الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل واما اللفظات فحفظها بالا يخرج لفظة ضائعة بل لا يتكلم الا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه فاذا اراد ان يتكلم بالكلمة نظر هل فيها ربح وفائدة ام لا فان لم يكن فيها ربح امسك عنها وان كان فيها ربح النظر هل يفوته بها كلمة هي اربح منها فلا يضيعها بهذه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قبل الشروع في هذا الفصل اشيروا الى فائدة نعتني بها كل يوم في كل صباح الا وهي انك تبدأ صباحك كل يوم بتفويض امرك الى الله سبحانه وتعالى لانك لا تدري ماذا يعرض لك امر اليوم بتمامه مغيب. لا تدري ما يعرض لك فيه ففوض امرك الى الله وبخاصة الدعوة العظيمة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وهي من اوراد الصباح ثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان تقول اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت وصباح تبدأه بهذه الدعوة صباح خير ويوم بركة لانك تبرأت من حول نفسك وقوتها من من فطنتك وذكائك من خبرتك وتجاربك الى غير ذلك وفوضت امرك الى من بيده الامر سبحانه وتعالى فلنحرص على هذه الدعوة العظيمة. اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله لا اله الا انت وهي كلمة تفويض وتوكل واستعانة بالله سبحانه وتعالى ومن استعان بالله اعانه ومن توكل عليه كفاه. اليس الله بكاف عبده آآ قال رحمه الله تعالى فصل واما اللفظات او اللفظات وهي الالفاظ والكلمات التي يتكلم المرء بها ينطقها بلسانه يقول ابن القيم رحمه الله فحفظها بالا يخرج لفظة ضائعة بان لا يخرج لفظة ظائعة كلمة ظايعة جميلة في هذا الموطن لان ما لم يكن حسنا من قول اللسان ولفظه ونطقه فهو ظائع ايا كان نوع الظياع على احجام ومراتب في هذا الضياع فما لم يكن حسنا ما لم يكن خيرا من اقوال اللسان والفاظه فهو ظياع وقد احسن رحمه الله بالتعبير بهذه اللفظة فحفظها بالا يخرج او يخرج لفظة ضائعة بل عليه ان يصون لسانه وان يحفظ منطقه فلا يخرج شيء ضائع بل يخرج من القول احسنه واجمله واطيبه وانفعه له في دنياه واخراه قال بالا يتكلم الا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه الا بما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه بمعنى ان يصون لسانه وان يحفظ لسانه وان يكون مشغولا بما فيه الرفعة عند الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فاذا اراد ان يتكلم بالكلمة نظر هل فيها ربح وفائدة ام لا فان لم يكن فيها ربح امسك عنها هذه الطريقة التي يذكر رحمه الله رحمه الله تعالى طريقة مسددة ونافعة وعظيمة جدا اذا وفق لها العبد انضبط امر اللسان الطريقة تتلخص في ان المرء قبل ان يتكلم يزن الكلام الذي يقول لان الكلمة قبل ان تخرج منك اسيرة لك اما اذا خرجت فانت اسير لها اذ الكلمة قبل ان تخرج انت انت الذي تملكها. اما اذا خرجت ملكتك وتحملت تبعتها ولهذا من الخير للعبد ان يزن كلامه قبل ان يتكلم والاصل في هذا هذا الامر الذي يشير اليه ابن القيم رحمه الله تعالى الاصل فيه حديث النبي عليه الصلاة والسلام آآ قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متى يكون المرء في كلامه كذلك عاملا بهذا الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت متى يكون المرء من اهل هذا الحديث الا اذا كان يزن الكلام قبل ان يتكلم به كيف يميز الانسان بين الخير وغيره في كلامه ان كان مجاعة اللسان اخرجه ولم يتأمل ولم يتدبر فيه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت معنى ذلك ان نطبق هذه القاعدة التي ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى الا يتكلم الا بوزن الكلام والنظر فيه وعندما يزن المرء ما يريد ان يتكلم به يجد انه لا يخرج عن احوال ثلاثة لا يخرج عن احوال ثلاثة الحالة الاولى خير بين الحالة الاولى خير بين هذا النوع يتكلم به ويتكلم منه بما شاء فانه خير بين ونفعه متحقق باذن الله والنوع الثاني من الكلام شر بين ظاهر فهذا عليه ان يحذر من ان يخرج اه او ينطق بلسانه كلمة من هذا النوع. ولا واحدة يصون لسانه عن ذلك ويكف لسانه كف عليك هذا يكف لسانه الحالة الثالثة والنوع الثالث امر يشتبه على الانسان يريد ان يتكلم به ولا يدري مشتبه عليه هل هو من الخير او فيه شر؟ هل هل متردد فما كان من هذا النوع يعمل فيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه فما كان من هذا النوع من الكلام لا يتكلم به يتقيه يقول لا اله الا الله يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر يعوض عنه بخير بين ولا يدخل في في في كلام هو متردد هل هو خير او شر؟ هل هو نافع او ضار؟ محتار؟ لا لا ينطق به. يتقيه فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام لان الشبهات من قول اللسان اذا استهان بها المرء ربما قطعت بينه وبين الحاجز الذي بينه وبين الحرام. لكن ان كان متقيا في كلامه الشبهات كان ذلك واقيا له باذن الله سبحانه وتعالى عن الكلام في الحرام البين يقول ابن القيم ينظر هل فيها ربح وفائدة ام لا فان لم يكن فيها ربح امسك عنها ان لم يكن فيها ربح امسك عنها الامام ابن القيم رحمه الله يتكلم عن منزلة رفيعة جدا في صون اللسان مشكلتنا في افات اللسان غير قضية الربح في افات اللسان افات اللسان الخطيرة افات اللسان التي خطبها عظيم هل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فابن القيم يتكلم عن مرتبتين عاليتين جدا في في امر اللسان يتكلم عن الربح والارباح التي يحصلها فيقول ينظر ان كان في الكلمة ربح امسك عنها اه ان كان في ان لم يكن فيها ربح امسك عنها ان لم يكن فيها ربح يعني لا يتكلم الا فيما فيه ربح بين اي درجات وثواب واجر عند الله سبحانه وتعالى ثم يذكر رتبة اعلى من هذه الرتبة. عجيبة جدا ليس بعزيز على الله سبحانه وتعالى ان نصل كلنا اليها. فضل الله واسع نرجو رحمة الله ونتعلم ونستعين بالله والله يأتي بالخير لا يأتي بالحسنات الا هو سبحانه وتعالى يتكلم عن مرتبة عالية ماذا يقول يقول واذا كان فيها ربح هذي اعلى من الاولى اذا كان فيها ربح نظر هل تفوت بها كلمة هي اربح منها هل تفوت بها كلمة هي اربح منها فشخص همته في كلامه ارتقت الى هذا المرتقى شأنه عجيب ومقامه عظيم وهو من اولياء الله سبحانه وتعالى بل من اخص الاولياء المقربين عند الله سبحانه وتعالى لان ملاك الامر ملاك الامر في الدين في شؤون الدين مرده الى اللسان واستقامته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بين له فرائض الدين ثم بين له المستحبات من الاعمال قال له بعد ذلك الا اخبرك بملاك ذلك كله كف عليك هذا في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فمن وفقه الله سبحانه وتعالى صيانتي لسانه سلمت جوارحه كلها ومن اعوج لسانه عوجت ايضا جوارحه كلها تبعا للسان نعم قال رحمه الله واذا اردت ان تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلع ما في القلب شاء صاحبه ام ابى فانه يطلعك احسن الله اليكم فانه يطلعك على ما في القلب شاء صاحبه ام ابى قال يحيى بن معاذ القلوب كالقدور تغلي بما فيها والسنتها مغارفها فانظر الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب واوجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اختراف لسانه اي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدر من الطعام فتدرك العلم بحقيقته كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في القدر بلسانك هذا الاثر عن اه يحيى ابن معاذ اثر عظيم جدا في هذا الباب وفي شأن اللسان وخطورته وقد رواه ابو نعيم في كتابه الحلية حلية الاولياء شبه يحيى بن معاذ رحمه الله في هذا الاثر القلوب بالقدور والالسن او الالسنة بالمغارف التي يغرف او الملعقة التي يغرف بها من القدر فاذا اراد ان يذوق المرء طعم ما في القدر من طعام اغترف منه غرفة بالمغرفة بالملعقة ثم ذاقها بلسانه ثم التفت الى من حوله قال هذا طعام حلو او هذا حامض او مالح او جيد او غير ذلك الاوصاف التي يصف بها الطعام تكون بعد ذوقه بلسانه فاذا القلوب كالقدور تغلي بما فيها تغلي بما فيها الذي يتحرك في القلب ويتردد هو ما في القلب من خير او شر. فقلوب تغلي بخير وتتحرك بخير وقلوب تغلي بشر وتتحرك بسهم والسنتها مغارفها السنتها مغارفها لان مثل ما قيل كل اناء بالذي بالذي فيه ينضح كل اناء بالذي في ينضة وهل يجنى من الشوك العنب اذا كان القلب يغلب الشر ما يغترف اللسان خيرا وانما يغترف من هذا الذي فيه يغلي في في القلب فكل اناء بالذي فيه ينضح وكل ينفق مما عنده كل ينفق مما عندك ومما قام في قلبه فقال القلوب كالقدور تغلي بما فيها والسنتها مغارفها فانظر الى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه لسانه لا يخرج من وعاء اخر لسانه يخرج من من وعاء قلبه من القلب نفسه لانه مغرفة يغرف بها من القلب يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض عذب واجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه يبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه شهدوا آآ هذا الاثر قول الله سبحانه وتعالى ولتعرفنهم في لحن القول تعرفنهم في لحن لحن القول يكشف عما عما مكنونات الا النفس وما ما يخبئه القلب ويغمره الفؤاد يقول ابن القيم رحمه الله موضحا هذا الاثر اي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته يعني حقيقة الطعام فهو حلو او حامض الى الى غير ذلك كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه كذلك تطعم ما في ما في قلب الرجل من لسانه هذه الامور ايضا لا يجزم بها لكن تجد الناس احيانا يتحدث اليهم الشخص فيقول من يستمع اليه احدهم للاخر سبحان الله هذا الرجل قلبه طيب والله سبحان الله قلبه طيب تسمعون هذا هذا الحكم وان كان لا يجزم به فلا تزكوا انفسكم. هو اعلم من اتقى لكن الذي اوصل الى هذا غر في اللسان يسمع من لسانه كلاما لا يظهر ان مثل هذا الكلام يخرج الا من قلب طيب فتجدهم يقولون عن بعض الاشخاص فقلبه طيب واخر يقول يصفون قلبه صفات ايضا هي من من غرف من غرف اللسان لكن امر القلوب لا يجزم فيها بشيء يقين فامرها الى الله سبحانه وتعالى المطلع على ما في السرائر العليم بما ما في القلوب لنا الظاهر والله سبحانه وتعالى جل في علاه يتولى السرائر نعم قال رحمه الله وفي حديث انس رضي الله عنه المرفوع لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه وحتى يستقيم لسانه نعم هذا الحديث آآ جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم بين آآ اخطر عضوين في الانسان القلب واللسان فانما المرء باصغريه المرأة ليس بهذه الجثة ولا بهذه القوى ولا بهذه الاعضاء المرء باصغريه قلبه ولسانه وكثيرا ما يجمع بينهما في النصوص لانهما اخطر ما ما في الانسان وعن القلب واللسان يتولد ما يتولد في المرء من اعمال خير او شر وقد اوضح النبي عليه الصلاة والسلام خطورة اللسان في هذا خطورة القلب في هذا الباب بقوله الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسدها الجسد كله الا وهي القلب واوضح خطورة اللسان في الحديث الاخر ومر قريبا قال عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فهذان العدوان الصغيران في الانسان هما اخطر ما يكون في الانسان ومنها تتحرك اموره واعماله واحواله من خير وشر ومن وفقه الله لصيانة قلبه ولسانه استقام دينه وسلم له امره باذن الله فهذا الحديث جمع الامرين قال لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه حتى يستقيم قلبه لماذا؟ لان الجوارح تبع لمرادات القلوب. لا تتخلف عن عنها فلا يمكن ان يستقيم ايمان المرء حتى يستقيم قلبه بالايمان حتى يزكو قلبه اه الايمان لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه حتى يستقيم لسانه وهذا ايضا فيه خطورة اه اللسان حتى على القلب خطورة اللسان حتى على القلب لان الكلام الذي يا تتكلم به اما ان يرفعك ويزكو به قلبك انظر انظر الى نفسك ان وفقك الله سبحانه وتعالى للاكثار من تلاوة القرآن مع التدبر الاكثار من سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر للاكثار من قراءة العلم الى غير ذلك هذا كله زكاة للقلب هذا كله زكاة للقلب فلا ولا يستقيم قلب حتى يستقيم اللسان حتى يستقيم اللسان فاللسان جده خطير حتى على القلب اللسان خطير جد حتى على القلب ولهذا يعني كم من وسيأتي في هذا احاديث كم من كلام يعلو به الانسان علوا اه رفيعا في المنازل عند الله. وكم من كلمة ولو واحدة يهوي بها اه الانسان في النار والعياذ بالله نعم قال رحمه الله وسئل صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج. قال الترمذي حديث صحيح سئل عن اكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج ولهذا جاء في حديث اخر قال عليه الصلاة والسلام من يضمن لي ما بين فخذيه وبين وما بين فكيه اضمن له الجنة اضمن له الجنة ظمان بظمان يظمن هذين العظوين من نفسه فيظمن له النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وهذا يدل على خطورة ايضا هذين العظوين الفرج بصيانته عن الفاحشة والزنا وما حرم الله سبحانه وتعالى والذين هم لفروجهم حافظون واللسان بصيانته عن كل قول يغضب الله ويسخطه سبحانه وتعالى فمن ضمن هذين العظوين صيانة لهما ورعاية لهما وابعادا لهما عن الحرام فالجنة له مضمونة ومن ترك لهذين ان العضوين ترك لهما الحبل على الغارب وارخى لهما الزمام العقوبة خطيرة لان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج اكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج واي خير للانسان ان يترك لهذين العظوين او لاحدهما الا تخوض في الحرام والباطل ثم يبوء الانسان بهذه العاقبة الوخيمة اعاذنا الله سبحانه وتعالى اجمعين وذرياتنا والمسلمين نعم قال رحمه الله وقد سأل معاذ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده عن ويباعده من النار فاخبره برأسه وعموده وذروة سنامه. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك؟ قال بلى يا رسول الله فاخذ بلسان نفسه ثم قال كف عليك هذا فقال وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم قال الترمذي حديث صحيح هذا حديث عظيم جدا في بيان شأن اللسان وخطورته وانه كما تقدم في الحديث الذي قبله اكثر ما يدخل به الناس النار يوم القيامة اللسان خطير وكم من اناس واناس واناس يوم القيامة يكبون في النار على وجوههم بسبب هذا اللسان فاللسان اه امره جد خطير لكن تأمل هنا امرا عجيبا في شأن اللسان في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبرك بملاك ذلك كله كله هذه ترجع على ماذا اقرأ الحديث من اوله الحديث سأل فيه معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عنا عما يدخله الجنة ويباعده من النار فذكر له عليه الصلاة والسلام آآ اركان الاسلام الخمسة ذكر له اركان الاسلام الخمسة ثم زاده النبي عليه الصلاة والسلام وهذا من السخاء في العلم والنصح والبيان زاده على حد السؤال فدله على الرغائب والنوافل والمستحبات في باب الصيام وقيام الليل والصدقة ارشده الى الرغائب ثم اخبره عليه الصلاة والسلام برأس الامر وعموده وذروة سنامه ثم في تمام الحديث قال الا اخبرك بملاك ذلك كله اخبرك بملاك ذلك كله اخبرك بالشيء الذي اذا استطعت ان تملكه انت تظبطه استقامت لك كل هذه الامور وانضبطت الا اخبرك بملاك ذلك كله هذا فيه ان فيه شاهد لما تقدم يعني لا يستقيم ايمان امرئ حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه لان اللسان ملاك الامر اللسان ملاك الامر انظر اللسان بهذه الخطورة بهذه الخطورة قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ فهم معاذ اه رضي الله عنه ذلك لما قال له الا اخبرك بملاك ذلك كله فاخذ بلسان نفسه قال كف عليك هذا. كف عليك هذا فهم معاذ خطورة اللسان فقال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم سمى ما يقوله اللسان حصادا لماذا؟ لان الكلام في الدنيا باللسان مثل البذور التي يبذرها الزارع في ارضه ويوم القيامة يوم الحصاد فمن بذر خيرا حصد خيرا ومن بذر غير ذلك فلا يلومن يوم القيامة الا نفسه فيداه اوكتا وفوه نفخ كما قالت العرب قديما وعلى نفسه جنى لكن من وفقه الله سبحانه وتعالى صان لسانه نجا وسلم باذن الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومن العجب ان الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا يزل بالكلمة الواحدة منها ابعد ما بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات ولا يبالي ما يقول. نسأل الله لطيفا يلطف بنا وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يصلح لنا شأننا كله. هذا الذي ذكر يعني يؤجل الكلام عليه الى لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا