الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له فصل ثم التتيم وهو اخر مراتب الحب وهو تعبد المحب لمحبوبه يقال تيمه الحب اذا عبده ومنه تيم الله اي عبد الله وحقيقة التعبد الذل والخضوع للمحبوب. ومنه قولهم طريق معبد اي مذلل قد ذللته الاقدام ان فالعبد هو الذي ذلله الحب والخضوع لمحبوبه. ولهذا كانت اشرف احوال العبد ومقاماته هي العبودية فلا منزل له اشرف منها وقد ذكر الله سبحانه اكرم الخلق عليه واحبهم اليه وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية في اشرف مقاماته وهي مقام الدعوة اليه ومقام التحدي بالنبوة ومقام الاسراء فقال وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وفي حديث الشفاعة اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فنال مقام الشفاعة بكمال عبوديته وكمال مغفرة الله له. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد في هذا الفصل يذكر ابن القيم رحمه الله تعالى اخر مراتب مراتب المحبة ذكر رحمه الله تعالى لها مراتب عديدة وان اخرها التتيم والتيم هو التعبد تيم هو التعبد وتيم الله اي عبد الله والمتتيم اي المتعبد وهذا التتيم الذي هو التعبد حق لله سبحانه وتعالى وحده لا يسوى غير الله سبحانه وتعالى به وقد ذكر الله عز وجل من حال المشركين انهم سووا غير الله سبحانه وتعالى به في هذا الحب الذي لا يكون الا لله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اهذه تسوية ويعين الشرك هذه تسوية يحبونهم كحب الله. هذه تسوية وهي عين الشرك ولهذا يقول اهل هذه التسوية يوم القيامة في نار جهنم تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وقال جل وعلا والذين كفروا بربهم يعدلون ومعنى يعدلون اي يسوون غير الله به الحب الذي هو حب الذل والخضوع والانكسار للمحبوب وهو التتيم لا يكون الا لله سبحانه وتعالى وحده وهو العبودية التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولهذا فان الامر كما ذكر رحمه الله تعالى ان اشرف مقامات العبد وارفعها هو العبودية لله ان يكون عبدا لله خاضعا ذليلا محققا ما خلقه الله سبحانه وتعالى لاجله واوجده لتحقيقه ولهذا ذكر الله جل وعلا وصف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في اشرف مقاماته واعلاها في مقام الاسراء العظيم وفي مقام التحدي نبوته صلوات الله وسلامه عليه وفي مقام الدعوة الدعوة الى الله في كل هذه المقامات الشريفة العالية ذكره بهذه الصفة العبودية عبد الله فعلم بهذا ان اشرف مقامات العبد واعلاها ان يكون عبدا لله محققا العبودية لله العبودية التي روحها ولبها ومحركها الحب الذي في القلب الحب الذي في القلب التتيم الذي يكون فيه فهذا هو المحرك هو العبودية وهو المحرك العبودية والذل والخضوع لله سبحانه وتعالى والطواعية والامتثال لامر الله جل في علاه نعم قال رحمه الله والله سبحانه خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له التي هي اكمل انواع المحبة مع اكمل انواع الخضوع والذل وهذا هو حقيقة الاسلام وملة ابراهيم التي من رغب عنها فقد سفه نفسه قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي. قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون. قال رحمه الله تعالى والله سبحانه خلق الخلق لعبادته لا شريك له. لعبادته لا شريك له اي لافراده بالعبادة كما قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون معنى يعبدون ان يوحدون لان العبادة لا تكون عبادة الا بالتوحيد وهي بغير التوحيد شرك وتنديد مردودة على صاحبها غير مقبولة منه شأنها حينئذ كالصلاة بدون طهارة كما انه يصح ان يقال في حق من صلى بغير طهارة لم يصل فانه كذلك يصح ان يقال في من عبد الله بغير التوحيد لم يعبد الله فلا تكون عبادة الله الا بالتوحيد لا تكون الا بالتوحيد والافراد افراد الله سبحانه وتعالى وحده العبادة وحقيقتها العبادة كما ذكر رحمه الله تعالى هي اكمل انواع المحبة مع اكمل انواع الخضوع والذل هذه هي العبادة العبادة هي كمال الحب مع كمال الذل فالحب بلا ذل ليس عبادة والذل بلا حب ليس عبادة والعبادة هي من مجموع الامرين كمال الحب مع كمال الذل لله سبحانه وتعالى وهذا الحب الذي هذا وصفه لا يكون الا لله ولا يصرف الا لله. ومن صرفه لغير الله او شيء منه لغير الله فقد اتخذ مع الله ندا وشريكا فالعبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى لاجلها هي كمال الحب مع كمال الذل لله وهي حقيقة الاسلام وملة ابراهيم التي من رغب عنها فقد سفه نفسه ولعلي بهذه المناسبة اذكر بورد مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاذكار التي يحافظ عليها كل صباح ومن لم يكن محافظا عليه يبدأ من هذا الصباح وهو ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام اصبحت على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين. هذه الكلمات ارباع يصبح المرء بها في كل يوم يجعلها من ورده في صباحه وهي ليست مجرد وردا فقط يقال وانما هو تجديد لهذا العهد وهذا الايمان وهذه الفطرة وهذا الدين القويم هنا في الاية التي ذكر رحمه الله تعالى يقول الله جل وعلا ومي يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه فانت في كل صباح تجدد رغبتك في الملة غابتك في في الملة لان الرغبة نوعان رغبة في الشيء ورغبة عن الشيء الذي يرغب عن ملة ابراهيم هذا في غاية السفه والخساسة ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه اما المؤمن فلا يزال مع مر الايام وكر الليالي تتجدد فيه هذه الملة وهذا الايمان وهذا الفطرة نماء وقوة وزيادة الحاصل ان هذا ذكر مبارك انصح به كل صباح كل صباح وهو مأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام اصبحت على فطرة الاسلام على كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على ملة ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين صباح يفتتح بهذا التوحيد وهذا الاخلاص وهذا التجديد للايمان والاتباع دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وملة ابراهيم حنيفا ولم يك من المشركين وعن الفطرة السوية لا تتبدل صباحا مبارك عامر بالخير قائم على الخير متأسس عليه من اوله ومبدأه فهذا ورد عظيم ينبغي على كل مسلم ان يكون محافظا عليه كل صباح وفي هذا السياق الكريم الذي فيه التحذير من الرغبة عن ملة ابراهيم عليه عليه السلام ذكر جل وعلا شأن الانبياء في العبودية والتوحيد والوصية بها وحث ابنائهم عليها كما قال الله سبحانه وتعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي هذا اهم شيء عندهم ان ان يكونوا على التوحيد على العبودية لله والا اخلاص الدين له جل في علاه نعم قال رحمه الله ولهذا كان اعظم الذنوب عند الله الشرك والله لا يغفر ان يشرك به واصل الشرك بالله الاشراك به في المحبة كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون هم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فاخبر سبحانه ان من الناس من يشرك به فيتخذ من دونه ندا يحبه كحب الله واخبر ان الذين امنوا اشد حبا لله من اصحاب الانداد لاندادهم وقيل بل المعنى انهم اشد حبا لله من اصحاب الانداد لله. فانهم وان احبوا الله لكن لما اشركوا بينه وبين اندادهم في المحبة ضعفت محبتهم لله والموحدون لله لما خلصت محبتهم له كانت اشد من محبة اولئك والعدل برب العالمين والتسوية بينه وبين الانداد هو في هذه المحبة كما تقدم. نعم. يقول رحمه الله ولهذا كان آآ كان اعظم الذنوب عند الله الشرك بالله واصل الشرك بالله الاشراك في المحبة عرفنا ان اشرف المقامات للعبد مقام العبودية وان هذه العبودية هي التي خلق العبد لاجلها واوجد لتحقيقها فلما كان اشرف مقاماته هو تحقيق هذه العبودية وتتميمها فان اسوأ مقاماته اسوأ مقاماته واقبحها تضييع هذه العبادة التي خلق لاجلها ووجد لتحقيقها ولهذا كان اعظم الذنوب عند الله الشرك اعظم الذنوب عند الله الشرك فالشرك بالله واكبر الكبائر. واعظم الجرائم واكبر الذنوب والاثام وهو المحبط للاعمال المبطل لها الذي ليس لصاحبه في القيامة يوم القيامة الا النار مخلدا فيها ابد الاباد انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار الاشراك بالله عز وجل اصله الاشراك في المحبة ايضا عرفنا ان المحبة محرك المحبة التي في القلب محرك فان كانت محبة خالصة لله حركت ماذا ذلا وخضوعا وانكسارا خالصا لله جل وعلا واذا كان في القلب حب لغير الله عز وجل تحرك في القلب اعمالا لغير الله اعمالا لذلك المحبوب الذي تعلق به اه القلب فاصل الشرك الاشراك في المحبة كما في قول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يحبونهم اي الانداد كحب الله اي حبا مساويا لحب الله سبحانه وتعالى يحبونهم كما يحبون الله ففي هذا ان المشرك بهذا ان المشرك يحب الله لكنه حبه مهما كان مردود عليه غير مقبول منه لماذا؟ لانه سوى غير الله بالله فيه فيرده الله عليه كما في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من اشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فهذا الحب الذي او هذا القدر من الحب لله الذي في قلوبهم هو مردود عليهم لانهم سووا غير الله سبحانه وتعالى به فلا يقبل الله عز وجل الا بل الخالص له جل في علاه من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله لم لان حبهم لله صافي خالص ليس في قلوبهم هذا الحب حب الذل والعبودية ليس في قلوبهم شيء منه الا لله وحده مخلصين هذا الحب لله جل وعلا ولهذا حبهم لله اثر فيهم استقامة على طاعة الله واتباعا لامره جل في علاه نعم قال رحمه الله ولما كان مراد الله من خلقه هو خلوص هذه المحبة له انكر على من اتخذ من دونه وليا او شفيعا غاية الانكار وجمع ذلك تارة وافرد احدهما عن الاخر بالانكار تارة. جمع ذلك يعني جمع بين اتخاذ الولي والشفيع اتى بهما معا في بعض الايات وافرد احدهما عن الاخر تارة اخرى اي في ايات اخرى وسيظرب على كل بعظ الامثلة قال رحمه الله فقال تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون وقال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيعا فقال تعالى الله الذي خلق قبلها الاولى نعم هذي هذي الاولى؟ نعم اشار الى انه اورد اية يونس في السجدة قال لعلها خطأ من النساخ فقال تعالى اية يونس التي ذكر هنا لم يجمع بين نعم فقال تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع. افلا تتذكرون وقال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وقال في الافراد ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون وقال تعالى من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله اولياء ولهم عذاب عظيم. نعم الاية الاية كان الاوليان فيهما الجمع والثالثة فيها افراد الشفعاء الرابعة فيها افراد الاولياء. نعم قال رحمه الله فاذا والى العبد ربه وحده اقام له الشفعاء. وعقد الموالاة وعقد الموالاة بينه وبين عباده المؤمنين نعم يعني في ارتباط بين الولاية والشفاعة. نعم فصاروا اولياءه في الله بخلاف من اتخذ مخلوقا وليا من دون الله فهذا لون وذاك لون. كما ان الشفاعة الشركية الباطلة لون والشفاعة الحق الثابتة التي انما تنال بالتوحيد لون. وهذا موضع فرقان بين اهل الفرقان وهذا موضع فرقان بين اهل التوحيد واهل الاشراك والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. نعم وشيخ الاسلام في هذا رسالة مفردة لشيخ الاسلام ابن تيمية لو في هذا رسالة مفردة عظيمة الشأن في اسماها الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان لان هذا المقام اذا لم يكن واضحا جليا التبس على الامر على على الجاهل وربما عد من هم من اولياء الشيطان اولياء الرحمن وربما ايضا اخرج من هم من اولياء الرحمن فعدهم من اولياء الشيطان وهذا من لم يكن على بصيرة في الفرقان بين هؤلاء وهؤلاء والله سبحانه وتعالى ذكر عالم الولاية وصفة اهلها في قوله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فمن كان مؤمنا تقيا فهو ولي من اولياء الله نعم قال رحمه الله والمقصود ان حقيقة العبودية لا تحصل مع الاشراك بالله في المحبة بخلاف المحبة لله فانها من لوازم العبودية وموجباتها موجه ربطها بالفتح. ضبطها موجباتها. نعم احسن الله اليك. والمقصود والمقصود ان حقيقة العبودية لا تحصل مع الاشراك بالله في المحبة بخلاف المحبة لله فانها من لوازم عبودية وموجباتها فان محبة الرسول بل تقديمه في الحب على الانفس والاباء والابناء لا يتم الايمان الا بها. اذ محبته مما محبة الله وكذلك كل حب في الله ولله كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان وفي لفظ في الصحيح لا يجد حلاوة الايمان الا من كان فيه ثلاث خصال ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ اخذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار وفي الحديث الذي جمع امورا ثلاثة في المحبة اصل المحبة وفرعها ودفع المناقض لها نعم قال رحمه الله وفي الحديث الذي في السنن من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وفي حديث اخر ما تحابا رجلان في الله الا كان افظلهما اشدهما حبا حبا لصاحبه فان هذه المحبة فان هذه المحبة من لوازم محبة الله وموجباتها وكلما كانت اقوى كان اصلها كذلك نعم قال رحمه الله فصل وها هنا اربعة انواع من المحبة يجب التفريق بينها. وانما ضل من ضل بعدم التمييز بينها احدها محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه فان المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم وغيره وغيرهم يحبون الله. نعم آآ هذه آآ او هذا الفصل ذكر فيه رحمه الله تعالى انوع المحبة واكد على وجوب التفريق بينها وان ظلال من ظل انما كان بعدم التمييز بين هذه الانواع وبالخلط بينها فاول انواع المحبة او احد انواع المحبة محبة الله محبة الله وهذه اصل الدين وروحه وقال ولا تكفي وحدها لا تكفي وحدها بوجود حب في القلب لله الا اذا اخلص الا اذا اخلص لله اما ان كان في القلب حب لله ويسوى مع الله غيره فيه فهذا مردود على صاحبه لان المشركين يحبون الله وعباد الصليب يحبون الله. لكن حبهم لله ليس خالص ليس حب خالص بل حب سوي غير الله سبحانه وتعالى به وجعل مع الله فيه الشركاء فصار ذاك الحب باطلا مردودا عليهم لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل العبادة الا اذا كانت خالصة صافية نقية لا يراد بها الا الله. نعم قال رحمه الله الثاني محبة ما يحبه الله. وهذه هي التي تدخله في الاسلام وتخرجه من الكفر واحب الناس الى الله اقومهم بهذه المحبة واشدهم فيها نعم ولهذا جاء في الدعاء اللهم اني اسألك حبك هذا الاصل وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك. نعم قال رحمه الله الثالث الحب لله وفيه. وهي من لوازم محبة ما يحب. ولا يستقيم محب ولا يستقيم محبة ما يحب الا بالحب فيه وله. نعم وفي الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله نعم. قال رحمه الله الرابع المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من احب شيئا مع الله لا لله ولا من اجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله. وهذه محبة المشركين. نعم يعني هذا النوع الرابع المحبة مع الله وهذه اه الشرك او عين الشرك ان يجعل مع الله سبحانه وتعالى شريكا في المحبة. فمن احب مع الله شيئا احب مع الله شيئا اي سوى غير الله بالله في هذه المحبة فقد اتخذه ندا وشريكا مع الله وهذه محبة المشركين المشركين سووا غير الله بالله في المحبة ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. نعم قال رحمه الله وبقي قسم خامس ليس مما نحن فيه نعم يعني هذا ليس داخل في الموضوع المحبة الطبيعية المحبة الطبيعية نعم قال وهي ميل الانسان الى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد. نعم في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام حبب الي من دنياكم الطيب والنساء هذه محبة طبيعية والله جل وعلا قال في سورة التوبة قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اموال اقترفتموها وتجارة تخشونها ترضونها كم هذه ثمانية هذه المحاب الثمانية جبرت القلوب على محبتها ولا شيء في ذلك ولا حرج لان هذا هذا حب طبيعي في القلوب. جب الانسان على حب اهله وولده وماله وبيته واشياء من هذا القبيل جبل على ذلك ولا شيء في ذلك لكن الاشكال يأتي في احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. نعم قال رحمه الله فتلك لا تذم الا اذا الهت عن ذكر الله وشغلت عن محبته. نعم يعني مثل ما في الاية احب اليكم اذا طغت هذه المحبة على القلب الهت عن الاصل وشغلت عنه فتكون حينئذ مذمومة قال رحمه الله كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله وقال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله نعم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله صحبة جزاكم الله خيرا