية واما اماني باطلة وخدع كاذبة بمنزلة خواطر المصابين في عقولهم من السكارى والممسوسين والموسوسين ولسان حال هؤلاء يقول عند انكشاف الحقائق ان كان منزلتي في الحشر عندكم ما قد لقيت فقد ضيعت ايامي امنية ظفرت نفسي بها زمنا واليوم احسبها اظغاف احلامي. نعم. يقول ما عدا هذه الاقسام اي الخمسة العظيمة المتقدمة التي هي اعلى الفكر وانفعها فيا اما وساوس الشيطان يلقيها الشيطان في قلب الانسان ويبدأ القلب يشتغل بها ثم تتولد منها ارادات وهموم وعزائم سيئة او اماني باطلة وخدع كاذبة تجول في القلب وتصول فيه لا تثمروا في في حياته خيرا وانما تثمر ضياعا وشتاتا ولهذا انفع ما يكون للعبد ان يحسر فكره في ذلك ان يحصر فكره في ذلك وهذا يحتاج من العبد ان يستجلب هذه الفكر يحتاج ان يستجلبها مثلا اه وجدت نفسك مشغولة بفكرة وانت تعرف انها سيئة وبدأت هذه الفكرة تتزايد في نفسك اتجه مباشرة الى واحدة من هذه الخمس مباشرة اتجه الى واحدة من هذه الخمس مثلا خذ اية من القرآن وابدأ بالتفكر فيها والتأمل في معانيها او انتقل الى تفكر في نعم الله عليك او انتقل التفكر في تقصيرك في جنب الله وتفريطك في ما اوجبه سبحانه وتعالى عليك وهكذا يستجلب الانسان لنفسه دائما الفكر النافعة التي تجلب له الخير ويتولد بسببها في قلبه انواع الخيرات ينفعه الله سبحانه وتعالى بها النفع العظيم ثم بين رحمه الله ان الخاطرة التي التي ترد هكذا دون ان تستجلب ابتداء لا تضر العبد الخاطرة التي تأتي وتهجم هكذا على القلب دون ان يستدعيها المرء لا تضر القلب الا اذا ماذا الا اذا اعملها استجلبها حادثها في في نفسه نماها. عندئذ تكون يكون لها يعني اثر اثرها ومضرتها وهذا سيأتي توضيحه في الفقرة القادمة نكتفي بهذا وانبه ان غدا الخميس لا يوجد درس اسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله ولا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه. جزاكم الله خيرا