الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الداء والدواء الطريق الثاني المانع من حصول تعلق القلب اشتغال القلب بما يبعده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه وهو اما خوف مقلق او حب مزعج. فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب. او خوف ما حصوله اضر عليه من فوات هذا المحبوب او محبة ما هو انفع له وخير له من هذا المحبوب وفواته طروا عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد بدا من عشق الصور. وشرح هذا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حديث ابن القيم رحمه الله تعالى كله عن العلاج لهذا الداء داء تعلق القلب بالشهوات المحرمة والملذات الفاسدة وذكر رحمه الله تعالى ان علاجه على نوعين نوع قبل وقوعه وهذا له طريقان ونوع بعد وقوعه في ازالته نوع قبل وقوعه في صيانة النفس منه ونوع بعد وقوعه في ازالته طريقة الازالة والاول يمكن ان يسمى الطب الوقائي للقلب والثاني يمكن ان يسمى الطب العلاجي طب الوقائي الاسباب المتخذة التي بها يتقى وقوع هذا المرض والطب العلاجي هو الاسباب المتخذة التي يعمل من خلالها على ازالته بعد ان يكون ابتلي به المرء وفيما يتعلق الوقائي ذكر امران. الاول البصر وركز عليه كثيرا رحمه الله تعالى لان البصر منفذ الى القلب وكثير من امراض القلوب واسقامها وصلت من خلال هذا المنفذ ولهذا فان الله سبحانه وتعالى قدم غض البصر في الذكر على حفظ الفرج مع ان الفرج امره اخطر لان البصر منفذ وطريق من خلاله يوصل الى ما وراءه فركز رحمه الله اولا على ما يتعلق بالعناية بالبصر وان المسلم لا يطلق لبصره العنان ينظر الى ما نهاه الله سبحانه وتعالى من النظر اليه قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم. ثم قال وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن فان لم يطع ربه في هذا وارخى لبصره العنان فانه حينئذ يكون قد اضر بقلبه وادخل عليه من دواخل الشهوة المحرمة والملذات الفاسدة الشيء الذي يعد في الشرع مرضا من امراض القلوب فيطمع الذي في قلبه مرض اي مرض الشهوة فهذا المرض الذي هو مرض الشهوة نفاذه الى القلب في الغالب من من خلال البصر قد ينفذ من خلال السمع لكن نفاذه في الغالب من خلال البصر ولهذا ركز رحمه الله تعالى كثيرا على ما يتعلق البصر وان من اعظم الوسائل وسائل العلاج في هذا الباب ان يغض المرء بصره عملا بقول الله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ثم ذكر هنا رحمه الله الطريق الثاني هو يتعلق بالقلب والقلب كما لا يخفى وعاء وتحركه بحسب ما يكون في هذا الوعاء ان كان وعاء خير تحرك بخير وان كان وعاء شر وفساد تحرك بالشر والفساد وهذا الوعاء الذي هو القلب هو المحرك للبدن كله لان البدن تبع للقلب فيما يتحرك به من خير او شر كما هو واضح في قول نبينا عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فهذه المضغة تحرك البدن بالخير او الشر هو بحسب حالها ولهذا يحتاج المرء ان يعمل على صيانة قلبه ونقاءه وسلامته وزكاته كما ذكر رحمه الله تعالى يضع لنفسه اه الاحتياطات اللازمة التي تمنع تعلق فهذه الشهوة بقلبه يعمل لقلبه احتياطات بحيث يمنع بوجود هذه الاحتياطات من تعلق الشهوة المحرمة بقلبه لان الشهوة المحرمة يكون لها تعلق بالقلب وتوثق اذا صادفت قلبا خاويا خاليا فانها حينئذ تتمكن من القلب لكن اذا لم يجعل في قلبه منفذا لها وصان قلبه منها سلم باذن الله سبحانه وتعالى وذلك كما يبين رحمه الله تعالى يكون باشغال القلب بما يصده عن ذلك ويحول بينه وبين الوقوع فيه خلاصة ذلك ان يعمر القلب بالخير ان يعمر القلب بالخير فاذا عمر بالخير والايمان لم تجد هذه الاشياء منفذا فيه فهي انما تجد منفذا في القلب اذا كان قلبا خاليا اما اذا كان قلبا معمورا بالايمان معمورا بالخير متحركا بالخير لا تجدوا هذه الاشياء منفذا فيه ان يشغل قلبه بما يصده عن ذلك يحول بينه وبين الوقوع فيه فان قال قائل ما خلاصة هذا الذي يجعل في القلب فيكون صادا ومانعا لتلك الشهوات المحرمة لخص ذلك في كلمتين لخص ذلك رحمه الله في كلمتين يفصلهما فيما بعد قال خوف مقلق وحب مزعج خوف مقلق وحب مزعج يجعل هذين في قلبه ولهما عمل عظيم جدا في صيانة القلب من تلك الامور خوف مقلق وحب مزعج والخوف هنا خوف العبد من ربه فخوفه من عواقب هذه هذه الامور ومآلاتها السيئة وما تفظي به من مرظ القلب واعطاب له فيكون القلب فيه هذا الخوف واذا وجد هذا الخوف دفع دفع عنه هذه الافات ولم يكن لها تمكن ووصول الى القلب لم يكن لها تمكن ووصول الى القلب ولعل هذا المعنى موجود في الحديث العظيم الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران. وفي السورين ابواب وعلى الابواب سطور مرخاة وداع يدعو من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداعا يدعو من جوف الصراط. يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه اما الداعي اما الصراط فهو الاسلام. واما السوران حدود الله واما الابواب المفتحة التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله واما الداعي من اول الصراط فكتاب الله واما الداعي من جوف الصراط ومن وضع الشاهد من الحديث فواعظ الله في قلب كل مسلم هذا الواعظ والذي يذكره ابن القيم هنا بقوله خوف مقلق ينبغي ان ينميه المرء ينمي هذا الخوف المقلق في في في قلبه لانه يعد صمام امان للقلب وصايا يصونه باذن الله سبحانه وتعالى من هذه الافات كل ما اراد اراد شيء منها ان ينفذ الى قلبه طرده هذا الخوف وابعده عن ان يكون له تعلق او تمكن في القلب او حب مزعج او حب مزعج يعمر القلب به كلما جاء دخيل يريد ان ينافس هذا الحب الذي في القلب ويأخذ حيزا من الحب الذي في القلب يصاب القلب بانزعاج من هذا الدخيل فلا يرضاه ولا يقبله ولا يجعل له مساحة ومكانا خوف مقلق وحب مزعج فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب وهذا المعنى الذي يتحدث عنه ابن القيم رحمه الله تعالى يحتاج من القلب يقظة في المواقف محادثة مع النفس ومحاورة لها حتى تنتبه وتنظر في العواقب في المآلات لا تصبح نفسا مندفعة منفلتة غير منضبطة فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضروا عليه من حصول هذا المحبوب او خوف ما حصوله اضر من فوات هذا المحبوب وهذا انما ينشأ عند المرء بالتأمل لا يدخل الى قلبه اي شيء وانما ينظر ينظر في في مآلات الامور وماذا يترتب على ذلك فمتى خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب او خوف ما حصوله اظر من فوات هذا المحبوب او محبته ما هو انفع له وخير له من هذا المحبوب وفواته اضر عليه من فوات هذا المحبوب لم يجد لم يجد بدا من عشق هذه الصور. لان القلب غير سوي القلب حينئذ غير سوي غير ذكي زكاة القلب بوجود الحب المزعج والخوف المقلق والنظر في المآلات اما اذا كان القلب اصلا لا يفكر في هذه الاشياء ومجرد ما يرى صورة تعجبه يجعل لها مباشرة حيزا في قلبه ومكانة في نفسه ثم يبدأ يوسع لها المساحة في قلبه حتى ان من الناس لا يبقى في قلبه اصلا تفكير الا في تلك الصورة التي عشقها وتعلق قلبه بها فيكون قلبا مريضا حينئذ قلب اصابه هذا المرض هذا الداء وهو الذي جنى على نفسه هو الذي اضر بنفسه بينما المؤمن يهمه جدا امر قلبه وسلامة قلبه ونقاء قلبه ولهذا متى ما عرظ له مثل هذه العوارض يأتي هذا هذا الحب المزعج والخوف المقلق في دفع مثل ما عبرت قبل قليل تكون له صمام امان لقلبه. باذن الله سبحانه وتعالى تقيه من هذه الافات وهذا كما ايضا ذكرت لا تتحقق استفادة القلب منه الا بالتأمل وايقاظ القلب والنظر في الامور ومحاورة النفس في مثل هذه المواقف على ضوء ما ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذه جملة يأتي شرحها. نعم قال رحمه الله وشرح هذا ان النفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب اعلى منه او خشية مكروه حصوله اضروا عليها من فوات هذا المحبوب وهذا يحتاج صاحبه الى امرين ان فقدهما او احدهما لم ينتفع بنفسه احدهما بصيرة صحيحة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه فيؤثر اعلى المحبوبين على ادناهما ويحتمل ادنى المكروهين ليخلص من اعلاهما وهذا خاصة العقل ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك بل قد يكون بل قد تكون البهائم احسن حالا الثاني قوة عزم وصبر يتمكن به من هذا الفعل والترك. فكثيرا ما يعرف الرجل قدر التفاوت ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزيمته الا ايثار اشياء لا تنفع وذلك ولكن يأبى ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزيمته الا ايثار اشياء لا تنفع وذلك من خسته وحرصه ووضاعة نفسه وخست همته ومثل هذا لا ينتفع بنفسه ولا ينتفع به غيره. نعم هذا الشرح لما تقدم وتأمله فانه نافع جدا الان لما ذكر رحمه الله تعالى الخوف المقلق الحب المزعج وانهما واقيان للقلب يصونانه باذن الله سبحانه وتعالى من مثل هذه الافات اذا قال قائل كيف يصل الانسان الى هذا المستوى الرفيع هو مستوى حقيقة رفيع جدا للقلب مستوى عالي انما يكون للقلب الذي يرعاه صاحبه ويعمل على زكاته ونقاءه وسلامته فما السبيل الى الى الوصول ذلك وتحقيق ما شرحه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فيما سبق في عندما قال آآ اذا خلا القلب من خوف ما فواته اضر عليه من حصول هذا المحبوب او خوف ما حصوله اظر من فوات هذا المحبوب او محبته ما هو انفع له وخير له من هذا المحبوب وفوات اضر عليه من فوات هذا المحبوب كيف يصل الى الى هذا الى هذا الامر يقول يحتاج الى امرين مهمين جدا الامر الاول بصيرة احتاجني ان يتبصر القلب في المواقف لا يكون مثل ما عبرت قبل قليل منفلتا تسوقه المواقف بل يتبصر فيها ليست المواقف هي التي تسوقه. كثير من الناس امعة. المواقف هي التي تسوقه بينما المؤمن يقف يتبصر قبل ان يخطو خطوة ينظر ما ورائها والى اين تصل به فيحتاج اولا الى بصيرة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه يبدأ يوازن على ضوء الكلام الذي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى فيما سبق هجم على قلبه صورة منظرا بدأ يدخل بدأ يجد مكانا في قلبه فيعالجه بهذا بهذه البصيرة يتبصر في ماذا وراء هذا والى اي شيء يؤول اليه؟ وماذا سيخسر القلب من وجود هذه الاشياء في فهناك مضار وهناك ايضا فوات اه محبوبات يعني لندخل في الامر باكثر يعني توظيحا بعض الناس لابد نعطي امثلة واظحة بعظ الناس يدخل في شيء من هذه الاشياء يقول نسيت القرآن كان في قلبه القرآن يقول نسيت القرآن او يكون على حظ من العلم يكون ضاع عني هذا العلم لم اجده في في قلبي بعض الناس يقول ضاعت عبادتي كان صاحب عبادة صاحب طاعة تقرب لله وجد انها ضاعت لان لان لما حدثت مثل هذه المواقع ما تبصر في عواقبها وماذا ستؤول بقلبه فيما بعد ومشى حتى وجد نفسه في هذا المرتع الوخيم لكن لو دفع وما زلنا مع ابن القيم رحمه الله في الطب الوقائي لو دفع في في مبدأ الامر لما تمكنت من قلبه ولما وصل الى هذه الحال بل ان كان الذي ندم عليه على فقده خمسة اجزاء من القرآن ربما لو انه وقف موقفا صحيحا في العلاج الوقائي لحفظ القرآن كاملا لكنها جاءت وعطلته واعاقته ان خير عظيم هو كان فيه لكنه لم ينظر في العواقب. ابن القيم يتحدث عن هذه المعاني والموازنة عندما تأتي مثل هذه الاشياء التي تريد ان تستولي على القلب تتمكن من القلب ينظر في ماذا سيفوت وماذا سيحصل مما ظره وهذا لابد فيه من بصيرة لا بد فيه من بصيرة تبصر في الامور وينظر في المآلات ينظر في العواقب بصيرة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه المحبوب الذي يرجى حصوله والمكروه الذي يطلب دفعه ثم في ضوء هذه البصيرة يؤثر اعلى المحبوبين. اذا كان محبوب ومحبوب يؤثر اعلاهما ويحتمل ادنى المكروهين اذا كان هناك مكروه ومكروه لابد من احدهما يختار الاقل والادنى ليخلص من من اعلاهما هذه خاصة العقل يتبصر خاصة العقل هذه الخاصة التي يتحدث عنها هي خاصة العقل اذا وظع الانسان عقله في قدميه تحت رجليه ومشى بدون تعقل بدون تبصر هذا الذي يهلك الانسان الذي يعمل عقله ويتفكر ويتأمل ويتبصر في الامور هذه بوابة نجاته وسلامته ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك يعني لا يعمل عقله. وانما ينطلق بدون عقل مع النزوات والشهوات والملذات بدون تعقل وتبصر في الامور يقول لا يعد عاقلا لانه اصلا لم يستقدم هذه خاصة العقل بل قد تكون البهائم احسن حالا منه ثم البصيرة هذه وحدها لا تكفي في هذا العلاج الوقائي بل لابد مع البصيرة من قوة عزيمة عزيمة على الرشد وصبر يتمكن به من هذا الفعل والترك لان من الناس من تحصل عنده هذه البصيرة يتبصر ويوازن ويدرك ان هذه المصلحة وهذه مفسدة الى اخره لكن يجد همته رديئة جدا همته رديئة يرى الرشد امامه لكن لا يجد من قلبه ماذا عزم ابن القيم في احد كتبه لخص هذين الامرين البصيرة والعزم بكلمة جميلة قال يحتاج الى علم يهديه الى علم يهديه وهي البصيرة التي تحدث عنها هنا وهمة عالية ترقيه الى علم يهديه وهمة عالية ترقيه اي في مراتب الا مراتب الخير والفظيلة فاذا وجدت البصيرة تحتاج الى الى همة الى عزيمة ومن الناس من تحصل له بصيرة في امر ما يدرك انه هو الرشد وانه عين الرشد لكن لا يجد همته تنهض للعمل به ولهذا من من من الدعاء العظيم وهو من الدعاء الجوامع كما ذكر ذلك ابن القيم في احد كتبه اظنه ذكره في الصواعق الدعوة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد لان الانسان قد يعرف الرشد ويرى سبيله امامه واضحة لكن لا يجد عزيمة يجد عزيمته ضعيفة جدا والعزيمة على الرشد يسأل الله ان يرزقه عزيمة على الرشد يعني على ما ابصرت نفسه انه هو سبيل الرشاد وطريق الفوز نجاة فقد تبصر النفس الطريق لكن لا يجد عزيمة ليسلك هذا الطريق قوة عزم قوة عزم وصبر صبر صبر على طاعة الله على مرضاة الله على ما به نجاة العبد يوم لقاء الله سبحانه وتعالى صبر يتمكن به من هذا الفعل والترك فكثيرا ما يعرف الرجل قدر التفاوت ولكن يأبى له ضعف نفسه وهمته وعزيمته نفسه ضعيفة همته ضعيفة رديئة فاذا يحتاج مع البصيرة الى همة ترقيه في اه هذه المعاني العالية وقد منع نعم قال رحمه الله وقد منع الله سبحانه امامة الدين الا من اهل الصبر واليقين. فقال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون منهم وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وهذا هو الذي ينتفع بعلمه وينتفع به الناس وضده لا ينتفع بعلمه ولا ينتفع به غيره. ومن الناس من ينتفع بعلمه في نفسه لا ينتفع به غيره. فالاول يمشي في نوره ويمشي الناس في نوره. والثاني قد طفئ نوره فهو يمشي في الظلمات ومن تبعه في ظلمته. والثالث يمشي في نوره وحده نعم آآ يقول منع الله سبحانه وتعالى الامامة في الدين الا من اه كان من اهل الصبر واليقين. وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون الامامة في الدين الامامة في الدين ان تجتمع في الشخص صفات الخير ان يكون هو في نفسه مؤتما المتقين قبله مؤتسيا بهم فيصبح اماما للمتقين بعده يأتسون به يجدون فيه اسوة لهم فلا يكون اماما لغيره في الخير حتى يكون مؤتما بمن قبله في الخير ولهذا في الدعاء في القرآن في صفات عباد الرحمن واجعلنا للمتقين امام قال بعض السلف اجعلنا مؤتمين بالمتقين واثنى كثيرا ابن القيم رحمه الله على هذا التفسير لماذا؟ لانه لا يكون اماما هو في نفسه للمتقين حتى يكون اولا هو في نفسه مؤتما بالمتقين مؤتما المتقين فالامامة في الدين تحتاج الى صبر ويقين صبر على الطاعة الصبر عن المعصية صبر على اقدار الله جل وعلا المؤلمة وتحتاج الى يقين الذي هو كمال العلم وتمامه بحيث لا يدخل الى القلب شك آآ او ريب انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا قال وهذا هو الذي ينتفع بعلمه وينتفع به الناس ينتفع هو بالعلم الذي يتعلمه وايضا ينتفع الناس بعلمه ثم ذكر اقسام الناس في هذا الباب هذا قسم والثاني ضده لا ينتفع بعلمه ولا ينتفع به غيره قسم ثالث ومن الناس من ينتفع بعلمه في نفسه ولا ينتفع به غيره. فهذه اقسام ثلاثة. الاول يمشي في نوره ويمشي الناس في نوره يهتدون ويقتدون والثاني قد طفئ نوره فهو يمشي في الظلمات ومن تبعه ايضا يمشي معه في الظلمات والثالث يمشي في نوره وحده يمشي في نوره وحده سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه