الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل ولما كانت مفسدة اللواط من اعظم المفاسد كانت عقوبته في الدنيا والاخرة من اعظم العقوبات وقد اختلف الناس هل هو اغلظ عقوبة من الزنا او الزنا اغلظ عقوبة منه او عقوبتهما سواء على ثلاثة اقوال فذهب ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وجابر بن زيد وعبيد الله وعبيد الله بن عبدالله بن معمر والزهري وربيعة بن ابي عبدالرحمن ومالك واسحاق ابن راهوية والامام احمد في اصح الروايتين عنه والشافعي في احد قوليه الى ان عقوبته اغلظ من عقوبة الزنا وعقوبته القتل على كل حال محصنا كان او غير محصن وذهب عطاء بن ابي رباح والحسن البصري وسعيد بن المسيب وابراهيم النخعي وقتادة والاوزاعي والشافعي في ظاهر مذهبه والامام احمد في الرواية الثانية عنه. وابو يوسف ومحمد الى ان عقوبته وعقوبة الزاني سواء وذهب الحكم وابو حنيفة الى ان عقوبته دون عقوبة الزاني وهي التعزير قالوا لان معصية من المعاصي لم يقدر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فيه حدا مقدرا فكان فيه التعزير اكل الميتة والدم ولحم الخنزير قالوا ولانه وطأ في محل لا يشتهيه الطباع بل ركبها الله تعالى على النفرة منه حتى الحيوان البهيم فلم يكن فيه حد كوطأ الحمار وغيره قالوا ولانه لا يسمى زانيا لغة ولا شرعا ولا عرفا. فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانيين. قالوا ولانه في محل عندنا لا يشتهي ها كمل قالوا ولانا رأينا قواعد الشريعة لانه وطأ. نعم. اكمل قالوا ولانه وطأ في محل لا يشتهيه الطباع لا تشتهيه الطباع بل ركبها الله تعالى على النفرة منه. نعم بل ركبها الله تعالى على النفرة منه حتى الحيوان البهيم. فلم يكن فيه حد كوطأ الحمار وغيره قالوا ولانه لا يسمى لا يسمى زانيا لغة ولا شرعا ولا عرفا فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانيين قالوا ولانا رأينا في حد الزاء نين نعم او الزانين كلها نعم احسن الله اليك فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانين قالوا ولانا رأينا قواعد الشريعة ان المعصية اذا كان الوازع عنها طبعيا اكتفى اكتفي بذلك الوازع من الحد واذا كان في الطباع تقاضيها جعل فيها الحد بحسب اقتضاء الطباع لها ولهذا جعل الحد في الزنا والسرقة وشرب الخمر دون اكل الميتة والدم ولحم الخنزير قالوا وطرد هذا انه لا حد في وطأ البهيمة ولا الميتة. وقد جبر الله سبحانه الطباع على النفرة من وطأ الرجل مثله اشد نفرة كما جبلها على النفرة من استدعاء الرجل من يطؤه بخلاف الزنا فان الداعي فيه من الجانبين قالوا ولانا قالوا ولان احد ولان احد النوعين اذا استمتع بشكله لم يجب عليه الحد كما لو تساحقت المرأتان المرأتان واستمتعت كل واحدة منهما بالاخرى قال اصحاب القول الاول وهم جمهور الامة وحكاه غير واحد اجماعا للصحابة ليس في المعاصي مفسدة اعظم من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت اعظم من مفسدة القتل كما سنبينه ان شاء الله قالوا ولم يبتلي الله تعالى بهذه الكبيرة قبل قوم لوط احدا من العالمين. وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها امة وجمع عليهم من انواع العقوبات من الاهلاك وقلب ديارهم عليهم والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء فنكل بهم نكالا لم ينكله بامة سواهم وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الارض تميد من جوانبها اذا عملت عليها وتهرب الملائكة الى اقطار السماوات والارض اذا شاهدوها خشية نزول العذاب على اهلها فيصيبه فيصيبهم معهم. وتعج الارض الى ربها تبارك وتعالى وتكاد وتكاد الجبال تزول عن اماكنها وقتل المفعول به خير له من وطأه فانه اذا وطأه الرجل قتله قتلا لا ترجى الحياة معه بخلاف قتله فانه مظلوم شهيد وربما ينتفع به في اخرته قالوا والدليل على هذا ان الله سبحانه جعل حد القاتل الى الى خيرة الولي. ان شاء قتل وان شاء عفا وحتم قتل لوطي حدا كما اجمع عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة التي لا معارض لها بل عليها عمل اصحابه وخلفائه الراشدين دين وقد ثبت عن خالد بن الوليد رضي الله عنه انه وجد في بعض ضواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة فكتب الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه فاستشار ابو بكر الصحابة الصحابة رضي الله عنهم فكان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اشدهم قولا فيه فقال ما فعل هذا الا امة من الامم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها ارى ان يحرق بالنار فكتب ابو بكر الى خالد رضي الله عنهما فحرقه وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ينظر اعلى بناء في القرية فيرمى اللوطي منه منكبا ثم يتبع بالحجارة واخذ عبدالله بن عباس رضي الله عنه هذا رضي الله عنهما هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط وابن عباس رضي الله عنهما هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به رواه اهل السنن وصححه ابن حبان وغيره واحتج الامام احمد بهذا الحديث واسناده على شرط البخاري رحمه الله قالوا وثبت عنه انه قال لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط ولم تجيء ولم تجيء عنه لعنة الزاني في حديث واحد. وقد لعن جماعة من اهل الكبائر فلم يتجاوز عنه لعنة الزاني ثلاث مرات صلى الله عليه قال رحمه الله ولم تجيء عنه لعنة لعنة الزاني ثلاث مرات في حديث واحد وقد لعن جماعة من اهل الكبائر فلم يتجاوز بهم في اللعنة مرة واحدة وكرر لعن اللوطية فاكده ثلاث مرات واطبق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله لم يختلف فيه منهم رجلان. وانما اختلفت اقوالهم في صفة قتله. فظن بعض ان ذلك اختلاف منهم في قتله فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة وهي بينهم مسألة اجماع لا مسألة نزاع. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا فصل عقده الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان مفسدة اللواط عقوبة من يفعل هذا الامر الشنيع القبيح في شرع الله سبحانه وتعالى وذكر رحمه الله تعالى ان هذه المفسدة مفسدة اللواط من افسد المعاصي واشنعها ومن اعظمها جرما ولهذا كانت العقوبة فيه من اشد العقوبات وذكر رحمه الله خلافا ساقه لاهل العلم في عقوبة الزاني اهي اغلظ من عقوبة الزنا او الزنا اغلظ عقوبة منه او عقوبتهما سواء فذكر لاهل العلم ثلاثة اقوال بدأها رحمه الله تعالى باظهرها اصحها وهي ان عقوبته اغلظ من عقوبة الزنا وان عقوبته القتل على كل حال. لان الزنا انما يكون القتل فيه اذا وقع من محصن اما اللواط فلا فرق بين محصن وغيره لا فرق بين محصن وغيره وهذا مما يدل على انه اغلظ والجرم فيه اشنع واخطر فالعقوبة جاءت فيه اغلظ لم يفرق فيه ولهذا صح في الحديث من وجدتموه صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام من وجدتموه يفعل فعل قوم لطف اقتلوا الفاعل والمفعول به وهذا اذا بلغ الامر الامام بالشهود او بالاقرار بالشهود او بالاقرار من الفاعل فان هذا هو حده ان يقتل محصنا كان او غير محصن بخلاف الزنا الزنا انما الحد فيه بالقتل على من كان محصنا اما غير المحصن فحده الجلد كما هو مبين في كتاب الله سبحانه وتعالى وذهب بعض اهل العلم ان عقوبة ان عقوبة الزنا وعقوبة اللواط سواء يعني يفرق فيه بين المحصن فيقتل وغير المحصن فيجلد ومنهم من قال عقوبته التعزير فيما دون القتل فهي اقوال ثلاثة لكن اصحها الاول وقد ثبت في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال فاقتلوا الفاعل والمفعول به. فاقتلوا الفاعل و المفعول به وهذا محل اجماع بين الصحابة هذا الحكم محل اجماع بين الصحابة كما ذكر ذلك ابن القيم وانما وانما الخلاف بينهم وقع في صفة القتل هل يقتل رميا من شاهق هل يقتل تحريقا بالنار؟ هل يقتل رميا بالحجارة في صفة القتل ولم يقع بينهم خلاف في ان حكمه ان ان يقتل وهذا صح فيه حديث ثابت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وما ذكر للقول الثالث من تعليلات سيأتي اجوبة مفصلة عليها عند ابن القيم رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله قالوا ومن تأمل قوله سبحانه ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وقوله في اللواط اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين تبين له تفاوت ما بينهما سبحانه ترى انه سبحانه نكر الفاحشة في الزنا اي هو فاحشة من الفواحش وعرفها في اللواط وذلك يفيد انه جامع لمعاني اسم الفاحشة كما تقول زيد الرجل ونعم الرجل زيد اي اتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل احد فهي لظهور فحشها وكم وكماله غنية عن ذكرها بحيث لا ينصرف الاسم الى غيرها وهذا نظير قول فرعون لموسى وفعلت فعلتك التي فعلت اي الفعلة الشنعاء الظاهرة المعلومة لكل احد. نعم هنا اخذ سوق رحمه الله تعالى بعض الشواهد والدلائل على ان فعلة اللواط اشنع وامرها افحش فذكر في في هذا الباب انواع من الدلائل فيها الفروقات تظهر الفروقات ويتبين صناعة هذه الفعلة وانها من اشنع ما يكون انى اشنع منا الزنا ذكر من ذلك رحمه الله ان الله عز وجل قال في شأن الزنا انه كان فاحشة بينما في فعلت قوم لوط قال اتأتون الفاحشة هناك نكر وهنا عرف هناك نكر فيما يتعلق بالزنا اي فاحشا من الفواحش لكن هنا في اللواط عرف قال الفاحشة عرفها في اللواط وذلك يفيد انه جامع لمعاني اسم الفحش والفاحشة انه جامع لمعاني اسم الفحش والفاحشة لما يقال فلان الرجل غير ان يقال فلان رجل رجل اي من الرجال لكن الرجل اي الذي اجتمعت فيه. المعاني معاني الرجولة نعم الرجل وهكذا هنا في في اللواط عرف فدل هذا التعريف على ان اه اللواط فيه جماع الفحش وتناهي الفحش وقبح هذا العمل وهناك نكر قال قال ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة اي فاحشة تناهت في الفحش مثل يعني غيرها من الفواحش لكن لما عرف هنا تبين ان شأنه اعظم. نعم قال رحمه الله ثم اكد سبحانه بيان فحشها بانها لم يعملها احد من العالمين قبلهم. فقال ما سبقكم بها من احد من العالمين. قوم لوط هم اول من بدأ هذه الفاحشة يعني لم يسبقهم احد من العالمين وهنا يذكر بعض اهل العلم لطيفة في المعنى ان الله قال ما سبقكم بها احد من العالمين لم يقل من الناس لم يقل من الناس قال من العالمين ولهذا بعض العلماء يذكر ان هذا هذا هذه الفعلة القبيحة لا تعرف حتى في البهائم والحيوانات والوحوش لا يعرف ان تيس ينزع على تيس او حمارا على حمار او كلبا على كلب او ثورا على ثور البهائم مع ما هي عليه من بهيمية تأنف من ذلك تأنف من ذلك ولا تفعل ذلك واذا سقط خلق الانسان صار اسوء من البهيمة. انهم الا كالانعام او هم اضل اذا سقط الخلق عنده العفة والشرف صارت حاله اسوأ من من حال البهيمة ويمارس فعلة تأنف منها بهيمة لا تفعلها فالله سبحانه وتعالى قال ما سبقكم بها من احد من آآ العالمين ولهذا ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من اهل العلم يذكرون ان هذا حتى في البهائم لا يعرف ان هذا حتى في البهائم لا يعرف لا يعرف في الحيوانات مثل هذا العمل واول من بدأ هذا العمل من العالمين اول من بدأ هذا العمل من العالمين هم قوم لوط ولهذا كل ما من يفعل فعلتهم فهم قدوته ولهم نصيب من اثم عمله لانهم اول من بدأ هذا الصنيع الشنيع وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اه انه ما من قتيل يقتل الا وكان لابن ادم الاول كفل من دمه وقد قال الله سبحانه وتعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم فكل من جاء بعدهم وفعل هذه الفعلة فهم قدوته في ذلك ولهذا العقوبة التي احلها الله سبحانه وتعالى بهم لم يباعد المسافة بين هذه العقوبة وبين من يفعل الفعلة بعدهم في ازمان متأخرة لم يباعد المسافة بل قربها قال وما هي نعم من الظالمين ببعيد لا يظن الظن انها حلت بهم وانتهت بل من كان مثلهم فهي قريبة منه من كان مثلهم يفعل فعلهم فهذه قريبة منه ليست بعيدة ما هي منه بالدم يبعد المسافة بينها فالحاصل ان من يفعل ذلك هو في ذلك متأسيا بهذه الامة التي غضب عليها الله واحلها واحل بها عقوبة ما احلها باحد انواع العقوبات احلها كما سيأتي تفصيل ذلك عند ابن القيم ثمان الله سبحانه وتعالى ذكر ان هذه العقوبة ليست ببعيدة ممن فيشابههم يكونون قدوة له في مثل هذه الافعال الشنيعة. نعم قال رحمه الله ثم اكد سبحانه بيان فحشها بانها لم يعملها احد من العالمين قبلهم. فقال ما سبقكم بها من احد من العالمين ثم زاد في التأكيد بان صرح بما تشمئز منه القلوب وتنبو عنه الاسماع وتنفر منه اشد النفرة اشد النفرة وهو اتيان الرجل رجلا مثله ينكحه كما ينكح الانثى فقال انكم لتأتون الرجال نعم هذه الجملة انكم الرجال هذه الجملة فيها شناعة العمل. تاتون الرجال يعني تفعلون هذا الفعل الذي هو من اقبح الاعمال واخسها وادنى احقرها انكم لتأتون الرجال رجل يأتي رجل انكم لتأتون الرجال يعني هذا بحد ذاته اظهاره كافي في قبح هذا العمل وشناعته نعم قال رحمه الله ثم نبه على استغنائهم عن ذلك وان الحامل لهم عليه ليس الا مجرد الشهوة لا الحاجة الى لا الحاجة التي لاجلها بها مال الذكر الى الانثى من قضاء الوتر ولذة الاستمتاع وحصول المودة والرحمة التي تنسى المرأة لها ابويها وتذكر بعلها وحصول النسل الذي هو حفظ هذا النوع الذي هو اشرف المخلوقات. هذا يتحدث فيه عن النكاح الشريف والمصالح العظيمة التي آآ تتحدى تتحقق بالنكاح قضاء الوتر في اه اتيان الانثى اه بعقد ونكاح صحيح ماذا يترتب عليه من اللذة والاستمتاع وحصول اه المودة والرحمة ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. في ايات باهرة عظيمة جدا هذا النكاح والمصالح العظيمة الكبيرة التي تترتب عليه انظر هذه اللطيفة ما اجملها! قال وحصول المودة والرحمة التي تنسى المرأة لها ابويها وتذكر فعلها وتذكر بعلها في ارتباطها به وصلتها به وعمق المحبة التي تكون بينها وبين مع انها حياتها كلها مع اهلها وفي بيتها لكن بمجرد هذا العقد وهذه الصلة وهذا هذا الرباط الذي يكون بينهم تحصل هذه المودة العظيمة والرحمة الكبيرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى ويحصل ايضا النسل وحصول نعم قال رحمه الله وحصول النسل الذي هو حفظ هذا النوع الذي هو اشرف المخلوقات وتحصين المرأة وقضاء وطرها وحصول علاقة المصاهرة التي هي اخت النسب وقيام الرجال على النساء وخروج احب الخلق الى الله من جماعهن كالانبياء والاولياء والصالحين ومكاثرة النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء بامته الى غير ذلك من مصالح النكاح. يعني انظر هذه المصالح الكبيرة والمنافع العظيمة كل ذلك تركته هذه الامة الخسيسة الحقيرة واصبحوا يأتون الرجال حتى لما عرظ عليهم لوط عليه السلام الا النكاح هؤلاء بناتي اطهر لكم عرض عليهم النكاح وما فيه من الطهارة وما فيه من المصالح ابوا ذلك ابوا الا تلك الفاحشة وتلك الحقارة وتلك الغساسة عرظ عليهم النكاح الشريف وما فيه من مصالح عظيمة لكن تنكست قلوبهم تلوثت واصبحوا في سكرة معمهون فابوا الى ان احل الله سبحانه وتعالى بهم اه العقوبة العظيمة والنكال الاليم نعم قال رحمه الله والمفسدة التي في اللواط تقاوم ذلك كله؟ نعم تقضي على هذه المصالح كلها يصبح الرجل والعياذ بالله بهذه الخساسة وحتى ان حتى ان مما ذكر في هذا الباب ان المتلوث بهذه الذي استمرأت نفسه واستمرأت نفسه هذا الامر لللواط فعلا او ان يفعل به حتى لو قدر انه تزوج تبقى لوثته فاذا تزوج لا لا يقبل ان يأتي امرأته الا في دبرها وهذا من الكبائر وفي لعن ثابت عن آآ النبي عليه الصلاة والسلام او يكون متزوجا ويطلب في بيته من من يفعل به وزوجته عنده في البيت خساسة من امن امن من اقبح ما يكون وفساد من اشنع ما يكون فهذه سكرة هذه الفاحشة ما تجنيه على الامر على المرء الذي دخل في هذا الباب وولج هذا المولج تترتب عليها مضار عظيمة وتفويت مصالح كبار جاءت بها الشريعة نعم قال رحمه الله والمفسدة التي في اللواط تقاوم ذلك كله وتربي عليه وتربي عليه بما لا يمكن حصر فساده ولا يعلم تفصيله الا الله. نعم لكن اللوط اعمى ما ما يبصر مثل هذه المعاني اطلاقا وانما آآ فيه نزوة هي اخس من نزوة البهائم يركض ورائها ولا يفكر في عواقبها التي في الدنيا والتي في الاخرة. نعم قال رحمه الله ثم اكد قبح ذلك بان اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر عليها الرجال. وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله او في الذكور وهي شهوة النساء دون شهوة الذكور. فقال ابو الامر وعكسوا الفطرة والطبيعة فاتوا الرجال شهوة من دون النساء ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وكذلك قلبوا هم ونكسوا في العذاب على رؤوسهم نعم يعني قلب بقلب يعني هم قلبوا الفطرة الله فطر العباد على الميل الذي بين الرجل والمرأة وجاءت الشريعة بضبطه بالنكاح الصحيح فهم قلبوا ذلك. قلبوا هذه الفطرة التي ركزت في العباد الى ميل الرجل للرجل لا للانثى ميل الرجل الرجل فابى الرجال لو فاتوا الرجال شهوة من دون النساء هكذا الة حالهم وهذا قلب للفطرة فعوقب عوقب بهذا القلب للفطرة بان قلب الله سبحانه وتعالى عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها. جزاء وفاقا. جزاء من جنس العمل. قلب بقلب. قلب الفطرة هذا القلب الشنيع فقلبت عليهم ديارهم عالية سافلها. نعم قال رحمه الله ثم اكد سبحانه قبح ذلك بان حكم عليهم بالاسراف وهو مجاوزة الحد فقال بل انتم قوم مسرفون فتأمل هل جاء ذلك او قريبا منه في الزنا واكد سبحانه ذلك عليهم بقوله ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث ثم اكد عليهم الذم بوصفين في غاية القبح فقال انهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم مفسدين في قول نبيهم ربي انصرني على القوم المفسدين. وسماهم ظالمين في قول الملائكة لابراهيم عليه السلام انا مهلكوا اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين فتأمل من عوقب بمثل هذه العقوبات ومن ذمه الله بمثل هذه بمثل هذه المذمات ولما جادل فيهم خليله ابراهيم الملائكة وقد اخبروه باهلاكهم قيل له يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود. الاوصاف التي وصف الله سبحانه وتعالى بها قوم لوط تنوعت وهي تدل على عظم الجريمة التي كانوا يقترفونها فوصفهم بانهم يعملون الخبائث وبانه مسرفين وانهم مفسدين وانهم ظالمين ووصفهم بالجهل والسكر والعماية اوصاف كثيرة ذكرها الله سبحانه وتعالى كل صفة بمفردها كافية في ظهور شناعة هذا العمل كل صفة من هذه الصفات بمفردها كافية في ظهور شناعة هذا العمل فكيف بهذه الصفات الكثيرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في وصف قبح هذا الصنيع الذي كان كانت عليه هذه الامة الخبيثة التي من اخبث الامم واخسها واحقرها نعم قال رحمه الله وتأمل خبث اللوطية وفرط تمردهم على الله حيث جاءوا نبيهم لوطا لما سمعوا بانه قد طرقه اضياف هم من احسن البشر صورا فاقبل اللوطية اليه يهرولون فلما رآهم قال لهم يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم ففدى ببناته يزوجهم بهن خوفا على نفسه واضيافه من العار الشديد فقال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. اليس منكم رجل رشيد؟ فردوا وعليه ولكن رد رد جبار عنيد. لقد علمت ما لنا في بناتك من حق. وانك لتعلم ما نريد فنفث نبي الله نفثة مسدور وخرجت من قلب مكروب عميد. فقال لو ان لي بكم قوة او اوي الى ركن شديد فنفس له رسل الله وكشفوا وكشفوا له عن حقيقة الحال واعلموا انهم ليسوا ممن يوصل اليهم ولا اليه بسببهم فلا تخف منهم ولا تعبأ بهم وهون عليك. فقالوا يا لوم طمئنا رسل ربك لن يصلوا اليك وبشروه بما جاءوا به من الوعد له ولقومه من الوعيد المصيب. فقالوا فاسري باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم قم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم. ان موعدهم الصبح استبطأ نبي الله موعد هلاكهم وقال اريد اعجل من اريد اعجل من هذا؟ فقالت الملائكة اليس الصبح بقريب فوالله ما كان بين هلاك اعداء الله ونجاة نبيه واوليائه الا ما بين السحر وطلوع الفجر واذا بديارهم قد اقتلعت من اصولها ورفعت نحو السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب ونهيق الحمير فبرز المرسوم الذي لا يرد من عند الرب الجليل الى عبده ورسوله جبريل بان يقلبها عليهم كما اخبر به في محكم التنزيل فقال عز من قائل فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل فجعلهم اية للعالمين وموعظة للمتقين ونكالا وسلفا لمن شاركهم في اعمالهم من المجرمين. وجعل ديارهم بطريق السالكين. ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم. ان في ذلك لاية للمؤمنين اخذهم على غرة وهم نائمون. وجاءهم بأسه وهم في سكرتهم يعمهون. فما اغنى عنهم ما كانوا ينكس ما كانوا تسيبون فانقلبت تلك اللذات الاما فاصبحوا بها يعذبون مآرب كانت في الحياة لاهلها عذابا فصارت في الممات عذابا. هذا ايضا من الامور التي تبين الخبث الذي كانت عليه تلك الامة الا الخبيثة التي هي من اخبث الامم لما جاء رسل الله الملائكة في صورة اضياف شبان حسان جاءوا الى لوط عليه السلام في داره العادة في مثل هذا الموقف اهل الكرم واهل الفضل يفرح يفرح الفرح العظيم بالضيف ويباشر اكرامه وضيافته ونزله لكن تأمل ماذا قال الله سبحانه وتعالى ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا فقال هذا يوم عصيب لانه يعرف الخسة التي عليها قومه والدناءة والحقارة والفحش المتناهي الذي هم فيه وفعلا ما كان يخشاه وجاءه قومه يهرعون اليه جاؤوا يريدون الفاحشة بهؤلاء الاضياف اضياف لوط عليه عليه السلام هذا كله من التناهي في الفحش فكان مما ذكر لهم ان عرض عليهما النكاح هؤلاء بناتي هن اطهر لكم اتقوا الله ولا تغزوني في ضيفي هؤلاء بناتهن اطهر لكم عرض عليهم بناته سواء قيل بناته اي من صلبه او بنات المؤمنين لان كل نبي اب امته فهذا او هذا كله المقصود النكاح النكاح الصحيح عرض عليهم ذلك فابوا وقالوا انظر هذه الجملة ما عجبها؟ قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق تعجب عندما تقرأ قولهم من حق كأن القوم يعرفون الحقوق كأن القوم يعرفون الحقوق ويضعون انفسهم في مواطن الحقوق يفهمونها وهم من ابعد الناس عن ذلك ما لنا في بناتك من حق كأنهم يفهمون حقا او يعرفون حقا وانك لتعلم ما نريد الحاصل ان آآ الملائكة الذين هم اضياف رسل الله طمنوه وهدأوا من روعه واخبروه انهم جاؤوا بالعقوبة وامروه ان ان يخرج اهله فاسري باهلك بقطع من الليل اي ظلمة اخر الليل في اخر الليل ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك. انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب فاحل الله سبحانه وتعالى بهم تلك العقوبة في اخر الليل ما بين السحر وطلوع الفجر في هذا الوقت في اخر الليل وفي تلك اللحظات اذا بديارهم قد اقتلعت من اصلها ورفعت نحو السماء حتى سمعت الكلاب الملائكة نباح الكلاب ونهيق الحمير ثم قال قلب عاليها سافلة وامطر الله سبحانه وتعالى عليهم هجارة من سجيل فجعلهم اية للعالمين وموعظة لي المتقين وعبرة اه لمن جاء بعدهم نعم قال رحمه الله ذهبت اللذات واعقبت الحسرات وانقضت الشهوة واورثت الشكوى تمتعوا قليلا وعذبوا طويلا رتعوا مرتعا وخيما فاعقبهم عذابا اليما اسكرتهم خمرة تلك الشهوة فما استفاقوا منها الا في ديار المعذبين. وارقدتهم تلك الغفلة فما استيقظوا الا وهم في منازل الهالكين فندموا والله اشد الندامة حين لا ينفع الندم وبكوا على ما اسلفوه بدل الدموع بالدم فلو رأيت الاعلى والاسفل من هذه الطائفة والنار تخرج من منافذ وجوههم وابدانهم. وهم بين اطباق الجحيم وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الحميم ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون. ذوقوا ما كنتم تكسبون. اصلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون ولقد قرب الله سبحانه مسافة العذاب بين هذه الامة وبين اخوانهم في العمل. فقال مخوفا لهم ان يقع الوعيد وما هي من الظالمين ببعيد نعم قف عند هذه الجملة يقول رحمة الله عليه قرب الله مسافة العذاب بين هذه الامة وبين اخوانها في العمل فمن عمل عمل قوم لوط فالمسافة بينه وبين العقوبة التي احلها الله بهم ليست بعيدة بل قريبة انظر ماذا قال الله في القرآن وما هي من الظالمين ببعيد المسافة بين العقوبة وبين من يفعل هذه الفعلة التي فعلها اولئك ليست بعيدة. مسافة قريبة قال وما هي من الظالمين ببعيد اي قريبة منهم قريبة منهم ليست ببعيدة. قرب الله مسافة العذاب بين هذه الامة وبين اخوانهم في العمل نعم قال رحمه الله فيا ناكح الذكران يهنيكم البشرى. فيوم معاد الناس ان لكم اجرا. كلوا واشربوا وزنوا ولوطوا وابشروا فانكم زفا الى الجنة الحمراء فاخوانكم يعني النار. نعم فاخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم وقالوا عنكم يعني اولئك الذين سنوا هذه السنة القبيحة قوم لوط نعم فاخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم وقالوا الينا عجلوا لكم البشرى وها نحن اسلاف لكم في انتظاركم سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى. يعني الان هنا قال اخوانكم الذي آآ الذي يحصن نفسه بالزواج والعفاف ويبقى مع هذه الرابطة لا لا تذهب نفسه تلك المذاهب لا في لواط ولا في زنا ولا في غيره ويقصر نفسه على ذلك اخوانه من ذكرهم الله سبحانه وتعالى في قوله ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وجعلنا لهم ازواجا وذرية هؤلاء اخوانه وهو على نهجهم ومن ترك هذا الطريق السداد الطريق المبارك ومال الى مثل هذه الفواحش فاخوانه هذه الامة التي غضب الله عليها هذا الغضب واحل الله سبحانه وتعالى بها ذاك النكال ذاك العقاب الذي هو ليس ببعيد ممن سلك مسلكهم وصار مسيرهم نعم ولا تحسبوا ان الذين نكحتموا يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا ويلعن كل منكم لخليله ويشقى به المحزون في الكرة الاخرى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. نعم يعذب كل منهم بشريكه كما اشترك في لذة توجب الوزر نعم ثم عقد رحمه الله فصل في الاجوبة عما احتج به من جعل عقوبة هذه الفاحشة دون عقوبة الزنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا