الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل فان قيل وهل مع ذلك كله من دواء لهذا الداء العضال ورقية لهذا السحر القتال وما الاحتيال لدفع هذا الخبال وهل من طريق قاصد الى التوفيق وهل يمكن السكران بخمرة الهوى ان يفيق وهل يملك العاشق قلبه والعشق قد وصل الى سويدائه وهل للطبيب بعد ذلك حيلة في برؤه من سوء دائه اللامه لائي ملتذ بملامه ذكرا لمحبوبه. وان عدله عادل اغراه عدله. اغراه عدله وسار به في طريق مطلوبه ينادي عليه شاهد حاله بل لسان قاله وقف الهوى بحيث انت فليس لي متأخر عنه ولا متقدم واهنتني فاهنت نفسي جاهدا ما من ما من يهون عليك ممن يكرم اشبهت اعدائي فصرت احبهم اذ كان حظي منك حظي من هموم اجد الملامة في هواك لذيذة حيا لذكرك لوموا ولعل هذا هو المقصود بالسؤال الاول الذي وقع عليه الاستفتاء والداء الذي طلب له الدواء قيل نعم الجواب من رأس وما انزل الله سبحانه من داء الا انزل له دواء علمه من علمه وجاهله من جاهلاه والكلام في دواء هذا الداء من طريقين احدهما حسم مادته قبل حصولها والثاني قلعها بعد نزولها نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد عاد الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الى السؤال الاول الذي بنى عليه هذه الرسالة وهذا المؤلف القيم في دواء تعلق القلب الاثم والحرام تعلقوا بالعشق او الفاحشة تمكن ذلك من القلب فهل لهذا من طب ودواء هل له من علاج لان كثيرا ممن يبتلى بهذه الاشياء يظن انها لا طب لها ولا علاج وانها تجذرت في قلبه وتمكنت من فؤاده فلا خلاص له منها ومن وراء اذكاء هذا الشيطان فهو يذكي هذا في قلبه ويوهمه ان لا خلاص له ولا فكاك من هذا الذي تعلق به قلبه ولهذا كثير ممن يبتلى او تبتلى قلوبهم بهذه الافة يظن يظنون انها لا طب لها وانها لا علاج لها وانها اشبه ما تكون الادواء المستعصية على اهل الطب فلا علاج لها ولا دواء فعاد رحمه الله بعد بيان بين وطول نفس في النصح فعاد السؤال مرة اخرى مع اجابات موسعة تقدمت عليه لمزيد النصح والبيان والتفصيل في معالجة هذا الدواء والا فان جميع ما تقدم كله في هذا الباب باب المداواة والمعالجة ولهذا فان كتاب ابن القيم كما قدمت في اول البدء به البدء بقراءته كتاب نافع جدا في طب القلوب وعلاجها وشفائها من من اسقامها ومن اكرمه الله سبحانه وتعالى من المبتلين بقراءة هذا الكتاب باناة ونصح لنفسه فانه يزول عنه داؤه باذن الله ومن وفق من الشباب لقراءة هذا الكتاب في باكورة عمره واول شبابه فانه يكون حصنا له من هذه الادواء وواقيا باذن الله سبحانه وتعالى هذا فصل عقده رحمه الله تعالى لاعادة السؤال المتقدم هل هذا الداء العظال له دواء وما الحيلة لدفع هذا الخبل؟ الخبل هو الفساد ما الحيلة لدفعه وهل من طريق قاصد الى التوفيق؟ اي الى ان يفوز العبد بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى والتوفيق والخذلان ضدان التوفيق الا يكلك الله الا اليه هذا هو التوفيق والخذلان ان يوكل المرء الى نفسه وهواه فيضيع ولهذا ينبغي ان يكون العبد دائما مفوضا امره الى الله طالبا توفيقه منه جل في علاه وكم هو جميل كما ذكرت في ايام قريبة ان يفتتح المسلم يومه بالتفويض وخاصة الدعوة التي هي من اذكار الصباح والمساء والتي علمها النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين هذا هو التوفيق تسلم امرك الى الله تفوظ امرك الى الله تطلب منه سبحانه وتعالى ان يوفقك ان يكلأك ان لا يكلك الى نفسك لان العبد اذا وكل الى نفسه ضاع واذا فوض امره الى الله وتوكل عليه جل في علاه حفظ ووقي وهدي اذا خرج المرء من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله قيل له هديت وكفيت ووقيت لانه مفوض سلم امره لله طلب توفيقه منه جل في علاه فهل لهذا الطريق القاصد هل من طريق قاصد الى التوفيق وهل يمكن السكران بخمرة الهوى ان يفيق وهل يملك العاشق قلبه والعشق قد وصل الى سويداءه لو ذهب هذا السائل الى بعظ بعظ من لا فقه عنده ربما خذله وقال هذا مستعصي ولا طب له ولا علاج ولا حيلة فيه وربما ايضا كان بعض من يسأل عن طب هذا العلاج من يزيد تعلق المرء بما هو متعلق به لكن يقول ابن القيم رحمه الله تعالى قيل نعم له علاج جميلة نعم بدأ بها لان السائل الذي اعياه مرضه وانهكه شدة الداء الذي هو مصاب به تفتح له هذه الكلمة في اول الجواب افقا واسعا من الامل والراحة والطمأنينة والاقبال فقال نعم هذه كلمة قوية وعظيمة والبدء بها من احسن ما يكون ان يسمعها من يسأل عنها عن هذا السؤال نعم نعم له علاج له طب وانظر ايضا كلامه الاجمل ايضا يقول الجواب من رأس وما انزل الله من داء الا جعل له دواء هذه لفتة جميلة الحديث كثير منا عندما يسمعه يظن انه وخاص بامراض الابدان كثير منا يظن ان هذا الحديث خاص بامراض الابدان وان ما من مرض من امراض الابدان الا له دواء لكن ابن القيم رحمه الله تعالى بهذه اللفتة ولعلكم تذكرون ايضا بهذا الحديث صدر هذا الكتاب بهذا الحديث صدر رحمه الله تعالى هذا الكتاب فبهذه اللفتة يشير الى ان هذا الحديث حديث جامع ويتناول امراض الابدان والقلوب على حد سواء ما من داء تصاب به الابدان من الامراض العضوية الكثيرة المتنوعة الا وله دواء حتى وان قال بعض الاطباء هذا مستعصي لا دواء له ما من داء الا له دواء والطبيب عندما يقول هذا لا دواء له اي في حد علمه علمه من علمه وجهله من جهله حتى لو كان ماهرا في الطب ان قال هذا لا دواء له اي حسب فهمه حسب علمه علمه من علمه جهل ومن جهله سبحان الله قد يكون طب يستعصي على الاطباء علاجه ويشفى منه من هو مريض به بعشبة واحدة يتناولها فيجعل الله سبحانه وتعالى فيها شفاؤه وتكون هي طب طب مرضه فالحاصل ان هذا الحديث يتناول طب الابدان ويتناول ايضا طب القلوب من امراضها التي هي الشهوات والشبهات في جملتها فيطمع الذي في قلبه مرض هذا مرض الشهوة في قلوبهم مرض هذا النفاق مرض الشبهة فالقلوب تمرة بالشبهات وتمرض ايضا بالشهوات وهذا الحديث ما من داء او ما انزل الله من داء الا جعل له دواء ايضا هذه الا الادواء لها ادوية لها علاج ولهذا قال بعض السلف عن القرآن اه في في هذا القرآن ذكر الامراض وذكر الادوية الامراظ الذنوب والادوية الاستغفار الا هذا الحديث حديث جامع يتناول امراض الابدان ويتناول ايضا امراض القلوب ولهذا جعله ابن القيم رحمه الله عمدة. ولهذا قال ما الرأس وما انزل الله يعني نأخذه من هذا الحديث الجامع الذي يجعل آآ للمريض في بدنه او المريض في قلبه فامل حتى وان قيل لا دواء الامل موجود ما من داء الا وله دواء. فالحديث يفتح امل كبير جدا للمريض فلا ييأس ولا يقنط ولا يستسلم بل يبحث عن دواء ادائه وطب مرضه قال رحمه الله والكلام نعم قال رحمه الله والكلام في دواء هذا الداء من طريقين احدهما حسم مادته قبل حصولها والثاني قلعها بعد نزولها وكلاهما يسير على من يسره الله عليه. ومتعذر على من لم يعنه. فان ان ازمة الامور بيديه عندما عندما يتحدث عن طب الابدان او امراض الابدان وعلاجها يقسم طب الابدان الى قسمين طب وقائي وطب علاجي ويقصد بالطب الوقائي اي الوسائل والاسباب التي يكون بها حفظ البدن من ان يقع في المرض او الوسائل والاسباب التي اذا عمل بها وقي من المرض ولهذا الحمية الحمية هي من انفع ما يكون في الطب الوقائي الحمية مما يخشى على البدن منه مما يخشى على البدن من مضرته من اتقى من ما يخشى على بدنه منه فانه باذن الله سبحانه وتعالى يسلم ومن لم يبالي ربما جلب لنفسه المرض تركه هذه الاسباب او هذه الوسائل فالطب الوقائي هو علاج للمرض بالعمل على دفعه باذن الله سبحانه وتعالى العمل على اتخاذ الوسائل ووسائل دفعه قبل ان يقع والنوع الثاني من الطب هو الطب العلاجي وهو الاسباب والوسائل التي يعمل من خلاله على رفع المرض بعد وقوعه وبعد اصابة المرء به السنة جاءت بهذا وهذا في طب الابدان. السنة جاءت بهذا وهذا. في طب الابدان جاءت بالطب الوقائي وجاءت ايضا بالطب العلاجي وفي السنة احاديث كثيرة جدا نافعة في في هذا الباب باب الطب الوقائي مثلا اه بحسب امرئ لقيمات هذا نافع جدا في اه الوقاية والسلامة من من الامراظ كذلك قوله من اصطبح بسبع تمرات لم يضره هذا هذا وقائي هذا وقائي نافع جدا في في هذا الباب آآ ايضا جاءت السنة بالطب العلاجي وابن القيم رحمه الله له مجلد كامل في الطب النبوي من كتابه زاد المعاد فصل في المأثور والمروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطب بنوعيه الوقائي والعلاج والامر نفسه ايضا في طب القلوب الذي هو موضوع الحديث هنا طب القلوب ومداواة اسقامها هو ايضا على نوعين وقائي وعلاجي ولهذا يقول الكلام في دواء هذا الداء ومعالجة هذا المرظ من طريقين احدهما حسم مادتي قبل حصولها هذا الذي هو الطب الوقائي حسم مادته قبل حصولها هذا الطب الوقائي يعني الاسباب التي يتخذها المرء ويفعلها حتى يسلم من هذه الادواء وقلت قبل قليل لو وفق الشاب في باكورة عمره لان يقرأ هذا الكتاب المبارك كتاب ابن القيم فانه باذن الله سبحانه وتعالى يكون حصنا له واقيا خاصة في زماننا هذا فان الشباب يتعرظ في زمان لهجمة شرسة جدا على دينه وخلقه وعفته وشرفه وادبه فيحتاج الى ان يحصن نفسه وكثير من الشباب الان يمشي هكذا بدون بدون ان يكون حصن نفسه فتصيبه الامراض تصيبه الادواء تخترقه تصل الى فؤاده وقلبه تضر مضرة عظيمة جدا ولهذا الطب الوقائي مهم جدا والاخذ بالاسباب الواقية لا لا يخاطر المرء ومن كان مخاطرا بشيء فلا يخاطرن بدينه فانه اثمن ما يملك من كل شيء عوض الا الدين اذا ضاع الانسان لا يعوضه شيء واذا خسره الانسان فهذا هو الخسران المبين والعياذ بالله فالطريقة الاولى حسم مادته قبل حصولها هذا الطب الوقائي والطريقة الثانية قلعها بعد نزولها وهذا الطب العلاجي قلعها بعد نزول هذا الطب العلاجي فان كان ان كانت وقعت وابتلي المرء بها فهذا له نوع من العلاج وان كانت لم تقع بعد فهناك علاج يا يا يعتني به المرء فيكون واقيا له باذن الله سبحانه وتعالى من هذه الادواء هل هذه الادوية التي يتحدث عنها امرها عسير صعبة؟ قال كلاهما يعني الطب الوقائي والعلاجي لهذا المرظ يسير على من يسره الله عليه. اللهم يسر امورنا والمسلمين. يسير على من يسره الله عليه. ومتعذر على امن لم يعنه الله فرجع الامر الى التفويض والتوكل والاستعانة وصدق اللجوء الى الله سبحانه وتعالى فان ازمة الامور بيده سبحانه وتعالى فاما فاما الطريق المانع من حصول هذا الداء فامران الطب الوقائي في هذا المرض له مسلكان امران لابد ان يعتني المرء فان وفق للاعتناء بهما سلم باذن الله سبحانه وتعالى من من هذه الامراض فامران نعم احدهما غض البصر كما تقدم فان النظرة سهم من سهم مسموم من سهام ابليس. ومن اطلق لحظاته دامت حسراته وفي غض البصر عدة منافع يقول آآ احدهما احدهما غض البصر هل هل اطلاق البصر بهذه الخطورة في حصول هذه الامراض والاسقام للقلوب وامتلاؤها بهذه الادواء الخطيرة المهلكة الفتاكة؟ الجواب نعم ولهذا افة الزنا التي وصفها الله بانها فاحشة وانها اه ساء سبيل في ما يتعلق بحفظ الفرج قدم عليه في الذكر غض البصر قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ثم قال وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن قدم غض البصر لان البصر منفذ وطريق طريق التعلق القلب بهذه الافة فيمرظ ويعقب ولهذا لكي لا يمرض القلب لكي لا يمرض القلب لكي لا يصاب بالادواء يغلق المنفذ الذي يدخل الداء الى القلب منه اعطيك مثالا لو كان الانسان الى قريب من بيته مكان فيه جيفة ورائحة كريهة ويخشى ان تؤذيه في بيته هل يدع نافذة البيت مفتوحة او يغلقها ان تركها مفتوحة وقال اريد ان تبقى مفتوحة ولا اريد ان تصل هذا تناقض الريحة لانه المنفذ مفتوح فاذا اطلق لنفسه المجال للنظر ولا يريد ان يمرظ قلبه هذا تناقض لان هذا هذه وسيلة مرض القلب السلامة من مرض القلب ان يغض بصره واذا كان ابن القيم رحمه الله يتحدث عن غض البصر قبل وجود الوسائل التي بايدي الصغار والكبار والذكور والاناث في زماننا والتي لم يكن لها وجود في زمان سابق اذا كان من سبقنا ولم توجد هذه الوسائل اصيبوا بهذه الادواء فكيف مع وجود هذه الوسائل التي اصبح الناس يروا من خلالها ما لا يخطر ببال احد سابقا انها ترى او سترى في يوم من الايام لكن اصبحت الان من خلال هذه الاجهزة ترى وكم تصاب القلوب بسبب رؤيتها من امراض خطيرة جدا بل ان الكفار اعداء دين الله سبحانه وتعالى وجدوا هذه الوسائل مرتعا لهم للوصول الى قلوب ابناء المسلمين وبناتهم بغرض افسادها واعطابها كفانا الله شرهم كفانا الله شرهم وحفظ ابناءنا وابناء المسلمين من مكرهم وكيدهم ولهم والله كيد كبار واجرام عظيم في ابناء المسلمين وبناتهم هذا الذي يتحدث عنه ابن القيم رحمه الله الذي هو غظ البصر يدخل فيه يدخل فيه غظه عما في هذه الاجهزة من صور ومناظر فاتنة ممرضة للقلوب بل ربما كانت الصور التي ترى في هذه الاجهزة ربما كانت اخطر على الانسان من الرؤية المباشرة من جهات عديدة لان هذه الاجهزة اتاحت لكثير من الناس في زماننا خلوة لم تكن موجودة في الزمان الاول حتى ان الخلوة هذه التي اتحدث عنها قد تحصل والشخص في خلوته جالس مع الناس جالس مع الناس وهم من حوله يفتح جهازه بحيث يطمئن ان من عن يمينه وعن شماله لا يرى ما يشاهد فيخلو بالحرام ومن حوله الناس وينظر المشاهد المحرمة ومن حوله الناس ولو ظن ان احدا حوله يرى ما ما يشاهد ارتبك. ورب العالمين يراه لا لا يرتبك ولا يتحرك قلبه ويستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول والنظر الذي هو عن مباشرة ليس عن طريق الاجهزة قد يمنع الانسان منه او استدامته امور واسباب لكن مع هذه الاجهزة ينظر ما ما شاء ولا ولا يفكر الا ان القى الله سبحانه وتعالى في قلبه الخوف من الله والمراقبة لله فانه ينجو باذن الله والا لا عاصم من هذه المهلكات فحديث ابن القيم عن غض البصر وانه وانظر بدأ به في معالجة هذه الادوية او هذه الادواء بدأ به رحمه الله تعالى لان البصر خطير جدا ومهلكة للانسان وهو يتناول النظر المباشر ويتناول النظر من خلال الاجهزة اما الجوال او التلفاز او غيرها وربما كان الامر في في في من خلال هذه الاجهزة اشد خطورة في كثير من حالاته نعم قال رحمه الله وفي غض البصر عدة منافع وهو بعض اجزاء هذا الدواء النافع احدها انه امتثال لامر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده. وفي رب اعدها قال رحمه الله وفي غظ البصر عدة منافع وهو بعض اجزاء هذا الدواء النافع. نعم احدها انه امتثال لامر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده فليس للعبد في دنياه واخرته انفع من امتثال اوامر ربه تبارك وتعالى وما سعد من سعد في الدنيا والاخرة الا بامتثال اوامره وما شقي من شقي في الدنيا والاخرة الا بتضييع اوامره. هذه الاولى من فوائد آآ غض البصر ومنافعه العظيمة وهي كثيرة عدد ابن القيم رحمه الله منافع كثيرة لغظ البصر لكن بدأ بهذا الامر لانه لب الامر ومقصوده وهو التقرب الى الله سبحانه وتعالى لان غض البصر في طاعة لله في امتثال لامر الله فمن غض بصره لله فهذه قربة يجزيه الله عليها الجزاء العظيم في صلاح قلبه وسلامته من الافات والاسقام من منافع غض البصر وعدم اطلاقه ان هذا امتثال لامر الله. قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن. امر بذلك فاذا غض المرء بصره فهذه هذه طاعة منه لربه وقربة لسيده جل وعلا ومولاه. نعم قال رحمه الله الثانية انه يمتنع من وصول اثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه الى قلبه نعم البصر سهم مسموم يعني يسم القلب معنى مسموم اي يوصل الى القلب السم يوصل له الداء وكثير من القلوب انما اعطبت بالامراض بسبب البصر بسبب نظر محرم تمادى فيه المرء حتى سم قلبه واصبح فيه الداء العضال فمن الفوائد انه يمنع من وصول هذا السم الى القلب نعم قال رحمه الله الثالثة انه يورث القلب انسا بالله وجمعية على الله فان اطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله وليس على العبد شيء اظر من اطلاق البصر فانه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه. نعم هذا ايضا مهم جدا لان آآ اطلاق البصر يشتت القلب في اه اودية العشق والحب الزائف والتعلق الباطل وسورة اه آآ من تعلق به في قلبه وارتباط القلب بها ومشاهدتها بقلبه وحضور هذه الصورة في قلبي حتى في عبادته. يعني بعض بعض المبتلين قد يقف في الصلاة بين يدي الله يقف في الصلاة مع المسلمين في الصف وقلبه في فكرة في فكرة اثمة او في شهوة محرمة انظر الى اين يصل به آآ او يأتيه هذا التعلق حتى في صلاته فلو لم يكن في غض البصر الا انه يورث القلب انسي انسا بالله وجمعية عليه اجتماع القلب. ما هناك اشياء تشتت القلب وتبعده لكفى في هذا الفائدة ومنفعة عظيمة. قال فان اطلاق البصر يفرق القلب ويشتت ويبعده عن من الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله الرابعة انه يقوي القلب ويفرحه. كما ان اطلاق البصر يضعفه ويحزنه. هذا الفرح الذي يتحدث آآ ابن القيم ايضا شأنه عظيم لان قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فالمطيع عندما يكرمه الله سبحانه وتعالى ويجد من نفسه قوة عظيمة في غض بصره يفرح بالنعمة ويلتذ قلبه بذلك لذة لا يجدها من اطلق بصره لا يجدها من اطلق بصره وارحله الزمام فهو يقوي القلب ويفرحوا وبالمقابل اطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه ويمرظه نعم قال رحمه الله الخامسة انه يكسب القلب نورا. كما ان اطلاقه يكسبه ظلمة ولهذا ذكر سبحانه اية النور عقب الامر بغض البصر فقال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ثم قال اثر ذلك الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح اي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل اوامره واجتنب نواهيه واذا استنار القلب اقبلت وفود الخيرات اليه من كل ناحية كما انه اذا اظلم اقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان. فما شئت من بدع وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى واعراض عن اسباب السعادة واشتغال باسباب الشقاوة فان ذلك انما يكشفه له النور الذي في القلب. فاذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالاعمي الذي يجوس في حنادس ظلمات؟ نعم الخامسة وما بعدها تؤجل الى اللقاء القادم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا