الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابن قيم الجوزي رحمه الله ولهذا حرم الله على النار من شهد ان لا اله الا الله حقيقة الشهادة ومحال ان يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها كما قال تعالى والذين هم بشهاداتهم قائمون فيكون قائما بشهادته في ظاهره وباطنه في قلبه وقال به. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا من فضائل التوحيد وفضائل كلمة التوحيد العظيمة ان هذه الكلمة موجبة لتحريم النار على صاحبها فلا يدخلها لكن ان كان قائما بحقيقة هذه الكلمة محققا لها فان من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب وتحقيق التوحيد هو ان يؤتى به صافيا لا شوائب فيه تحقيق التوحيد هو تصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي وهذه كلها عوائق تعيق عن تحقيقه لابد من تخطيها وعائق الشرك يتخطى باخلاص الدين لله وعائق البدعة تتخطى بلزوم السنة ومتابعة الهدي وعائق المعاصي بمجانبتها وبالمبادرة الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى منها عند ثقافتها فمن حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب ولهذا جاء في الحديث ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله اذا قارنت بين هذا الحديث والحديث الاخر الذي فيه يقول الله عز وجل اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان اذا قارنت بين الحديثين تدرك ان من حرمت لا اله الا الله على صاحبها دخول النار انما هو بتحقيقه لها وان من دخل النار من اهلي لا اله الا الله بسبب ضعف هذا التحقيق فجاءوا موبقات دون الشرك اوجبت دخولهم النار وهؤلاء دخولهم للنار ليس كدخول المشرك المشرك دخوله للنار دخول تأبيد وتخليد اما هؤلاء فدخولهم للنار دخول تنقية وتطهير يطهرون في النار من درن الذنوب واوساخ المعاصي ثم من بعد ذلك يكون دخولهم الجنة فالجنة دار الطيب المحض فمن جاء بخبث مع هذا الطيب طهر منه ليكون مؤهلا لدخول الجنة لا اله الا الله من فضلها وفضائلها العظيمة انها تحرم دخول النار على محققها ومن جاء بها وعنده نقص في تحقيقها فانها تحرم خلوده في النار فهي مشتملة على نوعين من التحريم تحريم الدخول وهذا في حق من حققها وتحريم الخلود بحق من اتى بها ولم يشرك بالله سبحانه وتعالى وفي قلبه كما جاء في الحديث ولو مقدار ذرة هو شيء قليل من الايمان فهذا من فضل هذه الكلمة العظيمة التي هي اعظم الكلمات واجلها على الاطلاق ثم ان القائلين للا اله الا الله ليسوا فيها على درجة واحدة ليسوا في القيام بهذه الكلمة على درجة واحدة بل بينهم تفاوت كبير اشار اليه المصنف رحمه الله تعالى بقوله نعم قال رحمه الله فان من الناس من تكون شهادته ميتة ومنهم من تكون نائمة اذا نبهت انتبهت ومنهم من تكون مضطجعة ومنهم من تكون الى القيام اقرب. نعم هذه حال اهن لا اله الا الله في القيام بها ليسوا فيها على درجة واحدة منهم من تكون شهادته ميتة ومنهم من تكون نائمة اذا نبهت انتبهت ومنهم من هي مضطجعة ومنهم من تكون الى القيام اقرب في الاية قال والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم بشهاداتهم قائمون هؤلاء الموفقون الموفقون من عباد الله قائمون بالشهادة ظاهرا وباطنا في القلب والقالب وهؤلاء الكمل من عباد الله ومن الناس من هم دون ذلك منهم من شاهدته ميتة هؤلاء شهادتهم قائمة وهؤلاء شهادتهم ميتة ومنهم من هي نائمة اذا نبه انتبه ومنهم شهادة مثل حال المضطجع ومنهم من تكون الى القيام اقرب فهم متفاوتون فيها وهذا يستفيد منه المسلم ان اولى شيء ينبغي ان يعتني بقيامه ان يكون قائما على احسن ما يكون هو الشهادة. شهادة ان لا اله الا الله التي اه خلقه الله سبحانه وتعالى لاجلها واوجده لتحقيقها فيكون من اهل آآ قوله سبحانه وتعالى والذين هم بشهاداتهم قائمون سؤال عارض ثم نواصل هذه الاية الكريمة اخر مرة استمعتم اليها قراءة في الصلاة متى نعم؟ اليوم. اليوم في صلاة الفجر نعم قال رحمه الله وهي في القلب بمنزلة الروح في البدن فروح ميتة وروح مريضة الى الموت اقرب وروح الى الحياة اقرب. روح صحيحة قائمة بمصالح البدن تشبيه جميل جدا يوضح المقصود يقول رحمه الله وهي في في القلب اي الشهادة بمنزلة الروح في البدن الشهادة في القلب مثلها مثل الروح في البدن الروح تتفاوت هناك روح ميتة هناك روح مريضة الى الموت اقرب وروح الى الحياة اقرب وروح صحيحة قائمة بصلاح البدن فشأن الشهادة في قلوب اهلها كذلك وهذا كله كل هذا التفصيل بناه على ما تقدم في الاية والذين هم بشهاداتهم قائمون فهناك من هو قائم بشهاداتي بشهادتي او شهاداته ومنهم من حاله دون ذلك. اما ان تكون شهادة ميتة او مضجعة او نائمة او الى غير ذلك مما ذكر رحمه الله تعالى من احوال نعم قال رحمه الله وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت الا اوجدت روحه لها روحا اللهم ارزقنا قولها عند الموت يا حي يا قيوم يقول عليه الصلاة والسلام اني لاعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت الا وجد الا اه ما من اني لاعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت الا وجدت روحه لها روحا. فهذا ايضا من فضائلها وان من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله من كان اخر كلامه من من الدنيا لا اله الا الله وهذه خاتمة السعادة و حسن التوفيق عند الموت ان يكون اخر كلامه من الدنيا هذه الكلمة الا وجدت روحه لها روحا الروح والشهادة هو اورد الحديث لاجل هذا الروح الشهادة بينهما بينهما توافق من حيث ما ذكر رحمه الله حال حال الروح وحال الشهادة في اه في في العبد والتفاوت آآ الذي بين ذلك. فمن كانت شهادته قائمة ووفق لحسن الخاتمة فكانت اخر كلامه من الدنيا وجد لها عند عندما تقبض روحه وجد لها روحا نام قال رحمه الله فحياة الروح بحياة هذه الكلمة فيها الحياة التي يتحدث عنها هنا هي الحياة الحقيقية التي الى التي اليها الاشارة في مثل قوله اومن كان ميتا فاحييناه وقوله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. هذه الحياة الحقيقية ليس الحديث هنا عن الحياة البهيمية اكل وشرب وحركة ونوم وقيام وقعود وانما المراد بالحياة الحقيقية فحياة الروح بحياة هذه الكلمة فيها الروح لا تحيا الحياة الحقيقية الا بقيام هذه الكلمة والذين هم بشهاداتهم قائمون. فاذا قامت هذه الكلمة حقيقة في الروح كانت الروح حية والا فهي ميتة او نائم او مضطجعة او غير ذلك نعم قال رحمه الله فحياة الروح بحياة هذه الكلمة فيها كما ان حياة البدن بوجود الروح فيه. البدن لا يحيى الا بالروح البدن لا يحيى الا بالروح. والروح لا تحيا الا بهذه الكلمة والروح لا تحيا الا بهذه الكلمة وكما ان من مات على هذه الكلمة فهو في الجنة. هذا هذا التقرير يوضح لك الفرق بين نوعين من الحياة حياة الروح وحياة البدن. البدن. نعم. وكما ان من مات على هذه الكلمة فهو في الجنة يتقلب فيها من عاش على تحقيقها والقيام بها فروحه تتقلب في جنة المأوى. وعيشه اطيب العيش يعني ان للقائم بشهادة لا اله الا الله حقيقة له جنة معجلة في هذه الحياة الدنيا له جنة معجلة في هذه الحياة الدنيا ونعيم معجل في هذه الحياة الدنيا مثل ما قال المصنف رحمه الله في في معنى قوله تعالى ان الابرار لفي نعيم. قال في دورهم الثلاثة في نعيم قال في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة. فاهل لا اله الا الله القائمون بها حقا. لهم في جنة معجلة يأتي توضيح اه توضيحها عند المصنف رحمه الله قال رحمه الله قال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فالجنة مأواه يوم اللقاء وجنة المعرفة والمحبة والانس بالله والشوق الى لقائه والفرح والرضا به وعنه مأوى روحه في هذه الدار فان الجنة هي المأوى ان الجنة هي المأوى الجنة هي المأوى اي مأوى اما في القيامة فالجنة التي اعدها الله سبحانه وتعالى عباده واولياءه وحزبه المطيعين له سبحانه وتعالى واما الجنة التي في الدنيا وهي الجنة المعجلة فهي كما ذكر رحمه الله جنة المعرفة والمحبة والانس بالله والتلذذ بطاعته وذوق حلاوة الايمان وطعمه والراحة التي يجدها المؤمن والنعيم النعيم الذي يجده في قلبه انسا بالله حسن تقرب الى الله وذوقا لطعم الايمان وحلاوته هذه جنة اه معجلة جنة معجلة في هذه الحياة الدنيا نعم قال رحمه الله هذه الجنة مكانها الصدر المؤمن مكان هذه الجنة المعجلة في صدر المؤمن نعيما يجعله الله سبحانه وتعالى في قلبه وهناءة اه طيبا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة سبق ان ذكر المصنف هذه الاية وقال ليس المراد طيبة اكل وشرب وكذا وانما طيب العيش ما يجده في قلبه من من لذاذة السعادة والهناءة والانس بالله والتقرب اليه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله فمن كانت هذه الجنة مأواه ها هنا كانت جنة الخلد مأواه يوم المعاد. من كان من اهل هذه الجنة فهو من اهل الجنة جنة الخلد في الدار الاخرة ومن حرم هذه الجنة فهو لتلك فهو لتلك اشد حرمانا نعم للتلازم بين الجنتين قال رحمه الله والابرار في النعيم وان اشتد بهم العيش وضاقت عليهم الدنيا نعيم الابرار لا يتعلق بمتع الدنيا وانما بشيء يجعله الله سبحانه وتعالى في قلوبهم حتى وان ضاق بهم العيش وقلة ذات اليد ضاقت عليهم الامور فهم مع هذا كله في في نعيم وفي جنة لا يجدها اطلاقا من عنده اموال الدنيا وخزائن وآآ وعنده كثرة الخزائن لا يجدها وانما هذا شيء خص به سبحانه وتعالى من اطاعه. نعم قال والفجار في جحيم وان اتسعت عليهم الدنيا نعم كما قال الله سبحانه وتعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم قال المصنف اي في دورهم الثلاثة نعم قال رحمه الله قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وطيب الحياة جنة الدنيا قال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا فاي نعيم اطيب من شرح الصدر واي عذاب امر من ضيق الصدر وقال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله. ذلك هو الفوز العظيم فالمؤمن المخلص لله من اطيب الناس عيشا وانعمهم بال واشرحهم صدرا واسرهم قلبا. وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الاجلة قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر ومن هذا قوله صلى الله ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومن هذا قوله وقد سألوه عن وصاله في الصوم فقال اني لست كهيئتكم اني اضل عند ربي يطعمني ويسقيني فاخبر صلى الله عليه وسلم ان ما يحصل له من الغذاء من الغذاء عند ربه يقوم مقام الطعام والشراب الحسي. وانما يحصل له من ذلك امر يختص به لا يشركه فيه غيره فاذا امسك عن الطعام والشراب فله عنه عوض يقوم مقامه. وينوب منابه ويغني عنه كما قيل لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور او لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور تستضيئ به ومن حديثك في اعقابها حادي اذا شكت من كلالي السير اعيدها روح اللقاء فتحيا عند ميعادي هذه الايات والاحاديث التي ذكر رحمه الله قوله جل وعلا فلنحيينه حياة طيبة وقوله آآ يشرح صدره وقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لهم البشرى بالحياة الدنيا وفي الاخرة قوله في الحديث رياض الجنة وما بين بيت منبري روضة من رياض الجنة هذه كلها شواهد اوردها رحمه الله تعالى على الجنة المعجلة على الجنة المعجلة في هذه الحياة الدنيا. جنة الطاعة جنة الايمان. جنة الانس بالله وحسن التقرب اليه جنة حلاوة الايمان وذوق طعمه والهناءة بذلك فهذه الجنة هذه معجلة في الحياة الدنيا. وقد جاء ذكرها والاشارة اليها في نصوصها عديدة في بعضها جاء التصريح مثل ما ذكر رحمه الله بلفظ الجنة فهناك جنة في الدنيا جنة معجلة في هذه الحياة الدنيا وكل ما كان نصيب العبد من هذه الجنة اعظم كان نصيبه ايضا يوم القيامة اعظم في جنة الخلد التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاولياءه وعباده المقربين نعم قال رحمه الله تعالى فصل وكلما كان وجود الشيء انفع للعبد وهو اليه احوج كان تألمه بفقده اشد وكلما كان عدمه انفع له انفع له كان تألمه بوجوده اشد ولا شيء على الاطلاق انفع للعبد من اقباله على الله واشتغاله بذكره وتنعمه بحبه وايثاره لمرضاته. بل لا حياة له ولا نعيم ولا سرور ولا بهجة الا بذلك فعدمه الم شيء له واشده عذابا عليه وانما يغيب الروح عن شهود هذا الالم والعذاب اشتغالها بغيره. واستغراقها في ذلك الغير فتغيب به عن ما فيه من الم الفوت بفراق احب شيء اليها وانفعه لها. نعم يعني هنا لما ذكر رحمه الله تعالى هذه الجنة التي هي معجلة وما في ذلك من الحلاوة والتلذذ والنعيم العظيم الذي يحياه من وفقه الله سبحانه وتعالى للطاعة قد يتساءل آآ متسائل عن الام الفقد الفاقد لهذه الجنة. من المعلوم ان من فقد شيئا قال الثمن عظيم القدر والمكانة يجد الما لذلك يجد الما لذلك لهذا الفقد ولا اعظم الما من ان ان يفقد قلب الانسان هذه الجنة المعجلة في هذه الحياة الدنيا فقد يتساءل متسائل عن الم الفقد هذا اين هو؟ ممن فقد حلاوة او او طعمها هذا الطعن وفي الوقت نفسه لا يجد الما فيجيب عن ذلك رحمه الله تعالى آآ يجيب عن ذلك يقول عدم فنعم يقول رحمه الله وانما تغيب الروح عن شهود هذا العذاب والالم لاشتغالها بغيره باشتغالها بغير مثل ما يقال كثرة الإمساس يذهب الإحساس. فالألم الشعور بالألم الم الفقد لأن النفس انهكت بالانشغال غيره فاصبحت مع الانشغال المتع الزائفة واللذات الفانية مستغرقة بها اصبحت مع هذا الانشغال الدائم المتواصل لا تشعر لا لا تشعر بهذا الالم الم الفقد والا هذه الجنة المعجلة فقدها مؤلم جدا غاية الالم لكن لا يشعر به من استغرقت نفسه في اللهو واخذ وقته استنزف حياته لا لا يشعر به لان المكان انشغل انشغل بهذه الملهيات التي غمرت القلب وغطته نعم قال رحمه الله وهذا بمنزلة السكران المستغرق في سكره الذي احترقت داره وامواله واهله واولاده وهو الاستغراق في السكر لا يشعر بالم ذلك الفوت وحسرته. نعم. هل كان هناك سكر سكرى الشراب فهناك سكر الشهوات وسكر الشهوات يعمي صاحبه ويفقده مثل هذا الالم لانه في سكر الشهوة. نعم قال رحمه الله حتى اذا صحى وكشف عنه غطاء السكر وانتبه من رقدة الخمر فهو اعلم بحاله حينئذ ولهذا بعظ التائبين عندما يتذوق فعلا حلاوة الايمان بعد التوبة يتألم على الذي مضى من حياته ضائعا عن هذه الحلاوة هو هذه اللذة نعم قال رحمه الله وهكذا الحال سواء عند كشف الغط. عند كشف الغطاء ومعاينة طلائع الاخرة. والاشراف على مفارقة الدنيا انتقالي منها الى الله بل الالم والحسرة والعذاب هناك اشد باظعاف مضاعفة فان المصاب في الدنيا يرجو جبر مصيبته بالعوظ ويعلم انه قد اصيب بشيء زائل لا بقاء له. فكيف بمن مصيبته بما لا عوض عنه نعم لان المصيبة في الدين هي اعظم المصائب وكل شيء اه عنه عوظ الا الدين لا يعوضه فقد الدين هذا لا يعوضه شيء نعم قال رحمه الله فكيف بمن مصيبته بما لا عوض عنه ولا بدل منه ولا نسبة بينه وبين الدنيا جميعها. فلو قضى الله سبحانه بالموت من هذه الحسرة والالم لكان العبد جديرا به وان الموت ليعود اعظم امنيته واكبر حسراته هذا لو كان الالم على مجرد الفوات فكيف وهناك من العذاب على الروح والبدن بامور اخرى وجودية ما لا يقدر قدره فتبارك من حمل هذا الخلق الضعيف هذين الالمين العظيمين الذين لا تحملهما الجبال الرواسي. نسأل الله الكريم ان يلطف بنا اللهم الطف بنا يا حي يا قيوم نعم. فاعرض الان على نفسك اعظم محبوب لك في الدنيا بحيث لا تطيب لك الحياة الا معه. فاصبحت وقد اخذ منك وحيل بينك وبينه احوج ما كنت اليه كيف يكون حالك؟ هذا ومنه كل عوض فكيف بمن لا عوض عنه من كل شيء اذا اذا ضيعته عوظ وما من الله ان ضيعته عوض. نعم لكل شيء خلف وليس من تقوى الله خلف واذا ظيع المرء الايمان ضيع تقوى الله عز وجل هذا لا يعوضه شيء لا يعوضه شيء. ولا يكون شيء خلف عنه لكن متع الدنيا وامورها كل شيء منها له له عوظ فالمصيبة في الدين هي اعظم المصائب ولهذا جاء في الدعاء ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. نعم قال رحمه الله وفي اثر الهي ابن ادم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب ابن ادم اطلبني تجدني فان وجدتني وجدت كل شيء وان فتك فاتك كل شيء وانا احب اليك من كل شيء سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا