الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله واطيب العيش والذه على الاطلاق عيش المحبين المشتاقين المستأنسين فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة ولا حياة للعبد اطيب ولا انعم ولا اهنأ منها. ولا حياة للقلب عندي نعم وهي الحياة الطيبة المذكورة في قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والابرار والفجار من طيب المأكل والملبس والمشرب والمنكح بل ربما زاد اعداء الله على اوليائه في ذلك اضعافا مضاعفة وقد ضمن الله سبحانه لكل من عمل صالحا ان يحييه حياة طيبة فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده. واي حياة اطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هما واحدا في مرضاة الله ولما شعث قلبه بالاقبال على الله واجتمعت ارادته وافكاره التي كانت منقسمة بكل واد منها شعبة على الله. ولما نعم؟ اعد ولما ولما ولما شعث قلبه بالاقبال على الله اولما شعث قلبه بالاقبال على الله؟ ولما ولما شعث قلبه. ايوه ولما شعث قلبه بالاقبال على الله واجتمعت ارادته وافكاره التي كانت منقسمة بكل واد منها شعبة على الله اعد ولما انا عندي ولم يتشعب قلبه بل اقبل على الله اشار اليها في الحاشية نعم قال رحمه الله لو اجتمعت نعم ولما شعث قلبه بالاقبال على الله واجتمعت ارادته وافكاره التي كانت منقسمة بكل واد منها شعبة على الله فصار ذكر محبوبه الاعلى وحبه والشوق الى لقائه والانس بقربه هو المستولي عليه وعليه تدور همومه وارادته وقصوده بل خطرات قلبه فان سكت سكت بالله وان نطق نطق بالله وان سمع فبه يسمع وان ابصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يمشي وبه يتحرك وبه يسكن وبه يحيى وبه يموت وبه يبعث كما في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى انه قال ما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفسي عبدي المؤمن يكره يكره الموت واكره مساءته. ولابد له منه فتضمن هذا الحديث الشريف الالهي الذي حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معناه فهم معناه والمراد حصر اسباب محبته في امرين اداء فرائضه والتقرب اليه بالنوافل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ان اطيب العيش اي في هذه الحياة الدنيا عيش المحبين الذين شغلت قلوبهم بمحبة الله ولوازم هذه المحبة من خضوع وذل وانقياد لله سبحانه وتعالى فاهل هذه المحبة هم اهل اطيب العيش وذكر دليل ذلك قول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اي في هذه الحياة الدنيا يفوز بطيب العيش فيها ثم اوضح رحمه الله تعالى ان طيب العيش المراد بالاية او الذي ذكر في الاية ليس ما يتعلق المطعم والمأكل والمشرب والمسكن ونحو ذلك فان هذه امور مشتركة بل قد يكون عند بعض الكفار والفجار ما هو اكثر واوسع مما عند المؤمن التقي امر الدنيا في متعها هين على الله سبحانه وتعالى ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى منها كافرا شربة ماء كما صح بذلك الحديث ولهذا قال الله سبحانه وتعالى شأن هذه المتعة قال كلا نمد هؤلاء وهؤلاء اي المسلمين والكفار من عطاء ربك ان هذا هذا المراد هذا النوع من العطاء وما كان عطاء ربك محظورا لكن هذه المحبة لله ايداعها في قلب المؤمن هي اعظم العطايا واجلها وهي الذي وهي التي يترتب عليها طيب العيش وهنائته وقرة العين لان هذا الطيب في عيش هؤلاء مرده مرده الى راحة قلوبهم بحبها لله استكانتها وانسها وذلها لله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي جعل الله سبحانه وتعالى به نيل الحياة السعيدة فان مدار الحياة السعيدة على حب القلب لله وخضوعه له وانسه به وتلذذه بطاعته سبحانه وتعالى ومن كان هذا شأنه في حبه لله عز وجل تجتمع همومه وعزائمه واراداته على ارضاء محبوبه جل وعلا فضوعا وذلا فيسكن قلبه بذلك ويأنس بحبه لسيده ومولاه سبحانه وتعالى ويكون شأنه كما ذكر ابن القيم ان سكت سكت بالله وان نطق نطق بالله وان سمع فبه يسمع وان ابصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يمشي وبه يتحرك وبه يسكن اي ان هذا الحب لله والخضوع لله اورثه معية الخاصة معية الله الخاصة له التي جاء بيانها في الحديث الذي ذكر رحمه الله وفي صحيح البخاري ويعرف عند اهل العلم بحديث الاولياء يعرف عند اهل العلم بحديث الاولياء لانه ذكر فيه صفتهم وما ومقامهم ومكانتهم عند الله وحديث قدسي رواه ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جل وعلا قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب فقد اذنته بالحرب وهذا في خطورة معاداة اولياء الله وان من يعادي اولياء الله سبحانه وتعالى فقد اذنه رب العالمين جل وعلا بالحرب لان الله سبحانه وتعالى قال في القرآن ان الله يدافع عن الذين امنوا وقالوا وكان حقا علينا نصر المؤمنين قال وكذلك ننجي المؤمنين فالله عز وجل تولى الدفاع عن عبده المؤمن فمن عادى اولياء الله فقد اذنه الله سبحانه وتعالى بالحرب قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب كانه قيل من هم اوليائك الذين من عاداهم فقد اذنته بالحرب من هم فجاء الجواب في الحديث من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه هذا ما هو نعم هذه صفة اولياء الله الذين من عاداهم فقد اذنه الله بالحرب ولهذا تأمل كلام ابن القيم يقول رحمه الله حصر في هذا الحديث الشريف الالهي محبته في امرين اداء فرائضه والتقرب اليه بالنوافل حصر معنى الولاية في هذين الامرين فاهلها اهل الولاية حصل المعنى في هذا في هذين الامرين اداء الفرائض العناية بالنوافل من كان محافظا على فرائض الدين والواجبات مبتعدا عن الكبائر والاثام فهذا من اولياء الله هذا من اولياء الله والرجل الذي عدد عليه النبي صلى الله عليه وسلم الفرائض التي افترضها الله على العباد فقال على اثر ذلك والله لا ازيد على ذلك ولا انقص قال افلح ان صدق فمن ادى الفرائض وترك الحرام هذا من اولياء الله هذا من اولياء الله الذين من عاداهم فقد اذنه الله بالحرب فان زاد على ذلك عناية بالنوافل والرغائب فان درجته في الولاية ماذا تعلو ترتفع فيفوز بذلك بحب اعظم من الله له ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه الاول الذي يتقرب الى الله بالفرائض يحبه الله سبحانه وتعالى وما تقرب متقرب الى الله بشيء احب الى الله مما افترظ على عباده لكن ان اعتنى بالفرائظ ثم ارتقى زادت زاد عناية النوافل والرغائب زاد حظه ونصيبه من حب الله له حتى احبه اي الحب التام الحب العظيم فاذا احببته هذه ثمار يجنيها العبد من تحقيقه لهذا المقام مقام الولاية كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه هذه كلها ثمار واثار ويأتي حديث جميل للامام ابن القيم رحمه الله تعالى عنها نعم قال رحمه الله واخبر سبحانه ان اداء فرائضه احب ما تقرب به اليه المتقربون ثم بعدها النوافل ثم بعدها النوافل يعني لا لا لا تقدم العناية بالنوافل على الفرائض ولهذا يقول اهل العلم من شغله الفرظ عن النفل فهو معذور من شغله الفرظ عن النفل فهو معذور لان الفظ هو هو المقدم وما تقرب متقرب الى الله باعظم من الفرظ ومن شغله النفل عن الفرظ فهو مغرور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور لا يشتغل بنفل مع اضاعة فرض هذا نوع من الغرور سبحان الله اذا من شغله اللهو عن الفرظ ماذا يكون شأنه؟ اذا اذا كان العلما يقول من شغله النفل عن الفرض فهو مغرور فاذا من شغله اللهو عن فريضة الله سبحانه وتعالى ماذا يكون شأنه نعم قال رحمه الله وان المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير محبوبا لله فاذا صار محبوبا لله اوجبت محبة الله له محبة اخرى منه لله فوق المحبة الاولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه وملكت عليه روحه ولم يبق فيه سعة لغير محبوبه البتة فصار ذكر محبوبه وحبه ومثله الاعلى مالكا لزمام قلبه. مستوليا على روحه استيلاء المحبوب على محبه صادق في محبته التي قد اجتمعت قوى حبه كلها له ولا ريب ان هذا المحب ان سمع سمع بمحبوبه وان ابصر ابصر به وان بطش بطش به وان مشى مشى به فهو في قلبه ومعه وانيسه وصاحبه فالباء ها هنا باء المصاحبة وهي مصاحبة لا نظير لها ولا تدرك بمجرد الاخبار عنها والعلم بها. يقول رحمه الله الباء آآ في في الحديث هنا ابي يسمع بي يبصر بيبطش يقول الباء هنا باء المصاحبة وهي نظير اه اه ما يأتي في النصوص من ذكر المعية المعية الخاصة ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون هذه المعية معية خاصة غير المعية العامة لعموم الخلق بالرؤية والاطلاع والعلم والاحاطة وانما هي معية خاصة لها مقتضياتها من التأييد والنصر والحفظ الولاية والتوفيق. نعم قال ولا تدرك بمجرد الاخبار عنها والعلم بها فالمسألة حالية لا علمية محضة واذا كان المخلوق نعم يقول هذه مسألة العبارة تقصر عن اه ايضاحها وبيانها فهي مسألة حالية يعني من الاحوال احوال القلوب التي تدرك ببلوغها اما مجرد العبارة لا تفي بها مهما شرح السارح وبين المبين العبارة لا تفي ببيانها لكنها هي صفة للقلب حال من احوال القلوب يرتقي القلب اليها. ويصل اذا بلغ هذا المبلغ تعرف بذوقها تعرف بذوقها ان اكرم الله سبحانه وتعالى عبده وجدها عرفها لكنها بالشرح الشرح مهما كان لا يفي ببيان حقيقتها نعم قال رحمه الله واذا كان المخلوق يجد هذا في محبة المخلوق التي لم يخلق لها ولم يفطر عليها. كما قال بعض محبين خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فاين تغيب؟ وقال اخر ومن عجب اني احن اليهم واسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين اضلعي وهذا الطف من قول الاخر ان قلت غبت فقلبي لا يصدقني اذ انت فيه مكان السر لم تغبي او قلت ما غبت؟ قال كذب فقد تحيرت بين الصدق والكذب. هذا الذي يذكر ابن القيم رحمه الله هو موجود يعني في واقع آآ خلق موجود في واقع خلق من الناس يتعلق قلبه بمحبة من المحبات الزائفة فتصبح مسيطرة تماما على قلبه ويعبر عنها بمثل هذه الابيات التي تصف تمكن هذه المحبة واستيلاءها على القلب فيقول اذا كان المخلوق يجد هذا في محبة المخلوق التي لم يخلق لها ما خلقه الله سبحانه وتعالى لينصرف قلبه الى التعلق بمحبة مخلوق مثله فيكون حال محبته في قلبه بهذه الصفة ما خلق لهذا ولم يفطر لاجل ذلك فاذا كانت بعض القلوب تصل في محبتها لبعض المخلوقات الى هذه الدرجة فلا مقام المحبين الصادقين لله سبحانه وتعالى الناشئ عن حسن معرفتهم به جل وعلا اعظم من ذلك واجل وهو مقام لا آآ لا يمكن لعبارة ان تصفه بل هو من الاحوال التي يرتقي اليها القلب يجدها المحب في قلبه وتقصر العبارات مهما كانت عن وصفها. نعم قال رحمه الله فليس شيء ادنى الى المحب من محبوبه وربما تمكنت منه المحبة حتى يصير ادنى اليه من نفسه بحيث ينسى نفسه ولا ينساه كما قال اريد لانسى ذكرها فكانما تمثل لي ليلى بكل سبيلي وقال اخر يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقل وخص في الحديث السمع والبصر واليد والرجل بالذكر فان هذه الالات الات ادراك الات الادراك والات الفعل السمع والبصر يوردان على القلب الارادة والكراهة ويجلبان اليه الحب والبغض فيستعمل اليد والرجل فاذا كان سمع العبد بالله وبصره بالله كان محفوظا في الات ادراكه وكان محفوظا في حبه وبغظه فحفظ في بطشه ومشيه وتأمل كيف اكتفى بذكر السمع والبصر واليد والرجل عن اللسان فانه اذا كان ادراك السمع الذي يحصل باختياره تارة تنوي بغير اختياره تارة وكذلك البصر قد يقع بغير الاختيار فجأة وكذلك حركة اليد والرجل التي لابد للعبد منها فكيف بحركة اللسان التي لا تقع الا بقصد واختيار وقد يستغني العبد عنها الا حيث امر بها وايضا فانفعال اللسان عن القلب اتم اتم عن اتم من انفعال سائر الجوائح سائر الجوارح فانه ترجمانه ورسوله. كهذه لطيفة ينبه عليها رحمه الله تعالى في وجه تخصيص هذه الاربع بالذكر في الحديث السمع والبصر واليد والرجل خص بهذه الاربع في بالذكر في هذا الحديث كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها. لما خصت هذه الاربع مع ان الانسان فيه حواس اخرى والات اخرى فما وجه تخصيص هذه الاربع بالذكر يقول رحمه الله خص هذه الاربعة بالذكر لان هذه اه اه الات ادراك والات الفعل الات الادراك السمع والبصر والات الفعل اليد والقدم والسمع والبصر يوردان على القلب السمع والبصر يوردان عن القلب واردات القلب تصل اليه. اما من طريق السمع او طريق البصر ولهذا في الاية الكريمة قال ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا قدمهما على الفؤاد لانه ما هما اللذان يوردان الى القلب الواردات وتدخل عليه من خلالهما الدواخل جاء في مقام التحذير تقديم السمع على السمع والبصر على الفؤاد لانهما يوردان الواردات على القلب ويدخلان عليه الدواخل هنا ذكر السمع والبصر اللي هو البصر لانهما يوردان على القلب الارادة والكراهة ويجلبان اليه الحب والبغض ثم بعد ذلك تنشأ عن ثم بعد ذلك ثم تنشأ عن ذلك الحركة ثم تنشأ عن ذلك الحركة لان القلب محرك القلب محرك والبدن كله تبع له فالسمع والبصر يوردان عن القلب وهذا الذي يرد على القلب اذا تحرك به القلب تحرك البدن فمشت القدم وانطلقت اليد تبعا لماذا لما في القلب من خير او شر من طاعة او معصية من حب او بغض الا ان في الجسد مضغة الحركة حركة البدن راجعة الى هذه المضغة فالمضغة ما الذي يحركها المضغة ما التي ما الذي يحركها؟ الواردات التي ترد عليها من السمع والبصر وبحسب هذه الواردات تتحرك فاذا تحركت انطلقت الالات اليد و القدم في خير او شر هذا يمشي الى المسجد وذاك يمشي الى خمارة او ما اوكر فساد والعياذ بالله فيستعمل اليد والرجل فاذا كان سمع العبد بالله وبصره بالله الاته وبصره بالله نعم الاته ماذا عندك فاذا كان سمع العبد بالله وبصره بالله اكمل فاذا كان سمع العبد بالله وبصره بالله كان محفوظا في الات ادراكه. نعم عندي خطأ. كان محفوظا اه الات ادراكه كان محفوظا في الات ادراكه التي السمع والبصر وكان محفوظا في حبه وبغضه فحفظ في بطشه ومشيه. لان اشياء مترتبة ينبني بعضها على بعض ولاجل هذا ايضا قدم السمع والبصر على اليد والرجل لان هذه الاولى تحرك القلب والثنتين الاخيرات تتحرك عن القلب. فقدمت قدم السمع البصر لاجل ذلك. نعم قال رحمه الله وتأمل كيف حقق تعالى كون العبد به عند سمعه وبصره وبطشه ومشيه بقوله كنت سمعه والذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها تحقيقا لكونه مع عبده وكون عبده به. في ادراكاته بسمعه وبصره وحركاته بيده ورجله وتأمل كيف قال فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش ولم يقل فليسمع وليبصر وليبطش وربما يظن الظان ان اللام اولى بهذا الموضع اذ هي ادل على الغاية ووقوع هذه الامور لله وذلك اخص من وقوعها به وهذا من الوهم والغلط اذ ليست الباء ها هنا لمجرد الاستعانة فان حركات الابرار والفجار وادراكاتهم انما هي بمعونة الله لهم وانما الباء ها هنا للمصاحبة اي انما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي وانا صاحبه ومعه كقوله في الحديث الاخر انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه. نعم الباء هنا آآ الباء هنا للمصاحبة. والمراد بالمصاحبة المعية المعية الخاصة التي لها مقتضياتها من التأييد والحفظ التوفيق ولهذا كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى ان قال وبي يسمع فبي يبصر الى اخره الباء هنا للمصاحبة اي ان الله سبحانه وتعالى يتولاه تسديدا في سمعه وبصره حركاته فيكون مؤيدا بتأييد الله موفقا بتوفيق الله لان الله معه مصاحبا له في حركاته يؤيده ويحفظه معه المعية التي خص بها اولياءه المقربين وعباده المتقين. نعم قال رحمه الله وهذه هي المعية الخاصة المذكورة في قوله لا تحزن ان الله معنا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقوله تعالى وان الله لمع المحسنين. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله كلا ان معي ربي سيهدين. وقوله تعالى لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى فهذه الباء مفيدة لمعنى هذه المعية دون اللام. ولا يتأتى للعبد الاخلاص والصبر والتوكل ونزوله في منازل العبودية الا بهذه الباء وهذه المعية فمتى كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه امانا فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد وبالله تزول الهموم والغموم والاحزان فلا هم مع الله ولا غم ولا حزن الا حيث يفوته معنى هذه الباء. اعد هذا كلام عظيم وجميل جدا قال رحمه الله فمتى كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه امانا فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد وبالله تزول الهموم والغموم والاحزان فلا هم مع الله ولا غم ولا حزن الا حيث يفوته معنى هذه الباء نعم ولهذا عندما يضطرب القلب عندما يضطرب القلب ويشتد عليه الكرب والغم لا دواء له الا ان يرجع لله لا دواء له الا ان يرجع ولهذا دعوة المكروب لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. هذا عودة لله تحريك القلب بتوحيد الله وتعظيم الله سبحانه وتعالى لان هذا الذي به ينجلى ينجلي عن القلب ما يصيبه من هم وغم نعم قال رحمه الله فيصير قلبه حينئذ كالحوت اذا فارق الماء يثب ويتقلب حتى يعود اليه نعم حتى يعود اليه. نعم قال رحمه الله ولما حصلت هذه الموافقة من العبد لربه في محابه حصلت موافقة الرب لعبده في حوائجه ومطالبه فقال ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. اي كما وافقني في مرادي بامتثال اوامري والتقرب الي بما حابي فانا اوافقه في رغبته ورهبته فيما يسألني ان افعله به. نعم يعني آآ يقصد بالموافقة ان الله لا يرد آآ دعاءه فيكون دعاؤه لا يرد يكون مستجاب الدعوة نعم قال اي كما وافقني في مرادي بامتثال اوامري والتقرب الي بمحابي فانا اوافقه في رغبته ورهبته فيما يسألني ان افعله به ويستعيذني ان يناله. نعم يعني رغبته ورهبته. الرغبة ما يسأل ويرى فيه من ابواب الخير والرهبة ما يخاف منه فيتعوذ بالله فيستجيب الله له في دعواته وتعوذاته. نعم قال رحمه الله وقوي امر هذه الموافقة من الجانبين حتى اقتضى تردد الرب سبحانه في اماتة عبده لانه يكره الموت والرب تعالى يكره ما يكرهه عبده ويكره مساءته فمن هذه الجهة يقتضي الا يميته ولكن مصلحته في اماتته ولكن مصلحته في اماتته. نعم العبد في اماتته لانه يموت ينتقل الى دار النعيم دار النعيم دار الخلود في النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. نعم. فانه ما اماته الا ليحييه ولا الا ليصحه نعم ولا افقره الا ليغنيه ولا ما منع ولا منعه الا ليعطيه. ولم يخرجوا من الجنة في صلب ابيه الا ليعيده الا عيده اليها على احسن احواله ولم يقل لابيه اخرج منها الا هو الا وهو يريد ان يعيده اليها فهذا هو الحبيب على على الحقيقة لا سواه. بل لو كان في كل منبت في كل منبت بل لو كان في كل منبت شعرة من كل منبت شعرة احسن الله اليك فهذا هو الحبيب على الحقيقة لا سواه بل لو كان في كل منبت شعرة من العبد محبة تامة لله لكان بعض ما يستحقه على عبده؟ نعم يعني لو كل شعرة من شعرات العبد وكل جزء يسير من جسده في محبة تامة لله سبحانه وتعالى لكان هذا جزء مما يستحقه سبحانه وتعالى على عبده من الحب الذي ينبغي ان يعمر قلب العبد المؤمن به حب الله جل في علاه نقي. نعم قال رحمه الله نق الفؤاد حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزلي نعم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا