الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الداء والدواء فصل اذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن ان يجتمع في القلب حب المحبوب الاعلى وعشق الصور ابدا. بل هما ضدان لا يتلاقيان بل لابد ان يخرج احدهما صاحباه فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الاعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه وان احبه لم يحبه الا لاجله او لكونه وسيلة الى محبته او قاطعا له عما يضاد محبته وينقصها والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب والا يشرك بينه وبين غيره في محبته واذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار ان يشرك معه محبة غيره في محبته ويمقته لذلك ويبعده ولا يحظيه بقربه ويعده كاذبا في دعوى محبته مع انه ليس اهلا لصرف كل بقوة المحبة اليه فكيف بالحبيب الاعلى الذي لا تنبغي المحبة الاله وحده وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها ووبال ولهذا لا يغفر الله سبحانه ان يشرك به في هذه المحبة ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فمحبة الصور تفوت محبة ما هو انفع للعبد منها. بل تفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم ولا حياة نافعة الا بمحبته وحده فليختر العبد احدى المحبتين فانهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه بل من اعرض عن محبة الله وذكره والشوق الى لقائه ابتلاه بمحبة غيره فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الاخرة فاما ان يعذبه بمحبة الاوثان او بمحبة الصلبان او المردان او محبة النيران او محبة النسوان او محبة الايمان او احبت العشراء والاخوان او محبة ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان. فالانسان عبد محبوبه كائنا من كان كان كما قيل انت القتيل بكل من احببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفيه. فمن لم يكن الهه مالكه وهواه كان الهه هواه. قال تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمع وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حديث ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الفصل عن المحبة التي هي تعلق القلب بالصور هياما بها وانشغالا بها وشغفا فهذا الحب كما بين رحمه الله تعالى لا يجتمع مع الحب الاعلى الذي خلق العبد لاجله ووجد لتحقيقه وهو حب الرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى فهذان ان نعاني من الحب لا يجتمعان وايضا لا يرتفعان لا يجتمعان في قلب واحد ولا يرتفعان ايضا منه لان اذا انتفى من القلب حب الله عز وجل ابتلي القلب تلقائيا بهذه الاشياء فهما لا يرتفعان من القلب ولا يجتمعان ايضا فيه بل لا بد من وجود احدهما فيه وهذا يستفيد منه الناصح لنفسه ان انه ان لم يعمل على عمارة قلبه بمحبة الله اتخاذ الوسائل الجالبة الى قلبه محبة الله سبحانه وتعالى فان قلبه سيشغل تلقائيا بتلك التعلقات الباطلة حبا لها وشغفا وتعلقا لقلبه بها ولهذا فان المقام مقام مجاهدة للنفس بالعمل على اتخاذ الوسائل الجالبة الى محبة الله سبحانه وتعالى في القلب والامام ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه مدارج السالكين في الفصل المتعلق بمنزلة المحبة عقد فصلا خاصا عظيم النفع فالاسباب الجالبة الى محبة القلب لله. ما الذي يجلب الى قلب العبد محبة الله سبحانه وتعالى وينميها وهذه الامور التي هي وسائل جالبة الى محبة القلب لله اشتغال العبد بها هو من النصيحة لنفسه لانه يحتاج قلب المسلم ان يعمر محبة الله سبحانه وتعالى حتى لا تجد تلك الاشياء فيه فسحة او سعة او مجالا اذا عري القلب عن محبة الله سبحانه وتعالى فانه تلقائيا سيشغل بتلك التعلقات الباطلة بالصور هياما وشغفا وتعلقا لا يتحدث ابن القيم رحمه الله تعالى هنا عن المحبة الطبيعية المحبة الطبيعية هذه جبلت القلوب على محبتها ولا حرج في ذلك ان لم تصل او يصل شيء منها الى التعلق الذي يطغى في القلب على محبة الله سبحانه وتعالى يوضح لك ذلك اه الاية في سورة التوبة قول قول الله سبحانه وتعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا هذه ثمانية محاب ذكرت في الاية واحدا تلو الاخر والقلوب مجبولة على حبها ولا حرج في ذلك هذه المحاب الثمانية القلوب مجبولة على حبها ولا حرج في ذلك لكن الحرج كل الحرج في قوله احب اذا كانت هذه الاشياء او او بعضها تعلق القلب بها تعلقا جعل حبها يطغى على حب الله يقدم فهذا هو الهلكة فتربصوا توعدهم الله سبحانه وتعالى العقوبة العذاب جل في علاه فالحديث هنا لا في في هذا الفصل عن تعلق القلب بالصور عشقا لها هذا اطلاقا لا يجتمع لا يجتمع مع محبة الله سبحانه وتعالى فاذا وجدت محبة الله الصادقة طردت هذه الاشياء من القلب واذا ذهبت المحبة محبة الله سبحانه وتعالى عن القلب فانه تلقائيا سينشغل بهذه التعلقات الباطلة نعم قال رحمه الله فصل وخاصية التعبد الحب مع الخضوع والذل للمحبوب فمن احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له بل التعبد اخر مراتب الحب. ويقال له التتيم ايضا فان اول مراتبه العلاقة وسميت علاقة لتعلق المحب بالمحبوب. قال الشاعر وعلقت ليلى وهي ذات تمائم ولم يبدو للاتراب من تديها حجم وقال الاخر اعلاقة ام الوليد بعيد ما؟ افنان رأسك كالثغام المخلص ثم بعدها الصبابة وسميت بذلك لانصباب القلب الى المحبوب. قال الشاعر تشكل محبون الصبابة ليتني حملت ما يلقون من بينهم وحدي فكانت لقلبي لذة الحب كلها فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي. ثم الغرام وهو لزوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه. ومنه سمي الغريم غريما لملازمته صاحبه. ومنه قوله تعالى ان عذابها كان غراما. عذابها اي النار كان غراما اي ملازما لاهلها لا ينفك عنهم فهم فيه باقون ملازم لهم هذا العذاب ابد الاباد. ولهذا سمي عذاب او وصف عذاب النار بانه غرام اي ملازم لاهله ملازمة الغريب لصاحبه نعم وقد اولع المتأخرون باستعمال هذا اللفظ في الحب وقل ان تجده في اشعار العرب ثم العشق وهو افراط المحبة ولهذا لا يوصف به الرب سبحانه ولا يطلق في حقه. نعم لا يوصف به الرب ولا يطلق في حقه لا يوصف به الرب لا يقال في حقه تعالى وتقدس يعشق عباده ولا ايظا يطلق في حقه لا يقال في حق العبد انه يعشق الله او عاشق الله فهذا من سوء الادب في في مقام الرب جل وعلا والله عز وجل قال يحبهم ويحبونه ولا يوجد هذا اللفظ في في النصوص الشرعية ولهذا من الاخطاء الشائعة عند بعض الاعاجم تسمية بعظ اولادهم بعاشق الهي او عاشق الله او عاشق الرحمن او نحو ذلك هذا كله داخل كما بين اهل العلم في سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى لان هذا اللفظ آآ كما بين اهل العلم لا يطلق على الله سبحانه وتعالى ولا ايظا آآ ولا ايظا يظاف الى آآ العبد في مقام لحب الله سبحانه وتعالى فلا يوصف به الرب ولا يطلق في حقه ولا يطلق في حقه اي فيما قام في قلب العبد من حب لله لا يوصف هذا هذه الصفة نعم قال رحمه الله ثم الشوق وهذا الفصل يذكر فيه رحمه الله تعالى مراتب المحبة في اطلاقاتها مراتب المحبة في اطلاقات اه هذه اللفظة وهي على مراتب وخاصية التعبد الحب مع الخضوع والذل للمحبوب فاذا وجد ذل بلا حب ليس تعبدا واذا وجد حب بلا ذل فليس تعبدا فان خاصية التعبد اجتماع هذين الامرين الحب والذل وهذا الحب مع الذل والخضوع لا يكون الا لله ومن صرفه لغير الله سبحانه وتعالى اشرك فخاصية التعبد حب وذل حب وخضوع حب وخضوع فان وجد الحب بلا خضوع وذل ليس تعبدا وان وجد الذل والخضوع بلا حب ليس تعبدا التعبد خاصية الحب مع الخضوع والذل المحبوب فمن احب محبوبا وخضع له فقد تعبد قلبه له. اي صار معبدا له هذا تعبد لا لا لا يجوز ان يكون الا لله ولا يجوز ان يصرف الا لله بل ان الله سبحانه وتعالى انما خلق الخلق لاجله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم قال رحمه الله ثم الشوق وهو سفر القلب الى المحبوب احث السفر وقد جاء اطلاقه في حق الرب تعالى كما في مسند الامام احمد من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه صلى صلاة وجز فيها فقيل له في ذلك. فقال اما اني دعوت فيها بدعوات كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بهن اللهم اني اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخير احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا اللهم اني اسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا واسألك القصد في الفقر والغيبة واسألك نعيما لا ينفد. واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك برد العيش بعد الموت. واسألك النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين وفي اثر الشاهد من اه هذا الحديث حديث عمار ابن ياسر هو قول النبي عليه الصلاة والسلام في في هذا الحديث واسألك الشوق الى لقائك فالشوق من مراتب المحبة وهو السفر القلب الى المحبوب حتى السفر اي السفر الحديث سفر القلب الى المحبوب سفرا حديثا وهذا جاء اطلاقا في حق الرب ان ان ان يوصف القلب الصادق في محبته لله بشوقه الى لقاء الله والشوق هذا هو من المحبة شوق من المحبة فيصح وصفه بذلك بل جاء في دعاء النبي آآ واسألك الشوق الى لقائك انتبه لقوله اسألك الشوق يعني هذا الشوق وايضا الحب لا يمكن ان يكون في القلب وان يتمكن من القلب الا اذا جعله الله سبحانه وتعالى في القلب ولهذا ايضا جاء في الدعاء الاخر اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك فالحب آآ الذي يجعله في القلب هو الله ولهذا يسأل المسلم ربه جل وعلا دائما ان يجعل في قلبه هذا الحب لله وهذا الشوق لا للقائه جل في علاه يدعو الله سبحانه وتعالى لان لان هذا الامر بيده جل وعلا وحديث عمار اه في ذكر هذا الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في اخر صلاته قبل ان يسلم يفيد ان ثمة صلة بين الصلاة والرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى ان ثمة صلة بين الصلاة ورؤية الله جل وعلا بمعنى ان الرؤية رؤية الله لا تنال الا بالصلاة لا تنال الا بالصلاة فمن لم يكن من اهل الصلاة فلا حظ له من رؤية الله ولا نصيب وجاء هذا المعنى مصرحا به في حديث النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين وغيرهما قال انكم سترون ربكم يوم القيامة فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس يعني الفجر وصلاة قبل غروبها يعني العصر فافعلوا بمعنى ان غلبتم على الصلاة فاتكم هذا النصيب العظيم الذي هو اكمل النعيم رؤية الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى ايضا جاءت الاشارة اليه في القرآن الصلة بين الرؤية والصلاة في قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال الحسن البصري حق لها ان تنظر ان تكون حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ووجون يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة. كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق لماذا هذا كله نعم فلا صدق ولا صلى ولا صلى اذا القسم الاول وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة هم اهل ماذا نعم التصديق والصلاة فاذا لم يكن من اهل الصلاة لم يكن من اهل الرؤيا هذا دل عليه القرآن ودلت عليه السنة ولهذا كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته قبل ان يسلم اسألك الشوق لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك للصلة التي بين الصلاة رؤية الله سبحانه وتعالى اه يوم القيامة اكرمنا الله عز وجل بذلك وبكل فضل وخير. نعم قال رحمه الله وفي اثر اخر قال شوق الابرار الى لقائي وانا الى لقائهم اشد شوقا وهذا هو المعنى الذي عبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله من احب لقاء الله احب الله لقاءه وقال بعض اهل البصائر في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات. لما علم الله سبحانه تتشوقي اوليائه الى لقائه وان قلوبهم لا تهتدي دون لقائه ظرب لهم اجلا وموعدا للقائه تسكن بوسهم به نعم يعني كأن هذا الذي جاء في خاتمة الاية تطمين طمأنة لنفوس اولياء الله المقربين عنده قلوبهم آآ آآ عمرت بالسوق والمحبة الى لقاء الله. فجاءت جاءت الطمأنة لقلوبهم ان بان لهذا موعدا وهو ات فتطمئن قلوبهم وتسكن بذلك. قال من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لاتى يطمئنوا الامر ات وقريب. نعم قال رحمه الله واطيب العيش والذه على الاطلاق. عيشوا المحبين المشتاقين المستأنسين. فحياتهم هي الحياة في الحقيقة ولا حياة للقلب اطيب ولا انعم ولا اهنأ منها وهي الحياة الطيبة في قوله تعالى من صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. نعم الحياة الطيبة هنا الطيب الذي فيها من طيب الايمان الذي كان من صاحبها فهما متلازمان طيب الايمان وطيب الحياة والطيب الذي في الحياة هنا ليس اه ليس الا للمؤمن فهو من ثمرات ايمانه واثار ايمانه ليس الا للمؤمن ليس شيئا مشتركا بين المؤمن والكافر والمطيع والعاصي لا هذا خاصة جعلها الله سبحانه وتعالى لذة وهناءة وحلاوة وقرة عين خص بها عباده المؤمنين ثوابا معجلا لهم في هذه الحياة الدنيا ولهذا اهل الطاعة الصادقين في طاعتهم يجدون لذة في قلوبهم لا يجدها اطلاقا من سواهم وانما هذه من النعيم المعجل من النعيم المعجل بل هي جنة معجلة لهم في هذه الحياة الدنيا قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم اي في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة نعم قال رحمه الله ليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والابرار والفجار في طيب المأكل والملبس والمشرب والمنكه هذه مشتركة يعني فلنحيينهم حياة طيبة ليس المراد في الاشياء المشتركة ان يكون عنده بيت طيب او عنده اه طعام طيب او عنده مشرب طيب هذه اشياء مشتركة لكن هناك طيب خص به المؤمنين فلنحيينه حياة طيبة خص به عبده المؤمن نعم بل ربما زاد اعداء الله على اوليائه في ذلك اضعافا مضاعفة. نعم يعني زاد اعداء الله على اولياءه في هذا المتعلق متع الدنيا من مسكن او او مشرب او ملبس او مركب او غير ذلك ربما زاد على ذلك ولهذا من لا من لا يفهم ويريد ان يوازن فبين فقير معدم مطيع لله عابد مجتهد في عبادة الله وكافر فاجر ذاك موسع عليه وهذا في ظيق ذات يد فقد يقول اين الطيب الذي ذكر في الاية وهذا من جهله هذا من جهله فالطيب ليس في هذه الاشياء المشتركة الطيب في شيء يجعله الله سبحانه وتعالى في قلب عبده المؤمن لذة لا تقارن ولا يجدها احد من اولئك اذكر هنا في هذا المقام قصة في روايتها فائدة زرت احد من احسبه من العباد الصالحين توفي رحمه الله هذا الكلام قديم في بيته وهو مريض على فراشه لما زرته كان في فراش المرض كمل ما يزيد عن اربع سنوات ومعه اتعاب منوعة متنوعة فسألته السؤال المعتاد كيف انت يا ابا فلان قال لي يكاد ان ما اذكر لكم بالحرف الواحد قال لي والله اني في نعمة ما اظن احد في المملكة مثلها في مثلها والله انني في نعمة ما اظن في في المملكة احد مثلها هذا هذا المعنى هو شيء يجعله الله سبحانه وتعالى في في قلب المؤمن حتى لو كانت آآ في ضيق ذات يد او في مرظ متعب لكن معه لذة وهو على فراش مرضه يتمتع بها. خذ شاهدا على ذلك اوضح من الذي ذكرته لك الامام ابن سعدي رحمة الله عليه كتابه العظيم الذي سماه الوسائل المفيدة للحياة السعيدة الوسائل مفيدة للحياة السعيدة بعض العلماء وصفه بانه مستشفى الامراض النفسية. وفعلا الذي عنده من هذه الاشياء اذا قرأوا باذن الله يشفى هذا الكتاب كتبه الامام ابن سعدي كما حدثني بذلك ابنه وهو على فراش المرض في اخر حياته وكان في معاناة شديدة من رأسه حتى ان الاطباء نهوه عن القراءة لان الالم الذي في رأسه لا لا يتيح له ان يقرأ وينظر فضلا عن ان يؤلف في فراش المرض كتب هذا الكتاب الوسائل مفيدة للحياة السعيدة يتحدث عن السعادة ويصفها وصفا شفي كثيرون بقراءتهم لهذا الكتاب الذي كتبه وقد كتبه هو على هذه الحال وقد يظن الظان عندما يقرأ ذلك الكتاب ان صاحبه كتبه وهو في ارتياحا من العيش والصحة وما الى ذلك وهو انما كتبه على فراش المرض حتى قال لي ابنه قال كان رحمه الله اذا جئنا في وقت الزيارة يخفي اه الدفتر والقلم تحت سريره ملاطفة لنا لان يعرف ان انه من هي عن ذلك وان هذا يتعبه وان زواره يتأثرون بذلك فكان يضعه تحت فراشه لا لا يروا قلمه وورقته ويكتب الوسائل مفيدة للحياة السعيدة الوسائل المفيدة والالحاد السعيدة. بالمقابل تجد شخص في صحة وفي عافية وفي مال وتجارة وغير ذلك لكن قلبه ضاق به ذرعا قلقا ارقا وغير ذلك الطيب الذي في الاية حياة طيبة ليس في هذه الاشياء المشتركة وانما في شيء آآ يجعله الله سبحانه وتعالى في قلب عبده المؤمن المطيع له جل في علاه نعم قال رحمه الله وقد ضمن الله سبحانه لكل من عمل صالحا ان يحييه حياة طيبة وهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده واي حياة اطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هما واحدا في مرضات الله ولم يتشعب قلبه قوله رحمه الله تعالى واطيب العيش والذه على الاطلاق وما بعده يؤجل الى لقائنا القادم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه