الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله ومن العجب ان الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ومن العجب ان الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك. ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا يزل بالكلمة الواحدة منها ابعد ما بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات ولا يبالي ما يقول الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اعيد اه فائدة بدأت بها بالامس تأكيدا على اهميتها وهي ان من الجميل بالمسلم ان يفتتح يومه بالتفويض الى الله سبحانه وتعالى فيدخل يومه مفوضا امره الى الله جل وعلا والمرء لا يدري ما يعرض له في يومه واذا دخل يومه بالتفويض حفظ باذن الله كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه كما قال الله جل وعلا اليس الله بكاف عبده والايات في هذا المعنى كثيرة واشرت الى حديث عظيما في هذا الباب وهو من اذكار الصباح والمساء وهو ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ابن اه ابنته فاطمة المعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم والملقى اليها هذا العلم ابنته فاطمة سيدة نساء اهل الجنة رضي الله عنها فقد روى النسائي في السنن الكبرى من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى فاطمة رضي الله عنها قال قال لها ما يمنعك ان تقولي اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين يا حي يا قيوم اصلح لي برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين هذا لفظ آآ هذا الدعاء وهو من الادعية الجوامع وفيه تفويض عظيم لله سبحانه وتعالى يفوض العبد فيه امره الى الله جل وعلا قال الشوكاني رحمه الله في كتابه تحفة الذاكرين والحديث من جوامع الكلم لان صلاح الشأن كله يتناول جميع امور الدنيا والاخرة. فلا يفر شيء منها فيفوز قائل هذا اذا تفضل الله عليه بالاجابة بخيري الدنيا والاخرة مع ما في الحديث من تفويض الامور الى الرب سبحانه وتعالى فان ذلك من اعظم الايمان واجل خصاله واشرف انواعه فالحاصل ان هذه الدعوة العظيمة ينبغي ان نعنى بها كل صباح ومساء كما علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة ان تحافظ على هذه الدعوة كل صباح ومساء يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين واظن انني امس لما ذكرت الحديث ذكرت دعاء الكرب لكن لفظ الحديث هو هذا لا يزال حديثنا مع الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الفصل المتعلق بحفظ الالفاظ وصيانة المنطق وبيان خطورة اللسان وان افات من اخطر الافات اظلها على المرء ولو لم يأتي في ذلك الا قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فاذا استقمت استقمنا واذا اعوججت اعوججنا فانما نحن بك هذا يدل على ان اللسان خطير جدا على ان اللسان خطير جدا وخطورته تعود على البدن كله وعلى الجوارح جميعها وان من وفقه الله سبحانه وتعالى فصان لسانه وحفظ وحفظه حفظت له جوارحه والعكس بالعكس من ارخى للسانه الزمام واطرق ترك له العنان فخطورته عظيمة جدا على البدن كله فافته افة افة خطيرة جدا وابن القيم رحمه الله يشير هنا الى ان من الناس من يتمكن من ابعاد نفسه من كثير من الموبقات والمعاصي كاكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر والنظر المحرم ونحو ذلك لكنه لا يسلم من افة اللسان لكنه لا يسلم من افة اللسان قال ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حركة اللسان سريعة جدا ولا تتعب المرء مثل حركة اليد وحركة القدم حركة يسيرة جدا واللسان خلق ليتكلم ان لم يحفظه المرء بقول الخير او الصمت انطلق بالشر واضر صاحبه اعظم مضرة فكثير من الناس يتحرز من كثير من المحرمات لكن يصعب عليه ان يحفظ حركة لسانه يقول رحمه الله حتى ترى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله هو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا يقولها المرة تلو الاخرى وهو لا يلقي لها بالا مثلا الغيبة الغيبة من سخط الله النميمة من سخط الله الاستهزاء بالناس والسخرية بهم من سخط الله سبحانه وتعالى كلمات كثيرة جدا هي من سخط الله جل وعلا قد يتكلم بها المتورع عن تلك الاشياء المتحرز من تلك الاشياء لكن لا يصون لسانه عن مثل كلمات او الفاظ هي من سخط الله سبحانه وتعالى. يقول هو لا يلقيه ولا يلقي لها بالا يظنها هينة يحسبها هينة وهي عند الله سبحانه وتعالى عظيمة لا يلقي لها بالا وهي خطيرة جدا ومضرتها عليه عليه كبيرة يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ينزل او يزل بالكلمة الواحدة منها ابعد ما بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات لا يبالي ما يقول يفري في اعراضهم اي غيبة واستطالة وتهكما وسخرية وتمضية للاوقات في ذلك. وهو لا يبالي لا يتورع من ذلك لو قدم له خمر لم يشربه وتورع من ذلك غاية الورع يتورى عن السرقة تورع عن الزنا يتورع عن الموبقات كبيرة جدا لكنه يصعب عليه ان يتورع من ظلم اللسان وحركة اللسان بما يسخط الله سبحانه وتعالى فاللسان افته افة وخطورته عظيمة جدا وهذا الذي ذكر ابن القيم رحمه الله يصور يعني امرا يقع فيه كثير من الناس فيهم ورع عن اشياء وذنوب ومحرمات لكن لا يتورع عن حركة لسانه بامور تسخط الله جل وعلا لكن والمصيبة ايضا انه يتكلم ولا يلقي لها بالا يحسبها هينة يتحدث بها ويراها ليست بشيء وهي عند الله عظيمة جدا وهي عند الله امرها عظيم ولهذا ضرب ابن القيم رحمه الله تعالى مثلا عجيبا موقظا للقلوب في هذا الباب جدير بنا ان ان نحسن الانتباه له. يقول واذا اردت قال رحمه الله واذا اردت ان تعرف ذلك فانظر الى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي اني لا اغفر لفلان؟ قد غفرت له واحبطت عملك فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء ان يعبده احبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه نحو ذلك ثم قال ابو هريرة رضي الله عنه تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته نعم هنا هذا الحديث يبين ما اشار اليه ابن القيم رحمه الله تعالى ان من الناس من يتحرز عن امور كثيرة جدا من الاثام والمعاصي لكن يصعب عليه حفظ اللسان يصعب عليه حفظ لسانه يصعب عليه التحرز من افات اللسان وذكر مثالا على ذلك قصة هذا الرجل الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خبره وبدأ ذلك ابن القيم بقوله واذا اردت ان تعرف ذلك اذا اردت ان تعرف ذلك اي مصداق ما قلت لك من ان من الناس من يتورع عن اشياء من الاثام ويشتغل بالعبادة حتى ايضا يشتغل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والتعليم لكنه لا يصعب عليه ان يتحرز من لسانه الا من عافاه الله وسلمه وقاه يقول واذا اردت ان تعرف ذلك فانظر فيما رواه مسلم في صحيح انظر متأملا فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان والله لا يغفر الله لفلان كلمة واحدة قال هذا الرجل واستحضر هنا في هذا المقام ان هذا الرجل عابد واشتغل بالعبادة وفي الوقت نفسه مشتغل بالنصح والتعليم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه كان يناصح هذا الرجل ناصحه اكثر من مرة فما استجاب وغضب ناصحه الاولى والثانية والثالثة اذا رجل هو مشتغل بالعبادة ومشتغل بالامر بالمعروف والناهي عن المنكر والنصيحة والغيرة على دين الله سبحانه وتعالى في هذه المعاني فنصح هذا الرجل العاصي مرة واخرى وثالثة وذاك مقيم على المعصية ما تغير. فغضب هذا الرجل وقال والله لا يغفر الله لفلان قال هذه الكلمة الواحدة فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان من ذا الذي يتألى يحلف يقسم بي يحلف بالله انني لا اغفر من هذا الذي يحجر رحمة الله يحجر مغفرة الله الله سبحانه وتعالى يحب آآ الغفران يحب الرحمة رحيم غفور سبحانه وتعالى من ذا الذي يتألى علي اني لا اغفر لفلان فهذا الرجل بهذه الكلمة التي يقسم يقسم بالله سبحانه وتعالى ويتألى على الله الا يغفر لفلان قال كلمة واحدة قال كلمة واحدة تسببت الى احباط عملي احباط عمله هبوط العمل هذا ليس بهين ابطال العمل ليس بهين صلاة وصيام وعبادة وغير ذلك من الطاعات قال من ذا الذي يتألى علي الا اني لا اغفر لفلان قد غفرت له واحببت عملك قد غفرت له واحبطت عملك هذا العاصي الذي اقسم هذا الرجل الا يغفر الله له اليس الله جل وعلا يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. هذي ارجى اية في كتاب الله انه هو الغفور الرحيم فباب المغفرة باب عظيم وباب واسع رحمتي وسعت كل شيء باب واسع جدا باب المغفرة هذا دخل معه الى الصلاح والاستقامة اناس هم من اعظم الخلق اجراما في الارض وفسادا في الارض ووسعهم هذا الباب دخلوا كتب الله لهم هداية قد يرى الانسان شخصا غاية في الاجرام قد يرى شخصا غاية في الاجرام ثم يظن ان مثل هذا الشخص المجرم لا يهتدي ثم يشاء الله ان يهتدي ويكون خيرا من هذا الشخص الذي يظن فيه ذلك الظن نعم قد يهتدي ويكون خيرا من هذا الشخص الذي يظن فيه هذا الظن. بل من عجائب هذا الباب ان بعض الاشخاص او شخصا الى الاستقامة شخصا في فساد وانحراف وغير ذلك فيستقيم وتصبح حاله خيرا ممن نصحه خيرا ممن نصحها خيرا من الذي دعاه الى الى الحق والهدى. فضل الله واسع فكيف يأتي شخص ويحجر ويقول لا يغفر باب الرحمة واسع باب المغفرة واسع ان عجز المرء ان يقول اللهم اغفر له فليكف لسانه لا يقول لا يغفر الله ان عجز ان يقول اللهم اغفر له اللهم ارحمنا اللهم ادخله في في رحمتك فليكف لسانه لا يحجر لا يقول والله لا يغفر الله له هذه كلمة موبقة مهلكة تألي على الله سبحانه وتعالى ليست وقد يقولها الانسان في مقام ماذا مقام غضب مقام غيرة على الدين يرى من شخص يعني اه اصرار وعتو ويكرر له النصح تحمله الغيرة والغضب ان يقول مثل مثل هذا فيجني على نفسه فان لم يستطع ان يقول اللهم اغفر له يكف لسانه ان لم يستطع ان يكون من كلامه ما يعين في باب صلاحه فلا فلا يكون في كلامه ما يعين الشيطان عليه فهذا الرجل قال هذه الكلمة قال والله لا يغفر الله لفلان والله لا يغفر الله لفلان ايضا هنا انتبه لا يقف الانسان على على اللفظة هذه فقط هناك الفاظ كثيرة تصب في مصبها وتؤدي الى معناها ليس ليس شرطا ان تكون هذه اللفظة هي الموبقة كل ما كان في بابها وعلى شاكلتها اخذ حكمها مما هو من اشباهها ونظائرها مثلا يقول شخص والله هذا لا يمكن ان يتوب مثلا والله كذا الى غير ذلك من كلماتها تصب في نفس المصب فقال الله من ذا الذي يتألى علي؟ الا اني لا اغفر لفلان. قد غفرت له واحبطت عملك قال فابن القيم فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء ان يعبده احبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله هذه الكلمة الواحدة عمله كله وفي حديث اخر قال ابو هريرة تكلم بكلمة اوبقت اي اهلكت دنياه واخراه استحضر هنا ان هذا الرجل الذي قال هذه الكلمة الواحدة فقط عابد ناصح امر بالمعروف نهي عن المنكر عنده غيرة على الدين فقال هذه الكلمة التي ترتب عليها ان اوبقت اي اهلكت دنياه واخراه وتسببت في حبوب عمله اعاذنا الله اجمعين نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم وعند مسلم ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب وعند الترمذي نعم اه هذا الحديث حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ايضا فيه خطورة اللام وهو كالذي قبله في الدلالة على خطورة الكلمة حتى الكلمة الواحدة فقد يتكلم الرجل بكلمة واحدة من رضوان الله لا يلقي لها بالا حينما قالها لم يرى لها شأن عظيم مكانة عظيمة ما يظن انها تبلغ به منازل عالية يرفعه الله بها درجات يرفعه الله بها درجات هذا حقيقة يستفاد منه. فائدة مهمة جدا في باب اصلاح اللسان وهي انك كلمات الخير كلمات الخير كلمات الصلاح الكلام الذي يرضي الله سبحانه وتعالى لا تحقر منه شيئا كل كلامه فيه خير ادلي فيه بسهمك واجعل لك منه نصيب لا تقل يوما هذه هينة قد تكون تظنها هينة ويرفعك الله بها درجات ومنازل عالية فهذه حقيقة فائدة مهمة تستفاد من هذا ربما كثير من كلمات الخير يستهين المرء بامرها فلا يقولها فيحرم من خيرها وبركتها وهي سبب لرفعة درجات عند الله سبحانه وتعالى وبالمقابل ايضا الكلام الذي هو من سخط الله لا يستهين المرء بكلمة ولا واحدة قد تكون موبقة ومهلكة له لا يظنها هينة يظنها يسيرة يظنها ليست بشيء كلمة وانتهت بعضهم يقول بعضهم يقول كلمة وانتهت لا ما انتهت احصاه الله ونسوه مكتوبة ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. كم من كلمة قالها الانسان ويظن انها انتهت وسيراها يوم القيامة سيلقى الله سبحانه وتعالى بها يوم القيامة ينساها المرء لكنها محصاة عليه الكلمة من سخط الله لا يستهين بها المرء حتى وان كان يظنها هينة تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. يحسبها هينة وهي عظيمة جدا عند الله لا لا يجعل له اي سهم في مثل هذا الكلام. حتى وان قالت له نفسه وهذه هينة قل لها وما يدريك لعلها عند الله عظيمة لعلها من هذا الذي يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم لا يلقي لها بالا احسبها هينة فكلما حدثت المرأة نفسه بكلمة وقالت هذه هينة لا تضر كثير ما يحصل هذا هذه هينة هذه ما تضر فلا يتكلم بشيء من ذلك قد يظنها هينة وهي عند الله سبحانه وتعالى عظيمة يهوي بها في النار وهي كلمة واحدة يقول وان العبد ليتكلم بالكلمة يعني الواحدة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في نار جهنم اعاذنا الله نعم وفي الرواية الاخرى يزل بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب كلمة واحدة يزل بها في النار هذا العمق نعم قال رحمه الله تعالى وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت. فيكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه اه وان احدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه فكان علقمة يقول كم من كلام قد منعنيه حديث بلال ابن الحارث؟ نعم هذا فقه السلف وانتفاعهم العظيم بما يتلقونه من احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فحديث بلال هو كالذي قبله يقول عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه الى يوم يلقاه. كلمة واحدة يتكلم بها العبد هي من رضوان الله يكتب له رضوان بهذه الكلمة الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى ولهذا باب الخير وكلام الخير كلام الصلاح كلام النفع ما يدريك ان كلمة واحدة ييسر الله يجريها على لسانك تكون باب رضوان لك الى ان تلقى الله سبحانه وتعالى ثباتا على الدين وزيادة في الهدى واستقامة على الطاعة وهذي من من من هدايات كلمات الايمان من هدايات كلماتنا يهديهم ربهم بايمانهم اذا قلت كلمة من من الايمان تكون هداية لك وثباتا الى ان تلقى الله سبحانه وتعالى انتبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم هنا آآ اه يكتب الله بها رظوانه الى يوم يلقاه تب لها يكتب له بها رضوانه الى يوم يوم يلقاه تكون باب رظوان لك الى ان تلقى الله سبحانه وتعالى كلمة واحدة والشخص الذي قالها قالها وهو يظن انها ما تبلغ ما بلغت قاله وهو يظن ان لم تبلغ ما بلغت ولهذا اعيد ما قلته سابقا كلام الخير اذا هونت من شأنه النفس وهذا يحصل كما قلت ايضا كثيرا اذا هونت من شأنه النفس فلا يلقي الى فلا يلقي بالا لتهوينها وليقله ولا يكن له سهم فيه وما يدريه لعله بها يبلغ رظوان الله سبحانه وتعالى الى يكتب له بها رضوان الله سبحانه وتعالى الى ان يلقى الله جل وعلا وايضا بالمقابل الكلام السيء يقول عليه الصلاة والسلام وان احدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن ان تبلغ ما بلغت اي من السخط وانه يترتب عليها من عقوبة كذا وكذا ما يظن ذلك فيكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه. كلمة ولهذا ينبغي على المرء ان يكون غاية الاحتراز من اللسان ان كان الكلام خيرا فلا يغنم الخير وليجعل له منه نصيب لعله يبلغ به هذه المنازل من الرضوان وان كان شرا فليكف لسانه وليصونه عن اي كلمة حتى وان قالت له نفسه هذه هينة يسيرة جدا خايف من ايش انت؟ ما ادري سهلة جدا كثيرا ما تأتي النفس الامارة وتقفز في مثل هذا الموطن ويتورط الانسان بكلمة يظنها ان وهي عند الله سبحانه وتعالى عظيمة جدا وخطيرة الغاية علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله يقول كم من كلام قد منعني حديث بلال كم من كلام منعني حديث بلال؟ متى يصل الانسان الى هذه المرتبة التي وفق الله لها علقمة متى يصل اليها اجيبوا اذا كان الحديث معك دائما اذا كان هذا الحديث في ذهنك تستحضره دائما اما اذا اخذناه في الدرس وانتهى وقته وجاء ما ينسينا اياه ما يتحقق هذا المعنى لكن بلال اه لكن علقمة وكل ما اراد ان يتكلم بكلمة يظن فيها شيء من استحضر هذا الحديث وتوقف استحضر هذا الحديث فتوقف فاذا ثمرة الانتفاع بالحديث ان تستحضره في المواطن ثمرة الاستفادة من الحديث ان تستحضره في المواطن. اما اذا اخذته في الدرس وقلت والله هذا حديث عظيم جدا ثم اذا انتهى الدرس ذهب عن الذهن وجاء ما يغطي ويشغل الذهن عنه ربما جاء الانسان الى مجالس ودخل في في في كلمات من سخط الله ولا يلقي لها بالا. مع انه سمع هذا الحديث وعرف خطورة اه اه خطورة الامر واهم من هذا كله ان تطلب من الله ان تطلب من الله سبحانه وتعالى الذي اعانك ميسر لك سماع هذا الحديث وفهمه والعلم به ان يعينك على تطبيقه والعمل به وان يجعلك من اهله العاملين به سل الله المعونة بصدق فان الله سبحانه وتعالى لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنا ناجاه نعم قال رحمه الله وفي جامع الترمذي ايضا من حديث انس رضي الله عنه قال توفي رجل من الصحابة فقال رجل ابشر بالجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اولا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه او بخل بما لا ينقصه قال حديث حسن وفي لفظ ان غلاما استشهد يوم احد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت امه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني لك الجنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره. نعم هذا الحديث والذي قبله في سندهما كلام اه لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم نظر والشيخ الالباني رحمه الله تعالى اوردهما وتكلم عليهما بالتفصيل في سلسلته الضعيفة او السلسلة الظعيفة له رحمه الله تعالى اه لكن قوله لعله كان يتكلم فيما يعنيه في الاول وفي الثاني يغني عنه الحديث الاتي عند المصنف رحمه الله من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. نعم. قال رحمه الله وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه يرفعه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت وفي لفظ لمسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فاذا شهد امرا فليتكلم بخير او ليسكت. نعم هذا وما بعده يؤجل الى اللقاء القادم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا