الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله فصل والمحبوب قسمان محبوب لنفسه ومحبوب لغيره والمحبوب لغيره لابد ان ينتهي الى المحبوب لنفسه دفعا للتسلسل المحال وكل ما سوى المحبوب الحق فهو محبوب لغيره وليس شيء يحب لنفسه الا الله وحده وكل ما سواه مما يحب فانما محبته تبع لمحبة الرب تعالى. كمحبة ملائكته وانبيائه واوليائه فانها تبع لمحبته سبحانه. وهي من لوازم محبته فان محبة المحبوب توجب محبة ما يحبه وهذا موضع يجب الاعتناء به فانه محل فرقان بين المحبة النافعة لغيره. والتي لا تنفع بل قد تضر المحبة التي نعم والمحبة التي لا تنفع الفرقان بين المحبة النافعة لغيره والمحبة التي لا تنفع بل قد ترضى. عندنا التي فقط هم اشار اليها في الحاشية. نعم فاعلم انه لا يحب لذاته الا من كماله من لوازم ذاته والهيته وربوبيته وغناه من لوازم ذاته وما سواه فانما يبغض ويكره لمنافاته محابه ومضادته ومضادته لها وبغضه وكراهته بحسب قوة هذه المنافاة وضعفها فما كان اشد منافاة لمحابه كان اشد كراهة من الاعيان والاوصاف والافعال والارادات وغيرها فهذا ميزان عادل يوزن به موافقة الرب ومخالفته. وموالاته ومعاداته فاذا رأينا شخصا يحب ما يكرهه الرب تعالى ويكره ما يحبه علمنا ان فيه من معاداته بحسب ذلك واذا رأينا الشخص يحب ما يحبه الرب ويكره ما يكرهه وكلما كان الشيء احب الى الرب كان احب اليه واثر عند اه وكلما كان ابغض الى الرب كان ابغض اليه وابعد منه علمنا ان فيه من علمنا ان فيه من موالاة الرب بحسب ذلك فتمسك بهذا الاصل غاية التمسك في نفسك وفي غيرك فالولاية عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه ومساخطه ليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تمزق ولا رياضة. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الفصول المتوالية يؤصل ويقرر ما يتعلق بالمحبة وسبق ان ذكر رحمه الله تعالى في فصول مراتبها وذكر ايضا امورا عديدة تتعلق بالمحبة وفي هذا الفصل يذكر رحمه الله تأصيل يعتبر قاعدة مهمة جدا في المحبة وكما وصفه رحمه الله يعد ميزانا عادلا اذا احسن المرء ظبط هذا الميزان استقام له الامر في هذا الباب ونحن قد عرفنا ان المحبة هي روح العمل والمحرك للاعمال لان الاعمال لها محركات في القلوب. اعظم هذه المحركات في القلوب على الاعمال المحبة كلما قويت قوي اثرها وكلما ضعفت ضعف اثرها ذكر رحمه الله في هذا الفصل ان المحبوب قسمان محبوب لذاته ومحبوب لغيره المحبوب لذاته هذا هو الله سبحانه وتعالى وحده لما اتصف به من كمال الصفات وعظمة النعوت لما هو عليه سبحانه وتعالى من الجلال والكمال ولما تفضل به سبحانه وتعالى من العطايا والهبات فهو المنعم وحده المتفضل وحده الرب وحده المدبر وحده لا شريك له في شيء من ذلك فوحده جل في علاه الذي يحب لذاته وهو المقصود اصالة بالمحبة وكل محبة سوى محبته يجب ان تكون تبعا لهذه المحبة وفرع عنها ولهذا يمكن ان يقال المحبة لها اصل وفرع اصلها حب الله وفرعها حب ما يحب سبحانه من الاشخاص والاعمال والاوصاف والاحوال ولهذا جاء في الدعاء المأثور اللهم اني اسألك حبك هذا الاصل وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك المحبة لها اصل ولها فرع فاصل المحبة حب من يحب لذاته وهو الله سبحانه وتعالى المحبة التي هي الفرع المحبة اجله وفيه سبحانه وتعالى يقول رحمه الله اعلم انه لا يحب لذاته الا من كان كماله من لوازم ذاته الا من كان كماله من لوازم ذاته والهيته وربوبيته وغناه من لوازم ذاته فهذا الذي يحب لذاته ووالله سبحانه وتعالى لما هو عليه من الجلال والكمال بل ان الكمال من لوازم ذاته بخلاف المخلوق المخلوق الضعف من لوازم ذاته والفقر من لوازم ذاته يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد الله عز وجل من لوازم ذاته غناه الكامل من كل وجه والمخلوق من لوازم ذاته فقره الكامل الى ربه من كل وجه لا غنى له عنه فالذي يحب لذاته هو من كان الكمال من لوازم ذاته في كل صفاته سبحانه وتعالى ولهذا ايضا من التفريع على هذا التقرير الذي ذكر رحمه الله كلما ازداد المرء معرفة صفات الله الدالة على عظمته وجلاله وكماله ازداد حبا لله عز وجل ولهذا فان من عرف الله احبه لا محالة من عرف الله احبه لا محالة لان هذه المعرفة بكمال الله سبحانه وتعالى في صفاته ونعوته وعظمته وجلاله وكماله هي التي تمتن المحبة في القلب وتقويها في النفس اذا عرف ان هذه المحبة اعني محبة الله سبحانه وتعالى هي الاصل في هذا الباب وانه وحده الذي يحب لذاته سبحانه وتعالى فما سوى ذلك من حب او بغض ينبغي ان يكون عائدا الى هذا الاصل مستندا الى هذا العصر فاذا كان هذا الحب لله عز وجل لذاته وكماله وجلاله لله وحده فما سوى ذلك من الحب ينبغي ان يكون تبعا لهذا الاصل وفرع عنه فلا يحب الا لله ولا يبغض الا لله فلا يحب الا لله ولا يبغض الا لله سبحانه وتعالى ولهذا يقول رحمه الله وما سواه فانما يبغض ويكره لمنافاته محابه ومضاد ومضادته لها لان الاصل هو محبة الله ومحبة ما يحب جل وعلا وبغض ما ما يبغض جل وعلا لما كان اشد منافاة لمحابي كان اشد كراهة من الاعيان والاوصاف والافعال والايرادات وغيرها فهذا ميزان عادل توزن به موافقة الرب ومخالفة مخالفته الان قضية الموالاة والمعاداة الموالاة والمعاداة. هي كما وضح رحمه الله تعالى فرع عن هذا الاصل فاذا صدق حب الله في قلب العبد لزم منه ان ان يوالي من يواليه ويعادي من يعاديه وان يحب ما يحب وان يبغض ما يبغض وهذه حلاوة الايمان ومذاقه العظيم الذي لا يوجد الا بهذا كما قال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار نعم قال رحمه الله والمحبوب لغيره قسمان ايضا احدهما ما يلتذ المحب بادراكه وحصوله والثاني ما يتألم به ولكن يحتمله لافظائه الى محبوبه كشرب الدواء الكريه قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون فاخبر سبحانه ان القتال مكروه لهم مع انه خير لهم لافضائه الى اعظم محبوب وانفعه والنفوس تحب الراحة والدعة والرفاهية. وذلك شر لها لافواءه الى فوات هذا المحبوب فالعاقل لا ينظر الى لذة المحبوب العاجل فيؤثرها والم المكروه العاجل فيرغب عنه فان ذلك قد يكون شرا له بل قد يجلب عليه غاية الالم ويفوته اعظم اللذة بل عقلاء الدنيا يتحملون المشاق المكروهة لما يعقبهم من اللذة بعدها. وان كانت منقطعة. نعم يقول اه رحمه الله تعالى المحبوب لغيره قسمان المحبوب لغيره قسمان احدهما ما يلتذ المحب ادراكه وحصوله والثاني ما يتألم به ما يتألم به لكن يحتمل لافظائه الى المحبوب هنا وفق هذا التأصيل الذي ذكر رحمه الله تعالى ينبغي ان يكون نظر العاقل والناصح لنفسه ان يكون نظره في المآلات وليس انيا فقط ان يكون نظره في المآلات وليس انيا فقط اذا كان نظر الانسان اني ولم ينظر في المآلات اضر بنفسه واهلكها لان النفس البشرية مثل ما ذكر رحمه الله تعالى تؤثر الراحة والخمول والدعة الرفاهية والتمتع والكسل هذه تؤثرها وتميل اليها فان وقف مع هذه المطالب النفسية الانية عطلته عن الخير بينما اذا اعمل اعمل هذه القاعدة وكان منطلقا من هذه المحبة ما يحب منه شيء يلتذ به الانسان شيء يلتذ به الانسان ومن من ذلك شيء لا يلتذ به قد يجد في نفسه شيء من الكراهة لذلك لكن يقاوم هذه الكراهة انسياقا ورأى تحصيل هذه هذا المحبوب وقد يكون مكروها للانسان انتبه هنا لمسألة الكراهة ونص على مثال لها في الاية هذه الكراهة كراهة ليست دينية يعني هذه هذه الاشياء توجد في في النفس كراهة ليست كراهة دينية وانما كراهة في في طبع طبع الانسان يميل الى ان الراحة الى اه الرفاهية انظر تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قال اسباغ الوضوء على المكاره. ماذا؟ المكاره هنا المكاره ليست دينية لا يكره دينا وانما يكرهه طبعا. طبع الانسان انه يميل لنفسه تميل للراحة هذا هذا يحتاج الى مقاومة الى مقاومة الى نظر في آآ العواقب هنا يأصل ابن القيم رحمه الله ان المحبوب على قسمين ليس ليس المحبوب كله يلتذ به بل هو على قسمين محبوب يلتذ المحب ادراكه والثاني ما يتألم به لكن يحتمله وينبغي عليه ان ان يحتمله لافظائه الى اللام المحبوب ولهذا المشاق التي قد تلحق الانسان في بعظ الطاعات او التخلي عن الراحة الان لما يكون الفراس المرء على فراشه في الشتاء وفي دفء الفراش ملتحف بالغطاء متدفئ والجو في الخارج في برودة ويقول المؤذن حي على الصلاة حي على الصلاة النهوض من هذا الفراش ومن هذه اللذة ومن هذه الراحة ومن هذا الدفء ما ينهضه الا هذا المعنى الذي يتحدث عن رحمه الله تعالى وان كثير من الناس يسقط في هذا الموضع ويؤثر هذه الراحة التي لذة لذة انية على المقصود العظيم بل فريضة الله سبحانه وتعالى القائمة التي يدعى الى اتيانها وقصدها والاصطفاف مع المسلمين في في بيوت الله لادائها فيحتاج المرء في مثل هذا هذه المواطن ان ينظر المحبوب على قسمين قسم يلتذ به وقسم قد يجد في نفسه في طبعه في في قد يجد في طبعه كراهة لذلك يميل الى الخمول الى الراحة الى الكسل الى التواني الى الفتور فيفوت على نفسه خيرا عظيما بل يعرضها الى العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى عقلاء الدنيا يقول يتحملون المشاق المكروهة لما يعقبها من اللذة هذا امر معروف يعني في المطالب الدنيوية الامور التي آآ يعرف من هو متجه اليها عاقبتها تجده يتحمل مشاق شديدة جدا في انتظار عاقبة حميدة هذا يدركه الناس في امور الدنيا يدركونه كثيرا في امور الدنيا لكنه شأنه شأن هذا المعنى في الدين اعظم ينبغي الا ينبغي للانسان ان يقوم بهذه الصفة. اذا كان ارباب الدنيا يتحملون مشاق عظيمة في في تحصيل شيء من متع هذه الدنيا الزائلة فلا ان يكون صاحب الدين الصادق في تدينه وتعبده لله سبحانه وتعالى في هذا المقام اقوى من من اولئك في تحصيلهم لدنياهم. نعم قال رحمه الله فالامور اربعة مكروه يوصل الى مكروه ومكروه يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى مكروه. هذي اربعة اقسام ذكر رحمه الله تعالى مكروه يوصي الى مكروه ومكروه يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى مكروه الاول والثالث امرهما هين امرهما هين ومقامهما يسير لكن المعترك موطن الاشكال المكروه الذي يوصل الى محبوب والمحبوب الذي يوصل الى مكروه هذا الذي تكون النفس في نزاع وصراع هذا يجذبها من جاء هذا الداعي يجلبها من جاء وذاك يجذبها من من جهة اخرى نعم قال رحمه الله فالمحبوب الموصل الى المحبوب قد اجتمع فيه داعي الفعل من وجهين اجتمع في داعي الفعل من وجهين من ان هو في نفسه محبوب للنفس والوجه الثاني من جهة انه يوصل الى محبوب ففي داعي الفعل من جهتين من جهة انه محبوب النفس تحبه ومن جهة انه يوصل الى الى الى محبوب نعم. والمكروه الموصل الى مكروه قد اجتمع فيه قد اجتمع في داعي الترك من قد اجتمع فيه داعي الترك من وجهين هذا ايضا اجتمع فيه داعيان للترك الداء الاول من جهة ان نكون مكروه للنفس والداعي الثاني من جهة انه موصل الى الى مكروه. فاجتمع فيه داعيان للترك فهذان امرهما ايسر. لكن الشأن في القسمين الاخرين نعم قال رحمه الله بقي القسمان الاخران يتجاذبهما الداعيان وهما معترك الابتلاء والامتحان. تجاذبهما الداعيان اي يتجاذبهما داعي فعل من جهة وداعي ترك. من جهة اخرى يتجاذبهما داعيا داعي فعل من جهة وداعي ترك من جهة وهذا الذي يكون في النفس صراع صراع اما ذلك هل تميل الى هذا الداعي او تميل الى ذاك؟ نعم قال رحمه الله فالنفس تؤثر اقربهما جوارا منهما منها النفس تؤثر العاجل النفس تؤثر الحاجة كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة. النفس تؤثر العاجل وتميل الى شيء عاجل لذة عاجلة من كانت كذلك نفسه بقي مع متع الدنيا التي تعيقه وتعطله عن الاخرة ونعيمها وثوابها المقيم الذي لا يحول ولا يزول نعم قال رحمه الله والعقل والايمان يؤثران انفعهما وابقاهما. نعم النفس تؤثر العاجل والعقل والايمان يؤثر الانفع و ولا والابقى الذي هو نعيم الاخرة وثواب الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله والقلب بين الداعيين وهو الى هذا مرة والى هذا مرة. القلب بين الداعيين. يعني فيه هذا الداعي اي في هذا الداعي؟ ولهذا يعني كثير من الامور يجد الانسان في داخله تنازع يجد في داخله تنازع هل يقوم او يقعد؟ هل يفعل او يترك هل يذهب او لا يذهب؟ هذا هذا تنازع في في داخله. لماذا؟ لان في داعي للفعل وداعي للترك ان نظر نظرة انية تخلى عن الخير الذي يحمد عاقبته عاقبته من جد واجتهد وعند الصباح يحمد القوم السرى وهناك داعي الفعل دعي الفعل ولهذا من الخير للعبد عندما يحصل هذا التنازع في نفسه بين داعي الفعل وداعي الترك الا يجعل نظرته انية اكثر الخلق معها مع هذه النظرة الانية لا يجعل نظرته انية وانما ينهض بنظرته ينظر في العواقب ينظر في المآلات ينظر نعم قال رحمه الله وها هنا محل الابتلاء شرعا وقدرا. فداعي العقل والايمان ينادي كل وقت حي على الفلاح عند الصباح يحمد القوم الصرى وفي الممات يحمد العبد التقى. نسأل الله ان يرزقنا اجمعين التقى. امين امين وان يحمدنا اجمعين العاقبة. امين يا رب. وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة نعم قال رحمه الله فان اشتد ظلام ليل المحبة وتحكم سلطان الشهوة والارادة يقول يا نفس اصبري فما هي الا ثم تنقضي ويذهب هذا كله ويزول. هذا كلام جميل يعني اذا استحكى اذا اشتد ظلام ليل المحبة وتحكم سلطان الشهوة اذا كان وظع القلب بهذه الصفة اذا كان وضع القلب بهذه الصفة استحكم سلطان الشهوة ما الذي عليه ان يصنع مع نفسه قال يقول يا نفسي اصبري هنا انتبه الى مسألة حقيقة مهمة وجديرة بالعناية مخاطبة النفس مخاطبة النفس ومحاورتها مخاطبة النفس ومحاورتها في مثل هذه الامور مهم جدا ما يمنع ان تدخل في مثل هذه القضايا مع نفسك في حوار لان النفس ملحة على صاحبها الحاح شديد ليقدم على لذة فانية شهوة محرمة ما الى ذلك فلا ينساق معها بل يوقف نفسه ويدخل معها في حوار يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمتني غد هذا اصل في هذه الاية اصل في محاسبة النفس هذه الاية اصل في محاسبة النفس فاذا تسلط على النفس داعي الشهوة اللذة المحرمة لا ينساق مع هذا الداعي بل يخاطب نفسه يخاطب نفسه بما يجعلها تقنع وتقتنع وتكف عن الاقدام الى تلك الشهوة التي حرمها الله سبحانه وتعالى يا نفس اصبري فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويذهب هذا كله ويزول وهذا هذا النظر النظر جميل جدا في مثل هذا الباب قصر الامل والنظر في ان هذه الدنيا سريعة الزوال سريعة الفناء تريد تعرف سرعة زوال الدنيا قد تكون نفس شخص انتبه قد تكون نفس شخص متعلقة بشهوات دنيوية كثيرة وظع مخططا لفعلها وبرنامجا يسافر فيه من اجلها ويضع البرنامج العملي لهذه الشهوات الدنيوية المحرمة ثم في طريق سفره اليه تقبض روحه وهذا حصل ويحصل تقبض روحه وتنتهي ونفسه مع هذه الشهوات التي آآ نفسه منساقه وورائها العاقل لا يكون مع نفسه مطاوعا لا يكون مطاوعا لنفسه ورأى هذه الشهوات الفانية بل يحاسب نفسه ويزن عمله ويعده ويعد نفسه للقاء ربه. مثل ما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان ان توزنوا من الخير للانسان ان يحاسب نفسه وان يزن عمله وان يزم نفسه بزمام الشرع يدخل معها في في في خطاب في حوار في حتى تعتدل وتستقيم وتسير على اه الجادة السوية بالامس آآ اشرت الى كلام عظيم لابن القيم رحمه الله تعالى بكتابة طريق الهجرتين في الاسباب التي تعين العبد على الخلاص من المعاصي والذنوب كثير من الناس مبتلى بذنوب ومعاصي ويعرف انها انها مهلكة له وان عواقبها عليه في الدنيا والاخرة خطيرة جدا لكنه مغلوب طلبته نفسه مع معرفته بخطرها وعواقبها فمثل هؤلاء يحتاج الى التذكير بما يعينه على الخلاص من الذنوب بما يعينه على الخلاص من الذنوب والامام ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين عقد فصلا عظيم النفع كبير الفائدة في ما يعين العبد على الخلاص من الذنوب. الاسباب التي تعين العبد على الخلاص من اه الذنوب حبس النفس عن فعلها واقترافها فعقد رحمه الله فصلا ذكر فيه عشرة اسباب للخلاص من للاعانة على الخلاص من الذنوب صدره بقوله قاعدة الصبر عن المعصية ينشأ من اسباب عديدة قاعدة الصبر على المعصية ينشأ من اسباب عديدة وذكر عشرة اسباب عظيمة اقرأها بشيء من التلخيص واحث الجميع على المساهمة في نشرها نشرا واسعا لعل الله سبحانه وتعالى يجعل فيها خيرا وبركة واعانة من هو مبتلى للخلاص من الذنوب يسلم باذن الله سبحانه وتعالى من مغبتها وينجو من سوء عاقبتها. مع دعائنا الله جل وعلا في مجلسنا هذا ان يهدي ضال المسلمين وان يردهم اجمعين الى الحق ردا جميلا بمنه وكرمه سبحانه وتعالى احدها علم العبد بقبحها ورذالتها ودنائتها وان الله انما حرمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل السبب الثاني الحياء من الله سبحانه فان العبد متى علم بنظره اليه ومقامه عليه. وانه بمرأى منه ومسمع وكان حييا استحيا من ربه ان يتعرض لمساخطه السبب الثالث مراعاة نعمه عليك واحسانه اليك فان الذنوب تزيل النعم ولابد فما اذنب عبد ذنبا الا زالت عنه نعمة السبب الرابع خوف الله وخشيته عقابه وهذا انما يثبت بتصديقه في وعده ووعيده والايمان به وبكتابه ورسوله. وهذا السبب يقوى بالعلم واليقين ويضعف بضعفهما السبب الخامس محبة الله وهي اقوى الاسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه فان المحب لمن يحب مطيع وكلما قوي سلطان المحبة في القلب كان اقتضائه للطاعة وترك المخالفة اقوى السبب السادس شرف النفس وزكاؤها وفضلها وانافتها وحميتها ان تختار الاسباب التي تحطها وتضع من قدرها وتخفض منزلتها وتحقرها وتسوي بينها وبين السفلة السبب السابع قوة العلم بسوء عاقبة المعاصي وقبح اثرها والظرر الناشئ منها السبب الثامن قصر الامل وعلمه بسرعة انتقاله وانه كمسافر دخل قرية وهو مزمع على الخروج منها فليس للعبد انفع من قصر الامل ولا اظر من التسويف وطول الامل السبب التاسع مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس فان قوة الداعي الى المعاصي انما تنشأ من هذه الفضلات السبب العاشر وهو الجامع لهذه الاسباب كلها تبات شجرة الايمان في القلب فصبر العبد عن المعاصي انما هو بحسب قوة ايمانه فكلما كان ايمانه اقوى كان صبره اتم واذا ضعف الايمان ضعف الصبر. هذه خلاصة لهذه الاسباب العظيمة المعينة على الخلاص من الذنوب والفكاك منها اعاننا الله اجمعين على كل خير وهدانا اليه صراطا مستقيما. واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا