نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله وفي اللسان افتان عظيمتان ان خلص من احداهما لم يخلص من الاخرى افة الكلام وافة السكوت وقد يكون كل منهما اعظم اثما من الاخرى في وقتها فالساكت عن الحق شيطان اخرس عاص لله مراء مداهن اذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطن شيطان ناطق عاص لله واكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته. فهم بين هذين النوعين واهل الوسط هم اهل الصراط المستقيم. كفوا كفوا كفوا السنتهم عن الباطل واطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الاخرة فلا يرى احد فلا يرى احدهم انه يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة. عندي فلا ترى احدهم فلا ترى احدهم انه يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة فضلا عن ان تغره في اخرته وان العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات امثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها ويأتي بسيئات امثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الخاتمة عظيمة ختم بها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذا الفصل المتعلق صيانة الالفاظ وحفظ المنطق وقد اورد رحمه الله تعالى في هذا الفصل نصوص نصوصا عظيمة ومعاني مهمة تتعلق باللسان وحفظه ثم ختم رحمه الله تعالى بهذه الخاتمة التي بين فيها ان عثرة اللسان او افة اللسان تكون من جهتين من جهة النطق ومن جهة السكوت اما من جهة النطق فقد فصل فيه فيما سبق وهو كل كلام بالباطل يتكلم المرء به وهذا كله معدود في عمله وقد قال معاذ رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ائنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم هل يكب الناس في النار على وجوههم الا او على مناخرهم الا حصائد السنتهم فما يتكلم به المرء من الباطل من اسباب وموجبات دخول النار وان يكب على وجهه وعلى منخله يوم القيامة في نار جهنم والعياذ بالله بسبب لسانه وهذا يدل على ان خطورة اللسان عظيمة وافة اللسان افة بل عرفنا فيما سبق ان افة النطق مضرتها على البدن كله. كما ان صيانة النطق منفعتها على البدن كله فقد صحفي الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا فباستقامة اللسان يستقيم البدن كله استقيموا البدن كله وباعوجاج اللسان يعوج البدن كله وهذا يدل على عظم خطورة اللسان ما يتعلق افة السكوت ايضا هي افة فالنطق في فالنطق بالباطل افة والسكوت عن الحق في موضعه ايضا افة فان الله عز وجل انعم العبد انعم على العبد بهذا اللسان ليكفه عن الشر وليعمله في الخير ليكفه عن الشر وليعمله في الخير فالافة تتعلق بالجهتين ان لم يعمله في الخير هذه افة وان اعمله في الشر فهو افة يقول رحمه الله في اللسان افتان عظيمتان انخلص من احداهما لم لم يخلص من الاخرى. افة الكلام وافة السكوت وقد يكون كل منهما اعظم اثما من الاخر في وقتها لان هناك وقت يقتضي هذا ووقت يقتضي هذا فالساكت عن الحق شيطان اخرس عاص لله مراء مداهن اذا لم يخف على نفسه بهذا القيد اما اذا كان كف لسانه عن الكلام خوفا على نفسه فلا حرج عليه حينئذ. اما اذا كان كف لسانه مداهنة ومصانعة ومراءة الى غير ذلك فهذه افة افة عظيمة من افات اللسان والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله فاذا اه العصيان او الافة التي تكون من جهة اللسان تكون اما تارة من جهة النطق وتارة ان تكونوا من جهة السكوت بينما اهل الحق اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالسلامة من من الافتين وخلاصة طريقتهم ما ذكره رحمه الله بقوله كفوا السنتهم عن الباطل واطلقوها على واطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الاخرة كفوا السنتهم عن الباطن منعوها صانوها من ان تقول الباطل وان تتكلم به وفي الوقت نفسه اطلقوها في ما يعود منفعته بالاخرة فكل خير تعود منفعته بالاخرة اطبق السنتهم في ذكر الله التهليل والتسبيح والتحميد والدعاء والاستغفار قراءة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله وتعليم العلم الى غير ذلك اطلقوا السنة في هذا الذي ينفعهم يوم لقاء الله سبحانه وتعالى وكفوا السنتهم عن كل قول يضرهم يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ومستحضرين قول الله جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال فلا ترى احدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة وهذه المرة الثانية يعبر بهذا التعبير الجميل ظائعة سبق مرت معنا هذه الكلمة وهذا التعبير فسبحان الله فعلا كم من الكلام الضائع الذي نطق به المرء كم من الكلمات الضائعة التي تفوه بها الانسان وهذا من الحرمان ان يكون كلام المرء ضائعا والكلام الضائع هو الكلام الذي لا نفع فيه او فيه مضرة على العبد في دنياه واخراه ولهذا من الخير للعبد ان يصون لسانه عن الضياع. فاللسان يضيع بما يخرج منه فاذا كانت تخرج منه كلمات بارة به كلمات هي من الهجر والباطل كلماتي من السوء والقبح كلمات تضره يوم لقاء الله سبحانه وتعالى فهذا ضياع اللسان هذا ضياع اللسان قال فلا ترى احدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة فاهل الحق والموفقون من عباد الله سبحانه وتعالى هم من صانوا السنتهم عن الضياع قال فلا ترى احدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة فظلا ان تظره في الاخرة ثم بين خطورة اللسان العظيمة في الجهتين جهة الخير او الشر قال وان العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات امثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها يجد لسانه قد هدمها عليه كلها لان اللسان لو اطلق له الامر تكلم بكل باطل اللسان والعياذ بالله اذا اطلقه صاحبه تكلم حتى بالكفر حتى سب الدين يتكلم به اللسان الانسان خطير جدا اذا لم يصن المرء لسانه ويحفظ لسانه ينطلق ينطلق بكل مهطل والعياذ بالله. ولهذا في الناس من السنتهم اصبحت افة افة ومن الناس من اصبحت السنتهم قذرة بما تعنيه الكلمة فيها قذارة فيها سوء فيها قبح السنة ضائعة السنة ضائعة بما تعنيه الكلمة فاللسان هذا العضو قد يهدم عمل المرء كله قد يهدم عمل المرء كله كلمة واحدة كلمة واحدة قد يقولها فيهدم به عمله يخرج بها من الدين يخرج بها من دين الله سبحانه وتعالى اعتبر في هذا الباب في الاية الكريمة في سورة التوبة ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب. الحديث الذي كنا نتحدث مجرد تسلية. انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم كانوا مؤمنين قبل ذلك. لكن تكلموا بكلام كفروا به. وخرجوا من الدين وابطل ذاك الكلام عملهم وهدم دينهم كلمة قد يتكلم بها فالانسان فتبطل دينه كله تهدم دينه كله قد يكون عنده صلاة وعنده صيام وعنده صدقات تهدم هذا كله كلمة فاللسان افته افة وخطورته عظيمة جدا وبالمقابل عندما يوفق الله سبحانه وتعالى عبده لحفظ لسانه من الضياع واشغاله بالخير فمنفعته عظيمة. يقول رحمه الله ويأتي بسيئات امثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكره لله وما اتصل به ما اتصل بي مثل الاستغفار والتوبة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى وكثرة الدعاء يا رب يا رب والالحاح على الله جل وعلا والاقبال على القرآن قراءة له والاقبال على ذكر الله سبحانه وتعالى اكثارا منه ذكرا لله بالكثرة والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوا بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور كم للذكر والاستغفار والتهليل الدعاء من الاثار المباركة عندما يوفق العبد المؤمن لاشغال لسانه بها نعم قال رحمه الله تعالى فصل واما الخطوات فحفظها بالا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه فان لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له ويمكنه ان يستخرج من كل مباح يخطو اليه قربة ينويها لله. فتقع خطاه قرباه ولما كانت العثرة عثرتين عثرة الرجل وعثرة اللسان جاءت احداهما قرينة الاخرى في قوله تعالى وعباد الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم كما جمع بين اللحظات واللحظات والخطرات في قوله يعلم وخائنة الاعين وما تخفي الصدور كما جمع بين اللحظات والخطرات. نعم هكذا انا في نسخة والخطوات وهو خطأ واضح آآ قال رحمه الله فصل واما الخطوات الخطوات اي مشي الانسان مشي الانسان وتحركه على الارض بقدميه. ايضا هذه الخطوات امرها خطير هي احد الامور الاربعة التي يتحدث عنها ابن القيم في فصول متتالية اخرها هذا الفصل والتي تدخل الذنوب على العبد من جهتها فالذنوب والمعاصي تدخل على العبد اما من جهة الخطرات او من جهة اللفظات او من اه جهة اه الا او من جهة الخطوات التي هذه والرابعة ما هي النظرات او اللحظات النظر بعينه فدخول المعاصي عليه من هذه الجهات الاربعة المؤمن الناصح لنفسه بواب على نفسه يحرص نفسه من ان تدخل عليه الذنوب من هذه الجهات في حفظ خطراته يحفظ لحظاتي يحفظ نظراته يحفظ خطواته ولهذا ولهذا المسلم عنده فقه في ممشاه مثل ما قال بعض السلف كلمة جميلة قال من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه عنده فقه في ممشاه لا ينقل خطواته هكذا لا ينقلها هكذا لا يتحرك بخطواته هكذا بل يتفقه في ممشاه ثم يتحرك قبل ان ان يخطو ينظر فيما سيخطو اليه اهو خير او شر ان كان خيرا تحرك وان شاء وان كان شرا كف خطاه عنه ولم ينقلها اليه لان الخطى الخطى قد تنقل المرء الى رفعة وعلو وسعادة في الدنيا والاخرة وقد تنقل المرء الى الفساد قد تنقل الى الفساد الى الضياع ولهذا يحتاج المرء فعلا الى ان يكون بوابا على نفسه من جهة الخطى متفقها في ممشاه اهو الى خير او الى شر يمشي بفقه يمشي ببصيرة وهذه الخطى تكتب له في عمله الصالح ان كانت مشيا الى خير وتكتب له في عمله سيء اذا كان مشيا الى فساد شر وضياع واجرام قال واما الخطوات فحفظها بالا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه كلام عظيم جدا لا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه متى يصل الانسان الى هذا لا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه لا يمكن ان يصل الى هذا الا بما عبرت عنه قبل قليل بالفقه في الممشى يتفقه في ممشاه يتبصر ما يمشي هكذا وانما يتأمل يتأمل قليلا فيما سينقل خطاه اليه فان وجدهم بابا من ابواب الخير بابا من ابواب الصلاة التحرك وان وجده باب شر كف نفسه ومنع خطاه من ان تنتقل الى الى ذلك فحفظها بالا ينقل قدمه الا فيما يرجو ثوابه فان لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له اي خير له من هذا المشي اذا كان ابن القيم يقول لم يكن اذا لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له فماذا يقال اذا كانت الخطى مزيد اثم اذا كانت الخطى مزيد اثم وباب من ابواب الشر هو متجه اليه ولعل من اعظم ما يعين على فقه هذا الباب الحديث العظيم في المسند وغيره حديث النواس قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيم وعلى جنب وعلى جنبتي الصراط ابواب وفي الابواب ستور مرخاة وداع من اول الصراط يدعو يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداع من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه ثم فسر ذلك قال اما الصراط فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم فانظر هذا الماشي في هذا الصراط وتأمل المثل جيدا هذا الماشي في هذا الصراط على يمينه ويساره ابواب كثيرة انفتح بابا منها ومشى فيه اهلك نفسه ولهذا يحتاج ان يضبط المرء خطاه بان تكون خطى على الصراط. لا خروجا عن الصراط. لتكون خطاه خطى على الصراط يطمئن انه يمشي عليه وهذا الذي يمشي بخطاه على الصراط ضابطا سيره على الصراط في هذه الدنيا هو الذي ينجو يوم القيامة في السير على الصراط الذي ينصب على متن جهنم لان مرور الناس على الصراط الذي ينصب على متن جهنم على قدر اعمالهم منهم من يمر سرعة كالبرق. وكاجاويد الخيل وكركاب الابل. ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا فهذا التفاوت في المشي راجع الى تفاوت في المشي ايضا في الحياة الدنيا في ابواب الخير واعمال البر والتقرب الى الله سبحانه وتعالى ولهذا الخطى قد تكون باب رفعة عند عند الله سبحانه وتعالى من تقرب الي ذراعا آآ تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة كما جاء في الحديث فهذا باب رفعة علوا عند الله باب نيل الولاية نقل الخطى الى ابواب الخير كم هي نعمة الله عظيمة على عبده ان تكون خطاه الى المساجد الى حلق العلم الى طلب الخير الى المصالح التي اه فيها نفع فيها نفعه ورفعته علو شأنه عند الله سبحانه وتعالى وبالمقابل من ضاعت خطاه والعياذ بالله في المشي الى الحرام والى الاثام حتى وهذي اشير لها مهمة جدا حتى ان بعض الناس نسأل الله العافية نسأل الله العافية. بعض الناس قد يمشي بخطاه الى اثم وربما ايضا يكون في سفر ثم تقبض روحه في سفره. في خطى اثمة في خطى اثمة يمشي في سفره او في خطاه ثم تأتيه منيته وهو في سير في خطى اثمة تغضب الله سبحانه وتعالى والانسان ما يدري متى يفجأها الموت لا يدري متى يفجأه الموت فلما ينقل خطاه في اثم قد تقبض روحه فيه في اثم قد تقبض روحه فيه. ويلقى الله وهو يمشي الى الحرام الى الاثام فامر الخطى ايضا امر خطير جدا والانسان يحتاج فعلا ان يكون بواب على على نفسه في في هذا الباب قال فان لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له ويمكنه ان ان يستخرج من كل مباح يخطو اليه قربة ينويها لله فنفع خطاه قربة هذا عجيب جدا هذه فائدة ثمينة يقول انت عندما تمشي في المباحات عندما تمشي في المباحات قد تدخل نية صالحة في ممشاك في المباح فيتحول هذا المباح الى قربة يكتب لك ثوابها عند الله سبحانه وتعالى فمثلا ان كنت ذهبت الى السوق تشتري طعاما لك ولاهلك وولدك ونويت بهذا القوة على طاعة الله والعمل على اصلاح ولدك وهدايته من الخير ونحو ذلك من النيات الصالحة تحول ممشاك هذا المباح الى قربة من القرب ولهذا الناصح لنفسه بالنية تتحول ايامه ولياليه كلها الى عمل حتى النوم يدخل في عمله الصالح. ينام ويكتب له نومه عملا صالحا. يكتب له ثوابه بنية صالحة تكون في قلبه قال يمكنه ان يستخرج من كل مباح يخطو اليه قربة ينويها لله فنفعه فنفع خطاه قربة قال ولما كانت العثرة عثرتين عثرة الرجل وعثرة اللسان وايهما اخطر عثرة الرجل ولا عذرة اللسان اللسان الرجل عثرته ان اصاب الانسان كسر بعثرة رجله تبرأ على مهل لكن عثرة اللسان عثرة اثرة خطيرة جدا لما كانت العثرة عثرتين عثرة الرجل وعثرة اللسان جاءت احداهما قرينة الاخرى في قول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا هذه الخطى واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما هذا اللسان فذكر الله سبحانه وتعالى في صفات عباد الرحمن هذه الصفة العظيمة وكما نعلم جميعا صفات عباد الرحمن في اخر سورة الفرقان ذكرها الله سبحانه وتعالى متتالية مبتدئا كل صفة منها بالذين والذين والذين والذين ثمان مواطن ثمان مواطن جاءت متتالية كل موطن منها يذكر الله سبحانه وتعالى صفة من صفاتهم في الموطن الاول من هذه المواطن الثمان بدأ بهذه الصفة التي تتعلق بالقدم واللسان تتعلق بالقدم واللسان قال الذين يمشون على الارض هونا يمشون على الارض هونا يعني بالرفق واللين والتواضع والبعد عن الغرور والعجب والكبر والى غير ذلك يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما لا يخوضون في جهل الجاهلين وسفه السفهاء صانوا السنتهم من ذلك وقاهم الله سبحانه وتعالى من العثرتين. سلمهم من العثرتين. عثرة الرجل وعثرة اللسان قال فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم في الالفاظ والخطى يمكن ان نقول في ضوء ذلك ان من صفات الرحمن من صفات عباد الرحمن بل ذكرت في اوائل صفاتهم في سورة الفرقان اه السلامة السنتهم واستقامتها وسلامة خطاهم واستقامتهم قد صنوها من العثرة واجتهدوا في وقايتها من من العثرة قال فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم كما جمع بين اللحظات والخطرات اللحظات التي بالبصر والخطرات التي في القلب جمعها سبحانه وتعالى في قوله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وهذا الذي ذكر في الاية التفقه فيه من اعظم ما يعين العبد على صيانة قلبه وصيانة وصيانة بصره بل صيانة جميع حواسه ان يستحضر ان رب العالمين مطلع عليه وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء بل قال الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره قال اجمع العلماء اجمع العلماء على ان اكبر زاجر واعظم رادع ان تعلم ان الله يراك اكبر زاجر واعظم رادع ان تعلم ان الله يراك انه مطلع عليه انه عليم بك انه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية في الارظ ولا في السماء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا