نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ونقيم الجوزية رحمه الله فصل اذا عرف ذلك فكل حي له ارادة ومحبة وعمل بحسبه وكل متحرك فاصل حركته المحبة والارادة ولا صلاح للموجودات الا بان تكون حركاتها ومحبتها لفاطرها وبارئها وحده كما لا وجود لها الا بابداعه وحده ولهذا قال تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ولم يقل سبحانه لما وجدتا ولكانتا معدومتين ولا قال لعدمتا اذ هو سبحانه قادر على ان يبقيهما على وجه الفساد. لكن لا يمكن ان يكونا على وجه الصلاح والاستقامة. الا بان يكون الله وحده هو معبودهما ومعبود ما حوتاه وسكن فيهما فلو كان للعالم الهاني لفسد نظامه غاية الفساد فان كل اله كان يطلب مغالبة الاخر والعلو عليه وتفرده دونه بالالهية اذ الشرك نقص ينافي كمال الالهية والاله لا يرضى لنفسه ان يكون الها ناقصا فان قهر احدهما الاخر كان هو الاله وحده. والمقهور ليس باله. وان لم يقهر احدهما الاخر لزم عجز كل منهما ونقصه ولم يكن تاما الالهية فيجب ان يكون فوقهما اله قاهر لهما حاكم عليهما والا ذهب كل منهما بما خلق وطلب كل منهما العلو على الاخر. وفي ذلك فساد امر السماوات والارض ومن فيهما ما كما هو المعهود من فساد البلد اذا كان فيه ملكان متكافئان وفساد الزوجة اذا كان لها بعلان والشول اذ كان اذا كان فيه فحلان واصل فساد العالم انما هو من اختلاف الملوك والخلفاء. ولهذا لم يطمع اعداء الاسلام فيه في زمن من الازمنة الا في في زمن تعدد ملوك المسلمين الا في زمن تعدد ملوك المسلمين واختلافهم وانفراد كل منهم ببلاد وطلب بعضهم العلو على بعض فصلاح السماوات والارض واستقامتهما وانتظام امر المخلوقات على اتم نظام من اظهر الادلة على انه لا اله الا الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وان كل معبود من لدن عرشه الى قرار ارضه باطل الا وجهه الاعلى الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يسوق الفصول في المحبة وعظيم شأنها وانها اصل في حركات العباد اصل اعمالهم من خير او شر من طاعة او معصية فالمحبة ان لم تكن لله عز وجل ومن اجله سبحانه وتعالى فانه يترتب على ذلك الفساد العريض ويترتب على ذلك الظياع التام فصلاح العباد بل صلاح العالم انما هو بعمارة القلوب بمحبة خالقها وفاطرها ومبدئها والمنعم عليها سبحانه وتعالى فاذا صرفت هذه المحبة وتوابعها ولوازمها لغير الخالق العظيم والرب الجليل سبحانه وتعالى ترتب على ذلك فساد عريض وشر عظيم ولهذا اورد في هذا الفصل رحمه الله تعالى قول الله جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا الهة جمع اله والاله هو المعبود الذي يفرد بالذل والخضوع والانقياد والتعظيم والاجلال لا يجعل معه شريك في ذلك فالله سبحانه وتعالى يقول لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ففي الاية ابطال التنديد وتقرير التوحيد وان صلاح العالم لا يكون الا بتوحيد خالقه افراده سبحانه وتعالى بالعبودية ولهذا فان الامر كما ذكر رحمه الله تعالى انتظام هذا العالم واتساقه كمال ابداعه واتقانه دليل على ان خالقه ومبدعه وبارئه هو وحده الذي يستحق ان يذل له ويخضع وان يحب ويعظم وان تصرف له العبادة وحده لا شريك له فاذا اتخذ معه الشركاء والانداد فهذا هو الفساد العريض قال لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا قال المصنف توضيحا معنى الاية ولم يقل لما وجدتا او لكانتا معدومتين او لعدمت لم يقل ذلك وانما قل لفسدتا لان الاية وهذا ينبغي ان يفهم من معناها الاية في تقرير توحيد الالوهية. الاية في تقرير توحيد الالوهية وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واما الدلالة من الاية على توحيد الربوبية الدلالة من الاية على توحيد الربوبية فهي دلالة ظمنية اما الاية اصالة هي في تقرير توحيد العبادة وافراد الله سبحانه وتعالى بالذل والخضوع سبحانه وتعالى فهي من براهين التوحيد ودلائل لا اله الا الله لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لم يقل لما وجدتا او لعدمت او لاعدمناهما وانما قل لفسدتا ففيه ان اتخاذ الالهة مع الله هو اصل الفساد والاختلال في في هذا العالم ولهذا فان خراب هذا العالم الذي على اثره تقوم الساعة عندما لا يعبد فيه الا لا يعبد فيه الله ولا يقال فيه الله الله ولا يكون فيه الا شرار الخلق فيفسد الكون فسادا تاما وعلى اولئك تقوم الساعة ويكون خراب الدنيا وانتهائها فلا تقوم الساعة حتى لا يقال الله الله يعني لا يعبد الله لا يعبد الله سبحانه وتعالى في في هذه الارض وعلى هؤلاء تقوم الساعة الشاهد ان افراء ان اتخاذ الانداد مع الله سبحانه وتعالى فساد لهذا الكون فساد لهذا الكون ظهر الفساد في البر والبحر مما كسبت ايدي الناس واعظم ذلك شرا وفسادا الشرك بالله واتخاذ الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى واما ما يتعلق بتوحيد الربوبية فالاية تدل عليه ظمنا. الاية تدل عليه ظمنا وهنا يخطئ علماء الكلام عندما يحسرون دلالة هذه الاية على ما يسمى بدليل التمانع فالاية في توحيد العبادة ودلالتها على توحيد الربوبية دلالة ضمنية نعم قال رحمه الله قال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق قال على بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون وقال تعالى ام اتخذوا الهة من الارض هم ينشرون. لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقال تعالى قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا فقيل المعنى لابتغوا السبيل اليه بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض ويدل عليه قوله في الاية الاخرى ولعلى بعضهم على بعض قال شيخنا والصحيح ان المعنى لابتغوا اليه سبيلا بالتقرب اليه وطاعته فكيف تعبدونهم من دونه وهم لو كانوا الهة كما تقولون لكانوا عبيدا له قال ويدل على هذا وجوه منها قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذاب اي هؤلاء الذين تعبدونهم من دوني هم عبادي كما انتم عبادي يرجون رحمتي ويخافون عذابي. فلماذا تعبدونهم دوني الثاني انه سبحانه لم يقل لابتغوا عليه سبيلا. بل قال لابتغوا اليه سبيلا وهذا اللفظ انما يستعمل في التقرب كقوله تعالى اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة واما في المغالبة فانما فانما يستعمل بعلى كقوله فان اطعناكم فلا واما في المغالبة فانما يستعمل اي هذا اللفظ بعلام نعم. يستعمل في هذا هذا توضيح. انما يستعمل اي هذا اللفظ بعلى بحرف على لا لا بحرف الى. نعم. نعم. احسن الله واما في المغالبة فانما يستعمل بعلى كقوله فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا الثالث انهم لم يقولوا ان الهتهم تغالبه وتطلب العلو عليه. وهو سبحانه قد قال قل لو كان معه والهة كما يقولون وهم انما كانوا يقولون ان الهتهم تبتغي التقرب اليه وتقربهم زلفى اليه فقال لو كان الامر كما تقولون لكانت تلك الالهة عبيدا له. فلماذا تعبدون عبيده من دونه هذه الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى قل لو كان فيهما قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. ذي العرش هي الله سبحانه وتعالى اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. قيل في معنى هذه الاية قولان ذكرهما رحمه الله تعالى. الاول لابتغوا السبيل الى الى الله بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك في سعي بعضهم لغلبة بعض ومغالبة بعض والانتصار على بعض حتى تكون الغلبة والقهر لواحد منهما على الاخر فيكون احدهما قاهرا للاخر والاخر مقهورا اذا لا نبتغوا الى ذي العرش سبيلا. قال ويدل على هذا المعنى قوله في الاية الاخرى ولعلى بعضهم على بعض هذا قول في في معنى الاية والاخر قد ذكره شيخ الاسلام اي ابن تيمية شيخ المصنف ان الصحيح في معنى الاية نبتغوا اليه سبيلا بالتقرب ليس المعنى الذي ذكر وانما المعنى هنا التقرب فابتغوا اليه سبيلا اي لو قدر وجود شيء من ذلك على زعم هؤلاء لكان هؤلاء عبيد لله متقربين الى الله سبحانه وتعالى خاضعين له وذكر على ذلك ادلة منها قول الله سبحانه اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب اي هؤلاء الذين تعبدونهم في الحقيقة عباد لله ذليلون خاضعون لله سبحانه وتعالى يرجون رحمة الله ويخافون عذابه وذكر رحمه الله الدليل الثاني اخذا من اللفظ في في لفظ هذه الكلمة قال لابتغوا الى ذي العرش ولم يقل على لان المغالبة يستعمل فيها لفظ على وهنا استعمل لفظ الى وهو في في سياقه هنا يدل على معنى التقرب مثل الاية التي اورد قريبا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة اي تقربوا اليه بما يحبه ويرضاه سبحانه وتعالى الامر الثالث ان انهم لم يقولوا ان الهتهم يعني المشركون المخاطبون بهذه الخطابات لم يقولوا ان الهتهم تغالب تغالب الله عز وجل بل قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وكانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. يقولون ما ملك هذا هذه معرفتهم بقدر الهتهم انها لا تملك شيئا لم يقولوا انها تغالب وانها الى اخره ما قالوا ذلك هذه الايات خطاب لهؤلاء وابقاء للشرك الذي هم عليه واتخاذهم للانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى فهذا كله مما يؤكد ان المعنى في قوله آآ لو كان معه الهة كما يقولون هم هم ماذا كانوا يقولون حتى نفهم سياق الاية المشركون الذين يخاطبون بهذا الخطاب هل كانوا يقولون مع الله الهة؟ مع الله خالقين مدبرين لهذا الكون ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ولان سألتم من خلقهم ليقولن الله. الايات في هذا المعنى كثيرة وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون يؤمنون بالله اي ان الخالق لهذا الكون الا وهم مشركون اي معه في العبادة والله عز وجل يقول فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون يقول ابن عباس تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فهم يعلمون ذلك اذا قوله الهة كما يقولون الهة اي اي ارباب وخالقون هل هذا المقصود نعم او المقصود معبودات متخذة معبودات متخذة مع الله سبحانه وتعالى انهم كانوا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون الهتنا اي معبوداتنا التي نعبدها الخطاب في في هذه الايات لابطال هذا الشرك الذي هم عليه وهو اتخاذ المعبودات مع مع الله سبحانه وتعالى فالله يقول قل اي ايها النبيين لهؤلاء المشركين لو كان معه اي الله سبحانه وتعالى الهة اي معبودات الاله والمعبود كما يقولون كما يقولون هم يقولون الهة اجعل الالهة الها واحدا هم يقولون الهة وليس الها واحدا ولهذا ابوا ان يقولوا لا اله الا الله لانها تبطل الالهة اذا لم تروا الى ذي العرش سبيلا اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا اي لابتغوا اليه السبيل بالتقرب اليه لان كل من تحت هذا العرش من المخلوقات وهذا المعنى نستلمح من قوله الى ذا العرش كل من تحت هذا العرش من المخلوقات هي عبيد لله كلهم عبيد لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فصل والمحبة لها اثار وتوابع ولوازم واحكام. سواء كانت محمودة او مذمومة نافعة او ضارة من الذوق والوجد والحلاوة والشوق والانس والاتصال بالمحبوب والقرب منه. والانفصال عنه والبعد منه والصد والهجران والفرح والسرور والبكاء والحزن وغير ذلك من احكامها ولوازمها هذا فصل آآ يؤكد المصنف رحمه الله تعالى في خاتمته على الاحسان في تأمله ان يحسن المرء في تأمل هذا الفصل وخاصة من كان مبتلى بالمحبة الباطلة. ومن كان قلبه مشرب بشيء من المحبة الباطلة حتى يقف على حقيقة الامر وخطورته المحبة لها اثار المحبة لها اثار ايا كانت ايا كانت لها اثار سواء كانت محبة محمودة او كانت محبة مذمومة لها اثار وتوابع ولوازم واحكام فسواء كانت محمودة او مذمومة نافعة او ضارة. من من هذه الاثار الوجد والذوق والحلاوة والشوق والانس والاتصال بالمحبوب والقرب منه والانفصال عنه والبعد منه والصد والهجران والفرح والسرور والبكاء والحزن المحبة يترتب عليها اثار ولابد ان يفقه المرء ان للمحبة اثار فهنيئا ثم هنيئا لمن كانت محبته محبة محمودة لانه يحمد اثارها وكل ما تبعها ولزم منها وتفرع عنها يحمد ذلك فما يكون عند هذا المحب من فرح او حزن من بكاء او الم او غير ذلك كل ذلك يحمد عليه. لانه من اجل محبوبه الذي التي هي المحبة المحمودة محبة الله سبحانه وتعالى قد قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير حتى الالام والحزن وكل كل ذلك يرجو خيرا من ورائه من من محبوبه المعظم الجليل سبحانه وتعالى اما من كانت محبته في الضياع من كانت محبته في الضياع في الاهواء فانظر ماذا يترتب عليها من لوازم ومرض لقلب هذا المحب وهلاك الله في دنياه واخراه ولهذا من من كان في قلبه محبة من هذه المحبات المذمومة المحرمة عليه ان يتفكر في اللوازم التي ستنشأ عن هذه المحبة؟ وكم سيترتب عليها من امور كلها من آآ الفساد الناشئ عن فساد المحبة ينشأ عن فساد المحبة فساد عريظ في قلب المرء وسلوكه. وهذا مقام يجدر بالمرء ان يحسن تأمله نعم قال رحمه الله والمحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه واخرته وهذه المحبة هي عنوان سعادته والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره في دنياه واخرته. وهي عنوان شقاوته. خلاصة هذا هذا التقرير الذي ذكر ان ما ينشأ في الناس من موجبات سعادتهم او موجبات شقاوتهم في الدنيا والاخرة راجع الى المحبة فالمحبة لها تأثير كبير جدا على المرء ولهذا فقه هذا الباب مهم جدا لوازم المحبة واثارها لا يظن الظمان ان المحبة شيء يا ليكون في القلب ولا اثار له ولا اثار له ولا تبعات بل هناك اثار هناك لوازم هناك اشياء تترتب على هذه المحبة هذه المحبة هي عنوان السعادة التي هي المحمودة وما يترتب عليها من من اثار المحبة المذمومة هي عنوان الشقاء للفساد الذي يكون في قلب من وجدت في هذه المحبة المذمومة وللاثار التي التي تترتب على هذه الا المحبة في سلوكه اه واعماله نعم قال رحمه الله ومعلوم ان الحي العاقل لا يختار محبة ما يضره ويشقيه. وانما يصدر ذلك عن جهل وظلم فان النفس قد تهوى ما يضرها ولا ينفعها وذلك ظلم من الانسان لنفسه. اما بان تكون جاهلة بحال محبوب بان تهوى الشيء وتحبه غير عالمة بما في محبته من المضرة. كثير من اه من انخرط في مثل هذا الضياع لو تأمل مثل هذه المعاني لعدل عن هذه المحبة ولا لوازمها من اول الطريق العدل عنها من اول الطريق لكن كثير يدخلون جهل منهم بالعواقب والمآلات نعم قال رحمه الله وهذا حال من اتبع هواه بغير علم. واما عالمة بما في محبته من المضرة لكن تؤثر هواها على علمها وقد تتركب محبتها من امرين اعتقاد فاسد وهوى مذموم وهذا حال من اتبع الظن وما تهوى الانفس. نعم اتباع الظن وما تهوى الانفس هو خلاصة الامر الذي ذكر فرحمه الله فالفساد ينشأ عن امرين او عن مجموعهما كل فساد انما ينشأ عن امرين او عن مجموع الامرين فساد العلم هو فساد القصد او فسادهما معا فساد العلم او فساد القصد او فساد الامرين معا. فالفساد انما ينشأ عن ذلك. اما عن فساد العلم او عن فساد القصد او عن فساد في العلم والقصد قول الله سبحانه وتعالى اتباع الظن ويتبعون الا الظن وما تهوى الانفس فيه الاشارة الى ان الانحراف راجع الى هذين النوعين من الفساد اتباع الظن اتباع ما تهوى الانفس تهوى الانفس هذا فساد للارادة اتباع الظن هذا فساد العلم نعم قال رحمه الله فلا تقع المحبة الفاسدة الا من جهل واعتقاد فاسد او هوى غالب او ما تركب من ذلك واعان بعضه بعضا فتتفق شبهة فتتفق شبهة يشتبه بها الحق بالباطل تزين له امر المحبوب وشهوة تدعوه الى حصوله فيتساعد جيش الشبهة والشهوة على جيش العقل والايمان والغلبة لاقواهما. نعم لن اه هناك يعني في القلب تنازع بين داعي الايمان وهذا الداعي الذي هو داعي الشهوات آآ او الشبهات لان الشبهات تفسد التصور والعلم والشهوات تفسد الارادة والعمل والسلوك فالمرء في نزاع وهو مع ايهما غلب ولهذا يسأل المرء ربه ان يحفظ له دينه وان يصلح له دينه وان يعيده من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء نعم قال رحمه الله واذا عرف هذا فتوابع كل نوع من انواع المحبة له حكم متبوعه. فالمحبة النافعة المحمودة التي هي عنوان سعادة العبد توابعها كلها نافعة له حكمها حكومة وعيها فان بكى نفعه وان حزن نفعه وان فرح نفعه وان انقبض نفعه وان انبسط نفعه فهو يتقلب في منازل المحبة واحكامها في مزيد وربح وقوة. نعم سبحان الله يعني هذا فقهه مهم جدا. نعم لان من كان في قلبه آآ محبة الله وعمله متأسس على هذه المحبة وسيره قائم على هذه المحبة فهو يتقلب في خير ويتقلب في مزيد وفي رفعة وايامه كلها زيادة في الخير وان تجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ايامه كلها زيادة خير حتى ما يصيب من الام او احزان او امراض او غير ذلك هو لا يزال يتقلب في الخير ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن نعم قال رحمه الله والمحبة الضارة المذمومة توابعها واثارها كلها ضارة لصاحبها. مبعدة له من ربه كيفما تقلب في اثارها ونزل في منازلها فهو في خسارة وبعد وهذا شأن كل فعل تولد عن طاعة ومعصية. فكل ما تولد عن الطاعة فهو زيادة لصاحبه وقربه. وكل ما عن المعصية فهو خسران لصاحبه وبعد. قال تعالى ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبوا ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح. ان الله لا يضيع اجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة لا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون فاخبر سبحانه في الاية الاولى ان المتولد عن طاعتهم وافعالهم يكتب لهم به عمل صالح. واخبر في الثانية ان اعمالهم الصالحة التي باشروها تكتب لهم انفسها والفرق بينهما ان الاول ليس من فعلهم وانما تولد عنه فكتب لهم به عمل صالح والثاني افعالهم فكتبت لهم ذكر رحمه الله ايتين الاولى قال الله فيها لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة هذه الاشياء المذكورات الظمأ والنصب الذي هو التعب شدة التعب والمخمصة التي هي شدة الجوع هذه الاشياء تولدت عن الطاعة تولدت عن الطاعة والذي ذكر في الاية الثانية اه ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا هذي الطاعة نفسها العمل الذي عملوه فالله سبحانه وتعالى ذكر في الايتين ان هذا يكتب وهذا يكتب فالاية الاولى قال الا كتب لهم به عمل صالح والاية الثانية قال الا كتب لهم لونا قال الا كتب لهم به عمل صالح. لان لان تولد عن العمل الصالح في كتب لهم به عمل صالح وهذا وهذه فائدة منشطة ايضا للمؤمن ان ما تولد عن عمله الصالح يحتسبه عند الله يكتب له عملا صالحا يكتب له عملا صالحا الا كتب له به عمل صالح فالظمأ والنصب والمخمصة هذي تولدت عن العمل الصالح فكتبت كتبها الله لهم عملا صالحا الاية الثانية قال ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة الا كتب لهم هنا قال الا كتب لهم. في الاولى قال الا كتب لهم به عمل صالح لانه في نفسه لانه في نفسه امر تولد عن عمل صالح في كتب لهم به عمل صالح قال فاخبر سبحانه في الاية الاولى ان المتولد عن طاعتهم وافعالهم يكتب لهم به عمل صالح. واخبر في الثاني ان اعمالهم الصانعة التي باشروا وتكتب لهم لهم انفسها والفرق بينهما ان الاول ليس من فعلهم وانما تولد عنه فكتب لهم به عمل صالح والثاني نفس اعمالهم فكتبت لهم فهذا يستفيد منه فائدة عظيمة آآ ان المؤمن في طاعاته تكتب له طاعاته ويكتب له ايضا تكتب له طاعاته اعمالا صالحة ويكتب له ايضا ما تولد عن طاعاته من ظمأ او نصب او شدة او غير ذلك ايظا يكتب له بذلك عمل صالح. وهذا من فظل الله سبحانه وتعالى على عبده المؤمن فليتأمل فليتأمل قتيل المحبة هذا الفصل حق التأمل ليعلم ماله وما عليه. نعم قتيل محبة ليتأمل هذا الفصل يعني صاحب المحبة المحمودة انظر هذا النعيم الذي اكرمه الله به والفوز العظيم وكل ما يتقلب فيه حتى الحزن حتى الالم حتى المصيبة كل ما يتقلب فيه آآ فهو آآ فهو في مزيد وفي رفعة وفي علو والاخر كل ما يتقلب فيه فهو في نقص وفي سفول. وفي ظياع فليتأمل قتيل المحبة هذا الفصل حق التأمل ليعلم ما له وما عليه نعم قال رحمه الله سيعلم يوم العرض اي بضاعة اضاع وعند الوزن ما كان حصلا. بس الله ان يحفظ علينا اجمعين ديننا والا يخزينا يوم العرض عليه وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا