نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابن القيم الجوزية رحمه الله فصل وكما ان المحبة والارادة اصل كل فعل كما تقدم فهي اصل كل دين سواء كان حقا او باطلا فان الدين هو من الاعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والارادة اصل ذلك كله والدين هو الطاعة والعادة والخلق فهو الطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلقا وعادة ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال الامام احمد رحمه الله عن ابن عيينة قال ابن عباس رضي الله عنهما لا على دين عظيم وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن والدين فيه معنى الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لا يزال حديث الامام ابن القيم رحمه الله تعالى عن المحبة وفي هذا الفصل يذكر ان المحبة اصل الاعمال ايا كانت والاديان ايا كان نوعها حقا كانت او باطلا فالمحرك في هذا كله هو المحبة وهذا فيه خطورة المحبة وانها اذا صلحت وكانت محبة ايمان وطاعة كانت اعمال العبد كلها في طاعة الله سبحانه وتعالى واذا كانت المحبة بخلاف ذلك كانت بحسب ذلك الامر الذي احبه الانسان وهذا وهذا يؤكد فيه رحمه الله تعالى على عظم شأن المحبة وعظم شأن اصلاحها وان اولى ما يعنى به المرء ان يعمر قلبه بمحبة الله سبحانه وتعالى ان يجاهد نفسه على الحذر من المحبات الباطلة الزائفة التي هي مهلكة فالعبد في دنياه واخراه ذكر هنا رحمه الله ان المحبة اصل كل دين سواء كان حقا او باطلا ولهذا في الاديان الباطلة ينشأ الصغير على حب ذلك الدين فلوجود هذه المحبة في قلبه من صغره على حب ذلك الدين الباطل او حتى قل عندما ينشأ الصغير على حب بعض البدع ببعض المجتمعات التي تشيع فيها البدع فينشى عاملا بها غير مفرط لما نشئ عليه من صغره من محبة لذلك الباطل او تلك البدعة او ذلك الدين او نحو ذلك وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه تهويده وتنصيره وتنجيسه بتنشئة من صغري على محبة باطلهم واديانهم الباطلة فالدين اصل اه فالمحبة اصل فالمحبة اصل في الاديان سواء كانت حقا او باطلا قال فان الدين هو من الاعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والارادة اصل ذلك كله المحبة والارادة اصل ذلك كله اي اصل الدين اصل الدين ظاهره وباطنه ثم قال الدين هو الطاعة والعادة والخلق معنى الدين في مدلول هذه الكلمة لغة يطلق على الطاعة قوله سبحانه وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا ان الدين عند الله الاسلام الدين يطلق على الطاعة الدين يطلق على الطاعة ويطلق ايضا على العادة التي الفها الانسان واحبها واصبح معتادا على فعلها يعملها لحبه لها فالدين هو الطاعة والدين ايضا من اطلاقاته الان يطلق على العادة ويطلق على الخلق الذي المرء آآ محافظ عليه او مستمسك به فوالطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلقا وعادة ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال ابن عباس رضي الله عنهما لعلى دين عظيم على خلق عظيم لعلى دين عظيم. يوضح ذلك قول عائشة ام المؤمنين عندما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن اي ان الاعمال التي في القرآن التي جاء في القرآن الامر بها والتروك ايضا التي جاء في القرآن النهي عنها شأن النبي صلى الله عليه وسلم انه عامل بذلك على التمام والكمال. فكان قدوة واسوة لعباد الله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا نعم قال رحمه الله والدين فيه معنى الايذال والقهر وفيه معنى الذل والخضوع والطاعة فلذلك يكون من الاعلى الى الاسفل كما يقال دنته فدان اي قهرته فذل. قال الشاعر هو دان الربا اذ كرهوا الدين فاضحوا بعزة وصيان. نعم هنا يعني الشاعر يقول هو دان الرباب اذ كرهوا الدين. المراد بالدين هنا العادة. المراد بالدين هنا العادة اي اذلهم وردهم الى مراده وهي العادة التي هم عليها آآ اذلهم وردهم الى مراده وهو دان الرباب اذ كرهوا الدين. اذ كرهوا الدين نعم قال رحمه الله ويكون من الادنى للاعلى كما يقال بنت الله ودنت لله وفلان لا يدين الله دينا ولا يدين الله بدين فدانا الله اي اطاع الله واحبه وخافه ودان لله اي خشع له وخضع وذل وانقاد. نعم الدين يعني في اصل مدلول الكلمة يكون من الاعلى الى الاسفل دينته فدان اي قهرته فذل ويكون من الادنى الى الاعلى كما يقال دنت لله اي خظعت وذللت لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله والدين الباطن لابد فيه من الحب والخضوع كالعبادة سواء بخلاف الدين الظاهر فانه لا يستلزم الحب. وان كان فيه انقياد وذل في الظاهر. هذه فائدة الان الدين الباطن يعني ما يكون في باطن الانسان من تدين التي اعمال القلوب والتي لا يراها الناس ليس فيها تصنع للمخلوقين ولا مرآة المخلوقين لانها اشياء باطنة فهذه لا تنشأ الا عن حب لكن الدين الظاهر الدين الظاهر التي هي الاعمال الظاهرة قد تنشأ عند الانسان ويفعلها ولم يقم في قلبه حب لها لكنه يفعلها ماذا يفعلها مرآة يفعلها وهو لا يريدها ولكنه يفعلها اظهارا لانه يعمل هذا العمل وهو في باطنه لا يحبه ولا يريده مثل صنيع المنافقين اذا جاءك المنافقين قالوا امنا هذا القول يخالف ما في باطنهم بل لا يحبون هذا الدين فالدين الباطن لا يكون الا عن حب اما الدين الظاهر فقد يكون عن حب وقد يكون عن غير حب نعم قال رحمه الله وسمى الله سبحانه يوم القيامة يوم الدين لانه اليوم الذي يدين فيه الناس الذي يدين فيه الناس اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر. وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم فلذلك فسر بيوم الجزاء ويوم الحساب نعم منا اسماء يوم القيامة يوم الدين. وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله وسمي يوم القيامة يوم الدين لانه يوم المجازاة بل من اسماء الله سبحانه وتعالى الديان وفي الحديث الصحيح انا الديان. الديان اي المجازي يجازي العباد ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فالديان المجازي اي الذي يجازي عباده ويحاسبهم على اعمالهم ويوم الدين اي يوم القيامة يا يوم يوم الجزاء والحساب نعم قال رحمه الله وقال تعالى فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها الايات اي هلا فلولا ان كنتم غير مدينين يعني ان كنتم تظنون انكم لا تحاسبون ولا تجزون على اعمالكم وانه ليس هناك بعث ولا حساب ولا فهذه روح قريبكم بين ايديكم تقبض فارجع روحه ان كنتم صادقين في ذلك فقول الشاذ قوله غير مدينين اي غير محاسبين ولا مجزيين على اعمالكم نعم قال رحمه الله اي هلا تردون الروح الى مكانها ان كنتم غير مرغوبين ولا مقهورين ولا مجزيين وهذه الاية تحتاج الى تفسير فانها سيقت للاحتجاج عليهم في انكارهم البعث والحساب ولابد ان يكون الدليل مستلزما لمدلوله بحيث ينتقل الذهن منه الى المدلول لما بينهما من التلازم. فكل ملزوم دليل فكل ملزوم دليل على لازمه. ولا يجب العكس ووجه الاستدلال انهم اذا انكروا البعث والجزاء فقد كفروا بربهم وانكروا قدرته وربوبيته وحكمته. فاما ان اقروا بان لهم ربا قاهرا لهم متصرفا فيهم كما يشاء يميتهم اذا شاء ويحييهم اذا شاء ويأمرهم وينهاهم ويثيب محسنهم ويعاقب مسيئهم واما الا يقروا برب هذا شأنه فان اقروا به امنوا بالبعث والنشور والدين الامري والجزائي. وان انكروه وكفروا به فقد زعموا انهم غير مربوبين ولا محكوم عليهم ولا لهم رب يتصرف فيهم كما اراد. والدين الامر والجزاء كلاهما تقدم ذكرى ابن القيم رحمه الله تعالى لهما الامر الديني الذي هو الطاعة ان الدين عند الله الاسلام والامر الجزائي اي الحساب وما ادراك ما يوم الدين. نعم قال رحمه الله فهلا يقدرون على دفع الموت عنهم اذ جاءهم؟ وعلى رد الروح الى مستقرها اذا بلغت الحلقوم وهذا خطاب للحاضرين عند المحتضر. نعم. هذا الخطاب اقارب الميت الذي حضره الموت هل اه هؤلاء الذين يدعون ان لا بعث فهذا ميتهم اذا كانوا يدعون ذلك فهلا ارجع روحه او حبسوها الا تخرج نعم قال رحمه الله وهذا خطاب للحاضرين عند المحتضر وهم يعاينون موته اي فهلا تردون روحه الى مكانها ان كان كن قدرة وتصرف ولستم مربوبين ولا مقهورين لقاهر قادر يمضي عليكم احكامه وينفذ فيكم اوامره وهذا غاية التعجيز لهم. اذ تبين عجزهم عن رد نفس واحدة من مكان الى مكان. ولو اجتمع على ذلك الثقلان فيا لها من اية دالة على ربوبيته سبحانه ووحدانيته. وتصرفه في عباده ونفوذ احكامه فيهم مجاريانها عليهم. والدين دينان دين شرعي امري. ودين حسابي جزائي. وكلاهما لله وحده فالدين كله لله امرا او جزاء والمحبة اصل كل كل واحد من الدينين. نعم الدين دينان دين شرعي لما شرعه الله وامر به عبادة ام لهم شركاء شرعوا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الا الدين لله الدين لله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق واوجدهم من العدم وهو الذي يشرع لهم من الاحكام والاوامر والنواهي ما يشاء سبحانه وتعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ورضيت لكم الاسلام دينا. فالدين لله سبحانه وتعالى هو الذي يشرع ما ما يشاء يحكم ما بما يريد سبحانه وتعالى. وايضا الدين الذي بالمعنى الثاني الدين الجزائي الذي هو المجازاة على الاعمال لله سبحانه وتعالى يجزي جل وعلا وهو الديان آآ المصيبة اساءاتي والمحسن باحسان ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى لتجزى كل نفس بما تسعى نعم قال رحمه الله وكذلك دينه الجزائي قال رحمه الله فانما شرعه سبحانه وامر به يحبه ويرضاه وما نهى عنه فانه يكرهه ويبغضه لمنافاته لما يحبه ويرضاه فهو يحب ضده فهو يحب ظده يعني ما نهى عنه من المعاصي والاثام يحب ظدها نهى عن الكذب فهو يحب الصدق نهى عن الخيانة يحب الوفاء وهكذا نعم قال رحمه الله فعاد دينه الامري كله الى محبته ورضاه ودين العبد لله به انما يقبل اذا كان عن محبة ورضا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا فهذا الدين قائم بالمحبة وبسببها شرع. ولاجلها شرع وعليها اسس وكذلك دينه الجزائي فانه يتضمن مجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساءته وكل من الامرين محبوب للرب فانهما عدله وفضله وكلاهما من صفات كماله. اي نعم اثابة المحسن هذا فظله الله ومعاقبة المسيء هذا عدل الله سبحانه وتعالى وكلاهما محبوب الى الله العدل والفضل العدل والفظل كلاهما محبوب لله فعاد كما ذكر رحمه الله الامر الى المحبة في مجازاة المحسن باحسانه وايضا مجازاة المسيء باساءته نعم قال رحمه الله وهو سبحانه يحب اسماءه وصفاته ويحب من يحبها وكل واحد من الدينين فهو صراطه المستقيم الذي هو عليه سبحانه فهو على صراط مستقيم قال ويحب من يحبها ولهذا سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن وهي بهذه المكانة لانها اخلصت لصفة لبيان صفة الرب لبيان صفة الرب وفي قصة الصحابي الجليل الذي كان يختم الصلاة بقل هو الله احد فاشكل ذلك على من معه من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فنقلوا خبره الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال سلوه لاي شيء يفعل ذلك؟ فسألوه قال لان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن ان فيها صفة الرحمن وانا احب الرحمن فقال عليه الصلاة والسلام اخبروه ان حبك اياها ادخلك الجنة ان حبك اياها ادخلك الجنة. فالله عز وجل يحب من يحب صفاته وهذا الصحابي كان يكثر من قراءة قل هو الله احد لان لانها اخلصت لذكر صفة الرب سبحانه وتعالى فالله يحب من يحب اسماءه وصفاته وهذه المحبة لاسماء الله وصفاته هي التي تثمر في العبد التعظيم والذل والخضوع لان كل اسم من اسماء الله وكل صفة من صفاته لها لها عبودية هي مقتضيات الايمان بذلك الاسم او الايمان بتلك الصفة نعم قال رحمه الله وكل واحد من الدينين فهو فهو صراطه المستقيم كل واحد من الدينين اي الامر والجزاء هو صراطه المستقيم الذي هو عليه سبحانه فهو على صراط مستقيم في امره ونهيه وثوابه وعقابه كما قال تعالى اخبارا عن نبيه هود عليه السلام انه قال لقومه اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم ما من من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ان ربي على صراط مستقيم. انظر قوة التوكل و تحقيق هذا التوكل على الله سبحانه وتعالى اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فلا اخشى احدا من الناس لان نواصيهم بيد الله نواصيهم بيد الله فيكفيني شرهم واذاهم بما يشاء سبحانه وتعالى ولا اخاف ظلما ولا هظما لان الله على صراط مستقيم لانه سبحانه وتعالى على صراط مستقيم فاعماله كلها عدل وفضل فضل على لاهل الاحسان وعدل مع اهل الاساءة ولا يظلم ربك احدا نعم قال رحمه الله ولما علم نبي الله ان ربه على صراط مستقيم في خلقه وامره وثوابه وعقابه وقضائه وقدره. ومنعه عطائه وعافيته اما علم ولما علم نبي الله ان ربه على صراط مستقيم في خلقه وامره وثوابه وامره ونهيه احسن الله اليكم ولما علم نبي الله ان ربه على صراط مستقيم في خلقه وامره ونهيه وثوابه وعقابه وقضائه وقدره ومنعه وعطائه وعافيته وبلائه وتوفيقه وخذلانه لا يخرج في ذلك عن موجب كماله المقدس الذي تقتضيه اسماؤه وصفاته من العدل والحكمة والرحمة والاحسان والفضل ووضع الثواب في موضعه والعقوبة في موضعها اللائق بها ووضع التوفيق والخذلان والعطاء والمنع والهداية والاظلال كل ذلك في اماكنه ومحاله اللائقة به بحيث يستحق على ذلك كمال الحمد والثناء. اوجب له ذلك العلم والعرفان ان نادى على رؤوس الملأ من قومه جنان ثابت وقلب غير خائف بل متجرد لله اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ثم اخبر عن عموم قدرته وقهره لكل ما سواه وذل كل شيء لعظمته. فقال ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها فكيف اخاف من ناصيته بيد غيره وهو في قبضته وتحت قهره وسلطانه وسلطانه دونه وهل هذا الا من اجهل الجهل واقبح الظلم ثم اخبر انه سبحانه على صراط مستقيم في كل ما يقضيه ويقدره فلا يخاف العبد جوره ولا ظلمه فلا اخاف ما دونه فان ناصيته بيده ولا اخاف جوره ولا ولا ظلمه فانه على صراط مستقيم. هذا فقه فقه عظيم لهذه الاية وبيان لهذا التوكل العظيم من نبي الله هود عليه السلام في مقام التهديد اي من قومه والتوعد له ويبين انه لا يخاف هذا التهديد الذي يهددونه به لعظم توكله على الله. قال اني توكلت على الله ربي وربكم. ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فقوله ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها اي فلا اخاف ما دونه لان النواصي العباد كلها بيد الله نواصي العباد بيد الله فالله سبحانه وتعالى يتولى وحفظه كما قال عز وجل اليس الله بكاف عبده؟ وكما قال ومن يتوكل على الله فهو حسب فيقول لا اخاف لان نواصي العباد كلها بيد الله ما من ناصية الا هو اخذ بناصيتها ولهذا جاءت هذه اللفظة في اه في بعض الاوراد المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لانها من من تحقيق التوكل على الله وهذا المعنى عندما يستحضره المتوكل يزداد قوة توكله على الله سبحانه وتعالى مثل ما جاء اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها في ما يقال عند النوم بما يقال عند النوم فيه واعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر لكل دابة انت اخذ بناصيته اللهم انت الاول فليس قبلك شيء الى اخره فجاءت هذه اللفظة في الاوراد المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام لان استحضار هذا المعنى مما يعم توكل العبد فكل ما يخشاه العبد ويخافه ايا كان ناصيته بيد الله والله والله سبحانه وتعالى قدير على كل شيء ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. يقول فلا اخاف ما ما دونه فان ناصيته او بيده ولا اخاف جوره اي هو سبحانه وتعالى وظلمه فانه على صراط مستقيم نعم قال رحمه الله فهو سبحانه ماض في عبده حكمه عدل فيه قضاؤه له الملك وله الحمد وردت هذه في الدعاء الذي يقال عند الهم الكرب من انسب ما يكون ان يقال ذلك اه وان يحقق الايمان بذلك هذا التوكل على الله فيما يصيب المرء من كربات وشدائد. نعم قال لا يخرج تصرفه في عباده عن العدل والفضل ان اعطى واكرم وهدى ووفق فبفضله ورحمته وان منع واهان واضل وخذل واشقى فبعدله وحكمته وهو على صراط مستقيم في هذا وهذا في هذا وهذا اي في فضله وعدله في فضله على ان اهل الاحسان والطاعة وعدله مع اهل المعصية والاساءة. نعم قال رحمه الله وفي الحديث الصحيح ما اصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه فرحها. نعم وفي رواية فرجا. نعم قال رحمه الله وهذا يتناول حكم الرب الكوني. قالوا يا رسول الله ما عندك؟ الا نتعلمهن قال بل ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن هذا تمام الحديث سألوه عليه الصلاة هل نتعلم هذا؟ لما ذكره لهم؟ قال نعم ينبغي هكذا قال عليه الصلاة ينبغي لمن سمعه ان يتعلمه ها انتم سمعتموه. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ينبغي لمن سمع ان يتعلم فمن لم يكن متعلما هذا الدعاء فليتعلمه الساعة فليتعلمه هذه الساعة وليبدأ بالعناية به فانه من اعظم ما تفرج به الهموم وتزال به الكرب ويقوم هذا الدعاء على اربعة اركان ليس المراد فقط ان يقوله في كربته بل ان يحقق الايمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى. فهذا الدعاء العظيم الذي تزول به الكرب والشدائد يقوم على اربعة اركان جمعت في هذا الدعاء العظيم الاول تحقيق العبودية لقوله انا عبدك وابن عبدك والثاني تحقيق التوكل على الله سبحانه وتعالى في قوله ناصيتي بيدك ماض في حكمك والثالث الايمان باسمائه وصفاته وتحقيق ما تقتضيه من عبودية لله سبحانه وتعالى والرابع العناية بالقرآن العظيم الذي هو كتاب السعادة ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وهمي وعندما يقول المرء هذا الدعاء مختوما بقوله ان تجعل القرآن ربيع قلبي لا يليق به ان يقوله ويدعو الله ان يجعل القرآن ربيع قلبه ثم يتبع ذلك بهجر القرآن ثم يتبع ذلك بهجر القرآن بل اذا سأل الله ان يجعل القرآن ربيع قلبه يفتح القرآن ويقرأ ويتدبر حتى يكون ربيعا لقلبه اما ان يبقى القرآن في الرف لا يفتحه ولا ينظر فيه ولا يقرأ ويريد ان يكون ربيعا لقلبه فيتبع عليه ان يتبع الدعاء بالعمل وهذي قاعدة مهمة جدا في باب الادعية ان المرء اذا دعا الله بشيء يتبعه ببذل السبب. يتبعه ببذل السبب فتتحقق الاعانة ويحصل المقصود باذن الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله وهذا يتناول حكم الرب الكوني والامري وقضاءه الذي يكون باختيار العبد وغير اختياره يقصد في قوله ماض في حكمك نعم اد فيه قضاؤك نعم فكلا الحكمين ماض في عبده وكلا القظائين عدل فيه فهذا الحديث مشتق من هذه الاية بينهما اقرب نسب. نعم سبحان الله هذا الحديث يعني الذي هو دعاء الكرب مشتق من من هذه الاية بينهما اقرب نسب. الاية اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دون فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير